أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقني كاسات راح وغن لي
بذكر سليمه والكمان ونغني
فدع عنك ليلى العامرية إنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها في الكلام المغمغم
أراك طروبا والها كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة
فما هذه إلاسجية من رمي
على شاطيء الوادي نظرت حمامة
أطالت علي حسرتي وتندمي
فإن كنت مشتاقا إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أغارعليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
أغارعلى أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقـبل ثغـرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
ولا مقصدي الا تجود وتنعمي
ولاتقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يامنية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داود وعفة مريم
ولي حزن يعقوب ووحشة يونس
وآلام أيوب وحسرة آدم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي أهكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشى حرق الجوى
مقالة من فـي القـول لـم يتبـرم
وعيشك ماهذا خضاب عرفته
فلا تك بالبهتان والزور متهمي
ولكنني لما وجدتك راحلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دما يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا
بكاها فكان الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعـرب وأعجم
عراقية الألحاظ .. مكية الحشا
هلالية العينين طائية الفم
وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها
بثغر كأن الدر فيه منظم
أشارت بطرف العين خيفة أهلها
إشاره محزون ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم