×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Philosophy*, الفلسفة اليونانية: هيراقليطس

الفلسفة اليونانية: هيراقليطس

السلام عليكم ومرحبا بكم في عالم الفلسفة

سنتعرف اليوم على الفيلسوف هيراقليطس

وهو واحد من أهم فلاسفة اليونان قبل سقراط،

وقد عاش بين 535 و475 ق.م،

وقد وصل أوج ازدهاره حوالي عام 500 ق.م. وقد " كان رجلا سامي المشاعر، ... أكثرَ من أي إنسان آخر ...

وكان منذ حداثته موضوعا للدهشة " هكذا يصفه ديوجين اللايريتي.

والقارئ للشذارت الباقية من كتابه "في الطبيعة" سيلاحظ احتقاره للعامة،

كما لم يسلم المفكرون والشعراء من ...حيث أنه هاجم

هوميروس، هزيود، اكسنوفان و فيتاغورس ...

كان يقول أن " كثرة الحفظ لا تعلم الحكمة "

ويشعر أنه هو الذي يملك الحكمة الحقيقية وكأنما أوحي إليه،

ولما كان أغلب البشر لا يستطيعون بلوغ هذه المرتبة فإن هيراقليطس لا يكشف الحجاب عن الحقيقة

بل يلمح فقط.

لهذا اعتمد أسلوبا غامضا واستخدم الجمل القصيرة،

وهو لا يكتفي بالإشارة فقط ( مثلا: " تؤثر الحمير التبن على الذهب " ) ..

لكل هذا لقب بالمظلم، الغامض والحزين.

أهم ما ميز فلسفة هيراقليطس هو اعتماده على العقل،

فالعقل بالنسبة له مشترك بين كل الناس،

حيث يرى هيراقلطيس أن الفيلسوف يجب أن يعرف الكثير من الأشياء، إلا أن الأهم هو أن يبدأ بعد ذلك بإعمال عقله في كل المعارف للوصول إلى "اللوجوس" ..

فما هو اللوجوس ؟

يعتبر اللوغوس من أهم المفاهيم في فلسفة هيراقليطس،

وإن كان له عدة معان سواء حاليا أو في القرن الخامس ق.م ،

فهو قد يعني المبدأ العام، القانون العام، التعريف، المقياس، الكلام المنطوق، العقل ...

لكن المعنى الأساسي للوجوس عند هيراقليطس هو "القانون العام "،

فهذا اللوجوس قانون عام يسيطر على كل شيء،

بمعنى أنه يفسر الموجودة وتخضع له في نفس الآن،

يقول في إحدى شذراته " الذين يتكلمون بالعقل يجب أن يتمسكوا بما هو مشترك للجميع،

كما تتمسك المدينة بالقانون، بل و أشد. لأن جمي القوانين البشرية مستمدة من قانون واحد إلهي يحكم كل شيء كما يشاء و يكفي لكل شيء

و هو مع هذا فوق كل شيء " ..

إذن بلوغ اللوغوس هو غاية الحكمة لكن الطريق إلى ذلك ليس هو: 1 -

اتباع الشعراء 2-

ولا اتباع ...التقليدية التي توصي ب..... 3-

ولا الأوريفية التي يهاجمها هيراقليطس هجوما شديدا

لأن هذه الأمور تفقد تابعها عقله، في حين أن الوصول إلى الحكمة يتطلب بقاء العقل في حالة يقظة دائمة.

ورغم تكبره إلا أنه كان يرى أن الحقيقة أهم من الأشخاص،

ولهذا فإنه يقول :" الحكمة تقضي ليس بأن تنصتوا إلي أنا بل إلى اللوغوس ..."

لهيراقليطس مذهب طبيعي على غرار الفلاسفة الطبيعيين،

فإذا كان طاليس، أناكسماندرس وأناكسيمنس يقولون بأصل واحد للكون،

فهيراقليطس يرى أن هذا الجوهر هو النار،

يقول في إحدى شذراته: " هذا العالم، وهو واحد للجميع لم يخلقه إله أو بشر

ولكنه كان منذ الأبد وهو كائن وسوف يوجد إلى الأزل،

إنه النار، التي تشتعل بحساب [بمقياس، بنسبة] وتخبو بحساب ".

وانطلاقا من النار تظهر سائر العناصر الأخرى

يقول: " وهذه هي الصور التي تتحول إليها النار: أولا البحر، ثم يتحول نصف البحر أرضا ونصفه الآخر أعاصير (أو ينابيع)

وتصبح الأرض بحرا، وذلك طبقا لنفس القانون الذي تحولت به الأرض من قبل"

ويقول في نص آخر " النار تحيا بموت الأرض والهواء يحيا بموت النار،

والماء يحيا بموت الهواء والأرض تحيا بموت الماء "

وظاهر من هذه النصوص أن النار عند هيراقليطس هي أصل كل الأشياء وليس فقط جوهرها،

فكل الأشياء تنبع منها وتعود إليها

" هناك تبادل بين النار وبين جميع الأشياء كالتبادل بين السلع والذهب، أو الذهب والسلع "

وهو يرى أن العالم سينتهي عندما تلتهم النار كل شيء.

وظاهر اختلاف هيراقليطس عن الفلاسفة الطبيعيين الذين لم يرتقوا مثله إلى تصور للعام للكون كله،

لكن الإختلاف الرئيسي يكمن في أن مذهب النار ليس مركز فلسفة هيراقليطس

بل مجموعة من الأفكار نلخصها فيما يلي :

أول الأفكار المهمة التي جاء بها هيراقليطس مفهوم "الصراع "،

فالصراع عنده هو أساس الوجود، يقول في إحدى شذراته "

ملك كل شيء وأب كل شيء، وهي التي جعلت بعض الأشياء آلهة و بعضها الآخر بشرا

وبعضها أحرارا وبعضها ...ا"

ويقول في نص آخر "

يجب أن نعرف أنها عامة لكل شيء و أن التنازع عدل،

و أن جميع الأشياء تكون وتفسد بالتنازع " .

ولهذا كان ينتقد هوميروس قائلا أنه أخطأ في قوله "

لو أن التنازع زال من الآلهة و البشر "

لأن زوال الصراع يعني زوال كل شيء ..

والصراع يكون بين الأضداد، لكن هذه الأضداد بينها نوع من الوحدة

ومن هنا جاء مفهوم آخر لهيراقليطس

وهو " وحدة الأضداد "

يقول موضحا في أحد نصوصه "

في محيط الدائرة يلتقي البدء والنهاية "

و يقول " يجهل الناس كيف يكون الشيء مختلفا ومتفقا مع نفسه،

فالوحدة تقوم على الشد والجذب بين الأضداد كالحال بين القوس والقيثارة "،

وهذا النص يتضمن نقاط مهمة نلخصها كالتالي: 1 -

الناس يجهلون الحقيقة الأساسية التي تقول إن الصراع هو أساس

الوجود. 2-

هذا الصراع يحدث بين أضداد. 3-

رغم ذلك، ونتيجة هذا الصراع نفسه، تحصل وحدة بين هذه

الأضداد !

4- هذا الصراع وهذه الوحدة لا يكونان فقط بين الأشياء

بعضها وبعض

بل أيضا في الشيء الواحد نفسه.

الفكرة الاخيرة التي سنشير إليها، هي فكرة التغير الدائم،

فكل شيء في تغير دائم والتغير يتم من الضد إلى الضد.

وإشهر نصوص هيراقليطس في هذا الموضوع

هو " إننا ننزل و لا ننزل النهر الواحد، إننا نكون ولا نكون "

(المشهور : إنك لا تنزل النهر مرتين)،

وهذا النص لا يشير فقط إلى التغير الدائم بل كذلك إلى وجود حقيقة ومظهر،

وإن المظهر هو الثبات

أما الحقيقة فهي التغير الدائم.

نظرية المعرفة

رأينا أن اللوغوس

وهو القانون الإلهي العام للكون

مشترك بين كل شيء بما في ذلك الإنسان

لكن الذين يبلغون هذا القانون قليلون،

حيث يقول هيراقليطس:

" مع أن اللوغوس مشترك إلا أن معظم الناس يعيشون وكأن لكل واحد منهم حكمته الخاصة "

و" لا يفهم كثير من الناس هذه الأمور التي تقع عيونهم عليها،

وهم لا يفهمونها حتى إذا تعلموها، وإنما هم يظنون ذلك فقط"،

ومن خلال هذه النصوص نلاحظ أن هيراقليطس ينتقد المعرفة التعادية

التي تكتفي بالجزئيات ولا ترتقي إلى الجوهر الذي هو القانون العام،

وبالتالي يكون فهمهم للكون قاصرا رغم اعتقادهم أنهم يعرفونه معرفة حقيقية،

ولذلك كان نقد هيراقليطس شديدا لمن سماهم " جامعي المعارف الكثيرة "

مثل كسينوفان وفيتاغورس.

