×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

بكل بساطة – Kurzgesagt, الشعور بالوحدة

الشعور بالوحدة

‫يشعر الجميع بالوحدة أحيانًا

‫عندما نأكل وحدَنا ‫في غياب الجميع،

‫عندما ننتقل إلى مدينة جديدة،

‫أو عندما ينشغل الكلُ ‫عنا في العطلة الأسبوعية.

‫لكن في العقود الماضية،

‫أصبح هذا الشعور ‫العَرَضي مزمنًا للملايين.

‫في المملكة المتحدة، ‫يقول 60% ممن أعمارهم

‫بين 18 و34 إنهم يشعرون بالوحدة.

‫يشعر 46% من سكان الولايات

‫المتحدة بالوحدة باستمرار.

‫نعيش في أكثر العصور قدرة

‫على التواصل في التاريخ.

‫ومع ذلك، يشعر عدد ‫غير مسبوق منا بالعُزلة.

‫الشعور بالوحدة ‫مختلف عن كونك وحيدًا.

‫يمكنك أن تنعم بنفسِك وحدَك

‫وتكره كل ثانية مع الأصدقاء.

‫الشعور بالوحدة ‫تجرِبة فردية بحتة.

‫إذا كنت تشعر بالوحدة، فأنت وحيد.

‫الصورة النمطية الشائعة ‫أن الوحدة تحدث فقط

‫للأشخاص الذين يعجزون عن التحدث

‫إلى الآخرين أو التصرف معهم.

‫لكن الدراسات السكانية ‫أظهرت أن المهارات الاجتماعية

‫لا تُحدث فرقًا عمليًا

‫للروابط الاجتماعية للبالغين.

‫يمكن أن تؤثر الوحدة على الجميع.

‫المال، الشهرة، القوة، الجمال،

‫المهارات الاجتماعية، ‫الشخصية الرائعة،

‫لا شيء يمكن أن يحميك من الوحدة

‫لأنها جزء من تكوينك الجسدي.

‫الوَحدة هي وظيفة ‫جسدية مثل الجوع.

‫الجوع يجعلك تهتم ‫باحتياجاتك الجسدية.

‫الوحدة تجعلك تهتم ‫باحتياجاتك الاجتماعية.

‫يهتم جسمك باحتياجاتك الاجتماعية

‫لأنه منذ ملايين ‫السنين كان مؤشرًا كبيرًا

‫على مدى احتمالية بقائك حيًا.

‫كافأ الانتقاءُ الطبيعي ‫أسلافَنا على تعاونهم

‫وتكوينِ روابطَ مع بعضهم البعض.

‫نمت عقولنا وأصبحت ‫أدق في التعرف على

‫ما يعتقده الآخرون ويشعرون به،

‫وتكوين روابط اجتماعية ‫والحفاظ عليها.

‫أصبح كوننا اجتماعيين ‫جزءًا من تكويننا الجسدي.

‫لقد وُلدت في مجموعات مكونة

‫من 50 إلى 150 شخصًا

‫وهي تبقى معك لبقية حياتك.

‫تناولُ سعرات كافية،

‫أو البقاءُ آمنًا ودافئًا،

‫أو رعايةُ النسل بمفردك ‫كانت من المستحيلات عمليًا.

‫كونُنا معًا يعني البقاء.

‫كونك وحدك يعني الموت.

‫لذلك كان مُهمًا أن ‫تتعايش مع الآخرين.

‫أما لأسلافك،

‫كان أخطرُ تهديد للبقاء ‫حيًا ليس ألا يأكلهم الأسد،

‫بل كان عدم التواصل الاجتماعي

‫مع مجموعتك واستبعادك.

‫لتجنب ذلك، ابتكر ‫جسدُك "الألم الاجتماعي".

‫الألم من هذا النوع هو ‫تكيف تطوري مع الرفض:

‫نظام إنذار مبكر للتأكد من

‫أنك ستوقِفُ السلوك ‫الذي قد يعزِلُك.

‫كان مرجحًا لأسلافك ‫الذين عانوا من الرفض

‫باعتباره أكثر إيلامًا ‫أن يغيروا سلوكهم

‫عندما تم رفضهم ‫وبقَوا في القبيلة،

‫بينما أولئك الذين لم

‫يفعلوا طُردوا وربما ماتوا.

