×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

العربية بين يديك, ٤،١٥،١٠٤ - الصياد

٤،١٥،١٠٤ - الصياد

(۱) حدث أحد الأصدقاء قال: بينما أنا في منزلي صبيحة يوم، إذ دخل علي صياد، يحمل سمكة كبيرة، فعرضها علي فلم أساومه فيها بل أعطيته الثمن الذي أراده، فأخذه شاكرا متهللا وقال: هذه هي المرة الأولى التي أخذت فيها الثمن الذي اقترحته أحسن الله إليك، كما أحسنت إلي، وجعلك سعيدا في نفسك، كما جعلك سعيدا في مالك. فسررت بهذه الدعوة كثيرا، وطمعت في أن تفتح لها أبواب السماء المغلقة دوني. وعجبت أن يهتدي شيخ عامي إلى معرفة حقيقة لا يعرفها إلا القليل من الخاصة وهي أن للسعادة النفسية شأنا غير شأن السعادة المالية . فقلت له: يا شيخ وهل توجد سعادة غير سعادة المال؟ فابتسم ابتسامة هادئة مؤخرة، وقال: لو كانت السعادة سعادة المال لكنت أنا أشقى الناس لأنني أفقر الناس. قلت: هل تعد نفسك سعيدا؟ قال: نعم، لأنني قانع برزقي، مسرور بعيشي، لا أحزن على فائت من العيش، ولا تذهب نفسي حسرة وراء مطمع من المطامع ، فمن أي باب يدخل الشقاء إلى قلبي؟ قلت: أيها الرجل، ماذا بك؟ ما أرى إلا أنك شيخ قد فقد عقله، كيف تعد نفسك سعيدا، وأنت حاف غير منتعل، وعاد إلا قليلا من الأسمال البالية، والأطمار الممزقة؟ قال: إن كانت السعادة لذة النفس وراحتها، وكان الشقاء ألمها وعناءها، فأنا سعيد لأني لا أجد في رثاثة ملبسي. ولا في خشونة عيشي، ما يولد لي ألما، أو يسبب لي هما . وإن كانت السعادة عندكم أمرا وراء ذلك، فأنا لا أفهمها إلا كذلك . قلت : ألا يحزنك النظر إلى الأغنياء في أثاثهم ومعاشهم، وقصورهم ومراكبهم، وخدمهم وخيولهم، ومطعمهم ومشربهم؟ ألا يحزنك هذا الفرق بين حالتك وحالتهم؟ قال: إنما يصفر جميع هذه المناظر في عيني، ويهونها عندي، أنني لا أجد أصحابها قد نالوا من السعادة أكثر مما زلته بفقدانها .

(٢) هذه المطاعم التي تذكرها . إن كان الغرض منها الامتلاء، فأنا لا أذكر أني بث ليلة في حياتي جائعا، وإن كان الغرض منها قضاء شهوة النفس : فأنا لا أكل إلا إذا جعت فأجد لكل ما يدخل جوفي لذة لا أحسب أن في شهوات الطعام ما يفضلها . أما القصور. فإن لدي كوخا صغيرا. لا أشعر أنه يضيق بي وبزوجتي وولدي، فأندم على أن لم يكن قصرا كبيرا . وإن كان لا بد من إمتاع النظر بالمناظر الجميلة، فحسبي أن أحمل شبكتي كل مطلع فجر، وأذهب بها إلى شاطي النهر، فأرى منظر السماء والماء، والأشئة البيضاء، والمروج الخضراء. ثم يطلع من ناحية الشروق قرص الشمس كأنه مجن من ذهب أو قطعة من لهب، فلا يبعد عن خط الأفق ميلا أو ميلين، حتى ينتر فوق سطح النهر حليه المتكسر، أو دره المتحدر . فإذا تجلى هذا المنظر أمام عيني، يتخلله سكون الطبيعة وهدوؤها، ملك علي شعوري ووجداني، فاستغرقت فيه استغراق النائم في الأحلام اللذيذة، حتى أحب أن أعود إلى نفسي ولا أزال هكذا هائما في أحلامي حتى أشعر بجذبة قوية في يدي، فأنتبه فإذا السمك في الشبكة يضطرب، وما اضطرابه إلا أنه فارق الفضاء الذي يهيم فيه مطلق السراح، وبات في المحبس الذي لا يجد فيه مراحا ولا مضطربا . فلا أجد له شبيها في حالته إلا الفقراء والأغنياء. يمشي الفقير كما يشتهي وينتقل حيث يريد ، كأنما هو الطائر الذي لا يقع إلا حيث يطيب له التغريد والتنقير. ولولا أن تتخطاه العيون، وتنبو عنه النواظر ما طار في كل فضاء، ولا تنقل حيث يشاء أما الغني فلا يتحرك ولا يسكن، إلا وعليه من الأحداق نطاق، ومن الأرصاد أغلال وأطواق، ولا يخرج من منزله، إلا إذا وقف أمام المرآة ساعة، يؤلف فيها من حقيقته وخياله ناظرا ومنظورا، ثم يطيل التفكير : هل يقع المنظور من الناظر موقعا حسنا؟ حتى إذا استوثق لنفسه بذلك، خرج إلى الناس يمشي بينهم مشية يحرص فيها على الصورة التي استقر رأيه عليها، فلا يطلق لجسمه في الحركة والالتفات، حتى لا يخرج بذلك عن حكمها ولا لفكره الحرية في النظر والاعتبار من مشاهدة الكون وآياته مخافة أن يغفل عن إشارات السلام، ومظاهر الإكرام.

