×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

هاري بوتر وحجر الفيلسوف, ١٥ الغـابــة المحــرمــة

١٥ الغـابــة المحــرمــة

لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك..

اصطحبهما (فيلش) إلى مكتب الأستاذة (ماكجونجال) في الدور الأول، حيث جلسا صامتيْن.. لا ينطق أحدهما بكلمة.. كانت (هرمايني) ترتعد، وبينما تتصارع الأفكار في رأس (هاري)؛ محاولًا إيجاد عذر أو حجة تخرجهما من هذا المأزق.. وأي مأزق! كيف كانا غبييْن لدرجة أن ينسيا العباءة على السطح؟ لن يجدا أبدًا عذرًا يمكن أن تتقبله الأستاذة (ماكجونجال) لوجودهما بالخارج يدوران حول المدرسة في ظلام الليل، ولا لصعودهما إلى برج الفلك العالي المحرم عليهما صعوده إلا خلال الحصص! أما لو عرفت بشأن (نوربرت) والعباءة فسيكون عليهما بكل تأكيد حزم أمتعتهما والعودة إلى منزليهما.

كان (هاري) يظن أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر مما هي عليه فقد عرف أنه مخطئ عندما دخلت (ماكجونجال) ومعها (نيفيل) الذي صرخ عندما رآهما: «(هاري).. كنت أبحث عنكما.. لأحذركما.. لقد سمعت (مالفوي) يقول: إنه سوف يمسك بكما.. وأن معكما تنيـ...».

هز (هاري) رأسه؛ في محاولة لإيقاف (نيفيل) عن الكلام، لكن (ماكجونجال) كانت تراقب ما يحدث وهي تكاد تنفجر غيظًا، وأخذت تدور حولهما قائلة: «لم أصدق أن أحدًا منكما يرتكب هذا العمل.. أخبرني السيد (فيلش) أنكما صعدتما البرج في الساعة الواحدة صباحًا.. أريد شرحًا كاملًا للأمر».

إنها المرة الأولى التي تعجز فيها (هرمايني) عن الإجابة عن سؤال المدرسين.. كانت تجلس جامدة كالتمثال تنظر إلى قدميها!

قالت (ماكجونجال): «أستطيع أن أتصور الموقف.. لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الذكاء؛ لقد اخترعتما قصة وهمية عن تنين ليصدقها (مالفوي) ويخرج من منزله ليلًا ليقع في مشكلة، وقد حدث هذا بالفعل.. لكن من المضحك أن (لونجبوتم) سمع نفس القصة وصدقها أيضًا..».

نظر (هاري) إلى (نيفيل).. كان يحاول أن يقول له: إن هذا غير صحيح، فقد كان يبدو مصدومًا ومجروحًا.. مسكين (نيفيل).. لابد أنه تكبد الكثير ليجدهما في هذا الظلام ويحذرهما!

قالت (ماكجونجال): «أنا مشمئزة.. أربعة طلاب خارج فراشهم في ليلة واحدة! لم يحدث شيءٌ مثل هذا في المدرسة من قبل! وأنتِ يا آنسة (جرانجر) لقد كنت أعتقد أنكِ أكثر حكمة من ذلك، أما أنت يا سيد (بوتر) فقد كنت أعتقد أن (جريفندور) يعني بالنسبة لك أكثر من هذا.. سيجازى ثلاثتكم بالاحتجاز.. نعم وأنت أيضًا يا سيد (لونجبوتم).. لا شيء يعطيك الحق في التجول بالمدرسة في مثل هذا الوقت خصوصًا أن الوضع خطير في هذه الأيام؛ لذلك سوف يتم خصم خمسين نقطة من (جريفندور)!».

شهق (هاري): «خمسون؟»، ولكنهم بذلك سيخسرون المقدمة التي كسبوها في مباراة (الكويدتش) الأخيرة.

قالت وهي تتنفس بصعوبة من شدة غضبها: «خمسون نقطة من كل واحد منكم».

«أرجوك.. يا أستاذة».

«هذا لا يمكن..».

قالت: «لا تقل لي ما هو الممكن وغير الممكن يا (بوتر).. والآن هيا إلى النوم..لم أكن في يوم من الأيام أكثر خجلًا من طلبة (جريفندور) مثل الآن..!».

١٥٠ نقطة تؤخذ من رصيد (جريفندور)، أصبح منزل (جريفندور) الأخير؛ لقد ضيعوا فرصة منزلهم في الحصول على الكأس في ليلة واحدة، شعر (هاري) بألم شديد في معدته.. لن يكون بإمكانهم تعويض الفارق أبدًا.

ظل (هاري) مستيقظًا يفكر في أنه السبب.. وزاد توتره صوت بكاء (نيفيل) طوال الليل.. لم يستطع (هاري) التفكير في شيء يقوله للتخفيف عنه، كان يعرف أن (نيفيل) قلقٌ مثله مما سيحدث عندما يعرف باقي التلاميذ بما جرى!

في البداية، كان تلاميذ (جريفندور) الذين يمرون باللوحة الزجاجية الضخمة التي تظهر فيها نقاط المنزل يظنون أن هناك خطأً ما.. كيف يمكن أن تقل نقاط منزلهم ١٥٠ نقطة في ليلة واحدة؟ ثم انتشرت القصة وعرفوا أن السبب هو (هاري بوتر).. بطلهم في مباراتي (الكويدتش).. ومعه تلميذان أحمقان من تلاميذ السنة الأولى. وبعدها انقلب الوضع وأصبح (هاري) فجأة أكثر شخص مكروه في المدرسة بعد أن كان الأكثر شعبية وإثارة للإعجاب، حتى تلاميذ (هافلباف) ورافنكلو أصبحوا ضده.. لأنهم كانوا يتطلعون إلى رؤية (سليذرين) يخسر كأس المنازل! كان الناس يشيرون إليه في كل مكان يذهب إليه ويسمعهم وهم يوجهون له الإهانات، أما طلاب (سليذرين)، فقد كانوا يصفقون عندما يمر بهم ويصفرون ويشجعونه قائلين: «شكرًا يا (بوتر).. أحسنت!».

لم يقف أحد معه سوى (رون) الذي قال له: «لا تقلق.. سينسون الأمر خلال أسابيع قليلة. لقد خسر (فريد) و(جورج) الكثير من النقاط ولا يزال الناس يحبونهما».

قال (هاري) يائسًا: «ولكنهما لم يخسرا قطُّ ١٥٠ نقطة في ليلة واحدة!».

قال (رون) موافقًا: «حسنًا.. لا».

لقد أصبح الوقت متأخرًا على إصلاح الخطأ..لكن (هاري) أقسم ألا يتدخل في أي أمر لا يعنيه بعد الآن.. وغرق في الخجل، حتى إنه ذهب إلى (وود) وطلب منه أن ينسحب من الفريق!

قال (وود) بصوت كالرعد: «تترك الفريق؟ وما الذي ستحققه من ذلك؟ كيف سنستعيد أي نقاط إذا لم نفز في (الكويدتش)؟».

ولكن حتى (الكويدتش) فقد بهجته؛ لقد توقف باقي الفريق عن الكلام مع (هاري) في أثناء التمارين وعندما يتكلمون عنه كانوا يقولون «الباحث».

كانت (هرمايني) و(نيفيل) يعانيان أيضًا ولكن ليس مثل (هاري)؛ لأنهما لم يكونا مشهوريْن مثله، ومع ذلك توقف الجميع عن الحديث معهما أيضًا وتوقفت (هرمايني) عن جذب الانتباه لنفسها في الفصل، وأبقت رأسها منخفضًا وأخذت تعمل في صمت.

ومع اقتراب الامتحانات، شعر (هاري) ببعض الراحة، فقد انشغل مع (رون) و(هرمايني) بالمذاكرة؛ مما أبعد ذهنه قليلًا عن تعاسته، وأخذوا يسهرون لأوقات متأخرة من الليل.. يستذكرون مكونات الوصفات المعقدة، ويحفظون التعاويذ المختلفة ويراجعون تواريخ الاكتشافات السحرية وثورات الأقزام الأسطوريين.

ولكن قبل أن تبدأ الامتحانات بأسبوع، تعرض (هاري) لموقف يتعارض مع ما عاهد نفسه عليه، وهو ألا يتدخل فيما لا يعنيه أبدًا!

كان عائدًا من المكتبة وحده في ظهيرة أحد الأيام وسمع صوتًا باكيًا صادرًا من أحد الفصول.. وعندما اقترب منه، سمع صوت (كويريل) يقول: «لا.. لا.. ليس ثانية.. لو سمحت...».

كان الأمر يبدو كما لو كان هناك من يهدده.. واقترب أكثر وسمعه يبكي! ويقول: «حسنًا حسنًا».

ثم خرج (كويريل) من الفصل.. مسرعًا.. باكيًا حتى إنه لم ير (هاري) في طريقه، ودخل (هاري) الغرفة.. ثم تذكر وعده لنفسه، فتوقف، ولكنه كان متأكدًا أن (سنايب) خرج من الباب الخلفي.

ومما سمعه، أيقن أن (كويريل) قد استسلم في النهاية!

وعاد (هاري) إلى المكتبة، وكانت (هرمايني) تراجع دروس مادة الفلك مع (رون) فقصَّ عليهما كل ما سمع!

قال (رون): «لقد نجح (سنايب) إذًا.. وعرف من (كويريل) كيف يتغلب على تعويذة صد السحر الأسود!».

قالت (هرمايني): «مازال هناك (فلافي) مع ذلك».