‫لذلك الرفض مؤلم.

‫والأكثر من ذلك، ‫الوحدةُ مؤلمة جدًا.

‫قدمت تلك الآليات عملاً رائعًا

‫لإبقائنا على تواصل ‫في معظم تاريخنا،

‫حتى بدأ البشر بناء ‫عالم جديد لأنفسهم.

‫وباء الوحدة الذي نراه اليوم

‫بدأ في أواخر عصر النهضة.

‫بدأت الثقافة الغربية ‫بالتركيز على الفرد.

‫ابتعد المثقفون عن الجماعية ‫في العصور الوسطى،

‫بينما شدد اللاهوت البروتستانتي

‫الشاب على المسؤولية الفردية.

‫تسارع هذا الاتجاه ‫خلال الثورة الصناعية.

‫ترك الناس قراهُم وحقولَهم ‫للعمل في المصانع.

‫بدأت المجتمعات التي كانت موجودة

‫منذ مئات السنين في الانحلال،

‫بينما نمت المدن.

‫نظرًا لأن عالمنا ‫أصبح حديثًا بسرعة،

‫فقد تسارع هذا ‫الاتجاه أكثر فأكثر.

‫ننتقل اليوم لمسافات طويلة من أجل

‫الوظائف الجديدة ‫والزواج والتعليم،

‫ونترك شبكتنا الاجتماعية.

‫نلتقي بأشخاص أقل بشكل شخصي

‫ونلتقي بهم في أحيان ‫كثيرة أقل من الماضي.

‫في أمريكا، قلّ ‫متوسط عدد الأصدقاء

‫المقربين من 3 في

‫1985 إلى 2 في 2011.

‫يصاب معظم الناس ‫بالوحدة المزمنة بالصدفة.

‫تبلغ سن الرشد وتنشغل بالعمل،

‫الجامعة والزواج ‫الأطفال ونتفليكس.

‫الوقت غير كاف.

‫الشيء الأكثر ملاءمة وسهولة

‫للتضحية به هو الوقت مع الأصدقاء.

‫حتى تستيقظ يومًا ما وتدرك أنك

‫تشعر بالعزلة وتتوق

‫إلى علاقات وثيقة.

‫لكن يصعب إيجاد علاقات ‫وثيقة بصفتنًا كبارًا وبالتالي،

‫يمكن أن تصبح الوحدة مزمنة.

‫بينما يشعر البشر بالرضا تجاه

‫أشياء مثل الآيفون ‫والسفن الفضائية،

‫أجسادنا وعقولنا هي نفسُها كما

‫كانت قبل 50 ألف عام.

‫ما زلنا مضبوطين بيولوجيًا

‫للتعاون مع بعضنا البعض.

‫أظهرت دراسات ‫شاملة أن التوتر الذي

‫تسببه الوحدة ‫المزمنة من أكثر الأشياء

‫غير الصحية التي يختبرها البشر.

‫يجعلك تشيخُ أسرع،

‫يجعل السرطانَ أفتك،

‫يشتد الزهايمر أسرع،

‫ويُضعف جهازَ المناعة.

‫الوحدة هي ضعف فتك السمنة،

‫ومميتة مثل تدخين ‫علبة سجائر في اليوم.

‫أخطر ما في الأمر ‫أنها حالما تصبح مزمنة،

‫قد تصبح مكتفية ذاتيًا.

‫يستخدم الألم الجسدي

‫والاجتماعي آليات مشتركة في عقلك.

‫كلاهما يشبه الشعور بالتهديد،

‫وبالتالي، فإن الألم ‫الاجتماعي يؤدي إلى

‫سلوك فوري ودفاعي حين يصيبَك.

‫عندما تصبح الوحدة مزمنة،

‫ينتقل عقلُك إلى وضع ‫الحفاظ على الذات.

‫يبدأ برؤية الخطر ‫والعداء في كل مكان.

‫لكن هذا ليس كل شيء.