فكثرة المعارف ليست غاية بل هي وسيلة لبلوغ القانون العام.

وبلوغ القانون العام متاح للجميع،

لأن اللوغوس مسترك بين كل شيء كما سبق واشرنا،

لكن المطلوب هو توخي الحذر وعدم التسرع في الحكم، وتجاوز الظاهر إلى الباطن،

وبالتالي فهيراقليطس يدعو لإعمال العقل والتأمل وعدم اتباع الآخرين

لذلك يقول:" ماذا عندهم من عقل أو حكمة؟ إنهم يتبعون الشعراء ويقتدون بالجمهور ".

ولهذا يجب على الفكر أن ينمي نفسه بنفسه لذلك نجد عند هيراقليطس شذرة مهمة

تقول " بحثت بنفسي " .

فمنهج هيراقليطس إذن منهج عقلي،

لأن الظاهر ليس هو الحقيقة،

وكذلك لأن الحواس مضللة،

حيث أنه ... الحواس هجوما شديدا في بعض النصوص نورد

منها: " العيون والآذان شهود سيئة للبشر إذا كانت نفوسهم لا ثقافة لها"،

ولنلاحظ أنه يضع شرطا لكون الحواس شهودا سيئة وهو كون النفوس بلا ثقافة،

فانتقاده إذن ليس للحواس في ذاتها بل لاتباعها دون أن يحلل العقل ما يتلقاه منها.

كانت هذه بعض الأفكار حول فلسفة هيراقليطس،

وهي فلسفة قوية كان لها تأثير عميق في تطور الفكر الفلسفي عبر التاريخ.


الفلسفة اليونانية: هيراقليطس Greek Philosophy: Heraclitus Filosofia greca: Eraclito Graikų filosofija: Herakleitas

السلام عليكم ومرحبا بكم في عالم الفلسفة Peace be upon you and welcome to the world of philosophy

سنتعرف اليوم على الفيلسوف هيراقليطس Today we will learn about the philosopher Heraclitus

وهو واحد من أهم فلاسفة اليونان قبل سقراط، He was one of the most important philosophers of Greece before Socrates.

وقد عاش بين 535 و475 ق.م، He lived between 535 and 475 BC.

وقد وصل أوج ازدهاره حوالي عام   500  ق.م. وقد "  كان رجلا سامي المشاعر، ... أكثرَ من أي إنسان آخر ... Its heyday reached its peak around 500 BC. He was "a man of high feelings ... more than any other human being ...

وكان منذ حداثته موضوعا للدهشة " هكذا يصفه ديوجين اللايريتي. Since his youth he has been a subject of astonishment, "says Diogenes Laerretti.

والقارئ للشذارت الباقية من كتابه "في الطبيعة" سيلاحظ احتقاره للعامة، And the reader of the remaining fragments of his book "On Nature" will notice his contempt for the public,

كما لم يسلم المفكرون والشعراء من ...حيث أنه هاجم Also, thinkers and poets did not escape from ... where he attacked

هوميروس، هزيود، اكسنوفان و فيتاغورس ... Homer, Hesiod, Xenophone and Vitagors ...

كان يقول أن " كثرة الحفظ لا تعلم الحكمة " He used to say that "Much memorization does not know wisdom."

ويشعر أنه هو الذي يملك الحكمة الحقيقية وكأنما أوحي إليه، And he feels that he is the one who possesses true wisdom, as though he was revealed to him,

ولما كان أغلب البشر لا يستطيعون بلوغ هذه المرتبة فإن هيراقليطس لا يكشف الحجاب عن الحقيقة Since most people cannot reach this level, Heraclitus does not reveal the veil of the truth

بل يلمح فقط. It just hints.