قال (رون) وهو ينظر إلى آلاف الكتب التي تحيط بهم: «ربما يجد طريقه للعبور من (فلافي) دون أن يسأل (هاجريد). أراهن أن هناك كتابًا في مكان ما هنا يخبرك بكيفية المرور من كلب ضخم له ثلاثة رءوس. ولكن ماذا علينا أن نفعل يا (هاري)؟».

كانت الرغبة في المغامرة تلمع في عيني (رون) ولكن (هرمايني) ردت قبل أن يستطيع (هاري) الرد قائلة: «نذهب إلى (دمبلدور). هذا ما كان علينا فعله منذ وقت طويل. لو قمنا بعمل أي شيء بأنفسنا فسيتم طردنا بكل تأكيد هذه المرة».

قال (هاري): «ولكن، لا يوجد لدينا أي دليل، ولن يؤيدنا (كويريل) بسبب خوفه.. ومن السهل على (سنايب) أن يقول: إنه لا يعرف كيف دخل الغول إلى المدرسة وإنه لم يكن بأية حال في مكان قريب من الدور الثالث. من تظنهم سيصدقون: نحن أم هو؟ الجميع يعرف أننا نكرهه وسيظن (دمبلدور) أننا اخترعنا هذه القصة؛ لنتسبب في طرده، أما (فيلش) فلن يؤيد قصتنا مهما حصل؛ فهو و(سنايب) صديقان، وسيفكر في أنه كلما زاد عدد الطلاب المطرودين من المدرسة كان ذلك أفضل، كما أنه من المفترض أننا لا نعرف شيئًا لا عن (فلافي) ولا عن الحجر! سيحتاج الأمر إلى الكثير من الإيضاح».

بدت (هرمايني) مقتنعة، أما (رون) فقال: «ماذا لو قمنا نحن بعمل ما؟!».

قال (هاري): «لا..لقد ساءت الأمور بما فيه الكفاية!».

وسحب خريطة لكوكب المشتري، وبدأ في استذكار أسماء أقماره..

وفي صباح اليوم التالي، وصلت رسالة لكل من (هاري) و(هرمايني) و(نيفيل) على مائدة الإفطار تقول:

«يبدأ العقاب الليلة الساعة ١١ مساء، قابلوا السيد (فيلش) في بهو الدخول.

الأستاذة (ماكجونجال)».

العقاب، لقد نسي (هاري) كل شيء عنه في غمرة ما حدث من زملائه بعد خسارته للنقاط.. توقع (هاري) أن تشتكي (هرمايني) من أن ليلة كاملة من المذاكرة ستضيع عليهم، لكنها لم تفعل؛ فقد كانت مثل (هاري) تشعر بأنهم يستحقون العقاب.

وفي الموعد المحدد، ودَّعا (رون) في الغرفة العامة ونزلا إلى بهو الدخول مع (نيفيل) ووجدوا (فيلش) في انتظارهم ومعه (مالفوي)، وكان (هاري) قد نسي أن (مالفوي) تلقى نفس العقاب معهم.

وقال (فيلش) وهو يضيء مصباحًا ويصحبهم إلى الخارج: «اتبعوني! سوف تفكرون طويلًا قبل مخالفة قوانين المدرسة مرة أخرى.. العمل الشاق والألم هما أفضل معلم لو سألتموني عن رأيي.. من المؤسف الاستغناء عن الوسائل القديمة للعقاب، مثل تعليقكم من أيديكم في السقف لعدة أيام.. لا تزال السلاسل في مكتبي.. أقوم بتزييتها بانتظام؛ حتى تظل في حالة جيدة، فقد نحتاج إليها في يوم من الأيام.. والآن هيا..ولا يفكر أحدكم في الهرب.. وإلا فسيكون العقاب مضاعفًا!».

ظلوا سائرين على الأرض المبتلة.. (نيفيل) يبكي و(هاري) يفكر في نوعية العقاب الذي يجعل (فيلش) سعيدًا إلى هذه الدرجة.. كان القمر ساطعًا لكن بعض السحب كانت تحجب ضوءه من وقت إلى آخر.. وأخيرًا، رأوا كوخ (هاجريد) المضاء.. وسمعوا صوته يقول: «(فيلش).. أهذا أنت؟ أسرع.. أريد أن أبدأ..».

وقفز قلب (هاري) فرحًا؛ إذا كانوا سيعملون مع (هاجريد) فإن الأمر لن يكون سيئًا جدًّا، ويبدو أن شعوره قد ظهر على وجهه؛ لأن (فيلش) قال: «لا تبتهج يا فتى.. سوف تدخلون الغابة، ولا أظن أن أحدًا منكم سيخرج منها حيًّا!» وهنا تأوه (نيفيل) وتوقف (مالفوي) عن المشي وقال بصوت خائف: «الغابة؟ لا يمكننا أن ندخل هناك في الليل، لقد سمعت أن بها مستذئبين وأشياء أخرى خطيرة..».

أمسك (نيفيل) بكُمِّ (هاري) وقد ظهر عليه الرعب..

قال (فيلش) بصوت ينضح بالتشفِّي: «هذا سيجعلكم لا تنسون.. كان عليكم أن تفكروا بالمستذئبين قبل أن تقوموا بما فعلتموه».

ظهر (هاجريد) قادمًا بسرعة من الظلام يحمل على كتفه قوسه وحقيبة السهام، وكلبه (فانج) وراءه، قال: «لقد تأخرتم.. كنت أنتظركم من نصف ساعة..حسنًا يا (هاري) و(هرمايني)».

قال (فيلش) ببرود: «من الأفضل ألا تكون ودودًا معهم يا (هاجريد).. فهم هنا للعقاب».

قال (هاجريد) وقد تجهم في وجه (فيلش): «هذا سبب تأخركم إذًا، لقد كنت تلقي عليهم محاضراتك كالعادة.. لقد قمت بدورك.. الآن أنا المسئول!».

قال (فيلش): «سآتي فجرًا؛ لأتسلم ما بقي منهم!».

نظر إليهم شامتًا.. ثم مضى عائدًا إلى القلعة وهو يحمل مصباحه.. حتى اختفى في الظلام!

تحول (مالفوي) إلى (هاجريد) وقال: «لن أدخل إلى تلك الغابة»، وشعر (هاري) بالسرور عندما لاحظ نبرة الرعب في صوته!

قال (هاجريد): «ستفعل.. إذا كنت تريد البقاء في (هوجوورتس).. لقد ارتكبتم خطأً.. وعليكم أن تدفعوا الثمن!».

(مالفوي): «ولكن هذا عمل الخدم وليس الطلاب، لقد ظننت أنه سيكون علينا تكرار كتابة بعض الجمل على السبورة أو شيء من هذا القبيل.. لو عرف أبي أنني أقوم بذلك، فسوف...».

زمجر (هاجريد) وقال: «هذا هو العقاب في (هوجوورتس).. كتابة جمل على السبورة! وما فائدة ذلك؟ ستقومون بشيء مفيد أو ستطردون. إذا كنت تظن أن والدك يفضل أن تطرد.. فعُد إلى القلعة وحضر نفسك للرحيل.. هيا!».

ظل (مالفوي) واقفًا في مكانه وأخذ يحدق إلى (هاجريد) غاضبًا، ثم أبعد عينيه في النهاية.

قال (هاجريد): «حسنًا إذًا، استمعوا إليَّ.. إن المكان الذي سنذهب إليه شديد الخطورة، ولا أريد أن يقع أي حادث لأحدكم، التفُّوا حولي.. وتعالوا معي!».

وسار بهم إلى بداية الغابة، وهو يحمل مصباحه أمامه، ثم أشار إلى طريق ضيق يلمع في الأرض بين الأشجار السوداء الكثيفة.. وهبت عليهم من الغابة نفحة هواء قوية أوقفت شعورهم وهم ينظرون إلى داخل الغابة!

قال (هاجريد): «انظروا! هل ترون هذه البقع اللامعة في الأرض؛ إنها دم حصان وحيد القرن.. هناك أحدها مصاب بشدة.. وهذه هي المرة الثانية هذا الأسبوع.. فقد وجدت واحدًا آخر ميتًا منذ أيام، وعلينا العثور على الحصان المصاب، وربما سيكون علينا قتله؛ ليرتاح من عذابه!».

وقال (مالفوي) بصوت مرتعد: «وإذا عثر علينا الشيء الذي أصاب الحصان أحادي القرن أولًا؟».

رد (هاجريد): «لن يصيبك شيء في الغابة ما دمتَ بصحبتي أو مع (فانج).. ولا تبتعدوا عن هذا الممر.. والآن، سوف نقسم أنفسنا إلى مجموعتين، وتتبع كل مجموعة الأثر في اتجاه مختلف، فبقع الدماء كثيرة حول المكان، يبدو أنه قد جُرح بالأمس!».

قال (مالفوي) وهو ينظر إلى أنياب فانج الطويلة: «حسنًا.. أنا مع (فانج)!».

فقال (هاجريد): «لا بأس..ولكننى أحذرك.. فهو جبان! ستذهب معه أنت و(نيفيل) وستكون (هرمايني) و(هاري) معي.. ومن يعثر على الحصان وحيد القرن أولًا يطلق شرارة خضراء.. وإذا صادف أحدكم مشكلة، يطلق شرارة حمراء، وسوف نأتي بسرعة لمساعدته! هيا.. وكونوا على حذر..».

كان الظلام شديدًا في الغابة.. وبعد قليل، وصلوا إلى مفترق طرق، واتجهت كل مجموعة في اتجاه.. وساروا في صمت.. ونور القمر يضيء لهم بقع الدم الزرقاء الموجودة على أوراق الشجر المتساقطة بين وقت وآخر.