‫تبين أنه عندما ‫تكون وحيدًا فإن عقلك

‫أكثر تقبلًا وتنبيهًا ‫للإشارات الاجتماعية

‫بينما في الوقت نفسه، ‫يزداد سوءًا في تفسيرها صحيحًا.

‫تولي مزيدًا من الاهتمام ‫بالآخرين لكن تفهمهم أقل.

‫يصبح الجزء في العقل ‫الذي يتعرف على الوجوه

‫غير متناسق وأكثر عرضة لتصنيف

‫الوجوه المحايدة على أنها معادية،

‫مما يجعله غير واثق من الآخرين.

‫الوحدة تجعلك تفترض الأسوأ ‫بشأن نوايا الآخرين تجاهك.

‫بسبب هذا العالم العدائي،

‫يمكنك أن تركز أكثر على ‫الذات لحماية نفسك،

‫مما قد يجعلك ‫تبدو باردًا وغير ودي

‫وغير اجتماعي أكثر مما أنت عليه.

‫إذا أصبح وجود ‫الوحدة قويًا في حياتك،

‫عليك أن تحاول ‫تحديد الحلقة المفرغة

‫التي قد تكون محاصرًا فيها.

‫عادة ما يحدث شيء كالتالي:

‫يؤدي الشعور الأولي ‫بالعزلة إلى التوتر والحزن،

‫مما يجعلك تركز ‫انتباهك بشكل انتقائي

‫على التفاعلات ‫السلبية مع الآخرين.

‫هذا يجعل أفكارك عن ‫نفسك والآخرين أكثر سلبية،

‫مما يغير سلوكك بعدها.

‫تبدأ في تجنب التفاعل الاجتماعي،

‫مما يؤدي إلى ‫الشعور بالعزلة أكثر.

‫تصبح هذه الدورة أكثر حدة

‫ويصعب الهروب منها كل مرة.

‫الوحدة تجعلك تجلس بعيدًا ‫عن الآخرين في الفصل،

‫ولا تجيب على الهاتف ‫عندما يتصل الأصدقاء،

‫وترفض الدعوات حتى ‫تتوقف عن تلقيها.

‫كل واحد منا لديه قصة عن نفسه،

‫وإذا أصبحت قصتك ‫أن الناس يستبعدونك،

‫سيشعر الآخرون بذلك،

‫وهكذا يمكن أن ‫يصبح العالم الخارجي

‫الطريقة التي تشعر بها حيال هذا ‫الأمر. غالبًا ما تكون هذه عملية مخيفة

‫وبطيئة تستغرق سنوات،

‫ويمكن أن تنتهي بالاكتئاب

‫وحالة عقلية مانعة للتواصل،

‫حتى لو كنت تتوق إليه.

‫أول شيء يمكنك فعله للهروب منه

‫هو قبول أن الوحدة هي شعور

‫طبيعي تمامًا ولا تدعو للخجل.

‫يشعر الجميع بالوحدة ‫في مرحلة ما من حياتهم،

‫إنه شعور إنساني عام.

‫لا يمكنك التخلص من الشعور به

‫أو تجاهله حتى يزول بطريقة سحرية،

‫لكن يمكنك قبول شعورك

‫به والتخلص من سببه.

‫يمكنك أن تختبرَ بنفسك ‫ما تركز انتباهك عليه،

‫وتتحققَ مما إذا كنت تركز ‫انتقائيًا على السلبيات.

‫هل كان هذا التفاعل ‫مع زميل سلبيًا حقًا،

‫أم كان محايدًا أو إيجابيًا؟

‫ما هو المحتوى الفعلي للتفاعل؟

‫ماذا قال الشخص الآخر؟

‫وهل قال شيئًا سيئًا،

‫أم قمتَ بتحريف كلامه؟

‫ربما لم يكن رد فعل ‫الشخص الآخر سلبيًا،

‫لكن الوقت لم يكن مناسبًا.

‫ثم هناك أفكارك بشأن العالم.

