×

Nous utilisons des cookies pour rendre LingQ meilleur. En visitant le site vous acceptez nos Politique des cookies.


image

Gamal Abd El Nasser Speeches, 26/07/1970. Closing of the National Conference of the Arab Socialist Union

26/07/1970. Closing of the National Conference of the Arab Socialist Union

أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومى:

إن مؤتمركم بالنسبة لى حدث هام، ولعلكم ترون أننى حضرت إليه يومياً، وشاركت فى أعماله منذ بدأ دورة انعقاده الحالية.

إن هذا المؤتمر توافق مع تطورات لها أهميتها، ولها خطورتها على طريق نضالنا الطويل، وكان وجودكم معى ووجودى بينكم فى هذا الوقت بالذات مشاركة أعتز بها، وسنداً تقوى به مواقفنا وتحركاتنا نحو هدف محدد وضعته الحوادث أمامنا تحدياً لمبادئنا، بل وتحدياً لحياتنا، وارتضينا جميعاً أن نعيش من أجله، وأن نموت من أجله إذا اقتضى الأمر.

إن لقاءاتنا خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وفى ظلال الأمجاد العظيمة لثورة الشعب المصرى فى ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ زادتنى اقتناعاً بأن هذا الشعب قادر على مسئولية التحدى.. تحدى المبادئ وتحدى الحياة، وبأنه سوف يعيش لمبادئه وبها، وأنه سوف ينتصر لمبادئه وبها.

إن النصر عمل، والعمل حركة، والحركة فكر، والفكر فهم وإيمان؛ وهكذا ترون أن كل شىء يبدأ بالإنسان.

وهنا فى هذا المؤتمر - كما فى كل موقع من مواقع العمل على أرضنا المقاتلة - كان الإنسان المصرى على مستوى التحدى، مؤمناً وفاهماً، مفكراً متحركاً، عاملاً منتصراً بإذن الله. لقد كانت أمامكم، وأمام شعبنا كله فى هذا المؤتمر قضية من أعقد قضايا الإنسانية والتاريخ، أعقد ما يمكن أن يواجهه شعب من الشعوب فى أى مرحلة من مراحل نضاله، وهى قضية الحرب والسلام.

وخلال المناقشات فى الجلسات المفتوحة، أو فى الجلسات المغلقة؛ فإن طريقكم كان واضحاً، لا لبس فيه ولا عوج، لا اضطراب فيه ولا ارتباك.

نحن نسعى للسلام من أجل السلام، ونحن لا نريد الحرب لمجرد الحرب، ولكن السلام له طريق واحد هو طريق انتصار المبادئ مهما تنوعت الوسائل ومهما زادت الأعباء والتضحيات، بغير انتصار المبادئ لا يكون السلام سلاماً، ومن هنا نستطيع القول بشكل محدد وحاسم أن السلام انتصار، والانتصار سلام. إن وقفة قواتنا المسلحة على خطوط الجبهة، ووقفة جماهير شعبنا وراء هذه الخطوط، وهذا العمل الممتاز الذى قمتم به فى هذه الدورة لمؤتمركم؛ ليست ظاهرة عارضة فى تاريخنا، وإنما هى مشاهد من قصة شعب خبر الكفاح وتمرس به، وعاش قضايا الحرب والسلام، وعانى مسئولياتها، وترسبت فى أعماقه ذخيرة هائلة مما تركته تجارب الحياة فى ضمائر الشعوب.

ويضاعف من قيمة المكتسبات الهائلة فى ضمير الشعب المصرى، أن تجربته التاريخية كانت على مر العصور أوسع من مصلحته الذاتية، وأكبر من حدوده السياسية، وذلك بحكم انتمائه العضوى إلى أمة عربية تعيش فى قلب العالم جغرافياً وحضارياً.

ولست أريد أن أعود إلى الماضى وصفحاته المشرفة، وإنما يكفينا استعراض ما لا يزال حياً فى أذهاننا منذ اليوم الذى ارتفعت فيه أعلام ثورة ٢٣ يوليو، إن الشعب المصرى تحت أعلام هذه الثورة رفض السلامة عن طريق الانعزال، ورفض الأنانية، برفض كل مغرياتها الوقتية، لقد جعل قضية أمته قضيته، وعاش النضال من أجلها بحياته، وكان فى ذلك يصدر عن وعى بمسار التاريخ، لم يساوره فيه شك أو تردد، أثبت أبناء هذا الشعب دائماً أنهم الأمناء.. الأمناء بالكلمة، والأمناء بالفعل.

