×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Arabic YouTube Videos - فيديوهات يوتيوب بالعربية, رحلة اليقين ٥ (جزء ٢ من ٢): كيف يلغي الإلحاد العقل والعلم؟

رحلة اليقين ٥ (جزء ٢ من ٢): كيف يلغي الإلحاد العقل والعلم؟

لذا نقولُ للمُلحدِ:

إن كانت الضَّروراتُ العقليَّةُ لا وجودَ لها، فكيف تُفسِّرُ اقتناعَ الناس كُلِّهم بها؟!

بما يَدلُّ أنَّها مُكوِّنٌ عقليٌّ راسِخٌ لديهم

بلْ وعملَكَ أنتَ والنَّاسِ في الواقعِ بها.

يُجيبُكَ المَنظُورُ الإلحاديُّ فيقولُ:

بما أنَّ الإنسانَ جاء بالتَّطوُّرِ الدَّاروينيِّ

والمحرِّكُ في هذا التطوُّرِ هو الانتِخابُ الطبِيعيُّ

والطَّفَراتُ العشوائيَّةُ الَّتي تُحقِّقُ للكائنِ العيشَ والبقاءَ،

فما الَّذي يضمنُ أنَّ هذه الطَّفَراتِ طَوَّرتْ لنا عُقولًا قادرةً على الوصولِ إلى حقائقِ الأشياءِ؟

بلْ هذهِ العُقولُ يُمكنُ أن تُضلِّلَنا،

وتجعلَ بعضَ الأمورِ مُسَلَّماتٍ عقليَّةً بالنَّسبةِ لنا معَ أنَّها مجرَّدُ وَهْمٍ في الحقيقةِ

وإنَّما تَخدَعُنا عُقولُنا لتُحقِّقَ لنا البقاءَ!

إذن، فالإلحادُ يَصِلُ بصاحبِهِ إلى أبعدَ مِنْ إنكارِ المُسلَّماتِ العَقليَّةِ

يَصِلُ بِهِ إلى التَّشكيكِ في مِصْداقيَّةِ العقلِ البشريِّ نفسِهِ.

نقولُ للمُلحِدِ: إلحادُكَ إذن يُقِرُّ بأنَّ عقلَكَ يمكنُ أن يُضلِّلَكَ

وأن لا يَكتشِفَ الحقيقةَ، فكيفَ تَثِقُ بعَقلِكَ إذن؟!

أنتَ في إلحادِكَ كلِّهِ تقولُ إنَّك تَستنِدُ إلى العقلِ

وإلحادُكَ نفسُهُ يطعنُ في مِصدَاقيَّةِ العقلِ

ومعَ ذلكَ كأنَّكَ تقولُ: أنا أصدِّقُ عَقْلي لأنَّ عَقْليَ -المطعونَ في مِصداقيَّتِهِ- يخبرُنِي أن أُصدِّقَهُ!

هذهِ الإشكاليَّةُ العميقةُ حولَ مِصداقيَّةِ العقلِ

كانتْ حاضرةً حتَّى عندَ دارْوِين "Darwin" نفسِهِ.

والَّذي عبَّرَ عنْ حيرتِهِ وانزعاجِهِ مِنْ هذهِ القضيَّةِ

حيثُ قال: "يَنْتابُني دائمًا شكٌّ فظيعٌ حولَ ما إذا كانتْ قناعاتُ عقلِ الإنسانِ

-والَّذي بِدَوْرِهِ تَطوَّرَ مِنْ عقولِ كائناتٍ أدنى-

تتمتَّعُ بأَيَّةِ قيمةٍ، أو تستحقُّ أدنى ثقةٍ"

لذا فمِنَ الغريبِ جدًّا أن يَزعُمَ المُلحدون احتِرامَ العقلِ، ويَتَّهِموا المُتَدَيِّنينَ بامتهانِ العقلِ

بينما حقيقةُ الأمرِ أنَّ الإلحادَ يقودُ -في النهايةِ- إلى هدمِ مَوثُوقيَّةِ العقلِ نفسِهِ!

المُلْحدُ يَعِيبُ علينا إيمانَنَا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

-والَّذي عُرِفَ بالصِّدقِ- معَ أنَّنا لم نَبْنِ إيمانَنَا على قولِهِ عن نفسِهِ أنَّهُ رسولُ الله فحسْب

بل ببراهينَ خارجيَّةٍ على صِدْقِهِ ونُبوَّتِهِ.

وفي الوقتِ نفسِهِ؛ يُصدِّقُ المُلْحدُ عَقلَهُ المَشكُوكَ في مِصدَاقيَّتِهِ وقدرتِهِ على الدَّلالةِ على الحقيقةِ

لمُجرَّدِ أنَّ عقلَهُ قالَ له: صدِّقنِي!