‫هل تفترض الأسوأ ‫عن نوايا الآخرين؟

‫هل تمر بموقف اجتماعي وتقرر

‫مسبقًا كيف ستسير الأمور؟

‫هل تفترض أن الآخرين ‫لا يريدونك معهم؟

‫هل تحاول تجنبَ التعرض للأذى ‫وعدمَ المخاطرة بالانفتاح؟

‫وإذا كان الأمر كذلك،

‫فهل يمكنك محاولة ‫منح الآخرين فرصة؟

‫هل يمكنك أن تفترض ‫أنهم ليسوا ضدك؟

‫هل يمكنك المجازفة ‫بالانفتاح والضعف مجددًا؟

‫وأخيرًا، سلوكُك.

‫هل تتجنب التواجد مع الآخرين؟

‫هل تبحث عن أعذار لرفض الدعوات؟

‫أم أنك تدفع الآخرين بعيدًا بصورة

‫استباقية لحماية نفسك؟

‫هل تتصرف وكأنك تتعرض للهجوم؟

‫هل تبحث حقًا عن علاقات جديدة،

‫أم أصبحتَ راضيًا عن وضعك؟

‫بالطبع، الأشخاص والمواقف تختلف،

‫وقد لا يكون اكتشاف ‫النفس وحده كافيًا.

‫إذا كنت تشعر بالعجز عن حل موقفك،

‫حاول أن تتواصل وتطلب ‫المساعدة من شخص محترف.

‫هذه ليست علامة ضعف، بل شجاعة.

‫لأننا نعتبر الوحدة ‫مشكلة فردية بحتة

‫تحتاج إلى حل لخلق المزيد ‫من السعادة الشخصية،

‫أو كأزمة صحية عامة،

‫فهي شيء يستحق ‫المزيد من الاهتمام.

‫بنى البشر عالمًا مذهلاً،

‫ومع ذلك، لا شيء من ‫الأشياء اللامعة التي صنعناها

‫قادرة على تلبية أو استبدال

‫حاجتنا البيولوجية ‫الأساسية للتواصل.

‫تحصل معظم الحيوانات على

‫ما تحتاجه من محيطها المادي.

‫نحصل على ما نحتاجه ‫من بعضنا البعض،

‫ونحتاج إلى بناء عالمنا البشري

‫الاصطناعي بناءً على ذلك.

‫لنجرب شيئًا ما معًا:

‫دعونا نتواصل مع شخص ما اليوم،

‫بغض النظر إذا كنت وحيدًا،

‫أو إذا كنت تريد أن ‫تُسعد شخصًا آخر.

‫راسل صديقًا لم ‫تتحدث معه منذ فترة.

‫اتصل بأحد أفراد الأسرة ‫الذي أصبح بعيدًا عنك.

‫ادعُ زميلًا إلى احتساء القهوة.

‫أو افعل شيئًا تخشاه ‫عادة أو تتكاسل تجاهه،

‫مثل ألعابٍ جماعية أو نادٍ رياضي.

‫كل شخص مختلف، ‫لذا أنت تعرف ما هو الأنسب لك.

‫ربما لن تستفيد منه، ‫لا بأس بذلك.

‫لا تتوقع أي شيء منه أثناء فعله.

‫الهدف هو الانفتاح قليلًا؛

‫لتمرين عضلات التواصل ‫حتى تصبح أقوى

‫مع الوقت أو لمساعدة ‫الآخرين على تدريبها.

‫هذا الفيديو برعايتك أنت.

‫يستغرق عمل فيديوهاتنا شهورًا،

‫وإذا كنت تريد دعمنا مباشرة ‫حتى نقدم المزيد،

‫يمكنك تمويلنا مباشرة على Patreon.org

‫والحصول على طائر Kurzgesagt

‫أو اشتر من متجرنا.

‫نصمم وننتج موادًا علمية عالية الجودة

‫تثير فضولك للعلم والطبيعة والحياة.

‫نفس الجهد والشغف الذي نضعه في فيديوهاتنا

‫نسخره في صنع ملصقاتنا

‫ودفاترنا وملابسنا وملحقاتنا.

‫ومع كل عملية شراء فإنك تدعم

‫عملنا مباشرة على هذه القناة.

‫لكن نرجو ألا تشعر أنك مضطر للدعم!

‫تساعدنا المشاهدة والمشاركة كثيرًا

‫ونحن ممتنون لأن كثيرين ‫منكم يهتمون بما نفعله.