لاحظ (هاري) قلق (هاجريد) وسأله: «هل يمكن أن يكون الفاعل ذئبًا مثلًا؟».

فردَّ (هاجريد): «لا.. وحيد القرن ليس حيوانًا ضعيفًا.. لا يمكن أن يقتله الذئب، ثم إنها مخلوقات سحرية قوية.. ولم أسمع أن واحدًا منها قد تعرض للأذى من قبل..».

واستمروا في طريقهم وكان (هاري) يسمع صوت مياه جارية فعرف أن هناك جدول ماء قريبًا.. كانت هناك بقع من الدماء متناثرة هنا وهناك بطول الممر العاصف.

وهمس (هاجريد): «هل أنتِ على ما يرام يا (هرمايني)؟ لا داعي للقلق.. إنه مصاب بشدة وسوف نعثر عليه حالًا.. و...».

وصرخ (هاجريد): «اذهبا خلف هذه الشجرة!».

واختفى (هاري) و(هرمايني) وراء شجرة ضخمة، وأخرج (هاجريد) أحد السهام ووضعه في القوس؛ وشد القوس استعدادًا لإطلاقه وظلوا يستمعون إلى الصوت الغريب.. كان يشبه صوت عباءة تجرجر على الأرض.. كان (هاجريد) يحدق إلى آخر الممر المظلم ولكن سرعان ما تلاشى الصوت بعد ثوانٍ قليلة.

قال (هاجريد): «أنا متأكد من وجود شيء غريب هنا!».

قال (هاري) مقترحًا: «مستذئب؟».

قال (هاجريد) متجهمًا: «لم يكن هذا مستذئبًا ولا حِصانًا، والآن اتبعاني وكونا حذريْن! !».

وساروا في سكون وببطء أكثر وهم يركزون أسماعهم، حتى أوقفهما (هاجريد) وصاح: «مَن هناك؟ اظهر فورًا.. إنني مسلح!».

وظهر شيء غريب.. لم يصدقوا أعينهم.. كان حِصانًا له رأس رجل بشعر أحمر.. وذقن طويل.. وله ذيل أيضًا أحمر طويل.. وصُدم (هاري) و(هرمايني) من مظهره.

تنهد (هاجريد) في راحة وقال: «أهذا أنت يا (رونان)؟! كيف حالك؟»، واتجه إليه مصافحًا.

ردَّ (رونان): «أهلًا يا (هاجريد).. هل كنت ستطلق عليَّ السهم حقًّا؟».

كان صوته عميقًا مليئًا بالشجن!

قال (هاجريد) وهو يربت على قوسه: «إنه الحذر يا (رونان).. هناك شيء شرير طليق في الغابة.. أقدم لك (هاري بوتر) و(هرمايني جرانجر).. إنهما من تلاميذ المدرسة.. وهذا هو (رونان).. إنه قنطور!».

قالت (هرمايني) بخفوت: «لقد لاحظنا ذلك».

قال (رونان): «مساء الخير، أنتما تلميذان؟ هل تتعلمان الكثير في المدرسة؟».

قالت (هرمايني) بوجل: «نعم».

تنهد رونان وقال: «نعم، حسنًا التعليم مهم»، ثم رفع نظره إلى السماء وقال: «إن المريخ مضيء اليوم!».

نظر (هاجريد) بدوره إلى السماء وقال: «نعم.. لكن يا (رونان).. هناك وحيد قرن مصاب.. ألم تر شيئًا في طريقك؟!».

لم يُجب (رونان).. ولكن نظر إلى السماء.. وتنهد ثم قال: «الأبرياء هم أولى الضحايا دائمًا.. هكذا كان في الماضي، وهكذا هو الآن!».

رد (هاجريد): «هذا صحيح.. ولكنني أسألك: هل رأيت شيئًا يا رونان؟ شيئًا غير عادي؟».

قال (رونان) بينما (هاجريد) ينظر إليه وقد نفد صبره: «إن المريخ مضيء أكثر من المعتاد الليلة».

قال (هاجريد): «نعم، ولكنني عنيت شيئًا أقرب من ذلك.. إذًا فأنت لم تلاحظ أي شيء غريب؟».

سكت (رونان) بعض الوقت، ثم أجاب أخيرًا: «إن الغابة تخبئ الكثير من الأسرار..».

وظهرت حركة بين الأشجار خلف (رونان) جعلت (هاجريد) يرفع قوسه من جديد، لكنه كان مجرد قنطور آخر.. ذي شعر أسود، ويبدو أكثر قوةً من (رونان)!

قال (هاجريد): «أهلًا (بين).. كيف حالك؟».

ردَّ (بين): «مرحبًا يا (هاجريد).. أرجو أن تكون بخير!».

(هاجريد): «بخير.. انظر لقد كنت أسأل (رونان): هل رأيتما أي شيء غريب في الفترة الأخيرة؟ هناك حصان وحيد القرن مصاب.. هل تعرف أي شيء عن الموضوع؟».

مشى (بين) حتى وقف بجوار (رونان) ونظر إلى السماء وقال: «إن المريخ مضيء اليوم أكثر من المعتاد!».

رد (هاجريد) بغضب: «حسنًا.. لقد سمعنا ذلك من قبل.. إذا لاحظ أحدكما شيئًا أرجو أن يبلغني به.. سنذهب الآن».

ومضى يتبعه (هاري) و(هرمايني)..وهما ينظران خلفهما حتى اختفى المخلوقان بين الأشجار!

علق (هاجريد) غاضبًا: «لا يمكن أن تحصل على إجابة صريحة من هذه المخلوقات.. إنها لا تفكر إلا في القمر وما حوله!».

سألت (هرمايني): «هل يوجد الكثير منها في الغابة؟!».

(هاجريد): «نعم.. لكنها جميعًا مثل بعضها.. تعرف الكثير.. ولا تقول إلا أقل القليل!».

قال (هاري): «هل تعتقد أن ما سمعناه منذ قليل كان قنطورًا؟».

(هاجريد): «هل بدا صوت حوافر بالنسبة لك؟ لا.. لا أعتقد هذا.. إنه الشيء الذي يقتل تلك الخيول.. لم أسمع شيئًا مثله من قبل».

واصلوا السير بين الأشجار.. كان (هاري) يشعر بأن هناك من يراقبهم لكنه كان مطمئنًّا لوجود (هاجريد) بسلاحه! ومروا بانعطاف في الطريق.. وفجأة، جذبت (هرمايني) ذراع (هاجريد) وقالت: «انظر يا (هاجريد).. إنها شرارة حمراء.. المجموعة الأخرى في خطر!».

صرخ (هاجريد): «انتظرا هنا..لا تتحركا..سأعود إليكما».

وسمعا صوته ينطلق بين الأشجار.. وظلا يتابعان صوت خطواته برعب.! حتى اختفى تمامًا!

همست (هرمايني): «هل تعتقد أن شيئًا قد حدث لهم؟».

رد (هاري): «لا يهمني ما يحدث لـ(مالفوي).. ولكن إذا حدث مكروه لـ(نيفيل).. فإننا السبب في حضوره إلى هنا!».

ومرت الدقائق بطيئة..وهما ينصتان إلى أي صوت حولهما.. ماذا يحدث؟ أين الباقون؟

وأخيرًا، سمعا صوت جلبة أعلنت عودة (هاجريد).. وكان معه (مالفوي) و(نيفيل) و(فانج)، وكان (هاجريد) يزمجر غضبًا.. يبدو أن (مالفوي) قد اختبأ وراء (نيفيل).. ثم فاجأه قافزًا، فاعتقد (نيفيل) أن هناك من يهاجمه، فأطلق الشرارة الحمراء!

قال (هاجريد): «سنكون محظوظين لو عثرنا على شيء بعد ما فعله هذا الصبي، سنقوم بتغيير المجموعات.. (نيفيل) و(هرمايني) يبقيان معي.. وأنت يا (هاري) مع (فانج) وهذا الغبي»، ثم همس إلى (هاري): «أنا آسف ولكنه لن يخيفك بسهولة! وعلينا أن ننهي هذا العمل».

ومضت نصف ساعة و(هاري) ومعه (مالفوي) و(فانج) يسيرون في الغابة.. حتى أصبح الطريق صعبًا.. وازدادت الأشجار كثافة، ورأى (هاري) الدماء على جذور الشجر.. فتأكد أن وحيد القرن كان يترنح في المكان وأنه قريب منهم.. ورأى بقعة كبيرة على الأرض، فهتف: «انظر..» ورفع يده؛ ليوقف (مالفوي).

وجدا شيئًا ضخمًا أبيض على الأرض.. فاقتربا قليلًا..

كان وحيد القرن.. ميتًا.. لم ير (هاري) في حياته شيئًا جميلًا وحزينا مثل هذا.. كانت قدماه ممددتيْن على الأرض.. وغرته الخالصة البياض منتشرة فوق ورق الشجر.. كان يرقد في سكون تام.. خطا (هاري) خطوة في اتجاهه.. لكنه سمع صوت شيء زاحف يقترب؛ فتجمد في مكانه، ثم انفرجت شجيرة قريبة، ورأى مخلوقًا مغطى الرأس يزحف كالوحش متجهًا نحو وحيد القرن.. ونظر (هاري) إليه بذهول وهو يقترب من جُرح وحيد القرن، ثم بدأ يشرب من دمائه.

«آآآآآآآآا غ غ!».

