×

우리는 LingQ를 개선하기 위해서 쿠키를 사용합니다. 사이트를 방문함으로써 당신은 동의합니다 쿠키 정책.


image

سلسلة المرأة, مناقشة الاعتراضات على حلقة أنا حرة المتعلقة بالقوامة (1)

مناقشة الاعتراضات على حلقة أنا حرة المتعلقة بالقوامة (1)

بسمِ اللهِ والحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ

إخواني وأخَواتِي، السَّلامُ عَلَيكمُ ورحمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ،

مَسَّاكُمُ اللهُ بالخَيرِ، وحيَّاكُمُ اللهُ

الحلَقاتُ عَنِ المرأةِ -بفَضلِ اللهِ تَعالى- لهَا قَبولٌ طَيِّبٌ، وَلها تَأثِيرٌ كَبيرٌ،

وبِاستِمرارٍ أسمَعُ قِصصًا عن تأثُّرِ كَثيرٍ مِنَ الإخوَةِ والأخواتِ بهذهِ الحَلقاتِ بفَضلِ اللهِ تعالَى،

لَكنْ طَبعًا الخِلافُ طَبيعَةٌ بَشريَّةٌ لا يَخْلُو الأَمرُ،

وهُناكَ بَعضُ الإخوَةِ الَّذينَ اعتَرَضُوا بِشَكلٍ خاصٍّ -أَكثَرَ شيءٍ- على الحلقَةِ الأَخيرَةِ،

ألَا وهيَ الحلقَةُ المُتَعلِّقةُ بالقِوامَةِ تَحتَ عُنوانِ: (أنا حُرَّةٌ)

طيب ، لاحَظْتُ بَعضَ الإخِوةِ نَشرُوا اعتِراضاتٍ وَكثيرٌ مِنها كَانَ بأسْلُوبٍ طَيِّبٍ وَجميلٍ، يَقولُونَ:

"الدُكتورُ إيَادٌ استَفَدنَا مِن سَلاسِلِه، وهَذه الحلقاتِ عَنِ المرأَةِ مُفِيدَةٌ، وَلكنْ..."

وبعدَهَا بيُسْرُدُوا بعضَ الملاحَظاتِ

بِدايَةً -إِخوانِي- أقُولُ: شَيءٌ جَميلٌ وَطيِّبٌ، وأُثنِي عَليهِ أن يَكونَ هُنَاكَ مُناصَحةٌ،

وأنَّ هَؤلاءِ الإخِوةَ يُدافِعونَ عَمَّا يَرونَهُ حَقًّا،

وجَميلٌ وَمهمٌّ جِدًّا أن لَا يكونَ هُناكَ تَعلُّقٌ بالأَشخاصِ،

وَجميلٌ أنْ نَفْرِزَ؛ نقولُ: لَا واللهِ، هَذا الكلامُ أصابَ فيهِ إيَادٌ،

وَهذا الكلامُ أرَى أنَّ إيَادًا أخطَأَ فيهِ،

هَذا كُلُّهُ جَميلٌ وأنا أُشَجِّعُهُ وأحُضُّ عَليهِ،

لَكنِ، الَّذي أُطالِبُ الإخوَةَ بِهِ هو أنَ يكُونَ هَذا النَّقدُ عِلمِيًّا

لِذلِك، فِي هَذا البَثِّ المُباشِرِ، - لن نطيلَ عليكُمُ إن شَاءَ اللهُ-

دَعونَا نُنَاقِشُ مَدى عِلمِيَّةِ هَذهِ الاعتِراضَاتِ...

الَّذي اعتَرضَ عَلى مَا جَاءَ فِي الحلقَةِ -مُمكِنٌ بَعدَ استِقصَاءٍ لِلاعتِراضَاتِ-،

هَؤُلاءِ الإخوةِ يعترِضونَ لِأَحَدِ ثَلاثةِ أسبابٍ:

البَعضُ يَعتبرُ أنَّ مَا قُلتُهُ في هذهِ الحَلقَةِ بَعضُهُ خَطَأٌ، أو أنَّنِي أَتَتبَّعُ الآراءَ الشَّاذَّةَ،

فَمنهُمْ مَن يَقولُ: إيَادٌ يَأتِي بَقولِ مُتأخِّرِي المَالِكيَّةِ فِي القِصاصِ منَ الرَّجُلِ

الَّذي يضرِبُ امرَأَتَهُ -مَثلًا- بَغيرِ حَقٍّ،

أوْ إيَادٌ -فِي حَلقةِ القِوامَةِ- يَضَعُ شُروطًا للقِوامةِ،

وَهذِهِ الشُّروطُ مِن أينَ جَاءَ بِها؟ لَيسَ عَليها دَليلٌ!

فَيظُنُّونَ أنَّنِي أقولُ كَلامًا بِلا دَليلٍ، أو أتَتبَّعُ شواذَّ الآراءِ عندَ الفُقَهاءِ

البعضُ الآخرُ يَعتقِدُ أنِّي غَيرُ مُلِمٍّ بالواقعِ؛

يَقولُ: يا أَخي، النِّساءُ عِندهُنَّ مُبالغَةٌ فِي المَظلوميَّةِ،

وَلَا يَنبَغِي أَن نُرَكِّزَ عَلى حَالاتٍ شَاذَّةٍ مِن ظُلمِ الرِّجالِ،

هَذهِ الحالاتُ الشَّاذَّةُ تُضَخَّمُ زِيادَةً عَنِ اللُّزومِ،

وأُعطِيَتْ حَجمًا أَكثَرَ بِكَثيرٍ مِن حَجمِهَا، وبالتَّالي يَنبَغِي ألَّا تُركِّزَ عَليهَا،

فَيظُنُّونَ أنَّني غَيرُ مُدرِكٍ لِلواقِعِ بِشكلٍ كافٍ

والبَعضُ الآخرُ يَقولونَ أنَّ كَلامِي سيُساءُ استِخدامُهُ،

"يا إيَادُ، كَلامُكَ مُمكِنٌ يكونُ صحَّ، لَكِن سَيُفهَمُ بِطريقَةٍ خَاطِئَةٍ،"

"وبعضُ النِّساءِ مُمكِنٌ تَصيرُ تعصِي زَوجَها في المَعرُوفِ،"

"وتَترُكُ الحجابَ الشَّرعيَّ، وتَرُوحُ وتِيجي وِين ما بدْها،"

"وتقولُ: أنتَ قَصَّرْتَ معِي، وليسَ لكَ قِوامَةٌ"

طَيِّبٌ، أوَدُّ أن أقُولَ -يا كرامُ- أنا آخذٌ بِعَيْنِ الاعتِبارِ هَذهِ النِّقاطَ كُلَّها،

والَّذي يَقولُ هذا الكلامَ لا يعلَمُ حجمَ الجُهدِ المبذُولِ في هذهِ الحلقاتِ

أنا حابِب -يا إخوانِي وأخَواتِي- أطمِّنكُم شُويَّة، وتَعرِفُوا طَريقَةَ عملِ الَحلقَاتِ،

ويَعنِي كنْتُ نَاوِي مِن زمَان أَنِّي أتكلَّمُ عَن ذلكَ،

ولعلِّي أَخرُجُ في حَلقَةٍ خاصَّةٍ أذكُرُ لَكُم كَيفَ تُعَدُّ هذهِ الحلقَاتِ،

حتَّى تطمَئِنُّوا لِمدَى علميَّتِها وإتقَانِها

ترَى -إخوانِي- أنَا لا أقولُ كَلمةً مِن هذهِ الكلماتِ في السَّلاسِلِ إلَّا بعدَ مُشاوَرةٍ،

اِلتزامًا بأمرِ اللهِ تعالَى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾،

ولا أتكلَّمُ فِي الأمورِ العلميَّةِ والفقهيَّةِ والعَقَديَّةِ إلَّا بعدَ مشاوَرةٍ،

لِقولِهِ تعالَى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

بالنِّسبةِ لِتخطِئَةِ ما أقولُ،

النَّاسُ يَلِّي بِيعتِقدُوا أنِّي أنَا بأتِي بِآراءٍ مِن عندِي أو آراءٍ شَاذَّةٍ:

هَذهِ الحَلقَةُ الأخيرةُ بِعنوانِ: (أنا حُرَّةٌ) استَشَرْتُ فِيها فِي المَجالِ الفِقهيِّ العِلميِّ،

الفقهيِّ تحديدًا -فقطْ هذَا الجانِبُ- استَشرْتُ فيهَا أربعةً منْ أهلِ العِلمِ،

أربعَةً منْ أَهلِ العِلمِ!

