×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

هاري بوتر وحجر الفيلسوف, ١١ كـــويـــدتــش

١١ كـــويـــدتــش

مع بداية شهر نوفمبر، اشتدت برودة الجو، وغطت الثلوج الجبال المحيطة بالمدرسة.. وتحولت البحيرة إلى كتلة من الصُّلب، وفي كل صباح كان الجليد يغطي الأرض.. ومن النوافذ العليا كان من الممكن رؤية (هاجريد) يرتدي حذاءً جلديًّا طويلًا، وقفازات من فرو الأرنب، وعباءة جلدية طويلة.. وهو يزيل الثلوج عن مقشات (الكويدتش) ويلفها في ربطة من الجلد.

وبدأ موسم (الكويدتش).. وتقرر أن يلعب (هاري) مباراته الأولى يوم السبت، بعد أسابيع من التمرين.. حيث سيلعب (جريفندور) ضد (سليذرين).. وإذا كسب (جريفندور) المباراة يصبح في المركز الثاني في بطولة المنازل.

لم يَرَ أحد (هاري) في أثناء التمرين.. كانت هذه هي خطة (وود) أن يحتفظ به سلاحًا سريًّا.. حتى اللحظة الأخيرة! لكن الأخبار تسربت على كل حال، وعرف الجميع أن (هاري) سيلعب في مركز الباحث في الفريق! ولم يعرف (هاري) أيهما أسوأ: هؤلاء الذين يقولون له: إنه سيكون عظيمًا أم أولئك الذين يقولون: إنهم سيجرون تحته وهم يحملون وسادة؛ تحسبًا لسقوطه؟!

وكان من حسن حظ (هاري) أن جمعت الصداقة بينه وبين (هرمايني).. فقد ساعدته في تأدية واجباته المدرسية الكثيرة.. حتى أصبح لديه وقت كافٍ لتمارين اللحظة الأخيرة التي كان (وود) يفرضها عليهم.. وأعطته أيضًا كتاب (كويدتش عبر العصور) الذي استفاد منه كثيرًا.

عرف (هاري) من الكتاب أن هناك ٧٠٠ طريقة لارتكاب الأخطاء المتعمدة في لعبة (الكويدتش) وأنها كلها حدثت في مباراة بطولة العالم لعام ١٤٧٣ وعرف أيضًا أن الباحثين هم أسرع اللاعبين وأصغرهم حجمًا وأكثرهم تعرضًا للحوادث الخطيرة في أثناء اللعب، ورغم قلة عدد من تعرضوا للموت في أثناء لعب (الكويدتش) فإن الحكام كثيرًا ما يختفون في أثناء المباريات ثم يظهرون بعدها بشهور في إحدى الصحاري!

وأصبحت (هرمايني) أكثر تساهلًا في مخالفة التعليمات، منذ اليوم الذي أنقذ (هاري) و(رون) حياتها من الغول الجبلي؛ مما جعلها أكثر لطفًا.. وفي اليوم السابق على المباراة، خرج ثلاثتهم إلى الفناء المغطى بالثلج خلال فترة راحتهم، واستعانت بالسحر لإشعال نيران زرقاء يمكنهم حملها معهم داخل برطمان زجاجي لتدفئتهم.. وكانوا يقفون والنيران خلفهم، عندما مر بهم الأستاذ (سنايب) وكان يعرج في سيره.. واقترب الثلاثة بعضهم من بعض؛ حتى يخفوا عنه النيران.. فقد كانوا واثقين من أنه سيقول إنها ممنوعة.. ويبدو أنه قرأ الشعور بالذنب في وجوههم؛ لأنه اقترب منهم.. ورغم أنه لم يَرَ النار، فإنه كان من الواضح أنه يبحث عن سبب لعقابهم.

قال: «(بوتر).. ما هذا الذي في يدك؟!».

(هاري): «إنه كتاب (كويدتش عبر العصور)».

(سنايب): «ألا تعلم أنه ممنوع خروج الكتب من المكتبة».

ومد يده وخطف الكتاب وقال: «مخصوم من (جريفندور) خمس درجات!».

تمتم (هاري) بغضب بينما (سنايب) يبتعد وهو يعرج: «لقد اخترع هذه القاعدة الآن.. تُرَى، ماذا حدث لقدمه؟».