كيفَ خرجَ الإلحادُ مِن هذا المَأْزقِ؟

مَأْزقِ الاعتمادِ على عَقلٍ يُمكِنُ أن يُضَلِّلَ عن حقائقِ الأشياءِ.

أَجابَكَ الإلحادُ فقالَ: ومَن قالَ أنَّ للأشياءِ حقائقَ مُطْلقةً أصلًا، حتَّى تُضَلِّلَنَا عقولُنَا عنها؟!

ها كيف لَعَاد؟! [كيفَ إذن؟]

قالُوا بل ليسَ هناكَ شيءٌ اسمُهُ حقائقُ الأشياءِ

وإنَّما هي قراءةُ حَواسِّ الإنسانِ لها

كأنَّ الشَّيءَ بلا لَوْنٍ ولا مانعَ مِن أن يَرَاهُ كلُّ إنسانٍ بلَوْنِهِ الخاصِّ

ولا سبيلَ لأحدٍ أن يُخطِّئَ الآخرَ؛

لأنَّه لا يَستطِيعُ أحَدٌ أن يدَّعِيَ أنَّ الآخرَ خالفَ (الحقيقةَ)،

لأنَّ كلَّ ما يُسمَّى (حقيقةً)، إنَّما هو مُنتَجٌ عَقليٌّ بشريٌّ لا قِيمةَ مُطْلَقةً لهُ مُستقِلَّةً عن أشخاصِنَا.

وحتَّى نَفهَمَ الفَرْقَ بَيْن كَوْنِ الحقيقةِ مُطْلَقةً ونِسْبيَّةً...

مُطْلَقةٌ: يعني ليستْ نِسْبيَّةً، يعني هي كذلِكَ في نفسِهَا

يعني لا نَحتَاجُ أن نقولَ بعدَهَا: هي كذلِكَ بالنِّسبةِ لفلانٍ.

مثلًا: عندما نَرسمُ خَطًّا كهذا الخَطِّ [يظهر الخَطٌّ على الشَّاشة]

فيأتي مَن يقولُ: هما خَطَّانِ.

فإنَّا نقولُ لهُ: أنتَ مُخطِئٌ لأنَّكَ خالفتَ حقيقةً مُطْلَقةً، وهي أنَّه خَطٌّ واحدٌ.

بينما عندما نقولُ: هل هذا الخَطُّ مفهومٌ؟ [كتابةٌ باللُّغةِ اليابانيَّةِ]

فالجوابُ: أنَّ كَوْنَهُ مَفهُومًا أو غيرَ مَفهُومٍ ليسَ مُطْلَقًا؛

فهو مَفهُومٌ بالنِّسبةِ لليابانيِّ وليسَ مفهومًا لغيرِهِ.

التَّسلسلُ الَّذي أدَّى إليه إنكارُ وُجُودِ اللهِ انتهى باعتبارِ كلِّ شيءٍ نِسْبيًّا

وهو الَّذي أَوجَدَ البيئةَ المناسبةَ لمَقُولاتٍ مثلِ: أنَّ الحقيقةَ لا يمتلكُهَا أحدٌ

وأنَّه ليسَ هناكَ حقيقةٌ مُطْلَقةٌ

وأنَّ الحقيقةَ نِسْبيَّةٌ...

هي نِسْبيَّةٌ عندهُم لأنَّ القَوْلَ بإطلاقِ الحقيقةِ،

وبأنَّ للأشياءِ حقيقةً، يستلزمُ التَّسليمَ بوُجودِ سُنَنٍ هناك من سَنَّها،

وضروراتٍ عقليةٍ هناكَ من فَطَرَ الإنسانَ على ما يُشبهُ البرمجةَ الَّتي تقبلُهَا،

وهم لا يُريدونَ أن يُسلِّموا بهذا كُلِّهِ.

ومعَ ذلكَ يُردِّدُ بعضُ أبناءِ المسلمينَ عبارةَ: نِسْبِيَّةِ الحقيقةِ على سبيلِ الانفتاحِ والعقلانيَّةِ

وهم لا يعلمونَ بأساسِها وتَبِعاتِها.

ونقولُ لمن يُردِّدُ هذهِ العبارةَ:

(لا أحدَ يمتلكُ الحقيقةَ المُطْلَقةَ)

هل عبارتُكَ هذهِ حقيقةٌ؟ إنْ قالَ: نعمْ،

إذن، فقد أقررْتَ بوجودِ حقائقَ مُطْلَقةٍ.

وإنْ قالَ: لا، أنا أراها حقيقةً بالنسبةِ لي.

فنقولُ لهُ: وأنا لا أراها كذلكَ،

فلماذا تُنكِرُ على منْ يُخالِفُكَ ويتمسَّكُ بالحقائقِ المُطْلَقةِ وتَعتبِرُ ذلكَ جُمُودًا إذن؟!