صرخ (مالفوي) صرخة عالية.. ونبح (فانج) بأعلى صوته.. وانطلق كلاهما مبتعديْن جريًا.. رفع المخلوق الغامض رأسه ونظر إلى (هاري) والدماء تتساقط من فمه.. ثم وقف على قدميه واتجه ناحية (هاري) الذي شله الرعب ووقف بلا حراك!

ثم شعر (هاري) بألم رهيب في رأسه.. وكأن النار قد اشتعلت في ندبته.. وحاول (هاري) التراجع إلى الخلف، وقد أعماه ألم رأسه وسمع صوت حوافر تجري خلفه، ثم قفز شيء من فوقه ووقف أمامه مواجهًا المخلوق إلا أن (هاري) سقط على ركبتيه من الألم.

ومرت دقيقة أو اثنتان.. ثم زال الألم.. ونظر (هاري) أمامه.. كان المخلوق المتخفي قد اختفى، ورأى أمامه قنطورًا.. لم يكن (رونان) ولا (بين).. كان أصغر سنًّا منهما.. ذا شعر أشقر وجسم صغير!

قال وهو يرفع (هاري) من يده عن الأرض: «هل أنت بخير؟».

قال (هاري): «نعم.. شكرًا.. ماذا كان هذا؟».

لم يرد القنطور.. ولكن نظر إلى (هاري) بعينيه الزرقاوين.. وتركزت نظراته على ندبته التي ازرقَّ لونها، ثم قال: «أنت (بوتر).. يجب أن تعود إلى (هاجريد).. الغابة ليست آمنة في هذا الوقت، خاصة بالنسبة لك! اسمي (فيرتز).. هل تجيد ركوب الخيل؟ سنصل أسرع بهذه الطريقة».

وانحنى؛ حتى يتمكن (هاري) من الركوب على ظهره.. وسمعا صوت حوافر أخرى وظهر (رونان) و(بين) من بين الأشجار، قادميْن بكل سرعة، وقال (بين): «(فيرتز).. ماذا تفعل؟ إنسان فوق ظهرك؟ ألا تخجل من هذا؟ هل أنت حصان عادي؟».

رد (فيرتز): «هل تعرف من هذا؟ إنه الفتى (بوتر).. كلما أسرع في مغادرة الغابة.. كان ذلك أفضل..».

زمجر (بين) قائلًا: «ما الذي أخبرته به يا (فيرتز)؟ لقد أقسمنا على ألا نقف ضد السماء؟ مهما كان ما نكتشفه من قراءتنا في حركة الكواكب..».

حرك (رونان) أقدامه على الأرض بعصبية وقال بصوته الحزين: «أنا متأكد أن (فيرتز) اعتقد أنه يعمل من أجل الصالح».

ضرب (بين) الأرض بقدميه الخلفيتين وقال: «من أجل الصالح! وما دخلنا نحن بهذا؟ لا شأن للقناطير إلا بالتنبؤ! وليس لنا أن نتجول في المكان مثل الحمير بحثًا عن البشر الضائعين في غابتنا!».

شب (فيرتز) فجأة على قدميه الخلفيتيْن بغضب حتى إن (هاري) اضطر للتشبث بكتفيه؛ حتى لا يقع من على ظهره وصاح بـ(بين): «هل رأيت الحصان وحيد القرن؟ ألم تفهم لماذا قُتل؟ ألم تخبرك النجوم بالسر؟ سأكون ضد كل ما هو شرير في هذه الغابة.. حتى لو تعاونت مع البشر.. إذا اضطررت لذلك!».

ودار (فيرتز) حول نفسه.. وتمسك به (هاري) بقدر ما يستطيع.. وانطلق بين الأشجار.. تاركًا الاثنيْن خلفه!

لم يفهم (هاري) شيئًا مما يحدث.. وسأل (فيرتز): «ما الذي جعل (بين) غاضبًا كل هذا الغضب؟ وما المخلوق الذي أنقذتني منه؟».

أبطأ (فيرتز) في سيره.. وحذر (هاري) وطلب منه خفض رأسه؛ حتى لا يصطدم بالأغصان المتدلية على ارتفاع قصير.. لكنه لم يُجبه عن أسئلته.. وظلا يسيران في صمت.. حتى ظن (هاري) أن (فيرتز) لا يريد الكلام معه.. وفي أثناء مروره بمنطقة كثيفة الأشجار.. توقف فجأة.

وقال: «..(هاري بوتر).. هل تعرف: فيم يستخدم دم الحصان وحيد القرن؟».

قال (هاري) الذي فوجئ بالسؤال الغريب: «لا.. لا أعرف! لقد استخدمنا القرون وشعر الذيل فقط في صنع الوصفات».

قال: «شيء رهيب أن تذبح وحيد القرن.. إنها جريمة لا يرتكبها إلا شخص ليس لديه ما يخسره.. إن دم وحيد القرن ينقذك من الموت، ويبقيك حيًّا، حتى لو كنت على بُعد خطوة من الموت.. لكن الثمن هو قتل مخلوق مسالم وبريء؛ ولهذا تعيش بقية حياتك ملعونًا منذ اللحظة التي تلمس فيها الدماء شفاهك!».

حملق (هاري) في رأس (فيرتز) الذي كان يبدو فضيًّا في نور القمر، وقال: «لكن، من يريد أن يعيش بقية حياته ملعونًا.. إن الموت أفضل له.. أليس كذلك؟!».

قال: «هذا صحيح.. لكن.. إذا كنت مضطرًّا للانتظار حتى تشرب شيئًا آخر يعيد لك حياتك وقوتك وحيويتك.. شيئًا يجعلك لا تموت أبدًا.. سيد (بوتر).. هل تعرف ما الشيء المخبأ في المدرسة الآن؟».

(هاري): «حجر الفيلسوف! آه.. إكسير الحياة!.. ولكنني لا أفهم من...».

(فيرتز): «ألا يخطر في بالك شخص ما.. شخص ينتظر منذ سنين طويلة ليعود إلى قوته.. شخص متمسك بالحياة وينتظر فرصة العودة؟!».

وكأن قبضة حديدية قد انقضت على قلب (هاري) وعصرته.. وتذكر ما قاله (هاجريد) له في أول لقاء لهما: «يقول البعض إنه مات.. ولكنني لست متأكدًا إن كان لا يزال آدميًّا بما يكفي لكي يموت!».

قال (هاري): «هل تظن أنه فولـ...».

وفجأة، ظهرت (هرمايني) تجري نحوهما وتصيح: «(هاري).. (هاري).. هل أنت بخير؟».

وكان (هاجريد) يسرع وراءها!

قال (هاري) وهو لا يكاد يدري بما يقوله: «إنني بخير.. لقد مات الحصان وحيد القرن.. إنه هناك في هذه الساحة!».

قال (فيرتز) و(هاجريد) يتجه نحو الحصان: «(بوتر).. أتركك هنا.. أنت الآن في أمان»، وانزلق (هاري) نازلًا من فوق ظهره وأكمل (فيرتز) قائلًا: «أتمنى لك حظًّا سعيدًا.. وتذكر أن قراءة النجوم قد تكون خاطئة أحيانًا.. حتى لو كان من يقرؤها قنطورًا.. أتمنى أن تكون هذه واحدة من القراءات الخاطئة!».

واستدار، وانطلق داخل الغابة، تاركًا (هاري) وراءه غارقًا في التفكير!

كان (رون) نائمًا في الغرفة العامة في انتظارهما وهو يهذي في نومه بشيء حول ضربة حرة في (الكويدتش)، وهزه (هاري) بشدة؛ لكي يوقظه، وفي ثوانٍ أطلعه هو و(هرمايني) على كل ما حدث في الغابة.

وكان (هاري) يرتعد وهو يدور ويتحرك أمام المدفأة.

قال: «إن (سنايب) يريد الحجر من أجل (فولدمور) الذي ينتظره في الغابة.. وكنا طوال الوقت نظن أنه يريد الحجر حتى يصبح غنيًّا!».

قال (رون) هامسًا برعب وكأن (فولدمور) يستطيع سماعهم: «توقف عن ذكر الاسم!».

لكن (هاري) كان يفكر بشكل آخر.. قال: «لقد أنقذني (فيرتز) وما كان يجب عليه أن يفعل ذلك؛ ولذلك غضب (بين) وقال له إنه يتدخل في عمل النجوم.. وكان على (فيرتز) أن يتركه يقتلني.. هكذا تقول النجوم.. إن (فولدمور) سيعود ليقتلني!».

همس (رون): «ألا تتوقف عن ترديد هذا الاسم!».

وأكمل (هاري): «الآن.. كل ما عليَّ أن أنتظره هو أن يسرق (سنايب) الحجر، بعدها يصبح (فولدمور) قادرًا على الحضور والقضاء عليَّ! حسنًا، أظن أن (بين) سيكون سعيدًا بذلك».

ورغم خوف (هرمايني).. فإنها قالت: «اسمع يا (هاري).. يقول الجميع إن (دمبلدور) هو الشخص الوحيد الذي يخافه (أنت ــ تعرف ــ من).. ومع وجود (دمبلدور) حولنا، لن يجرؤ على أن يلمسك.. وعلى كل حال، من قال إن القنطور على حق؟ إن ذلك يبدو مثل قراءة الطالع.. وقد قالت لنا الأستاذة (ماكجونجال) إنه فرع غير دقيق من فروع السحر!».

عندما توقفوا عن الكلام كان الفجر قد بدأ في الظهور.. ذهبوا متعبين للنوم.. لكن مفاجآت الليلة لم تكن قد انتهت! فعندما رفع (هاري) الغطاء عن فراشه.. وجد عباءة الإخفاء مطوية بعناية تحت الغطاء.. ومعها رسالة تقول:

«فقط.. عند الضرورة»! !