لهذا اعتمد أسلوبا غامضا واستخدم الجمل القصيرة، For this he adopted an ambiguous style and used short sentences

وهو لا يكتفي بالإشارة فقط ( مثلا: " تؤثر الحمير التبن على الذهب " ) .. He is not satisfied with indicating only (for example, "hay donkeys affect gold").

لكل هذا لقب بالمظلم، الغامض والحزين. All of this is called the dark, the mysterious and the sad.

أهم ما ميز فلسفة هيراقليطس هو اعتماده على العقل، The most important characteristic of Heraclitus' philosophy was his dependence on reason.

فالعقل بالنسبة له مشترك بين كل الناس، For him reason is shared by all people.

حيث يرى هيراقلطيس أن الفيلسوف يجب أن يعرف الكثير من الأشياء، إلا أن الأهم هو أن يبدأ بعد ذلك بإعمال عقله في كل المعارف للوصول إلى "اللوجوس" .. As Heraclitus believes that the philosopher must know many things, but the most important thing is that after that he begins to use his mind in all knowledge to reach the "logos" ..

فما هو اللوجوس ؟ So what is logos?

يعتبر اللوغوس من أهم المفاهيم في فلسفة هيراقليطس، Logos is one of the most important concepts in Heraclitus' philosophy.

وإن كان له عدة معان سواء حاليا أو في القرن الخامس ق.م ، Although it has several meanings, both now and in the fifth century BC,

فهو قد يعني المبدأ العام، القانون العام، التعريف، المقياس، الكلام المنطوق، العقل ... It may mean general principle, common law, definition, standard, spoken utterance, reason ...

لكن المعنى الأساسي للوجوس عند هيراقليطس هو "القانون العام "، But the main meaning of Logos for Heraclitus is "common law",

فهذا اللوجوس قانون عام يسيطر على كل شيء، This logos is a general law that controls everything.

بمعنى أنه يفسر الموجودة وتخضع له في نفس الآن، Meaning that it interprets the existing and submits to it at the same time,

يقول في إحدى شذراته " الذين يتكلمون بالعقل يجب أن يتمسكوا بما هو مشترك للجميع، He says in one of his fragments, "Those who speak with reason must cling to what is common to all,

كما تتمسك المدينة بالقانون، بل و أشد. لأن جمي القوانين البشرية مستمدة من قانون واحد إلهي يحكم كل شيء كما يشاء و يكفي لكل شيء The city also adheres to the law, and is even more severe. Because all human laws are derived from one divine law that governs everything as it pleases and suffices for everything

و هو مع هذا فوق كل شيء " .. And with this it is above everything. "

إذن بلوغ اللوغوس هو غاية الحكمة لكن الطريق إلى ذلك ليس هو: 1 - So reaching the Logos is the goal of wisdom, but the way to that is not: 1 -

اتباع الشعراء 2- Follow the poets 2-

ولا اتباع ...التقليدية التي توصي ب..... 3- Nor does it follow ... the traditional one that recommends ..... 3-

ولا الأوريفية التي يهاجمها هيراقليطس هجوما شديدا Nor is the Aurea, which Heraclitus attacked severely

لأن هذه الأمور تفقد تابعها عقله، في حين أن الوصول إلى الحكمة يتطلب بقاء العقل في حالة يقظة دائمة. Because these matters lose their follower of reason, while access to wisdom requires the mind to remain in a state of constant vigilance.

ورغم تكبره إلا أنه كان يرى أن الحقيقة أهم من الأشخاص، Despite his arrogance, he used to see that the truth is more important than people.

ولهذا فإنه يقول :" الحكمة تقضي ليس بأن تنصتوا إلي أنا بل إلى اللوغوس ..." That is why he says: "Wisdom dictates not that you listen to me, but to the Logos ..."

لهيراقليطس مذهب طبيعي على غرار الفلاسفة الطبيعيين، Heraclitus has a naturalist doctrine similar to the natural philosophers.

فإذا كان طاليس، أناكسماندرس وأناكسيمنس يقولون بأصل واحد للكون، So if Thales, Anaximanders and Anaximens say there is one origin of the universe,

فهيراقليطس يرى أن هذا الجوهر هو النار، Heraclitus sees this substance as fire,

يقول في إحدى شذراته: " هذا العالم، وهو واحد للجميع لم يخلقه إله أو بشر He says in one of his fragments: “This world, which is one for all, was not created by God or human beings

ولكنه كان منذ الأبد وهو كائن وسوف يوجد إلى الأزل، But it was from eternity, and it is and will exist forever.

