×

Ми використовуємо файли cookie, щоб зробити LingQ кращим. Відвідавши сайт, Ви погоджуєтесь з нашими cookie policy.


image

تاريخ × حدوتة (History), المسير الخطر للشام | يوم كاد أن يفنى جيش المسلمين خلال المسير إلى الشام !! - The Dangerous March

المسير الخطر للشام | يوم كاد أن يفنى جيش المسلمين خلال المسير إلى الشام !! - The Dangerous March

في اليوم الحادي والعشرين من شهر محرم من السنة الثالثة عشر هجريا

تلقى خالد بن الوليد رسالة من خليفة المسلمين

تأمره بضرورة مغادرة العراق على الفور و التوجه إلى بلاد الشام

... حيث كان المسلمون في خطر كبير

فهرقل ملك الروم البيزنطيين كان أمر بتجهيز قوتين كبيرتين

للقضاء على خطر ألوية المسلمين بالشام

فكانت القوة الأولى تحتشد في مدينة أجنادين بإقليم فلسطين

وكان هدفها هو شل حركة لواء عمرو بن العاص بالإقليم

أما القوة الثانية فكانت تتمركز في أنطاكية

و كانت تستعد للإنقضاض على كل لواء من ألوية المسلمين من الخلف

وبالإضافة لذلك كان للروم عدة قلاع و حصون في كل مدينة كبرى بالشام

.. فكانت ألوية المسلمين على وشك أن تتعرض لخطر كبير

وكان لابد من تجميع الألوية معا في جيش واحد

تحت قيادة من يستطيع التعامل مع هذا الموقف

ولذلك رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يستعين بخالد بن الوليد

ويرسله للشام بعدما حقق نجاحات مبهرة أمام الفرس بالعراق

فبدأ خالد رضي الله عنه الإستعداد للرحيل بمجرد تلقيه الرسالة

وقام بإستدعاء المثنى بن حارثة

ليكون القائد البديل له على جبهة العراق بعد رحيله

... و بدأ في تقسيم الجيش إلى نصفين كما أمره الخليفة

ليستعين بالنصف في رحلة الشام المرتقبة

ولكن عندما قام خالد بتقسيم الجيش

حرص أن يأخذ معه كل صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن عاصروه قبل وفاته

فإعترض المثنى بشدة على ذلك الأمر

وصمم على تنفيذ أمر خليفة المسلمين بتقسيم الجيش إلى النصف في كل شئ

وأراد بقاء نصف الصحابة على الأقل ضمن جيشه ليتبرك بهم

فوافق خالد رضي الله عنه على طلبه

وترك له نخبة من الصحابة وخيرة القادة

وكان من ضمن القادة الذي تركهم له عاصم بن عمرو التميمي

القائد على أحد جناحي المسلمين في أغلب معارك خالد بن الوليد بالعراق

أما نصف الجيش الآخر والذي سيتجه للشام

فقد تضمن قائد الجناح الآخر عدي بن حاتم الطائي

و مجموعة من أفضل قادة الجيش مثل القعقاع بن عمرو التميمي

و و ضرار بن الأزور وغيرهم من الرجال

بعد إنتهاء خالد رضي الله عنه من تقسيم الجيش

كان عليه أن يتخذ قرارا هاما آخر في أسرع وقت ممكن

ألا وهو الطريق الذي سيسلكه الجيش لبلاد الشام

فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان ترك مهمة إختيار الطريق مٌلقاة على عاتق قائده

و في ذلك الوقت .. كان هنالك طريقان معروفان يمكن للجيش أن يسير من خلالهما للشام

.. فالطريق الأول كان من الجنوب و يمر عبر مدينة دومة الجندل

وكان ذلك الطريق هو الذي تسلكه القوافل التجارية المتجهة للشام

.. فهو أسهل الطرق و يوجد الكثير من المياه على إمتداده

و لا يمكن للجيش البيزنطي أن يتدخل او يعترض طريقهم من خلاله

ولكن المشكلة الأساسية أنه كان يُعتبر أطول الطرق للشام

والتحرك فيه للوصول هناك سيستغرق الكثير من الوقت

... وحسب أوامر الخليفة

.. فقد كان الوصول للشام في أسرع وقت هو أهم أولويات خالد عندئذ

أما الطريق الثاني فكان في الشمال بإمتداد نهر الفرات و يؤدي إلى شمال شرق بلاد الشام

... و كان هذا الطريق آيضا يٌعتبر ملائما ...

