×

Nous utilisons des cookies pour rendre LingQ meilleur. En visitant le site vous acceptez nos Politique des cookies.


image

Poetry *, تميم البرغوثي | مع تميم - تقبيل

تميم البرغوثي | مع تميم - تقبيل

ذق خمرة الحانيات لا الحان

دنانها بسمة وعينان

يبقى إلى يوم الدين شاربها في سكرة

وهو غير سكران

يمنى ويسرى رجلاه في جدل

أو قل هما في الشعار سيفان

إذا رأى الجمع ظنه رجلاً

والشخص في ناظريه شخصان

ورثت عن أجدادي ترحلهم

أصنع حيث ارتحلت أوطاني

عناقنا رقعة محررة

حدودها الصدر والذراعان

لو وضعت كفها على كتفي

ينبت من تحتها جناحان

تطيل عمري بقبلة عرضت

فجاءة من رَوح ورَيحان

فلست أدري من طول قبلتنا

أمرّ يوم أم مر يومان

والقبلة الحق لا يبين بها

أي الحبيبين قبّل الثاني

كالريح في الريح لا تميزها

لا بخطوط ولا بألوان

فاعرف إذا بان من يقبل من

أنهما واحدان لا اثنان

لا خير في قبلة محايدة

لا بعلي ولا بعثمان

مرت بخديك من هنا وهنا

مدة ما سلم الغريبان

بل قبلة تغمض العيون لها

تحسب إلفيها يستجمان

حزامها ساعدي يشب بها

وكعبها فوق الأرض شبران

ثم انضغطنا كأننا ورق الكتاب حيث التقى الغلافان

وصدرها في صدري قد امتزجا

وذاب ما بيننا القميصان

من ذاق هذا فلا شكا أبداً

جور ملوك وضيق بلدان

لم يظلم الدهر من أتيح له

هذا الهوى من إنس ومن جان

دع الهوى يحيي أو يميت ولا

فرق فهذا وذا مريحان

شيئاً فشيئاً يُفني الفتى فإذا

لم يُبق شيئاً تخلد الفاني

كأنه استشهاد بدون دم

في خير حرب وخير ميدان

كم مؤمن طول العشق كفره

وكم هدى كافراً لإيمان

وكم تحدى الملوك مبتسماً

يقول سلطانكم وسلطاني

فأي مُلك فاق الهوى سعة

أمُلكُ داوود أم سليمان

أخوض بالعشاق الحروب ولا

بكل شاكي السلاح غضبان

فكلهم قتلى يا أخي ونجوا

وإنه لا يكون قتلان


تميم البرغوثي | مع تميم - تقبيل

ذق خمرة الحانيات لا الحان Taste the wine of the tendrils, not the melodies

دنانها بسمة وعينان She had a smile and two eyes

يبقى إلى يوم الدين شاربها في سكرة Until the Day of Judgment, her mustache remains in Soukra

وهو غير سكران He is not drunk

يمنى ويسرى رجلاه في جدل Right and left legs in controversy

أو قل هما في الشعار سيفان Or say, there are two swords in the emblem

إذا رأى الجمع ظنه رجلاً If he sees the crowd, he thinks he is a man

والشخص في ناظريه شخصان

ورثت عن أجدادي ترحلهم

أصنع حيث ارتحلت أوطاني

عناقنا رقعة محررة

حدودها الصدر والذراعان

لو وضعت كفها على كتفي

ينبت من تحتها جناحان

تطيل عمري بقبلة عرضت

فجاءة من رَوح ورَيحان

فلست أدري من طول قبلتنا

أمرّ يوم أم مر يومان

والقبلة الحق لا يبين بها

أي الحبيبين قبّل الثاني

كالريح في الريح لا تميزها

لا بخطوط ولا بألوان

فاعرف إذا بان من يقبل من

أنهما واحدان لا اثنان

لا خير في قبلة محايدة

لا بعلي ولا بعثمان

مرت بخديك من هنا وهنا

مدة ما سلم الغريبان

بل قبلة تغمض العيون لها

تحسب إلفيها يستجمان

حزامها ساعدي يشب بها

وكعبها فوق الأرض شبران

ثم انضغطنا كأننا ورق الكتاب حيث التقى الغلافان

وصدرها في صدري قد امتزجا

وذاب ما بيننا القميصان

من ذاق هذا فلا شكا أبداً

جور ملوك وضيق بلدان

لم يظلم الدهر من أتيح له

هذا الهوى من إنس ومن جان

دع الهوى يحيي أو يميت ولا

فرق فهذا وذا مريحان

شيئاً فشيئاً يُفني الفتى فإذا

لم يُبق شيئاً تخلد الفاني

كأنه استشهاد بدون دم

في خير حرب وخير ميدان

كم مؤمن طول العشق كفره

وكم هدى كافراً لإيمان

وكم تحدى الملوك مبتسماً

يقول سلطانكم وسلطاني

فأي مُلك فاق الهوى سعة

أمُلكُ داوود أم سليمان

أخوض بالعشاق الحروب ولا

بكل شاكي السلاح غضبان

فكلهم قتلى يا أخي ونجوا

وإنه لا يكون قتلان