×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Arabic YouTube Videos - فيديوهات يوتيوب بالعربية, رحلة اليقين ٦: (ندعوك للغداء) - أخلاق الإلحاد

رحلة اليقين ٦: (ندعوك للغداء) - أخلاق الإلحاد

يقول عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking"

الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم.

والسُّؤال: هل هذا رأيٌ شخصيٌّ أو مبالغةٌ من هوكينغ؟

أم أنَّها النَّتيجة الحتميَّة للإلحاد؟

هل للإنسان قيمةٌ معنويَّةٌ بدون وجود الله؟

هل للأخلاق أيَّة قيمةٍ بدون وجود الله؟

سنُجيب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم

ونرى نماذج مخيفةً من التَّردِّي الأخلاقيِّ الَّذي يقود إليه الإلحاد.

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله،

تصوَّر أنَّه جاءك على جهازك الخلويِّ رسالةٌ من أخيك تقول: "ندعوك للغداء"

هل هذه الرِّسالة لها معنًى؟ طبعًا،

هل هي حقٌّ أم وهمٌ؟ بل حقٌّ،

هل لها قيمةٌ؟ نعم،

هل تتصرَّف على أساسها؟ نعم،

تقول لزوجتك وأولادك: نحن مدعوُّون على الغداء عند دار أخي، ثمَّ لن تُحضِّروا طعامًا، إلى آخره.

تصوَّر في المقابل أنَّك نسيت جهازك الخلويَّ مفتوحًا في جيبك، مع مفاتيح البيت،

فطَقْطَقَتْ المفاتيح على لوحة أحرف الجهاز،

في ذهابك وإيابك وقيامك وجلوسك

بعد ساعات، استخرجت جهازك لتُجرِي مكالمة

فرأيت آلاف الأحرف العشوائيَّة

وفي وسطها جملة "ندعوك للغداء"

هل هذه الجملة لها كاتبٌ يعلم ما يفعل؟ لا

هل لها قيمة؟ لا

هل تتصرَّف على أساسها؟ لا أيضًا؛

لأنَّه حتَّى لو ظهر شيءٌ له معنى في هذه الخربطات فإنَّه لن يكتسب قيمة.

بالنِّسبة لمُنكر وجود الله،

كلُّ القيم الأخلاقيَّة الَّتي يُحِسُّ بها الإنسان

الأصل فيها أن تكون مثل هذه الخرابيش

لا قيمة لها ولا معنًى لها

فلا يَتصرَّف على أساسها

فقد جاءت بها -حسب معتقده- العشوائيَّة

الَّتي لا تدري ما تفعله

ولا تعِد بشيءٍ، ولا تلتزم بشيءٍ

في الإلحاد الَّذي يفسِّر الكون ووجودَه، تفسيرًا ماديًّا بحتًا

لا مكان للقيم المعنويَّة أصلًا

لا حقٌّ ولا باطل، لا خير ولا شرٌّ

فهذه قيمٌ معنويَّة لا تُفسِّرها المادَّة

وعندما يكون الإنسان ابن المادَّة

لا شيء إلَّا المادَّة،

فلا معنًى للرَّحمة ولا للصِّدق ولا للوفاء ولا لبرِّ الوالدين

الإحساس بهذا كلِّه، إنمَّا هو نتيجة طَفَراتٍ جينيَّةٍ عشوائيَّةٍ، كخربطات الجهاز الخلويِّ.

في الإسلام، يوجد خالقٌ كامل الصِّفات

أمر عباده بأخلاقٍ تنسجم مع صفاته

فهذا الخالق عدلٌ، حرَّم الظُّلم على نفسه

فمفهومٌ أن يُحرِّمه على عباده فقال:

«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا» (صحيح مسلم)

رحيمٌ وأمرَ عباده أن يتراحموا

وقد فطر الخالقُ الإنسان على محبَّة هذه القيم، وكراهية ما يُضادُّها: كالشَّرَّ والظُّلم

قد يُغطِّي على الفطرة أهواءُ الإنسان في إشباع رغباته وحبُّ التَّسلُّط

لكنَّ هذا لا يُعارض أنَّ الفطرةَ السَّويَّةَ هي الأصلُ فيه.

إذن في الإسلام وجود هذه القيم مُفسَّر،

كونها لها قيمةٌ مُفسَّر،

حُبُّ الإنسان لها وكراهيَّتُه لضدِّها مُفسَّر

والتَّفسير لهذا كلِّه هو وجود الله.

عندما يُنكر الإنسان وجود الله تعالى

فإنَّه يدخل في مسلسل التَّخبُّط الإلحاديِّ البائس

كالَّذي رأيناهُ في الحلقة الماضية عن البدهيَّات العقليَّة

لدى الملحد، لا خالقٌ ولا صفات كمالٍ،

ليس إلَّا طبيعةٌ أوجدت الإنسان

وهذه الطَّبيعة مادِّيَّة، ليس لها صفات كمالٍ معنويَّة

فلا يمكن وصفها بالعدل أو الحكمة مثلًا

وبالتَّالي، فلا مكان للقيم المعنويَّة في إنسانٍ مُتولِّدٍ عن هذه الطَّبيعة.