١٥ الغـابــة المحــرمــة 15 Forbidden Forest 15 Yasak Orman

لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك..

اصطحبهما (فيلش) إلى مكتب الأستاذة (ماكجونجال) في الدور الأول، حيث جلسا صامتيْن.. لا ينطق أحدهما بكلمة.. كانت (هرمايني) ترتعد، وبينما تتصارع الأفكار في رأس (هاري)؛ محاولًا إيجاد عذر أو حجة تخرجهما من هذا المأزق.. وأي مأزق! كيف كانا غبييْن لدرجة أن ينسيا العباءة على السطح؟ لن يجدا أبدًا عذرًا يمكن أن تتقبله الأستاذة (ماكجونجال) لوجودهما بالخارج يدوران حول المدرسة في ظلام الليل، ولا لصعودهما إلى برج الفلك العالي المحرم عليهما صعوده إلا خلال الحصص! أما لو عرفت بشأن (نوربرت) والعباءة فسيكون عليهما بكل تأكيد حزم أمتعتهما والعودة إلى منزليهما.

كان (هاري) يظن أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر مما هي عليه فقد عرف أنه مخطئ عندما دخلت (ماكجونجال) ومعها (نيفيل) الذي صرخ عندما رآهما: «(هاري).. كنت أبحث عنكما.. لأحذركما.. لقد سمعت (مالفوي) يقول: إنه سوف يمسك بكما.. وأن معكما تنيـ...».

هز (هاري) رأسه؛ في محاولة لإيقاف (نيفيل) عن الكلام، لكن (ماكجونجال) كانت تراقب ما يحدث وهي تكاد تنفجر غيظًا، وأخذت تدور حولهما قائلة: «لم أصدق أن أحدًا منكما يرتكب هذا العمل.. أخبرني السيد (فيلش) أنكما صعدتما البرج في الساعة الواحدة صباحًا.. أريد شرحًا كاملًا للأمر».

إنها المرة الأولى التي تعجز فيها (هرمايني) عن الإجابة عن سؤال المدرسين.. كانت تجلس جامدة كالتمثال تنظر إلى قدميها!

قالت (ماكجونجال): «أستطيع أن أتصور الموقف.. لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الذكاء؛ لقد اخترعتما قصة وهمية عن تنين ليصدقها (مالفوي) ويخرج من منزله ليلًا ليقع في مشكلة، وقد حدث هذا بالفعل.. لكن من المضحك أن (لونجبوتم) سمع نفس القصة وصدقها أيضًا..».

نظر (هاري) إلى (نيفيل).. كان يحاول أن يقول له: إن هذا غير صحيح، فقد كان يبدو مصدومًا ومجروحًا.. مسكين (نيفيل).. لابد أنه تكبد الكثير ليجدهما في هذا الظلام ويحذرهما!

قالت (ماكجونجال): «أنا مشمئزة.. أربعة طلاب خارج فراشهم في ليلة واحدة! لم يحدث شيءٌ مثل هذا في المدرسة من قبل! وأنتِ يا آنسة (جرانجر) لقد كنت أعتقد أنكِ أكثر حكمة من ذلك، أما أنت يا سيد (بوتر) فقد كنت أعتقد أن (جريفندور) يعني بالنسبة لك أكثر من هذا.. سيجازى ثلاثتكم بالاحتجاز.. نعم وأنت أيضًا يا سيد (لونجبوتم).. لا شيء يعطيك الحق في التجول بالمدرسة في مثل هذا الوقت خصوصًا أن الوضع خطير في هذه الأيام؛ لذلك سوف يتم خصم خمسين نقطة من (جريفندور)!».

شهق (هاري): «خمسون؟»، ولكنهم بذلك سيخسرون المقدمة التي كسبوها في مباراة (الكويدتش) الأخيرة.

قالت وهي تتنفس بصعوبة من شدة غضبها: «خمسون نقطة من كل واحد منكم».

«أرجوك.. يا أستاذة».

«هذا لا يمكن..».

قالت: «لا تقل لي ما هو الممكن وغير الممكن يا (بوتر).. والآن هيا إلى النوم..لم أكن في يوم من الأيام أكثر خجلًا من طلبة (جريفندور) مثل الآن..!».

١٥٠ نقطة تؤخذ من رصيد (جريفندور)، أصبح منزل (جريفندور) الأخير؛ لقد ضيعوا فرصة منزلهم في الحصول على الكأس في ليلة واحدة، شعر (هاري) بألم شديد في معدته.. لن يكون بإمكانهم تعويض الفارق أبدًا.

ظل (هاري) مستيقظًا يفكر في أنه السبب.. وزاد توتره صوت بكاء (نيفيل) طوال الليل.. لم يستطع (هاري) التفكير في شيء يقوله للتخفيف عنه، كان يعرف أن (نيفيل) قلقٌ مثله مما سيحدث عندما يعرف باقي التلاميذ بما جرى!

في البداية، كان تلاميذ (جريفندور) الذين يمرون باللوحة الزجاجية الضخمة التي تظهر فيها نقاط المنزل يظنون أن هناك خطأً ما.. كيف يمكن أن تقل نقاط منزلهم ١٥٠ نقطة في ليلة واحدة؟ ثم انتشرت القصة وعرفوا أن السبب هو (هاري بوتر).. بطلهم في مباراتي (الكويدتش).. ومعه تلميذان أحمقان من تلاميذ السنة الأولى. وبعدها انقلب الوضع وأصبح (هاري) فجأة أكثر شخص مكروه في المدرسة بعد أن كان الأكثر شعبية وإثارة للإعجاب، حتى تلاميذ (هافلباف) ورافنكلو أصبحوا ضده.. لأنهم كانوا يتطلعون إلى رؤية (سليذرين) يخسر كأس المنازل! كان الناس يشيرون إليه في كل مكان يذهب إليه ويسمعهم وهم يوجهون له الإهانات، أما طلاب (سليذرين)، فقد كانوا يصفقون عندما يمر بهم ويصفرون ويشجعونه قائلين: «شكرًا يا (بوتر).. أحسنت!».

لم يقف أحد معه سوى (رون) الذي قال له: «لا تقلق.. سينسون الأمر خلال أسابيع قليلة. لقد خسر (فريد) و(جورج) الكثير من النقاط ولا يزال الناس يحبونهما».

قال (هاري) يائسًا: «ولكنهما لم يخسرا قطُّ ١٥٠ نقطة في ليلة واحدة!».

قال (رون) موافقًا: «حسنًا.. لا».

لقد أصبح الوقت متأخرًا على إصلاح الخطأ..لكن (هاري) أقسم ألا يتدخل في أي أمر لا يعنيه بعد الآن.. وغرق في الخجل، حتى إنه ذهب إلى (وود) وطلب منه أن ينسحب من الفريق!

قال (وود) بصوت كالرعد: «تترك الفريق؟ وما الذي ستحققه من ذلك؟ كيف سنستعيد أي نقاط إذا لم نفز في (الكويدتش)؟».

ولكن حتى (الكويدتش) فقد بهجته؛ لقد توقف باقي الفريق عن الكلام مع (هاري) في أثناء التمارين وعندما يتكلمون عنه كانوا يقولون «الباحث».

كانت (هرمايني) و(نيفيل) يعانيان أيضًا ولكن ليس مثل (هاري)؛ لأنهما لم يكونا مشهوريْن مثله، ومع ذلك توقف الجميع عن الحديث معهما أيضًا وتوقفت (هرمايني) عن جذب الانتباه لنفسها في الفصل، وأبقت رأسها منخفضًا وأخذت تعمل في صمت.

ومع اقتراب الامتحانات، شعر (هاري) ببعض الراحة، فقد انشغل مع (رون) و(هرمايني) بالمذاكرة؛ مما أبعد ذهنه قليلًا عن تعاسته، وأخذوا يسهرون لأوقات متأخرة من الليل.. يستذكرون مكونات الوصفات المعقدة، ويحفظون التعاويذ المختلفة ويراجعون تواريخ الاكتشافات السحرية وثورات الأقزام الأسطوريين.

ولكن قبل أن تبدأ الامتحانات بأسبوع، تعرض (هاري) لموقف يتعارض مع ما عاهد نفسه عليه، وهو ألا يتدخل فيما لا يعنيه أبدًا!

كان عائدًا من المكتبة وحده في ظهيرة أحد الأيام وسمع صوتًا باكيًا صادرًا من أحد الفصول.. وعندما اقترب منه، سمع صوت (كويريل) يقول: «لا.. لا.. ليس ثانية.. لو سمحت...».

كان الأمر يبدو كما لو كان هناك من يهدده.. واقترب أكثر وسمعه يبكي! ويقول: «حسنًا حسنًا».

ثم خرج (كويريل) من الفصل.. مسرعًا.. باكيًا حتى إنه لم ير (هاري) في طريقه، ودخل (هاري) الغرفة.. ثم تذكر وعده لنفسه، فتوقف، ولكنه كان متأكدًا أن (سنايب) خرج من الباب الخلفي.

ومما سمعه، أيقن أن (كويريل) قد استسلم في النهاية!

وعاد (هاري) إلى المكتبة، وكانت (هرمايني) تراجع دروس مادة الفلك مع (رون) فقصَّ عليهما كل ما سمع!

قال (رون): «لقد نجح (سنايب) إذًا.. وعرف من (كويريل) كيف يتغلب على تعويذة صد السحر الأسود!».

قالت (هرمايني): «مازال هناك (فلافي) مع ذلك».