‫شكرًا للمشاهدة!


الشعور بالوحدة Loneliness Solidão Yalnızlık

‫يشعر الجميع بالوحدة أحيانًا

‫عندما نأكل وحدَنا ‫في غياب الجميع،

‫عندما ننتقل إلى مدينة جديدة،

‫أو عندما ينشغل الكلُ ‫عنا في العطلة الأسبوعية.

‫لكن في العقود الماضية،

‫أصبح هذا الشعور ‫العَرَضي مزمنًا للملايين.

‫في المملكة المتحدة، ‫يقول 60% ممن أعمارهم

‫بين 18 و34 إنهم يشعرون بالوحدة.

‫يشعر 46% من سكان الولايات

‫المتحدة بالوحدة باستمرار.

‫نعيش في أكثر العصور قدرة

‫على التواصل في التاريخ.

‫ومع ذلك، يشعر عدد ‫غير مسبوق منا بالعُزلة.

‫الشعور بالوحدة ‫مختلف عن كونك وحيدًا.

‫يمكنك أن تنعم بنفسِك وحدَك

‫وتكره كل ثانية مع الأصدقاء.

‫الشعور بالوحدة ‫تجرِبة فردية بحتة.

‫إذا كنت تشعر بالوحدة، فأنت وحيد.

‫الصورة النمطية الشائعة ‫أن الوحدة تحدث فقط

‫للأشخاص الذين يعجزون عن التحدث

‫إلى الآخرين أو التصرف معهم.

‫لكن الدراسات السكانية ‫أظهرت أن المهارات الاجتماعية

‫لا تُحدث فرقًا عمليًا

‫للروابط الاجتماعية للبالغين.

‫يمكن أن تؤثر الوحدة على الجميع.

‫المال، الشهرة، القوة، الجمال،

‫المهارات الاجتماعية، ‫الشخصية الرائعة،

‫لا شيء يمكن أن يحميك من الوحدة

‫لأنها جزء من تكوينك الجسدي.

‫الوَحدة هي وظيفة ‫جسدية مثل الجوع.

‫الجوع يجعلك تهتم ‫باحتياجاتك الجسدية.

‫الوحدة تجعلك تهتم ‫باحتياجاتك الاجتماعية.

‫يهتم جسمك باحتياجاتك الاجتماعية

‫لأنه منذ ملايين ‫السنين كان مؤشرًا كبيرًا

‫على مدى احتمالية بقائك حيًا.

‫كافأ الانتقاءُ الطبيعي ‫أسلافَنا على تعاونهم

‫وتكوينِ روابطَ مع بعضهم البعض.

‫نمت عقولنا وأصبحت ‫أدق في التعرف على

‫ما يعتقده الآخرون ويشعرون به،

‫وتكوين روابط اجتماعية ‫والحفاظ عليها.

‫أصبح كوننا اجتماعيين ‫جزءًا من تكويننا الجسدي.

‫لقد وُلدت في مجموعات مكونة

‫من 50 إلى 150 شخصًا

‫وهي تبقى معك لبقية حياتك.

‫تناولُ سعرات كافية،

‫أو البقاءُ آمنًا ودافئًا،

‫أو رعايةُ النسل بمفردك ‫كانت من المستحيلات عمليًا.

‫كونُنا معًا يعني البقاء.

‫كونك وحدك يعني الموت.

‫لذلك كان مُهمًا أن ‫تتعايش مع الآخرين.

‫أما لأسلافك،

‫كان أخطرُ تهديد للبقاء ‫حيًا ليس ألا يأكلهم الأسد،

‫بل كان عدم التواصل الاجتماعي

‫مع مجموعتك واستبعادك.

‫لتجنب ذلك، ابتكر ‫جسدُك "الألم الاجتماعي".

‫الألم من هذا النوع هو ‫تكيف تطوري مع الرفض:

‫نظام إنذار مبكر للتأكد من

‫أنك ستوقِفُ السلوك ‫الذي قد يعزِلُك.

‫كان مرجحًا لأسلافك ‫الذين عانوا من الرفض

‫باعتباره أكثر إيلامًا ‫أن يغيروا سلوكهم

‫عندما تم رفضهم ‫وبقَوا في القبيلة،

‫بينما أولئك الذين لم

‫يفعلوا طُردوا وربما ماتوا.