لكن ماذا عن شعور الإنسان بمحبَّة الخير وكراهية الشَّرَّ؟

هي حسب الإلحاد طفراتٌ جينيةٌ عشوائيَّةٌ

جعلته يتوهَّم أنَّ هناك خيرًا، ويحبُّ ذلك الخير الوهميَّ

وأنَّ هناك شرًّا، ويكره ذلك الشَّرَّ الوهميَّ.

قيل لأحد كِبار الملحدين ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins"

في النِّهاية، هل اعتقادك أنَّ الاغتصاب خطأ، أمرٌ اعتباطيٌّ تمامًا؟

كواقع أنَّنا تطوَّرنا بخمسة أصابع بدل ستَّة؟

فقال دوكنز: نعم، تستطيعُ قول ذلك.

أيْ كان يمكن للصُّدفة العمياء الَّتي يدَّعونها

أن تَسير مسارًا آخر، يَنتجُ عنه شعور الإنسان

أن لا خطأ في الاغتصاب

والأمر اعتباطيٌّ تمامًا

فلا يمكن وصفُ أيٍّ من الشُّعورَيْن بأنَّ الاغتصاب خطأ أو مقبول

لا يمكن وصفه بأنَّه حقٌّ أو باطل،

فهذا الشُّعور إنَّما هو وليد الصُّدفة العشوائيَّة.

إذن فالنَّزعة الأخلاقيَّة عند مُنكر وجود الله

لا يُعرَف مصدرُها، ولا يمكن وصفها بحقٍّ أو باطل،

ولا هي متوافقةٌ مع صفات موجودٍ أعلى،

ولا حسابَ أُخرَويَّ عليها،

فهي ليست مُطلقةً إذن، أي لا يمكن وصف أيِّ خُلقٍ بأنه ممدوحٌ بإطلاق أو مذمومٌ بإطلاق.

إلى أين وصل الملحدون نتيجةً لذلك؟

تعالَوْا نرى نماذج من كلام مشاهيرهم ومُنظِّريهم

في مناظرةٍ بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيُّهما أكثر منطقيَّةً؟)،

سُئل البروفيسور لورانس كراوس "Lawrence Krauss"

عن سبب كون زِنا المحارِم خطأً، بالنِّسبة له كملحد،

يعني يا كراوس

ما لم تستند إلى قيمٍٍ مُطلقة على أساس وجود الله،

فعلى أيِّ أساسٍ تُخطِّئ زِنا المحارِم مثلًا؟

فماذا كان جوابه؟

تعالوا نرَ:

إذن يقول لك: ليس واضحًا لديَّ أنَّه خطأ

علَّق دوكنز في تغريدةٍ له، على ما جرى للورانس كراوس في تلك المناظرة، بقولِه:

"سأل أحدُ الإسلاميِّين: لماذا زنا المحارم خطأ؟

حاول لورانس كراوس أن يستعمل المنطق في جوابه، المنطق؟ الُّلؤلؤ ملقًى أمام خنزير"

إذن أصبح منطقُ كراوس لؤلؤًا في نظر دوكنز

لكنَّ مشكلته: أنَّ الَّذي يستهجنه خنزيرٌ

لم يُقدِّر قيمة هذا المنطق.

دوكنز هذا هو نفسه الَّذي قال في كتابه (وهم الإله، فصل: أخلاق روح العصر)

"نحن لا نغشّ، لا نقتل، لا نرتكب زنا المحارم"

فهو إذن يرى مسألة زنا المحارم نسبيَّةً

اختياره الشَّخصيُّ: ألَّا يمارسَ هذا الزِّنا

لكن يدافع عن وجهةِ نظرِ زميله كراوس، ويعتبرها منطقًا

تعالوا نرى نماذج أخرى من التَّردِّي الأخلاقيِّ للملحدين

جمَعها الأخ رشاد القرنيّ في برنامج (ارجع لأصلك)

كخطوةٍ أكثر جرأةً ووقاحةً، يطالب البروفسور جريف "Greve"

بعدم تجريم زنا المحارم

بل، وحذف المادة اللي تعاقب على ذلك من القانون

ولا تتعجَّب إن عرفت أنَّ أحد الدُّول الأوروبيَّة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك

لمناقشة تشريع زنا المحارم داخل البرلمان

ضلال!

وكيف أنَّ الأب سيستطيع أن ينجب من ابنته بطريقة ما يعاقب عليها القانون

الحمد لله على نعمة الإسلام

فالملاحدة حقيقةً يدفعون بالأخلاق نحو الهاوية

فهذا الملحد الدكتور دان باركر "Dan Barker"

يقول أنَّ الاغتصاب قد يكون أمرًا أخلاقيًّا إن دعت الحاجة إليه،

أمّا الملحد البروفسور بيتر سينجر "Peter Singer"،

فحكايةٌ ومهزلةٌ أخرى!

