×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

The Hanging Poems | المعلقات, معلقة الحارث بن حلزة اليشكري

معلقة الحارث بن حلزة اليشكري

آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ .... رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ

بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ .... فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ

فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ .... فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ

فَـريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَةُ الشُـ .... ـربُبِ فَالشُعبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِي .... اليَـومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّرُ البُكَـاءُ

وبِعَينَيـكَ أَوقَدَت هِندٌ النَّـارَ .... أَخِيـراً تُلـوِي بِـهَا العَلْيَـاءُ

فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِن بَعِيـدٍ .... بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنكَ الصَّـلاءُ

أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَينِ .... بِعُـودٍ كَمَـا يَلُـوحُ الضِيـاءُ

غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ عَلَى الهَـمِّ .... إِذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَجَـاءُ

بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّهـا هِقَلـةٌ .... أُمُّ رِئَـالٍ دَوِيَّـةٌ سَقْفَـــاءُ

آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَها القَنَّـاصُ .... عَصـراً وَقَـد دَنَا الإِمْسَـاءُ

فَتَـرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجعِ وَالـ .... ـوَقْـعِ مَنِيناً كَـأَنَّهُ إِهْبَـاءُ

وَطِـرَاقاً مِن خَلفِهِنَّ طِـرَاقٌ .... سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَا الصَحـرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الهَوَاجِرَ إِذ كُـلُّ .... ابـنَ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَميَــاءُ

وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ .... خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُسَـاءُ

إِنَّ إِخـوَانَنا الأَرَاقِمَ يَغلُـونَ .... عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْفَـاءُ

يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الـ .... ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِـلاءُ

زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ .... مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَـا الــوَلاءُ

أَجـمَعُوا أَمرَهُم عِشاءً فَلَمَّـا .... أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيبٍ وَمِـن .... تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا .... عِندَ عَمـروٍ وَهَل لِذَاكَ بَقَـاءُ

لا تَخَلنَـا عَلَى غِـرَاتِك إِنّـا .... قَبلُ مَا قَد وَشَـى بِنَا الأَعْـدَاءُ

فَبَقَينَـا عَلَـى الشَنـاءَةِ تَنـ .... ـمِينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَـاءُ

قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَت بِعُيـونِ .... النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَا أَرعَـنَ .... جَـوناً يَنجَـابُ عَنهُ العَمـاءُ

مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ .... للدَهـرِ مُؤَيِّـدٌ صَمَّـــاءُ

إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَتِ الخَيـلُ .... فَـآبَت لِخَصمِهَـا الإِجـلاَءُ

مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي .... وَمِن دُونَ مَا لَـدَيـهِ الثَّنَـاءُ

أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَأَدوهَـا .... إِلَينَـا تُشفَى بِهَـا الأَمـلاءُ

إِن نَبَشتُم مَا بَيـنَ مِلحَـةَ فَالـ .... ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَيَاءُ

أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُـهُ .... النَّاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـرَاءُ

أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ .... عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقذَاءُ

أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَن حُــدِّ .... ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا العَـلاءُ

هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ .... غِـوَاراً لِكُـلِّ حَـيٍّ عُـواءُ

إِذ رَفَعنَا الجِمَالَ مِن سَعَفِ الـ .... ـبَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

ثُمَّ مِلنَـا عَلَى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا .... وَفِينَـا بَنَـاتُ قَـومٍ إِمَـاءُ

لا يُقِيـمُ العَزيزُ بِالبَلَدِ السَهـلِ .... وَلا يَنفَـعُ الـذَّلِيـلَ النِجَـاءُ

لَيـسَ يُنجِي الذِي يُوَائِل مِنَّـا .... رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجـلاءُ

مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّةِ لا يُوجَــدُ .... فِيهَـا لِمَـا لَدَيـهِ كِفَــاءُ

كَتَكَـالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ .... هَلِ نَحـنُ لابنِ هِنـدٍ رِعَاءُ

مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ .... عَلَيـهِ إِذَا أُصِيـبَ العَفَــاءُ

إِذَ أَحَـلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيسُــونَ .... فَأَدنَـى دِيَارِهَـا العَوصَــاءُ

فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن .... كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّهُـم أَلقَـاءُ

فَهَداهُم بِالأَسـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ .... بَالِـغٌ تَشقَـى بِهِ الأَشقِيَــاءُ

إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم .... إِلَيكُـم أُمنِيَّـةٌ أَشــــرَاء

لَم يَغُـرّوكُم غُرُوراً وَلَكــن .... رَفـَعَ الآلُ شَخصَهُم وَالضَحَاءُ

أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَنَّــا .... عِندَ عَمروٍ وَهَل لِذَكَ انتِهَـاءُ

مَن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ .... آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَاءُ

آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت .... مَعَـدٌّ لِكُـلِّ حَـيٍّ لِــوَاءُ

حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبـشٍ .... قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَبــلاءُ

وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِكِ لا تَنهَـاهُ .... إِلاَّ مُبيَضَّــةٌ رَعــــلاءُ

فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا يَخـرُجُ .... مِـن خُـربَةِ الـمَزَادِ المَــاءُ

وَحَمَلنَاهُمُ عَلَى حَزمِ ثَهـلانِ .... شِـلالاً وَدُمِّـيَ الأَنسَـــاءُ

وَجَبَهنَـاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا تُنهَـزُ .... فِي جَـمَّةِ الطَـوِيِّ الــدِلاءُ

وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَا عَلِـمَ اللهُ .... ومَـا أَن للحَائِنِيـنَ دِمَــاءُ

ثُمَّ حُجـراً أَعنَي ابنَ أُمِّ قَطَـامٍ .... وَلَـهُ فـَارِسِيَّـةٌ خَضــرَاءُ

أَسَـدٌ فِي اللِقَاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ .... وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَبـرَاءُ

وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ .... بَعدَ مَا طَالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ

وَمَعَ الجَـونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ .... عَتُـودٌ كَـأَنَّهـا دَفــوَاءُ

مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا .... شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الصِـلاءُ

وَأَقَـدنَاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ .... كَـرهاً إِذ لا تُكَـالُ الدِمَـاءُ

وأَتَينَـاهُمُ بِتِسعَـةِ أَمـــلاكٍ .... كِـرَامٍ أَسـلابُهُـم أَغـلاءُ

وَوَلَـدنَا عَمـرو بنِ أُمِّ أنَـاسٍ .... مِن قَـرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَا الحِبَـاءُ

مِثلُهَـا تُخرِجُ النَصِيحةَ للقَـومِ .... فَـلاةٌ مِـن دُونِـهَـا أَفـلاءُ

فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا .... تَتَعَاشَـوا فَفِـي التَعَاشِي الـدَّاءُ

وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا .... قُـدِّمَ فِيهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ

حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ .... مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ

وَاعلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُم فِي مَـا .... إِشتَرَطنَـا يَومَ إِختَلَفنَا سَـوَاءُ

عَنَنـاً بَاطِلاً وَظُلماً كَمَا تُعتَـرُ .... عَن حَجرَةِ الرَبِيــضِ الظَّبَـاءُ

أَعَلَينَـا جُنَـاحُ كِندَةَ أَن يَغنَـمَ .... غَـازِيهُـمُ وَمِنَّـا الجَــزَاءُ

أَم عَلَينَـا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نِيـطَ .... بِـجَـوزِ المُحمَّـلِ الأَعبَـاءُ

لَيـسَ منَّا المُضَـرَّبُونَ وَلا قَيسٌ .... وَلا جَـندَلٌ وَلا الحَـــذَّاءُ

أَم جَـنَايَا بَنِي عَتِيـقٍ فَـإِنَّـا .... مِنكُـم إِن غَـدَرتُـم بُـرَآءُ

وَثَمَانُـونَ مِن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم .... رِمَـاحٌ صُـدُورُهُـنَّ القَضَاءُ

تَرَكُـوهُـم مُلَحَّبِيـنَ فَآبُـوا .... بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَا الحُـدَاءُ

أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَةَ أَمَّـا .... جَمَّعَـت مِن مُحَارِبٍ غَبـرَاءُ

أَم عَلَينَا جَـرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيسَ .... عَلَينَـا فِـي مَا جَـنَوا أَنـدَاءُ

ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِع .... لَهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهــرَاءُ

لَم يُخَـلَّوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ .... نِطَـاعٍ لَهُم عَلَيهُـم دُعَـاءُ

ثُمَّ فَـاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ .... وَلا يَبـرُدُ الغَلِيـلَ المَــاءُ

ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ .... لا رَأَفَــةٌ وَلا إِبقَـــاءُ

وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَى يَـومِ .... الحَيـارَينِ وَالبَـلاءُ بَــلاءُ