هذه الميوعةُ -إخواني- وهذهِ العَدَميَّةُ والعبثيَّةُ

أوجدَتْ كذلكَ البيئةَ المناسبةَ لفكرةِ (النَّصِّ المفتوحِ)

أي: التعاملُ معَ نصوصِ الوَحْيِ كنَصٍّ ليسَ لهُ حقيقةٌ واحدةٌ

يَجِبُ على المُسْلمِ السَّعيُ في إدراكِهَا والعملِ بهَا

بل الفَهمُ نِسْبيٌّ وليسَ لأحدٍ أن يُخطِّئَ الآخرَ.

بهذا -إخوانِي- تظهرُ تَبِعاتُ الإلحادِ

حينَ أَنكَرَ كُلًّا من العِباراتِ المفتاحيَّةِ التِّسعةِ في المقدِّمةِ الإيمانيَّةِ

القائلةِ: خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ بالحقِّ،

ووَضَعَ لهُ بحكمتِهِ سُنَنًا ثابتةً،

وفَطَرَ الإنسانَ على فِطْرةٍ تُنتِجُ له مُسَلَّماتٍ عقليَّةً بديهيَّةً ضروريَّةً،

يَنطلِقُ منها عقلُ الإنسانِ لاكتشافِ حقائقِ الأشياءِ.

فلَدَى المُلحِدِ: لا اللهَ، فلا خَلْقَ، ولا حكمةَ،

ولا سُنَنَ ثابتةً، ولا فِطْرةَ، ولا مُسَلَّماتٍ عقليَّةً

ولا عقلًا إنسانيًّا موثوقًا،

ولا حقَّ ولا حقائقَ مُطْلَقةً،

ولا نتائجَ علميَّةً موثوقةً يمكنُ تَعمِيمُها واستنتاجُ قَوَاعدَ منها،

ولا لُغَةَ تَخاطُبٍ عقليٍّ مُشتركةً،

ويَنفَرِط عِقْدُ كلِّ شيءٍ.

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28]

وهذا كُلُّهُ نتائجُ الالتزامِ بإنكارِ اللهِ تعالى

والَّذينَ تَوقَّفُوا عندَ دَرَكةٍ من دَرَكاتِ هذا الهبوطِ

فإنَّما همْ تَعَامَوْا عنْ لوازمِ وتبعاتِ إلحادِهِم، وتناقضُوا معَ مُعتَقداتِهِم.

ممَّا سبقَ -إخوانِي- يَتبيَّنُ أنَّهُ لا تقومُ حقيقةٌ بغيرِ الإيمانِ بوجودِ اللهِ تعالى،

الَّذي لهُ الكمالُ المُطْلَقُ،

والَّذي أوْجدَ في الإنسانِ حقائقَ مُطْلَقةً،

لا يَتوَصَّلُ إليها بنفسِهِ.

ومنْ هنا نَفهَمُ العبارةَ العميقةَ لأهْلِ العِلْمِ: (العِلْمُ باللهِ أصلٌ للعلمِ بكلِّ مَعلومٍ).

فمن لم يُدرِكْ وُجُودَ اللهِ تعالى؛

فلن يَتمكَّنَ بُرهانيًّا أن يؤسِّسَ لنظريَّةٍ معرفيَّةٍ متماسكةٍ،

وهذا معنى كلامِ ابنِ القيِّمِ الَّذي مُختصَرُهُ: فإنكارُ صانعِ الكَوْنِ وجَـحْدُهُ في العقولِ والفِطَرِ، بمنزلةِ إنكارِ العِلْمِ وجَـحْدِهِ لا فرْقَ بينهما،

بل دلالةُ الخالقِ على المخلوقِ

-عندَ العقولِ الزَّكيَّةِ المُشرقةِ والفِطَرِ الصَّحيحةِ- أظْهرُ منَ العكسِ.

يقصدُ أنَّ الاستدلالَ بالخالقِ على الخَلْقِ،

أَوضَحُ من الاستدلالِ بالخَلْقِ على الخالقِ.

ثمَّ قالَ ابنُ القيِّمِ: وسَمعتُ شيخَ الإسلامِ -تقيَّ الدِّينِ ابنِ تيميةَ- يقولُ:

كيفَ تَطلُبُ الدَّليلَ على مَن هو دليلٌ على كلِّ شيءٍ؟

وكانَ كثيرًا ما يَتمَثَّلُ بهذا البيتِ:

وليسَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ.

وتُساعِدُنا حلقةُ اليومِ أيضًا في الجوابِ عن تساؤلِ الحلقةِ الماضيةِ...

