×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Political memoris | الذاكرة السياسية, الذاكرة السياسية: ميشيل كيلو - الجزء الخامس

الذاكرة السياسية: ميشيل كيلو - الجزء الخامس

اهلا بكم مشاهدينا الكرام. انا طاهر بركة احييكم واقدم اليكم هذه الحلقة من الذاكرة السياسية ايضا مع الاستاذ ميشال كيلو

المعارض السوري وعضو اتحاد الديمقراطيين السوريين. أهلا بك معنا مجددا أستاذ ميشال.

اهلا، اهلا بك.

سنعود الى الثمانينات، الى اوائل الثمانينات مع بداية هذه الحلقة في الفترة التي اعتقلت فيها. سنبدأ بالحديث عن اعتقالك

وسنتابع في ذلك الحلقة المقبلة ان شاء الله، ولكن سنتحدث أولا

عن مجازر حماة.

بينما كنت أحضر معك للحلقات، يعني لفتني تعبيرك أو وصفك لذلك بأنه حدث هناك "ترتيبا للتمرّد"، يعني بين قوسين كما وصفته أنت. كيف كانت الاجواء آنذاك مع أنه بعض الوعي الجماعي إذا صحّ التعبير

أنه كانت هناك مؤامرة من صدام حسين على النظام السوري، وكان هناك

يعني عمليات كثيرة للاخوان تورطوا فيها ضد النظام وضد الناس وإلى ما هنالك،

واضطر بناء على ذلك الى قمعهم؟

دعنا نضع الحدث ضمن إطار حاضنته السياسية، لأن لديه حاضنة سياسية ولم يكن حدث هكذا من لا شيء. بعد أن أعلن السادات أنه ذاهب

الى إسرائيل وأنه يريد ان يصالح، وقع النظام في ورطة. إذا صالح فسيكون لديه مشكلة لها أول وليس لها آخرة وهو الذي يقدم نفسه

محرر ومقاوم وممانع وصمود وغيرها والى آخره، وإذا لم يصالح

فسيكون لديه مشكلة انه سينعزل عن القوة الاساسية في العالم

العربي التي من الممكن أن تلعب دورا

بمساعدته أن يقف صامدا بوجه اسرائيل، إذا كان يريد أن يحرر أو لا يحرر الجولان، خاصة وأنه على خصومة هائلة مع العراق ومع

النظام العراقي والى آخره، سيقع بين فكيّ كماشة ممكن أن تؤدي الى القضاء عليه. علما أن كل اطروحة حافظ الأسد

التي قام عليها نظامه ترتكز على ما يلي: سوريا تقليدية تتأرجح بين العراق وبين مصر. هو حوّلها

لمركز يستقطب بقية العالم العربي في المشرق، بقية المشرق العربي.

عزل العراق، وعندما ذهب السادات الى إسرائيل، استقتل لكي يعزل مصر عن المشرق.

هناك قصة أنت تعرفها عن وقت الحشد على العراق، عن [غير واضح]

وقت الحشد على العراق

احد الضباط ذهب من مكان، من لواء الى لواء ليأتي بدبابة، أنا التقيت بهؤلاء في المزّة،

والتي سنتكلم عنها لاحقا

فخلال ذهابه هذا كان يضع السماعات في أذنيه ويستمع الى فيروز، ملازم أول في الدبابات.

بعد يومين أو ثلاثة يُعتقل.

بعد أن اخذ دبابة وعاد الى اللواء، يتم اعتقاله فيكتشف أن مجموعة كبيرة من الضباط معتقلين، ويسمع، ومن ثم راينا الضباط لأنهم

كانوا معنا، أحدهم قال، إعتُقلنا لأن ضابطا قد أتى وقال لي، وأنا رئيس غرفة عمليات لواء دبّابات، قال لي غدا سنذهب الى

الحدود مع العراق، فقلت له ألا يكفينا هذا العدو الذي أمامنا؟

تركنا كلنا، وبقوا هم في السجن مدة تسعة عشرة سنة.هؤلاء الاثنتي عشرة، الثلاثة عشرة ضابطا.

تسعة عشرة سنة؟

تسعة عشرة سنة.

لأنهم امتعضوا من الحشد على العراق؟

لأنهم قالوا لماذا نذهب الى العراق؟

ألا يكفينا العدو في الأمام، فاتهموهم بأنهم عملاء للعراق والى آخره. اذا أُرسل الجيش إلى العراق ثم أُرسل الى لبنان، وبعدما

أُرسل الى لبنان لم يعد من مشكلة مع العراق.

هذا هو الجو العام، أنهم يريدون مخرجا

لمشكلة أنه لا يستطيع أن يحقق سلما ولا حربا، ففتح له الأميركيون لبنان كمنفذ. هناك قاوم الرجعية وقاوم الصهيونية، ودعم

وصمود وتصدي وكل هذا الكلام. هذه هي اللعبة التي مرّت على العالم.

في هذه الأجواء

اثار اصطدامه بالفلسطينيين إستياء هائلا في سورية، لأنه دخل في الحقيقة

باتفاق مع الأمريكيين أنه في سنة الف وتسعمئة وسبعة وستين، لا يوجد اي شيئ عن الفلسطينيين في القرار 242، واصبح الفلسطينيون

حقيقة واقعة.

إذ تشطب لنا الفلسطينيين يعود اليك الجولان، نتكلم بإعادة الجولان. فهو دخل ليشطب منظمة التحرير الى لبنان. من أهدافه شطب

منظمة التحرير، والهدف الثاني مثلما قلت لك،

أن يلاقي حلا لمشكلته الكبرى.

أثار استياء هائلا بسوريا. هو تقليديا كان متحالفا مع الجو

الاسلامي. في سنة الف وتسعمئة وسبعين قال جملتين:

من يتحالف مع التجار ومع رجال الدين، لن يكون لديه مشكلة مع الشعب،

لأنه ليس لدينا شعبا سياسيا.

نحن لدينا رأيا عاما، والرأي العام يتحكّم به التجار ورجال

الدين وهؤلاء نحن متحالفون معهم ويخضعون لنا.

النظام في أمان، ليس لدينا أي مشكلة، ودخل وقام بمغامرة لبنان وغير ذلك تحت غطاء أميركي وإسرائيلي

لأن الإسرائيليين قالوا في ذلك الزمان انه لن يجتاز نهر الأولي في اتجاه الجنوب، وفعلا لم يجتز نهر الاولي باتجاه الجنوب ولم

يجتاز خطا موجودا في الجبل يوصل الى بعض قوى الكتائب وغيرها، وفعلا لم يجتازوا.

كان واضحا ضد من هو.

حصل هناك استياء في سوريا

حصل استياء هائلا فبدأت عمليات. فبدأ الاسلاميون المنظمون

خاصة المتطرفين منهم، جماعة مروان حديد الذي اسمه الطليعة المقاتلة،

ومجموعة صغيرة تابعة لعبد الفتاح أبو غدّة في حلب فيها مئة وخمسين شخصا، مروان حديد ثلاثمئة وخمسين. ورأوا أن الاجواء اصبحت

ملائمة لاطلاق عمل اسلامي مسلح ضد النظام. في هذا الجو العام كلنا كنا نعد فعليا لعمل شعبي

لعمل وطني، لعمل الى آخره ضد النظام وليس كعمل مسلّح. نحن كناس

كنا قريبين من الحزب الشيوعي نعمل بإطاره [غير واضح].-كيسار.