قال (رون) بمرارة: «لا أعرف.. وإن كنت أتمنى أن تؤلمه حتى الموت».

في المساء، كانت الغرفة العامة في (جريفندور) شديدة الضوضاء وجلست (هرمايني) مع (هاري) و(رون) بجوار النافذة، تُراجِع معهما واجب التعاويذ، لم تكن تسمح لهما بالنقل منها، وتقول: «كيف ستتعلمان؟» ولكنهما كانا يطلبان منها أن تقرأ لهما بصوت عالٍ، وكانا يعرفان الإجابة على أية حال.

كان (هاري) شديد القلق.. يريد كتاب (كويدتش عبر العصور)؛ حتى تخفف قراءته من القلق الذي يشعر به، خاصة أن المباراة غدًا.. لماذا يخاف من (سنايب)؟ وقف فجأة وقال: «سأذهب إلى (سنايب) وأطلب منه الكتاب!».

ولم يستمع لاعتراضهما.. كانت لديه فكرة أنه لن يستطيع الرفض لو أن هناك بعض الأساتذة يشاهدونه.

وأسرع إلى حجرة الأساتذة وطرق الباب، لكنه لم يسمع ردًّا.. طرقه مرة أخرى.. فلم يرد أحد.. فكر أن الأستاذ قد يكون ترك الكتاب في الداخل.. كان الأمر يستحق المحاولة.. ففتح جزءًا من الباب، وتسلل برأسه ينظر في صمت.. ورأى منظرًا مخيفًا!

رأى (سنايب) و(فيلش) معًا وحدهما، وكان (سنايب) قد رفع عباءته عن ساقيه.. وكانت إحدى ركبتيه تنزف دمًا وبها جرح عميق.. وكان (فيلش) يعطيه الضمادات.

وسمع (هاري) (سنايب) يقول: «شيء رهيب! كيف يمكن مراقبة الرءوس الثلاثة في نفس الوقت؟».

حاول (هاري) أن يغلق الباب بهدوء.. لكن...

«(بوتر)! !».

كان (سنايب) يتلوى من الغضب.. وأسقط عباءته بسرعة؛ ليخفي جرحه..

بلع (هاري) ريقه بصعوبة وقال: «أريد كتابي.. لو سمحت!».

«اخرج حالًا! !».

أسرع (هاري) خارجًا قبل أن يعاقبه (سنايب) بخصم نقاط من (جريفندور) وعاد إلى زميليه!

سأله (رون): «هل أحضرت الكتاب؟ ماذا حدث؟».

وأخبرهما (هاري) همسًا بكل ما رآه!

أنهى كلامه قائلًا: «هل تعرفان معنى هذا؟ لقد حاول أن يعبر بجوار الكلب ذي الرءوس الثلاثة في يوم الهالووين؛ ولهذا رأيناه يومها.. إنه يبحث عن الشيء الذي يحرسه الكلب.. وأراهن أنه هو الذي أحضر الغول إلى المدرسة؛ حتى ينشغل به الجميع، ويجد هو فرصته!».

اتسعت عينا (هرمايني) وقالت: «لا.. لا أصدق هذا.. إنه أستاذ قاسٍ ومكروه، ولكنه لا يجرؤ على الاستيلاء على شيء يحتفظ به (دمبلدور)!».

قال (رون): «الحقيقة يا (هرمايني) أنكِ تظنين أن الأساتذة كلهم ملائكة، لكن هذا غير صحيح.. إنني أتفق مع (هاري) في رأيه! ولا أستبعد شيئًا عن (سنايب). ولكن ما الشيء الذي يسعى للاستيلاء عليه؟ ما الذي يحرسه هذا الكلب؟».

في هذه الليلة، حاول (هاري) أن ينام دون فائدة؛ كانت الأسئلة تؤرقه.. رغم أنه يحتاج إلى الراحة.. فغدًا أولى مبارياته.. كان (نيفيل) يغطُّ بصوت عالٍ ولكن (هاري) لم يستطع النوم.. حاول أن يخلي عقله، ولكن تعبير وجه (سنايب) عندما رأى (هاري) جرحه كان شيئًا لا يُنسى!

في الصباح التالي، كان الجو مشرقًا وباردًا.. وكانت رائحة الطعام في البهو العظيم شهية.. والكل يثرثر في مرح؛ انتظارًا للمباراة الهامة!