ولكن مشكلته الأساسية أنه كان سيبعده عن ألوية المسلمين في الشام

و التي كانت تتمركز في الجنوب

كما أن هذا الطريق كان مليئا بالحصون والقلاع التي تقع تحت سيطرة الروم

والتي كانت ستقوم بسد الطريق عليه و تأخيره

فإحتار ابن الوليد في إختيار الطريق الذي سيسلكه

وقام فورا بعقد مجلس للحرب بين كبار القادة و شرح الموقف لهم

و سألهم عن كيفية التوجه إلى الشام في أسرع وقت

و دون أن تتعرض له حاميات الروم المنتشرة في الشمال .. فلم يجيب أي من القادة عليه

... فأعاد خالد السؤال مرة آخرى عليهم

فقام في هذه المرة رجل يٌدعى رافع بن عميرة وكان أحد المحاربين الأشداء

.. و قال أنه يعرف طريقا آخر للشام عبر صحراء السماوة

... و أخبره أنه من الممكن أن يتقدم الجيش من الحيرة إلى قراقر

عبر مدينة عين التمر و المصيخ

و هذا طريق سهل على الجيش و معروف

ومن هناك يستطيع أن يسلك طريقا غير مأهول من قراقر إلى سوى

حيث يستطيع أن يتزود بالماء هناك للجيش

ولكنه أخبره ان هذا الجزء من الطريق

و يقصد من قراقر إلى سوى كان في غاية الخطورة

.. فهو عبارة عن صحراء جرداء لا يوجد بها ماء على مسافة مائة و عشرين ميلا

وحذره أن الجيش لن يستطيع التحمل لمدة خمسة أيام كاملة دون ماء

خاصة بالمعدات والأسلحة الثقيلة التي يحملونها

فإستاء القادة من هذا الإقتراح و هزوا رؤوسهم دلالة على عدم الموافقة

.... فمن الممكن أن يضل الجيش طريقه و يموت الجميع عطشا خلال هذه الرحلة

ولكن خالد قال بصوت هادئ

لابد من إجتياز هذا الطريق

و بدأ يطلب من قادته أن لا يعضف يقينهم و أن تقوى عزيمتهم

فالمعونة تأتي من الله على قدر النية ...

فأثارت كلماته عزيمتهم و وافقوه الرأي

وبدأ على الفور الجيش يستعد للمسير بحماس منقطع النظير

عبر طريق لا يعرفه سوى رجل واحد فقط ألا وهو رافع بن عميرة

بدأ جيش المسلمين في التحرك من الحيرة في أوائل صفر من العام الثالث عشر هجريا

.. ولم يصطحبوا معهم النساء والأطفال حيث ظلوا في مكانهم

حتى يتم إرسالهم إلى المدينة

لحمايتهم من خطر الطريق القادم ...

وبعد أن وصل خالد بن الوليد لمدينة عين التمر

قام بإرسال عمرو بن الطفيل برسالة إلى المسلمين بالشام

ليبشرهم بإنطلاقه سريعا من العراق نحوهم كما أمره أبو بكر الصديق رضي الله عنه

... كما أرسل معه رسالة خاصة إلى أبي عبيدة بن الجراح قائد الجيوش بالشام

وكانت هذه الرسالة تتضمن الثناء على أبي عبيدة و بيان تقدير من خالد بن الوليد لهذا القائد العظيم

و أخبره بأنه لا مطمع لديه في تولي قيادة الجيوش بالشام بدلا منه

ولكنها أوامر الخليفة لهما

ودعا اللهَ لهما بالتوفيق في إستكمال المهمة على أكمل وجه ...

قام خالد بإستكمال المسيرة فورا

و كان المثنى بن حارثة قد خرج مع خالد بن الوليد و جيش المسلمين من الحيرة

لعلها تكون المرة الأخيرة التي يلتقيان فيها

و رافقه بالفعل حتى وصل لمدينة قراقر

... و هناك تصافح القائدان و ودعا بعضهما البعض بعد رحلة إستغرقت عاما كاملا

و عاد بعدها المثنى في إتجاه الحيرة حتى يقود نصف الجيش و يٌكمل ما بدأ مع الفرس

عسكر خالد بن الوليد و باقي الجيش في قراقر تلك الليلة

و انهمكوا في ملء قرب الماء والأوعية الآخرى التي تكفيهم لمدة خمسة أيام ..

