×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

ملفات محيّرة (Confusing issues), نوستراداموس

نوستراداموس

أشهر عالم تنجيم عرفه العالم، استطاع أن يتنبأ بحدوث واحد من أكثر الأحداث مأساوية وهولاً خلال الأربعمئة والخمس سنوات الماضية.

"ما يثير الذهول هو توق الناس لأن يكون نوستراداموس على حق." هل حقاً رأى ذاك الفرنسي هذه الكوارث الكبرى؟

لقد حان الوقت لكي يبدأ المؤرخون وعلماء التنجيم بفحص حسابات نوستراداموس وبمحاولة فك رموز تنبؤاته.

سوف نفتح ملف نوستراداموس في هذه الحلقة من ملفات محيّرة.

جرى التنبؤ منذ أكثر من أربعمئة وخمسين سنة بكارثة الحادي عشر من سبتمبر –مطلع الألفية الجديدة-. "سوف تشتعل السماء عند خط العرض 45، وقريباً ستلتهم النيران المدينة الجديدة العظيمة، وسيتنشر اللهب المستعر ويتأجج، عندها يحاول (النورمنديون) الدخول إليها." كان من الصعب جداً إيجاد طريقة لتفسير هذه الآيات المروّعة، لكن ما إن مضت أيام قليلة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حتى سارع البعض إلى ربط كلمات المنجم نوستراداموس هذه التي وصفها في القرن السادس عشر بالكارثة.

المؤرخ -إيان ويلسون- وضع تاريخ حياة وأعمال نوستراداموس. "إن ما أذهلني هو كيف أن صحيفة ديلي ميل الإنجليزية سارعت على الفور إلى ربط الكارثة بتنبؤات نوستراداموس." هجوم البرجين هو مثال جديد على ربط كتابات ميشيل نوستراداموس بالأحداث المعاصرة. لقد قدّم هذا المنجم الغني بأعماله آلاف النبوءات، لكن شهرته استمرت على مدى السنين وثبتت بفضل كتاب واحد (النبوءات). وهو كتاب يحتوي على 942 من النبوءات الغريبة التي منذ نشرها سنة 1555 ارتبطت بالعديد من المحطات التاريخية الرئيسية.

"فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية، هو يتحدث عن (هيستا) الإسم الذي عد أن المقصود به هو هتلر. كما يمكننا العودة إلى الوراء لنجده يتحدث عن نابليون وعن حريق لندن الشهير." خلال القرون الأربعة الماضية، كثير من الناس كانوا مقتنعين بأن نوستراداموس تنبأ بأحداث كبيرة، كالثورة الفرنسية والحروب الكبيرة التي وقعت في القرن العشرين وحتى بالتفاصيل كمقتل الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي، وأخيراً بنهاية العالم. لكن المعنى الحقيقي لنبوءاته يحمل بعض المراوغة -تقريباً- كقصة حياته التي عاشها. يقوم الخبراء في أيامنا هذه بجمع الوقائع وتحليلها بهدف كشف أسرار الموهبة التي يتمتع بها نوستراداموس وقدرته على التنبؤ.

ولد عام 1503 في هذه القرية الريفية الصغيرة (سان ريمي دي بروفانس) جنوب فرنسا. لم يبدأ حياته المهنية منجماً بل عمل صيدلانياً يتجول بين الأرياف ويبيع أدويته، لكنه في أواخر العقد الخامس من عمره تحول إلى العمل في التنجيم. لا أحد يعرف لماذا بدأ نوستراداموس يتنبأ بالمستقبل، لكن موهبته في هذا المجال كان قد اكتسبها منذ أيام الدراسة.

كان التنجيم في القرن السادس عشر علماً دقيقاً يتطلب إجراء حسابات دقيقة للوصول إلى توقعات صادقة. وهذه تقنيات كان على المرء أن يتعلمها، الدليل على أن نوستراداموس تدرب على ذلك يأتي من جامعة مونبلييه العريقة والقريبة من المكان. تكشف وثيقة تسجيل الطلاب هذه أن شخصاً اسمه -ميشيل دي نوسترادام- من ريمي قد التحق بالجامعة لدراسة الطب عام 1529، في تلك الفترة كان الطب وعلم التنجيم مترابطين ترابطاً جوهرياً.

"كان ذلك قبل أن تعطي معدات دراسة الفلك بعداً علمياً جديداً ومختلفاً للكواكب، وكان الناس آنذاك مازالوا يعتقدون أن لكوكب المريخ أو لكوكب الزهرة تأثير على حياتهم اليومية." مونيكا آزوليني -خبيرة في علم التنجيم والعلوم الأخرى في عصر النهضة-: "كان علم التنجيم في تلك الحقبة أساسياً لعلم الفلك وللطب، وكان في كل الجامعات آنذاك أساتذة يعلمون التنجيم كجزء من مادة الطب. ومن خلال هذا الرسم البياني يستطيع الطبيب أن يضع تشخصياً للداء وأن يتنبأ بما سيحل بالمريض فيما بعد." كان يعتقد أن جسم الإنسان يتأثر بوضعية الشمس والقمر والكواكب. في مونبلييه تلقى نوستراداموس بعض أفضل التدريبات في فرنسا على التنجيم. لكن بعد حوالي عقدين من الزمن تقريباً، عاش في سالون دو بروفانس وبدا أنه يستخدم هذه المهارات لهدف آخر وهو قراءة المستقبل.

أمضى -بيتر ليميجيرور- أكثر من عشر سنوات في إجراء تحليل عميق لنبوءات نوستراداموس. "نعرف أنه وضع أكثر من 7280 نبوءة، ومعظمها مدوّن في مفكراته." إن الجزء الأكبر من توقعات نوستراداموس موجود ليس في كتاب نبوءاته بل في مفكراته السنوية، وهي كتيبات توقعات الأبراج التي نشرها بين عام 1550 و 1566 وهي السنة التي توفي فيها. ولتأمين لقمة عيشه، راح نوستراداموس يقرأ أبراج الحظ لزبائن خاصيين فكان يتوقع لهم ما ستشهده حياتهم الشخصية من تقلبات. هذه المفكرات وتوقعات الأبراج لم تقتصر على جعل نوستراداموس يؤمن مدخولاً مادياً فحسب ، بل جعلت منه ذا شهرة واسعة أيضاً.

"مما لا شك فيه أن نوستراداموس اكتسب في حياته شهرة واسعة ليس في بلده فرنسا وحسب، بل في دول أخرى أيضاً." تظهر هذه المذكرات كم كانت صدقية توقعاته قوية وموثوق بها. كان الناس في القرن السادس عشر يحاولون فهم ما يجري في العالم من حولهم.