إنه النار، التي تشتعل بحساب [بمقياس، بنسبة] وتخبو بحساب ". It is the fire, which burns with a calculation [with a scale, by proportion] and fades by a calculation. "

وانطلاقا من النار تظهر سائر العناصر الأخرى From the fire, all the other elements appear

يقول: " وهذه هي الصور التي تتحول إليها النار: أولا البحر، ثم يتحول نصف البحر أرضا ونصفه الآخر أعاصير (أو ينابيع) He says: “These are the images that fire turns into: first the sea, then half of the sea turns into land, and the other half turns into hurricanes (or fountains).

وتصبح الأرض بحرا، وذلك طبقا لنفس القانون الذي تحولت به الأرض من قبل" The land becomes a sea, according to the same law by which the land was transformed before.

ويقول في نص آخر " النار تحيا بموت الأرض والهواء يحيا بموت النار، In another text, he says, "Fire lives by the death of the earth and the air. It lives by the death of fire.

والماء يحيا بموت الهواء والأرض تحيا بموت الماء " Water lives by the death of the air, and the earth lives by the death of water. "

وظاهر من هذه النصوص أن النار عند هيراقليطس هي أصل كل الأشياء وليس فقط جوهرها، And it appears from these texts that for Heraclitus fire is the root of all things, not just the essence of them.

فكل الأشياء تنبع منها وتعود إليها All things spring from and return to it

" هناك تبادل بين النار وبين جميع الأشياء كالتبادل بين السلع والذهب، أو الذهب والسلع " "There is an exchange between fire and all things, such as an exchange between commodities and gold, or gold and commodities."

وهو يرى أن العالم سينتهي عندما تلتهم النار كل شيء. He sees that the world will end when everything is consumed by fire.

وظاهر اختلاف هيراقليطس عن الفلاسفة الطبيعيين الذين لم يرتقوا مثله إلى تصور للعام للكون كله، It is apparent that Heraclitus differs from the natural philosophers who, like him, did not rise to a general conception of the entire universe.

لكن الإختلاف الرئيسي يكمن في أن مذهب النار ليس مركز فلسفة هيراقليطس The main difference, however, is that fire is not the center of Heraclitus' philosophy

بل مجموعة من الأفكار نلخصها فيما يلي : Rather, it is a group of ideas that we can summarize as follows:

أول الأفكار المهمة التي جاء بها هيراقليطس مفهوم "الصراع "، The first important idea that Heraclitus came up with was the concept of "conflict",

فالصراع عنده هو أساس الوجود، يقول في إحدى شذراته " For him, conflict is the basis of existence, he says in one of its fragments.

ملك كل شيء وأب كل شيء، وهي التي جعلت بعض الأشياء آلهة و بعضها الآخر بشرا The king of everything and the father of everything, and she is the one who made some things gods and others human

وبعضها أحرارا وبعضها ...ا" Some are free and some are ...

ويقول في نص آخر " He says in another text "

يجب أن نعرف أنها عامة لكل شيء و أن التنازع عدل، We must know that it is general to everything and that conflict is fair.

و أن جميع الأشياء تكون وتفسد بالتنازع " . And that all things are corrupted by strife. "

ولهذا كان ينتقد هوميروس قائلا أنه أخطأ في قوله " That is why he was criticizing Homer, saying that he had made a mistake.

لو أن التنازع زال من الآلهة و البشر " If the conflict is removed from the gods and men

لأن زوال الصراع يعني زوال كل شيء .. Because the end of the conflict means the end of everything ..

والصراع يكون بين الأضداد، لكن هذه الأضداد بينها نوع من الوحدة The conflict is between opposites, but these opposites between them are a kind of unity

ومن هنا جاء مفهوم آخر لهيراقليطس Hence another concept of Heraclitus

وهو " وحدة الأضداد " It is the "unity of opposites"

يقول موضحا في أحد نصوصه " He says, explaining in one of his texts: "

في محيط الدائرة يلتقي البدء والنهاية " In the circumference of the circle, the beginning and the end meet.