.. و في صباح اليوم التالي اقترب رافع من خالد بن الوليد وحاول تحذيره من ذلك الطريق مرة آخرى

و قال انه لن يستطيع عبور ذلك الطريق مع الجيش بتلك الأثقال ..

:فقال له خالد

الويل لك يا رافع

والله لو عرفت طريقا آخر يؤدي بي للشام سريعا لسلكته

.. ولابد والله من ذلك

فلم يجد رافع مفرا من التنفيذ

وبدأ يصيح في الناس حتى يستكثروا من الماء حتى لا يتعرضوا للهلاك

بعد وقت قصير .. انطلق الجيش تحت قيادة خالد بن الوليد

و إرشاد رافع بن عميرة في ذلك الطريق الخطر

وكانت الرمال ساخنة تلسع الأقدام من شدة حرارتها

و استمر الجميع في مسيرتهم لمدة ثلاثة أيام كاملة دون أي مشاكل

فعلى الرغم من الحرارة الشديدة ..

إلا أن الجنود استطاعوا أن يتحملوا درجة الحرارة المرتفعة خاصة مع توفر المياه لديهم

ولكن مع نهاية اليوم الثالث...

نفذ الماء الذي كان يٌفترض أن يكفي لمدة خمسة أيام

فسار الجيش في صمت تام في اليوم الرابع

و بدأت الحرارة في الإرتفاع

و توقف الرجال عن الكلام خلال المسير

وبدأ الجميع يفكرون في مصيرهم إذا ما ضل رافع الطريق

... و عسكر الجيش في تلك الليلة كالمعتاد

ولكنهم لم يعرفوا طعم النوم

... و ظل الجميع يردد : حسبنا الله ونعم الوكيل

و في صباح اليوم الخامس .. بدأت المرحلة الأخيرة من المسيرة

حيث كان من المفترض أن يصلوا في ذلك اليوم للواحة التي أخبرهم بها رافع قبل مدينة سوى

و ظل الجميع يٌمني النفس بلحظة الوصول و ساروا في صمت تام

ولم يكن الجيش منظما مثلما كان الحال عند بدء المسير

فقد كان المقاتلون يسيرون ببطء شديد

وهم يأملون أن لا يقعوا على جانب الطريق

وعندما وصل الجيش إلى المنطقة التي من المفترض أن يكون بها نبع الماء

.. لم يعد رافع يستطيع أن يرى جيدا

.. فقد التهبت عيناه خلال الطريق و زادته أشعه الشمس سوءا

فذعر الجميع عندما رأووا حاله و قالوا له

يا رافع نحن على شفا الموت, هلا وجدت لنا الماء ؟

ولكن رافع لم يعد يستطيع أن يرى شيئا

فقال لهما في صوت ضعيف أن يبحثوا عن تلين كأنهما ثديان

فانطلق الجميع يبحثون في كل مكان

حتى صاح أحد الرجال وجدت التلين

فقال لهم رافع أن يبحثوا عن جذور نخلة بأوصاف معينة

فأخذ الجميع يبحث ولكنهم قالوا ما نراها

.. فقال رافع : إنا لله وإن اليه راجعون

هلكتم والله إذا وهلكت معكم

فانتشر الذعر وسط الجيش و تعالت الأصوات بما قال رافع

ولكن في خلال هذه الضوضاء

وجد أحد الرجال بقايا جذر للنخل مقطوع يشبه وصف رافع

فذهب و أخبره بعثوره عليها

فقال له رافع احفرعند هذا الجذر سريعا

... فبدأ الجميع يحفر في نشاط عجيب

حتى بدأ نبع الماء يظهر

و انتشرت صيحات التكبير في كل مكان

فشرب الجميع و ارتوى

وشربت الإبل والخيل

وملأ الجميع قرب الماء و حمدوا الله على نعمته

وفي خلال فرحة الجميع بإنتهاء المسير الخطر و إقترابهم من حدود الشام

توجه رافع بن عميرة نحو خالد بن الوليد و باح له بسر خطير

فقد قال له

والله ما وردت هذا الماء قط إلا مرة واحدة

و كان ذلك منذ ثلاثين عاما ..

.. فقد وردته مع أبي وأنا غلام صغير

فأدرك خالد انهم كانوا على وشك الهلاك جميعا لولا رحمة الله بهم

... فحمد الله و أصدر الأوامر للجميع بالراحة والإقامة هذه الليلة في مكانهم

إقترب خالد من حدود الشام

.. وترك وراءه حاميات الروم المنتشرة في الشمال

و أصبح على بُعد يوما واحدا من منطقة سِوى ذات الماء الوفير

و لذلك بعد أن اطمأن على ارتياح الجيش

أمر في اليوم التالي بإستكمال المسيرة فورا نحو هدفهم ..


