×

Ми використовуємо файли cookie, щоб зробити LingQ кращим. Відвідавши сайт, Ви погоджуєтесь з нашими cookie policy.


image

تاريخ × حدوتة (History), فتح دومة الجندل | حين إستنجد المسلمون بخالد بن الوليد فأتى بخطة ذكية و أنهى حصارا إستمر شهورا !!

فتح دومة الجندل | حين إستنجد المسلمون بخالد بن الوليد فأتى بخطة ذكية و أنهى حصارا إستمر شهورا !!

في منتصف شهر رجب من العام الثاني عشر هجريا

كان خالد بن الوليد رضي الله عنه

يستعد لمغادرة مدينة عين التمر

و التوجه من جديد إلى الحيرة

عندما تسلم رسالة عاجلة للغاية من شمال شبه الجزيرة العربية

فالأخبار التي آتت من مدينة دومة الجندل

كانت خطيرة و تستدعى التدخل السريع

فعياض بن غنم قائد جيش المسلمين الثاني

كان فشل في إختراق دفاعات الحصن بالمدينة

و لم يستطع متابعة المسيرة لشمال العراق

كما كلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه

وكانت كل الدلائل تُشير لتجمع عدد هائل من القبائل العربية

لفك الحصار عن الحصن و القضاء على قوات المسلمين هناك

و لذلك أمر خالد رضي الله عنه الجميع بالتحرك فورا

و تغيير الإتجاه إلى دومة الجندل ...

مدينة دومة الجندل كانت إحدى المدن التجارية الكبرى في شبه الجزيرة العربية

والتي اشتهرت بالأسواق الغنية

كما أنها كانت تعد مركزا للمواصلات

ونقطة إلتقاء الطرق القادمة من أواسط شبه الجزيرة العربية و العراق و الشام

و نظرا لتواجد جيوش المسلمين في العراق و الشام

كانت لدومة الجندل أهمية كبرى تُحتًم السيطرة عليها

حتى يأمن المسلمون الهجمات من الخلف ...

ولذلك عندما قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه إرسال المسلمين لضم العراق

قسم الجيش الإسلامي إلى جيشين

و أسند مهمة ضم مدينة دومة الجندل إلى القائد المسلم عياض بن غُنم

على أن يتابع بعدها مسيرتَه و يتقدم حتى يضم كل الأراضي شمال الحيرة

و ينضم بعدها إلى جيش خالد بن الوليد القادم من الجنوب

و فعلا في الوقت الذي انطلق فيه خالد بن الوليد من اليمامة

كان عياض بن غُنم في طريقه لمدينة دومة الجندل و معه الجيش الثاني من المسلمين

ولكن عند وصوله للمدينة

تفاجأ عندما وجدها مدينة مُحصنة

" و محمية بعدد كبير من أفراد قبيلة " بنو كلب

والتي كانت تقطن هذه المنطقة و الطرف الشرقي من بلاد الشام

... فقرر عياض فورا فرض الحصار عليها

و أمر بنشر القوات بإمتداد الجهة الجنوبية للحصن

.. و لكن هذا التصرف كان يٌعد غير مقبول من وجهة النظر العسكرية

فهو بالفعل قد قام بقطع الطريق من جهة الجنوب

و لكن ظلت الطرق على الجهة الشمالية للحصن مفتوحة و غير مُحاصرة

وكانت بإستطاعة من في الحصن الخروج و التزود بالمؤن و الطعام من خلال تلك الجهة

.. و حاول عياض والمسلمون كثيرا إختراق الحصن من الجنوب

و لكن دون جدوى بسبب قوة الدفاعات

و اقتصرت العمليات على رمايات النبالة من الطرفين

و الغارات من الحصن التي استطاع المسلمون صدها و طردها من المكان

فظل الوضع على ماهو عليه

و عياض يحاصر الحصن من الجنوب و العرب بداخله يٌعرقلون تقدم الجيش إلى هدفه ....

إستمر الوضع على ما هو عليه لمدة أسابيع

وشعر كلا الجانبين بالتعب و الملل من جراء هذا الجمود

و لذلك دخل أحد رجال المسلمين وكان يدعى الوليد بن عقبة

على القائد عياض بن غنم

في يوم من الأيام و أشار عليه أن يبعث برسالة إلى خالد بن الوليد لطلب المساعدة

.. فوافق عياض على طلب الوليد .. و أرسل كما أشرنا رسالة إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه

يشرح فيها الموقف في دومة الجندل و يستنجد به

.. فلما وصلت الرسالة إلى خالد

.. درس الموقف جيدا و لم يطيل التفكير بالأمر

.. فالموقف على الجهة العراقية كان مستقرا بشكل كبير

..و لديه العديد من القادة الأكفاء الذين يستطيعون التعامل مع الفرس

إذا ما فكروا في القيام بهجوم معاكس من العاصمة

.. و على الفور أرسل من مكانه رسالتين

الأولى كانت لقائده القعقاع بن عمرو في الحيرة

ليطلب منه أن يجمع الكتائب و يقود الجبهة في غيابه

أما الرسالة الثانية كانت لعياض بن الغنم ليخبره بأنه في الطريق إليه

و ترك بعدها حامية قوية في عين التمر

و بدأ المسيرة فورا إلى دومة الجندل على رأس جيش مكون من ستة آلاف مقاتل ...