لا يرى هذا الأخير بأسًا ولا مانعًا حقيقيًّا من البهيميّة "Bestiality"، فيقول:

"يمكن أن يُقيم البشر والحيوان علاقةً جنسيَّةً مُرضِيةً للطرفين"

هذا عدا عن دفاع سام هـاريس "Sam Harris"

عن الاغتصاب واعتباره جزءًا من الاستراتيجيَّة التَّطوُّريَّة ودفاع دوكنز عن الخيانة الزَّوجيَّة

ورفض تسميتها خيانةً أصلًا

على اعتبار أنَّه ليس لأحد الزَّوجين أن يدَّعي ملكيَّةً خاصَّة في جسد الآخر

كما يؤيِّد البروفسور بيتر سينجر قتل المواليد الجدد المصابين بإعاقة إذا كان هذا لصالحهم وصالح والديهم

أيضًا ديفيد سيلفرمان "David Silverman" رئيس جمعيَّة الملحدين الأميركيِّين

صرَّح في مناظرةٍ له بأنّ القيم الأخلاقيَّة كلَّها نسبيَّة، ولا وجود لقيمٍ أخلاقيَّةٍ مُطلَقةٍ

قيل له: بناءً على ذلك

فإنّ تعذيب الأطفال وأكلَهم مثلًا ليس خطأً بإطلاق

وإنّما هو بالنِّسبة لشخصٍ معيَّنٍ، أليس كذلك؟

فأقرَّ سيلفرمان بذلك.

يعني ممكن واحد يعذِّب طفلًا ويَشويه حيًّا ويأكله ولا يكون بذلك مخطئًا سيلفرمان يعلمُ أنَّه إن قال بأنَّ هذا خطأٌ بشكلٍ مُطلقٍ

فإنَّ ذلك يتطلَّب منه التَّسليم بوجود معانٍ مُطلقةٍ

وهي بدورها تستلزم وجود الله كما بيَنَّا.

يَنتُج عن الإلحاد: أنَّ الطَّفَرات الجينيَّة العشوائيَّة قد تُنتج أُناسًا مختلفين جينيًّا

وبالتَّالي، فمشاعرهم مختلفةٌ جدًّا تجاه سلوكٍ واحد: كالاغتصاب أو التَّعذيب

والسَّببُ: مادِّيٌّ بحت

ولا يمكن وصف أيٍّ من مواقفهم بأنَّه حقٌّ أو باطل

وبالتَّالي، فلا يمكن تجريمُ أو تخطئة إنسانٍ، مهما كان فعله لا أخلاقيًّا

لأنَّ بإمكانه أن يقول:

هو لا أخلاقيٌّ بالنِّسبة لك

لكنَّه أخلاقيٌّ بالنِّسبة لي.

هناك أناسٌ في مجتمعاتنا المسلمة

يستخدمون في مجال الأخلاق عباراتٍ نسبيَّة، وأنَّه لا مكان للحقيقة المُطلقة

ويظنُّون أنَّه حتَّى النُّصوص الشَّرعيَّة الواضحة في مجال الأخلاق والقيم

كلُّها محلُّ خلافٍ وليس فيها قطعيَّاتٍ.

قد يكون من هؤلاء من يشمئزُّ من مقولات الملحدين الَّتي ذكرناها

لكنَّه لا يُلاحظ أنَّها النَّتيجة الطَّبيعيَّة لفكرة النِّسبيَّة الأخلاقيَّة الَّتي يتكلَّم بها

إن لم تكن القيم مستندةً إلى نور الوحي،

فالضَّياع!

﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النّور:40]

طرح الملحدون التَّساؤل التَّالي:

كيف يمكن تحديد الخير والشَّرِّ والقيم الأخلاقيَّة الفاضلة دون الإيمان بإله؟

وسؤالهم هذا مغالطةٌ منطقيَّة

لأنَّه بلا إله فليس هناك قيمٌ معنويَّة

لا خيرٌ ولا شرٌّ ولا فضيلةٌ ولا رذيلةٌ

لكنَّهم تهرَّبوا من هذه الحقيقة

فهم يعلمون أنَّه لا الإنسان ولا المجتمعات، تستطيع العيش بلا أخلاقٍ

ومع ذلك، بدؤوا بتأليف كتبٍ للإجابة عن سؤالهم الخاطئ أصلًا

منها كتاب

"The Moral Landscape: How Science

Can Determine Human Values"

"المنظور الأخلاقيُّ: كيف يمكن للعلم أن يحدِّدَ القيم الإنسانيَّة"

وكتاب "The Science of Good and Evil" "علم الخير والشَّرِّ"

وغيرها كتبٌ كثيرةٌ

لكنَّها كلَّها محاولاتٌ بائسةٌ

لأنَّها بمادِّيَّتها البحتة

وبتهرُّبها من حقيقة أن لا مكان للقيم المعنويَّة بغير إله فكأنَّها تقول:

ما هو التَّفاعل المخبريُّ المناسب لمعرفة الخير من الشَّرِّ والعدل من الظُّلم؟

لعلَّه أصبح واضحًا بعد هذا العرض

أنَّ ستيفن هوكينغ حين قال:

"الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم"

أنَّه كان منسجمًا مع إلحاده

وأراح نفسه من البحث عن أخلاقٍ لهذا الوسخ

قارن ذلك بقول الله تعالى:

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70]

كرَّمهم ليكونوا لائقين بمقامِ العبودية لإلهٍ كامل الصِّفات

في هذه الحلقة

بيَّنَّا دلالة النَّزعة الأخلاقيَّة على وجود الله تعالى

وأنَّه لا أساس للأخلاق في ظلِّ إنكار وجوده سبحانه

لكن، ليس هذا فحسب

بل في الحلقة القادمة سنُبيِّن أنَّ الإلحاد لا يترك أتباعَهُ محايدين تجاه الأخلاق

بل يضعهم على مفترق طريق

فإمّا أن يختاروا بعض الأخلاق الحميدة

فيُناقضوا أنفسهم ويخونوا إلحادهم وداروِنيَّتهم

أو أن ينسجموا مع إلحادهم وداروِنيَّتهم

فيتحلَّوا بأسوأ الأخلاق وأشدِّها إجرامًا.

حقائقُ مهمةٌ صادمةٌ، فتابعوا معنا،

والسَّلام عليكم ورحمة الله.


رحلة اليقين ٦: (ندعوك للغداء) - أخلاق الإلحاد Reise der Gewissheit 6: (Wir laden Sie zum Mittagessen ein) – Ethik des Atheismus Journey of Certainty 6: (We invite you to lunch) - Ethics of Atheism

يقول عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينغ "Stephen Hawking" Atheist physicist Stephen Hawking says "Stephen Hawking"

الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم. The human race is just a chemical dirt on a medium-sized planet.

والسُّؤال: هل هذا رأيٌ شخصيٌّ أو مبالغةٌ من هوكينغ؟ The question: Is this a personal opinion or an exaggeration of Hawking?

أم أنَّها النَّتيجة الحتميَّة للإلحاد؟ Or is it the inevitable consequence of atheism?

هل للإنسان قيمةٌ معنويَّةٌ بدون وجود الله؟ Does a person have a moral value without the presence of God?

هل للأخلاق أيَّة قيمةٍ بدون وجود الله؟ Does morality have any value without God?

سنُجيب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم We will answer these questions in today's episode

ونرى نماذج مخيفةً من التَّردِّي الأخلاقيِّ الَّذي يقود إليه الإلحاد. We see frightening examples of the moral deterioration that atheism leads to.

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، Praise be to God and prayer and peace be upon the Messenger of Allah,

تصوَّر أنَّه جاءك على جهازك الخلويِّ رسالةٌ من أخيك تقول: "ندعوك للغداء" Imagine that you received a message on your cell phone from your brother saying: “We invite you to lunch.”

هل هذه الرِّسالة لها معنًى؟ طبعًا، Does this message have a meaning? Of course,

هل هي حقٌّ أم وهمٌ؟ بل حقٌّ، Is it right or an illusion? but right,

هل لها قيمةٌ؟ نعم، Does it have value? yes,

هل تتصرَّف على أساسها؟ نعم، Do you act on it? yes,

تقول لزوجتك وأولادك: نحن مدعوُّون على الغداء عند دار أخي، ثمَّ لن تُحضِّروا طعامًا، إلى آخره. You say to your wife and children: We are invited to lunch at my brother's house, then you will not prepare food, etc.

تصوَّر في المقابل أنَّك نسيت جهازك الخلويَّ مفتوحًا في جيبك، مع مفاتيح البيت، Imagine, on the other hand, that you left your cell phone open in your pocket, with the keys to the house,

فطَقْطَقَتْ المفاتيح على لوحة أحرف الجهاز، Click the keys on the device's keyboard,

في ذهابك وإيابك وقيامك وجلوسك In your coming and going, your standing and your sitting

بعد ساعات، استخرجت جهازك لتُجرِي مكالمة Hours later, you extracted your device to make a call

فرأيت آلاف الأحرف العشوائيَّة I saw thousands of random characters

وفي وسطها جملة "ندعوك للغداء" In the middle is the phrase "We invite you to lunch."

هل هذه الجملة لها كاتبٌ يعلم ما يفعل؟ لا Does this sentence have a writer who knows what he's doing? no

هل لها قيمة؟ لا Does it have value? no

هل تتصرَّف على أساسها؟ لا أيضًا؛ Do you act on it? also no;

لأنَّه حتَّى لو ظهر شيءٌ له معنى في هذه الخربطات فإنَّه لن يكتسب قيمة. Because even if something meaningful appears in these messes, it will not acquire value.

