الثور والحمار || The Bull and Donkey
مرحبا بكم يا أطفال
اليوم سأقص عليكم قصة الثور و الحمار
كان لأحد الفلاحين ثور قوي و حمار هزيل
و كان دأبه كل صباح أن يأخذ حماره الى المراعي
ثم يحمّل ثوره أثقالا كثيرة و يتجه به الى حقوله الشاسعة
و يكلفه بأشق الأعمال من الغداة الى الزوال دون رحمة أو شفقة
أحس الثور المسكين بالتعب و الكلل و الملل
فشكى أمره الى صديقه الحمار لعلله يواسيه أو يخفف عنه بعض الأكدار
فقال له في ذلة و انكسار
إني أعيش في جحيم سيدي يحملني ما لا طاقة لي به
و يكلفني بأعمال شاقة طول النهار
و كلما أحسست بالتعب و الإرهاق و حاولت التراخي أو الكف عن العمل
كان مصير الضرب و الشتم .. إني أعاني من الهم و الغم فما العمل ؟
تأثر الحمار لهذا الكلام المرير و قال لصديقه دون تفكير في المصير
غدا إذا جاءك سيدك ليحملك إلى الحقل تظاهر بالمرض
و في الغد دخل الفلاح الى الاسطبل فوجد ثوره على غير عادته
يترنح يمنة و يسرة كأنه يعاني من ألم حاد
فتركه سيده و أبدله بالحمار الهزيل
ظل هذا الغبي يحمل الأثقال و يحرث الأراضي الشاسعة
و كلما حاول التوقف نال نصيبه من الضرب و السياط
بقي الحمار المسكين يعاني الأمرين
يندب سوء حظه نادما على نصيحته التي حملته الى الهاوية قائلا في نفسه
أنا غبي فعلا أنا حمار انتقلت من الجنة الى النار لأني لم أنظر الى المستقبل
ثم بدأ يفكر في حيلة لينجو من السعير
و بعد تفكير طويل اهتدى الى حيلة جهنمية تنقذه من هذه الورطة
أسرع الحمار الى الثور فوجده باسما هادئا مطمئنا مبتهجا بحياته الجديدة
إنه يأكل الأعشاب في أمن و راحة بال فخاطبه قائلا
كيف حالك يا صديقي العزيز
ابتسم الثور و قال للحمار شاكرا
الفضل كله لك يا صديقي الحمار فأنت حقا شهم مغوار
أنقذتني من حياة الذل و الهوان و حققت لي السعادة والأمان
أنا لن أنسى فضلك مهما طال الزمان
تظاهر الحمار بالغباء و قال للثور
إنني أحبك يا صديقي و أؤثرك على نفسي لذلك سأروي لك اليوم ما حدث
لقد سمعت سيدي الفلاح يردد هذا الكلام
إذا بقي الثور مريضا فسأذبحه و أشتري مكانه ثورا آخر قويا سليما يقوم بجميع الأعمال
انتفض الثور كالملسوع في الحال و أبدى نشاطا و حيوية ليس لهما مثال
و جاء سيده في الصباح فوجده نشطا مستعدا للقيام بجميع الأعمال
فترك الحمار وأبدله بالثور و ذهب به توا الى المزارع والحقول محملا بالأثقال
أما الحمار فبقي يعيش في سعادة و هناء