وصلت أنباء تحرك خالد بن الوليد إلى الحصن قبل وصوله بعدة أيام

... فإنتشر الذعر في المكان فهم كان بإستطاعتهم صد هجمات جيش عياض

ولكنهم لن يصمدوا إذا ما إنضم إليه خالد

فسُمعة خالد بن الوليد و إنتصاراته المتتالية خلال ضد العرب

حروب الردة و ضد الفرس خلال فتح العراق

كانت مُنتشرة في كل أرجاء شبه الجزيرة العربية .

..... ولذلك بدأووا فورا في إتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الحصن

و قاموا فورا بإرسال الرسائل للعديد من القبائل المجاورة لطلب المساعدة

فإستجابت بالفعل تلك القبائل بحماس إلى الرسائل

وبدأ أفضل المقاتلون يتوافدون للمساعدة من بطون قبيلتي غسان و كلب

وبسبب امتلاء الحصن على آخره بالمقاتلين

.. عسكر الكثيرون منهم خارج الأسوار و أصبح موقف عياض بن غنم في غاية الخطورة

و دعا الله أن يأتي خالد بن الوليد سريعا للمكان

في ذلك الوقت بداخل الحصن

كانت مهمة قيادة القبائل كلها تقع على زعيمين

هما أكيدر بن عبد الملك و الجودي بن ربيعة

وكان الرجل الأول هو الوحيد الذي سبق و أن تواجه مع خالد بن الوليد من قبل خلال العام التاسع الهجري ..

عندما أرسله الرسول عليه الصلاة و السلام من تبوك إلى دومة الجندل

.. فعاد خالد بن الوليد وقتها بأكيدر أسيرا إلى الرسول

الذي صالحه على الجزية وأخلى سبيله مقابل تمسكه بالعهد مع المسلمين..

ولكن هذا الرجل نقض العهد الذي أقامه مع الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاته

فلما علم أكيدر بإقتراب خالد بن الوليد من المكان

أُصيب بالتوعك و دعا زعماء القبائل التي آتت

وأشار عليهم بإجراء معاهدات الصلح مع المسلمين و الإبتعاد عن القتال

وقال لهم أنه أعلم الناس بخالد

وأنه لم يسبق وأن واجهه قوما سواء كان عددهم قليل أو كثير

إلا و انهزموا

فلابد عليهم أن يتصالحوا معه

ولكن رفضت جميع القبائل طلبه

وصمموا على قتال خالد بن الوليد والمسلمين

ففقد أكيدر أعصابه و أصابه الذعر

... وخشى أن يواجه خالد بن الوليد بنفسه مرة آخرى ..

ولذلك في خلال إحدى الليالي

تسلل من الحصن وانطلق فورا للرجوع إلى موطنه الأصلي بالقرب من عين التمر

.. ويبدو أنه قد إتخذ مسارا قريبا من المسار الذي اتخذه خالد بن الوليد

والذي علم بقرب أكيدر من مكانه

فقام خالد بن الوليد بإرسال عاصم بن عمرو التميمي على رأس كتيبة وأمره بإحضاره إليه

فإستطاعت تلك الكتيبة بالفعل اعتراض طريق أكيدر و أحضرته إلى خالد ..

فوقف أكيدر أمام خالد

و قال له أنه خرج للترحيب به و حاول إستمالته.

ولكن الموقف أمام خالد كان واضحا ولا غبار عليه

فهذا الرجل الذي يقف أمامه قد نقض العهد الذي أقامه مع الرسول عليه الصلاة والسلام

و ثار على الخليفة وقت حروب الردة

و قاوم المسلمون مع من في الحصن قبل وصوله إليه

و الآن يكذب و يدعي أنه خرج ليرحب به

فأمر خالد بضرب عنق الرجل عقابا على جرائمه

و نفذ الأمر في الحال

فكانت هذه نهاية أكيدر بن عبد الملك سيد دومة الجندل

في اليوم التالي

وصل خالد رضي الله عنه إلى دومة الجندل وضم قوات عياض بن غنم إلى جيشه

و اتفق معه على محاصرة الحصن من كل إتجاه

على أن يظل عياض و من معه جنوب الحصن لإغلاق طريق شبه الجزيرة العربية.

.. و يتم توزيع جزء من القوات الآخرى شرق و غرب و شمال الحصن

لغلق كافة الطرق إلى العراق أو الشام

.. و احتفظ خالد بباقي الجيش كخط إحتياط قوي

فهو كان يعلم أن الحصن من أقوى الحصون بالمنطقة

و الهجوم عليه سيكلف المسلمون ثمنا غاليا

و لذلك أراد محاصرته من جميع الجهات

حتى يمل من بداخله و يجبرهم على الخروج لمقاتلته

فعندئذ يستطيع الهجوم بضراوة و يقضي عليهم جميعا

فتصبح بذلك دفاعات الحصن ضعيفة و يتمكن من السيطره عليه

و لذلك أمر أن يقف خط الإحتياط من الجيش مختبئا في موقع

يسمح له برؤية الصفوف الأمامية و من في الحصن جيدا

في تلك الأثناء كانت القوات المجتمعة بالحصن

أصبحت تحت سيطرة الجودي بن ربيعة

فإنتظر هذا الرجل أن يقوم المسلمون بالهجوم عليهم

حتى ينهال عليهم بالسهام

و لكن ظل المسلمون في مكانهم إتباعا لأوامر خالد بن الوليد

فمر الوقت و نفذ صبر الجودي وقرر أن يبدأ الهجوم بنفسه

و لذلك أمر بتقسيم القوات إلى نصفين

النصف الأول سيتجه و يٌهاجم جيش عياض بن غنم المتمركز جنوب الحصن

و النصف الثاني مكون من قبيلته وديعة تحت قيادته

ستتجه فورا و تهاجم قوات المسلمين المتمركزة في الشمال

و بعد إنتظام الجميع أمر فورا بإنطلاق كل نصف نحو هدفه

التحمت المجموعة الأولى أولا مع قوات عياض بن غنم جنوب الحصن

وكانوا في غاية التصميم على تحقيق الإنتصار و القضاء عليهم

و اعتقدوا ان عزيمة هذا الجزء من الجيش ستكون منخفضة

لفشلها في اقتحام الحصن لعدة شهور

ولكنهم فوجئوا بهجوم معاكس عنيف للغاية من المسلمين

.. فسقط العديد من القتلى في ميدان القتال

و بدأ من تبقى من العرب في الإنسحاب فورا نحو الحصن من جديد وأغلقوا الأبواب للإحتماء به ...