بالنِّسبة لمُنكر وجود الله، For those who deny the existence of God,

كلُّ القيم الأخلاقيَّة الَّتي يُحِسُّ بها الإنسان All the moral values that a person feels

الأصل فيها أن تكون مثل هذه الخرابيش The origin of it to be like these ruins

لا قيمة لها ولا معنًى لها It has no value or meaning

فلا يَتصرَّف على أساسها Do not act on it

فقد جاءت بها -حسب معتقده- العشوائيَّة It came - according to his belief - randomly

الَّتي لا تدري ما تفعله You don't know what you're doing

ولا تعِد بشيءٍ، ولا تلتزم بشيءٍ Don't promise anything, don't commit to anything

في الإلحاد الَّذي يفسِّر الكون ووجودَه، تفسيرًا ماديًّا بحتًا In atheism that explains the universe and its existence, a purely physical explanation

لا مكان للقيم المعنويَّة أصلًا There is no place for moral values at all

لا حقٌّ ولا باطل، لا خير ولا شرٌّ

فهذه قيمٌ معنويَّة لا تُفسِّرها المادَّة These are moral values that are not explained by matter

وعندما يكون الإنسان ابن المادَّة And when man is the son of matter

لا شيء إلَّا المادَّة،

فلا معنًى للرَّحمة ولا للصِّدق ولا للوفاء ولا لبرِّ الوالدين There is no meaning for mercy, honesty, loyalty, or honoring one's parents

الإحساس بهذا كلِّه، إنمَّا هو نتيجة طَفَراتٍ جينيَّةٍ عشوائيَّةٍ، كخربطات الجهاز الخلويِّ. Feeling all this, is the result of random genetic mutations, such as hiccups of the cellular system.

في الإسلام، يوجد خالقٌ كامل الصِّفات In Islam, there is a perfect Creator

أمر عباده بأخلاقٍ تنسجم مع صفاته He commanded his servants to have morals consistent with his attributes

فهذا الخالق عدلٌ، حرَّم الظُّلم على نفسه This Creator is just, forbidding injustice to Himself

فمفهومٌ أن يُحرِّمه على عباده فقال:

«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسيِ وجعلتُهُ بينَكُمُ محرمًا فلا تَظَالموا» (صحيح مسلم) “O My servants, I have forbidden oppression for Myself and made it forbidden among you, so do not oppress one another.” (Sahih Muslim)

رحيمٌ وأمرَ عباده أن يتراحموا Merciful and commanded His servants to be merciful

وقد فطر الخالقُ الإنسان على محبَّة هذه القيم، وكراهية ما يُضادُّها: كالشَّرَّ والظُّلم The Creator created man to love these values, and to hate what contradict them, such as evil and injustice.

قد يُغطِّي على الفطرة أهواءُ الإنسان في إشباع رغباته وحبُّ التَّسلُّط Instinct may overshadow the whims of man in satisfying his desires and love of domination.

لكنَّ هذا لا يُعارض أنَّ الفطرةَ السَّويَّةَ هي الأصلُ فيه. But this does not contradict the fact that normal instinct is the basis for it.

إذن في الإسلام وجود هذه القيم مُفسَّر، Therefore, in Islam, the existence of these values is explained.

كونها لها قيمةٌ مُفسَّر، having an explanatory value,

حُبُّ الإنسان لها وكراهيَّتُه لضدِّها مُفسَّر Human love for it and hatred for its opposite is explained

والتَّفسير لهذا كلِّه هو وجود الله. The explanation for all this is the existence of God.

عندما يُنكر الإنسان وجود الله تعالى

فإنَّه يدخل في مسلسل التَّخبُّط الإلحاديِّ البائس It enters the series of miserable atheistic confusion

كالَّذي رأيناهُ في الحلقة الماضية عن البدهيَّات العقليَّة Like what we saw in the last episode about mental axioms

لدى الملحد، لا خالقٌ ولا صفات كمالٍ، An atheist has neither a creator nor perfect attributes.

ليس إلَّا طبيعةٌ أوجدت الإنسان It is nothing but nature that created man

وهذه الطَّبيعة مادِّيَّة، ليس لها صفات كمالٍ معنويَّة This nature is material and does not have the attributes of perfection

فلا يمكن وصفها بالعدل أو الحكمة مثلًا It cannot be described as justice or wisdom, for example

وبالتَّالي، فلا مكان للقيم المعنويَّة في إنسانٍ مُتولِّدٍ عن هذه الطَّبيعة. Therefore, there is no place for moral values in a human being born of this nature.

لكن ماذا عن شعور الإنسان بمحبَّة الخير وكراهية الشَّرَّ؟ But what about a person’s feeling of loving good and hating evil?

هي حسب الإلحاد طفراتٌ جينيةٌ عشوائيَّةٌ According to atheism, they are random genetic mutations

جعلته يتوهَّم أنَّ هناك خيرًا، ويحبُّ ذلك الخير الوهميَّ I made him imagine that there is good, and he loves that imaginary good

وأنَّ هناك شرًّا، ويكره ذلك الشَّرَّ الوهميَّ. And that there is evil, and he hates that imaginary evil.

قيل لأحد كِبار الملحدين ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" One of the great atheists, Richard Dawkins, told

في النِّهاية، هل اعتقادك أنَّ الاغتصاب خطأ، أمرٌ اعتباطيٌّ تمامًا؟ After all, do you think that rape is wrong, completely arbitrary?

كواقع أنَّنا تطوَّرنا بخمسة أصابع بدل ستَّة؟ Like the fact that we evolved with five fingers instead of six?

فقال دوكنز: نعم، تستطيعُ قول ذلك. Dawkins said: Yes, you can say that.