وقَرأتُ فِي أبحاثٍ، مثْلِ بحْثِ:

(أثَرُ عَدمِ الإنفاقِ فِي الفُرقةِ الزَّوجيَّةِ فِي الفِقهِ الإسلاميِّ المقارَنِ)،

وبحثٌ آخَرُ بِعنوانِ: (مُسقِطاتُ القِوامَةِ: دِراسَةٌ فقهيَّةٌ مُقارِنَةٌ)

وقرَأتُ الكثيرَ قَبلَ أن أتَكلَّمَ بِمَا تَكلَّمتُ بهِ بَعدَ مُشاوَرَةِ وسُؤالِ أهلِ العِلمِ،

بالنِّسبةِ لِنُقطَةِ الإلمامِ بالواقعِ،

يُمكِنُ إيادٌ يَعنِي شَايِفْ حالَةً حالَتَيْنِ منْ نساءٍ مَظلُومَاتٍ مَثلًا،

أو رَجُلٌ أَساءَ استخدامَ القِوامَةِ، أو أو... فصارَ يُعمِّمُ،

لا يا جماعةُ، لا! يعنِي الواحِدُ صارَ عُمرُهُ 44 سَنةً، وشافَ حالاتٍ كتِير،

ولم أتكلَّمْ إلَّا -أيضًا- بعدَ استِشارةِ أخٍ فاضِلٍ -هُوَ مُستشَارٌ أُسرِيٌّ- مَرَّتْ عليهِ آلافُ الحَالاتِ،

وطبيبِ أُسرةٍ مَرَّتْ عليهِ مِئاتُ الحالاتِ

هؤلاءِ الأخوانِ نَشيطانِ، ومرَّتْ عَليْهِم حَالاتٌ كَثيرَةٌ

المُستشَارُ الأُسَريُّ فَصَّلَ لِي وقالَ لِي:

النِّساءُ -مثلًا بعدَ 44، 45،...- آه يَغلِبُ، أو يَكونُ هُناكَ حَالاتٌ كَثيرةٌ بِالفعلِ

مِن سُوءِ استخدامِ القِوامَةِ ومن عَدمِ فَهمِ حُدودِ الحقوقِ والواجِباتِ

قَبلَ هَذا السِّنِ، النِّساءُ الشَّّابَّاتُ الفَتَيَاتُ بالفِعلِ

فِي حالَةٍ مِنَ النَّسَويَّةِ والتَّألُّهِ أكثَرَ منَ النِّساءِ المتُقَدِّماتِ أو الأكبرِ سِنًّا

مَثلًا، النِّساءُ فِي جيلِ السِّتيناتِ والسَّبعيناتِ آه كَانَ فِي هَذا الِجيلِ

كَانَ في سُوءُ استخدامٍ للقِوامَةِ،

بعدَ ذلكَ طَغَتْ الموجَةُ النَّسَويَّةُ...

وبالتَّالِي المسأَلَةُ مَبنِيَّةٌ -يا جماعةُ- على دِراسَةِ واقِعٍ

واستِقصَاءٍ، وحَالاتٍ كثيرَةٍ جدًّا قبلَ أن نَتَكلَّمَ

بالنِّسبَةِ لوقعِ الكَلامِ في النُّفوسِ،

الإخوةُ الِّي بِيقُولُوا: كَلامُكَ قَد يَكُونُ صَحَّ، ولكنْ أثَرُهُ فِي النَّفسِ خطأٌ وسوفَ يُساءُ استِخدامُهُ

تَرى -يا جماعةُ- أنا استَشَرتُ فِي هَذهِ الَحلقَةِ، -علَى الأقلِّ مَا يَحضُرُنِي الآنَ-

سِتَّةَ إخوةٍ وأخواتٍ ليسُوا من أصحابِ العِلمِ الشَّرعِيِّ، لكنْ عندهُمْ نظْرةٌ

ما هُمَاش عُلماءَ، لكن عِندَهُمْ نظْرةٌ وعندهُمْ حِكمةٌ

أنَا -إِخوانِي- أكتُبُ الأفكارَ والصِّياغاتِ الَّتي أخافُ أنْ يُساءَ فهمُهَا وأستَشِيرُ فِيهَا؛

بَقُول: مِش بَس بِدِّي الفِكرةَ تَكونُ سَليمةً، طريقةُ صياغَةِ الفِكرةِ أُريدُ أن تكونَ سليمَةً،

وألاَّ أُفهَمَ خطَأً!

بَقيسُ الكلامَ -يا جَماعةُ- كَلِمةً كَلِمةً، كَلِمةً كَلِمةً،...

يا مَسْهَل أن تَبُثَّ الأفكارَ وخَلاص...

يا مَسْهل يكون في عِندَكَ مجموعَةُ أفكارٍ وتنشُرَهَا، والسَّلامُ عَليكُمْ...

لا -يا جَماعةُ- أنا أقيسُ كَلامِي كَلِمةً كَلِمةً حَتَّى لا يُساءُ استخدامُهُ وتوظِيفُهُ،

فالَّذِي يقولُ: "إيَادٌ يُصِيبُ ويُخطِئُ"

صَحِيح 100% طبعًا، بشرٌ ولستُ معصومًا،

لَكن مَا يَنشُرُهُ العبدُ الفقيرُ ليسَ رأيَهُ الشَّخصيَّ، بَل هُناكَ تَدقِيقٌ ومُراجَعَةٌ واستِشاراتٌ مُوسَّعةٌ

بَعدَ هذا كُلِّهِ، لا بُدَّ ولا شَكَّ وحتمًا وبلا ريبٍ ويقينًا سَيحصُلُ سوءُ فَهمٍ!

وسيحصلُ سُوءُ توظيفٍ للكلامِ!

أنا -يا جماعةُ- أخاطِبُ شَريحَةً كَبيرةً من النَّاسِ،

يعنِي على اليوتيوبِ، الحلقةُ قرَّب يشُوفها 200 ألفِ واحدٍ،

وعلى الفيسبوكِ بَرضو مِئَاتُ الآلافِ،

الآنَ، لمَّا تُخاطِبُ مِئاتِ الآلافِ، يَقينًا سيكونُ منهُمْ من يُسِيءُ الفهمَ؛

سَيُسيءُ فَهمَ القرآنِ، وسَيُسيءُ فهمَ السُّنَّةِ،

ومِنهُمْ منْ سيَتَعمَّدُ سُوءَ تَوظيفِ الكلامِ واتِّباعَ الهوَى،

وهذا يفعَلونَهُ معَ القرآنِ ومعَ السُّنَّةِ، فكَلامِي ليسَ معصومًا مِن ذلكَ

أنا عليَّ أنْ أدَقِّقَ وأحتاطَ قَدْرَ الإمكانِ وأسَتَشِيرَ وأستَخِيرَ،

لكنْ حتمًا سيقَعُ بعدَ ذَلكِ سوءُ فهمٍ وسوءُ توظِيفٍ

إلِّي -يا جماعةُ يا إخوانِي ويا أخَواتِي- الَّذي يستَطِيعُ أنْ يأتيَ بطَرْحٍ مُحكَمٍ مُؤصَّلٍ شَرعًا،