(۳) فإذا أخذت من السمك كفاف يومي، عدت به، وبعته في الأسواق، أو على أبواب المنازل. فإذا أدبر النهار، عدت إلى منزلي، فيعانقني ولدي، وتبش في وجهي زوجتي، فإذا قضيت بالسعي حق عيالي، وبالصلاة حق ربي نمت في فراشي نومة هادثة مطمئنة، لا أحتاج معها إلى ديباج أو مهد وثير. فهل أستطيع أن أعد نفسي شقيا، وأنا أروح الناس بالا، وإن كنت أقلهم وخرير. مالا؟ لا فرق بيني وبين الغني، إلا أن الناس لا ينهضون إجلالا لي إذا رأوني، ولا يمدون أعناقهم نحوي إذ مررت بهم وأهون به من فرق لا قيمة له عندي، ولا أثر له في نفسي، وما يعنيني من أمرهم إن قاموا أو قعدوا، أو طاروا في الهواء، أو غاصوا في أعماق الماء، ما دمت لا علاقة بيني وبينهم، وما دمت لا أنظر إليهم، إلا بالعين التي ينظر بها الناس إلى الصور المتحركة.

(٤) لا علاقة بيني وبين أحد في هذا العالم، إلا تلك العلاقة بيني وبين ربي: فأنا أعبده حق عبادته، وأخلص في توحيده، فلا أعتقد ربوبية أحد سواه. ولا أكتمك يا سيدي أنني لا أستطيع الجمع بين توحيد الله، والاعتراف بالعظمة لأحد من الناس، ولقد أخذ هذا اليقين مكانه من قلبي، حتى لو طلع علي الملك المتوج في مواكبه وكواكبه، وراياته وأعلامه، لما خفق له قلبي خفقة الرهبة والخشية، ولا شغل من نفسي مكانا أكثر مما يشغله ملك التمثيل.

(٥) ولقد كان هذا اليقين أكبر سبب في عزائي، ورواحة نفسي من الهموم والأحزان: فما نزلت بي ضائقة، ولا هبت علي عاصفة من عواصف هذا الكون إلا انتزعني من بين مخالبها وهوانها علي، حتى لا أكاد أشعر بوقعها وكيف أتألم لصاب أنا أعلم حق العلم. أنه مقدور ولا مفر منه، وأنني مأجور عليه على قدر احتمالي إياه، وسكوني إليه؟

(٦) آمنت بالقضاء والقدر خيره وشره، وباليوم الآخر ثوابه وعقابه : فصغرت الدنيا في عيني وقع الشن وصغر شأنها عندي، حتى ما أفرح بخيرها ، ولا أحزن لشرها ولا أعول على شأن من شؤونها. حتى شأن الحياة فيها . وأقسم ما خرجت مرة إلى ضفة النهر حاملا شبكتي فوق عاتقي، إلا في نفسي هل أعود إلى منزلي حاملا أم محمولا؟