معلقة الحارث بن حلزة اليشكري

آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ .... رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ

بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ .... فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ

فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ .... فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ

فَـريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَةُ الشُـ .... ـربُبِ فَالشُعبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِي .... اليَـومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّرُ البُكَـاءُ

وبِعَينَيـكَ أَوقَدَت هِندٌ النَّـارَ .... أَخِيـراً تُلـوِي بِـهَا العَلْيَـاءُ

فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِن بَعِيـدٍ .... بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنكَ الصَّـلاءُ

أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَينِ .... بِعُـودٍ كَمَـا يَلُـوحُ الضِيـاءُ

غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ عَلَى الهَـمِّ .... إِذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَجَـاءُ

بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّهـا هِقَلـةٌ .... أُمُّ رِئَـالٍ دَوِيَّـةٌ سَقْفَـــاءُ

آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَها القَنَّـاصُ .... عَصـراً وَقَـد دَنَا الإِمْسَـاءُ

فَتَـرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجعِ وَالـ .... ـوَقْـعِ مَنِيناً كَـأَنَّهُ إِهْبَـاءُ

وَطِـرَاقاً مِن خَلفِهِنَّ طِـرَاقٌ .... سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَا الصَحـرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الهَوَاجِرَ إِذ كُـلُّ .... ابـنَ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَميَــاءُ

وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ .... خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُسَـاءُ

إِنَّ إِخـوَانَنا الأَرَاقِمَ يَغلُـونَ .... عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْفَـاءُ

يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الـ .... ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِـلاءُ

زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ .... مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَـا الــوَلاءُ

أَجـمَعُوا أَمرَهُم عِشاءً فَلَمَّـا .... أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيبٍ وَمِـن .... تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا .... عِندَ عَمـروٍ وَهَل لِذَاكَ بَقَـاءُ

لا تَخَلنَـا عَلَى غِـرَاتِك إِنّـا .... قَبلُ مَا قَد وَشَـى بِنَا الأَعْـدَاءُ

فَبَقَينَـا عَلَـى الشَنـاءَةِ تَنـ .... ـمِينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَـاءُ

قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَت بِعُيـونِ .... النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَا أَرعَـنَ .... جَـوناً يَنجَـابُ عَنهُ العَمـاءُ

مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ .... للدَهـرِ مُؤَيِّـدٌ صَمَّـــاءُ

إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَتِ الخَيـلُ .... فَـآبَت لِخَصمِهَـا الإِجـلاَءُ

مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي .... وَمِن دُونَ مَا لَـدَيـهِ الثَّنَـاءُ

أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَأَدوهَـا .... إِلَينَـا تُشفَى بِهَـا الأَمـلاءُ

إِن نَبَشتُم مَا بَيـنَ مِلحَـةَ فَالـ .... ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَيَاءُ

أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُـهُ .... النَّاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـرَاءُ

أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ .... عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقذَاءُ

أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَن حُــدِّ .... ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا العَـلاءُ

هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ .... غِـوَاراً لِكُـلِّ حَـيٍّ عُـواءُ

إِذ رَفَعنَا الجِمَالَ مِن سَعَفِ الـ .... ـبَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

ثُمَّ مِلنَـا عَلَى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا .... وَفِينَـا بَنَـاتُ قَـومٍ إِمَـاءُ

لا يُقِيـمُ العَزيزُ بِالبَلَدِ السَهـلِ .... وَلا يَنفَـعُ الـذَّلِيـلَ النِجَـاءُ

لَيـسَ يُنجِي الذِي يُوَائِل مِنَّـا .... رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجـلاءُ

مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّةِ لا يُوجَــدُ .... فِيهَـا لِمَـا لَدَيـهِ كِفَــاءُ

كَتَكَـالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ .... هَلِ نَحـنُ لابنِ هِنـدٍ رِعَاءُ

مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ .... عَلَيـهِ إِذَا أُصِيـبَ العَفَــاءُ

إِذَ أَحَـلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيسُــونَ .... فَأَدنَـى دِيَارِهَـا العَوصَــاءُ

فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن .... كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّهُـم أَلقَـاءُ

فَهَداهُم بِالأَسـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ .... بَالِـغٌ تَشقَـى بِهِ الأَشقِيَــاءُ

إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم .... إِلَيكُـم أُمنِيَّـةٌ أَشــــرَاء