عليهِ أدلَّةٌ ومَبنيٌّ عَلى أقوالِ العُلماءِ،

ويضمَنُ أنَّهُ بعدَ ذلكَ لنْ يَحصُلَ سوءُ استِخدامٍ، ولا سوءُ تفسِيرٍ، ولا اتِّباعُ هوًى،

واللهِ، أنا مُستعِدٌّ أُسَلِّمْهُ الصَّفحةَ وأقُلْ لهُ تفضَّلْ كمِّل المشوارَ عنِّي،

كمِّلْ الرِّحلةَ عَنِّي، كَمِّل هذهِ السِّلسلةَ كُلَّها عنِّي

لكنْ -يا جَماعةُ- فِي النِّهايةِ لا بُدَّ أنْ يحصُلَ سوءُ تفسيرٍ

أنا أُحاوِلُ قَدْرَ الإمكانِ وأتَألَّمُ لمَّا أَشُوف سوءَ استخدامٍ وتوظيفٍ لكلامِي،

لكنْ هذَا الشَّيءُ لا يُمكِنُ أن يُجَنَّبَهُ العمَلُ البَشرِيُّ

طَيِّبٌ، البَعضُ يَقولُ: "يا أيادُ أعرِفُ حالةَ طلاقٍ صَارت مِن وَرا كَلامِكَ، مِن وَرا الحَلقَةِ الفُلانِيَّةِ"

طَبْ وأنَا أقولُ لَكَ: أعرِفُ حالاتٍ وسمِعْتُ عن عشراتِ بلْ ومئاتِ الحالاتِ من أُسَرٍ استَقَرَّتْ،

وعلاقاتٍ زوجيَّةٍ تَحسَّنَتْ بعدَ هذهِ الحلَقاتِ،

لِذلكِ، عَمَّال منَعمِل استِبْيانٍ،

فِي الحلقةِ الأخيرَةِ والَّتي سبقتْهَا عَمِلنَا استِبيانَيْنِ،

وبِإذنِ اللهِ تَعالى سنَنْشُرُ لكمْ نتائجَ هذهِ الاستِبْياناتِ

أنَا إذَا كانَ كلامِي بالفعلِ يُؤثِّرُ سلبًا على عامَّةِ النَّاسِ، لا واللهِ فِي شِيء خَطأ،

لَازِمٌ أُعِيدُ النَّظَرَ مرَّةً أُخرَى ومرَّةً ثانيَةً وثالثَةً ورابِعةً،

وأَقولُ: وِين الخَلَلُ الَّذِي جعَلَ أثَرَ كلامِي مُدَمِّرًا؟

لكنْ بِفضْلِ اللهِ ليسَ هذا ما يحصُلُ،

وسترَوْنَ نتائِجَ الاستِبْياناتِ كمَا هيَ بإذنِ اللهِ تعالَى،

حَابٌّ أقُولَ للإِخْوةِ الَّذينَ يظنُّونَ أنِّي أتتبَّعُ شَواذَّ الآراءِ:

أنتُو -يا جماعَةُ، عدمُ المُؤاخَذَةِ، سامِحونِي على هذهِ الكلِمةِ- مُش عارْفِين دينَكُمْ،

ولذلِكَ، تستَهجِنونَ وتستَغْرِبونَ وتُنكِرونَ مَا هُو مِن دِينِكُم،

مثَلًا بِالنِّسبَةِ للحلَقةِ الأخيرةِ، سُقوطُ حَقِّ الرَّجلِ في القِوامةِ،

مسألةٌ لا خِلافَ عليهَا إذَا لمْ يُنفِقْ على زوجتِهِ؛

فسقُوطُ حَقِّهِ في القِوامةِ،

-ولاحِظوا يا جَماعةُ: أنَا كلامِي دقِيقٌ وَمحسُوبٌ زَيْ ماحَكِتِلْكُم بالسَّنتِيمِترِ واللهِ وبالمِلِّيمِترِ؛

-ما قُلتُ: "سُقُوطُ قِوامَتهِ"، قُلتُ: "سُقُوطُ حَقِّهِ في القِوامَةِ"-

يعني: تصبِحُ قِوامَتُهُ مشرُوطَةً بقَبولِ المرأةِ ورِضاهَا،

سُقوطُ حَقِّهِ إذا لمْ يُنفِقْ على زوجَتِهِ النَّفَقةَ الشَّرعِيَّةَ،

مِشْ نَفقَةَ الكَمالِيَّاتِ وبِدْهَا يجِبِلْهَا سيَّارةً آخر مُودِيل، لا!

برضو هذَا كلامٌ وضَّحنَاهُ فِي الحلَقةِ...

النَّفقَةُ الشَّرعيَّةُ بالحدِّ الأدنَى، هذهِ المسأَلَةُ لا خِلافَ عليهَا،

مُشْ منْ كيسِ إيَادٍ، ولا منْ بناتِ أفكَارِ إيَادٍ!

اِرتباطُ القِوامَةِ بالإِنفاقِ هُوَ نَصُّ الآيةِ:

﴿بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾

الآيةُ واضِحَةٌ، ومُشْ إنِّي أنا جَايْ أُجَدِّدُ فَهْمَ القُرآنِ وقِراءَةَ القُرآنِ

على طريقَةِ (شحرورَ) ولَّا أَشْكاِلهِ، لا!

هَذا اتَّفَقَ الفُقهاءُ على فَهْمِها كذلِكَ

الخِلافُ ليسَ هُنَا، الخِلافُ -يا جَماعةُ- فِيمَنْ عَجِزَ عنِ الإِنْفاقِ،

اجتاحَتْهُ جائِحةٌ، طَرَأَ عليهِ طارِئٌ،...

هُناكَ الخِلافُ، ولمْ أُفَصِّلْ فِي هَذهِ النَّاحيَةِ لأسبابٍ...

لكنْ، فِيمَنْ تعمَّدَ ألَّا يُنفِقَ وقصَّرَ دُونَ مُبرِّرٍ،

فإنَّ هذا سُقوطُ حَقِّهِ فِي القِوامَةِ أمرٌ لا خِلافَ فِيه

مِمَّن تكلَّمَ فِي ذلِك، ابنُ القَّّيِّمِ فِي (زادِ المَعادِ) إذْ قالَ:

"والَّذِي تقتَضيهِ أُصُولُ الشَّريعَةِ، وقواعِدُها فِي هذهِ المسأَلةِ،

"أنَّ الرَّجُلَ إذا غَرَّ المرأةَ بأنَّهُ ذُو مالٍ فَتزوَّجَتْهُ على ذلكِ،

"فَظهرَ مُعدَمًا لا شيءَ لهُ، أو كانَ ذا مالٍ وتركَ الإنفاقَ على امرأتِهِ،

"ولمْ تقدِرْ على أخْذِ كفايتِهَا منْ مالِهِ بنفسِهَا ولا بالحاكِمِ، أنَّ لهَا الفَسْخَ"

"أنَّ لها" يَعني أنْ تفْسَخَ العَقْدَ، "أنَّ لهَا الفَسْخَ": تفْسَخَ عقْدَ الزَّوَاجِ

في ما يتعلَّقُ مثلًا بحلقةِ الضَّربِ،

أحدُ الإخوة ُيقولُ: يعني إيادُ يذهبُ ويأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّة؛

في أنَّ المرأةَ لها أن يُقتَصَّ منْ زوجِها إذا ضربَها بغيرِ حقٍّ وبالغَ في ضربِها،

وما عادَ ضربَ تأديبٍ، بالطَّريقةِ الَّتي تكلَّمْنا عنْها،

لأ أصبحَ ضربًا همجيًّا، يأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّةِ.