(۷) ما العالم إلا بحر زاخر وما الناس إلا أسماكه المائجة فيه. وما ريب المنون إلا صياد يحمل شبكته كل يوم، ويلقيها في ذلك البحر، فتمسك ما تمسك وتترك ما تترك، وما ينجو من شبكته اليوم لا ينجو منها غدا . فكيف أغتبط بما لا أملك، أو أعتمد على غير معتمد، إذن أنا أضل الناس عقلا وأضعفهم إيمانا ! إلى :

(۸) أكبرت هذا الرجل الصياد كل الإكبار، وأعجبت بصفاء ذهنه وذكاء قلبه، وحسدته على قناعته بسعادة نفسه. وقلت له: يا شيخ إن الناس جميعا يبكون على السعادة، ويفتشون عنها فلا يجدونها : فاستقر رأيهم على أن الشقاء لا زم من لوازم الحياة، لا ينفك عنها، فكيف تعد العالم سعيدا، وما هو إلا شقاء؟ قال: لا يا سيدي، إن الإنسان سعيد بفطرته، وإنما هو الذي يجلب بنفسه الشقاء نفسه: يشتد طمعه في المال، فيتعذر عليه مطمعه، فيطول بكاؤه وعناؤه. ويعتقد أن بلوغ الآمال في هذه الحياة حق من حقوقه، فإذا أخطأ سهمه، والتوى عليه غرضه، أن وشكا شكوى المظلوم من الظالم. ويبالغ في حسن ظنه بالأيام، فإذا غدرت به في محبوب لديه من مال أو ولد، فاجأه من ذلك ما لم يكن يقدر وقوعه: فناله من الهم والألم ما لم يكن ليناله لو خبر الدهر، وقتل الأيام علما وتجربة، وعرف أن جميع ما في يد الإنسان عارية مستردة، ووديعة موقوتة، وأن هذا الإحراز الذي يزعمه الناس لأنفسهم، خدعة من خدع النفوس الضعيفة، ووهم من أوهامها .

(۹) إن أكثر ما يصيب الناس من شقوة، إنما يأتي من طريق الأخلاق الباطنة، لا من طريق الوقائع الظاهرة. فالحاسد يتألم كلما وقع نظره على محسوده. والحقود يتألم كلما تذكر أنه عاجن عن الانتقام من عدوه. والطماع يتألم كلما ناجته بالإثم سريرته. والظالم يتألم، كلما سمع ابتهال المظلوم بالدعاء عليه، أو حاقت به عاقبة ظلمه . وكذلك شأن الكاذب والنمام والمغتاب وكل من تشتمل نفسه على رديلة من الردائل. فمن أراد أن يطلب السعادة، فليطلبها بين جوانب النفس الفاضلة، وإلا فهو أشقى العالمين، وإن أحرز ذخائر الأرض وخزائن السماء.

فما وصل الصياد من حديثه إلى هذا الحد حتى نهض قائما ، وتناول عصاه وقال: استودعك الله يا سيدي، وأدعو لك الدعوة التي أحببتها لنفسك وأحببتها لك، وهي : أن يجعلك الله سعيدا في نفسك، كما جعلك سعيدا في مالك. والسلام عليك ورحمة الله


٤،١٥،١٠٤ - الصياد 4,15,104 – Jäger 4,15,104 - Hunter 4,15,104 - Cacciatore 4,15,104 - Avcı