و يقول " يجهل الناس كيف يكون الشيء مختلفا ومتفقا مع نفسه، And he says, "People are ignorant of how a thing is different and compatible with itself,"

فالوحدة تقوم على الشد والجذب بين الأضداد كالحال بين القوس والقيثارة "، Unity is based on tension and attraction between opposites, as is the case between a bow and a harp, "

وهذا النص يتضمن نقاط مهمة نلخصها كالتالي: 1 - This text includes important points that we summarize as follows: 1 -

الناس يجهلون الحقيقة الأساسية التي تقول إن الصراع هو أساس People are ignorant of the basic fact that conflict is the basis

الوجود. 2- existence. 2-

هذا الصراع يحدث بين أضداد. 3- This conflict takes place between opposites. 3-

رغم ذلك، ونتيجة هذا الصراع نفسه، تحصل وحدة بين هذه

الأضداد !

4- هذا الصراع وهذه الوحدة لا يكونان فقط بين الأشياء

بعضها وبعض

بل أيضا في الشيء الواحد نفسه.

الفكرة الاخيرة التي سنشير إليها، هي فكرة التغير الدائم،

فكل شيء في تغير دائم والتغير يتم من الضد إلى الضد. Everything is constantly changing and change is made from opposite to opposite.

وإشهر نصوص هيراقليطس في هذا الموضوع

هو " إننا ننزل و لا ننزل النهر الواحد، إننا نكون ولا نكون "

(المشهور : إنك لا تنزل النهر مرتين)،

وهذا النص لا يشير فقط إلى التغير الدائم بل كذلك إلى وجود حقيقة ومظهر،

وإن المظهر هو الثبات

أما الحقيقة فهي التغير الدائم.

نظرية المعرفة

رأينا أن اللوغوس

وهو القانون الإلهي العام للكون

مشترك بين كل شيء بما في ذلك الإنسان

لكن الذين يبلغون هذا القانون قليلون،

حيث يقول هيراقليطس:

" مع أن اللوغوس مشترك إلا أن معظم الناس يعيشون وكأن لكل واحد منهم حكمته الخاصة "

و" لا يفهم كثير من الناس هذه الأمور التي تقع عيونهم عليها،

وهم لا يفهمونها حتى إذا تعلموها، وإنما هم يظنون ذلك فقط"،

ومن خلال هذه النصوص نلاحظ أن هيراقليطس ينتقد المعرفة التعادية

التي تكتفي بالجزئيات ولا ترتقي إلى الجوهر الذي هو القانون العام،

وبالتالي يكون فهمهم للكون قاصرا رغم اعتقادهم أنهم يعرفونه معرفة حقيقية،

ولذلك كان نقد هيراقليطس شديدا لمن سماهم " جامعي المعارف الكثيرة "

مثل كسينوفان وفيتاغورس.

فكثرة المعارف ليست غاية بل هي وسيلة لبلوغ القانون العام.

وبلوغ القانون العام متاح للجميع،

لأن اللوغوس مسترك بين كل شيء كما سبق واشرنا،

لكن المطلوب هو توخي الحذر وعدم التسرع في الحكم، وتجاوز الظاهر إلى الباطن،

وبالتالي فهيراقليطس يدعو لإعمال العقل والتأمل وعدم اتباع الآخرين

لذلك يقول:" ماذا عندهم من عقل أو حكمة؟ إنهم يتبعون الشعراء ويقتدون بالجمهور ".

ولهذا يجب على الفكر أن ينمي نفسه بنفسه لذلك نجد عند هيراقليطس شذرة مهمة

تقول " بحثت بنفسي " .

فمنهج هيراقليطس إذن منهج عقلي،

لأن الظاهر ليس هو الحقيقة،

وكذلك لأن الحواس مضللة،

حيث أنه ... الحواس هجوما شديدا في بعض النصوص نورد

منها: " العيون والآذان شهود سيئة للبشر إذا كانت نفوسهم لا ثقافة لها"،

ولنلاحظ أنه يضع شرطا لكون الحواس شهودا سيئة وهو كون النفوس بلا ثقافة،

فانتقاده إذن ليس للحواس في ذاتها بل لاتباعها دون أن يحلل العقل ما يتلقاه منها.

كانت هذه بعض الأفكار حول فلسفة هيراقليطس،

وهي فلسفة قوية كان لها تأثير عميق في تطور الفكر الفلسفي عبر التاريخ.