‫لذلك الرفض مؤلم.

‫والأكثر من ذلك، ‫الوحدةُ مؤلمة جدًا.

‫قدمت تلك الآليات عملاً رائعًا

‫لإبقائنا على تواصل ‫في معظم تاريخنا،

‫حتى بدأ البشر بناء ‫عالم جديد لأنفسهم.

‫وباء الوحدة الذي نراه اليوم

‫بدأ في أواخر عصر النهضة.

‫بدأت الثقافة الغربية ‫بالتركيز على الفرد.

‫ابتعد المثقفون عن الجماعية ‫في العصور الوسطى،

‫بينما شدد اللاهوت البروتستانتي

‫الشاب على المسؤولية الفردية.

‫تسارع هذا الاتجاه ‫خلال الثورة الصناعية.

‫ترك الناس قراهُم وحقولَهم ‫للعمل في المصانع.

‫بدأت المجتمعات التي كانت موجودة

‫منذ مئات السنين في الانحلال،

‫بينما نمت المدن.

‫نظرًا لأن عالمنا ‫أصبح حديثًا بسرعة،

‫فقد تسارع هذا ‫الاتجاه أكثر فأكثر.

‫ننتقل اليوم لمسافات طويلة من أجل

‫الوظائف الجديدة ‫والزواج والتعليم،

‫ونترك شبكتنا الاجتماعية.

‫نلتقي بأشخاص أقل بشكل شخصي

‫ونلتقي بهم في أحيان ‫كثيرة أقل من الماضي.

‫في أمريكا، قلّ ‫متوسط عدد الأصدقاء

‫المقربين من 3 في

‫1985 إلى 2 في 2011.

‫يصاب معظم الناس ‫بالوحدة المزمنة بالصدفة.

‫تبلغ سن الرشد وتنشغل بالعمل،

‫الجامعة والزواج ‫الأطفال ونتفليكس.

‫الوقت غير كاف.

‫الشيء الأكثر ملاءمة وسهولة

‫للتضحية به هو الوقت مع الأصدقاء.

‫حتى تستيقظ يومًا ما وتدرك أنك

‫تشعر بالعزلة وتتوق

‫إلى علاقات وثيقة.

‫لكن يصعب إيجاد علاقات ‫وثيقة بصفتنًا كبارًا وبالتالي،

‫يمكن أن تصبح الوحدة مزمنة.

‫بينما يشعر البشر بالرضا تجاه

‫أشياء مثل الآيفون ‫والسفن الفضائية،

‫أجسادنا وعقولنا هي نفسُها كما

‫كانت قبل 50 ألف عام.

‫ما زلنا مضبوطين بيولوجيًا

‫للتعاون مع بعضنا البعض.

‫أظهرت دراسات ‫شاملة أن التوتر الذي

‫تسببه الوحدة ‫المزمنة من أكثر الأشياء

‫غير الصحية التي يختبرها البشر.

‫يجعلك تشيخُ أسرع،

‫يجعل السرطانَ أفتك،

‫يشتد الزهايمر أسرع،

‫ويُضعف جهازَ المناعة.

‫الوحدة هي ضعف فتك السمنة،

‫ومميتة مثل تدخين ‫علبة سجائر في اليوم.

‫أخطر ما في الأمر ‫أنها حالما تصبح مزمنة،

‫قد تصبح مكتفية ذاتيًا.

‫يستخدم الألم الجسدي

‫والاجتماعي آليات مشتركة في عقلك.

‫كلاهما يشبه الشعور بالتهديد،

‫وبالتالي، فإن الألم ‫الاجتماعي يؤدي إلى

‫سلوك فوري ودفاعي حين يصيبَك.

‫عندما تصبح الوحدة مزمنة،

‫ينتقل عقلُك إلى وضع ‫الحفاظ على الذات.

‫يبدأ برؤية الخطر ‫والعداء في كل مكان.

‫لكن هذا ليس كل شيء.