حاول أصدقاء (هاري) إغراءه بتناول بعض الطعام..

قالت (هرمايني): «يجب عليك أن تأكل شيئًا».

(هاري): «لا أريد أي شيء».

(هرمايني): «قطعة توست صغيرة فقط».

(هاري): «لست جائعًا».

كان يشعر بالخوف العميق؛ فبعد ساعة واحدة سيكون في طريقه إلى الملعب!

قال (شيموس): «إنك في حاجة إلى عافيتك يا (هاري)، فالباحثون هم أكثر من يتعرضون إلى العنف من الفريق المنافس».

قال (هاري) وهو يراقب (شيموس) وهو يضع الكاتشاب على السجق: «شكرًا يا (شيموس)».

في الساعة الحادية عشرة، خرجت المدرسة كلها إلى الملعب.. وجلسوا في المدرجات حول ملعب (الكويدتش).. كان الكثيرون منهم يحملون النظارات المكبرة.. ورغم أن المقاعد ترتفع عاليًا في الهواء فإن متابعة ما يحدث في المباراة يكون صعبًا أحيانًا!

ووقفت (هرمايني) و(رون) ومعهما (نيفيل) و(شيموس) و(دين) في المقدمة.. كانوا قد أعدوا مفاجأة لـ(هاري) وصنعوا لافتة كبيرة من القماش على إحدى الملاءات التي أفسدها (سكابرز).. ورسم عليها (دين) صورة لأسد (جريفندور) وكتبوا عليها (بوتر.. الرئيس..). .وبواسطة سحر خاص صنعته (هرمايني).. كانت الكلمات تلمع بأضواء وألوان تتغير من وقت لآخر.

في ذلك الوقت، كان (هاري) في غرفة تبديل ملابس اللاعبين، وأخذ (هاري) وجميع اللاعبين يبدلون ملابسهم بملابس بنفسجية.. (سليذرين تلعب باللون الأخضر).

والتف اللاعبون حول (وود) الذي قال: «أيها الرجال».

احتجت (إنجلينا جونسون) وهي إحدى المطاردات قائلة: «والسيدات».

وافقها (وود): «نعم الرجال والسيدات.. هذا هو...».

قال (فريد ويزلي): «هذا هو اليوم الفاصل».

قال (جورج): «اليوم الذي انتظرناه طويلًا».

قال (فريد) لـ(هاري): «إننا نحفظ خطب (أوليفر) عن ظهر قلب، فقد كنا في الفريق العام الماضي».

قال (وود): «اسكتا أنتما الاثنان، هذا هو أفضل فريق لـ(جريفندور) منذ سنوات.. نحن ذاهبون لنكسب المباراة.. وسنكسبها.. أنا متأكد من ذلك..».

ثم أدار نظره بينهم وكأنه يحذرهم من عدم الفوز.

وقال: «هيا.. لقد حان الوقت.. حظًّا سعيدًا لكم جميعًا!».

وخرج (هاري) إلى الملعب وراء (فريد) و(جورج) وهو يرجو ألا تخونه ساقاه.. وتعالت صيحات الهتاف والتشجيع!

كان الحكم مدام (هوتش).. ووقفت في منتصف الملعب منتظرة وصول الفريقين.. وفي يدها مقشتها!

وعندما اجتمعوا حولها قالت: «اسمعوا جميعًا.. أريد مباراة جميلة ونظيفة.. هل فهمتم؟!».

شعر (هاري) أنها تنظر إلى (ماركوس فلينت) كابتن فريق (سليذرين) وهو طالب في السنة السادسة، وفكر (هاري) في أنه يشبه الغول إلى حدٍّ ما.. ونظر (هاري) بطرف عينيه.. ورأى أصدقاءه يحملون اللافتة.. قفز قلبه فرحًا.. وشعر بالكثير من الشجاعة!

قالت الحكم: «هيَّا.. امتطوا المقشات!».

أسرع (هاري) يمتطي (نيمبوس ٢٠٠٠)!

أطلقت السيدة (هوتش) صفارة طويلة من صفارتها الفضية.. وانطلقت خمس عشرة مقشة إلى أعلى.. وأصبحوا جميعًا في الفضاء!

وبدأت المباراة.. وأخذ المذيع يقول: «ها هي ذي الكوافل تذهب إلى (إنجلينا جونسون) مطاردة (جريفندور). إنها مطاردة رائعة.. وجذابة أيضًا..».