(۱) حدث أحد الأصدقاء قال: بينما أنا في منزلي صبيحة يوم، إذ دخل علي صياد، يحمل سمكة كبيرة، فعرضها علي فلم أساومه فيها بل أعطيته الثمن الذي أراده، فأخذه شاكرا متهللا وقال: هذه هي المرة الأولى التي أخذت فيها الثمن الذي اقترحته أحسن الله إليك، كما أحسنت إلي، وجعلك سعيدا في نفسك، كما جعلك سعيدا في مالك. (1) Ein Freund sagte: Als ich eines Morgens in meinem Haus war und ein Fischer mit einem großen Fisch zu mir kam, bot er ihn mir an, also verhandelte ich nicht mit ihm darüber, sondern gab ihm den Preis, den er wollte , also nahm er es dankbar an und sagte: Dies ist das erste Mal, dass ich den Preis angenommen habe, den ich vorgeschlagen habe. Möge Gott gut zu dir sein, wie du mir Gutes getan hast, und dich mit dir selbst glücklich machen, so wie er dich glücklich gemacht hat mit deinem Geld. فسررت بهذه الدعوة كثيرا، وطمعت في أن تفتح لها أبواب السماء المغلقة دوني. وعجبت أن يهتدي شيخ عامي إلى معرفة حقيقة لا يعرفها إلا القليل من الخاصة وهي أن للسعادة النفسية شأنا غير شأن السعادة المالية . Ich war erstaunt, dass ein gewöhnlicher Scheich zu einer Tatsache geführt wurde, die nur wenige besondere Menschen kennen, nämlich dass psychologisches Glück etwas anderes ist als finanzielles Glück. فقلت له: يا شيخ وهل توجد سعادة غير سعادة المال؟ فابتسم ابتسامة هادئة مؤخرة، وقال: لو كانت السعادة سعادة المال لكنت أنا أشقى الناس لأنني أفقر الناس. Ich sagte zu ihm: Oh Scheich, gibt es ein anderes Glück als das Glück des Geldes? Er lächelte ein ruhiges Lächeln zurück und sagte: Wenn Glück das Glück des Geldes wäre, wäre ich der unglücklichste aller Menschen, weil ich der ärmste aller Menschen bin. قلت: هل تعد نفسك سعيدا؟ قال: نعم، لأنني قانع برزقي، مسرور بعيشي، لا أحزن على فائت من العيش، ولا تذهب نفسي حسرة وراء مطمع من المطامع ، فمن أي باب يدخل الشقاء إلى قلبي؟ قلت: أيها الرجل، ماذا بك؟ ما أرى إلا أنك شيخ قد فقد عقله، كيف تعد نفسك سعيدا، وأنت حاف غير منتعل، وعاد إلا قليلا من الأسمال البالية، والأطمار الممزقة؟ قال: إن كانت السعادة لذة النفس وراحتها، وكان الشقاء ألمها وعناءها، فأنا سعيد لأني لا أجد في رثاثة ملبسي. Ich sagte: Halten Sie sich für glücklich? Er sagte: Ja, weil ich mit meinem Lebensunterhalt zufrieden bin, glücklich mit meinem Leben, ich trauere nicht um das, was verloren gegangen ist, und meine Seele geht nicht mit Bedauern nach einem begehrten Ehrgeiz davon, also durch welche Tür dringt das Elend in mich ein? Herz? Ich sagte: Oh Mann, was ist los mit dir? Ich sehe nur, dass du ein alter Mann bist, der den Verstand verloren hat, wie kannst du dich glücklich schätzen, wenn du eine Steppdecke bist, die keine Schuhe trägt und nur ein paar abgenutzte Lumpen und zerrissene Leichentücher zurückgekehrt sind? Er sagte: Wenn Glück Freude und Trost der Seele ist und Elend ihr Schmerz und Leid, dann bin ich glücklich, weil ich mich nicht in der schäbigen Kleidung befinde. ولا في خشونة عيشي، ما يولد لي ألما، أو يسبب لي هما . وإن كانت السعادة عندكم أمرا وراء ذلك، فأنا لا أفهمها إلا كذلك . قلت : ألا يحزنك النظر إلى الأغنياء في أثاثهم ومعاشهم، وقصورهم ومراكبهم، وخدمهم وخيولهم، ومطعمهم ومشربهم؟ ألا يحزنك هذا الفرق بين حالتك وحالتهم؟ قال: إنما يصفر جميع هذه المناظر في عيني، ويهونها عندي، أنني لا أجد أصحابها قد نالوا من السعادة أكثر مما زلته بفقدانها . Ich sagte: Macht es dich nicht traurig, die Reichen mit ihren Möbeln, ihrer Rente, ihren Palästen, ihren Booten, ihren Dienern, ihren Pferden, ihrem Essen und Trinken zu sehen? Macht Sie dieser Unterschied zwischen Ihrem und ihrem Zustand nicht traurig? Er sagte: „All diese Anblicke pfeifen in meinen Augen und machen es mir leicht, dass ich nicht finde, dass ihre Besitzer mehr Glück gewonnen haben, als ich durch ihren Verlust verloren habe.“