لم تكن الحرية الاشتراكية والوحدة بالنسبة له كلمات، وإنما كانت الحرية والاشتراكية والوحدة بالنسبة له أعمالاً، بل كانت كلها بالنسبة له قتالاً.

وليس هناك علم شريف يرفرف على الأرض العربية إلا وكانت يد الشعب المصرى أول الأيدى التى امتدت لتساعد على إقامته. وليست تعنينا فى ذلك شهادة أى فرد، وإنما تعنينا فى ذلك شهادة التاريخ، وذاكرة التاريخ مبرأة من العقد، ومن الأهواء، ومن التحزب، ومن النسيان.

أيها الإخوة:

بعد أربعة أيام من العمل الجدى والبناء؛ فإنكم الآن تتأهبون للعودة إلى قواعدكم وإلى جماهيركم، وتنقلوا من هنا إلى كل بقعة فى أرض هذا الوطن المناضل رسالة هذا المؤتمر.

نحن نريد السلام ولكن السلام بعيد، ونحن لا نريد الحرب، ولكن الحرب من حولنا، وسوف نخوض المخاطر مهما كانت دفاعاً عن الحق والعدل.. حق وعدل لا سبيل لتحقيقهما غير طرد قوى العدوان من كل شبر من الأرض العربية المحتلة سنة ١٩٦٧؛ من القدس، من الجولان، من الضفة الغربية، من غزة، من سينا، وحق وعدل لا سبيل لتحقيقهما غير استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه الشرعية، وخروجه من خيام اللاجئين ليدخل مدنه وقراه ومزارعه وبيوته، ويعود مرة أخرى إلى قلب الحياة بعد أن أرغمته الظروف أن يبقى من عشرين سنة على هامش الحياة.

ذلك - أيها الإخوة - هو الهدف والطريق.. انتصار السلام وسلام الانتصار.

هذه هى رسالة هذا المؤتمر، وهذه هى قضية شعبنا وقضية أمتنا العربية.

وفقكم الله.

26/07/1970. Closing of the National Conference of the Arab Socialist Union 26.07.1970. Abschluss der Nationalen Konferenz der Arabischen Sozialistischen Union 07/26/1970. Closing of the National Conference of the Arab Socialist Union 26/07/1970. Clôture de la Conférence nationale de l'Union socialiste arabe 26.07.1970. Zamknięcie Krajowej Konferencji Arabskiej Unii Socjalistycznej 26.07.1970. Arap Sosyalist Birliği Ulusal Konferansının Kapanışı 1970 年 7 月 26 日。阿拉伯社会主义联盟全国会议闭幕

أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومى: Liebe Mitbürger, Mitglieder der Nationalen Konferenz: Dear fellow citizens, members of the National Conference: Chers concitoyens, membres de la Conférence nationale :

إن مؤتمركم بالنسبة لى حدث هام، ولعلكم ترون أننى حضرت إليه يومياً، وشاركت فى أعماله منذ بدأ دورة انعقاده الحالية. For me, your conference is an important event, and you may see that I attended it daily and participated in its work since the beginning of its current session. Votre conférence est pour moi un événement important, et vous constaterez que j'y ai assisté quotidiennement, et participé à ses travaux depuis le début de sa présente session.

إن هذا المؤتمر توافق مع تطورات لها أهميتها، ولها خطورتها على طريق نضالنا الطويل، وكان وجودكم معى ووجودى بينكم فى هذا الوقت بالذات مشاركة أعتز بها، وسنداً تقوى به مواقفنا وتحركاتنا نحو هدف محدد وضعته الحوادث أمامنا تحدياً لمبادئنا، بل وتحدياً لحياتنا، وارتضينا جميعاً أن نعيش من أجله، وأن نموت من أجله إذا اقتضى الأمر. This conference coincides with developments that are important and dangerous to our long struggle. Your presence at this time and time has been a proud participation, and our positions and movements have strengthened us to a specific goal that the incidents have posed to us, challenging our principles and challenging our lives. We live for it, and die for it if necessary.