أثبتْنَا أنَّ الإنسانَ لديهِ إقرارٌ فِطْريٌّ بالخالقِ،

لكنْ هلْ هذا الإقرارُ يعني بالضَّرورةِ وُجُودَ الخالقِ؟

فقد بيَّنَّا -في حلقةِ اليومِ- تَبِعاتِ إنكارِ الضَّروراتِ الفِطْريَّةِ

الَّتي يَجدُها الإنسانُ من نفسِهِ ضرورةً،

وبهِ أيضًا تُدرِكُ لماذا كانَت القيمةُ المُطْلَقةُ العُليَا في الإسلامِ هي الحقُّ الَّذي بغيرِهِ لا تقومُ السَّماواتُ ولا الأرضُ،

وبهِ أيضًا تُدرِكُ بعمقٍ معنى قولِهِ تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ﴾ [غافر:69]

كأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ:

ألمْ ترَ إلى الَّذينَ يُكَابِرونَ في آياتِ اللهِ الكونيَّةِ والشَّرعيَّةِ

إلى أيِّ مصيرٍ ينتهونَ؟

وفي أيِّ وِديانِ الحيرةِ والضَّلالِ يتيهونَ؟

كانتْ هذهِ مناقشةً لدلالةِ البَرْمَجَةِ الفِطْرِيَّةِ للمُسَلَّماتِ العقليَّةِ على وجودِ اللهِ تعالَى.

وفي الحلقاتِ القادمةِ سنُنَاقِشُ دلالاتٍ فِطْريَّةٍ أخرى بإذنِ اللهِ تعالى.

والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ


رحلة اليقين ٥ (جزء ٢ من ٢): كيف يلغي الإلحاد العقل والعلم؟ The Journey of Certainty 5 (Part 2 of 2): How does atheism eliminate reason and science?

لذا نقولُ للمُلحدِ:

إن كانت الضَّروراتُ العقليَّةُ لا وجودَ لها، فكيف تُفسِّرُ اقتناعَ الناس كُلِّهم بها؟! If mental necessities do not exist, how do you explain the conviction of all people in them?!

بما يَدلُّ أنَّها مُكوِّنٌ عقليٌّ راسِخٌ لديهم Which indicates that they have a solid mental component

بلْ وعملَكَ أنتَ والنَّاسِ في الواقعِ بها. In fact, you and people work with it.

يُجيبُكَ المَنظُورُ الإلحاديُّ فيقولُ: The atheistic perspective answers you and says:

بما أنَّ الإنسانَ جاء بالتَّطوُّرِ الدَّاروينيِّ Since humans came with Darwinian evolution

والمحرِّكُ في هذا التطوُّرِ هو الانتِخابُ الطبِيعيُّ The engine in this development is natural selection

والطَّفَراتُ العشوائيَّةُ الَّتي تُحقِّقُ للكائنِ العيشَ والبقاءَ، and random mutations that enable the organism to live and survive,

فما الَّذي يضمنُ أنَّ هذه الطَّفَراتِ طَوَّرتْ لنا عُقولًا قادرةً على الوصولِ إلى حقائقِ الأشياءِ؟ What guarantees that these mutations have developed for us minds capable of accessing the realities of things?

بلْ هذهِ العُقولُ يُمكنُ أن تُضلِّلَنا، But these minds can mislead us,

وتجعلَ بعضَ الأمورِ مُسَلَّماتٍ عقليَّةً بالنَّسبةِ لنا معَ أنَّها مجرَّدُ وَهْمٍ في الحقيقةِ And make some things mentally taken for granted for us, even though they are just an illusion in reality.

وإنَّما تَخدَعُنا عُقولُنا لتُحقِّقَ لنا البقاءَ! Our minds only deceive us in order to achieve our survival!

إذن، فالإلحادُ يَصِلُ بصاحبِهِ إلى أبعدَ مِنْ إنكارِ المُسلَّماتِ العَقليَّةِ Therefore, atheism brings its owner to a far cry from the denial of mental premises.

يَصِلُ بِهِ إلى التَّشكيكِ في مِصْداقيَّةِ العقلِ البشريِّ نفسِهِ. It leads to questioning the credibility of the human mind itself.

نقولُ للمُلحِدِ: إلحادُكَ إذن يُقِرُّ بأنَّ عقلَكَ يمكنُ أن يُضلِّلَكَ We say to the atheist: Your atheism then admits that your mind can mislead you.

وأن لا يَكتشِفَ الحقيقةَ، فكيفَ تَثِقُ بعَقلِكَ إذن؟! And if he does not discover the truth, how can you trust your mind then?!