قال (رون) وهو ينظر إلى آلاف الكتب التي تحيط بهم: «ربما يجد طريقه للعبور من (فلافي) دون أن يسأل (هاجريد). أراهن أن هناك كتابًا في مكان ما هنا يخبرك بكيفية المرور من كلب ضخم له ثلاثة رءوس. ولكن ماذا علينا أن نفعل يا (هاري)؟».

كانت الرغبة في المغامرة تلمع في عيني (رون) ولكن (هرمايني) ردت قبل أن يستطيع (هاري) الرد قائلة: «نذهب إلى (دمبلدور). هذا ما كان علينا فعله منذ وقت طويل. لو قمنا بعمل أي شيء بأنفسنا فسيتم طردنا بكل تأكيد هذه المرة».

قال (هاري): «ولكن، لا يوجد لدينا أي دليل، ولن يؤيدنا (كويريل) بسبب خوفه.. ومن السهل على (سنايب) أن يقول: إنه لا يعرف كيف دخل الغول إلى المدرسة وإنه لم يكن بأية حال في مكان قريب من الدور الثالث. من تظنهم سيصدقون: نحن أم هو؟ الجميع يعرف أننا نكرهه وسيظن (دمبلدور) أننا اخترعنا هذه القصة؛ لنتسبب في طرده، أما (فيلش) فلن يؤيد قصتنا مهما حصل؛ فهو و(سنايب) صديقان، وسيفكر في أنه كلما زاد عدد الطلاب المطرودين من المدرسة كان ذلك أفضل، كما أنه من المفترض أننا لا نعرف شيئًا لا عن (فلافي) ولا عن الحجر! سيحتاج الأمر إلى الكثير من الإيضاح».

بدت (هرمايني) مقتنعة، أما (رون) فقال: «ماذا لو قمنا نحن بعمل ما؟!».

قال (هاري): «لا..لقد ساءت الأمور بما فيه الكفاية!».

وسحب خريطة لكوكب المشتري، وبدأ في استذكار أسماء أقماره..

وفي صباح اليوم التالي، وصلت رسالة لكل من (هاري) و(هرمايني) و(نيفيل) على مائدة الإفطار تقول:

«يبدأ العقاب الليلة الساعة ١١ مساء، قابلوا السيد (فيلش) في بهو الدخول.

الأستاذة (ماكجونجال)».

العقاب، لقد نسي (هاري) كل شيء عنه في غمرة ما حدث من زملائه بعد خسارته للنقاط.. توقع (هاري) أن تشتكي (هرمايني) من أن ليلة كاملة من المذاكرة ستضيع عليهم، لكنها لم تفعل؛ فقد كانت مثل (هاري) تشعر بأنهم يستحقون العقاب.

وفي الموعد المحدد، ودَّعا (رون) في الغرفة العامة ونزلا إلى بهو الدخول مع (نيفيل) ووجدوا (فيلش) في انتظارهم ومعه (مالفوي)، وكان (هاري) قد نسي أن (مالفوي) تلقى نفس العقاب معهم.

وقال (فيلش) وهو يضيء مصباحًا ويصحبهم إلى الخارج: «اتبعوني! سوف تفكرون طويلًا قبل مخالفة قوانين المدرسة مرة أخرى.. العمل الشاق والألم هما أفضل معلم لو سألتموني عن رأيي.. من المؤسف الاستغناء عن الوسائل القديمة للعقاب، مثل تعليقكم من أيديكم في السقف لعدة أيام.. لا تزال السلاسل في مكتبي.. أقوم بتزييتها بانتظام؛ حتى تظل في حالة جيدة، فقد نحتاج إليها في يوم من الأيام.. والآن هيا..ولا يفكر أحدكم في الهرب.. وإلا فسيكون العقاب مضاعفًا!».

ظلوا سائرين على الأرض المبتلة.. (نيفيل) يبكي و(هاري) يفكر في نوعية العقاب الذي يجعل (فيلش) سعيدًا إلى هذه الدرجة.. كان القمر ساطعًا لكن بعض السحب كانت تحجب ضوءه من وقت إلى آخر.. وأخيرًا، رأوا كوخ (هاجريد) المضاء.. وسمعوا صوته يقول: «(فيلش).. أهذا أنت؟ أسرع.. أريد أن أبدأ..».

وقفز قلب (هاري) فرحًا؛ إذا كانوا سيعملون مع (هاجريد) فإن الأمر لن يكون سيئًا جدًّا، ويبدو أن شعوره قد ظهر على وجهه؛ لأن (فيلش) قال: «لا تبتهج يا فتى.. سوف تدخلون الغابة، ولا أظن أن أحدًا منكم سيخرج منها حيًّا!» وهنا تأوه (نيفيل) وتوقف (مالفوي) عن المشي وقال بصوت خائف: «الغابة؟ لا يمكننا أن ندخل هناك في الليل، لقد سمعت أن بها مستذئبين وأشياء أخرى خطيرة..».

أمسك (نيفيل) بكُمِّ (هاري) وقد ظهر عليه الرعب..

قال (فيلش) بصوت ينضح بالتشفِّي: «هذا سيجعلكم لا تنسون.. كان عليكم أن تفكروا بالمستذئبين قبل أن تقوموا بما فعلتموه».

ظهر (هاجريد) قادمًا بسرعة من الظلام يحمل على كتفه قوسه وحقيبة السهام، وكلبه (فانج) وراءه، قال: «لقد تأخرتم.. كنت أنتظركم من نصف ساعة..حسنًا يا (هاري) و(هرمايني)».

قال (فيلش) ببرود: «من الأفضل ألا تكون ودودًا معهم يا (هاجريد).. فهم هنا للعقاب».

قال (هاجريد) وقد تجهم في وجه (فيلش): «هذا سبب تأخركم إذًا، لقد كنت تلقي عليهم محاضراتك كالعادة.. لقد قمت بدورك.. الآن أنا المسئول!».

قال (فيلش): «سآتي فجرًا؛ لأتسلم ما بقي منهم!».

نظر إليهم شامتًا.. ثم مضى عائدًا إلى القلعة وهو يحمل مصباحه.. حتى اختفى في الظلام!

تحول (مالفوي) إلى (هاجريد) وقال: «لن أدخل إلى تلك الغابة»، وشعر (هاري) بالسرور عندما لاحظ نبرة الرعب في صوته!

قال (هاجريد): «ستفعل.. إذا كنت تريد البقاء في (هوجوورتس).. لقد ارتكبتم خطأً.. وعليكم أن تدفعوا الثمن!».

(مالفوي): «ولكن هذا عمل الخدم وليس الطلاب، لقد ظننت أنه سيكون علينا تكرار كتابة بعض الجمل على السبورة أو شيء من هذا القبيل.. لو عرف أبي أنني أقوم بذلك، فسوف...».

زمجر (هاجريد) وقال: «هذا هو العقاب في (هوجوورتس).. كتابة جمل على السبورة! وما فائدة ذلك؟ ستقومون بشيء مفيد أو ستطردون. إذا كنت تظن أن والدك يفضل أن تطرد.. فعُد إلى القلعة وحضر نفسك للرحيل.. هيا!».

ظل (مالفوي) واقفًا في مكانه وأخذ يحدق إلى (هاجريد) غاضبًا، ثم أبعد عينيه في النهاية.

قال (هاجريد): «حسنًا إذًا، استمعوا إليَّ.. إن المكان الذي سنذهب إليه شديد الخطورة، ولا أريد أن يقع أي حادث لأحدكم، التفُّوا حولي.. وتعالوا معي!».

وسار بهم إلى بداية الغابة، وهو يحمل مصباحه أمامه، ثم أشار إلى طريق ضيق يلمع في الأرض بين الأشجار السوداء الكثيفة.. وهبت عليهم من الغابة نفحة هواء قوية أوقفت شعورهم وهم ينظرون إلى داخل الغابة!

قال (هاجريد): «انظروا! هل ترون هذه البقع اللامعة في الأرض؛ إنها دم حصان وحيد القرن.. هناك أحدها مصاب بشدة.. وهذه هي المرة الثانية هذا الأسبوع.. فقد وجدت واحدًا آخر ميتًا منذ أيام، وعلينا العثور على الحصان المصاب، وربما سيكون علينا قتله؛ ليرتاح من عذابه!».

وقال (مالفوي) بصوت مرتعد: «وإذا عثر علينا الشيء الذي أصاب الحصان أحادي القرن أولًا؟».

رد (هاجريد): «لن يصيبك شيء في الغابة ما دمتَ بصحبتي أو مع (فانج).. ولا تبتعدوا عن هذا الممر.. والآن، سوف نقسم أنفسنا إلى مجموعتين، وتتبع كل مجموعة الأثر في اتجاه مختلف، فبقع الدماء كثيرة حول المكان، يبدو أنه قد جُرح بالأمس!».

قال (مالفوي) وهو ينظر إلى أنياب فانج الطويلة: «حسنًا.. أنا مع (فانج)!».

فقال (هاجريد): «لا بأس..ولكننى أحذرك.. فهو جبان! ستذهب معه أنت و(نيفيل) وستكون (هرمايني) و(هاري) معي.. ومن يعثر على الحصان وحيد القرن أولًا يطلق شرارة خضراء.. وإذا صادف أحدكم مشكلة، يطلق شرارة حمراء، وسوف نأتي بسرعة لمساعدته! هيا.. وكونوا على حذر..».

كان الظلام شديدًا في الغابة.. وبعد قليل، وصلوا إلى مفترق طرق، واتجهت كل مجموعة في اتجاه.. وساروا في صمت.. ونور القمر يضيء لهم بقع الدم الزرقاء الموجودة على أوراق الشجر المتساقطة بين وقت وآخر.