(٢) هذه المطاعم التي تذكرها . إن كان الغرض منها الامتلاء، فأنا لا أذكر أني بث ليلة في حياتي جائعا، وإن كان الغرض منها قضاء شهوة النفس : فأنا لا أكل إلا إذا جعت فأجد لكل ما يدخل جوفي لذة لا أحسب أن في شهوات الطعام ما يفضلها . Wenn es der Zweck ist, mich satt zu machen, dann kann ich mich nicht erinnern, eine Nacht in meinem Leben hungrig verbracht zu haben, und wenn es der Zweck ist, die Wünsche der Seele zu erfüllen: dann esse ich nicht, es sei denn, ich bin hungrig, dann finde ich Freude daran alles, was in meinen Magen gelangt. أما القصور. فإن لدي كوخا صغيرا. لا أشعر أنه يضيق بي وبزوجتي وولدي، فأندم على أن لم يكن قصرا كبيرا . وإن كان لا بد من إمتاع النظر بالمناظر الجميلة، فحسبي أن أحمل شبكتي كل مطلع فجر، وأذهب بها إلى شاطي النهر، فأرى منظر السماء والماء، والأشئة البيضاء، والمروج الخضراء. Und wenn es notwendig ist, die schöne Landschaft zu genießen, dann reicht es mir, jeden Morgen mein Netz zu tragen und damit zum Ufer des Flusses zu gehen, und ich werde den Blick auf den Himmel und das Wasser werfen und die weißen Dinge und die grünen Wiesen. ثم يطلع من ناحية الشروق قرص الشمس كأنه مجن من ذهب أو قطعة من لهب، فلا يبعد عن خط الأفق ميلا أو ميلين، حتى ينتر فوق سطح النهر حليه المتكسر، أو دره المتحدر . Dann erhebt sich die Sonnenscheibe vom Sonnenaufgang, als wäre sie ein Schild aus Gold oder ein Stück Flamme, und sie ist nicht weit von der Horizontlinie entfernt, ein oder zwei Meilen, bis ihre zerbrochenen Juwelen oder ihre herabsteigenden Perlen verschwinden über die Oberfläche des Flusses verstreut. فإذا تجلى هذا المنظر أمام عيني، يتخلله سكون الطبيعة وهدوؤها، ملك علي شعوري ووجداني، فاستغرقت فيه استغراق النائم في الأحلام اللذيذة، حتى أحب أن أعود إلى نفسي ولا أزال هكذا هائما في أحلامي حتى أشعر بجذبة قوية في يدي، فأنتبه فإذا السمك في الشبكة يضطرب، وما اضطرابه إلا أنه فارق الفضاء الذي يهيم فيه مطلق السراح، وبات في المحبس الذي لا يجد فيه مراحا ولا مضطربا . Wenn diese Szene vor meinen Augen erscheint, durchdrungen von der Stille und Gelassenheit der Natur, übernimmt sie meine Gefühle und Empfindungen, sodass ich darin versunken bin und den Schläfer in süße Träume versinke, bis ich es liebe, zu mir selbst zurückzukehren, und das tue ich auch Immer noch so wandere ich in meinen Träumen, bis ich eine starke Anziehung in meiner Hand spüre. Und seine Beunruhigung besteht nur darin, dass er den Raum verließ, in dem der befreite Mann umherwandert, und in die Gefangenschaft gelangte, in der er weder Ruhe noch Unruhe findet. فلا أجد له شبيها في حالته إلا الفقراء والأغنياء. يمشي الفقير كما يشتهي وينتقل حيث يريد ، كأنما هو الطائر الذي لا يقع إلا حيث يطيب له التغريد والتنقير. Der arme Mann geht, wie er will, und bewegt sich, wohin er will, als wäre er ein Vogel, der nur dort landet, wo er gerne singt und zwitschert. ولولا أن تتخطاه العيون، وتنبو عنه النواظر ما طار في كل فضاء، ولا تنقل حيث يشاء أما الغني فلا يتحرك ولا يسكن، إلا وعليه من الأحداق نطاق، ومن الأرصاد أغلال وأطواق، ولا يخرج من منزله، إلا إذا وقف أمام المرآة ساعة، يؤلف فيها من حقيقته وخياله ناظرا ومنظورا، ثم يطيل التفكير : هل يقع المنظور من الناظر موقعا حسنا؟ حتى إذا استوثق لنفسه بذلك، خرج إلى الناس يمشي بينهم مشية يحرص فيها على الصورة التي استقر رأيه عليها، فلا يطلق لجسمه في الحركة والالتفات، حتى لا يخرج بذلك عن حكمها ولا لفكره الحرية في النظر والاعتبار من مشاهدة الكون وآياته مخافة أن يغفل عن إشارات السلام، ومظاهر الإكرام. Hätten die Augen es nicht durchquert und die Betrachter es nicht gesehen, wäre es nicht in jeden Raum geflogen und würde sich nicht bewegen, wohin es will. Aus seiner Realität und seiner Vorstellungskraft, dem Schauen und Gesehenwerden, dachte er schon lange: Fällt das Gesehene vom Betrachter in eine gute Position? Auch wenn er sich das zutraut, geht er mit einem Gang auf die Menschen zu, die unter ihnen gehen, in dem er scharf auf das Bild ist, auf dem sich seine Meinung niedergelassen hat, sodass er nicht zulässt, dass sich sein Körper bewegt oder umdreht, so dass er weicht nicht von seiner Regelung und seinen Ehrenbekundungen ab.