أيْ كان يمكن للصُّدفة العمياء الَّتي يدَّعونها Whatever the blind chance they claim could have been

أن تَسير مسارًا آخر، يَنتجُ عنه شعور الإنسان To go another path, which results in a person's feeling

أن لا خطأ في الاغتصاب

والأمر اعتباطيٌّ تمامًا And it's totally arbitrary

فلا يمكن وصفُ أيٍّ من الشُّعورَيْن بأنَّ الاغتصاب خطأ أو مقبول Neither feeling can be described as wrong or acceptable

لا يمكن وصفه بأنَّه حقٌّ أو باطل، It cannot be described as right or wrong,

فهذا الشُّعور إنَّما هو وليد الصُّدفة العشوائيَّة. This feeling is the result of random chance.

إذن فالنَّزعة الأخلاقيَّة عند مُنكر وجود الله Therefore, the moral inclination of the one who denies the existence of God

لا يُعرَف مصدرُها، ولا يمكن وصفها بحقٍّ أو باطل، Its source is unknown, and it cannot be described rightly or wrongly.

ولا هي متوافقةٌ مع صفات موجودٍ أعلى، Nor are they compatible with the attributes of a higher being.

ولا حسابَ أُخرَويَّ عليها، And there is no hereafter account for her,

فهي ليست مُطلقةً إذن، أي لا يمكن وصف أيِّ خُلقٍ بأنه ممدوحٌ بإطلاق أو مذمومٌ بإطلاق. Therefore, it is not absolute, i.e. no creation can be described as absolutely praiseworthy or absolutely blameworthy.

إلى أين وصل الملحدون نتيجةً لذلك؟ Where did the atheists get as a result?

تعالَوْا نرى نماذج من كلام مشاهيرهم ومُنظِّريهم Let's see examples of the words of their famous people and theorists

في مناظرةٍ بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيُّهما أكثر منطقيَّةً؟)، In a debate entitled: (Islam and Atheism, which is more reasonable?),

سُئل البروفيسور لورانس كراوس "Lawrence Krauss" Professor Lawrence Krauss was asked

عن سبب كون زِنا المحارِم خطأً، بالنِّسبة له كملحد، On why incest is wrong for him as an atheist,

يعني يا كراوس

ما لم تستند إلى قيمٍٍ مُطلقة على أساس وجود الله، Unless it is based on absolute values based on the existence of God,

فعلى أيِّ أساسٍ تُخطِّئ زِنا المحارِم مثلًا؟ On what basis is incest, for example, wrong?

فماذا كان جوابه؟ What was his answer?

تعالوا نرَ: Let's see:

إذن يقول لك: ليس واضحًا لديَّ أنَّه خطأ Then he says to you: It is not clear to me that it is a mistake

علَّق دوكنز في تغريدةٍ له، على ما جرى للورانس كراوس في تلك المناظرة، بقولِه: In a tweet, Dawkins commented on what happened to Lawrence Krauss in that debate, by saying:

"سأل أحدُ الإسلاميِّين: لماذا زنا المحارم خطأ؟ One of the Islamists asked: Why is incest wrong?

حاول لورانس كراوس أن يستعمل المنطق في جوابه، المنطق؟ الُّلؤلؤ ملقًى أمام خنزير" Lawrence Krause tried to use logic in his answer. Logic? pearls lying in front of a pig

إذن أصبح منطقُ كراوس لؤلؤًا في نظر دوكنز So Krause's logic became a pearl in Dawkins' eyes

لكنَّ مشكلته: أنَّ الَّذي يستهجنه خنزيرٌ But his problem: that the one who hates is a pig

لم يُقدِّر قيمة هذا المنطق. The value of this logic is not appreciated.

دوكنز هذا هو نفسه الَّذي قال في كتابه (وهم الإله، فصل: أخلاق روح العصر) Dawkins is the same who said in his book (The God Delusion, Chapter: Ethics of the Spirit of the Age)

"نحن لا نغشّ، لا نقتل، لا نرتكب زنا المحارم" "We don't cheat, we don't kill, we don't commit incest"

فهو إذن يرى مسألة زنا المحارم نسبيَّةً Therefore, he sees the issue of incest as being relative

اختياره الشَّخصيُّ: ألَّا يمارسَ هذا الزِّنا His personal choice: not to engage in this fornication

لكن يدافع عن وجهةِ نظرِ زميله كراوس، ويعتبرها منطقًا But he defends his colleague Krause's point of view, and considers it reasonable

تعالوا نرى نماذج أخرى من التَّردِّي الأخلاقيِّ للملحدين Let's see other examples of the moral decline of atheists

جمَعها الأخ رشاد القرنيّ في برنامج (ارجع لأصلك) Collected by Brother Rashad Al-Qarni in the program (Go back to your origin)

كخطوةٍ أكثر جرأةً ووقاحةً، يطالب البروفسور جريف "Greve" As a bolder and more brazen step, Professor Greve calls

بعدم تجريم زنا المحارم Decriminalization of incest

بل، وحذف المادة اللي تعاقب على ذلك من القانون Rather, the article that punishes this was deleted from the law

ولا تتعجَّب إن عرفت أنَّ أحد الدُّول الأوروبيَّة قد ذهبت إلى أبعد من ذلك And do not be surprised if you know that one of the European countries has gone further

لمناقشة تشريع زنا المحارم داخل البرلمان To discuss incest legislation in Parliament

ضلال! error!