و في نفس الوقت

كانت المجموعة الأخرى والتي كانت أكثر عددا

تتقدم نحو جيش خالد بن الوليد على شمال الحصن

.. و كان خالد في ذلك الوقت قد نشر الجيش بترتيب القتال على مسافة من الحصن

و ظل ثابتا في مكانه

... فإنتظر الجودي في مكانه على أمل هجوم المسلمين عليه

ولكنه عندما رأي الجميع في مكانه و لا يتحرك

اعتقد أن الجيش الإسلامي قد ذعر من عدد القوات العربية

و لذلك تجرأ أكثر و أمر الجميع بالإنطلاق فورا نحو المسلمين و الإشتباك معهم

انطلقت القوات العربية بسرعة كبيرة نحو جيش المسلمين

و اقتربت القوات كثيرا من بعض

و تصور الجودي أن بإمكانه القضاء على المسلمين سريعا في هذا المكان

و لكن بمجرد إقترابه

هجم خالد بن الوليد و المسلمون بشكل مفاجئ على القبائل العربية بمنتهى العنف و السرعة

و انطلق الصف الإحتياطي من الجيش من كل مكان وانضم للأجنحة و القلب

.. و لم تدرى القبائل العربية ما الذي حدث

فتساقطت أعداد كبيرة للغاية جراء ذلك الهجوم الشرس

وانهارت قواتهم سريعا

و تم أسر الجودي و المئات من أبناء قبيلته

فبدأت الفلول الباقية تفر سريعا في فوضى و عدم نظام نحو الحصن للإحتماء به

و لكن كان جيش المسلمين أمامهم و خلفهم في كل مكان

فلما شاهد العرب بداخل الحصن جمعا غفيرا يتجه إليهم

.. أمروا بإغلاق الأبواب فورا في وجه زملائهم

فتعالت الصيحات على الأبواب

و هجم المسلمون على أبناء قبيلة وديعة خارج الحصن

و قتلوا منهم الكثير و إستطاعوا أسر المئات

فتذكر الجميع مقولة أكيدر عن خالد بن الوليد

و أدركوا صواب رأيه ولكن بعد فوات الأوان

وكان المسلمون على وشك القضاء على الجميع لولا صياح عاصم بن عمرو التميمي

وطلبه من أبناء قبيلة تميم أن يتركوا أفراد قبيلة بنو كلب

لسابق تحالفهم معهم في أيام الجاهلية

فكانت وصية عاصم بن عمرو السبب في نجاة بنو كلب في ذلك اليوم

بعد هدوء الأوضاع

قام خالد بتحريك القوات بالقرب من الحصن

حتى يرى الجميع أنهم مٌحاصرين من جميع الإتجاهات .

و طلب من الحامية أن تستسلم

وأعطاهم الفرصة لعقد الصلح مع المسلمين والخروج بأمان

و لكن الحامية رفضت هذا الطلب ..

فأمر خالد بإحضار الجودي و باقي الأسرى من قبيلته

و أمر بضرب عنقهم على مرأي من الجميع

و لم يترك سوى أبناء قبيلة كلب الذين أجارهم عاصم بن عمرو التميمي

وكان يأمل أن تضعف الروح المعنوية لدى المدافعين عن الحصن بعد ذلك فيضطروا للإستسلام

ولكن هذا الأمر جعل الجميع بداخل الحصن أكثر تصميما على القتال لأخر نفس لديهم

فأمر خالد الجميع بالهجوم العنيف على باب الحصن

و انطلق المسلمون بشراسة يحاولون هدم الباب حتى اقتلعوه من مكانه

ودخلوا الحصن في سرعة شديدة والتحموا مع من بداخله

وقتلوا منهم الكثير

و ما هي إلا لحظات

حتى كان كل من بداخل الحصن قد وقع في الأسر

و تمت السيطرة عليه بنجاح

و كان ذلك في اليوم الرابع و العشرين من شهر رجب في العام الثاني عشر هجريا ...

بعد إستقرار الأوضاع

أرسل خالد جزء من الجيش نحو العراق من جديد

و أقام هو بدومة الجندل لعدة أيام لتصريف الأمور

.. وبعد إنتهائه

عقد العزم أن يعود سريعا إلى الحيرة

و يتقدم بعدها نحو العاصمة الفارسية أخيرا

بعد أن استطاع تنفيذ مهمة عياض بن غُنم بنجاح

.. فإنطلق مع الجيش الذي آتى به و أخذ معه عياض و جيش المسلمين الثاني و بدأوا في طريق العودة للحيرة

.. ولكنه لم يكن يعلم أن الموقف في العراق قد تغير إلى حد ما

فالجيش الفارسي كان في طريقه للحرب مع المسلمين من جديد ...