المسير الخطر للشام | يوم كاد أن يفنى جيش المسلمين خلال المسير إلى الشام !! - The Dangerous March The dangerous path to the Levant The day the Muslim army was almost destroyed during its march to the Levant!! -The Dangerous March Levant'ın tehlikeli seyri | Levant'a yürüyüş sırasında Müslüman ordusunun yok olmak üzere olduğu bir gün!! - Tehlikeli Yürüyüş

في اليوم الحادي والعشرين من شهر محرم من السنة الثالثة عشر هجريا On the 21st of Muharram, in the 13th Hijri year (28th of March 634 A.D)

تلقى خالد بن الوليد رسالة من خليفة المسلمين Khaled ibn Al-Waleed received a message from the caliph of the Muslims

تأمره بضرورة مغادرة العراق على الفور و التوجه إلى بلاد الشام instructing him to leave Iraq immediately and head to the Levant,

... حيث كان المسلمون في خطر كبير where Muslims were in great danger...

فهرقل ملك الروم البيزنطيين كان أمر بتجهيز قوتين كبيرتين Heraclius, king of the Byzantine Romans, had ordered the preparation of two great forces

للقضاء على خطر ألوية المسلمين بالشام to eliminate the danger of the Muslim brigades in the Levant.

فكانت القوة الأولى تحتشد في مدينة أجنادين بإقليم فلسطين The first force was massing in the city of Agnadin in the province of Palestine,

وكان هدفها هو شل حركة لواء عمرو بن العاص بالإقليم and its aim was to paralyze the movement of Amr ibn al-Aas's brigade in the region.

أما القوة الثانية فكانت تتمركز في أنطاكية While the second force was stationed in Antioch

و كانت تستعد للإنقضاض على كل لواء من ألوية المسلمين من الخلف preparing to attack every Muslim brigade from behind and to destroy it...

وبالإضافة لذلك كان للروم عدة قلاع و حصون في كل مدينة كبرى بالشام In addition, the Romans had several castles and forts in every major city in the Levant.

.. فكانت ألوية المسلمين على وشك أن تتعرض لخطر كبير The Muslim brigades were about to be exposed to a great danger

وكان لابد من تجميع الألوية معا في جيش واحد and it was necessary to assemble the brigades together into one army

تحت قيادة من يستطيع التعامل مع هذا الموقف under the command of someone who could handle this situation.

ولذلك رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يستعين بخالد بن الوليد Therefore, Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) saw that he should assign Khaled ibn Al-Waleed

ويرسله للشام بعدما حقق نجاحات مبهرة أمام الفرس بالعراق and send him to the Levant after he had achieved impressive successes against the Persians in Iraq.

فبدأ خالد رضي الله عنه الإستعداد للرحيل بمجرد تلقيه الرسالة Khaled (may Allah be pleased with him) began to prepare for departure as soon as he received the message...

وقام بإستدعاء المثنى بن حارثة He summoned Muthanna ibn Haritha

ليكون القائد البديل له على جبهة العراق بعد رحيله to be his substitute in Iraq after his departure...

... و بدأ في تقسيم الجيش إلى نصفين كما أمره الخليفة He started dividing the army in half, as the caliph had ordered him,

ليستعين بالنصف في رحلة الشام المرتقبة to take half of it in the upcoming journey to the Levant...

ولكن عندما قام خالد بتقسيم الجيش But when Khaled divided the army,

حرص أن يأخذ معه كل صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن عاصروه قبل وفاته he made sure to take with him all the Prophet's (peace be upon him) companions and those who had lived with him before his death...

فإعترض المثنى بشدة على ذلك الأمر Al-Muthanna strongly objected to this situation

وصمم على تنفيذ أمر خليفة المسلمين بتقسيم الجيش إلى النصف في كل شئ and was determined to implement the order of the Caliph of the Muslims to divide the army in half in everything

وأراد بقاء نصف الصحابة على الأقل ضمن جيشه ليتبرك بهم and wanted at least half of the companions to remain within his army to be blessed with them...

فوافق خالد رضي الله عنه على طلبه Khaled (may Allah be pleased with him) agreed to his request

وترك له نخبة من الصحابة وخيرة القادة and left him a group of companions and best leaders.