كيسار.

كيسار، عملنا كثيرا لاطلاق عملية احتجاج شعبي واسع على دخوله الى لبنان. أتذكر

أنني التقيت برياض الترك مرة في السبع بحرات. قلت له يا ابن العم سياساتنا تجاه النظام غير كافية، قال لي يا ابن العم ماذا

نفعل؟ والله يستأهل أن يُضرب بالأحذية على رأسه، ولو كان عندي سيفا لأقص رأس حافظ الأسد به.

ولكن امكانياتنا يجب أن تترتب وتنظم والى آخره قبل أن نطلق حركة احتجاج كبرى. هذا الكلام لا أحد يعرفه بالمناسبة.

فإذن بدأت العمليات المسلحة ولاقت صدى استثنائي بأوساط الشعب السوري والمجتمع السوري،

خاصة أنها ترافقت مع حركة احتجاجات سياسية

بالجامعات، ببعض المصانع، جامعة حلب، بجامعة اللاذقية، بجامعة

حمص، ببعض المصانع، وبدت وكأن أن هناك بسوريا تهيئة لتمرد

عظيم، لهبّة شعبية كبرى الى آخره.

هنا كان كل اليسار يعمل لوحده والاخوان كانوا يعملون لوحدهم؟

اليسار كان يعمل لوحده والاخوان لوحدهم، وليس صحيحا على الاطلاق أنه كان بينهما تحالفا.-أبدا؟

أبدا؟-أبدا.

أبدا.

احد الاشخاص اعترف بتحقيق حصل معه في تدمر أنه أُرسل الى رياض الترك

من قبل احد زعماء الاخوان المسلمين في حمص حتى يقوموا بتفاهم

ويتفقوا الى آخره، وأنه لم يستطع ان يلتقي برياض الترك لأنه لم

يكن في حمص. أشاع الأمن أنه

كان هناك صلات وعلاقات والى آخره، وتحدثت لك البارحة عن قصة العراق، ومال وغيره وأن رياض الترك يأخذ مالا من العراق. كل ذلك

كذب بكذب. الحقيقة لم يكن هناك اية صلة وللأسف الشديد

كان الاخوان ذاهبون باتجاه الإسلاميين، باتجاه السلاح والبواريد.

ونحن فعليا كنا طوال وقتنا نتحدث ونراهن على الشعب، على الجماهير، على الوعي العام، العصيان المدني. استراتيجيتنا كانت

العصيان المدني، مراكمة التناقضات والاضطرابات والعصيان المدني، لكن الأخوان كانوا يريدون استعمال السلاح.-طيب.

طيب.

في كل الأحوال، كان هناك اثنين وثلاثين الف من الأخوان المسلمين في سوريا. الخمسمئة واحد [غير واضح] الاثنين وثلاثين الف،

واستقطبوا منهم الآلاف، وتسببوا في إعدام ثمانية آلاف شخص منهم، من الاخوان المسلمين. أعطيك أرقاما دقيقة،

وحصلت الهوجة العسكرية. اليوم هناك مسألة

انا برأيي أنها فائقة الأهمية بهذا [غير واضح].

مسائل بلا إجابات حتى الآن لأن اسئلتها مهمة كثيرا.

من اطلق الحركة هو عملية اجرامية حدثت ضد مدرسة المدفعية، قتل فيها طلاب ضباط في مدرسة المدفعية غالبيتهم من العلويين.

ما جريمتهم أن يكونوا من العلوين يعني؟ ما جريمة أن يكون أحدا ما علوي؟

فقتل فيها حوالي ثمانين شابا.

لا ذنب لهم على الاطلاق إلا أنهم

علويين.

من قتلهم هما شخصان، أحدهم اسمه ابراهيم اليوسف،

والآخر اسمه عدنان عقلة. ابراهيم اليوسف كان ضابط أمن كلية المدفعية،

وعدنان عقلة مسؤول الأمن العسكري فيه،

مسؤول المخابرات العسكرية فيه.

كنت أسأل طوال وقتي، وحافظ الأسد ذهب الى بغداد قبل يوم، وعندما سمع بالقصة، قال من بغداد هؤلاء إسلاميين

وسنريهم ماذا سنفعل وسنلاحقهم والى آخره. من بغداد عمل تحقيقا وعلم بأنهم الاسلاميون

علما أنه من قتل الضباط الاثنين بعثيين موصوفيين. أحدهم مسؤول الكلية،

الاثنين في الأمن.

مسؤول الأمن، والآخر مسؤول الأمن العسكري، والنظام يعرف تماما من هما ويعرف تماما لماذا اختارهما.

وأنا شخصيا لا أبرئ النظام

من أنه هو الذي

افتعل مسألة مدرسة المدفعية. وساقول لك السبب فورا، أن هذا جزءا من عملية إطفاء التمرد الاجتماعي الذي حصل والذي كشف ظهر

النظام في لبنان، وبيّن أن النظام صار ضعيفا ولا يعتمد عليه

خاصة بعدما أُخرجت مصر من العالم العربي والعراق بعد فترة دخل بالصراع مع ايران والى آخره، وحافظ الأسد كان قد رسم خطة بأن

يكون هو الزعيم الاستراتيجي للمشرق،

تبيّن أن الوضع الداخلي ضعيف وأن لديه معارضة كبيرة

وأنه غير قادر على التحكم بالوضع، حتى أنه كان يقول أننا لا

نستطيع الدخول إلى لبنان قبل أن نطهر الجيش. قال هذا الكلام

لجماعة أتوا

حتى يطبقون معه قصة الدخول الى لبنان، لأنه كلما تطهر الجيش ويصفى الوضع، لا نستطيع الدخول الى لبنان، فجاءت القصة بهذا

السياق، وانا برأيي لعبت دورا كبيرا باطفاء المعارضة الداخلية

ونصب فخ للناس بهذه العملية، بما في ذلك الإسلاميين.

يعني أصبح الجميع يحسبون عليهم.

أصبح كل شيء يحسب عليهم، وحسب كل شيء ثورة وغير ثورة والى آخره.

مروان حديد كان في السجن عندما صارت هذه العملية،

كان في السجن، وبعض القادة الاسلاميين المهمين أيضا كانوا في

السجن، وهذه العملية تمت وفجرت الوضع في سورية على اساس أن

الاسلاميين ضد السلطة،

اسلاميين متطرفين وارهابيين ضد السلطة، وغاب الأمر الشعبي وغاب الأمر المدني وغاب الأمر الديموقراطي.

هل هناك أحد المسؤولين قال لك كم عدد أو تقدير النظام للكم الذين قتلوا في مجازر حماة؟

قال لي علي دوبا وانا خارج من السجن سنة ألف وتسعمئة واثنين

وثمانين بالحرف الواحد: كنتم تشدون ظهركم بحماة، نصب لها السيد

الرئيس فخ

لا تمردت ولا غير تمردت، نصب لها فخا بعد ثلاثة سنوات من تمردها واحتلالها من قبل اثني عشر ألف عنصر من المخابرات والوحدات

الخاصة، بعد ثلاثة سنوات حتى استطاعت أن تتمرد، ضع في ذهنك

التاريخ وأحكم على مهلك، سترى ان القصة كلها كذب في كذب، وكلها يعني تركيبات.

مثلما وصفتها حضرتك تركيب؟

عمل فظيع، ونصب أفخاخ، نصب لها السيد الرئيس فخا.