لا، يا أخي! معلش اسمحْ لي أقول لكَ: أنتَ لا تعرفُ دينَك، سامحْني!

مثلًا في (الإنصافِ) وهوَ منْ كتبِ الحنابلةِ قالَ:

"ونقلَ أبو طالبٍ لا قِصاصَ بينَ المرأةِ وزوجِها في أدبٍ يؤدِّبُها بهِ،

فإنِ اعتَدى أو جرحَ أو كسرَ يُقْتَصُّ لها منْه"،

هذا الكلامُ مش متأخري المالكيَّةِ، هذا منْ كلامِ الحنابلةِ.

للشّافعيَّةِ قالَ في (أسنى المطالبِ) منْ كُتبِ الشّافعيَّةِ:

"يضمنُ كذلكَ زوجٌ ومعلِّمٌ وأبٌ وأمٌّ ونحوُها،

بتعزيرِهم للزَّوجةِ والصَّغيرِ ونحوِهِ،

وإنْ أذنَ الأبُ فيهِ للمعلِّمِ،

فإنْ أسرفَ المعزِّرُ وظَهَرَ منهُ قَصدُ القتلِ؛ - بأنْ ضَربَه بما يقتلُ غالبًا- فالقِصاصُ يلزمُه".

وقالَ الدِّرديرُ المالكيُّ في (الشَّرحِ الكبيرِ): "ولا يجوزُ الضَّربُ المبرِّحُ،

ولو عُلِمَ أنَّها لا تتركُ النُّشوزَ إلّا بهِ، فإنْ وقعَ لها فلَها التَّطليقُ عليِه، والقِصاصُ".

ابنُ حزمٍ في (المُحلّى) قالَ:

"فصَحَّ أنَّه إنِ اعتَدى عليها بغيرِ حقٍّ؛ فالقِصاصُ عليهِ".

أنا بجبلكك أقوالَ الحنابلةِ، والشّافعيَّةِ، والمالكيَّةِ، وابنِ حزمٍ الظّاهريِّ،

هذا في ما وقفْتُ عليهِ واطَّلعْتُ عليهِ، واللهُ أعلمُ إذا كانَ في كمان نُقولاتٌ أخرى،

فقدْ تكونُ هناكَ نقولاتٌ أخرى كثيرةٌ!

فلا تظنَّ -يا أخي- أنَّني آتي بآراءٍ شاذًّةٍ حتّى الكلامَ يعجبُ أخواتِنا النِّساءَ!

لا، لا يا جماعةُ! سامحوني يا منْ تقولونَ هذا الكلامَ!

إنتوا المش عارفين دينَكم،

أنا -يا جماعةٌ- ليسَ منْ منهَجي ولا منْ طريقَتي أنْ أُجامِلَ أحدًا حتّى يُعجَبَ بالإسلامِ،

ليسَ منْ منهجي ولا منْ طريقتي أنْ أُعدِّلَ في الإسلامِ حتّى يقتنعَ النّاسُ،

لا، لا، هذا ليسَ منْ أسلوبي أبدًا!

أنا قناعتي الرّاسخةُ منذُ الصِّغرِ

-وللهِ الحمدُ، هذا مما منَّ اللهُ بهِ عليَّ-

قناعتي الرّاسخةُ أنَّ الإسلامَ جميلٌ كما هوَ،

الإسلامُ جميلٌ كما أنزلَه اللهُ،

مش بحاجة أعمله مكياج،

ولا قصقصات، ولا تعديلاتٍ، ولا طعج وليّ وتثنية، حتى يُناسِبَ أهواءَ النّاسِ.

وإنَّما كلُّ وظيفتي أنْ آتيَ بالإسلامِ كما هوَ، أُنقِّيَه منَ الشَّوائبِ التَّي علقَتْ بهِ حقًّا،

وأقولَ للنّاسِ بعدَ ذلكَ: أعجبَكُم دينُ ربِّكم؟

واللهِ هنيئًا لكُم سلامةُ فطرتِكم.

لمْ يعجبْكُم "قالَ اللهُ وقالَ رسولُه"؟!

إذنِ اتَّهِموا أنفسَكم، واعلموا أنَّ أهواءَكم تحكمُكم!

هذا منهجي بفضلِ اللهِ تعالى.

لمَّا -يا إخوانا- تكلَّمْت في خرافةِ التَّطوُّرِ، اعترضَ عليَّ إخوةٌ فضلاءُ كثيرونَ،

ما بتكلم عن ناس عاديين مالهمِّش في العمل الإسلامي أو في الملف الإلحادي،

-بل إخوةٍ يعملونَ في الملفِّ الإلحاديِّ-

اعترضَ عليَّ كثيرونَ،

يا إيادُ! بلاش تضلك تحكي خرافة الإلحاد، وبلاش تضلك تسخِّف في ريتشارد دوكينز،

وتستهزئَ بهمْ بهذهِ الطَّريقةِ،

سوفَ تُنفِّرُ منْ يمكنُ أنْ نَستميلَه.

كنتُ أقولُ لهُم: "لنْ أُجامِلَ في دينِ اللهِ،

ولنْ أقولَ عن خرافةٍ سخيفةٍ ونكتةٍ لا قيمةَ لها أنَّها نظريَّةٌ،

ولنْ أتكلَّمَ عنْها وكأنَّها شيءٌ علميٌّ، يعني قابل للنَّظرِ والتَّفحُّصِ،

بل هيَ خرافةٌ، وسأثبتُ علميًّا أنَّها خرافةٌ،

ومنَ الحلقةِ الأولى، ولنْ أُجاملَ في ذلكَ!

وهؤلاءِ الَّذين سوفَ ينفرونَ،

واللهِ أنا يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا

يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا!

وأحبُّ أنْ يأتوا إلى الإسلامِ،

وأحبُّ أنْ يقتنعوا ببطلانِ هذهِ الخرافةِ،

لكنْ، لنْ أُجامِلَ في سبيلِ ذلكَ وأقولَ عنْها نظريَّةً وكأنَّها شيءٌ محترمٌ،

وأقولَ عنْ من يعتنقُها أنَّهم علماءُ،

بلْ همْ جُهلاءُ!

وكنتُ أؤكدُ -يا كرامُ- أنَّي لمَّا أقولُ عنْها "خرافةٌ"،

وأتكلَّمُ عنْها بهذا التَّسخيفِ الَّذي تستحقُّه -لأن هي مسخرةٌ، وهيَ بحدِّ ذاتِها مسخرةٌ-

أنَّني بهذا أريدُ أنْ أبثَّ العزَّةَ في نفوسِ المسلمينَ؛

ليعلموا أنَّ هناكَ علمًا، وهناكَ علمٌ زائفٌ،

وأنَّ العلمَ الزّائفَ باطلٌ يدمغُه اللهُ بالحقِّ.

-فيا جماعةٌ- أنا لمّا أكونُ مُقتنِعًا أنَّ هذا باطلٌ لنْ أجاملَ فيهِ،

ولمَّا أكونُ بدي أجتذِب أُناسًا إلى الحقِّ الَّذي أراهُ حقًّا لنْ أُقصقِصَ في الإسلامِ،

ولنْ آتيَ بشواذِّ الآراءِ، حتّى أجلبَهُ لِما أراهُ حقًّا،

بلْ أعرِضُ الإسلامَ كما أقتنعُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزلَه،

بعدَ استشارةٍ، واستخارةٍ، وسؤالِ أهلِ الذِّكرِ.