فتح دومة الجندل | حين إستنجد المسلمون بخالد بن الوليد فأتى بخطة ذكية و أنهى حصارا إستمر شهورا !! Fath Dumat al-Jandal | When the Muslims sought the help of Khalid bin Al-Waleed, he came up with a smart plan and ended a siege that lasted for months!! Feth Dumat el-Cendal | Müslümanlar Halid bin Al-Waleed'den yardım istediğinde akıllı bir plan yaptı ve aylarca süren kuşatmayı sona erdirdi!! 打开杜马特·詹达尔当穆斯林向哈立德·本·瓦利德求助时,他想出了一个聪明的计划,结束了持续数月的围困!

في منتصف شهر رجب من العام الثاني عشر هجريا In the middle of Rajab in the 12th Hijri year,

كان خالد بن الوليد رضي الله عنه Khaled ibn Al-Waleed (may Allah be pleased with him)

يستعد لمغادرة مدينة عين التمر was preparing to leave Ain al-Tamar

و التوجه من جديد إلى الحيرة and go back to al-Hira,

عندما تسلم رسالة عاجلة للغاية من شمال شبه الجزيرة العربية when he received a very urgent message from the north of the Arabian Peninsula.

فالأخبار التي آتت من مدينة دومة الجندل The news that came from the city of Daumat Al-Jandal

كانت خطيرة و تستدعى التدخل السريع were dangerous and called for rapid intervention.

فعياض بن غنم قائد جيش المسلمين الثاني Iyad ibn Ghunm, commander of the second Muslim army,

كان فشل في إختراق دفاعات الحصن بالمدينة failed to penetrate the defenses of the fort in the city

و لم يستطع متابعة المسيرة لشمال العراق and wasn't able to continue the march to northern Iraq

كما كلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه as commissioned by Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him).

وكانت كل الدلائل تُشير لتجمع عدد هائل من القبائل العربية All evidence indicated that a huge number of Arab tribes had gathered

لفك الحصار عن الحصن و القضاء على قوات المسلمين هناك to break the seige of the fort and eliminate the Muslim forces there..

و لذلك أمر خالد رضي الله عنه الجميع بالتحرك فورا Therefore Khaled (may Allah be pleased with him) ordered everyone to move immediately

و تغيير الإتجاه إلى دومة الجندل ... and change the direction to Daumat Al-Jandal...

مدينة دومة الجندل كانت إحدى المدن التجارية الكبرى في شبه الجزيرة العربية The city of Daumat Al-Jandal was one of the major commercial cities in the Arabian Peninsula,

والتي اشتهرت بالأسواق الغنية which was famous for its rich markets.

كما أنها كانت تعد مركزا للمواصلات It was also considered a transportation center

ونقطة إلتقاء الطرق القادمة من أواسط شبه الجزيرة العربية و العراق و الشام and a meeting point of the roads coming from the middle of the Arabian Peninsula, Iraq and the Levant.

و نظرا لتواجد جيوش المسلمين في العراق و الشام Due to the presence of Muslim armies in Iraq and the Levant,

كانت لدومة الجندل أهمية كبرى تُحتًم السيطرة عليها Daumat Al-Jandal had great importance that made it necessary for Muslims to control it

حتى يأمن المسلمون الهجمات من الخلف ... so that they would be secured from attacks from behind...

ولذلك عندما قرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه إرسال المسلمين لضم العراق Therefore, when Abu Bakr al-Siddiq decided to send Muslims to annex Iraq,

قسم الجيش الإسلامي إلى جيشين he divided the Muslim army into two

و أسند مهمة ضم مدينة دومة الجندل إلى القائد المسلم عياض بن غُنم and assigned the task of annexing the city of Daumat al-Jandal to the Muslim leader Iyad ibn Ghunm,

على أن يتابع بعدها مسيرتَه و يتقدم حتى يضم كل الأراضي شمال الحيرة after which he would continue his march and advance to annex all the lands north of al-Hira

و ينضم بعدها إلى جيش خالد بن الوليد القادم من الجنوب and then join Khaled ibn Al-Waleed's army coming from the south...

و فعلا في الوقت الذي انطلق فيه خالد بن الوليد من اليمامة Actually, at the time when Khaled ibn Al-Waleed set off from Yamamah,

كان عياض بن غُنم في طريقه لمدينة دومة الجندل و معه الجيش الثاني من المسلمين Iyad ibn Ghunm was on his way to the city of Daumat Al-Jandal with the second Muslim army.

ولكن عند وصوله للمدينة But when he arrived in the city,

تفاجأ عندما وجدها مدينة مُحصنة he was surprised to find it a fortified city,

" و محمية بعدد كبير من أفراد قبيلة " بنو كلب protected by a large number of people from Bani Kalb tribe

والتي كانت تقطن هذه المنطقة و الطرف الشرقي من بلاد الشام that used to live in that area and the eastern end of the Levant

... فقرر عياض فورا فرض الحصار عليها Iyad immediately decided to impose siege on it

و أمر بنشر القوات بإمتداد الجهة الجنوبية للحصن and ordered the deployment of the forces along the southern side of the fort..

.. و لكن هذا التصرف كان يٌعد غير مقبول من وجهة النظر العسكرية But this proceeding was considered unacceptable from the military point of view...

فهو بالفعل قد قام بقطع الطريق من جهة الجنوب He had actually cut off the road from the south,

و لكن ظلت الطرق على الجهة الشمالية للحصن مفتوحة و غير مُحاصرة but the roads on the north side of the fort remained open and not sieged.

وكانت بإستطاعة من في الحصن الخروج و التزود بالمؤن و الطعام من خلال تلك الجهة It was possible for those in the fort to go out and get supplies and food from that side.