أنتَ في إلحادِكَ كلِّهِ تقولُ إنَّك تَستنِدُ إلى العقلِ In all your atheism you say that you rely on reason

وإلحادُكَ نفسُهُ يطعنُ في مِصدَاقيَّةِ العقلِ And your atheism itself challenges the credibility of the mind

ومعَ ذلكَ كأنَّكَ تقولُ: أنا أصدِّقُ عَقْلي لأنَّ عَقْليَ -المطعونَ في مِصداقيَّتِهِ- يخبرُنِي أن أُصدِّقَهُ! Yet it is as if you are saying: I believe my mind because my mind - whose credibility is challenged - tells me to believe it!

هذهِ الإشكاليَّةُ العميقةُ حولَ مِصداقيَّةِ العقلِ This deep problem is about the credibility of the mind

كانتْ حاضرةً حتَّى عندَ دارْوِين "Darwin" نفسِهِ. It was present even in Darwin himself.

والَّذي عبَّرَ عنْ حيرتِهِ وانزعاجِهِ مِنْ هذهِ القضيَّةِ who expressed his confusion and annoyance about this issue

حيثُ قال: "يَنْتابُني دائمًا شكٌّ فظيعٌ حولَ ما إذا كانتْ قناعاتُ عقلِ الإنسانِ He said: “I always have a terrible doubt as to whether the convictions of the human mind are

-والَّذي بِدَوْرِهِ تَطوَّرَ مِنْ عقولِ كائناتٍ أدنى- -which in turn evolved from the minds of lower beings-

تتمتَّعُ بأَيَّةِ قيمةٍ، أو تستحقُّ أدنى ثقةٍ" of any value, or worthy of the slightest trust.”

لذا فمِنَ الغريبِ جدًّا أن يَزعُمَ المُلحدون احتِرامَ العقلِ، ويَتَّهِموا المُتَدَيِّنينَ بامتهانِ العقلِ So it is very strange that atheists claim respect for reason, and accuse religious people of insulting reason.

بينما حقيقةُ الأمرِ أنَّ الإلحادَ يقودُ -في النهايةِ- إلى هدمِ مَوثُوقيَّةِ العقلِ نفسِهِ! While the truth of the matter is that atheism leads - in the end - to the destruction of the reliability of the mind itself!

المُلْحدُ يَعِيبُ علينا إيمانَنَا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ An atheist reproaches us for our belief in the Prophet, may God bless him and grant him peace.

-والَّذي عُرِفَ بالصِّدقِ- معَ أنَّنا لم نَبْنِ إيمانَنَا على قولِهِ عن نفسِهِ أنَّهُ رسولُ الله فحسْب - which was known as truthfulness - although we did not base our faith on what he said about himself that he is the Messenger of God.

بل ببراهينَ خارجيَّةٍ على صِدْقِهِ ونُبوَّتِهِ. Rather, with external proofs of his sincerity and prophethood.

وفي الوقتِ نفسِهِ؛ يُصدِّقُ المُلْحدُ عَقلَهُ المَشكُوكَ في مِصدَاقيَّتِهِ وقدرتِهِ على الدَّلالةِ على الحقيقةِ at the same time; The atheist believes his mind doubts his credibility and his ability to indicate the truth.

لمُجرَّدِ أنَّ عقلَهُ قالَ له: صدِّقنِي! Just because his mind said to him: Believe me!

كيفَ خرجَ الإلحادُ مِن هذا المَأْزقِ؟ How did atheism get out of this predicament?

مَأْزقِ الاعتمادِ على عَقلٍ يُمكِنُ أن يُضَلِّلَ عن حقائقِ الأشياءِ. The dilemma of relying on a mind can be misled from the facts of things.

أَجابَكَ الإلحادُ فقالَ: ومَن قالَ أنَّ للأشياءِ حقائقَ مُطْلقةً أصلًا، حتَّى تُضَلِّلَنَا عقولُنَا عنها؟! Atheism answered you and said: And who said that things have absolute truths in the first place, so that our minds would mislead us about them?!

ها كيف لَعَاد؟! [كيفَ إذن؟] Ha, how did he come back?! [how then?]

قالُوا بل ليسَ هناكَ شيءٌ اسمُهُ حقائقُ الأشياءِ They said, rather, there is no such thing as the facts of things

وإنَّما هي قراءةُ حَواسِّ الإنسانِ لها What is the human senses reading of it?

كأنَّ الشَّيءَ بلا لَوْنٍ ولا مانعَ مِن أن يَرَاهُ كلُّ إنسانٍ بلَوْنِهِ الخاصِّ As if the thing has no color and there is no objection to every person seeing it with its own color

ولا سبيلَ لأحدٍ أن يُخطِّئَ الآخرَ؛ There is no way for one to sin the other;

لأنَّه لا يَستطِيعُ أحَدٌ أن يدَّعِيَ أنَّ الآخرَ خالفَ (الحقيقةَ)، Because no one can claim that the other has violated (the truth),

لأنَّ كلَّ ما يُسمَّى (حقيقةً)، إنَّما هو مُنتَجٌ عَقليٌّ بشريٌّ لا قِيمةَ مُطْلَقةً لهُ مُستقِلَّةً عن أشخاصِنَا. Because everything that is called (reality), is a human mental product that has no absolute value independent of our persons.