لاحظ (هاري) قلق (هاجريد) وسأله: «هل يمكن أن يكون الفاعل ذئبًا مثلًا؟».

فردَّ (هاجريد): «لا.. وحيد القرن ليس حيوانًا ضعيفًا.. لا يمكن أن يقتله الذئب، ثم إنها مخلوقات سحرية قوية.. ولم أسمع أن واحدًا منها قد تعرض للأذى من قبل..».

واستمروا في طريقهم وكان (هاري) يسمع صوت مياه جارية فعرف أن هناك جدول ماء قريبًا.. كانت هناك بقع من الدماء متناثرة هنا وهناك بطول الممر العاصف.

وهمس (هاجريد): «هل أنتِ على ما يرام يا (هرمايني)؟ لا داعي للقلق.. إنه مصاب بشدة وسوف نعثر عليه حالًا.. و...».

وصرخ (هاجريد): «اذهبا خلف هذه الشجرة!».

واختفى (هاري) و(هرمايني) وراء شجرة ضخمة، وأخرج (هاجريد) أحد السهام ووضعه في القوس؛ وشد القوس استعدادًا لإطلاقه وظلوا يستمعون إلى الصوت الغريب.. كان يشبه صوت عباءة تجرجر على الأرض.. كان (هاجريد) يحدق إلى آخر الممر المظلم ولكن سرعان ما تلاشى الصوت بعد ثوانٍ قليلة.

قال (هاجريد): «أنا متأكد من وجود شيء غريب هنا!».

قال (هاري) مقترحًا: «مستذئب؟».

قال (هاجريد) متجهمًا: «لم يكن هذا مستذئبًا ولا حِصانًا، والآن اتبعاني وكونا حذريْن! !».

وساروا في سكون وببطء أكثر وهم يركزون أسماعهم، حتى أوقفهما (هاجريد) وصاح: «مَن هناك؟ اظهر فورًا.. إنني مسلح!».

وظهر شيء غريب.. لم يصدقوا أعينهم.. كان حِصانًا له رأس رجل بشعر أحمر.. وذقن طويل.. وله ذيل أيضًا أحمر طويل.. وصُدم (هاري) و(هرمايني) من مظهره.

تنهد (هاجريد) في راحة وقال: «أهذا أنت يا (رونان)؟! كيف حالك؟»، واتجه إليه مصافحًا.

ردَّ (رونان): «أهلًا يا (هاجريد).. هل كنت ستطلق عليَّ السهم حقًّا؟».

كان صوته عميقًا مليئًا بالشجن!

قال (هاجريد) وهو يربت على قوسه: «إنه الحذر يا (رونان).. هناك شيء شرير طليق في الغابة.. أقدم لك (هاري بوتر) و(هرمايني جرانجر).. إنهما من تلاميذ المدرسة.. وهذا هو (رونان).. إنه قنطور!».

قالت (هرمايني) بخفوت: «لقد لاحظنا ذلك».

قال (رونان): «مساء الخير، أنتما تلميذان؟ هل تتعلمان الكثير في المدرسة؟».

قالت (هرمايني) بوجل: «نعم».

تنهد رونان وقال: «نعم، حسنًا التعليم مهم»، ثم رفع نظره إلى السماء وقال: «إن المريخ مضيء اليوم!».

نظر (هاجريد) بدوره إلى السماء وقال: «نعم.. لكن يا (رونان).. هناك وحيد قرن مصاب.. ألم تر شيئًا في طريقك؟!».

لم يُجب (رونان).. ولكن نظر إلى السماء.. وتنهد ثم قال: «الأبرياء هم أولى الضحايا دائمًا.. هكذا كان في الماضي، وهكذا هو الآن!».

رد (هاجريد): «هذا صحيح.. ولكنني أسألك: هل رأيت شيئًا يا رونان؟ شيئًا غير عادي؟».

قال (رونان) بينما (هاجريد) ينظر إليه وقد نفد صبره: «إن المريخ مضيء أكثر من المعتاد الليلة».

قال (هاجريد): «نعم، ولكنني عنيت شيئًا أقرب من ذلك.. إذًا فأنت لم تلاحظ أي شيء غريب؟».

سكت (رونان) بعض الوقت، ثم أجاب أخيرًا: «إن الغابة تخبئ الكثير من الأسرار..».

وظهرت حركة بين الأشجار خلف (رونان) جعلت (هاجريد) يرفع قوسه من جديد، لكنه كان مجرد قنطور آخر.. ذي شعر أسود، ويبدو أكثر قوةً من (رونان)!

قال (هاجريد): «أهلًا (بين).. كيف حالك؟».

ردَّ (بين): «مرحبًا يا (هاجريد).. أرجو أن تكون بخير!».

(هاجريد): «بخير.. انظر لقد كنت أسأل (رونان): هل رأيتما أي شيء غريب في الفترة الأخيرة؟ هناك حصان وحيد القرن مصاب.. هل تعرف أي شيء عن الموضوع؟».

مشى (بين) حتى وقف بجوار (رونان) ونظر إلى السماء وقال: «إن المريخ مضيء اليوم أكثر من المعتاد!».

رد (هاجريد) بغضب: «حسنًا.. لقد سمعنا ذلك من قبل.. إذا لاحظ أحدكما شيئًا أرجو أن يبلغني به.. سنذهب الآن».

ومضى يتبعه (هاري) و(هرمايني)..وهما ينظران خلفهما حتى اختفى المخلوقان بين الأشجار!

علق (هاجريد) غاضبًا: «لا يمكن أن تحصل على إجابة صريحة من هذه المخلوقات.. إنها لا تفكر إلا في القمر وما حوله!».

سألت (هرمايني): «هل يوجد الكثير منها في الغابة؟!».

(هاجريد): «نعم.. لكنها جميعًا مثل بعضها.. تعرف الكثير.. ولا تقول إلا أقل القليل!».

قال (هاري): «هل تعتقد أن ما سمعناه منذ قليل كان قنطورًا؟».

(هاجريد): «هل بدا صوت حوافر بالنسبة لك؟ لا.. لا أعتقد هذا.. إنه الشيء الذي يقتل تلك الخيول.. لم أسمع شيئًا مثله من قبل».

واصلوا السير بين الأشجار.. كان (هاري) يشعر بأن هناك من يراقبهم لكنه كان مطمئنًّا لوجود (هاجريد) بسلاحه! ومروا بانعطاف في الطريق.. وفجأة، جذبت (هرمايني) ذراع (هاجريد) وقالت: «انظر يا (هاجريد).. إنها شرارة حمراء.. المجموعة الأخرى في خطر!».

صرخ (هاجريد): «انتظرا هنا..لا تتحركا..سأعود إليكما».

وسمعا صوته ينطلق بين الأشجار.. وظلا يتابعان صوت خطواته برعب.! حتى اختفى تمامًا!

همست (هرمايني): «هل تعتقد أن شيئًا قد حدث لهم؟».

رد (هاري): «لا يهمني ما يحدث لـ(مالفوي).. ولكن إذا حدث مكروه لـ(نيفيل).. فإننا السبب في حضوره إلى هنا!».

ومرت الدقائق بطيئة..وهما ينصتان إلى أي صوت حولهما.. ماذا يحدث؟ أين الباقون؟

وأخيرًا، سمعا صوت جلبة أعلنت عودة (هاجريد).. وكان معه (مالفوي) و(نيفيل) و(فانج)، وكان (هاجريد) يزمجر غضبًا.. يبدو أن (مالفوي) قد اختبأ وراء (نيفيل).. ثم فاجأه قافزًا، فاعتقد (نيفيل) أن هناك من يهاجمه، فأطلق الشرارة الحمراء!

قال (هاجريد): «سنكون محظوظين لو عثرنا على شيء بعد ما فعله هذا الصبي، سنقوم بتغيير المجموعات.. (نيفيل) و(هرمايني) يبقيان معي.. وأنت يا (هاري) مع (فانج) وهذا الغبي»، ثم همس إلى (هاري): «أنا آسف ولكنه لن يخيفك بسهولة! وعلينا أن ننهي هذا العمل».

ومضت نصف ساعة و(هاري) ومعه (مالفوي) و(فانج) يسيرون في الغابة.. حتى أصبح الطريق صعبًا.. وازدادت الأشجار كثافة، ورأى (هاري) الدماء على جذور الشجر.. فتأكد أن وحيد القرن كان يترنح في المكان وأنه قريب منهم.. ورأى بقعة كبيرة على الأرض، فهتف: «انظر..» ورفع يده؛ ليوقف (مالفوي).

وجدا شيئًا ضخمًا أبيض على الأرض.. فاقتربا قليلًا..

كان وحيد القرن.. ميتًا.. لم ير (هاري) في حياته شيئًا جميلًا وحزينا مثل هذا.. كانت قدماه ممددتيْن على الأرض.. وغرته الخالصة البياض منتشرة فوق ورق الشجر.. كان يرقد في سكون تام.. خطا (هاري) خطوة في اتجاهه.. لكنه سمع صوت شيء زاحف يقترب؛ فتجمد في مكانه، ثم انفرجت شجيرة قريبة، ورأى مخلوقًا مغطى الرأس يزحف كالوحش متجهًا نحو وحيد القرن.. ونظر (هاري) إليه بذهول وهو يقترب من جُرح وحيد القرن، ثم بدأ يشرب من دمائه.

«آآآآآآآآا غ غ!».

صرخ (مالفوي) صرخة عالية.. ونبح (فانج) بأعلى صوته.. وانطلق كلاهما مبتعديْن جريًا.. رفع المخلوق الغامض رأسه ونظر إلى (هاري) والدماء تتساقط من فمه.. ثم وقف على قدميه واتجه ناحية (هاري) الذي شله الرعب ووقف بلا حراك!