.. و حاول عياض والمسلمون كثيرا إختراق الحصن من الجنوب Iyad and the Muslims tried a lot to penetrate the fort from the south

و لكن دون جدوى بسبب قوة الدفاعات but to no avail because of the defense forces...

و اقتصرت العمليات على رمايات النبالة من الطرفين Operations were limited to archers' shooting on both sides

و الغارات من الحصن التي استطاع المسلمون صدها و طردها من المكان and raids from the fort that the Muslims were able to repel and expel from the place ...

فظل الوضع على ماهو عليه The situation remained the same,

و عياض يحاصر الحصن من الجنوب و العرب بداخله يٌعرقلون تقدم الجيش إلى هدفه .... Iyad surrounding the fort from the south and the Arabs inside it hindering the army's progress to its goal...

إستمر الوضع على ما هو عليه لمدة أسابيع The situation continued for weeks

وشعر كلا الجانبين بالتعب و الملل من جراء هذا الجمود and both sides felt exhausted and were tired of this stalemate.

و لذلك دخل أحد رجال المسلمين وكان يدعى الوليد بن عقبة Therefore, one day, one of the Muslim men, called Al-Waleed ibn Uqba,

على القائد عياض بن غنم came to the commander Iyad bin Ghunm

في يوم من الأيام و أشار عليه أن يبعث برسالة إلى خالد بن الوليد لطلب المساعدة and suggested to send a message to Khaled ibn Al-Waleed to ask for help.

.. فوافق عياض على طلب الوليد .. و أرسل كما أشرنا رسالة إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه So Iyad agreed to Al-Waleed's request and sent, as we pointed out, a message to Khaled ibn Al-Waleed (may Allah be pleased with him)

يشرح فيها الموقف في دومة الجندل و يستنجد به explaining the situation in Daumat al-Jandal and asked for his help..

.. فلما وصلت الرسالة إلى خالد When Khaled received the message,

.. درس الموقف جيدا و لم يطيل التفكير بالأمر he studied the situation well and did not think for long..

.. فالموقف على الجهة العراقية كان مستقرا بشكل كبير The situation on the Iraqi side was very stable

..و لديه العديد من القادة الأكفاء الذين يستطيعون التعامل مع الفرس and he had many competent leaders who could handle the Persians

إذا ما فكروا في القيام بهجوم معاكس من العاصمة in case they attacked from the capital.

.. و على الفور أرسل من مكانه رسالتين Immediately, he sent two messages from his place,

الأولى كانت لقائده القعقاع بن عمرو في الحيرة the first one was to his commander Al-Qaaqaa ibn Amr in al-Hira

ليطلب منه أن يجمع الكتائب و يقود الجبهة في غيابه asking him to gather the battalions and lead the front in his absence.

أما الرسالة الثانية كانت لعياض بن الغنم ليخبره بأنه في الطريق إليه The second message was to Iyad ibn Ghunm telling him that he was on his way to him...

و ترك بعدها حامية قوية في عين التمر He then left a strong garrison in Ain al-Tamar

و بدأ المسيرة فورا إلى دومة الجندل على رأس جيش مكون من ستة آلاف مقاتل ... and immediately began the march to Daumat al-Jandal on the head of an army of 6,000 fighters...

وصلت أنباء تحرك خالد بن الوليد إلى الحصن قبل وصوله بعدة أيام News of Khaled ibn Al-Waleed's movement reached the fort several days before his arrival...

... فإنتشر الذعر في المكان فهم كان بإستطاعتهم صد هجمات جيش عياض Panic spread there because they were able to repel the attacks of Iyad's army,

ولكنهم لن يصمدوا إذا ما إنضم إليه خالد but they will not survive if Khaled joined him.

فسُمعة خالد بن الوليد و إنتصاراته المتتالية خلال ضد العرب Khaled ibn Al-Waleed's reputation and his successive victories against the Arabs

حروب الردة و ضد الفرس خلال فتح العراق during the wars of apostasy and against the Persians during the annexing of Iraq

كانت مُنتشرة في كل أرجاء شبه الجزيرة العربية . were spread throughout the Arabian Peninsula.....

..... ولذلك بدأووا فورا في إتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الحصن Therefore, they immediately started taking the necessary actions to secure the fort,

و قاموا فورا بإرسال الرسائل للعديد من القبائل المجاورة لطلب المساعدة and immediately sent messages to several neighboring tribes asking for help.

فإستجابت بالفعل تلك القبائل بحماس إلى الرسائل .. These tribes responded enthusiastically to the messages.

وبدأ أفضل المقاتلون يتوافدون للمساعدة من بطون قبيلتي غسان و كلب The best fighters from the branches of the tribes of Ghassan and Kalb began to come to help...

وبسبب امتلاء الحصن على آخره بالمقاتلين And because the fort was full of fighters,

.. عسكر الكثيرون منهم خارج الأسوار و أصبح موقف عياض بن غنم في غاية الخطورة many of them camped outside the gates and of Iyad ibn Ghunm's status became very dangerous...

و دعا الله أن يأتي خالد بن الوليد سريعا للمكان He prayed to God for Khaled ibn al-Waleed to arrive quickly.

في ذلك الوقت بداخل الحصن At that time inside the fort,

كانت مهمة قيادة القبائل كلها تقع على زعيمين the mission of the leadership of all tribes was assigned to two leaders,

هما أكيدر بن عبد الملك و الجودي بن ربيعة Ukaidar ibn Abdul Malik and Al-Judi ibn Rabi'a...