وحتَّى نَفهَمَ الفَرْقَ بَيْن كَوْنِ الحقيقةِ مُطْلَقةً ونِسْبيَّةً... In order to understand the difference between truth being absolute and relative...

مُطْلَقةٌ: يعني ليستْ نِسْبيَّةً، يعني هي كذلِكَ في نفسِهَا Absolute: it is not relative, it means that it is in itself.

يعني لا نَحتَاجُ أن نقولَ بعدَهَا: هي كذلِكَ بالنِّسبةِ لفلانٍ. I mean, we don't need to say after that: It is the same for so-and-so.

مثلًا: عندما نَرسمُ خَطًّا كهذا الخَطِّ [يظهر الخَطٌّ على الشَّاشة] For example: when we draw a line like this one [the line appears on the screen]

فيأتي مَن يقولُ: هما خَطَّانِ. Then someone will come and say: They are two lines.

فإنَّا نقولُ لهُ: أنتَ مُخطِئٌ لأنَّكَ خالفتَ حقيقةً مُطْلَقةً، وهي أنَّه خَطٌّ واحدٌ. We say to him: You are mistaken because you have violated an absolute truth, which is that it is one line.

بينما عندما نقولُ: هل هذا الخَطُّ مفهومٌ؟ [كتابةٌ باللُّغةِ اليابانيَّةِ] While when we say: Is this line understandable? [writing in Japanese]

فالجوابُ: أنَّ كَوْنَهُ مَفهُومًا أو غيرَ مَفهُومٍ ليسَ مُطْلَقًا؛ The answer is: whether it is understandable or incomprehensible is not an absolute.

فهو مَفهُومٌ بالنِّسبةِ لليابانيِّ وليسَ مفهومًا لغيرِهِ. It is understandable by the Japanese and not understood by others.

التَّسلسلُ الَّذي أدَّى إليه إنكارُ وُجُودِ اللهِ انتهى باعتبارِ كلِّ شيءٍ نِسْبيًّا The sequence to which the denial of the existence of God leads is ended by considering everything relative.

وهو الَّذي أَوجَدَ البيئةَ المناسبةَ لمَقُولاتٍ مثلِ: أنَّ الحقيقةَ لا يمتلكُهَا أحدٌ And it is he who created the appropriate environment for statements such as: The truth is not possessed by anyone.

وأنَّه ليسَ هناكَ حقيقةٌ مُطْلَقةٌ And there is no absolute truth

وأنَّ الحقيقةَ نِسْبيَّةٌ... And the truth is relative...

هي نِسْبيَّةٌ عندهُم لأنَّ القَوْلَ بإطلاقِ الحقيقةِ، It is relativism in their view, because to say in terms of the truth,

وبأنَّ للأشياءِ حقيقةً، يستلزمُ التَّسليمَ بوُجودِ سُنَنٍ هناك من سَنَّها، And that things have a reality, it necessitates the acceptance that there are sunnahs that have established them.

وضروراتٍ عقليةٍ هناكَ من فَطَرَ الإنسانَ على ما يُشبهُ البرمجةَ الَّتي تقبلُهَا، And mental necessities, there are the innate human beings that are similar to programming that they accept.

وهم لا يُريدونَ أن يُسلِّموا بهذا كُلِّهِ. And they don't want to take it all in.

ومعَ ذلكَ يُردِّدُ بعضُ أبناءِ المسلمينَ عبارةَ: نِسْبِيَّةِ الحقيقةِ على سبيلِ الانفتاحِ والعقلانيَّةِ Nevertheless, some Muslim children repeat the phrase: the relativism of the truth on the basis of openness and rationality.

وهم لا يعلمونَ بأساسِها وتَبِعاتِها. They do not know its basis and consequences.

ونقولُ لمن يُردِّدُ هذهِ العبارةَ: We say to those who repeat this phrase:

(لا أحدَ يمتلكُ الحقيقةَ المُطْلَقةَ) (No one possesses the ultimate truth)

هل عبارتُكَ هذهِ حقيقةٌ؟ إنْ قالَ: نعمْ، Is this statement of yours true? If he said: Yes,

إذن، فقد أقررْتَ بوجودِ حقائقَ مُطْلَقةٍ. So, you have acknowledged that there are absolute truths.

وإنْ قالَ: لا، أنا أراها حقيقةً بالنسبةِ لي. And if he says: No, I see it as true for me.