قتلنا فيها ستة وأربعون ألف، وانظر أصبح يحكمها حارس ليل. قال لي ذلك

الكلام دون أن أسأله. بعد أن انتهت المجزرة اتفق أربعة وعشرون شخصا..

أنت كل شيء متاكد منه تقول يقال، ام كيف؟

لا، لا، من كبار اهالي حماة

اتفقوا أن يذهبوا اليه ويترجوه بأن يسحب الوحدات الخاصة الى

المكان التي كانت فيه، الذي هو كلية الطب البيطري، الميدان،

ساحة ملعب كرة القدم،

لأن هناك تحرش فظيع بالبنات وهناك اغتصابات وهناك أخذ ذهب من ناس والى آخره. فذهبوا اليه الى الشام، فاستقبلهم, عندما تحدث

مفتي حماة أنه يا سيدي نضمن لك ألا يحدث بحماة شيء،

وأنه ستكون كل الأمور هادئة، وانتهت القصة وإنتهينا من هؤلاء الأشرار او الى آخره. قال له حافظ الأسد: أستاذي لو انا أعطيت

أمرا بقتلكم، لم تكونوا لتقتلوا.

قال له: ألم يكن الأمر يقتضي أن تبدأ بشكري أنني أبقيت على حياتكم؟

حافظ الأسد لمفتي حماة؟

حافظ الأسد لمفتي حماة وهو قد قتل منهم ستة وأربعين ألفا.

رن الجرس وقال للسعداوي لرئيس المراسم الذي كان عنده: خذ السادة، قدم لهم الغداء وعد بهم الى حماة.

حسنا، هل أنت متاكد من هذا الكلام؟

مئة بالمئة، وانا قد كتبت هذه القصة.

نتابع بعد الفاصل استاذ ميشيل، شكرا لوجودك معنا. مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نتابع في هذه الحلقة من الذاكرة السياسية.

اهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام. نتابع في هذه الحلقة من الذاكرة السياسية مع ميشال كيلو المعارض السوري، وعضو اتحاد

الديمقراطيين السوريين، اهلا بك معنا مجددا أستاذ ميشال. اعتقالك في الثمانين وتعذيبك؟

يعني جاء الاعتقال بإطار الحملة العامة التي شنت على المعارضة، وأتى بإطار ملاحقة اليسار فعليا،

خاصة الحزب الشيوعي، الذي تسبب بضربة هائلة أدت الى اعتقال اكثر من خمسة وتسعين بالمئة من مجموع كوادره وقياداته

وأنا اعتقلت في هذا الاطار والنظام يعرف انني لست عضوا بالحزب، لكنهم كانوا..

يعني ليس عضوا رسميا لكن...

كان عندهم قناعة...

لكن أنت تعتبر من المنظرين.

والمنظمين أيضا ليس المنظرين فقط.

والمنظمين أيضا.

كثيرا في الحزب، وأعود وأقول لك انا فخور بتلك الفترة.

كيف حدثت عملية اعتقالك؟

كان هناك ثلاثة أمور يعني لها علاقة باعتقالي، الأولى علاقاتي مع الفلسطينيين عامة،

ومع الرئيس العظيم ياسر عرفات بشكل خاص. كنت أعمل معه منذ ألف وتسعمئة وسبعة وستين علنا، وكنت واحدا من الناشطين جدا

في المجال الفلسطيني، كان اعلاميا لي كتابان..

أيضا عملت في مجلة فتح.

وأذكر أنني عملت في مجلة فتح أنا وبرهان غليون، سنة كاملة كنا نخرجها لوحدنا ونصدرها من اولها الى آخرها تقريبا.

حسنا، هذا سبب.

السبب الآخر أنه نشرت سلسلة مقالات كبيرة بالصحافة الفرنسية والأمريكية،

اتهم فيها يومها

ميشال سرار رحمه الله، وجان أنويه مد الله بعمره حيث مازال موجودا الآن،

وأنا باننا كنا وراء هذه الحملة الكبرى.

وانني أنا من زودتهم بالمعلومات والى آخره. والنقطة الثالثة هي

أنني أكتب خمسة وثمانين بالمئة مما يكتبه الحزب والمعارضة

السياسية.

فتم التحقيق معي في البداية بشكل اساسي بأين مكان

رياض الترك؟

قال لي علي دوبا: قل لنا أين رياض الترك وتذهب الى بيتك مباشرة. قلت له أنا والله لست خائف منك

بقدر ما انا خائف من وجهي أمام المرآة وانا أقول لنفسي، أبصق عليك يا كلب، بعت صاحبك.

قال لي هل تعرف أين هو رياض الترك؟ قلت له افرض أنني اعرف لن أقول لك أنني اعرف، حتى لو أنني أعرف لن أقول لك أين هو. قال لي

والله لأعذبنك عذابا لم يعذَّبَه في هذا الفرع ابن امرأة.

قلت له والله يعني

تستطيع أن تفعل معي ما تريد الآن، ليس لدي مشكلة. المهم يا سيدنا، عذبوني بالخطة التالية: أحضر

رئيس الفرع، الذي كان رفيقي في مدرستي من آل الحلو،

جلادين وقال لهم امسكوا كرابيج وتنزلوه وتوقفونه كل ما جلس أو وقف استمروا بضربه حتى يقف.

فأنزلني هؤلاء واوقفوني في المكان الذي كنا معتقلين به.

كنا بالمناسبة معتقلين في مكان مساحته اثنا عشر مترا مربعا، كنا ثمانية وستين شخصا، ننام على الأرض معصوبي الأعين ومقيدين.

بقينا لفترة طويلة أيدينا وراء ظهورنا، ومعتبرين زنزاناتهم... نحن نائمون فوق بعضنا،

فأوقفوني بزاوية هكذا.

بقيت واقفا حتى غبت عن الوعي، طبعا وقعت ثلاث أو أربع مرات، لكن كل مرة كانوا يضربونني فأعود واقف.

وغبت عن الوعي ولا اعرف ما الذي حصل معي في الحقيقة. بعد يومين أو ثلاثة استيقظت وسألت أحد أصدقائي

كان مسجونا معي، ورفاقي من جبلة حيث كنا رفاق طفولة. قلت له كأني نمت كثيرا؟ قال لي:

منذ ثلاثة أيام وأنت غائب عن الوعي.

عندما انتبهت الى نفسي وجدت أن قدمي هكذا متورمة،

قدمي من الأسفل هكذا صار حجمها، وكل جسمي يرشح صديد، وكل دمي أصبح صديد،

فأتي طبيب، أحضروا طبيب. المشرف على السجن هو شاب من مصياف نادى للطبيب. كان هناك نوعا من التعاطف معنا أننا لسنا اسلاميين

واننا لا نحمل البواريد، وكنت يومها قد تكلمت أمام الجبهة الوطنية التقدمية مرافعة قد هزت سورية هزا ضد النظام.

قلت فيها أن النظام هو جزء من نظام الأمن الإسرائيلي، قلت النظام جزء من نظام الأمن الإسرائيلي.

هذا الطرح يوصف بالجريئ جدا.

مسجلة مسجلة، فكان الناس كلهم قد سمعت هذا الكلام الذي تكلمت به، وكل الناس تعرفني فأصبح سائق الأجرة لا يأخذ مني الأجرة،

حتى الصيدليات. مرة دخلت الى صيدلية، رفضوا أن يأخذوا مني النقود،

يعني عذرا أنت قمت بعمل أمرا فظيعا لسورية ودافعت عنها والى آخره. فالمهم يا مولانا احدهم قد سمع الشريط. أتى وقال: سمعنا

البارحة الأغنية التي غنيتها، يا لطيف ما أجملها!