إن لقاءاتنا خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وفى ظلال الأمجاد العظيمة لثورة الشعب المصرى فى ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ زادتنى اقتناعاً بأن هذا الشعب قادر على مسئولية التحدى.. تحدى المبادئ وتحدى الحياة، وبأنه سوف يعيش لمبادئه وبها، وأنه سوف ينتصر لمبادئه وبها. Our meetings during the last four days, and in the shadow of the great glory of the revolution of the Egyptian people on July 23, 1952, made me more convinced that this people is capable of challenging the challenge, defying principles and challenging life, that they will live by its principles and that it will triumph over its principles.

إن النصر عمل، والعمل حركة، والحركة فكر، والفكر فهم وإيمان؛ وهكذا ترون أن كل شىء يبدأ بالإنسان. Sieg ist Handeln, Handeln ist Bewegung, Bewegung ist Denken, Denken ist Verstehen und Glauben. Und so sieht man, dass alles mit einer Person beginnt. Victory is action, action is movement, movement is thought, thought is understanding and faith. And so you see that everything starts with a person.

وهنا فى هذا المؤتمر - كما فى كل موقع من مواقع العمل على أرضنا المقاتلة - كان الإنسان المصرى على مستوى التحدى، مؤمناً وفاهماً، مفكراً متحركاً، عاملاً منتصراً بإذن الله. And here in this conference - as in every site of work on our battlefield - was the Egyptian man at the level of challenge, a believer and an understanding, a mobile thinker, a victorious factor, God willing. لقد كانت أمامكم، وأمام شعبنا كله فى هذا المؤتمر قضية من أعقد قضايا الإنسانية والتاريخ، أعقد ما يمكن أن يواجهه شعب من الشعوب فى أى مرحلة من مراحل نضاله، وهى قضية الحرب والسلام. We have before you, and before our entire people at this conference, one of the most complex issues of humanity and history, the most complex thing that a people can face at any stage of its struggle, the issue of war and peace.

وخلال المناقشات فى الجلسات المفتوحة، أو فى الجلسات المغلقة؛ فإن طريقكم كان واضحاً، لا لبس فيه ولا عوج، لا اضطراب فيه ولا ارتباك. During discussions in open sessions, or in closed sessions, your path was clear, unambiguous, and unruly, unsettled and unsettled.

نحن نسعى للسلام من أجل السلام، ونحن لا نريد الحرب لمجرد الحرب، ولكن السلام له طريق واحد هو طريق انتصار المبادئ مهما تنوعت الوسائل ومهما زادت الأعباء والتضحيات، بغير انتصار المبادئ لا يكون السلام سلاماً، ومن هنا نستطيع القول بشكل محدد وحاسم أن السلام انتصار، والانتصار سلام. We seek peace for peace, and we do not want war for the sake of war, but peace has one way, the path of the victory of principles, no matter how varied the means and the burdens and sacrifices. Without the victory of principles, peace can not be peace. And victory is peace. إن وقفة قواتنا المسلحة على خطوط الجبهة، ووقفة جماهير شعبنا وراء هذه الخطوط، وهذا العمل الممتاز الذى قمتم به فى هذه الدورة لمؤتمركم؛ ليست ظاهرة عارضة فى تاريخنا، وإنما هى مشاهد من قصة شعب خبر الكفاح وتمرس به، وعاش قضايا الحرب والسلام، وعانى مسئولياتها، وترسبت فى أعماقه ذخيرة هائلة مما تركته تجارب الحياة فى ضمائر الشعوب. This is not a casual phenomenon in our history, but rather scenes from the story of the people of the story of the struggle and practiced by it, lived the issues of war and peace, and suffered its responsibilities. , And deposited in the depths of the enormous ammunition left by the experiences of life in the consciences of peoples.

ويضاعف من قيمة المكتسبات الهائلة فى ضمير الشعب المصرى، أن تجربته التاريخية كانت على مر العصور أوسع من مصلحته الذاتية، وأكبر من حدوده السياسية، وذلك بحكم انتمائه العضوى إلى أمة عربية تعيش فى قلب العالم جغرافياً وحضارياً. And the value of the great gains in the conscience of the Egyptian people, that his historical experience has been over the ages wider than self-interest, and greater than its political borders, and by virtue of its membership to an Arab nation living in the heart of the world geographically and civilization.