‫تبين أنه عندما ‫تكون وحيدًا فإن عقلك

‫أكثر تقبلًا وتنبيهًا ‫للإشارات الاجتماعية

‫بينما في الوقت نفسه، ‫يزداد سوءًا في تفسيرها صحيحًا.

‫تولي مزيدًا من الاهتمام ‫بالآخرين لكن تفهمهم أقل.

‫يصبح الجزء في العقل ‫الذي يتعرف على الوجوه

‫غير متناسق وأكثر عرضة لتصنيف

‫الوجوه المحايدة على أنها معادية،

‫مما يجعله غير واثق من الآخرين.

‫الوحدة تجعلك تفترض الأسوأ ‫بشأن نوايا الآخرين تجاهك.

‫بسبب هذا العالم العدائي،

‫يمكنك أن تركز أكثر على ‫الذات لحماية نفسك،

‫مما قد يجعلك ‫تبدو باردًا وغير ودي

‫وغير اجتماعي أكثر مما أنت عليه.

‫إذا أصبح وجود ‫الوحدة قويًا في حياتك،

‫عليك أن تحاول ‫تحديد الحلقة المفرغة

‫التي قد تكون محاصرًا فيها.

‫عادة ما يحدث شيء كالتالي:

‫يؤدي الشعور الأولي ‫بالعزلة إلى التوتر والحزن،

‫مما يجعلك تركز ‫انتباهك بشكل انتقائي

‫على التفاعلات ‫السلبية مع الآخرين.

‫هذا يجعل أفكارك عن ‫نفسك والآخرين أكثر سلبية،

‫مما يغير سلوكك بعدها.

‫تبدأ في تجنب التفاعل الاجتماعي،

‫مما يؤدي إلى ‫الشعور بالعزلة أكثر.

‫تصبح هذه الدورة أكثر حدة

‫ويصعب الهروب منها كل مرة.

‫الوحدة تجعلك تجلس بعيدًا ‫عن الآخرين في الفصل،

‫ولا تجيب على الهاتف ‫عندما يتصل الأصدقاء،

‫وترفض الدعوات حتى ‫تتوقف عن تلقيها.

‫كل واحد منا لديه قصة عن نفسه،

‫وإذا أصبحت قصتك ‫أن الناس يستبعدونك،

‫سيشعر الآخرون بذلك،

‫وهكذا يمكن أن ‫يصبح العالم الخارجي

‫الطريقة التي تشعر بها حيال هذا ‫الأمر. غالبًا ما تكون هذه عملية مخيفة

‫وبطيئة تستغرق سنوات،

‫ويمكن أن تنتهي بالاكتئاب

‫وحالة عقلية مانعة للتواصل،

‫حتى لو كنت تتوق إليه.

‫أول شيء يمكنك فعله للهروب منه

‫هو قبول أن الوحدة هي شعور

‫طبيعي تمامًا ولا تدعو للخجل.

‫يشعر الجميع بالوحدة ‫في مرحلة ما من حياتهم،

‫إنه شعور إنساني عام.

‫لا يمكنك التخلص من الشعور به

‫أو تجاهله حتى يزول بطريقة سحرية،

‫لكن يمكنك قبول شعورك

‫به والتخلص من سببه.

‫يمكنك أن تختبرَ بنفسك ‫ما تركز انتباهك عليه،

‫وتتحققَ مما إذا كنت تركز ‫انتقائيًا على السلبيات.

‫هل كان هذا التفاعل ‫مع زميل سلبيًا حقًا،

‫أم كان محايدًا أو إيجابيًا؟

‫ما هو المحتوى الفعلي للتفاعل؟

‫ماذا قال الشخص الآخر؟

‫وهل قال شيئًا سيئًا،

‫أم قمتَ بتحريف كلامه؟

‫ربما لم يكن رد فعل ‫الشخص الآخر سلبيًا،

‫لكن الوقت لم يكن مناسبًا.

‫ثم هناك أفكارك بشأن العالم.