فنقولُ لهُ: وأنا لا أراها كذلكَ، We say to him: I don't see her like that.

فلماذا تُنكِرُ على منْ يُخالِفُكَ ويتمسَّكُ بالحقائقِ المُطْلَقةِ وتَعتبِرُ ذلكَ جُمُودًا إذن؟! So why do you deny those who disagree with you and cling to absolute truths and consider that rigidity then?!

هذه الميوعةُ -إخواني- وهذهِ العَدَميَّةُ والعبثيَّةُ This fluidity - my brothers - and this nihilism and absurdity

أوجدَتْ كذلكَ البيئةَ المناسبةَ لفكرةِ (النَّصِّ المفتوحِ) It also created the appropriate environment for the idea of (open text)

أي: التعاملُ معَ نصوصِ الوَحْيِ كنَصٍّ ليسَ لهُ حقيقةٌ واحدةٌ That is: dealing with the texts of revelation as a text that does not have a single truth

يَجِبُ على المُسْلمِ السَّعيُ في إدراكِهَا والعملِ بهَا The Muslim must strive to understand it and act upon it

بل الفَهمُ نِسْبيٌّ وليسَ لأحدٍ أن يُخطِّئَ الآخرَ. Rather, understanding is relative, and no one can mistake the other.

بهذا -إخوانِي- تظهرُ تَبِعاتُ الإلحادِ With this - my brothers - the consequences of atheism appear

حينَ أَنكَرَ كُلًّا من العِباراتِ المفتاحيَّةِ التِّسعةِ في المقدِّمةِ الإيمانيَّةِ When he denied each of the nine key phrases in the introduction to the faith

القائلةِ: خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ بالحقِّ، She said: God created the heavens and the earth with truth.

ووَضَعَ لهُ بحكمتِهِ سُنَنًا ثابتةً،

وفَطَرَ الإنسانَ على فِطْرةٍ تُنتِجُ له مُسَلَّماتٍ عقليَّةً بديهيَّةً ضروريَّةً، And the human instinct is born with a natural instinct that produces for him the necessary mental, self-evident axioms.

يَنطلِقُ منها عقلُ الإنسانِ لاكتشافِ حقائقِ الأشياءِ. The human mind sets out from it to discover the facts of things.

فلَدَى المُلحِدِ: لا اللهَ، فلا خَلْقَ، ولا حكمةَ، For an atheist: No God, no creation, no wisdom.

ولا سُنَنَ ثابتةً، ولا فِطْرةَ، ولا مُسَلَّماتٍ عقليَّةً Nor established Sunnahs, nor instinct, nor rational premise.

ولا عقلًا إنسانيًّا موثوقًا، nor a reliable human mind,

ولا حقَّ ولا حقائقَ مُطْلَقةً،

ولا نتائجَ علميَّةً موثوقةً يمكنُ تَعمِيمُها واستنتاجُ قَوَاعدَ منها، There are no reliable scientific results that can be generalized and bases can be drawn from them.

ولا لُغَةَ تَخاطُبٍ عقليٍّ مُشتركةً، There is no common language of mental discourse,

ويَنفَرِط عِقْدُ كلِّ شيءٍ. Everything is broken.

﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28] “And do not obey him whose heart We have made heedless of Our remembrance, and he follows his desires, and his affair is in error.” [Al-Kahf: 28]

وهذا كُلُّهُ نتائجُ الالتزامِ بإنكارِ اللهِ تعالى All of this is the result of commitment to deny God Almighty

والَّذينَ تَوقَّفُوا عندَ دَرَكةٍ من دَرَكاتِ هذا الهبوطِ And those who stopped at one of the downsides of this decline.

فإنَّما همْ تَعَامَوْا عنْ لوازمِ وتبعاتِ إلحادِهِم، وتناقضُوا معَ مُعتَقداتِهِم. They were blind to the requirements and consequences of their atheism, and contradicted their beliefs.

ممَّا سبقَ -إخوانِي- يَتبيَّنُ أنَّهُ لا تقومُ حقيقةٌ بغيرِ الإيمانِ بوجودِ اللهِ تعالى، From the foregoing, my brothers, it becomes clear that no reality exists without belief in the existence of God Almighty.

الَّذي لهُ الكمالُ المُطْلَقُ، who has absolute perfection,

والَّذي أوْجدَ في الإنسانِ حقائقَ مُطْلَقةً، Who has created in man absolute truths,

لا يَتوَصَّلُ إليها بنفسِهِ. He doesn't get to it himself.

ومنْ هنا نَفهَمُ العبارةَ العميقةَ لأهْلِ العِلْمِ: (العِلْمُ باللهِ أصلٌ للعلمِ بكلِّ مَعلومٍ). From here we understand the deep phrase of the people of knowledge: (Knowledge of God is the basis of all known knowledge).