ثم شعر (هاري) بألم رهيب في رأسه.. وكأن النار قد اشتعلت في ندبته.. وحاول (هاري) التراجع إلى الخلف، وقد أعماه ألم رأسه وسمع صوت حوافر تجري خلفه، ثم قفز شيء من فوقه ووقف أمامه مواجهًا المخلوق إلا أن (هاري) سقط على ركبتيه من الألم.

ومرت دقيقة أو اثنتان.. ثم زال الألم.. ونظر (هاري) أمامه.. كان المخلوق المتخفي قد اختفى، ورأى أمامه قنطورًا.. لم يكن (رونان) ولا (بين).. كان أصغر سنًّا منهما.. ذا شعر أشقر وجسم صغير!

قال وهو يرفع (هاري) من يده عن الأرض: «هل أنت بخير؟».

قال (هاري): «نعم.. شكرًا.. ماذا كان هذا؟».

لم يرد القنطور.. ولكن نظر إلى (هاري) بعينيه الزرقاوين.. وتركزت نظراته على ندبته التي ازرقَّ لونها، ثم قال: «أنت (بوتر).. يجب أن تعود إلى (هاجريد).. الغابة ليست آمنة في هذا الوقت، خاصة بالنسبة لك! اسمي (فيرتز).. هل تجيد ركوب الخيل؟ سنصل أسرع بهذه الطريقة».

وانحنى؛ حتى يتمكن (هاري) من الركوب على ظهره.. وسمعا صوت حوافر أخرى وظهر (رونان) و(بين) من بين الأشجار، قادميْن بكل سرعة، وقال (بين): «(فيرتز).. ماذا تفعل؟ إنسان فوق ظهرك؟ ألا تخجل من هذا؟ هل أنت حصان عادي؟».

رد (فيرتز): «هل تعرف من هذا؟ إنه الفتى (بوتر).. كلما أسرع في مغادرة الغابة.. كان ذلك أفضل..».

زمجر (بين) قائلًا: «ما الذي أخبرته به يا (فيرتز)؟ لقد أقسمنا على ألا نقف ضد السماء؟ مهما كان ما نكتشفه من قراءتنا في حركة الكواكب..».

حرك (رونان) أقدامه على الأرض بعصبية وقال بصوته الحزين: «أنا متأكد أن (فيرتز) اعتقد أنه يعمل من أجل الصالح».

ضرب (بين) الأرض بقدميه الخلفيتين وقال: «من أجل الصالح! وما دخلنا نحن بهذا؟ لا شأن للقناطير إلا بالتنبؤ! وليس لنا أن نتجول في المكان مثل الحمير بحثًا عن البشر الضائعين في غابتنا!».

شب (فيرتز) فجأة على قدميه الخلفيتيْن بغضب حتى إن (هاري) اضطر للتشبث بكتفيه؛ حتى لا يقع من على ظهره وصاح بـ(بين): «هل رأيت الحصان وحيد القرن؟ ألم تفهم لماذا قُتل؟ ألم تخبرك النجوم بالسر؟ سأكون ضد كل ما هو شرير في هذه الغابة.. حتى لو تعاونت مع البشر.. إذا اضطررت لذلك!».

ودار (فيرتز) حول نفسه.. وتمسك به (هاري) بقدر ما يستطيع.. وانطلق بين الأشجار.. تاركًا الاثنيْن خلفه!

لم يفهم (هاري) شيئًا مما يحدث.. وسأل (فيرتز): «ما الذي جعل (بين) غاضبًا كل هذا الغضب؟ وما المخلوق الذي أنقذتني منه؟».

أبطأ (فيرتز) في سيره.. وحذر (هاري) وطلب منه خفض رأسه؛ حتى لا يصطدم بالأغصان المتدلية على ارتفاع قصير.. لكنه لم يُجبه عن أسئلته.. وظلا يسيران في صمت.. حتى ظن (هاري) أن (فيرتز) لا يريد الكلام معه.. وفي أثناء مروره بمنطقة كثيفة الأشجار.. توقف فجأة.

وقال: «..(هاري بوتر).. هل تعرف: فيم يستخدم دم الحصان وحيد القرن؟».

قال (هاري) الذي فوجئ بالسؤال الغريب: «لا.. لا أعرف! لقد استخدمنا القرون وشعر الذيل فقط في صنع الوصفات».

قال: «شيء رهيب أن تذبح وحيد القرن.. إنها جريمة لا يرتكبها إلا شخص ليس لديه ما يخسره.. إن دم وحيد القرن ينقذك من الموت، ويبقيك حيًّا، حتى لو كنت على بُعد خطوة من الموت.. لكن الثمن هو قتل مخلوق مسالم وبريء؛ ولهذا تعيش بقية حياتك ملعونًا منذ اللحظة التي تلمس فيها الدماء شفاهك!».

حملق (هاري) في رأس (فيرتز) الذي كان يبدو فضيًّا في نور القمر، وقال: «لكن، من يريد أن يعيش بقية حياته ملعونًا.. إن الموت أفضل له.. أليس كذلك؟!».

قال: «هذا صحيح.. لكن.. إذا كنت مضطرًّا للانتظار حتى تشرب شيئًا آخر يعيد لك حياتك وقوتك وحيويتك.. شيئًا يجعلك لا تموت أبدًا.. سيد (بوتر).. هل تعرف ما الشيء المخبأ في المدرسة الآن؟».

(هاري): «حجر الفيلسوف! آه.. إكسير الحياة!.. ولكنني لا أفهم من...».

(فيرتز): «ألا يخطر في بالك شخص ما.. شخص ينتظر منذ سنين طويلة ليعود إلى قوته.. شخص متمسك بالحياة وينتظر فرصة العودة؟!».

وكأن قبضة حديدية قد انقضت على قلب (هاري) وعصرته.. وتذكر ما قاله (هاجريد) له في أول لقاء لهما: «يقول البعض إنه مات.. ولكنني لست متأكدًا إن كان لا يزال آدميًّا بما يكفي لكي يموت!».

قال (هاري): «هل تظن أنه فولـ...».

وفجأة، ظهرت (هرمايني) تجري نحوهما وتصيح: «(هاري).. (هاري).. هل أنت بخير؟».

وكان (هاجريد) يسرع وراءها!

قال (هاري) وهو لا يكاد يدري بما يقوله: «إنني بخير.. لقد مات الحصان وحيد القرن.. إنه هناك في هذه الساحة!».

قال (فيرتز) و(هاجريد) يتجه نحو الحصان: «(بوتر).. أتركك هنا.. أنت الآن في أمان»، وانزلق (هاري) نازلًا من فوق ظهره وأكمل (فيرتز) قائلًا: «أتمنى لك حظًّا سعيدًا.. وتذكر أن قراءة النجوم قد تكون خاطئة أحيانًا.. حتى لو كان من يقرؤها قنطورًا.. أتمنى أن تكون هذه واحدة من القراءات الخاطئة!».

واستدار، وانطلق داخل الغابة، تاركًا (هاري) وراءه غارقًا في التفكير!

كان (رون) نائمًا في الغرفة العامة في انتظارهما وهو يهذي في نومه بشيء حول ضربة حرة في (الكويدتش)، وهزه (هاري) بشدة؛ لكي يوقظه، وفي ثوانٍ أطلعه هو و(هرمايني) على كل ما حدث في الغابة.

وكان (هاري) يرتعد وهو يدور ويتحرك أمام المدفأة.

قال: «إن (سنايب) يريد الحجر من أجل (فولدمور) الذي ينتظره في الغابة.. وكنا طوال الوقت نظن أنه يريد الحجر حتى يصبح غنيًّا!».

قال (رون) هامسًا برعب وكأن (فولدمور) يستطيع سماعهم: «توقف عن ذكر الاسم!».

لكن (هاري) كان يفكر بشكل آخر.. قال: «لقد أنقذني (فيرتز) وما كان يجب عليه أن يفعل ذلك؛ ولذلك غضب (بين) وقال له إنه يتدخل في عمل النجوم.. وكان على (فيرتز) أن يتركه يقتلني.. هكذا تقول النجوم.. إن (فولدمور) سيعود ليقتلني!».

همس (رون): «ألا تتوقف عن ترديد هذا الاسم!».

وأكمل (هاري): «الآن.. كل ما عليَّ أن أنتظره هو أن يسرق (سنايب) الحجر، بعدها يصبح (فولدمور) قادرًا على الحضور والقضاء عليَّ! حسنًا، أظن أن (بين) سيكون سعيدًا بذلك».

ورغم خوف (هرمايني).. فإنها قالت: «اسمع يا (هاري).. يقول الجميع إن (دمبلدور) هو الشخص الوحيد الذي يخافه (أنت ــ تعرف ــ من).. ومع وجود (دمبلدور) حولنا، لن يجرؤ على أن يلمسك.. وعلى كل حال، من قال إن القنطور على حق؟ إن ذلك يبدو مثل قراءة الطالع.. وقد قالت لنا الأستاذة (ماكجونجال) إنه فرع غير دقيق من فروع السحر!».

عندما توقفوا عن الكلام كان الفجر قد بدأ في الظهور.. ذهبوا متعبين للنوم.. لكن مفاجآت الليلة لم تكن قد انتهت! فعندما رفع (هاري) الغطاء عن فراشه.. وجد عباءة الإخفاء مطوية بعناية تحت الغطاء.. ومعها رسالة تقول:

«فقط.. عند الضرورة»! !