‫هل تفترض الأسوأ ‫عن نوايا الآخرين؟

‫هل تمر بموقف اجتماعي وتقرر

‫مسبقًا كيف ستسير الأمور؟

‫هل تفترض أن الآخرين ‫لا يريدونك معهم؟

‫هل تحاول تجنبَ التعرض للأذى ‫وعدمَ المخاطرة بالانفتاح؟

‫وإذا كان الأمر كذلك،

‫فهل يمكنك محاولة ‫منح الآخرين فرصة؟

‫هل يمكنك أن تفترض ‫أنهم ليسوا ضدك؟

‫هل يمكنك المجازفة ‫بالانفتاح والضعف مجددًا؟

‫وأخيرًا، سلوكُك.

‫هل تتجنب التواجد مع الآخرين؟

‫هل تبحث عن أعذار لرفض الدعوات؟

‫أم أنك تدفع الآخرين بعيدًا بصورة

‫استباقية لحماية نفسك؟

‫هل تتصرف وكأنك تتعرض للهجوم؟

‫هل تبحث حقًا عن علاقات جديدة،

‫أم أصبحتَ راضيًا عن وضعك؟

‫بالطبع، الأشخاص والمواقف تختلف،

‫وقد لا يكون اكتشاف ‫النفس وحده كافيًا.

‫إذا كنت تشعر بالعجز عن حل موقفك،

‫حاول أن تتواصل وتطلب ‫المساعدة من شخص محترف.

‫هذه ليست علامة ضعف، بل شجاعة.

‫لأننا نعتبر الوحدة ‫مشكلة فردية بحتة

‫تحتاج إلى حل لخلق المزيد ‫من السعادة الشخصية،

‫أو كأزمة صحية عامة،

‫فهي شيء يستحق ‫المزيد من الاهتمام.

‫بنى البشر عالمًا مذهلاً،

‫ومع ذلك، لا شيء من ‫الأشياء اللامعة التي صنعناها

‫قادرة على تلبية أو استبدال

‫حاجتنا البيولوجية ‫الأساسية للتواصل.

‫تحصل معظم الحيوانات على

‫ما تحتاجه من محيطها المادي.

‫نحصل على ما نحتاجه ‫من بعضنا البعض،

‫ونحتاج إلى بناء عالمنا البشري

‫الاصطناعي بناءً على ذلك.

‫لنجرب شيئًا ما معًا:

‫دعونا نتواصل مع شخص ما اليوم،

‫بغض النظر إذا كنت وحيدًا،

‫أو إذا كنت تريد أن ‫تُسعد شخصًا آخر.

‫راسل صديقًا لم ‫تتحدث معه منذ فترة.

‫اتصل بأحد أفراد الأسرة ‫الذي أصبح بعيدًا عنك.

‫ادعُ زميلًا إلى احتساء القهوة.

‫أو افعل شيئًا تخشاه ‫عادة أو تتكاسل تجاهه،

‫مثل ألعابٍ جماعية أو نادٍ رياضي.

‫كل شخص مختلف، ‫لذا أنت تعرف ما هو الأنسب لك.

‫ربما لن تستفيد منه، ‫لا بأس بذلك.

‫لا تتوقع أي شيء منه أثناء فعله.

‫الهدف هو الانفتاح قليلًا؛

‫لتمرين عضلات التواصل ‫حتى تصبح أقوى

‫مع الوقت أو لمساعدة ‫الآخرين على تدريبها.

‫هذا الفيديو برعايتك أنت.

‫يستغرق عمل فيديوهاتنا شهورًا،

‫وإذا كنت تريد دعمنا مباشرة ‫حتى نقدم المزيد،

‫يمكنك تمويلنا مباشرة على Patreon.org

‫والحصول على طائر Kurzgesagt

‫أو اشتر من متجرنا.

‫نصمم وننتج موادًا علمية عالية الجودة

‫تثير فضولك للعلم والطبيعة والحياة.

‫نفس الجهد والشغف الذي نضعه في فيديوهاتنا

‫نسخره في صنع ملصقاتنا

‫ودفاترنا وملابسنا وملحقاتنا.

‫ومع كل عملية شراء فإنك تدعم

‫عملنا مباشرة على هذه القناة.

‫لكن نرجو ألا تشعر أنك مضطر للدعم!

‫تساعدنا المشاهدة والمشاركة كثيرًا

‫ونحن ممتنون لأن كثيرين ‫منكم يهتمون بما نفعله.

‫شكرًا للمشاهدة!