(۳) فإذا أخذت من السمك كفاف يومي، عدت به، وبعته في الأسواق، أو على أبواب المنازل. فإذا أدبر النهار، عدت إلى منزلي، فيعانقني ولدي، وتبش في وجهي زوجتي، فإذا قضيت بالسعي حق عيالي، وبالصلاة حق ربي نمت في فراشي نومة هادثة مطمئنة، لا أحتاج معها إلى ديباج أو مهد وثير. Wenn ich den Tag beendet habe, kehre ich in mein Haus zurück, und mein Sohn umarmt mich, und meine Frau spuckt mir ins Gesicht, und wenn ich mich entscheide, für das Recht meiner Kinder zu kämpfen und für das Recht meines Herrn zu beten, dann werde ich Schlafe in meinem Bett mit einem ruhigen und beruhigenden Schlaf, für den ich weder Brokat noch eine weiche Wiege benötige. فهل أستطيع أن أعد نفسي شقيا، وأنا أروح الناس بالا، وإن كنت أقلهم وخرير. مالا؟ لا فرق بيني وبين الغني، إلا أن الناس لا ينهضون إجلالا لي إذا رأوني، ولا يمدون أعناقهم نحوي إذ مررت بهم وأهون به من فرق لا قيمة له عندي، ولا أثر له في نفسي، وما يعنيني من أمرهم إن قاموا أو قعدوا، أو طاروا في الهواء، أو غاصوا في أعماق الماء، ما دمت لا علاقة بيني وبينهم، وما دمت لا أنظر إليهم، إلا بالعين التي ينظر بها الناس إلى الصور المتحركة.

(٤) لا علاقة بيني وبين أحد في هذا العالم، إلا تلك العلاقة بيني وبين ربي: فأنا أعبده حق عبادته، وأخلص في توحيده، فلا أعتقد ربوبية أحد سواه. ولا أكتمك يا سيدي أنني لا أستطيع الجمع بين توحيد الله، والاعتراف بالعظمة لأحد من الناس، ولقد أخذ هذا اليقين مكانه من قلبي، حتى لو طلع علي الملك المتوج في مواكبه وكواكبه، وراياته وأعلامه، لما خفق له قلبي خفقة الرهبة والخشية، ولا شغل من نفسي مكانا أكثر مما يشغله ملك التمثيل. Ich verhehle Ihnen nicht, mein Meister, dass ich den Monotheismus Gottes nicht mit der Anerkennung der Größe eines Volkes verbinden kann, und diese Gewissheit hat ihren Platz in meinem Herzen eingenommen, auch wenn der gekrönte König bei seinen Prozessionen an mir erschien und Planeten, und seine Banner und Flaggen, mein Herz würde nicht mit dem Schlag der Ehrfurcht und Angst für ihn schlagen, und es gibt keine Arbeit von mir, ich stelle mich mehr als den König der Schauspielerei.