واحد من عناصر الأمن ذهب واحضر طبيبا.

أنا تقريبا غائب عن الوعي، فالطبيب قال له: لولا أن جسمه قوي جدا لمات، لأنه لم يكن هناك دورة دموية في جسمه لأكثر من يوم.

-أوف.

أوف.-نعم.

نعم.

بعدها ذهبنا الى المزة، فاستقبلنا استقبالا حافلا بفرع التحقيق أنا وشاب اسمه علي المدني من حرستا لأننا الإثنان طوال وكبار،

أُعتبرنا مثل الأشخاص الكبار الذين لعبوا بعقل الذين قدموا من الصغار الذين أحضروهم معهم. عذبونا تعذيبا لا يخطر على البال،

من الساعة الثامنة إلى الساعة الرابعة صباحا وهم يعذبوننا، عشرات العناصر.

من الثامنة إلى الرابعة؟-صباحا.

صباحا.

ماذا ضرب وجلد؟

كل شيء، كل شيء يخطر على بالك، يعني كل شيء طليق، عذبوهم كما تريدون،

بكل الأدوات التي من الممكن أن تخطر على بالكم، فبعدها ذهبنا إلى المزّة. بقيت في المزّة شهرين ونصف لم أستطع ان أستحم

بسبب الصديد الذي كان يسيل من جسدي، من القروح، من القيح، من الوجع، لكن يعني الحمد لله أن جسدي كان قويا وإلا كنت انتهيت.

عندما جاؤوا ليعتقلوني في البيت، جاء رجل ضابط، قلت له: أنتم تقولون أن البلد مليئة بالعصابات،

فأنا أتمنى ان أعرف من أنتم؟

فقال لشخص كان واقفا عند الباب على بعد أربع إلى خمس امتار:

أره هويتك، فاخرج هذا العنصر من جيبه هوية حمراء ورفعها هكذا

وأعادها إلى جيبه.

قلت له لم نرى شيئا، قال لقد رأيت الكثير أكثر من اللازم،

فقالت له زوجتي: لماذا؟

لماذا جئتم تعتقلوه؟ نحن جماعة لدينا رأي.

فقال لها: رأيكم أخطر علينا من رصاص الاسلاميين، أنتم الديمقراطيين رأيكم علينا أخطر من رصاص الاسلاميين.

معقول، أهذا ضابط كبير؟

كان مقدم بالأمن العسكري، ومضى هذا فعليا مبدأ عام بكل فترة حكم البعث.

ماذا كانت قصة زهير؟

كان عندنا في يوم من الأيام،

وهذه قصة معبرة جدا. في يوم من الأيام، أتوا لنا بشخص حلبي إسمه زهير.

بعد أن دخل إلى المهجع، بعد أن وضعوه في المهجع بقليل، طبعا لم يكن لديه مكان لينام به، وسينام على الأرض. على الأرض، طبعا

بجانبك الصنبور، ودورة المياه، وما إلى ذلك.

لاحظنا أن الرجل كان يتقيأ دم، ويخرج الدم من فمه. قال أحدهم: يا جماعة، هذا مسلول لأن الرجل كان وزنه من خمسة وثلاثين إلى

أربعين كيلو غرام أتوا به من مستشفى السجن.

دقينا الأبواب أنه ينزف ويتقيأ دم، لم يستجب أحد. باليوم

التالي، أتى رقيب أول وقال: لماذا كنتم طوال الليل تدقون

الباب؟ هل مات زهير؟

قلنا له: أنت تعرف أنه سيموت؟ قال: عندما أتوا به، كان الموت

واضح على هيئته. قلنا له: نريد طبيب حتى يفحصه ويراه. بعد قليل

قال: أتى الطبيب،

ليحمله أحد منكم ويحضره. باعتبار أني كنت قريب منه، حملته.

ممنوع أن يصعد معه إلا واحد بالمناسبة، من يحمله.

ذهبنا، أخذته لعند الطبيب.

كان الطبيب يقف بغرفة صغيرة هكذا في محل إسمه التنفس. مساحة التنفس تقريبا كأمتار مربعة ثلاثين متر مربع أو أربعين متر مربع،

يتحرك فيه الناس بشكل دائري بخطوات

طبعا بطيئة وإلى آخره. كان هناك شخص أشقر ملازم أول قد وقف على باب الغرفة، وهو طبيب، قال لي: ما به هذا يا إبن الكلب؟

قلت له: كان البارحة يتقيأ دم بالسجن.

قال لي: إن شاء الله تموت أنت وهو وأبيك وأمك وأمك وأبيك يلعن أبوكم، ها هم يطعموكم ويسقوكم، يجب قتلكم وتصويب النار عليكم

كلكم وإلى آخره.

ليس لي علاقة بالموضوع غير أني كنت أحمل له الرجل.

هل كان سجنكم تابع للأمن، طبيب الأمن يعني أم...؟

سرايا الدفاع، سرايا الدفاع كان. من كان مسؤولا عن السجن عمليا

أناس من سرايا الدفاع. شخص مساعد أول من سرايا الدفاع إسمه أبو

رامز

[غير واضح].

المهم يا مولانا، قال: ضعه على الأرض. سب طبعا طول الوقت

شتائم؟

شتائم طول الوقت على أم وأب ودين ورب وكل شيء. أتى إلى طرفه، بقدمه مد قدمه هكذا وقلبه على ظهره

وقال لي: هل معك نديل، يا إبن العامل و[غير واضح]؟

قلت له: لا، ليس لدي منديل. قال: أعطونا منديل، التفت هكذا إلى

العساكر بالغرفة وقال، أعطوه منديل، فقال: إمسح شيء من الدم

منه وأريني إياه.

أصبحت أمسح قليلا من الدم من فمه، مددت يدي ومسحت قليل من الدم من على فمه كان ينزل من هنا، دم مخاطي بالمناسبة.

أتيت لأريه إياه، وقال لي: إبق بعيدا. هل أتيت به، أتريد أن

تعديني، يا إبن العامل يا إبن [غير واضح]؟ أتريد أن تقتلني؟

إبقى بعيدا. ها أنا هنا، قال" هذا ميت، كلب إبن كلب ميت، جيد أنه مات. عقبالك أنت يا عامل، يا [غير واضح]، يا إبن الكذا، يا

إبن الكلب. كان يتحدث لي أنا.

أتوا بعد ذلك اخذوا زهير، وفي اليوم التالي، أخبرنا أحد مساعد أول ديري أن زهير مات البارحة بالفرع، بالمستشفى.

حسنا، سنتابع بقصص السجن التي عايشتها حضرتك بالثمانينات، وبالكثير من الأمور الأخرى وكيف حضرتك

أطلق سراحك في تلك الفترة قبل أن تعتقل لاحقا

في يعني العهد الجديد، عهد الأسد الإبن. شكرا مرة جديدة لوجودك معنا،

يا أهلا وسهلا.

ونتابع في الحلقة المقبلة إن شاء الله.

يا أهلا وسهلا.

مشاهدينا الكرام، هكذا إذن نكون قد وصلنا الى ختام هذه الحلقة من الذاكرة السياسية. نتابع مع الأستاذ ميشيل كيلو في الحلقة

المقبلة إن شاء الله، فإلى اللقاء.