وكان الرجل الأول هو الوحيد الذي سبق و أن تواجه مع خالد بن الوليد من قبل خلال العام التاسع الهجري .. The first man was the only one who had previously faced Khaled ibn al-Waleed in the 9th Hijri year,

عندما أرسله الرسول عليه الصلاة و السلام من تبوك إلى دومة الجندل when the Prophet (peace be upon him) sent him from Tabuk to Daumat al-Jandal..

.. فعاد خالد بن الوليد وقتها بأكيدر أسيرا إلى الرسول At that time, Khaled ibn Al-Waleed returned to the Prophet with Ukaidar as a captive,

الذي صالحه على الجزية وأخلى سبيله مقابل تمسكه بالعهد مع المسلمين.. the Prophet then agreed with him to pay the tribute and released him in return for holding the covenant with Muslims...

ولكن هذا الرجل نقض العهد الذي أقامه مع الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاته But that man broke the covenant he had made with the Prophet (peace be upon him) after his death...

فلما علم أكيدر بإقتراب خالد بن الوليد من المكان When Ukaidar learned of Khaled ibn Al-Waleed's approach from the place,

أُصيب بالتوعك و دعا زعماء القبائل التي آتت he became ill and called the leaders of the tribes who had come

وأشار عليهم بإجراء معاهدات الصلح مع المسلمين و الإبتعاد عن القتال and advised them to make reconciliation treaties with Muslims and to stay away from fighting...

وقال لهم أنه أعلم الناس بخالد He told them that he was aware of Khaled

وأنه لم يسبق وأن واجهه قوما سواء كان عددهم قليل أو كثير and that he had never confronted any people, whether few or many,

إلا و انهزموا unless they were defeated,

فلابد عليهم أن يتصالحوا معه so they must reconcile with him.

ولكن رفضت جميع القبائل طلبه But all the tribes rejected his request

وصمموا على قتال خالد بن الوليد والمسلمين and insisted to fight Khaled ibn Al-Waleed and the Muslims ...

ففقد أكيدر أعصابه و أصابه الذعر Ukaidar lost his temper and panicked...

... وخشى أن يواجه خالد بن الوليد بنفسه مرة آخرى .. He was afraid to face Khaled ibn Al-Waleed again,

ولذلك في خلال إحدى الليالي so one night, he sneaked out of the fort

تسلل من الحصن وانطلق فورا للرجوع إلى موطنه الأصلي بالقرب من عين التمر and immediately set off to return to his home near Ain al-Tamar.

.. ويبدو أنه قد إتخذ مسارا قريبا من المسار الذي اتخذه خالد بن الوليد It seems that he took a path close to the path taken by Khaled ibn Al-Waleed,

والذي علم بقرب أكيدر من مكانه who learned of Ukaidar's proximity to his position..

فقام خالد بن الوليد بإرسال عاصم بن عمرو التميمي على رأس كتيبة وأمره بإحضاره إليه Khaled ibn Al-Waleed sent Assem ibn Amr Al-Tamimi on the head of a battalion and ordered him to bring Ukaidar..

فإستطاعت تلك الكتيبة بالفعل اعتراض طريق أكيدر و أحضرته إلى خالد .. That battalion was able to intercept Ukaidar's path and brought him to Khalid.

فوقف أكيدر أمام خالد Ukaidar stood in front of Khaled

و قال له أنه خرج للترحيب به و حاول إستمالته. and told him that he had gone out to welcome him and tried to win him over.

ولكن الموقف أمام خالد كان واضحا ولا غبار عليه But the situation was clear and irrefutable to Khaled.

فهذا الرجل الذي يقف أمامه قد نقض العهد الذي أقامه مع الرسول عليه الصلاة والسلام The man standing in front of him had broken the covenant he had made with the Prophet (peace be upon him),

و ثار على الخليفة وقت حروب الردة revolted against the Caliph at the time of the apostasy wars,

و قاوم المسلمون مع من في الحصن قبل وصوله إليه and resisted the Muslims with those in the fort before he reached him,

و الآن يكذب و يدعي أنه خرج ليرحب به and now he lied and claimed that he had come to welcome him.

فأمر خالد بضرب عنق الرجل عقابا على جرائمه Khaled ordered the man's neck to be cut as punishment for his crimes

و نفذ الأمر في الحال and it was immediately executed.

فكانت هذه نهاية أكيدر بن عبد الملك سيد دومة الجندل That was Ukaidar ibn Abdul Malik's end, the master of Daumat Al-Jandal.

في اليوم التالي On the following day,

وصل خالد رضي الله عنه إلى دومة الجندل وضم قوات عياض بن غنم إلى جيشه Khaled (may Allah be pleased with him) arrived in Daumat al-Jandal and combined Iyad ibn Ghunm's forces with his army.

و اتفق معه على محاصرة الحصن من كل إتجاه He agreed with him to siege the fort from all directions.

على أن يظل عياض و من معه جنوب الحصن لإغلاق طريق شبه الجزيرة العربية. Iyad and his people were to remain south of the fort to close the Arabian Peninsula road.

.. و يتم توزيع جزء من القوات الآخرى شرق و غرب و شمال الحصن Part of the other forces were distributed east, west and north of the fort

لغلق كافة الطرق إلى العراق أو الشام to close all roads to Iraq or the Levant.

.. و احتفظ خالد بباقي الجيش كخط إحتياط قوي Khaled kept the rest of the army as a strong reserve line.

فهو كان يعلم أن الحصن من أقوى الحصون بالمنطقة He knew that the fort was one of the strongest forts in the region

و الهجوم عليه سيكلف المسلمون ثمنا غاليا and attacking it would cost Muslims a high price.