"إعتقد الجميع أن نهاية العالم باتت قريبة بسبب انتشار الأمراض والمجاعة والموت والحروب في أرجاء أوروبا." "إن الشعور الذي كان سائداً في عصر النهضة، هو خليط من الخوف ومن الإيمان فالشئ الوحيد الذي كان قادراً على إنقاذ الناس من الخوف هو الإيمان." لم يكتفي نوستراداموس بقبول هذه الحاجة لدى الشعب وحسب، بل إستفاد منها إلى أقصى حد أيضاً. مع الوقت أصبح الرجل معروفاً من أعلى السلطات في فرنسا. "لقد كتب في واحد أو إثنين من توقعاته على الملك أن يتوخى الحذر في هذه السنة، الأمر الذي إستوجب بالتأكيد إستدعاءه إلى البلاط الملكي." مع دخوله دائرة الطبقة الراقية أصبح نوستراداموس المفضل لدى العديد من الملوك، من بينهم كاترين دي ميديشي ملكة فرنسا وزوجها الملك هنري الثاني. "كان الملك هنري الثاني يقرأ توقعات نوستراداموس كل يوم، كان الحكام والملوك يستشيرونه كل مرة يولد لهم فيها طفل لكي يعرفوا كيف سيكون مستقبله. كما كان الناس العادييون يلجؤون إليه لمعرفة كم سيعيشون وإن كانوا سيرثون ثروة أم لا." عندما أصبح الأمير رودولف الحاكم التالي لأراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تمتد فوق الجزء الأكبر من أوروبا الوسطى، كان نوستراداموس هو من أستدعي لمعرفة حظه من خلال الكواكب. ومع ذلك إزدادت القصة تعقيداً، هناك آخرون ممن عاصروا نوستراداموس كانوا قد شككوا على نحو أساسي في موهبته. نوستراداموس ليس المنجم الوحيد في القرن السادس عشر في فرنسا، بل كانت هناك منافسة قوية بين المنجميين وقارئي الحظ. "جاء في مذكرات أحدهم وهو يتكلم عن باريس التي كان عدد سكانها آنذاك مئتي ألف نسمة، أن 30 ألفاً منهم كانوا ينجمون، ربما في ذلك بعض التضخيم لكن هذا يعطينا فكرة عن أهمية مهنة التنجيم في تلك الفترة." كان منافسو نوستراداموس ينتقدونه بشدة أكثر مما كان يفعل أنصاره من الطبقة الأرستقراطية والملوك، كما يكشف لنا أرشيف المكتبة الوطنية في باريس:

"الكل يعرف كم أنت جاهل، لدرجة أنك تأتي في طليعة الجهلة ولا أحد يضاهيك في الغباء." "من المؤكد أنك لا تعرف شيئاً عن حسابات الكواكب ولا عن جداول الحساب." "ألا ترى كم هو تافه كلام هذا الطائش كيف تستطيع مساعدة هذا الرجل الذي يسخر منك بغروره وكبريائه." "بالتأكيد وجهت إليه إنتقادات لاذعة من بعض زملائه المنجمين." لقد أتهموا نوستراداموس بسوء ممارسة التنجيم وبتقديم توقعات خاطئة. ولهذه الإنتقادات سبب واضح. "كانوا يوجهون إليه الإنتقادات بدافع الحسد، لقد كانوا مستائيين من شهرته كانوا يحاولون إنتقاده كلما إستطاعوا ذلك." لكن هناك أيضاً دليل تاريخي على أن لهذه الإنتقادات -ربما- أسباباً واقعية. لقد وجد المؤرخون أن نوستراداموس ربما لم يكمل تدربه على ممارسة الطب والتنجيم في جامعة مونبلييه. "هناك سجلات يذكر فيها أن نوستراداموس التحق بالجامعة كتلميذ طب، لكن جاءت بعدها مباشرة سجلات أخرى لتمثل صدمة." تكشف السجلات الثانية أن نوستراداموس قد طرد من المدرسة. حذف إسمه من لائحة الطلاب، وأضيفت ملاحظة إلى جانبه في هامش الصفحة تتعلق بالسبب جاء فيها، صيدلي جوّال أم مشعوّذ؟ في تلك الفترة كان بيع الأدوية في الطرقات يعدّ مهنة دنيئة، وكان ممارسوها يمنعون من دراسة الطب.

هناك دليل إضافي آخر على تركه الدراسة في وقت مبكر. "في عام 1533 سُجل نوستراداموس كطبيب في أجار، وهو يكشف أنه بالتأكيد كان قد ترك مونبلييه." تتطلب شهادة الطب تسع سنوات من الدراسة، لكن نوستراداموس كان قد بدأ يزاول مهنة الطب في أجار على بعد 270 كيلومتراً بإتجاه الغرب بعد 4 سنوات من بداية دراسته. "يبدو أنه لم ينهي دروسه في مونبلييه، أظن أن خبرته في التنجيم كان قد إكتسبها مع الوقت." كان منتقدو نوستراداموس يبنون آرائهم على إدعاءات مفادها أن نبوءاته كانت خاطئة. وللبحث عن دلائل على ذلك حلل الخبراء أعماله التي يطرح فيها نبوءاته. لم يبقى الكثير من توقعاته الفلكية، لكن تفاصيل أحد هذه التوقعات كما دونها في مذكراته المعاصرة تتناقض مع الواقع التاريخي. تنبأ نوستراداموس في توقعاته الفلكية لرجل يدعى أنطوان سوفرن كتبها له في شبابه بأن لحيته ستنمو وستصبح أسنانه بنية وسينحني ظهره وسيتخاصم مع أشقائه ويعيش حتى سن الـ 75، لكن أنطوان بقي بلا لحية وبقيت أسنانه سليمة وظهره مستقيماً لم تكن له عائلة ومات في الـ 54.

"لقد ارتكب نوستراداموس سلسلة من الأخطاء الجوهرية في توقعاته تلك، مما أثار شكوك عميقة في دقة أقواله وصحة توقعاته." لكن الخبراء يعتقدون أن كان يترك فسحة للتملص من الخطأ. "كان التنجيم في عصر النهضة يعد علماً تكهنياً يقوم على التخمين وعلى الحدس، ويمكنه أن يكون دقيقاً لكن ثمة فسحة كانت تترك للمنجمين غير الملتزمين من ذوي المهارة، فسحة كافية لكي يقوموا بالمناورة بحيث يكون هناك مجال كافٍ لإمكانية حدوث أشياء أخرى." كتبت توقعات الفلك لسوفرن عندما كان طفلاً، لكن ترك مجال واسع لكي يختار بنفسه خلال شبابه ويكون حراً في قراراته. إن ترك فجوات في توقعات الحظ يفسر -لا بل يبرر- الأخطاء الموجودة في هذه التوقعات. الطريقة الوحيدة للدخول إلى صلب مهارات نوستراداموس الفلكية هي التحقق من بيانات تواريخ الميلاد التي تستند إليها توقعات الحظ والأبراج.

يستعد المنجم المعاصر -بول ويد- لإمتحان أساليب نوستراداموس ويشرح أن الأمر لا يمكن أن يكون موضوع جدل ونقاش. "عندما نضع توقعات الحظ بحسب تاريخ الميلاد، تكون حساباتنا إما صحيحة وإما خاطئة. التنبوءات فيها الكثير من التخمينات، لكن الحسابات ليس فيها الكثير من الإحتمالات فهي تكون إما صحيحة أو خاطئة." يبحث –ويد- في بعض توقعات نوستراداموس الفلكية المبنية على بيانات تواريخ الميلاد وهي التي يستخدمها المنجمون كأساس لقراءة الأبراج. البيان هو رؤية رمزية لموقع الكواكب في الوقت والمكان المحددين اللذين يولد فيهما الإنسان. لقد وضع بيانات خاصة به، لكي يقابلها مع تلك التي تعود إلى نوستراداموس. "أخذت المعلومات المتعلقة بميلاده كما جاءت في بيانات نوستراداموس وإستخدمت كل المعايير التي إستخدمها هو بعد ما توصلت إليها من خلال الحسابات التي أجراها." يتألف البيان من عناصر مختلفة، العنصر الأول هو الأبراج أو مجموعات النجوم الإثني عشر التي تقع داخل دائرة واحدة تدعى (دائرة الأبراج).