وكان من ضمن القادة الذي تركهم له عاصم بن عمرو التميمي Among the leaders was Assem ibn Amr al-Tamimi,

القائد على أحد جناحي المسلمين في أغلب معارك خالد بن الوليد بالعراق the leader of one of the Muslim army's wings in most of Khaled ibn Al-Waleed's battles in Iraq...

أما نصف الجيش الآخر والذي سيتجه للشام The other half of the army, which would head to the Levant,

فقد تضمن قائد الجناح الآخر عدي بن حاتم الطائي included the commander of the other wing, Ady ibn Hatem al-Taie,

و مجموعة من أفضل قادة الجيش مثل القعقاع بن عمرو التميمي and a group of the best army leaders such as Al-Qaaqaa ibn Amr al-Tamimi,

و و ضرار بن الأزور وغيرهم من الرجال Dirrar ibn al-Azwar and others.

بعد إنتهاء خالد رضي الله عنه من تقسيم الجيش After Khaled (may Allah be pleased with him) had finished dividing the army,

كان عليه أن يتخذ قرارا هاما آخر في أسرع وقت ممكن he had to make another important decision as soon as possible;

ألا وهو الطريق الذي سيسلكه الجيش لبلاد الشام the path that the army would take to the Levant ...

فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان ترك مهمة إختيار الطريق مٌلقاة على عاتق قائده Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) had left the task of choosing the path to the leader...

و في ذلك الوقت .. كان هنالك طريقان معروفان يمكن للجيش أن يسير من خلالهما للشام At that time, there were two well-known routes through which the army could march to the Levant.

.. فالطريق الأول كان من الجنوب و يمر عبر مدينة دومة الجندل The first route was from the South and passed through the city of Daumat Al-Jandal.

وكان ذلك الطريق هو الذي تسلكه القوافل التجارية المتجهة للشام That was the route taken by commercial convoys bound for the Levant..

.. فهو أسهل الطرق و يوجد الكثير من المياه على إمتداده It was the easiest way and there was a lot of water along it

و لا يمكن للجيش البيزنطي أن يتدخل او يعترض طريقهم من خلاله and the Byzantine army could not intervene and get in their way through it..

ولكن المشكلة الأساسية أنه كان يُعتبر أطول الطرق للشام But the main problem is that it was considered the longest way to the Levant

والتحرك فيه للوصول هناك سيستغرق الكثير من الوقت And moving in to get there will take a lot of time ...

... وحسب أوامر الخليفة And according to the caliph's orders,

.. فقد كان الوصول للشام في أسرع وقت هو أهم أولويات خالد عندئذ Getting to the Levant as soon as possible was Khaled's top priority then.

أما الطريق الثاني فكان في الشمال بإمتداد نهر الفرات و يؤدي إلى شمال شرق بلاد الشام The second road was in the north along the Euphrates River and leads to the northeast of the Levant...

... و كان هذا الطريق آيضا يٌعتبر ملائما ... And this road was also considered appropriate...

ولكن مشكلته الأساسية أنه كان سيبعده عن ألوية المسلمين في الشام But its main problem was that he would have been separated away from the Brigades of Muslims in the Levant,

و التي كانت تتمركز في الجنوب which were stationed in the south...

كما أن هذا الطريق كان مليئا بالحصون والقلاع التي تقع تحت سيطرة الروم This road was also full of forts and castles under Roman control,

والتي كانت ستقوم بسد الطريق عليه و تأخيره which would have blocked the road and delayed him...

فإحتار ابن الوليد في إختيار الطريق الذي سيسلكه Ibn Al-Walid was confused about the path that he would take...

وقام فورا بعقد مجلس للحرب بين كبار القادة و شرح الموقف لهم And immediately held a war council between the senior leaders and explained the situation to them.

و سألهم عن كيفية التوجه إلى الشام في أسرع وقت He asked them how to go to the Levant as soon as possible

و دون أن تتعرض له حاميات الروم المنتشرة في الشمال without being exposed to the Roman garrisons scattered in the north. .. فلم يجيب أي من القادة عليه None of the leaders answered him...

... فأعاد خالد السؤال مرة آخرى عليهم Khaled repeated the question again to them

فقام في هذه المرة رجل يٌدعى رافع بن عميرة وكان أحد المحاربين الأشداء This time a man named Rafi' ibn Oumayra, who was one of the toughest warriors,

.. و قال أنه يعرف طريقا آخر للشام عبر صحراء السماوة said that he knew another way to the Levant through the Samawah desert.