و لذلك أراد محاصرته من جميع الجهات Therefore, he wanted to siege it from all directions

حتى يمل من بداخله و يجبرهم على الخروج لمقاتلته to bore those inside and force them out to fight him.

فعندئذ يستطيع الهجوم بضراوة و يقضي عليهم جميعا He could then attack fiercely and eliminate them all,

فتصبح بذلك دفاعات الحصن ضعيفة و يتمكن من السيطره عليه so the defenses of the fort become weak and he could gain control over it.

و لذلك أمر أن يقف خط الإحتياط من الجيش مختبئا في موقع Therefore, he ordered the army's reserve line to stand hiding in a position

يسمح له برؤية الصفوف الأمامية و من في الحصن جيدا that allows them to see the front rows and those in the fort well ...

في تلك الأثناء كانت القوات المجتمعة بالحصن Meanwhile, the forces gathered at the fort

أصبحت تحت سيطرة الجودي بن ربيعة were under the control of Al-Judi ibn Rabi'a.

فإنتظر هذا الرجل أن يقوم المسلمون بالهجوم عليهم He waited for the Muslims to attack them

حتى ينهال عليهم بالسهام to shower them with arrows...

و لكن ظل المسلمون في مكانهم إتباعا لأوامر خالد بن الوليد But the Muslims remained in their positions following Khaled ibn Al-Waleed's orders.

فمر الوقت و نفذ صبر الجودي وقرر أن يبدأ الهجوم بنفسه Time passed and Al-Judi's patience ran out and he decided to start the attack himself...

و لذلك أمر بتقسيم القوات إلى نصفين And therefore he ordered the forces to be divided in half..

النصف الأول سيتجه و يٌهاجم جيش عياض بن غنم المتمركز جنوب الحصن The first half would attack Iyad ibn Ghunm's army which was stationed south of the fort.

و النصف الثاني مكون من قبيلته وديعة تحت قيادته And the second half was made up of his tribe, under his command,

ستتجه فورا و تهاجم قوات المسلمين المتمركزة في الشمال and would immediately attack the Muslim forces stationed in the north.

و بعد إنتظام الجميع أمر فورا بإنطلاق كل نصف نحو هدفه After the alignment of everyone, he immediately ordered each half to head to his goal...

التحمت المجموعة الأولى أولا مع قوات عياض بن غنم جنوب الحصن The first group were engaged with the forces of Iyad ibn Ghunm south of the fort ...

وكانوا في غاية التصميم على تحقيق الإنتصار و القضاء عليهم They were very determined to achieve victory and eliminate them

و اعتقدوا ان عزيمة هذا الجزء من الجيش ستكون منخفضة and they thought that the determination of that part of the army would be low

لفشلها في اقتحام الحصن لعدة شهور because it had failed to break into the fort for several months ...

ولكنهم فوجئوا بهجوم معاكس عنيف للغاية من المسلمين But they were surprised by a very violent counterattack from Muslims.

.. فسقط العديد من القتلى في ميدان القتال Many of them fell dead on the battlefield

و بدأ من تبقى من العرب في الإنسحاب فورا نحو الحصن من جديد وأغلقوا الأبواب للإحتماء به ... and the remaining Arabs began to withdraw immediately towards the fort again and closed the gates to take refuge in it...

و في نفس الوقت At the same time,

كانت المجموعة الأخرى والتي كانت أكثر عددا the other group, which was greater in number,

تتقدم نحو جيش خالد بن الوليد على شمال الحصن was advancing towards Khaled ibn Al-Waleed's army on the north of the fort.

.. و كان خالد في ذلك الوقت قد نشر الجيش بترتيب القتال على مسافة من الحصن At the time, Khaled had deployed the army in the order of combat at a distance from the fort

و ظل ثابتا في مكانه and remained stationary in place...

... فإنتظر الجودي في مكانه على أمل هجوم المسلمين عليه Al-Judi waited in his place hoping that the Muslims would attack him..

ولكنه عندما رأي الجميع في مكانه و لا يتحرك But when he saw everyone remaining in place and not moving,

اعتقد أن الجيش الإسلامي قد ذعر من عدد القوات العربية he thought that the Muslim army had panicked from the Arab forces' number,

و لذلك تجرأ أكثر و أمر الجميع بالإنطلاق فورا نحو المسلمين و الإشتباك معهم so he dared more and ordered everyone to immediately dash towards the Muslims and clash with them.

انطلقت القوات العربية بسرعة كبيرة نحو جيش المسلمين The Arab forces set off very quickly towards the Muslim army.

و اقتربت القوات كثيرا من بعض The forces approached each other

و تصور الجودي أن بإمكانه القضاء على المسلمين سريعا في هذا المكان and al-Judi imagined that he could quickly eliminate Muslims,

و لكن بمجرد إقترابه but as soon as he approached,

هجم خالد بن الوليد و المسلمون بشكل مفاجئ على القبائل العربية بمنتهى العنف و السرعة Khaled ibn Al-Waleed and the Muslims suddenly attacked the Arab tribes with great violence and speed...

و انطلق الصف الإحتياطي من الجيش من كل مكان وانضم للأجنحة و القلب The reserve row of the army rushed from everywhere and joined the wings and the heart,

.. و لم تدرى القبائل العربية ما الذي حدث The Arab tribes did not understand what had happened..

فتساقطت أعداد كبيرة للغاية جراء ذلك الهجوم الشرس Great numbers fell as a result of that fierce attack

وانهارت قواتهم سريعا and their forces collapsed quickly..