تسير الكواكب داخل هذه الدائرة وكذلك الشمس والقمر وتتحرك كل واحدة في مسارها فتدخل في مختلف الأبراج ثم تخرج منها. ثم يقوم المنجمون بتقسيم البيان إلى إثني عشر جزءاً من حياة الإنسان وهذه الأجزاء تدعى بيوتاً. يظهر البيان الوضعيات المحددة التي تكون فيها الكواكب داخل الأبراج والبيوت في اللحظة التي يولد فيها الشخص. هذه الحسابات هي أساس أبراج الحظ التي يقرأها المنجم. إن كانت خاطئة فستكون نتائج قراءة الحظ أو تفسيرات الأبراج هي أيضاً خاطئة، تفحص –ويد- بيانات مولد كل من: يوهانس روسنبرغر والأمير رودولف. "لم أوافق 100% على أي من حساباته معظمها جاء بفارق بضع درجات فقط، لكنها أخطاء لم تكن منذ 500 سنة فادحة وكبيرة بحيث توّجه الإنتقادات إلى الرجل بسببها." لكن يبدو أن في بيان رودولف خطأ واحداً وهو خطأ جوهري. "لقد وضع القمر في البرج الخطأ." وفق حسابات –ويد- كان يجب أن يكون القمر في برج السرطان عندما ولد رودولف، لكن نوستراداموس وضعه في برج الجوزاء. "القمر هو واحد من أهم المكونات الفلكية، إن من يولد عندما يكون القمر في برج الجوزاء هو شخص يحب الحياة الإجتماعية .. أما من يولد عندما يكون القمر في برج السرطان فهو يميل إلى الحياة العائلية، ولهذا تفسير مختلف ما يعني أن ثمة أخطاء حسابية." وجد ويد أخطاء فادحة أيضاً في نمط البيانات، بعض الكواكب والعناصر الفلكية موضوعة في غير بيوتها الصحيحة. "يبدو أن اثنين منها وضعا في البيوت الصحيحة، وهذا أمر مخيف إن كانت ثمانية بيوت من أصل عشرة موضوعة في مكان خاطئ فهذا يعني أن تقنية التنجيم كلها خاطئة." إن عدم الدقة لدى نوستراداموس هو ما أثار غضب معاصريه. "إن كنت تبني توقعاتك على أساسات خاطئة فستكون توقعاتك بالتأكيد خاطئة ومرفوضة." إذا كانت مهارات نوستراداموس التنجيمية غير موثوق بها فالتوقعات التي جاءت في كتابه النبوءات هي أيضاً تطرح تساؤلات وشكوكاً، لأنه يدعي في مقدمته أن هذه النبوءات مبنية على تفسيرات علم التنجيم.

لقد بذل - بيتر ليميجيرور - جهوداً جبارة خلال تحليله لكل واحد من التوقعات التي جاءت في الكتاب، فوجد أدلة واضحة وثابتة تؤكد أن نوستراداموس إقتبس توقعاته ونقلها عن كتب قديمة. "في كتابة 942 نبوءة، تحققنا من 655 منها فوجدنا أنها مقتبسة عن كتب قديمة، 139 منها منقولة عن مقتطفات من نبوءات قديمة تعرف بالميرلابيليس ليبر." الميرلابيليس ليبر هي مجموعة من النبوءات تعود إلى القرون الوسطى وقد نشرت عام 1522 أي قبل كتاب نوستراداموس النبوءات ب 33 سنة. كما أن هذه المجموعة ليست وحدها المصادر التي نقل عنها نوستراداموس. "كتب أشياء كثيرة تعود إلى الماضي شخصيات تاريخية عديدة تظهر في نبوءاته هاني بال، ونيرون، والإسكندر الكبير، ويوليوس قيصر كما تظهر في مفكرته مدينة بومباي. وقد تكلم أيضاً عن أغسطس قيصر ومارك أنطوني.

يعتقد ليميجيرور أن هذه النصوص الكلاسيكية هي أساس معظم توقعات نوستراداموس، ونبوءة الحادي عشر من سبتمبر هي مثال واضح على ذلك. "كانت هناك نبوءتان لنوستراداموس تتحدثان عن كارثة البرجين، ربما تكون الأساسية هي النبوءة ال 97 من القرن السادس ترجمتها كما يلي: سوف تشتعل السماء عند خط العرض 45 وقريباً ستلتهم النيران المدينة الجديدة العظيمة وسينتشر اللهب المستعر و يتأجج عندها يحاول (النورمنديون) الدخول إليها." فك ليميجيرور رموز كل قسم من هذه النبوءة. "أولاً مدينة نيويورك ليست على خط العرض 45 بل على الخط 41 إنها نابولي، لأن نابولي هي نيابوليس باليونانية ومعناها المدينة الجديدة. أما بالنسبة إلى (النورمنديين) فأنا لم أفهم ما علاقة (النورمنديون) بمدينة نيويورك المتنوعة الثقافات، هذه إشارة إلى حدث وقع في وقت سابق عام 1139 والمقصود بها سقوط نابولي في أيدي (النورمنديين) عندما ثار بركان فيزوفيوس القريب منها. والنبوءة تتحدث عن السماء المشتعلة والمدينة الجديدة التي تلتهمها النيران في وقت قريب، كان البركان ثائراً وكان (النورمنديون) يهجمون على المدينة." نبوءاته تبدو كأفكار أخذها من نبوءات وتوقعات قديمة ثم أعاد تركيب الأحداث التاريخية من جديد. "ترتكز أعمال نوستراداموس التنبوئية على المبدأ القائل بأن التاريخ يعيد نفسه، وبأن التاريخ يصنعه البشر والبشر لا يتغيرون وبناء عليه فإن التاريخ أيضاً لا يتغير بل تتكرر أحداثه مرة بعد مرة." يرى الخبراء أن الدليل واضح لا لبس فيه. "أنا متأكد تماماً من أن نوستراداموس لا يملك القدرة على قراءة المستقبل." "أظن أن نوستراداموس يتنبأ بالمستقبل كما نتنبأ به أنا وأنت و ليس أكثر من ذلك." مع هذا بقي نوستراداموس رجلاً محاطاً بالأسرار بحيث إختار الناس على مدى أربعة قرون عدم طرح الكثير من الأسئلة عن توقعاته والإكتفاء بتفسير كلماته و آياته إختيارياً بما يتناسب مع كل حدث على حدا. على كل حال هناك نبوءة واحدة بغاية الوضوح لأنها لم تتحق فعلى الرغم من الإعتقاد السائد بأن نوستراداموس تنبأ بنهاية العالم، إلا أن نبوءاته ستستمر حتى الألفية الرابعة ثم تندثر. "إن ما يطمئننا هو أن نبوءاته إذا صدقت فسنبقى سالمين حتى سنة 3797." لكن إذ أردنا أخذ العبر من الماضي فنبوءاته ومواهبه في كشف المستقبل لن تمنع الناس من أن يصدقوا أن نوستراداموس يحمل مفاتيح المستقبل.