(٥) ولقد كان هذا اليقين أكبر سبب في عزائي، ورواحة نفسي من الهموم والأحزان: فما نزلت بي ضائقة، ولا هبت علي عاصفة من عواصف هذا الكون إلا انتزعني من بين مخالبها وهوانها علي، حتى لا أكاد أشعر بوقعها وكيف أتألم لصاب أنا أعلم حق العلم. (5) Und diese Gewissheit war der größte Grund für meinen Trost und die Erleichterung meiner Seele von Sorgen und Nöten: Keine Not traf mich, und kein Sturm der Stürme dieses Universums wehte über mich, aber er riss mich zwischen seinen Klauen hervor und ihre Demütigung für mich, so dass ich ihre Auswirkungen kaum spüren konnte. Wissenschaft. أنه مقدور ولا مفر منه، وأنني مأجور عليه على قدر احتمالي إياه، وسكوني إليه؟ Dass es vorherbestimmt und unausweichlich ist und dass ich dafür entsprechend meiner Toleranz dafür und meiner Gelassenheit ihm gegenüber belohnt werde?

(٦) آمنت بالقضاء والقدر خيره وشره، وباليوم الآخر ثوابه وعقابه : فصغرت الدنيا في عيني وقع الشن وصغر شأنها عندي، حتى ما أفرح بخيرها ، ولا أحزن لشرها ولا أعول على شأن من شؤونها. (6) Ich glaubte an das Schicksal und die Vorsehung, an sein Gutes und sein Böses und an den Jüngsten Tag an seine Belohnung und Strafe: So war die Welt klein in meinen Augen, und sie verfiel, und ihre Bedeutung war für mich gering, damit ich mich nicht über sein Gutes freue, noch über sein Böse trauere und nicht auf seine Angelegenheiten rechne. حتى شأن الحياة فيها . وأقسم ما خرجت مرة إلى ضفة النهر حاملا شبكتي فوق عاتقي، إلا في نفسي هل أعود إلى منزلي حاملا أم محمولا؟

(۷) ما العالم إلا بحر زاخر وما الناس إلا أسماكه المائجة فيه. (7) Die Welt ist nichts anderes als ein Meer in Hülle und Fülle, und die Menschen sind nichts anderes als seine tobenden Fische. وما ريب المنون إلا صياد يحمل شبكته كل يوم، ويلقيها في ذلك البحر، فتمسك ما تمسك وتترك ما تترك، وما ينجو من شبكته اليوم لا ينجو منها غدا . Es besteht kein Zweifel, dass Al-Munun nur ein Fischer ist, der jeden Tag sein Netz trägt und es ins Meer wirft, also hält man fest, was man hält, und lässt zurück, was man zurücklässt, und was heute aus seinem Netz gerettet wird, wird es nicht sein morgen davor gerettet. فكيف أغتبط بما لا أملك، أو أعتمد على غير معتمد، إذن أنا أضل الناس عقلا وأضعفهم إيمانا ! Wie kann ich also mit dem zufrieden sein, was ich nicht habe, oder mich auf jemanden verlassen, der nicht zuverlässig ist, dann führe ich die Menschen in die Irre in der Vernunft und in die Schwächsten im Glauben! إلى :