و تم أسر الجودي و المئات من أبناء قبيلته Al-Judi and hundreds of his tribe were captured...

فبدأت الفلول الباقية تفر سريعا في فوضى و عدم نظام نحو الحصن للإحتماء به The remaining remnants quickly fled in chaos and irregularity towards the fort to take refuge in it,

و لكن كان جيش المسلمين أمامهم و خلفهم في كل مكان but the Muslim army was around them in every direction.

فلما شاهد العرب بداخل الحصن جمعا غفيرا يتجه إليهم When the Arabs inside the fort saw a large crowd coming towards them,

.. أمروا بإغلاق الأبواب فورا في وجه زملائهم they ordered the gates to be closed immediately in front of their colleagues.

فتعالت الصيحات على الأبواب So shouts came out loud at the gates

و هجم المسلمون على أبناء قبيلة وديعة خارج الحصن and the Muslims attacked (Wadi'a)'s tribe outside the fort.

و قتلوا منهم الكثير و إستطاعوا أسر المئات They killed a lot of them, and managed to capture hundreds.

فتذكر الجميع مقولة أكيدر عن خالد بن الوليد Everyone remembered Ukaidar's saying about Khaled ibn Al-Waleed

و أدركوا صواب رأيه ولكن بعد فوات الأوان and they realized that his opinion was correct, but it was too late.

وكان المسلمون على وشك القضاء على الجميع لولا صياح عاصم بن عمرو التميمي Muslims were about to eliminate everyone until Assem ibn Amr Al-Tamimi shouted

وطلبه من أبناء قبيلة تميم أن يتركوا أفراد قبيلة بنو كلب and requested from Tamim tribe to leave the members of Bani Kalb tribe

لسابق تحالفهم معهم في أيام الجاهلية as they had a previous alliance with them since the days of Jahiliya..

فكانت وصية عاصم بن عمرو السبب في نجاة بنو كلب في ذلك اليوم Assem ibn Amr's request was the reason for the survival of Bani Kalb on that day...

بعد هدوء الأوضاع After the situation calmed down,

قام خالد بتحريك القوات بالقرب من الحصن Khaled moved the troops near the fort

حتى يرى الجميع أنهم مٌحاصرين من جميع الإتجاهات . so that everyone could see that they were surrounded from all directions.

و طلب من الحامية أن تستسلم He asked the garrison to give up

وأعطاهم الفرصة لعقد الصلح مع المسلمين والخروج بأمان and gave them a chance to make peace with the Muslims and get out safely.

و لكن الحامية رفضت هذا الطلب .. But the garrison rejected this request.

فأمر خالد بإحضار الجودي و باقي الأسرى من قبيلته Khalid ordered al-Judi and the rest of the captives from his tribe to be brought in

و أمر بضرب عنقهم على مرأي من الجميع and ordered to cut their necks in front of everyone,

و لم يترك سوى أبناء قبيلة كلب الذين أجارهم عاصم بن عمرو التميمي and he left only the members of Bani Kalb tribe who were saved by Assem ibn Amr Al-Tamimi..

وكان يأمل أن تضعف الروح المعنوية لدى المدافعين عن الحصن بعد ذلك فيضطروا للإستسلام He hoped that the morale of the defenders of the fort would be weakened, then they would surrender..

ولكن هذا الأمر جعل الجميع بداخل الحصن أكثر تصميما على القتال لأخر نفس لديهم But this made everyone inside the fort more determined to fight for their last breath.

فأمر خالد الجميع بالهجوم العنيف على باب الحصن Khaled ordered everyone to violently attack the fort's gate.

و انطلق المسلمون بشراسة يحاولون هدم الباب حتى اقتلعوه من مكانه Muslims rushed furiously trying to break down the gate until they took it out of place.

ودخلوا الحصن في سرعة شديدة والتحموا مع من بداخله They entered the fort at great speed and clashed with those inside

وقتلوا منهم الكثير and killed many of them.

و ما هي إلا لحظات Only a few moments later,

حتى كان كل من بداخل الحصن قد وقع في الأسر everyone inside the fort was captured

و تمت السيطرة عليه بنجاح and they successfully took control over the fort.

و كان ذلك في اليوم الرابع و العشرين من شهر رجب في العام الثاني عشر هجريا ... These events occurred on the 24th of Rajab, 12th Hijri year / August 633 AD..

بعد إستقرار الأوضاع After the situation stabilized,

أرسل خالد جزء من الجيش نحو العراق من جديد Khaled sent part of the army to Iraq again

و أقام هو بدومة الجندل لعدة أيام لتصريف الأمور and he stayed in Daumat al-Jandal for several days to make sure that everything was ok.

.. وبعد إنتهائه After he finished,

عقد العزم أن يعود سريعا إلى الحيرة he was determined to return quickly to al-Hirah

و يتقدم بعدها نحو العاصمة الفارسية أخيرا and then finally advance towards the Persian capital

بعد أن استطاع تنفيذ مهمة عياض بن غُنم بنجاح after he had managed to carry out Iyad ibn Ghunm's mission successfully..

.. فإنطلق مع الجيش الذي آتى به و أخذ معه عياض و جيش المسلمين الثاني و بدأوا في طريق العودة للحيرة He set off with the army that he had come with and took Iyad and the second Muslim army with him and started the way back to al-Hirah..

.. ولكنه لم يكن يعلم But he did not know.... أن الموقف في العراق قد تغير إلى حد ما that the situation in Iraq had changed to some extent ...

فالجيش الفارسي كان في طريقه للحرب مع المسلمين من جديد ... The Persian army was on its way for war with the Muslims again