نوستراداموس Nostradamus

أشهر عالم تنجيم عرفه العالم، استطاع أن يتنبأ بحدوث واحد من أكثر الأحداث مأساوية وهولاً خلال الأربعمئة والخمس سنوات الماضية. The world's most famous astrologer, has been able to predict one of the most tragic events in the last 400 years. De beroemdste astroloog die de wereld kende, was in staat om het optreden van een van de meest tragische en gruwelijke gebeurtenissen van de afgelopen vierhonderdvijf jaar te voorspellen.

"ما يثير الذهول هو توق الناس لأن يكون نوستراداموس على حق." "What is startling is the people's longing for Nostradamus to be right." "Wat verbazingwekkend is, is het verlangen van mensen dat Nostradamus gelijk heeft." هل حقاً رأى ذاك الفرنسي هذه الكوارث الكبرى؟ Did the French really see these major disasters? Zagen die Fransen deze grote rampen echt?

لقد حان الوقت لكي يبدأ المؤرخون وعلماء التنجيم بفحص حسابات نوستراداموس وبمحاولة فك رموز تنبؤاته. It is time for historians and astrologers to examine Nostradamus' accounts and try to decipher his predictions. Het is tijd voor historici en astrologen om de berekeningen van Nostradamus te onderzoeken en zijn voorspellingen te ontcijferen.

سوف نفتح ملف نوستراداموس في هذه الحلقة من ملفات محيّرة. We will open the file Nostradamus in this episode of puzzling files.

جرى التنبؤ منذ أكثر من أربعمئة وخمسين سنة بكارثة الحادي عشر من سبتمبر –مطلع الألفية الجديدة-. More than four hundred and fifty years ago, the catastrophe of September 11 - the dawn of the new millennium - was predicted. Ruim vierhonderdvijftig jaar geleden werd de catastrofe van 11 september - het begin van het nieuwe millennium - voorspeld. "سوف تشتعل السماء عند خط العرض 45، وقريباً ستلتهم النيران المدينة الجديدة العظيمة، وسيتنشر اللهب المستعر ويتأجج، عندها يحاول (النورمنديون) الدخول إليها." "The sky will light up at latitude 45, and soon the great new city will be engulfed in flames, and the flaming flames will spread, and the Normans will try to enter them." "De lucht zal branden op de 45e breedtegraad, en binnenkort zal de grote nieuwe stad in vlammen opgaan, en de vlammen zullen zich verspreiden en oplaaien, dan zullen (de Noormannen) proberen er binnen te gaan." كان من الصعب جداً إيجاد طريقة لتفسير هذه الآيات المروّعة، لكن ما إن مضت أيام قليلة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حتى سارع البعض إلى ربط كلمات المنجم نوستراداموس هذه التي وصفها في القرن السادس عشر بالكارثة. It was very difficult to find a way to explain these horrific verses, but just a few days after the events of September 11, 2001, some even linked the words of the Nostradamus, which he described in the sixteenth century to the catastrophe. Het was erg moeilijk om een manier te vinden om deze gruwelijke verzen uit te leggen, maar slechts een paar dagen na de gebeurtenissen van 11 september 2001 associeerden sommigen deze woorden van de 16e-eeuwse astroloog Nostradamus al snel met de ramp.

المؤرخ -إيان ويلسون- وضع تاريخ حياة وأعمال نوستراداموس. The historian - Ian Wilson - set the history of the life and work of Nostradamus. "إن ما أذهلني هو كيف أن صحيفة ديلي ميل الإنجليزية سارعت على الفور إلى ربط الكارثة بتنبؤات نوستراداموس." "What amazed me was how the English Daily Mail rushed to link the catastrophe with Nostradamus' predictions." هجوم البرجين هو مثال جديد على ربط كتابات ميشيل نوستراداموس بالأحداث المعاصرة. The Tower Attack is a new example of linking the writings of Michel Nostradamus to contemporary events. لقد قدّم هذا المنجم الغني بأعماله آلاف النبوءات، لكن شهرته استمرت على مدى السنين وثبتت بفضل كتاب واحد (النبوءات). This work-rich mine has provided thousands of prophecies, but its fame has continued over the years and has been confirmed by one book (Prophecies). وهو كتاب يحتوي على 942 من النبوءات الغريبة التي منذ نشرها سنة 1555 ارتبطت بالعديد من المحطات التاريخية الرئيسية. A book containing 942 strange prophecies that since its publication in 1555 have been associated with several major historical stations.

"فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية، هو يتحدث عن (هيستا) الإسم الذي عد أن المقصود به هو هتلر. "As far as the Second World War is concerned, he is talking about (Heista) the name that Hitler was meant to be. كما يمكننا العودة إلى الوراء لنجده يتحدث عن نابليون وعن حريق لندن الشهير." We can also go back to find out about Napoleon and the famous London fire. " خلال القرون الأربعة الماضية، كثير من الناس كانوا مقتنعين بأن نوستراداموس تنبأ بأحداث كبيرة، كالثورة الفرنسية والحروب الكبيرة التي وقعت في القرن العشرين وحتى بالتفاصيل كمقتل الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي، وأخيراً بنهاية العالم. Over the past four centuries, many people have been convinced that Nostradamus predicted major events, such as the French Revolution, the major wars of the 20th century, and even details of the killing of US President John F. Kennedy and, finally, the end of the world. لكن المعنى الحقيقي لنبوءاته يحمل بعض المراوغة -تقريباً- كقصة حياته التي عاشها. But the true meaning of his prophecies carries some dodging - almost - as the story of his life. يقوم الخبراء في أيامنا هذه بجمع الوقائع وتحليلها بهدف كشف أسرار الموهبة التي يتمتع بها نوستراداموس وقدرته على التنبؤ. Today's experts collect and analyze facts in order to uncover the secrets of Nostradamus' talent and predictability.

ولد عام 1503 في هذه القرية الريفية الصغيرة (سان ريمي دي بروفانس) جنوب فرنسا. He was born in 1503 in this small rural village (Saint-Remy-de-Provence) in the south of France. لم يبدأ حياته المهنية منجماً بل عمل صيدلانياً يتجول بين الأرياف ويبيع أدويته، لكنه في أواخر العقد الخامس من عمره تحول إلى العمل في التنجيم. His career did not begin with a mine but with a pharmacist who wandered among the countryside and sold his medicines, but by the end of his fifth decade, he had become an astrologer. لا أحد يعرف لماذا بدأ نوستراداموس يتنبأ بالمستقبل، لكن موهبته في هذا المجال كان قد اكتسبها منذ أيام الدراسة. No one knows why Nostradamus began to predict the future, but his talent in this field has been gained since the school days.