لَم يَغُـرّوكُم غُرُوراً وَلَكــن .... رَفـَعَ الآلُ شَخصَهُم وَالضَحَاءُ

أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَنَّــا .... عِندَ عَمروٍ وَهَل لِذَكَ انتِهَـاءُ

مَن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ .... آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَاءُ

آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت .... مَعَـدٌّ لِكُـلِّ حَـيٍّ لِــوَاءُ

حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبـشٍ .... قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَبــلاءُ

وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِكِ لا تَنهَـاهُ .... إِلاَّ مُبيَضَّــةٌ رَعــــلاءُ

فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا يَخـرُجُ .... مِـن خُـربَةِ الـمَزَادِ المَــاءُ

وَحَمَلنَاهُمُ عَلَى حَزمِ ثَهـلانِ .... شِـلالاً وَدُمِّـيَ الأَنسَـــاءُ

وَجَبَهنَـاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا تُنهَـزُ .... فِي جَـمَّةِ الطَـوِيِّ الــدِلاءُ

وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَا عَلِـمَ اللهُ .... ومَـا أَن للحَائِنِيـنَ دِمَــاءُ

ثُمَّ حُجـراً أَعنَي ابنَ أُمِّ قَطَـامٍ .... وَلَـهُ فـَارِسِيَّـةٌ خَضــرَاءُ

أَسَـدٌ فِي اللِقَاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ .... وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَبـرَاءُ

وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ .... بَعدَ مَا طَالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ

وَمَعَ الجَـونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ .... عَتُـودٌ كَـأَنَّهـا دَفــوَاءُ

مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا .... شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الصِـلاءُ

وَأَقَـدنَاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ .... كَـرهاً إِذ لا تُكَـالُ الدِمَـاءُ

وأَتَينَـاهُمُ بِتِسعَـةِ أَمـــلاكٍ .... كِـرَامٍ أَسـلابُهُـم أَغـلاءُ

وَوَلَـدنَا عَمـرو بنِ أُمِّ أنَـاسٍ .... مِن قَـرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَا الحِبَـاءُ

مِثلُهَـا تُخرِجُ النَصِيحةَ للقَـومِ .... فَـلاةٌ مِـن دُونِـهَـا أَفـلاءُ

فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا .... تَتَعَاشَـوا فَفِـي التَعَاشِي الـدَّاءُ

وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا .... قُـدِّمَ فِيهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ

حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ .... مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ

وَاعلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُم فِي مَـا .... إِشتَرَطنَـا يَومَ إِختَلَفنَا سَـوَاءُ

عَنَنـاً بَاطِلاً وَظُلماً كَمَا تُعتَـرُ .... عَن حَجرَةِ الرَبِيــضِ الظَّبَـاءُ

أَعَلَينَـا جُنَـاحُ كِندَةَ أَن يَغنَـمَ .... غَـازِيهُـمُ وَمِنَّـا الجَــزَاءُ

أَم عَلَينَـا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نِيـطَ .... بِـجَـوزِ المُحمَّـلِ الأَعبَـاءُ

لَيـسَ منَّا المُضَـرَّبُونَ وَلا قَيسٌ .... وَلا جَـندَلٌ وَلا الحَـــذَّاءُ

أَم جَـنَايَا بَنِي عَتِيـقٍ فَـإِنَّـا .... مِنكُـم إِن غَـدَرتُـم بُـرَآءُ

وَثَمَانُـونَ مِن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم .... رِمَـاحٌ صُـدُورُهُـنَّ القَضَاءُ

تَرَكُـوهُـم مُلَحَّبِيـنَ فَآبُـوا .... بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَا الحُـدَاءُ

أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَةَ أَمَّـا .... جَمَّعَـت مِن مُحَارِبٍ غَبـرَاءُ

أَم عَلَينَا جَـرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيسَ .... عَلَينَـا فِـي مَا جَـنَوا أَنـدَاءُ

ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِع .... لَهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهــرَاءُ

لَم يُخَـلَّوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ .... نِطَـاعٍ لَهُم عَلَيهُـم دُعَـاءُ

ثُمَّ فَـاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ .... وَلا يَبـرُدُ الغَلِيـلَ المَــاءُ

ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ .... لا رَأَفَــةٌ وَلا إِبقَـــاءُ

وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَى يَـومِ .... الحَيـارَينِ وَالبَـلاءُ بَــلاءُ