الذاكرة السياسية: ميشيل كيلو - الجزء الخامس Political Memory: Michel Kilo - Part Five Mémoire politique : Michel Kilo - Cinquième partie

اهلا بكم مشاهدينا الكرام. انا طاهر بركة احييكم واقدم اليكم هذه الحلقة من الذاكرة السياسية ايضا مع الاستاذ ميشال كيلو

المعارض السوري وعضو اتحاد الديمقراطيين السوريين. أهلا بك معنا مجددا أستاذ ميشال.

اهلا، اهلا بك.

سنعود الى الثمانينات، الى اوائل الثمانينات مع بداية هذه الحلقة في الفترة التي اعتقلت فيها. سنبدأ بالحديث عن اعتقالك

وسنتابع في ذلك الحلقة المقبلة ان شاء الله، ولكن سنتحدث أولا

عن مجازر حماة.

بينما كنت أحضر معك للحلقات، يعني لفتني تعبيرك أو وصفك لذلك بأنه حدث هناك "ترتيبا للتمرّد"، يعني بين قوسين كما وصفته أنت. كيف كانت الاجواء آنذاك مع أنه بعض الوعي الجماعي إذا صحّ التعبير

أنه كانت هناك مؤامرة من صدام حسين على النظام السوري، وكان هناك

يعني عمليات كثيرة للاخوان تورطوا فيها ضد النظام وضد الناس وإلى ما هنالك،

واضطر بناء على ذلك الى قمعهم؟

دعنا نضع الحدث ضمن إطار حاضنته السياسية، لأن لديه حاضنة سياسية ولم يكن حدث هكذا من لا شيء. بعد أن أعلن السادات أنه ذاهب

الى إسرائيل وأنه يريد ان يصالح، وقع النظام في ورطة. إذا صالح فسيكون لديه مشكلة لها أول وليس لها آخرة وهو الذي يقدم نفسه

محرر ومقاوم وممانع وصمود وغيرها والى آخره، وإذا لم يصالح

فسيكون لديه مشكلة انه سينعزل عن القوة الاساسية في العالم

العربي التي من الممكن أن تلعب دورا

بمساعدته أن يقف صامدا بوجه اسرائيل، إذا كان يريد أن يحرر أو لا يحرر الجولان، خاصة وأنه على خصومة هائلة مع العراق ومع

النظام العراقي والى آخره، سيقع بين فكيّ كماشة ممكن أن تؤدي الى القضاء عليه. علما أن كل اطروحة حافظ الأسد

التي قام عليها نظامه ترتكز على ما يلي: سوريا تقليدية تتأرجح بين العراق وبين مصر. هو حوّلها

لمركز يستقطب بقية العالم العربي في المشرق، بقية المشرق العربي.

عزل العراق، وعندما ذهب السادات الى إسرائيل، استقتل لكي يعزل مصر عن المشرق.

هناك قصة أنت تعرفها عن وقت الحشد على العراق، عن [غير واضح]

وقت الحشد على العراق

احد الضباط ذهب من مكان، من لواء الى لواء ليأتي بدبابة، أنا التقيت بهؤلاء في المزّة،

والتي سنتكلم عنها لاحقا

فخلال ذهابه هذا كان يضع السماعات في أذنيه ويستمع الى فيروز، ملازم أول في الدبابات.

بعد يومين أو ثلاثة يُعتقل.

بعد أن اخذ دبابة وعاد الى اللواء، يتم اعتقاله فيكتشف أن مجموعة كبيرة من الضباط معتقلين، ويسمع، ومن ثم راينا الضباط لأنهم

كانوا معنا، أحدهم قال، إعتُقلنا لأن ضابطا قد أتى وقال لي، وأنا رئيس غرفة عمليات لواء دبّابات، قال لي غدا سنذهب الى

الحدود مع العراق، فقلت له ألا يكفينا هذا العدو الذي أمامنا؟

تركنا كلنا، وبقوا هم في السجن مدة تسعة عشرة سنة.هؤلاء الاثنتي عشرة، الثلاثة عشرة ضابطا.

تسعة عشرة سنة؟

تسعة عشرة سنة.

لأنهم امتعضوا من الحشد على العراق؟

لأنهم قالوا لماذا نذهب الى العراق؟

ألا يكفينا العدو في الأمام، فاتهموهم بأنهم عملاء للعراق والى آخره. اذا أُرسل الجيش إلى العراق ثم أُرسل الى لبنان، وبعدما

أُرسل الى لبنان لم يعد من مشكلة مع العراق.

هذا هو الجو العام، أنهم يريدون مخرجا

لمشكلة أنه لا يستطيع أن يحقق سلما ولا حربا، ففتح له الأميركيون لبنان كمنفذ. هناك قاوم الرجعية وقاوم الصهيونية، ودعم

وصمود وتصدي وكل هذا الكلام. هذه هي اللعبة التي مرّت على العالم.

في هذه الأجواء

اثار اصطدامه بالفلسطينيين إستياء هائلا في سورية، لأنه دخل في الحقيقة

باتفاق مع الأمريكيين أنه في سنة الف وتسعمئة وسبعة وستين، لا يوجد اي شيئ عن الفلسطينيين في القرار 242، واصبح الفلسطينيون

حقيقة واقعة.

إذ تشطب لنا الفلسطينيين يعود اليك الجولان، نتكلم بإعادة الجولان. فهو دخل ليشطب منظمة التحرير الى لبنان. من أهدافه شطب

منظمة التحرير، والهدف الثاني مثلما قلت لك،

أن يلاقي حلا لمشكلته الكبرى.

أثار استياء هائلا بسوريا. هو تقليديا كان متحالفا مع الجو

الاسلامي. في سنة الف وتسعمئة وسبعين قال جملتين:

من يتحالف مع التجار ومع رجال الدين، لن يكون لديه مشكلة مع الشعب،

لأنه ليس لدينا شعبا سياسيا.

نحن لدينا رأيا عاما، والرأي العام يتحكّم به التجار ورجال

الدين وهؤلاء نحن متحالفون معهم ويخضعون لنا.

النظام في أمان، ليس لدينا أي مشكلة، ودخل وقام بمغامرة لبنان وغير ذلك تحت غطاء أميركي وإسرائيلي

لأن الإسرائيليين قالوا في ذلك الزمان انه لن يجتاز نهر الأولي في اتجاه الجنوب، وفعلا لم يجتز نهر الاولي باتجاه الجنوب ولم

يجتاز خطا موجودا في الجبل يوصل الى بعض قوى الكتائب وغيرها، وفعلا لم يجتازوا.

كان واضحا ضد من هو.

حصل هناك استياء في سوريا

حصل استياء هائلا فبدأت عمليات. فبدأ الاسلاميون المنظمون

خاصة المتطرفين منهم، جماعة مروان حديد الذي اسمه الطليعة المقاتلة،

ومجموعة صغيرة تابعة لعبد الفتاح أبو غدّة في حلب فيها مئة وخمسين شخصا، مروان حديد ثلاثمئة وخمسين. ورأوا أن الاجواء اصبحت

ملائمة لاطلاق عمل اسلامي مسلح ضد النظام. في هذا الجو العام كلنا كنا نعد فعليا لعمل شعبي

لعمل وطني، لعمل الى آخره ضد النظام وليس كعمل مسلّح. نحن كناس

كنا قريبين من الحزب الشيوعي نعمل بإطاره [غير واضح].-كيسار.