كان التنجيم في القرن السادس عشر علماً دقيقاً يتطلب إجراء حسابات دقيقة للوصول إلى توقعات صادقة. In the sixteenth century, astrology was an accurate observation that required accurate calculations to reach true expectations. وهذه تقنيات كان على المرء أن يتعلمها، الدليل على أن نوستراداموس تدرب على ذلك يأتي من جامعة مونبلييه العريقة والقريبة من المكان. These are techniques that one has to learn, the evidence that Nostradamus is trained on this comes from the University of Montpellier and ancient and close to the place. تكشف وثيقة تسجيل الطلاب هذه أن شخصاً اسمه -ميشيل دي نوسترادام- من ريمي قد التحق بالجامعة لدراسة الطب عام 1529، في تلك الفترة كان الطب وعلم التنجيم مترابطين ترابطاً جوهرياً. This student registration document reveals that a man named Michel de Nostradam of Remy joined the University of Medicine in 1529, during which time medicine and astrology were intrinsically connected.

"كان ذلك قبل أن تعطي معدات دراسة الفلك بعداً علمياً جديداً ومختلفاً للكواكب، وكان الناس آنذاك مازالوا يعتقدون أن لكوكب المريخ أو لكوكب الزهرة تأثير على حياتهم اليومية." "It was before the astronomy equipment gave a new and different scientific dimension to the planets, and people at that time still thought that Mars or Venus had an impact on their daily lives." مونيكا آزوليني -خبيرة في علم التنجيم والعلوم الأخرى في عصر النهضة-: "كان علم التنجيم في تلك الحقبة أساسياً لعلم الفلك وللطب، وكان في كل الجامعات آنذاك أساتذة يعلمون التنجيم كجزء من مادة الطب. Monica Azulini, an expert on astrology and other sciences in the Renaissance, said: "Astrology at that time was essential for astronomy and medicine. All universities had professors who taught astrology as part of medicine. ومن خلال هذا الرسم البياني يستطيع الطبيب أن يضع تشخصياً للداء وأن يتنبأ بما سيحل بالمريض فيما بعد." Through this diagram, the doctor can diagnose the disease and predict what will happen to the patient later. " كان يعتقد أن جسم الإنسان يتأثر بوضعية الشمس والقمر والكواكب. It was believed that the human body is affected by the position of the sun, moon and planets. في مونبلييه تلقى نوستراداموس بعض أفضل التدريبات في فرنسا على التنجيم. In Montpellier Nostradamus received some of the best exercises in France for astrology. لكن بعد حوالي عقدين من الزمن تقريباً، عاش في سالون دو بروفانس وبدا أنه يستخدم هذه المهارات لهدف آخر وهو قراءة المستقبل. But about two decades later, he lived in Salon de Provence and seemed to use these skills for another purpose - reading the future.

أمضى -بيتر ليميجيرور- أكثر من عشر سنوات في إجراء تحليل عميق لنبوءات نوستراداموس. Peter Limiger spent more than a decade conducting a profound analysis of the prophecies of Nostradamus. "نعرف أنه وضع أكثر من 7280 نبوءة، ومعظمها مدوّن في مفكراته." "We know that he put more than 7280 prophecies, and most of them are written in his notebooks." إن الجزء الأكبر من توقعات نوستراداموس موجود ليس في كتاب نبوءاته بل في مفكراته السنوية، وهي كتيبات توقعات الأبراج التي نشرها بين عام 1550 و 1566 وهي السنة التي توفي فيها. The bulk of Nostradamus' expectations are not in his book of prophecies, but in his annual memoirs, the Booklets of Horoscope, which he published between 1550 and 1566, the year he died. ولتأمين لقمة عيشه، راح نوستراداموس يقرأ أبراج الحظ لزبائن خاصيين فكان يتوقع لهم ما ستشهده حياتهم الشخصية من تقلبات. To secure his livelihood, Nostradamus read the towers of fortune to private clients and expected them to experience their own personal vicissitudes. هذه المفكرات وتوقعات الأبراج لم تقتصر على جعل نوستراداموس يؤمن مدخولاً مادياً فحسب ، بل جعلت منه ذا شهرة واسعة أيضاً. These notebooks and tower expectations not only made Nostradamus secure material inputs, but also made him famous.

"مما لا شك فيه أن نوستراداموس اكتسب في حياته شهرة واسعة ليس في بلده فرنسا وحسب، بل في دول أخرى أيضاً." "There is no doubt that Nostradamus has gained a great reputation in his life not only in his own country, but also in other countries." تظهر هذه المذكرات كم كانت صدقية توقعاته قوية وموثوق بها. These notes show how credible his expectations were strong and reliable. كان الناس في القرن السادس عشر يحاولون فهم ما يجري في العالم من حولهم. People in the sixteenth century were trying to understand what was going on in the world around them.

"إعتقد الجميع أن نهاية العالم باتت قريبة بسبب انتشار الأمراض والمجاعة والموت والحروب في أرجاء أوروبا." "Everyone believed that the end of the world was close because of the spread of disease, famine, death and war across Europe." "إن الشعور الذي كان سائداً في عصر النهضة، هو خليط من الخوف ومن الإيمان فالشئ الوحيد الذي كان قادراً على إنقاذ الناس من الخوف هو الإيمان." "The feeling of the Renaissance was a mixture of fear and faith. The only thing that could save people from fear was faith." لم يكتفي نوستراداموس بقبول هذه الحاجة لدى الشعب وحسب، بل إستفاد منها إلى أقصى حد أيضاً. Not only did Nostradamus accept this need among the people, but he also made the most of it. مع الوقت أصبح الرجل معروفاً من أعلى السلطات في فرنسا. With time the man became known as the highest authority in France. "لقد كتب في واحد أو إثنين من توقعاته على الملك أن يتوخى الحذر في هذه السنة، الأمر الذي إستوجب بالتأكيد إستدعاءه إلى البلاط الملكي." "He wrote in one or two of his expectations for the king to be cautious this year, which certainly necessitated his summons to the royal court." مع دخوله دائرة الطبقة الراقية أصبح نوستراداموس المفضل لدى العديد من الملوك، من بينهم كاترين دي ميديشي ملكة فرنسا وزوجها الملك هنري الثاني. With his entry into the circle of high class, Nostradamus became the favorite of many kings, including Catherine de Medici of France and her husband King Henry II. "كان الملك هنري الثاني يقرأ توقعات نوستراداموس كل يوم، كان الحكام والملوك يستشيرونه كل مرة يولد لهم فيها طفل لكي يعرفوا كيف سيكون مستقبله. "King Henry II read Nostradamus' expectations every day, the rulers and kings consulted him every time they had a child to know how his future would be. كما كان الناس العادييون يلجؤون إليه لمعرفة كم سيعيشون وإن كانوا سيرثون ثروة أم لا." Ordinary people also used him to find out how much they would live, whether they would inherit wealth or not. " عندما أصبح الأمير رودولف الحاكم التالي لأراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تمتد فوق الجزء الأكبر من أوروبا الوسطى، كان نوستراداموس هو من أستدعي لمعرفة حظه من خلال الكواكب. When Prince Rudolph became the next ruler of the lands of the Holy Roman Empire that extended over much of Central Europe, Nostradamus was summoned to know his fortune through the planets. ومع ذلك إزدادت القصة تعقيداً، هناك آخرون ممن عاصروا نوستراداموس كانوا قد شككوا على نحو أساسي في موهبته. However, the story became more complex. Others who had experienced Nostradamus were fundamentally skeptical about his talent. نوستراداموس ليس المنجم الوحيد في القرن السادس عشر في فرنسا، بل كانت هناك منافسة قوية بين المنجميين وقارئي الحظ. Nostradamus is not the only mine in the sixteenth century in France, but there was strong competition between astrologers and fortune-tellers. "جاء في مذكرات أحدهم وهو يتكلم عن باريس التي كان عدد سكانها آنذاك مئتي ألف نسمة، أن 30 ألفاً منهم كانوا ينجمون، ربما في ذلك بعض التضخيم لكن هذا يعطينا فكرة عن أهمية مهنة التنجيم في تلك الفترة." "One of them, talking about Paris, which had a population of 200,000 at the time, said 30,000 of them were caused, perhaps some exaggeration, but that gives us an idea of ​​the importance of the profession of astrology at that time." كان منافسو نوستراداموس ينتقدونه بشدة أكثر مما كان يفعل أنصاره من الطبقة الأرستقراطية والملوك، كما يكشف لنا أرشيف المكتبة الوطنية في باريس: Nostradamus's opponents were more critical of him than his aristocracy and royalty, as the archives of the National Library in Paris reveal:

"الكل يعرف كم أنت جاهل، لدرجة أنك تأتي في طليعة الجهلة ولا أحد يضاهيك في الغباء." "Everyone knows how ignorant you are, so much so that you are at the forefront of the ignorant and no one is like you in stupidity." "من المؤكد أنك لا تعرف شيئاً عن حسابات الكواكب ولا عن جداول الحساب." "You certainly do not know anything about the calculations of the planets or about the arithmetic scales." "ألا ترى كم هو تافه كلام هذا الطائش كيف تستطيع مساعدة هذا الرجل الذي يسخر منك بغروره وكبريائه." "Do not you see how trivial the words of this reckless how you can help this man who ridicules you of his pride and pride." "بالتأكيد وجهت إليه إنتقادات لاذعة من بعض زملائه المنجمين." "He has certainly been sharply criticized by some of his fellow astrologers." لقد أتهموا نوستراداموس بسوء ممارسة التنجيم وبتقديم توقعات خاطئة. They accused Nostradamus of practicing astrology and making false predictions. ولهذه الإنتقادات سبب واضح. These criticisms have a clear reason. "كانوا يوجهون إليه الإنتقادات بدافع الحسد، لقد كانوا مستائيين من شهرته كانوا يحاولون إنتقاده كلما إستطاعوا ذلك." "They used to criticize him out of envy, they were indifferent to his fame, they tried to criticize him whenever they could." لكن هناك أيضاً دليل تاريخي على أن لهذه الإنتقادات -ربما- أسباباً واقعية. But there is also historical evidence that these criticisms - perhaps - are real reasons. لقد وجد المؤرخون أن نوستراداموس ربما لم يكمل تدربه على ممارسة الطب والتنجيم في جامعة مونبلييه. Historians have found that Nostradamus may not have completed his training in medicine and astrology at the University of Montpellier. "هناك سجلات يذكر فيها أن نوستراداموس التحق بالجامعة كتلميذ طب، لكن جاءت بعدها مباشرة سجلات أخرى لتمثل صدمة." "There are records indicating that Nostradamus joined the university as a medical student, but immediately afterward other records came to shock." تكشف السجلات الثانية أن نوستراداموس قد طرد من المدرسة. The second records reveal that Nostradamus was expelled from school. حذف إسمه من لائحة الطلاب، وأضيفت ملاحظة إلى جانبه في هامش الصفحة تتعلق بالسبب جاء فيها، صيدلي جوّال أم مشعوّذ؟ في تلك الفترة كان بيع الأدوية في الطرقات يعدّ مهنة دنيئة، وكان ممارسوها يمنعون من دراسة الطب. Delete his name from the list of students, and added a note to his side in the margin of the page related to why he came, a mobile pharmacist or a magician? At that time, selling drugs on the roads was a despicable profession, and its practitioners were prevented from studying medicine.

هناك دليل إضافي آخر على تركه الدراسة في وقت مبكر. There is another additional guide to leaving the study early. "في عام 1533 سُجل نوستراداموس كطبيب في أجار، وهو يكشف أنه بالتأكيد كان قد ترك مونبلييه." "In 1533 Nostradamus was registered as a doctor in Agar, and he reveals that he certainly had left Montpellier." تتطلب شهادة الطب تسع سنوات من الدراسة، لكن نوستراداموس كان قد بدأ يزاول مهنة الطب في أجار على بعد 270 كيلومتراً بإتجاه الغرب بعد 4 سنوات من بداية دراسته. The medical certificate requires nine years of study, but Nostradamus began to practice medicine in Agar, 270 kilometers westward, four years after he began his studies. "يبدو أنه لم ينهي دروسه في مونبلييه، أظن أن خبرته في التنجيم كان قد إكتسبها مع الوقت." "It seems he did not finish his lessons in Montpellier, I think his experience in astrology had gained over time." كان منتقدو نوستراداموس يبنون آرائهم على إدعاءات مفادها أن نبوءاته كانت خاطئة. Critics of Nostradamus were building their views on claims that his prophecies were wrong. وللبحث عن دلائل على ذلك حلل الخبراء أعماله التي يطرح فيها نبوءاته. To find signs of this, experts analyzed his work in which he prophesied. لم يبقى الكثير من توقعاته الفلكية، لكن تفاصيل أحد هذه التوقعات كما دونها في مذكراته المعاصرة تتناقض مع الواقع التاريخي. Not much of his astrological expectations remain, but the details of one of these predictions, as he put it in his contemporary memoir, contradict historical reality. تنبأ نوستراداموس في توقعاته الفلكية لرجل يدعى أنطوان سوفرن كتبها له في شبابه بأن لحيته ستنمو وستصبح أسنانه بنية وسينحني ظهره وسيتخاصم مع أشقائه ويعيش حتى سن الـ 75، لكن أنطوان بقي بلا لحية وبقيت أسنانه سليمة وظهره مستقيماً لم تكن له عائلة ومات في الـ 54. Nostradamus predicted in his astronomical prediction of a man named Antoine Sovern, who wrote to him in his youth that his beard would grow and his teeth would be brown and he would bend his back and quarrel with his brothers and live until the age of 75. But Antoine remained without a beard and his teeth remained intact and his back was straight and had no family and died in the 54s.