... و أخبره أنه من الممكن أن يتقدم الجيش من الحيرة إلى قراقر He told him that it was possible for the army to advance from Al-Hirah to Qaraqer

عبر مدينة عين التمر و المصيخ through the city of Ain Al-Tamar and Al-Musaykh,

و هذا طريق سهل على الجيش و معروف and this was an easy and well-known road for the army.

ومن هناك يستطيع أن يسلك طريقا غير مأهول من قراقر إلى سوى From there, he can take an uninhabited road from Qaraqer to Sewa,

حيث يستطيع أن يتزود بالماء هناك للجيش where he can take his need of water from there to the army,

ولكنه أخبره ان هذا الجزء من الطريق but he told him that this part of the road,

و يقصد من قراقر إلى سوى كان في غاية الخطورة meaning from Qaraqer to Sewa, was very dangerous.

.. فهو عبارة عن صحراء جرداء لا يوجد بها ماء على مسافة مائة و عشرين ميلا It's a barren desert with no water for about a hundred and twenty miles.

وحذره أن الجيش لن يستطيع التحمل لمدة خمسة أيام كاملة دون ماء He warned him that the army would not be able to endure for five full days without water

خاصة بالمعدات والأسلحة الثقيلة التي يحملونها Specially with the equipment and the heavy weapons that they carry ...

فإستاء القادة من هذا الإقتراح و هزوا رؤوسهم دلالة على عدم الموافقة The leaders resented this proposal and shook their heads as a sign of disapproval.

.... فمن الممكن أن يضل الجيش طريقه و يموت الجميع عطشا خلال هذه الرحلة The army could get lost and everyone would die of thirst during this journey.

ولكن خالد قال بصوت هادئ But Khaled said in a quiet voice:

لابد من إجتياز هذا الطريق We must cross this path

و بدأ يطلب من قادته أن لا يعضف يقينهم و أن تقوى عزيمتهم and he started asking his leaders not to give up their beliefs,

فالمعونة تأتي من الله على قدر النية ... As aid comes from God for those who have strong intention...

فأثارت كلماته عزيمتهم و وافقوه الرأي His words aroused their resolve and they agreed with him...

وبدأ على الفور الجيش يستعد للمسير بحماس منقطع النظير The army immediately began preparing to march with unprecedented enthusiasm

عبر طريق لا يعرفه سوى رجل واحد فقط ألا وهو رافع بن عميرة through a road known only to one man, Rafi' bin Oumayra.

بدأ جيش المسلمين في التحرك من الحيرة في أوائل صفر من العام الثالث عشر هجريا The Muslim army began to move from Al-Hirah at the first days of Safar of the 13th year of Hijri.

.. ولم يصطحبوا معهم النساء والأطفال حيث ظلوا في مكانهم They did not take women and children with them as they remained in place

حتى يتم إرسالهم إلى المدينة until they were sent to Al-Madinah

لحمايتهم من خطر الطريق القادم ... in order to protect them from the danger of the next march...

وبعد أن وصل خالد بن الوليد لمدينة عين التمر After Khalid bin Al-Walid arrived in Ain Al-Tamar,

قام بإرسال عمرو بن الطفيل برسالة إلى المسلمين بالشام he sent Amr ibn al-Tufayl with a message to Muslims in the Levant

ليبشرهم بإنطلاقه سريعا من العراق نحوهم كما أمره أبو بكر الصديق رضي الله عنه to tell them that he left Iraq quickly towards them, as Abu Bakr al-Siddiq ordered him to do.

... كما أرسل معه رسالة خاصة إلى أبي عبيدة بن الجراح قائد الجيوش بالشام He also sent with him, a private message to Abu Obeida bin Al-Jarrah, commander of armies in the levant.

وكانت هذه الرسالة تتضمن الثناء على أبي عبيدة و بيان تقدير من خالد بن الوليد لهذا القائد العظيم This letter included praise for Abu Obeida and a statement of appreciation from Khalid bin Alwaleed to this great leader

و أخبره بأنه لا مطمع لديه في تولي قيادة الجيوش بالشام بدلا منه He told him that he had no ambition to take over the command of the armies in the Levant instead of him,

ولكنها أوامر الخليفة لهما but these were the orders of the caliph for them

ودعا اللهَ لهما بالتوفيق في إستكمال المهمة على أكمل وجه ... and he prayed God for them to succeed in completing the mission...