فمن لم يُدرِكْ وُجُودَ اللهِ تعالى؛ Whoever does not comprehend the existence of God Almighty;

فلن يَتمكَّنَ بُرهانيًّا أن يؤسِّسَ لنظريَّةٍ معرفيَّةٍ متماسكةٍ، Demonstration will not be able to establish a coherent epistemological theory,

وهذا معنى كلامِ ابنِ القيِّمِ الَّذي مُختصَرُهُ: فإنكارُ صانعِ الكَوْنِ وجَـحْدُهُ في العقولِ والفِطَرِ، And this is the meaning of Ibn al-Qayyim’s words, which are summarized: the denial of the Creator of the universe and his denial in the minds and instincts. بمنزلةِ إنكارِ العِلْمِ وجَـحْدِهِ لا فرْقَ بينهما، As with denial and denial of knowledge, there is no difference between them.

بل دلالةُ الخالقِ على المخلوقِ Rather, it is the sign of the Creator over the creature

-عندَ العقولِ الزَّكيَّةِ المُشرقةِ والفِطَرِ الصَّحيحةِ- أظْهرُ منَ العكسِ. With radiant, virtuous minds and sound instincts, it is more evident than the opposite.

يقصدُ أنَّ الاستدلالَ بالخالقِ على الخَلْقِ، It means that the inference of the Creator over creation,

أَوضَحُ من الاستدلالِ بالخَلْقِ على الخالقِ. Clearer than inference by creation to the Creator.

ثمَّ قالَ ابنُ القيِّمِ: وسَمعتُ شيخَ الإسلامِ -تقيَّ الدِّينِ ابنِ تيميةَ- يقولُ: Then Ibn Al-Qayyim said: I heard Sheikh Al-Islam - Taqi Al-Din Ibn Taymiyyah say:

كيفَ تَطلُبُ الدَّليلَ على مَن هو دليلٌ على كلِّ شيءٍ؟ How do you seek proof of who is proof of everything?

وكانَ كثيرًا ما يَتمَثَّلُ بهذا البيتِ: This house was often imitated:

وليسَ يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ. And nothing is right in the minds if the day needs proof.

وتُساعِدُنا حلقةُ اليومِ أيضًا في الجوابِ عن تساؤلِ الحلقةِ الماضيةِ... Today's episode also helps us answer the question of the previous episode...

أثبتْنَا أنَّ الإنسانَ لديهِ إقرارٌ فِطْريٌّ بالخالقِ، We proved that man has an innate recognition of the Creator,

لكنْ هلْ هذا الإقرارُ يعني بالضَّرورةِ وُجُودَ الخالقِ؟ But does this acknowledgment necessarily mean the existence of the Creator?

فقد بيَّنَّا -في حلقةِ اليومِ- تَبِعاتِ إنكارِ الضَّروراتِ الفِطْريَّةِ We have explained - in today's episode - the consequences of denying natural necessities.

الَّتي يَجدُها الإنسانُ من نفسِهِ ضرورةً، which a person finds necessary for himself,

وبهِ أيضًا تُدرِكُ لماذا كانَت القيمةُ المُطْلَقةُ العُليَا في الإسلامِ هي الحقُّ And with it you also realize why the supreme absolute value in Islam is the truth. الَّذي بغيرِهِ لا تقومُ السَّماواتُ ولا الأرضُ، Without whom neither the heavens nor the earth stand,

وبهِ أيضًا تُدرِكُ بعمقٍ معنى قولِهِ تعالى: And with it you also understand in depth the meaning of what the Most High said:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ﴾ [غافر:69] Have you not considered those who dispute about the revelations of God, how they are averted? (Ghafir: 69)

كأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: It is as if God Almighty says:

ألمْ ترَ إلى الَّذينَ يُكَابِرونَ في آياتِ اللهِ الكونيَّةِ والشَّرعيَّةِ Have you not seen those who are arrogant about the cosmic and legal revelations of God?

إلى أيِّ مصيرٍ ينتهونَ؟ What fate do they end up with?

وفي أيِّ وِديانِ الحيرةِ والضَّلالِ يتيهونَ؟ In which valleys of confusion and delusion do they wander?

كانتْ هذهِ مناقشةً لدلالةِ البَرْمَجَةِ الفِطْرِيَّةِ للمُسَلَّماتِ العقليَّةِ على وجودِ اللهِ تعالَى. This was a discussion of the significance of the innate programming of rational postulates on the existence of God Almighty.

وفي الحلقاتِ القادمةِ سنُنَاقِشُ دلالاتٍ فِطْريَّةٍ أخرى بإذنِ اللهِ تعالى. In the coming episodes, we will discuss other innate connotations, God willing.

والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