"لقد ارتكب نوستراداموس سلسلة من الأخطاء الجوهرية في توقعاته تلك، مما أثار شكوك عميقة في دقة أقواله وصحة توقعاته." "Nostradamus made a series of fundamental errors in his predictions, which raised deep doubts about the accuracy of his statements and the validity of his predictions." لكن الخبراء يعتقدون أن كان يترك فسحة للتملص من الخطأ. But experts believe that he was leaving a space to evade the error. "كان التنجيم في عصر النهضة يعد علماً تكهنياً يقوم على التخمين وعلى الحدس، ويمكنه أن يكون دقيقاً لكن ثمة فسحة كانت تترك للمنجمين غير الملتزمين من ذوي المهارة، فسحة كافية لكي يقوموا بالمناورة بحيث يكون هناك مجال كافٍ لإمكانية حدوث أشياء أخرى." "Renaissance astrology was a speculative science based on conjecture and intuition, and it can be subtle but there is space for the unqualified astrologers of skill, enough space to maneuver so there is enough space for other things to happen." كتبت توقعات الفلك لسوفرن عندما كان طفلاً، لكن ترك مجال واسع لكي يختار بنفسه خلال شبابه ويكون حراً في قراراته. Astronomy predictions were written for Sopren when he was a child, but he left wide space to choose himself during his youth and be free in his decisions. إن ترك فجوات في توقعات الحظ يفسر -لا بل يبرر- الأخطاء الموجودة في هذه التوقعات. Leaving gaps in the expectations of luck explains - but does not justify - the mistakes in these expectations. الطريقة الوحيدة للدخول إلى صلب مهارات نوستراداموس الفلكية هي التحقق من بيانات تواريخ الميلاد التي تستند إليها توقعات الحظ والأبراج. The only way to enter into the core of Nostradamus's astrological skills is to check the birth date data on which the expectations of luck and horoscopes are based.

يستعد المنجم المعاصر -بول ويد- لإمتحان أساليب نوستراداموس ويشرح أن الأمر لا يمكن أن يكون موضوع جدل ونقاش. The modern mine - Paul Weid - is preparing to test the methods of Nostradamus and explains that it can not be the subject of controversy. "عندما نضع توقعات الحظ بحسب تاريخ الميلاد، تكون حساباتنا إما صحيحة وإما خاطئة. "When we put lucky expectations by date of birth, our calculations are either true or false. التنبوءات فيها الكثير من التخمينات، لكن الحسابات ليس فيها الكثير من الإحتمالات فهي تكون إما صحيحة أو خاطئة." Predictions have many guesses, but calculations do not have many possibilities, they are either true or false. " يبحث –ويد- في بعض توقعات نوستراداموس الفلكية المبنية على بيانات تواريخ الميلاد وهي التي يستخدمها المنجمون كأساس لقراءة الأبراج. In some of Nostradamus' astrological predictions, which are based on birth date data, they are used by astrologers as the basis for reading the constellations. البيان هو رؤية رمزية لموقع الكواكب في الوقت والمكان المحددين اللذين يولد فيهما الإنسان. The statement is a symbolic vision of the location of the planets at the specific time and place where man is born. لقد وضع بيانات خاصة به، لكي يقابلها مع تلك التي تعود إلى نوستراداموس. He has developed his own data, to match it with those of Nostradamus. "أخذت المعلومات المتعلقة بميلاده كما جاءت في بيانات نوستراداموس وإستخدمت كل المعايير التي إستخدمها هو بعد ما توصلت إليها من خلال الحسابات التي أجراها." "I took the information about his birth as contained in the Nostradamus data and used all the criteria he used is after I came through his calculations." يتألف البيان من عناصر مختلفة، العنصر الأول هو الأبراج أو مجموعات النجوم الإثني عشر التي تقع داخل دائرة واحدة تدعى (دائرة الأبراج). The statement consists of different elements. The first element is the constellations or constellations of the twelve stars that fall within one circle called the constellation.

تسير الكواكب داخل هذه الدائرة وكذلك الشمس والقمر وتتحرك كل واحدة في مسارها فتدخل في مختلف الأبراج ثم تخرج منها. The planets travel within this circle as well as the sun and the moon and move each one in its path and enter into the different towers and then exit them. ثم يقوم المنجمون بتقسيم البيان إلى إثني عشر جزءاً من حياة الإنسان وهذه الأجزاء تدعى بيوتاً. The astrologers divide the statement into twelve parts of human life and these parts are called houses. يظهر البيان الوضعيات المحددة التي تكون فيها الكواكب داخل الأبراج والبيوت في اللحظة التي يولد فيها الشخص. The statement shows the specific situations in which the planets are inside towers and houses at the moment the person is born. هذه الحسابات هي أساس أبراج الحظ التي يقرأها المنجم. These calculations are the basis of the towers of fortune read by the mine. إن كانت خاطئة فستكون نتائج قراءة الحظ أو تفسيرات الأبراج هي أيضاً خاطئة، تفحص –ويد- بيانات مولد كل من: يوهانس روسنبرغر والأمير رودولف. If wrong, the results of fortune reading or interpretation of the towers will also be wrong. Check the generator data of Johannes Rosenberger and Prince Rudolf. "لم أوافق  100% على أي من حساباته معظمها جاء بفارق بضع درجات فقط، لكنها أخطاء لم تكن منذ  500 سنة فادحة وكبيرة بحيث توّجه الإنتقادات إلى الرجل بسببها." "I did not agree 100% on any of his accounts, most of them came just a few degrees, but the mistakes were not 500 years ago so heavy and large criticism to the man because of them." لكن يبدو أن في بيان رودولف خطأ واحداً وهو خطأ جوهري. But in Rodolf's statement, it seems that one mistake is a fundamental mistake. "لقد وضع القمر في البرج الخطأ." "I put the moon in the wrong tower." وفق حسابات –ويد- كان يجب أن يكون القمر في برج السرطان عندما ولد رودولف، لكن نوستراداموس وضعه في برج الجوزاء. According to calculations - the moon must have been in the Cancer Tower when Rudolph was born, but Nostradamus placed it in Gemini. "القمر هو واحد من أهم المكونات الفلكية، إن من يولد عندما يكون القمر في برج الجوزاء هو شخص يحب الحياة الإجتماعية .. أما من يولد عندما يكون القمر في برج السرطان فهو يميل إلى الحياة العائلية، ولهذا تفسير مختلف ما يعني أن ثمة أخطاء حسابية." "The moon is one of the most important astronomical components, that is born when the moon in Gemini is a person who loves social life .. The born when the moon in the Cancer is inclined to family life, and this is a different interpretation, which means that there are errors in arithmetic. " وجد ويد أخطاء فادحة أيضاً في نمط البيانات، بعض الكواكب والعناصر الفلكية موضوعة في غير بيوتها الصحيحة. Wade also found huge errors in the pattern of data, some planets and astronomical elements placed in the wrong houses. "يبدو أن اثنين منها وضعا في البيوت الصحيحة، وهذا أمر مخيف إن كانت ثمانية بيوت من أصل عشرة موضوعة في مكان خاطئ فهذا يعني أن تقنية التنجيم كلها خاطئة." "Two of them seem to have been placed in the right houses, and that's scary if eight out of ten houses are in the wrong place, that means all astrology is wrong." إن عدم الدقة لدى نوستراداموس هو ما أثار غضب معاصريه. Nostradamus's inaccuracy is what angered his contemporaries. "إن كنت تبني توقعاتك على أساسات خاطئة فستكون توقعاتك بالتأكيد خاطئة ومرفوضة." "If you build your expectations on false foundations, your expectations will certainly be wrong and rejected." إذا كانت مهارات نوستراداموس التنجيمية غير موثوق بها فالتوقعات التي جاءت في كتابه النبوءات هي أيضاً تطرح تساؤلات وشكوكاً، لأنه يدعي في مقدمته أن هذه النبوءات مبنية على تفسيرات علم التنجيم. If Nostradamus' astrological skills are unreliable, the predictions in his book of prophecies also raise questions and suspicions, because he claims in his introduction that these prophecies are based on astrological interpretations.