وكيف أنَّ الأب سيستطيع أن ينجب من ابنته بطريقة ما يعاقب عليها القانون And how a father will be able to give birth to his daughter in some way is punishable by law

الحمد لله على نعمة الإسلام

فالملاحدة حقيقةً يدفعون بالأخلاق نحو الهاوية Atheists are really pushing morals toward the abyss

فهذا الملحد الدكتور دان باركر "Dan Barker"

يقول أنَّ الاغتصاب قد يكون أمرًا أخلاقيًّا إن دعت الحاجة إليه، He says that rape can be moral if the need arises,

أمّا الملحد البروفسور بيتر سينجر "Peter Singer"،

فحكايةٌ ومهزلةٌ أخرى! Another story and a farce!

لا يرى هذا الأخير بأسًا ولا مانعًا حقيقيًّا من البهيميّة "Bestiality"، فيقول: The latter does not see any real objection or objection to bestiality, so he says:

"يمكن أن يُقيم البشر والحيوان علاقةً جنسيَّةً مُرضِيةً للطرفين" "Humans and animals can have a mutually satisfactory sexual relationship"

هذا عدا عن دفاع سام هـاريس "Sam Harris" This is in addition to Sam Harris' defense.

عن الاغتصاب واعتباره جزءًا من الاستراتيجيَّة التَّطوُّريَّة On rape as part of an evolutionary strategy ودفاع دوكنز عن الخيانة الزَّوجيَّة Dawkins' defense of infidelity

ورفض تسميتها خيانةً أصلًا He refused to call it treason

على اعتبار أنَّه ليس لأحد الزَّوجين أن يدَّعي ملكيَّةً خاصَّة في جسد الآخر On the grounds that neither spouse can claim private ownership of the other's body

كما يؤيِّد البروفسور بيتر سينجر قتل المواليد الجدد المصابين بإعاقة Professor Peter Singer also advocates the killing of newborns with disabilities إذا كان هذا لصالحهم وصالح والديهم If it is for their benefit and the benefit of their parents

أيضًا ديفيد سيلفرمان "David Silverman" رئيس جمعيَّة الملحدين الأميركيِّين Also, David Silverman, president of the Association of American Atheists

صرَّح في مناظرةٍ له بأنّ القيم الأخلاقيَّة كلَّها نسبيَّة، ولا وجود لقيمٍ أخلاقيَّةٍ مُطلَقةٍ In a debate, he stated that all moral values are relative, and that there are no absolute moral values.

قيل له: بناءً على ذلك He was told: Based on that

فإنّ تعذيب الأطفال وأكلَهم مثلًا ليس خطأً بإطلاق Torturing and eating children, for example, is not wrong at all

وإنّما هو بالنِّسبة لشخصٍ معيَّنٍ، أليس كذلك؟ It is for a specific person, isn't it?

فأقرَّ سيلفرمان بذلك. Silverman agreed.

يعني ممكن واحد يعذِّب طفلًا ويَشويه حيًّا ويأكله ولا يكون بذلك مخطئًا I mean, one could torture a child, mutilate him alive, and eat him, and he would not be wrong سيلفرمان يعلمُ أنَّه إن قال بأنَّ هذا خطأٌ بشكلٍ مُطلقٍ Silverman knows that if he says this is absolutely wrong,

فإنَّ ذلك يتطلَّب منه التَّسليم بوجود معانٍ مُطلقةٍ This requires him to accept the existence of absolute meanings

وهي بدورها تستلزم وجود الله كما بيَنَّا. And it, in turn, requires the existence of God, as we have shown.

يَنتُج عن الإلحاد: أنَّ الطَّفَرات الجينيَّة العشوائيَّة قد تُنتج أُناسًا مختلفين جينيًّا Atheism results: random genetic mutations may produce genetically different people.

وبالتَّالي، فمشاعرهم مختلفةٌ جدًّا تجاه سلوكٍ واحد: كالاغتصاب أو التَّعذيب Thus, their feelings are very different for one behavior: rape or torture

والسَّببُ: مادِّيٌّ بحت The reason: purely financial

ولا يمكن وصف أيٍّ من مواقفهم بأنَّه حقٌّ أو باطل None of their positions can be described as right or wrong

وبالتَّالي، فلا يمكن تجريمُ أو تخطئة إنسانٍ، مهما كان فعله لا أخلاقيًّا Therefore, it is not possible to incriminate or sin a person, no matter how immoral his act

لأنَّ بإمكانه أن يقول:

هو لا أخلاقيٌّ بالنِّسبة لك It is immoral to you

لكنَّه أخلاقيٌّ بالنِّسبة لي. But it is ethical to me.

هناك أناسٌ في مجتمعاتنا المسلمة There are people in our Muslim societies

يستخدمون في مجال الأخلاق عباراتٍ نسبيَّة، وأنَّه لا مكان للحقيقة المُطلقة In the field of ethics, they use relative terms, and that there is no place for absolute truth

ويظنُّون أنَّه حتَّى النُّصوص الشَّرعيَّة الواضحة في مجال الأخلاق والقيم They think that even clear legal texts in the field of morals and values

كلُّها محلُّ خلافٍ وليس فيها قطعيَّاتٍ. All of them are disputed, and there are no cuts.