ولست أريد أن أعود إلى الماضى وصفحاته المشرفة، وإنما يكفينا استعراض ما لا يزال حياً فى أذهاننا منذ اليوم الذى ارتفعت فيه أعلام ثورة ٢٣ يوليو، إن الشعب المصرى تحت أعلام هذه الثورة رفض السلامة عن طريق الانعزال، ورفض الأنانية، برفض كل مغرياتها الوقتية، لقد جعل قضية أمته قضيته، وعاش النضال من أجلها بحياته، وكان فى ذلك يصدر عن وعى بمسار التاريخ، لم يساوره فيه شك أو تردد، أثبت أبناء هذا الشعب دائماً أنهم الأمناء.. الأمناء بالكلمة، والأمناء بالفعل. I do not want to go back to the past and its honorable pages. It is enough to review what is still alive in our minds since the day when the flags of the July 23 revolution rose. The Egyptian people under the flags of this revolution rejected safety by isolationism and rejection of selfishness by rejecting all their temporary temptations. He made the issue of his nation his cause, and lived the struggle for his life, and he was aware of the course of history, he had no doubt or hesitation, the people of this people have always proved that they are trustees .. Secretaries of the word, and the faithful already.

لم تكن الحرية الاشتراكية والوحدة بالنسبة له كلمات، وإنما كانت الحرية والاشتراكية والوحدة بالنسبة له أعمالاً، بل كانت كلها بالنسبة له قتالاً. Social freedom and unity were not words to him, but freedom, socialism and unity were deeds for him, but were all for him.

وليس هناك علم شريف يرفرف على الأرض العربية إلا وكانت يد الشعب المصرى أول الأيدى التى امتدت لتساعد على إقامته. There is no honorable flag flying on Arab land, but the hand of the Egyptian people was the first hand that extended to help establish it. وليست تعنينا فى ذلك شهادة أى فرد، وإنما تعنينا فى ذلك شهادة التاريخ، وذاكرة التاريخ مبرأة من العقد، ومن الأهواء، ومن التحزب، ومن النسيان. We are not concerned with the testimony of any individual, but concern us with the testimony of history, and the memory of history is full of the decade, and the passions, and the party, and forgetfulness.

أيها الإخوة: Dear brothers:

بعد أربعة أيام من العمل الجدى والبناء؛ فإنكم الآن تتأهبون للعودة إلى قواعدكم وإلى جماهيركم، وتنقلوا من هنا إلى كل بقعة فى أرض هذا الوطن المناضل رسالة هذا المؤتمر. After four days of serious and constructive work, you are now ready to return to your bases and to your masses, and move from here to every spot in the land of this struggling nation the message of this conference.

نحن نريد السلام ولكن السلام بعيد، ونحن لا نريد الحرب، ولكن الحرب من حولنا، وسوف نخوض المخاطر مهما كانت دفاعاً عن الحق والعدل.. حق وعدل لا سبيل لتحقيقهما غير طرد قوى العدوان من كل شبر من الأرض العربية المحتلة سنة ١٩٦٧؛ من القدس، من الجولان، من الضفة الغربية، من غزة، من سينا، وحق وعدل لا سبيل لتحقيقهما غير استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه الشرعية، وخروجه من خيام اللاجئين ليدخل مدنه وقراه ومزارعه وبيوته، ويعود مرة أخرى إلى قلب الحياة بعد أن أرغمته الظروف أن يبقى من عشرين سنة على هامش الحياة. We want peace, but peace is long, and we do not want war, but the war around us, and we will take risks no matter what is in defense of justice and right ... Right and justice can not be achieved other than the expulsion of the forces of aggression from every inch of the Arab land occupied in 1967; From the West Bank, from Gaza, from Sinai, and from the right and justice, which can not be achieved other than the restoration of the legitimate rights of the Palestinian people and their exit from the refugee camps to enter their cities, villages, farms and homes, and return to the heart of life after the circumstances forced him to stay for twenty years On the sidelines of life.

ذلك - أيها الإخوة - هو الهدف والطريق.. انتصار السلام وسلام الانتصار. That - brothers - is the goal and the road .. the victory of peace and the peace of victory.

هذه هى رسالة هذا المؤتمر، وهذه هى قضية شعبنا وقضية أمتنا العربية. This is the message of this conference, and this is the issue of our people and the cause of our Arab nation.

وفقكم الله. May God help you.