كيسار.

كيسار، عملنا كثيرا لاطلاق عملية احتجاج شعبي واسع على دخوله الى لبنان. أتذكر

أنني التقيت برياض الترك مرة في السبع بحرات. قلت له يا ابن العم سياساتنا تجاه النظام غير كافية، قال لي يا ابن العم ماذا

نفعل؟ والله يستأهل أن يُضرب بالأحذية على رأسه، ولو كان عندي سيفا لأقص رأس حافظ الأسد به.

ولكن امكانياتنا يجب أن تترتب وتنظم والى آخره قبل أن نطلق حركة احتجاج كبرى. هذا الكلام لا أحد يعرفه بالمناسبة.

فإذن بدأت العمليات المسلحة ولاقت صدى استثنائي بأوساط الشعب السوري والمجتمع السوري،

خاصة أنها ترافقت مع حركة احتجاجات سياسية

بالجامعات، ببعض المصانع، جامعة حلب، بجامعة اللاذقية، بجامعة

حمص، ببعض المصانع، وبدت وكأن أن هناك بسوريا تهيئة لتمرد

عظيم، لهبّة شعبية كبرى الى آخره.

هنا كان كل اليسار يعمل لوحده والاخوان كانوا يعملون لوحدهم؟

اليسار كان يعمل لوحده والاخوان لوحدهم، وليس صحيحا على الاطلاق أنه كان بينهما تحالفا.-أبدا؟

أبدا؟-أبدا.

أبدا.

احد الاشخاص اعترف بتحقيق حصل معه في تدمر أنه أُرسل الى رياض الترك

من قبل احد زعماء الاخوان المسلمين في حمص حتى يقوموا بتفاهم

ويتفقوا الى آخره، وأنه لم يستطع ان يلتقي برياض الترك لأنه لم

يكن في حمص. أشاع الأمن أنه

كان هناك صلات وعلاقات والى آخره، وتحدثت لك البارحة عن قصة العراق، ومال وغيره وأن رياض الترك يأخذ مالا من العراق. كل ذلك

كذب بكذب. الحقيقة لم يكن هناك اية صلة وللأسف الشديد

كان الاخوان ذاهبون باتجاه الإسلاميين، باتجاه السلاح والبواريد.

ونحن فعليا كنا طوال وقتنا نتحدث ونراهن على الشعب، على الجماهير، على الوعي العام، العصيان المدني. استراتيجيتنا كانت

العصيان المدني، مراكمة التناقضات والاضطرابات والعصيان المدني، لكن الأخوان كانوا يريدون استعمال السلاح.-طيب.

طيب.

في كل الأحوال، كان هناك اثنين وثلاثين الف من الأخوان المسلمين في سوريا. الخمسمئة واحد [غير واضح] الاثنين وثلاثين الف،

واستقطبوا منهم الآلاف، وتسببوا في إعدام ثمانية آلاف شخص منهم، من الاخوان المسلمين. أعطيك أرقاما دقيقة،

وحصلت الهوجة العسكرية. اليوم هناك مسألة

انا برأيي أنها فائقة الأهمية بهذا [غير واضح].

مسائل بلا إجابات حتى الآن لأن اسئلتها مهمة كثيرا.

من اطلق الحركة هو عملية اجرامية حدثت ضد مدرسة المدفعية، قتل فيها طلاب ضباط في مدرسة المدفعية غالبيتهم من العلويين.

ما جريمتهم أن يكونوا من العلوين يعني؟ ما جريمة أن يكون أحدا ما علوي؟

فقتل فيها حوالي ثمانين شابا.

لا ذنب لهم على الاطلاق إلا أنهم

علويين.

من قتلهم هما شخصان، أحدهم اسمه ابراهيم اليوسف،

والآخر اسمه عدنان عقلة. ابراهيم اليوسف كان ضابط أمن كلية المدفعية،

وعدنان عقلة مسؤول الأمن العسكري فيه،

مسؤول المخابرات العسكرية فيه.

كنت أسأل طوال وقتي، وحافظ الأسد ذهب الى بغداد قبل يوم، وعندما سمع بالقصة، قال من بغداد هؤلاء إسلاميين

وسنريهم ماذا سنفعل وسنلاحقهم والى آخره. من بغداد عمل تحقيقا وعلم بأنهم الاسلاميون

علما أنه من قتل الضباط الاثنين بعثيين موصوفيين. أحدهم مسؤول الكلية،

الاثنين في الأمن.

مسؤول الأمن، والآخر مسؤول الأمن العسكري، والنظام يعرف تماما من هما ويعرف تماما لماذا اختارهما.

وأنا شخصيا لا أبرئ النظام

من أنه هو الذي

افتعل مسألة مدرسة المدفعية. وساقول لك السبب فورا، أن هذا جزءا من عملية إطفاء التمرد الاجتماعي الذي حصل والذي كشف ظهر

النظام في لبنان، وبيّن أن النظام صار ضعيفا ولا يعتمد عليه

خاصة بعدما أُخرجت مصر من العالم العربي والعراق بعد فترة دخل بالصراع مع ايران والى آخره، وحافظ الأسد كان قد رسم خطة بأن

يكون هو الزعيم الاستراتيجي للمشرق،

تبيّن أن الوضع الداخلي ضعيف وأن لديه معارضة كبيرة

وأنه غير قادر على التحكم بالوضع، حتى أنه كان يقول أننا لا

نستطيع الدخول إلى لبنان قبل أن نطهر الجيش. قال هذا الكلام

لجماعة أتوا

حتى يطبقون معه قصة الدخول الى لبنان، لأنه كلما تطهر الجيش ويصفى الوضع، لا نستطيع الدخول الى لبنان، فجاءت القصة بهذا

السياق، وانا برأيي لعبت دورا كبيرا باطفاء المعارضة الداخلية

ونصب فخ للناس بهذه العملية، بما في ذلك الإسلاميين.

يعني أصبح الجميع يحسبون عليهم.

أصبح كل شيء يحسب عليهم، وحسب كل شيء ثورة وغير ثورة والى آخره.

مروان حديد كان في السجن عندما صارت هذه العملية،

كان في السجن، وبعض القادة الاسلاميين المهمين أيضا كانوا في

السجن، وهذه العملية تمت وفجرت الوضع في سورية على اساس أن

الاسلاميين ضد السلطة،

اسلاميين متطرفين وارهابيين ضد السلطة، وغاب الأمر الشعبي وغاب الأمر المدني وغاب الأمر الديموقراطي.

هل هناك أحد المسؤولين قال لك كم عدد أو تقدير النظام للكم الذين قتلوا في مجازر حماة؟

قال لي علي دوبا وانا خارج من السجن سنة ألف وتسعمئة واثنين

وثمانين بالحرف الواحد: كنتم تشدون ظهركم بحماة، نصب لها السيد

الرئيس فخ

لا تمردت ولا غير تمردت، نصب لها فخا بعد ثلاثة سنوات من تمردها واحتلالها من قبل اثني عشر ألف عنصر من المخابرات والوحدات

الخاصة، بعد ثلاثة سنوات حتى استطاعت أن تتمرد، ضع في ذهنك

التاريخ وأحكم على مهلك، سترى ان القصة كلها كذب في كذب، وكلها يعني تركيبات.

مثلما وصفتها حضرتك تركيب؟

عمل فظيع، ونصب أفخاخ، نصب لها السيد الرئيس فخا.