قد يكون من هؤلاء من يشمئزُّ من مقولات الملحدين الَّتي ذكرناها Some of them may be disgusted by the atheists’ statements that we mentioned

لكنَّه لا يُلاحظ أنَّها النَّتيجة الطَّبيعيَّة لفكرة النِّسبيَّة الأخلاقيَّة الَّتي يتكلَّم بها But he does not notice that it is the corollary of the idea of moral relativism that he speaks of.

إن لم تكن القيم مستندةً إلى نور الوحي، If the values are not based on the light of revelation,

فالضَّياع! The loss!

﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النّور:40] “And for whomever God does not make light, for him there is no light.” [An-Nur:40]

طرح الملحدون التَّساؤل التَّالي: Atheists posed the following question:

كيف يمكن تحديد الخير والشَّرِّ والقيم الأخلاقيَّة الفاضلة دون الإيمان بإله؟ How can good and evil and virtuous moral values be defined without belief in a god?

وسؤالهم هذا مغالطةٌ منطقيَّة Their question is a logical fallacy

لأنَّه بلا إله فليس هناك قيمٌ معنويَّة Because without God, there are no moral values

لا خيرٌ ولا شرٌّ ولا فضيلةٌ ولا رذيلةٌ There is neither good, nor evil, nor virtue, nor vice

لكنَّهم تهرَّبوا من هذه الحقيقة But they evaded this fact

فهم يعلمون أنَّه لا الإنسان ولا المجتمعات، تستطيع العيش بلا أخلاقٍ They know that neither humans nor societies can live without morals

ومع ذلك، بدؤوا بتأليف كتبٍ للإجابة عن سؤالهم الخاطئ أصلًا However, they started writing books to answer their originally wrong question

منها كتاب

"The Moral Landscape: How Science

Can Determine Human Values"

"المنظور الأخلاقيُّ: كيف يمكن للعلم أن يحدِّدَ القيم الإنسانيَّة" The Moral Perspective: How Science Can Determine Human Values

وكتاب "The Science of Good and Evil" "علم الخير والشَّرِّ"

وغيرها كتبٌ كثيرةٌ

لكنَّها كلَّها محاولاتٌ بائسةٌ But they are all miserable attempts

لأنَّها بمادِّيَّتها البحتة Because it is purely material

وبتهرُّبها من حقيقة أن لا مكان للقيم المعنويَّة بغير إله And by its evasion of the fact that there is no place for moral values without a god فكأنَّها تقول: As if she says:

ما هو التَّفاعل المخبريُّ المناسب لمعرفة الخير من الشَّرِّ والعدل من الظُّلم؟ What is the appropriate laboratory interaction to know good from evil and justice from injustice?

لعلَّه أصبح واضحًا بعد هذا العرض Perhaps it became clear after this presentation

أنَّ ستيفن هوكينغ حين قال: That Stephen Hawking said:

"الجنس البشريُّ هو مجرَّد وسخٍ كيميائيٍّ موجودٍ على كوكبٍ متوسِّط الحجم" “The human race is just a chemical dirt on a medium-sized planet.”

أنَّه كان منسجمًا مع إلحاده It was consistent with his atheism

وأراح نفسه من البحث عن أخلاقٍ لهذا الوسخ And he relieved himself from searching for morals for this dirt

قارن ذلك بقول الله تعالى: Compare that to God Almighty's saying:

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70] And We have honored the Children of Adam (Al-Isra: 70)

كرَّمهم ليكونوا لائقين بمقامِ العبودية لإلهٍ كامل الصِّفات Honor them so that they may be worthy of the position of servitude to a God with full attributes

في هذه الحلقة In this episode

بيَّنَّا دلالة النَّزعة الأخلاقيَّة على وجود الله تعالى

وأنَّه لا أساس للأخلاق في ظلِّ إنكار وجوده سبحانه And that there is no basis for morality in the light of the denial of His existence, Glory be to Him

لكن، ليس هذا فحسب But, not only that

بل في الحلقة القادمة سنُبيِّن أنَّ الإلحاد لا يترك أتباعَهُ محايدين تجاه الأخلاق Rather, in the next episode, we will show that atheism does not leave its followers neutral towards morals

بل يضعهم على مفترق طريق It puts them at a crossroads

فإمّا أن يختاروا بعض الأخلاق الحميدة Either they choose some good manners

فيُناقضوا أنفسهم ويخونوا إلحادهم وداروِنيَّتهم They contradict themselves and betray their atheism and Darwinism

أو أن ينسجموا مع إلحادهم وداروِنيَّتهم Or to be in harmony with their atheism and Darwinism

فيتحلَّوا بأسوأ الأخلاق وأشدِّها إجرامًا. They have the worst and most criminal manners.

حقائقُ مهمةٌ صادمةٌ، فتابعوا معنا، Shocking important facts, so follow us.

والسَّلام عليكم ورحمة الله.