فلذلكَ -يا كرامُ- ما فعلَه كثيرٌ منَ الإخوةِ المعترضينَ على حلقةِ (أنا حُرَّةٌ)،

-الحلقةِ المتعلِّقةِ بالقِوامةِ-

يقعُ واحدٌ منْ أربعةِ أشياءَ،

نختمُ بهذا الكلامِ:

الإخوةُ اللي اعترضوا إما أنَّهُم

مناقشة الاعتراضات على حلقة أنا حرة المتعلقة بالقوامة (1) Diskussion der Einwände gegen die „Ich bin frei“-Episode im Zusammenhang mit der Vormundschaft (1) Discussing the objections to the “I am free” episode related to guardianship (1)

بسمِ اللهِ والحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ

إخواني وأخَواتِي، السَّلامُ عَلَيكمُ ورحمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ،

مَسَّاكُمُ اللهُ بالخَيرِ، وحيَّاكُمُ اللهُ

الحلَقاتُ عَنِ المرأةِ -بفَضلِ اللهِ تَعالى- لهَا قَبولٌ طَيِّبٌ، وَلها تَأثِيرٌ كَبيرٌ،

وبِاستِمرارٍ أسمَعُ قِصصًا عن تأثُّرِ كَثيرٍ مِنَ الإخوَةِ والأخواتِ بهذهِ الحَلقاتِ بفَضلِ اللهِ تعالَى،

لَكنْ طَبعًا الخِلافُ طَبيعَةٌ بَشريَّةٌ لا يَخْلُو الأَمرُ،

وهُناكَ بَعضُ الإخوَةِ الَّذينَ اعتَرَضُوا بِشَكلٍ خاصٍّ -أَكثَرَ شيءٍ- على الحلقَةِ الأَخيرَةِ،

ألَا وهيَ الحلقَةُ المُتَعلِّقةُ بالقِوامَةِ تَحتَ عُنوانِ: (أنا حُرَّةٌ)

طيب ، لاحَظْتُ بَعضَ الإخِوةِ نَشرُوا اعتِراضاتٍ وَكثيرٌ مِنها كَانَ بأسْلُوبٍ طَيِّبٍ وَجميلٍ، يَقولُونَ:

"الدُكتورُ إيَادٌ استَفَدنَا مِن سَلاسِلِه، وهَذه الحلقاتِ عَنِ المرأَةِ مُفِيدَةٌ، وَلكنْ..."

وبعدَهَا بيُسْرُدُوا بعضَ الملاحَظاتِ

بِدايَةً -إِخوانِي- أقُولُ: شَيءٌ جَميلٌ وَطيِّبٌ، وأُثنِي عَليهِ أن يَكونَ هُنَاكَ مُناصَحةٌ،

وأنَّ هَؤلاءِ الإخِوةَ يُدافِعونَ عَمَّا يَرونَهُ حَقًّا،

وجَميلٌ وَمهمٌّ جِدًّا أن لَا يكونَ هُناكَ تَعلُّقٌ بالأَشخاصِ،

وَجميلٌ أنْ نَفْرِزَ؛ نقولُ: لَا واللهِ، هَذا الكلامُ أصابَ فيهِ إيَادٌ،

وَهذا الكلامُ أرَى أنَّ إيَادًا أخطَأَ فيهِ،

هَذا كُلُّهُ جَميلٌ وأنا أُشَجِّعُهُ وأحُضُّ عَليهِ،

لَكنِ، الَّذي أُطالِبُ الإخوَةَ بِهِ هو أنَ يكُونَ هَذا النَّقدُ عِلمِيًّا

لِذلِك، فِي هَذا البَثِّ المُباشِرِ، - لن نطيلَ عليكُمُ إن شَاءَ اللهُ-

دَعونَا نُنَاقِشُ مَدى عِلمِيَّةِ هَذهِ الاعتِراضَاتِ...

الَّذي اعتَرضَ عَلى مَا جَاءَ فِي الحلقَةِ -مُمكِنٌ بَعدَ استِقصَاءٍ لِلاعتِراضَاتِ-،

هَؤُلاءِ الإخوةِ يعترِضونَ لِأَحَدِ ثَلاثةِ أسبابٍ:

البَعضُ يَعتبرُ أنَّ مَا قُلتُهُ في هذهِ الحَلقَةِ بَعضُهُ خَطَأٌ، أو أنَّنِي أَتَتبَّعُ الآراءَ الشَّاذَّةَ،

فَمنهُمْ مَن يَقولُ: إيَادٌ يَأتِي بَقولِ مُتأخِّرِي المَالِكيَّةِ فِي القِصاصِ منَ الرَّجُلِ

الَّذي يضرِبُ امرَأَتَهُ -مَثلًا- بَغيرِ حَقٍّ،

أوْ إيَادٌ -فِي حَلقةِ القِوامَةِ- يَضَعُ شُروطًا للقِوامةِ،

وَهذِهِ الشُّروطُ مِن أينَ جَاءَ بِها؟ لَيسَ عَليها دَليلٌ!

فَيظُنُّونَ أنَّنِي أقولُ كَلامًا بِلا دَليلٍ، أو أتَتبَّعُ شواذَّ الآراءِ عندَ الفُقَهاءِ

البعضُ الآخرُ يَعتقِدُ أنِّي غَيرُ مُلِمٍّ بالواقعِ؛

يَقولُ: يا أَخي، النِّساءُ عِندهُنَّ مُبالغَةٌ فِي المَظلوميَّةِ،

وَلَا يَنبَغِي أَن نُرَكِّزَ عَلى حَالاتٍ شَاذَّةٍ مِن ظُلمِ الرِّجالِ،

هَذهِ الحالاتُ الشَّاذَّةُ تُضَخَّمُ زِيادَةً عَنِ اللُّزومِ،

وأُعطِيَتْ حَجمًا أَكثَرَ بِكَثيرٍ مِن حَجمِهَا، وبالتَّالي يَنبَغِي ألَّا تُركِّزَ عَليهَا،

فَيظُنُّونَ أنَّني غَيرُ مُدرِكٍ لِلواقِعِ بِشكلٍ كافٍ

والبَعضُ الآخرُ يَقولونَ أنَّ كَلامِي سيُساءُ استِخدامُهُ،

"يا إيَادُ، كَلامُكَ مُمكِنٌ يكونُ صحَّ، لَكِن سَيُفهَمُ بِطريقَةٍ خَاطِئَةٍ،"

"وبعضُ النِّساءِ مُمكِنٌ تَصيرُ تعصِي زَوجَها في المَعرُوفِ،"

"وتَترُكُ الحجابَ الشَّرعيَّ، وتَرُوحُ وتِيجي وِين ما بدْها،"

"وتقولُ: أنتَ قَصَّرْتَ معِي، وليسَ لكَ قِوامَةٌ"

طَيِّبٌ، أوَدُّ أن أقُولَ -يا كرامُ- أنا آخذٌ بِعَيْنِ الاعتِبارِ هَذهِ النِّقاطَ كُلَّها،

والَّذي يَقولُ هذا الكلامَ لا يعلَمُ حجمَ الجُهدِ المبذُولِ في هذهِ الحلقاتِ

أنا حابِب -يا إخوانِي وأخَواتِي- أطمِّنكُم شُويَّة، وتَعرِفُوا طَريقَةَ عملِ الَحلقَاتِ،

ويَعنِي كنْتُ نَاوِي مِن زمَان أَنِّي أتكلَّمُ عَن ذلكَ،

ولعلِّي أَخرُجُ في حَلقَةٍ خاصَّةٍ أذكُرُ لَكُم كَيفَ تُعَدُّ هذهِ الحلقَاتِ،

حتَّى تطمَئِنُّوا لِمدَى علميَّتِها وإتقَانِها

ترَى -إخوانِي- أنَا لا أقولُ كَلمةً مِن هذهِ الكلماتِ في السَّلاسِلِ إلَّا بعدَ مُشاوَرةٍ،

اِلتزامًا بأمرِ اللهِ تعالَى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾،

ولا أتكلَّمُ فِي الأمورِ العلميَّةِ والفقهيَّةِ والعَقَديَّةِ إلَّا بعدَ مشاوَرةٍ،

لِقولِهِ تعالَى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

بالنِّسبةِ لِتخطِئَةِ ما أقولُ،

النَّاسُ يَلِّي بِيعتِقدُوا أنِّي أنَا بأتِي بِآراءٍ مِن عندِي أو آراءٍ شَاذَّةٍ:

هَذهِ الحَلقَةُ الأخيرةُ بِعنوانِ: (أنا حُرَّةٌ) استَشَرْتُ فِيها فِي المَجالِ الفِقهيِّ العِلميِّ،

الفقهيِّ تحديدًا -فقطْ هذَا الجانِبُ- استَشرْتُ فيهَا أربعةً منْ أهلِ العِلمِ،

أربعَةً منْ أَهلِ العِلمِ!