قتلنا فيها ستة وأربعون ألف، وانظر أصبح يحكمها حارس ليل. قال لي ذلك

الكلام دون أن أسأله. بعد أن انتهت المجزرة اتفق أربعة وعشرون شخصا..

أنت كل شيء متاكد منه تقول يقال، ام كيف؟

لا، لا، من كبار اهالي حماة

اتفقوا أن يذهبوا اليه ويترجوه بأن يسحب الوحدات الخاصة الى

المكان التي كانت فيه، الذي هو كلية الطب البيطري، الميدان،

ساحة ملعب كرة القدم،

لأن هناك تحرش فظيع بالبنات وهناك اغتصابات وهناك أخذ ذهب من ناس والى آخره. فذهبوا اليه الى الشام، فاستقبلهم, عندما تحدث

مفتي حماة أنه يا سيدي نضمن لك ألا يحدث بحماة شيء،

وأنه ستكون كل الأمور هادئة، وانتهت القصة وإنتهينا من هؤلاء الأشرار او الى آخره. قال له حافظ الأسد: أستاذي لو انا أعطيت

أمرا بقتلكم، لم تكونوا لتقتلوا.

قال له: ألم يكن الأمر يقتضي أن تبدأ بشكري أنني أبقيت على حياتكم؟

حافظ الأسد لمفتي حماة؟

حافظ الأسد لمفتي حماة وهو قد قتل منهم ستة وأربعين ألفا.

رن الجرس وقال للسعداوي لرئيس المراسم الذي كان عنده: خذ السادة، قدم لهم الغداء وعد بهم الى حماة.

حسنا، هل أنت متاكد من هذا الكلام؟

مئة بالمئة، وانا قد كتبت هذه القصة.

نتابع بعد الفاصل استاذ ميشيل، شكرا لوجودك معنا. مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نتابع في هذه الحلقة من الذاكرة السياسية.

اهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام. نتابع في هذه الحلقة من الذاكرة السياسية مع ميشال كيلو المعارض السوري، وعضو اتحاد

الديمقراطيين السوريين، اهلا بك معنا مجددا أستاذ ميشال. اعتقالك في الثمانين وتعذيبك؟

يعني جاء الاعتقال بإطار الحملة العامة التي شنت على المعارضة، وأتى بإطار ملاحقة اليسار فعليا،

خاصة الحزب الشيوعي، الذي تسبب بضربة هائلة أدت الى اعتقال اكثر من خمسة وتسعين بالمئة من مجموع كوادره وقياداته

وأنا اعتقلت في هذا الاطار والنظام يعرف انني لست عضوا بالحزب، لكنهم كانوا..

يعني ليس عضوا رسميا لكن...

كان عندهم قناعة...

لكن أنت تعتبر من المنظرين.

والمنظمين أيضا ليس المنظرين فقط.

والمنظمين أيضا.

كثيرا في الحزب، وأعود وأقول لك انا فخور بتلك الفترة.

كيف حدثت عملية اعتقالك؟

كان هناك ثلاثة أمور يعني لها علاقة باعتقالي، الأولى علاقاتي مع الفلسطينيين عامة،

ومع الرئيس العظيم ياسر عرفات بشكل خاص. كنت أعمل معه منذ ألف وتسعمئة وسبعة وستين علنا، وكنت واحدا من الناشطين جدا

في المجال الفلسطيني، كان اعلاميا لي كتابان..

أيضا عملت في مجلة فتح.

وأذكر أنني عملت في مجلة فتح أنا وبرهان غليون، سنة كاملة كنا نخرجها لوحدنا ونصدرها من اولها الى آخرها تقريبا.

حسنا، هذا سبب.

السبب الآخر أنه نشرت سلسلة مقالات كبيرة بالصحافة الفرنسية والأمريكية،

اتهم فيها يومها

ميشال سرار رحمه الله، وجان أنويه مد الله بعمره حيث مازال موجودا الآن،

وأنا باننا كنا وراء هذه الحملة الكبرى.

وانني أنا من زودتهم بالمعلومات والى آخره. والنقطة الثالثة هي

أنني أكتب خمسة وثمانين بالمئة مما يكتبه الحزب والمعارضة

السياسية.

فتم التحقيق معي في البداية بشكل اساسي بأين مكان

رياض الترك؟

قال لي علي دوبا: قل لنا أين رياض الترك وتذهب الى بيتك مباشرة. قلت له أنا والله لست خائف منك

بقدر ما انا خائف من وجهي أمام المرآة وانا أقول لنفسي، أبصق عليك يا كلب، بعت صاحبك.

قال لي هل تعرف أين هو رياض الترك؟ قلت له افرض أنني اعرف لن أقول لك أنني اعرف، حتى لو أنني أعرف لن أقول لك أين هو. قال لي

والله لأعذبنك عذابا لم يعذَّبَه في هذا الفرع ابن امرأة.

قلت له والله يعني

تستطيع أن تفعل معي ما تريد الآن، ليس لدي مشكلة. المهم يا سيدنا، عذبوني بالخطة التالية: أحضر

رئيس الفرع، الذي كان رفيقي في مدرستي من آل الحلو،

جلادين وقال لهم امسكوا كرابيج وتنزلوه وتوقفونه كل ما جلس أو وقف استمروا بضربه حتى يقف.

فأنزلني هؤلاء واوقفوني في المكان الذي كنا معتقلين به.

كنا بالمناسبة معتقلين في مكان مساحته اثنا عشر مترا مربعا، كنا ثمانية وستين شخصا، ننام على الأرض معصوبي الأعين ومقيدين.

بقينا لفترة طويلة أيدينا وراء ظهورنا، ومعتبرين زنزاناتهم... نحن نائمون فوق بعضنا،

فأوقفوني بزاوية هكذا.

بقيت واقفا حتى غبت عن الوعي، طبعا وقعت ثلاث أو أربع مرات، لكن كل مرة كانوا يضربونني فأعود واقف.

وغبت عن الوعي ولا اعرف ما الذي حصل معي في الحقيقة. بعد يومين أو ثلاثة استيقظت وسألت أحد أصدقائي

كان مسجونا معي، ورفاقي من جبلة حيث كنا رفاق طفولة. قلت له كأني نمت كثيرا؟ قال لي:

منذ ثلاثة أيام وأنت غائب عن الوعي.

عندما انتبهت الى نفسي وجدت أن قدمي هكذا متورمة،

قدمي من الأسفل هكذا صار حجمها، وكل جسمي يرشح صديد، وكل دمي أصبح صديد،

فأتي طبيب، أحضروا طبيب. المشرف على السجن هو شاب من مصياف نادى للطبيب. كان هناك نوعا من التعاطف معنا أننا لسنا اسلاميين

واننا لا نحمل البواريد، وكنت يومها قد تكلمت أمام الجبهة الوطنية التقدمية مرافعة قد هزت سورية هزا ضد النظام.

قلت فيها أن النظام هو جزء من نظام الأمن الإسرائيلي، قلت النظام جزء من نظام الأمن الإسرائيلي.

هذا الطرح يوصف بالجريئ جدا.

مسجلة مسجلة، فكان الناس كلهم قد سمعت هذا الكلام الذي تكلمت به، وكل الناس تعرفني فأصبح سائق الأجرة لا يأخذ مني الأجرة،

حتى الصيدليات. مرة دخلت الى صيدلية، رفضوا أن يأخذوا مني النقود،

يعني عذرا أنت قمت بعمل أمرا فظيعا لسورية ودافعت عنها والى آخره. فالمهم يا مولانا احدهم قد سمع الشريط. أتى وقال: سمعنا

البارحة الأغنية التي غنيتها، يا لطيف ما أجملها!