قام خالد بإستكمال المسيرة فورا Khaled continued the march immediately,

و كان المثنى بن حارثة قد خرج مع خالد بن الوليد و جيش المسلمين من الحيرة and Muthanna Ibn Haritha had gone out withthe Army of Muslims from Al-Hirah,

لعلها تكون المرة الأخيرة التي يلتقيان فيها as this may be the last time they would meet together

و رافقه بالفعل حتى وصل لمدينة قراقر He accompanied Khalid until he arrived in Qaraqir city...

... و هناك تصافح القائدان و ودعا بعضهما البعض بعد رحلة إستغرقت عاما كاملا And there, the two leaders shook hands and said goodbye to each other after a year-long journey..

و عاد بعدها المثنى في إتجاه الحيرة حتى يقود نصف الجيش و يٌكمل ما بدأ مع الفرس and then al-Muthanna returned in the direction of Al-Hirah to lead half of the army and completes what he started with the Persians..

عسكر خالد بن الوليد و باقي الجيش في قراقر تلك الليلة Khalid bin Al-Walid and the rest of the army camped in Qaraqer that night

و انهمكوا في ملء قرب الماء والأوعية الآخرى التي تكفيهم لمدة خمسة أيام .. and they got busy filling up their bottles with water and the other vessels that would supply them for five days ..

.. و في صباح اليوم التالي And the next morning ... اقترب رافع من خالد بن الوليد وحاول تحذيره من ذلك الطريق مرة آخرى Rafi' approached Khalid bin Alwaleed and tried to warn him of that road again

و قال انه لن يستطيع عبور ذلك الطريق مع الجيش بتلك الأثقال .. He said that he would not be able to cross that road with the army with those weights.

:فقال له خالد Khaled said to him:

الويل لك يا رافع woe to you Rafi'

والله لو عرفت طريقا آخر يؤدي بي للشام سريعا لسلكته I swear if I knew another way to get me to the Levant quickly, I would have taken it

.. ولابد والله من ذلك And I swear by God that this is a must

فلم يجد رافع مفرا من التنفيذ Rafi' knew then that he must implement his orders

وبدأ يصيح في الناس حتى يستكثروا من الماء حتى لا يتعرضوا للهلاك so he began shouting at people to bulk up the water so that they would not be doomed ...

بعد وقت قصير .. انطلق الجيش تحت قيادة خالد بن الوليد In a short time. The army began marching under the leadership of Khaled bin Alwaleed

و إرشاد رافع بن عميرة في ذلك الطريق الخطر and The guidance of Rafi' bin Oumayra in that dangerous road...

وكانت الرمال ساخنة تلسع الأقدام من شدة حرارتها The sand was hot and stinging feet from its heat ...

و استمر الجميع في مسيرتهم لمدة ثلاثة أيام كاملة دون أي مشاكل And everyone continued their march for three whole days without any problems.

فعلى الرغم من الحرارة الشديدة .. Despite the extreme heat, the soldiers were able to withstand the high temperature

إلا أن الجنود استطاعوا أن يتحملوا درجة الحرارة المرتفعة خاصة مع توفر المياه لديهم especially with the availability of water for them..

ولكن مع نهاية اليوم الثالث... but by the end of the third day ...

نفذ الماء الذي كان يٌفترض أن يكفي لمدة خمسة أيام Water ran out, that was supposed to be enough for five days ...

فسار الجيش في صمت تام في اليوم الرابع The army marched in a complete silence at the fourth day

و بدأت الحرارة في الإرتفاع and the heat began to rise...

و توقف الرجال عن الكلام خلال المسير Men stopped talking during the walk.

وبدأ الجميع يفكرون في مصيرهم إذا ما ضل رافع الطريق And everyone started thinking about their fate if Rafi' got lost ...

... و عسكر الجيش في تلك الليلة كالمعتاد The army camped that night as usual,

ولكنهم لم يعرفوا طعم النوم but they did not know the taste of sleep...

... و ظل الجميع يردد : حسبنا الله ونعم الوكيل And everyone kept repeating: God is our representative

و في صباح اليوم الخامس .. بدأت المرحلة الأخيرة من المسيرة And on the morning of the fifth day. The last stage of the march began,

حيث كان من المفترض أن يصلوا في ذلك اليوم للواحة التي أخبرهم بها رافع قبل مدينة سوى where they were supposed to arrive that day to the oasis that Rafi' told them about before the city of Sewa.

و ظل الجميع يٌمني النفس بلحظة الوصول و ساروا في صمت تام And everyone kept wishing for the moment of arrival and they walked in a complete silence ..