وقَرأتُ فِي أبحاثٍ، مثْلِ بحْثِ:

(أثَرُ عَدمِ الإنفاقِ فِي الفُرقةِ الزَّوجيَّةِ فِي الفِقهِ الإسلاميِّ المقارَنِ)،

وبحثٌ آخَرُ بِعنوانِ: (مُسقِطاتُ القِوامَةِ: دِراسَةٌ فقهيَّةٌ مُقارِنَةٌ)

وقرَأتُ الكثيرَ قَبلَ أن أتَكلَّمَ بِمَا تَكلَّمتُ بهِ بَعدَ مُشاوَرَةِ وسُؤالِ أهلِ العِلمِ،

بالنِّسبةِ لِنُقطَةِ الإلمامِ بالواقعِ،

يُمكِنُ إيادٌ يَعنِي شَايِفْ حالَةً حالَتَيْنِ منْ نساءٍ مَظلُومَاتٍ مَثلًا،

أو رَجُلٌ أَساءَ استخدامَ القِوامَةِ، أو أو... فصارَ يُعمِّمُ،

لا يا جماعةُ، لا! يعنِي الواحِدُ صارَ عُمرُهُ 44 سَنةً، وشافَ حالاتٍ كتِير،

ولم أتكلَّمْ إلَّا -أيضًا- بعدَ استِشارةِ أخٍ فاضِلٍ -هُوَ مُستشَارٌ أُسرِيٌّ- مَرَّتْ عليهِ آلافُ الحَالاتِ،

وطبيبِ أُسرةٍ مَرَّتْ عليهِ مِئاتُ الحالاتِ

هؤلاءِ الأخوانِ نَشيطانِ، ومرَّتْ عَليْهِم حَالاتٌ كَثيرَةٌ

المُستشَارُ الأُسَريُّ فَصَّلَ لِي وقالَ لِي:

النِّساءُ -مثلًا بعدَ 44، 45،...- آه يَغلِبُ، أو يَكونُ هُناكَ حَالاتٌ كَثيرةٌ بِالفعلِ

مِن سُوءِ استخدامِ القِوامَةِ ومن عَدمِ فَهمِ حُدودِ الحقوقِ والواجِباتِ

قَبلَ هَذا السِّنِ، النِّساءُ الشَّّابَّاتُ الفَتَيَاتُ بالفِعلِ

فِي حالَةٍ مِنَ النَّسَويَّةِ والتَّألُّهِ أكثَرَ منَ النِّساءِ المتُقَدِّماتِ أو الأكبرِ سِنًّا

مَثلًا، النِّساءُ فِي جيلِ السِّتيناتِ والسَّبعيناتِ آه كَانَ فِي هَذا الِجيلِ

كَانَ في سُوءُ استخدامٍ للقِوامَةِ،

بعدَ ذلكَ طَغَتْ الموجَةُ النَّسَويَّةُ...

وبالتَّالِي المسأَلَةُ مَبنِيَّةٌ -يا جماعةُ- على دِراسَةِ واقِعٍ

واستِقصَاءٍ، وحَالاتٍ كثيرَةٍ جدًّا قبلَ أن نَتَكلَّمَ

بالنِّسبَةِ لوقعِ الكَلامِ في النُّفوسِ،

الإخوةُ الِّي بِيقُولُوا: كَلامُكَ قَد يَكُونُ صَحَّ، ولكنْ أثَرُهُ فِي النَّفسِ خطأٌ وسوفَ يُساءُ استِخدامُهُ

تَرى -يا جماعةُ- أنا استَشَرتُ فِي هَذهِ الَحلقَةِ، -علَى الأقلِّ مَا يَحضُرُنِي الآنَ-

سِتَّةَ إخوةٍ وأخواتٍ ليسُوا من أصحابِ العِلمِ الشَّرعِيِّ، لكنْ عندهُمْ نظْرةٌ

ما هُمَاش عُلماءَ، لكن عِندَهُمْ نظْرةٌ وعندهُمْ حِكمةٌ

أنَا -إِخوانِي- أكتُبُ الأفكارَ والصِّياغاتِ الَّتي أخافُ أنْ يُساءَ فهمُهَا وأستَشِيرُ فِيهَا؛

بَقُول: مِش بَس بِدِّي الفِكرةَ تَكونُ سَليمةً، طريقةُ صياغَةِ الفِكرةِ أُريدُ أن تكونَ سليمَةً،

وألاَّ أُفهَمَ خطَأً!

بَقيسُ الكلامَ -يا جَماعةُ- كَلِمةً كَلِمةً، كَلِمةً كَلِمةً،...

يا مَسْهَل أن تَبُثَّ الأفكارَ وخَلاص...

يا مَسْهل يكون في عِندَكَ مجموعَةُ أفكارٍ وتنشُرَهَا، والسَّلامُ عَليكُمْ...

لا -يا جَماعةُ- أنا أقيسُ كَلامِي كَلِمةً كَلِمةً حَتَّى لا يُساءُ استخدامُهُ وتوظِيفُهُ،

فالَّذِي يقولُ: "إيَادٌ يُصِيبُ ويُخطِئُ"

صَحِيح 100% طبعًا، بشرٌ ولستُ معصومًا،

لَكن مَا يَنشُرُهُ العبدُ الفقيرُ ليسَ رأيَهُ الشَّخصيَّ، بَل هُناكَ تَدقِيقٌ ومُراجَعَةٌ واستِشاراتٌ مُوسَّعةٌ

بَعدَ هذا كُلِّهِ، لا بُدَّ ولا شَكَّ وحتمًا وبلا ريبٍ ويقينًا سَيحصُلُ سوءُ فَهمٍ!

وسيحصلُ سُوءُ توظيفٍ للكلامِ!

أنا -يا جماعةُ- أخاطِبُ شَريحَةً كَبيرةً من النَّاسِ،

يعنِي على اليوتيوبِ، الحلقةُ قرَّب يشُوفها 200 ألفِ واحدٍ،

وعلى الفيسبوكِ بَرضو مِئَاتُ الآلافِ،

الآنَ، لمَّا تُخاطِبُ مِئاتِ الآلافِ، يَقينًا سيكونُ منهُمْ من يُسِيءُ الفهمَ؛

سَيُسيءُ فَهمَ القرآنِ، وسَيُسيءُ فهمَ السُّنَّةِ،

ومِنهُمْ منْ سيَتَعمَّدُ سُوءَ تَوظيفِ الكلامِ واتِّباعَ الهوَى،

وهذا يفعَلونَهُ معَ القرآنِ ومعَ السُّنَّةِ، فكَلامِي ليسَ معصومًا مِن ذلكَ

أنا عليَّ أنْ أدَقِّقَ وأحتاطَ قَدْرَ الإمكانِ وأسَتَشِيرَ وأستَخِيرَ،

لكنْ حتمًا سيقَعُ بعدَ ذَلكِ سوءُ فهمٍ وسوءُ توظِيفٍ

إلِّي -يا جماعةُ يا إخوانِي ويا أخَواتِي- الَّذي يستَطِيعُ أنْ يأتيَ بطَرْحٍ مُحكَمٍ مُؤصَّلٍ شَرعًا،