لقد بذل - بيتر ليميجيرور - جهوداً جبارة خلال تحليله لكل واحد من التوقعات التي جاءت في الكتاب، فوجد أدلة واضحة وثابتة تؤكد أن نوستراداموس إقتبس توقعاته ونقلها عن كتب قديمة. Peter Lemigeror made great efforts in analyzing each of the predictions in the book, and found clear and consistent evidence that Nostradamus quoted his predictions and moved them from ancient books. "في كتابة 942 نبوءة، تحققنا من 655 منها فوجدنا أنها مقتبسة عن كتب قديمة، 139 منها منقولة عن مقتطفات من نبوءات قديمة تعرف بالميرلابيليس ليبر." "In writing 942 prophecies, we verified 655 of them, and found them to be derived from ancient books, 139 of which are derived from extracts from ancient prophecies known as the Meerlapelis Lipper." الميرلابيليس ليبر هي مجموعة من النبوءات تعود إلى القرون الوسطى وقد نشرت عام 1522 أي قبل كتاب نوستراداموس النبوءات ب 33 سنة. The Merlapelis Lipper is a collection of prophecies dating back to the Middle Ages and was published in 1522 before the book of Nostradamus Prophecies by 33 years. كما أن هذه المجموعة ليست وحدها المصادر التي نقل عنها نوستراداموس. Nor is this group alone the sources quoted by Nostradamus. "كتب أشياء كثيرة تعود إلى الماضي شخصيات تاريخية عديدة تظهر في نبوءاته هاني بال، ونيرون، والإسكندر الكبير، ويوليوس قيصر كما تظهر في مفكرته مدينة بومباي. "Many things from the past have been written by many historical figures who appear in his prophecies, Hani Pal, Nero, Alexander the Great, and Julius Caesar, as he appears in his diary, Bombay. وقد تكلم أيضاً عن أغسطس قيصر ومارك أنطوني. He also spoke about August Caesar and Mark Anthony.

يعتقد ليميجيرور أن هذه النصوص الكلاسيكية هي أساس معظم توقعات نوستراداموس، ونبوءة الحادي عشر من سبتمبر هي مثال واضح على ذلك. Limigeror believes that these classical texts are the basis of most of Nostradamus' predictions, and the prophecy of September 11th is a clear example of this. "كانت هناك نبوءتان لنوستراداموس تتحدثان عن كارثة البرجين، ربما تكون الأساسية هي النبوءة ال 97 من القرن السادس ترجمتها كما يلي: سوف تشتعل السماء عند خط العرض 45 وقريباً ستلتهم النيران المدينة الجديدة العظيمة وسينتشر اللهب المستعر و يتأجج عندها يحاول (النورمنديون) الدخول إليها." "There were two prophecies of Nostradamus talking about the catastrophe of the two towers, perhaps the basic one being the 97th century prophecy, which was translated as follows: The sky will rise at latitude 45 and soon the fire will engulf the great new city. " فك ليميجيرور رموز كل قسم من هذه النبوءة. The Lemigueror decodes each section of this prophecy. "أولاً مدينة نيويورك ليست على خط العرض 45 بل على الخط 41 إنها نابولي، لأن نابولي هي نيابوليس باليونانية ومعناها المدينة الجديدة. "First New York City is not on latitude 45 but on line 41 it is Naples, because Naples is Neapolis in Greek and its meaning is the new city. أما بالنسبة إلى (النورمنديين)  فأنا لم أفهم ما علاقة (النورمنديون)  بمدينة نيويورك المتنوعة الثقافات، هذه إشارة إلى حدث وقع في وقت سابق عام 1139 والمقصود بها سقوط نابولي في أيدي (النورمنديين) عندما ثار بركان فيزوفيوس القريب منها. As for the Normans, I did not understand what the New Yorkers meant in New York City. This is a sign of an earlier event in 1139, when Naples fell into the hands of the Normans when the nearby Vesuvius volcano erupted. والنبوءة تتحدث عن السماء المشتعلة والمدينة الجديدة التي تلتهمها النيران في وقت قريب، كان البركان ثائراً وكان (النورمنديون)  يهجمون على المدينة." The prophecy speaks of the burning sky and the new city, which is soon consumed by fire. The volcano was erupting and the Normans were attacking the city. " نبوءاته تبدو كأفكار أخذها من نبوءات وتوقعات قديمة ثم أعاد تركيب الأحداث التاريخية من جديد. His prophecies seem to have been taken from old prophecies and expectations and then re-installed historical events. "ترتكز أعمال نوستراداموس التنبوئية على المبدأ القائل بأن التاريخ يعيد نفسه، وبأن التاريخ يصنعه البشر والبشر لا يتغيرون وبناء عليه فإن التاريخ أيضاً لا يتغير بل تتكرر أحداثه مرة بعد مرة." "Nostradamus' prophetic work is based on the principle that history repeats itself, that history is made by humans and by human beings, and therefore history also does not change but is repeated time after time." يرى الخبراء أن الدليل واضح لا لبس فيه. Experts believe that the evidence is clear and unequivocal. "أنا متأكد تماماً من أن نوستراداموس لا يملك القدرة على قراءة المستقبل." "I'm quite sure that Nostradamus does not have the ability to read the future." "أظن أن نوستراداموس يتنبأ بالمستقبل كما نتنبأ به أنا وأنت و ليس أكثر من ذلك." "I think Nostradamus predicts the future as we and you do, and nothing more." مع هذا بقي نوستراداموس رجلاً محاطاً بالأسرار بحيث إختار الناس على مدى أربعة قرون عدم طرح الكثير من الأسئلة عن توقعاته والإكتفاء بتفسير كلماته و آياته إختيارياً بما يتناسب مع كل حدث على حدا. However, Nostradamus remained a man surrounded by mysteries, so that for four centuries he chose not to ask too many questions about his expectations and merely to interpret his words and his verses in an optional way. على كل حال هناك نبوءة واحدة بغاية الوضوح لأنها لم تتحق فعلى الرغم من الإعتقاد السائد بأن نوستراداموس تنبأ بنهاية العالم، إلا أن نبوءاته ستستمر حتى الألفية الرابعة ثم تندثر. There is, however, one very clear prophecy because it was not achieved. Although it is believed that Nostradamus predicted the end of the world, his prophecies will continue until the fourth millennium and then disappear. "إن ما يطمئننا هو أن نبوءاته إذا صدقت فسنبقى سالمين حتى سنة 3797." "What reassures us is that his prophecies if ratified, we will remain safe until the year 3797." لكن إذ أردنا أخذ العبر من الماضي فنبوءاته ومواهبه في كشف المستقبل لن تمنع الناس من أن يصدقوا أن نوستراداموس يحمل مفاتيح المستقبل. But if we want to take lessons from the past, his prophecies and talents in revealing the future will not prevent people from believing that Nostradamus holds the keys to the future.