ولم يكن الجيش منظما مثلما كان الحال عند بدء المسير The army was not organized as was the case at the start of the march ...

فقد كان المقاتلون يسيرون ببطء شديد The fighters were walking very slowly

وهم يأملون أن لا يقعوا على جانب الطريق and they hoped they wouldn't fall by the side of the road.

وعندما وصل الجيش إلى المنطقة التي من المفترض أن يكون بها نبع الماء When the army arrived at the area where the water was supposed to be..

.. لم يعد رافع يستطيع أن يرى جيدا Rafi' could no longer see well..

.. فقد التهبت عيناه خلال الطريق و زادته أشعه الشمس سوءا his eyes were inflamed through the road and the sun's rays worsened it..

فذعر الجميع عندما رأووا حاله و قالوا له everyone panicked when they saw his condition and said to him:

يا رافع نحن على شفا الموت, هلا وجدت لنا الماء ؟ Oh Rafi', we are on the verge of death... Can you find us the water?

ولكن رافع لم يعد يستطيع أن يرى شيئا But Rafi' couldn't see anything anymore..

فقال لهما في صوت ضعيف أن يبحثوا عن تلين كأنهما ثديان he told them in a weak voice to look for two hills as if they were breasts..

فانطلق الجميع يبحثون في كل مكان so everyone started looking everywhere

حتى صاح أحد الرجال وجدت التلين until one of the men shouted " I found the hills "..

فقال لهم رافع أن يبحثوا عن جذور نخلة بأوصاف معينة Rafi' told them to look for palm tree roots with certain descriptions

فأخذ الجميع يبحث ولكنهم قالوا ما نراها So everyone started looking, but they said that they don't see it.

.. فقال رافع : إنا لله وإن اليه راجعون Rafi said: We are for God and we belong to him

هلكتم والله إذا وهلكت معكم You shall die then and i shall die with you

فانتشر الذعر وسط الجيش و تعالت الأصوات بما قال رافع Panic spread among the army and the voices came out,

ولكن في خلال هذه الضوضاء But through this noise.

وجد أحد الرجال بقايا جذر للنخل مقطوع يشبه وصف رافع One of the men found the remains of a cut root of the palm tree that looks like Rafi's description to them

فذهب و أخبره بعثوره عليها so he went and told him that he found it..

فقال له رافع احفرعند هذا الجذر سريعا so Rafi' said to them dig at this root quickly

... فبدأ الجميع يحفر في نشاط عجيب Everyone started digging in a great effort

حتى بدأ نبع الماء يظهر until the water began to appear

و انتشرت صيحات التكبير في كل مكان and the crowds cried and said Allahu Akbar everywhere ...

فشرب الجميع و ارتوى So everyone drank and filled their stomach..

وشربت الإبل والخيل and drank their camels and horses

وملأ الجميع قرب الماء و حمدوا الله على نعمته and everyone filled their bottles and thanked God for his grace

وفي خلال فرحة الجميع بإنتهاء المسير الخطر و إقترابهم من حدود الشام and in mid of everyone's joy in finishing the dangerous path and getting closer to the borders of the Levant

توجه رافع بن عميرة نحو خالد بن الوليد و باح له بسر خطير Rafi' bin Oumayrah went to Khalid bin Alwaleed and told him a dangerous secret

فقد قال له He said to him:

والله ما وردت هذا الماء قط إلا مرة واحدة I swear that I only reached this water once,

و كان ذلك منذ ثلاثين عاما .. and that was thirty years ago..

.. فقد وردته مع أبي وأنا غلام صغير I came to it with my father while i was still a young boy...

فأدرك خالد انهم كانوا على وشك الهلاك جميعا لولا رحمة الله بهم Khaled realized that they were all about to die unless for God's mercy on them...

... فحمد الله و أصدر الأوامر للجميع بالراحة والإقامة هذه الليلة في مكانهم So he thanked God, and ordered everyone to rest and stay tonight in their place.

إقترب خالد من حدود الشام Khaled approached the borders of the Levant,

.. وترك وراءه حاميات الروم المنتشرة في الشمال He left behind the roman garrisons which were scattered in the north

و أصبح على بُعد يوما واحدا من منطقة سِوى ذات الماء الوفير and became one day away from the area of Sewa

و لذلك بعد أن اطمأن على ارتياح الجيش Therefore, after he was assured that the army rested well,

أمر في اليوم التالي بإستكمال المسيرة فورا نحو هدفهم .. he gave orders in the next day to complete the march immediately towards their goal.