واحد من عناصر الأمن ذهب واحضر طبيبا.

أنا تقريبا غائب عن الوعي، فالطبيب قال له: لولا أن جسمه قوي جدا لمات، لأنه لم يكن هناك دورة دموية في جسمه لأكثر من يوم.

-أوف.

أوف.-نعم.

نعم.

بعدها ذهبنا الى المزة، فاستقبلنا استقبالا حافلا بفرع التحقيق أنا وشاب اسمه علي المدني من حرستا لأننا الإثنان طوال وكبار،

أُعتبرنا مثل الأشخاص الكبار الذين لعبوا بعقل الذين قدموا من الصغار الذين أحضروهم معهم. عذبونا تعذيبا لا يخطر على البال،

من الساعة الثامنة إلى الساعة الرابعة صباحا وهم يعذبوننا، عشرات العناصر.

من الثامنة إلى الرابعة؟-صباحا.

صباحا.

ماذا ضرب وجلد؟

كل شيء، كل شيء يخطر على بالك، يعني كل شيء طليق، عذبوهم كما تريدون،

بكل الأدوات التي من الممكن أن تخطر على بالكم، فبعدها ذهبنا إلى المزّة. بقيت في المزّة شهرين ونصف لم أستطع ان أستحم

بسبب الصديد الذي كان يسيل من جسدي، من القروح، من القيح، من الوجع، لكن يعني الحمد لله أن جسدي كان قويا وإلا كنت انتهيت.

عندما جاؤوا ليعتقلوني في البيت، جاء رجل ضابط، قلت له: أنتم تقولون أن البلد مليئة بالعصابات،

فأنا أتمنى ان أعرف من أنتم؟

فقال لشخص كان واقفا عند الباب على بعد أربع إلى خمس امتار:

أره هويتك، فاخرج هذا العنصر من جيبه هوية حمراء ورفعها هكذا

وأعادها إلى جيبه.

قلت له لم نرى شيئا، قال لقد رأيت الكثير أكثر من اللازم،

فقالت له زوجتي: لماذا؟

لماذا جئتم تعتقلوه؟ نحن جماعة لدينا رأي.

فقال لها: رأيكم أخطر علينا من رصاص الاسلاميين، أنتم الديمقراطيين رأيكم علينا أخطر من رصاص الاسلاميين.

معقول، أهذا ضابط كبير؟

كان مقدم بالأمن العسكري، ومضى هذا فعليا مبدأ عام بكل فترة حكم البعث.

ماذا كانت قصة زهير؟

كان عندنا في يوم من الأيام،

وهذه قصة معبرة جدا. في يوم من الأيام، أتوا لنا بشخص حلبي إسمه زهير.

بعد أن دخل إلى المهجع، بعد أن وضعوه في المهجع بقليل، طبعا لم يكن لديه مكان لينام به، وسينام على الأرض. على الأرض، طبعا

بجانبك الصنبور، ودورة المياه، وما إلى ذلك.

لاحظنا أن الرجل كان يتقيأ دم، ويخرج الدم من فمه. قال أحدهم: يا جماعة، هذا مسلول لأن الرجل كان وزنه من خمسة وثلاثين إلى

أربعين كيلو غرام أتوا به من مستشفى السجن.

دقينا الأبواب أنه ينزف ويتقيأ دم، لم يستجب أحد. باليوم

التالي، أتى رقيب أول وقال: لماذا كنتم طوال الليل تدقون

الباب؟ هل مات زهير؟

قلنا له: أنت تعرف أنه سيموت؟ قال: عندما أتوا به، كان الموت

واضح على هيئته. قلنا له: نريد طبيب حتى يفحصه ويراه. بعد قليل

قال: أتى الطبيب،

ليحمله أحد منكم ويحضره. باعتبار أني كنت قريب منه، حملته.

ممنوع أن يصعد معه إلا واحد بالمناسبة، من يحمله.

ذهبنا، أخذته لعند الطبيب.

كان الطبيب يقف بغرفة صغيرة هكذا في محل إسمه التنفس. مساحة التنفس تقريبا كأمتار مربعة ثلاثين متر مربع أو أربعين متر مربع،

يتحرك فيه الناس بشكل دائري بخطوات

طبعا بطيئة وإلى آخره. كان هناك شخص أشقر ملازم أول قد وقف على باب الغرفة، وهو طبيب، قال لي: ما به هذا يا إبن الكلب؟

قلت له: كان البارحة يتقيأ دم بالسجن.

قال لي: إن شاء الله تموت أنت وهو وأبيك وأمك وأمك وأبيك يلعن أبوكم، ها هم يطعموكم ويسقوكم، يجب قتلكم وتصويب النار عليكم

كلكم وإلى آخره.

ليس لي علاقة بالموضوع غير أني كنت أحمل له الرجل.

هل كان سجنكم تابع للأمن، طبيب الأمن يعني أم...؟

سرايا الدفاع، سرايا الدفاع كان. من كان مسؤولا عن السجن عمليا

أناس من سرايا الدفاع. شخص مساعد أول من سرايا الدفاع إسمه أبو

رامز

[غير واضح].

المهم يا مولانا، قال: ضعه على الأرض. سب طبعا طول الوقت

شتائم؟

شتائم طول الوقت على أم وأب ودين ورب وكل شيء. أتى إلى طرفه، بقدمه مد قدمه هكذا وقلبه على ظهره

وقال لي: هل معك نديل، يا إبن العامل و[غير واضح]؟

قلت له: لا، ليس لدي منديل. قال: أعطونا منديل، التفت هكذا إلى

العساكر بالغرفة وقال، أعطوه منديل، فقال: إمسح شيء من الدم

منه وأريني إياه.

أصبحت أمسح قليلا من الدم من فمه، مددت يدي ومسحت قليل من الدم من على فمه كان ينزل من هنا، دم مخاطي بالمناسبة.

أتيت لأريه إياه، وقال لي: إبق بعيدا. هل أتيت به، أتريد أن

تعديني، يا إبن العامل يا إبن [غير واضح]؟ أتريد أن تقتلني؟

إبقى بعيدا. ها أنا هنا، قال" هذا ميت، كلب إبن كلب ميت، جيد أنه مات. عقبالك أنت يا عامل، يا [غير واضح]، يا إبن الكذا، يا

إبن الكلب. كان يتحدث لي أنا.

أتوا بعد ذلك اخذوا زهير، وفي اليوم التالي، أخبرنا أحد مساعد أول ديري أن زهير مات البارحة بالفرع، بالمستشفى.

حسنا، سنتابع بقصص السجن التي عايشتها حضرتك بالثمانينات، وبالكثير من الأمور الأخرى وكيف حضرتك

أطلق سراحك في تلك الفترة قبل أن تعتقل لاحقا

في يعني العهد الجديد، عهد الأسد الإبن. شكرا مرة جديدة لوجودك معنا،

يا أهلا وسهلا.

ونتابع في الحلقة المقبلة إن شاء الله.

يا أهلا وسهلا.

مشاهدينا الكرام، هكذا إذن نكون قد وصلنا الى ختام هذه الحلقة من الذاكرة السياسية. نتابع مع الأستاذ ميشيل كيلو في الحلقة

المقبلة إن شاء الله، فإلى اللقاء.