(۸) أكبرت هذا الرجل الصياد كل الإكبار، وأعجبت بصفاء ذهنه وذكاء قلبه، وحسدته على قناعته بسعادة نفسه. (8) Ich verehrte diesen Mann, den Jäger, mit großem Respekt, bewunderte seine Klarheit des Geistes und die Intelligenz seines Herzens und beneidete ihn um seine Überzeugung von seinem eigenen Glück. وقلت له: يا شيخ إن الناس جميعا يبكون على السعادة، ويفتشون عنها فلا يجدونها : فاستقر رأيهم على أن الشقاء لا زم من لوازم الحياة، لا ينفك عنها، فكيف تعد العالم سعيدا، وما هو إلا شقاء؟ قال: لا يا سيدي، إن الإنسان سعيد بفطرته، وإنما هو الذي يجلب بنفسه الشقاء نفسه: يشتد طمعه في المال، فيتعذر عليه مطمعه، فيطول بكاؤه وعناؤه. Und ich sagte zu ihm: „Oh Scheich, alle Menschen weinen über das Glück, und sie suchen danach und finden es nicht.“ Ihre Meinung blieb also bei der Tatsache, dass Elend eine der Lebensnotwendigkeiten ist, die man nicht vermeiden kann, also wie soll man es tun? Sie halten die Welt für glücklich, wenn sie nichts als Elend ist? Er sagte: Nein, mein Herr, der Mensch ist instinktiv glücklich, aber er ist derjenige, der sich selbst ins Elend bringt: Seine Gier nach Geld verstärkt sich, und seine Gier wird ihm schwer, sodass er lange weint und leidet. ويعتقد أن بلوغ الآمال في هذه الحياة حق من حقوقه، فإذا أخطأ سهمه، والتوى عليه غرضه، أن وشكا شكوى المظلوم من الظالم. ويبالغ في حسن ظنه بالأيام، فإذا غدرت به في محبوب لديه من مال أو ولد، فاجأه من ذلك ما لم يكن يقدر وقوعه: فناله من الهم والألم ما لم يكن ليناله لو خبر الدهر، وقتل الأيام علما وتجربة، وعرف أن جميع ما في يد الإنسان عارية مستردة، ووديعة موقوتة، وأن هذا الإحراز الذي يزعمه الناس لأنفسهم، خدعة من خدع النفوس الضعيفة، ووهم من أوهامها . Und er übertreibt seinen guten Glauben in den Tagen, und wenn Sie ihn an einem geliebten Menschen verraten, der Geld oder einen Sohn hat, wird er darüber überrascht sein, dass er seinen Vorfall nicht gewürdigt hat: so wird er unter Sorgen und Schmerzen leiden, was er hätte es nicht erreicht, wenn die Zeit es ihm gesagt hätte, und er tötete die Tage mit Wissen und Erfahrung, und er wusste, dass alles in den Händen des Menschen liegt: Ein rückzahlbares Darlehen und eine Zeiteinlage, und dass diese Errungenschaft, die die Menschen für sich selbst beanspruchen, es ist eine Täuschung schwacher Seelen und eine Illusion ihrer Wahnvorstellungen.

(۹) إن أكثر ما يصيب الناس من شقوة، إنما يأتي من طريق الأخلاق الباطنة، لا من طريق الوقائع الظاهرة. (9) Das meiste, was den Menschen an Not zu schaffen macht, ist auf den Weg der inneren Moral zurückzuführen, nicht auf äußere Tatsachen. فالحاسد يتألم كلما وقع نظره على محسوده. والحقود يتألم كلما تذكر أنه عاجن عن الانتقام من عدوه. Und der Boshafte leidet, wann immer er sich daran erinnert, dass er unbedingt Rache an seinem Feind nehmen möchte. والطماع يتألم كلما ناجته بالإثم سريرته. Und die Gier leidet, wann immer du ihn dazu aufrufst, sein Bett zu sündigen. والظالم يتألم، كلما سمع ابتهال المظلوم بالدعاء عليه، أو حاقت به عاقبة ظلمه . وكذلك شأن الكاذب والنمام والمغتاب وكل من تشتمل نفسه على رديلة من الردائل. Das Gleiche gilt für den Lügner, den Verleumder, den Verleumder und jeden, dessen Seele eines dieser Laster enthält. فمن أراد أن يطلب السعادة، فليطلبها بين جوانب النفس الفاضلة، وإلا فهو أشقى العالمين، وإن أحرز ذخائر الأرض وخزائن السماء.

فما وصل الصياد من حديثه إلى هذا الحد حتى نهض قائما ، وتناول عصاه وقال: استودعك الله يا سيدي، وأدعو لك الدعوة التي أحببتها لنفسك وأحببتها لك، وهي : أن يجعلك الله سعيدا في نفسك، كما جعلك سعيدا في مالك. So weit kam der Fischer nicht, bis er aufstand, seinen Stock nahm und sagte: „Ich vertraue Sie Gott an, mein Herr, und ich bete für Sie um die Einladung, die Sie für sich selbst und für Sie geliebt haben, die lautet: dass Gott dich in dir selbst glücklich macht, so wie er dich in deinem Geld glücklich gemacht hat. والسلام عليك ورحمة الله