عليهِ أدلَّةٌ ومَبنيٌّ عَلى أقوالِ العُلماءِ،

ويضمَنُ أنَّهُ بعدَ ذلكَ لنْ يَحصُلَ سوءُ استِخدامٍ، ولا سوءُ تفسِيرٍ، ولا اتِّباعُ هوًى،

واللهِ، أنا مُستعِدٌّ أُسَلِّمْهُ الصَّفحةَ وأقُلْ لهُ تفضَّلْ كمِّل المشوارَ عنِّي،

كمِّلْ الرِّحلةَ عَنِّي، كَمِّل هذهِ السِّلسلةَ كُلَّها عنِّي

لكنْ -يا جَماعةُ- فِي النِّهايةِ لا بُدَّ أنْ يحصُلَ سوءُ تفسيرٍ

أنا أُحاوِلُ قَدْرَ الإمكانِ وأتَألَّمُ لمَّا أَشُوف سوءَ استخدامٍ وتوظيفٍ لكلامِي،

لكنْ هذَا الشَّيءُ لا يُمكِنُ أن يُجَنَّبَهُ العمَلُ البَشرِيُّ

طَيِّبٌ، البَعضُ يَقولُ: "يا أيادُ أعرِفُ حالةَ طلاقٍ صَارت مِن وَرا كَلامِكَ، مِن وَرا الحَلقَةِ الفُلانِيَّةِ"

طَبْ وأنَا أقولُ لَكَ: أعرِفُ حالاتٍ وسمِعْتُ عن عشراتِ بلْ ومئاتِ الحالاتِ من أُسَرٍ استَقَرَّتْ،

وعلاقاتٍ زوجيَّةٍ تَحسَّنَتْ بعدَ هذهِ الحلَقاتِ،

لِذلكِ، عَمَّال منَعمِل استِبْيانٍ،

فِي الحلقةِ الأخيرَةِ والَّتي سبقتْهَا عَمِلنَا استِبيانَيْنِ،

وبِإذنِ اللهِ تَعالى سنَنْشُرُ لكمْ نتائجَ هذهِ الاستِبْياناتِ

أنَا إذَا كانَ كلامِي بالفعلِ يُؤثِّرُ سلبًا على عامَّةِ النَّاسِ، لا واللهِ فِي شِيء خَطأ،

لَازِمٌ أُعِيدُ النَّظَرَ مرَّةً أُخرَى ومرَّةً ثانيَةً وثالثَةً ورابِعةً،

وأَقولُ: وِين الخَلَلُ الَّذِي جعَلَ أثَرَ كلامِي مُدَمِّرًا؟

لكنْ بِفضْلِ اللهِ ليسَ هذا ما يحصُلُ،

وسترَوْنَ نتائِجَ الاستِبْياناتِ كمَا هيَ بإذنِ اللهِ تعالَى،

حَابٌّ أقُولَ للإِخْوةِ الَّذينَ يظنُّونَ أنِّي أتتبَّعُ شَواذَّ الآراءِ:

أنتُو -يا جماعَةُ، عدمُ المُؤاخَذَةِ، سامِحونِي على هذهِ الكلِمةِ- مُش عارْفِين دينَكُمْ،

ولذلِكَ، تستَهجِنونَ وتستَغْرِبونَ وتُنكِرونَ مَا هُو مِن دِينِكُم،

مثَلًا بِالنِّسبَةِ للحلَقةِ الأخيرةِ، سُقوطُ حَقِّ الرَّجلِ في القِوامةِ،

مسألةٌ لا خِلافَ عليهَا إذَا لمْ يُنفِقْ على زوجتِهِ؛

فسقُوطُ حَقِّهِ في القِوامةِ،

-ولاحِظوا يا جَماعةُ: أنَا كلامِي دقِيقٌ وَمحسُوبٌ زَيْ ماحَكِتِلْكُم بالسَّنتِيمِترِ واللهِ وبالمِلِّيمِترِ؛

-ما قُلتُ: "سُقُوطُ قِوامَتهِ"، قُلتُ: "سُقُوطُ حَقِّهِ في القِوامَةِ"-

يعني: تصبِحُ قِوامَتُهُ مشرُوطَةً بقَبولِ المرأةِ ورِضاهَا،

سُقوطُ حَقِّهِ إذا لمْ يُنفِقْ على زوجَتِهِ النَّفَقةَ الشَّرعِيَّةَ،

مِشْ نَفقَةَ الكَمالِيَّاتِ وبِدْهَا يجِبِلْهَا سيَّارةً آخر مُودِيل، لا!

برضو هذَا كلامٌ وضَّحنَاهُ فِي الحلَقةِ...

النَّفقَةُ الشَّرعيَّةُ بالحدِّ الأدنَى، هذهِ المسأَلَةُ لا خِلافَ عليهَا،

مُشْ منْ كيسِ إيَادٍ، ولا منْ بناتِ أفكَارِ إيَادٍ!

اِرتباطُ القِوامَةِ بالإِنفاقِ هُوَ نَصُّ الآيةِ:

﴿بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾

الآيةُ واضِحَةٌ، ومُشْ إنِّي أنا جَايْ أُجَدِّدُ فَهْمَ القُرآنِ وقِراءَةَ القُرآنِ

على طريقَةِ (شحرورَ) ولَّا أَشْكاِلهِ، لا!

هَذا اتَّفَقَ الفُقهاءُ على فَهْمِها كذلِكَ

الخِلافُ ليسَ هُنَا، الخِلافُ -يا جَماعةُ- فِيمَنْ عَجِزَ عنِ الإِنْفاقِ،

اجتاحَتْهُ جائِحةٌ، طَرَأَ عليهِ طارِئٌ،...

هُناكَ الخِلافُ، ولمْ أُفَصِّلْ فِي هَذهِ النَّاحيَةِ لأسبابٍ...

لكنْ، فِيمَنْ تعمَّدَ ألَّا يُنفِقَ وقصَّرَ دُونَ مُبرِّرٍ،

فإنَّ هذا سُقوطُ حَقِّهِ فِي القِوامَةِ أمرٌ لا خِلافَ فِيه

مِمَّن تكلَّمَ فِي ذلِك، ابنُ القَّّيِّمِ فِي (زادِ المَعادِ) إذْ قالَ:

"والَّذِي تقتَضيهِ أُصُولُ الشَّريعَةِ، وقواعِدُها فِي هذهِ المسأَلةِ،

"أنَّ الرَّجُلَ إذا غَرَّ المرأةَ بأنَّهُ ذُو مالٍ فَتزوَّجَتْهُ على ذلكِ،

"فَظهرَ مُعدَمًا لا شيءَ لهُ، أو كانَ ذا مالٍ وتركَ الإنفاقَ على امرأتِهِ،

"ولمْ تقدِرْ على أخْذِ كفايتِهَا منْ مالِهِ بنفسِهَا ولا بالحاكِمِ، أنَّ لهَا الفَسْخَ"

"أنَّ لها" يَعني أنْ تفْسَخَ العَقْدَ، "أنَّ لهَا الفَسْخَ": تفْسَخَ عقْدَ الزَّوَاجِ

في ما يتعلَّقُ مثلًا بحلقةِ الضَّربِ،

أحدُ الإخوة ُيقولُ: يعني إيادُ يذهبُ ويأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّة؛

في أنَّ المرأةَ لها أن يُقتَصَّ منْ زوجِها إذا ضربَها بغيرِ حقٍّ وبالغَ في ضربِها،

وما عادَ ضربَ تأديبٍ، بالطَّريقةِ الَّتي تكلَّمْنا عنْها،

لأ أصبحَ ضربًا همجيًّا، يأتي بآراءٍ لمتأخِّري المالكيَّةِ.

لا، يا أخي! معلش اسمحْ لي أقول لكَ: أنتَ لا تعرفُ دينَك، سامحْني!

مثلًا في (الإنصافِ) وهوَ منْ كتبِ الحنابلةِ قالَ:

"ونقلَ أبو طالبٍ لا قِصاصَ بينَ المرأةِ وزوجِها في أدبٍ يؤدِّبُها بهِ،

فإنِ اعتَدى أو جرحَ أو كسرَ يُقْتَصُّ لها منْه"،

هذا الكلامُ مش متأخري المالكيَّةِ، هذا منْ كلامِ الحنابلةِ.

للشّافعيَّةِ قالَ في (أسنى المطالبِ) منْ كُتبِ الشّافعيَّةِ:

"يضمنُ كذلكَ زوجٌ ومعلِّمٌ وأبٌ وأمٌّ ونحوُها،

بتعزيرِهم للزَّوجةِ والصَّغيرِ ونحوِهِ،

وإنْ أذنَ الأبُ فيهِ للمعلِّمِ،

فإنْ أسرفَ المعزِّرُ وظَهَرَ منهُ قَصدُ القتلِ؛ - بأنْ ضَربَه بما يقتلُ غالبًا- فالقِصاصُ يلزمُه".

وقالَ الدِّرديرُ المالكيُّ في (الشَّرحِ الكبيرِ): "ولا يجوزُ الضَّربُ المبرِّحُ،

ولو عُلِمَ أنَّها لا تتركُ النُّشوزَ إلّا بهِ، فإنْ وقعَ لها فلَها التَّطليقُ عليِه، والقِصاصُ".

ابنُ حزمٍ في (المُحلّى) قالَ:

"فصَحَّ أنَّه إنِ اعتَدى عليها بغيرِ حقٍّ؛ فالقِصاصُ عليهِ".

أنا بجبلكك أقوالَ الحنابلةِ، والشّافعيَّةِ، والمالكيَّةِ، وابنِ حزمٍ الظّاهريِّ،

هذا في ما وقفْتُ عليهِ واطَّلعْتُ عليهِ، واللهُ أعلمُ إذا كانَ في كمان نُقولاتٌ أخرى،

فقدْ تكونُ هناكَ نقولاتٌ أخرى كثيرةٌ!

فلا تظنَّ -يا أخي- أنَّني آتي بآراءٍ شاذًّةٍ حتّى الكلامَ يعجبُ أخواتِنا النِّساءَ!

لا، لا يا جماعةُ! سامحوني يا منْ تقولونَ هذا الكلامَ!

إنتوا المش عارفين دينَكم،

أنا -يا جماعةٌ- ليسَ منْ منهَجي ولا منْ طريقَتي أنْ أُجامِلَ أحدًا حتّى يُعجَبَ بالإسلامِ،

ليسَ منْ منهجي ولا منْ طريقتي أنْ أُعدِّلَ في الإسلامِ حتّى يقتنعَ النّاسُ،

لا، لا، هذا ليسَ منْ أسلوبي أبدًا!

أنا قناعتي الرّاسخةُ منذُ الصِّغرِ

-وللهِ الحمدُ، هذا مما منَّ اللهُ بهِ عليَّ-

قناعتي الرّاسخةُ أنَّ الإسلامَ جميلٌ كما هوَ،

الإسلامُ جميلٌ كما أنزلَه اللهُ،

مش بحاجة أعمله مكياج،

ولا قصقصات، ولا تعديلاتٍ، ولا طعج وليّ وتثنية، حتى يُناسِبَ أهواءَ النّاسِ.

وإنَّما كلُّ وظيفتي أنْ آتيَ بالإسلامِ كما هوَ، أُنقِّيَه منَ الشَّوائبِ التَّي علقَتْ بهِ حقًّا،

وأقولَ للنّاسِ بعدَ ذلكَ: أعجبَكُم دينُ ربِّكم؟

واللهِ هنيئًا لكُم سلامةُ فطرتِكم.

لمْ يعجبْكُم "قالَ اللهُ وقالَ رسولُه"؟!

إذنِ اتَّهِموا أنفسَكم، واعلموا أنَّ أهواءَكم تحكمُكم!

هذا منهجي بفضلِ اللهِ تعالى.

لمَّا -يا إخوانا- تكلَّمْت في خرافةِ التَّطوُّرِ، اعترضَ عليَّ إخوةٌ فضلاءُ كثيرونَ،

ما بتكلم عن ناس عاديين مالهمِّش في العمل الإسلامي أو في الملف الإلحادي،

-بل إخوةٍ يعملونَ في الملفِّ الإلحاديِّ-

اعترضَ عليَّ كثيرونَ،

يا إيادُ! بلاش تضلك تحكي خرافة الإلحاد، وبلاش تضلك تسخِّف في ريتشارد دوكينز،

وتستهزئَ بهمْ بهذهِ الطَّريقةِ،

سوفَ تُنفِّرُ منْ يمكنُ أنْ نَستميلَه.

كنتُ أقولُ لهُم: "لنْ أُجامِلَ في دينِ اللهِ،

ولنْ أقولَ عن خرافةٍ سخيفةٍ ونكتةٍ لا قيمةَ لها أنَّها نظريَّةٌ،

ولنْ أتكلَّمَ عنْها وكأنَّها شيءٌ علميٌّ، يعني قابل للنَّظرِ والتَّفحُّصِ،

بل هيَ خرافةٌ، وسأثبتُ علميًّا أنَّها خرافةٌ،

ومنَ الحلقةِ الأولى، ولنْ أُجاملَ في ذلكَ!

وهؤلاءِ الَّذين سوفَ ينفرونَ،

واللهِ أنا يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا

يعزُّ عليَّ أنْ ينفروا!

وأحبُّ أنْ يأتوا إلى الإسلامِ،

وأحبُّ أنْ يقتنعوا ببطلانِ هذهِ الخرافةِ،

لكنْ، لنْ أُجامِلَ في سبيلِ ذلكَ وأقولَ عنْها نظريَّةً وكأنَّها شيءٌ محترمٌ،

وأقولَ عنْ من يعتنقُها أنَّهم علماءُ،

بلْ همْ جُهلاءُ!

وكنتُ أؤكدُ -يا كرامُ- أنَّي لمَّا أقولُ عنْها "خرافةٌ"،

وأتكلَّمُ عنْها بهذا التَّسخيفِ الَّذي تستحقُّه -لأن هي مسخرةٌ، وهيَ بحدِّ ذاتِها مسخرةٌ-

أنَّني بهذا أريدُ أنْ أبثَّ العزَّةَ في نفوسِ المسلمينَ؛

ليعلموا أنَّ هناكَ علمًا، وهناكَ علمٌ زائفٌ،

وأنَّ العلمَ الزّائفَ باطلٌ يدمغُه اللهُ بالحقِّ.

-فيا جماعةٌ- أنا لمّا أكونُ مُقتنِعًا أنَّ هذا باطلٌ لنْ أجاملَ فيهِ،

ولمَّا أكونُ بدي أجتذِب أُناسًا إلى الحقِّ الَّذي أراهُ حقًّا لنْ أُقصقِصَ في الإسلامِ،

ولنْ آتيَ بشواذِّ الآراءِ، حتّى أجلبَهُ لِما أراهُ حقًّا،

بلْ أعرِضُ الإسلامَ كما أقتنعُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزلَه،

بعدَ استشارةٍ، واستخارةٍ، وسؤالِ أهلِ الذِّكرِ.

فلذلكَ -يا كرامُ- ما فعلَه كثيرٌ منَ الإخوةِ المعترضينَ على حلقةِ (أنا حُرَّةٌ)،

-الحلقةِ المتعلِّقةِ بالقِوامةِ-

يقعُ واحدٌ منْ أربعةِ أشياءَ،

نختمُ بهذا الكلامِ:

الإخوةُ اللي اعترضوا إما أنَّهُم