كانت الأستاذة (ماكجونجال) تشرف على التعليق الذي يقوم به (لي جوردان) صديق التوءم (ويزلي) فصرخت فيه: «جوردان!».

قال (جوردان): «آسف يا أستاذة»، وواصل: «إنها تتحرك ببراعة.. قذفت الكرة برشاقة إلى (أليسيا سبينت).. اكتشاف جيد لـ(أوليفر وود) العام الماضي.. عادت الكرة لـ(جونسون) و... لا، أخذت (سليذرين) الكوافل..أخذها كابتن فريق (سليذرين) (فلينت) وانطلق بها.. إن (فلينت) يطير مثل النسر هناك في الأعلى، ويبدو أنه سيحرز هد.... لا، لقد صدها حارس (جريفندور وود) بحركة بارعة، وأخذت (جريفندور) الكوافل ــ هذه هي مطاردة (جريفندور) كاتي بيل.. مراوغة بارعة حول (فلينت) وصعود رائع و..ااااااخ.. هذا شيء مؤلم بالتأكيد، لقد ضربها (بلادجر) في مؤخرة رأسها.. ذهبت الكوافل إلى (سليذرين).. ها هو ذا (أدريان بوسي) يتجه نحو الأطواق ولكن يوقفه (بلادجر) دفعه نحوه (فريد) أو (جورج ويزلي)، لا أستطيع أن أفرق بينهما.. هي لعبة جميلة من أحد ضاربي (جريفندور) على أية حال، وعادت الكوافل لحيازة (جونسون) والطريق مفتوح أمامها إلى المرمى. وها هي ذي تطير في اتجاهه وتتفادى (بلادجر) سريعة.. المرمى مفتوح أمامها.. هيا، الآن يا (إنجلينا). حارس (سليذرين) (بليتشلي) يحاول صدها ولكنه يفشل.. هدف.. هدف لـ(جريفندور) أحرزته (إنجلينا)..!».

وملأ هتاف وتشجيع (جريفندور) الجو مختلطًا بصفير وصيحات استهجان (سليذرين).

وصل (هاجريد) وجلس بجوار (رون) و(هرمايني) اللذين انحشرا معًا ليوسعا له مكانًا بجوارهما، وقال وهو يحمل نظارته المكبرة: «مشاهدة المباراة واضحة من بيتي.. ولكنها تكون ممتعة وسط الجماهير.. لا أثر للكرة الذهبية حتى الآن!».

قال (رون): «لا.. (هاري) لم يظهر بعد!».

رد (هاجريد): «يبعدونه عن المتاعب؛ حتى يجد الكرة». ورفع نظارته ووجهها في اتجاه (هاري).

وفي الفضاء.. كان (هاري) ينكمش بعيدًا بعض الشيء حسب الخطة التي وضعها مع الكابتن (وود) الذي قال له: «ابتعد عن الطريق حتى تظهر لك الكرة الذهبية.. وقتها اهجم قبل أن يلحق بها باحث الفريق الآخر!». وكان (هاري) يركز في البحث عن الكرة الذهبية، ولمح مرة لمعانًا ذهبيًّا اتضح أنه انعكاس من ساعة يد واحد من التوءم (ويزلي).. لكن.. عندما أحرزت (إنجلينا) هدفها.. تحرك (هاري) صائحًا ومهللًا.. ورآه أحد الضاربين.. ورمى عليه (بلادجر) سريعة مثل طلقة المدفع.. ولكنه تحول عن طريقها في اللحظة الأخيرة.. وأسرع (فريد ويزلي) يطاردها!

وقال: «ابتعد يا (هاري).. إنها تحت السيطرة»، وقذفها بكل قوته في اتجاه (ماركوس فلينت)..

وكان (جوردان) يقول: «الكوافل مع (سليذرين).. المطارد (بوسي) يتفادى اثنتين من البلادجر، واثنين من آل (ويزلي)، والمطاردة (بيل) ويسرع نحو.. لحظة.. ما هذا؟ أهي الكرة الذهبية؟!».

وسرت همهمة بين الجمهور عندما أسقط (أدريان بوسي) الكوافل وانشغل بالنظر من فوق كتفه إلى الشيء الذهبي اللامع الذي مر بجوار أذنه.

رآها (هاري).. واتجه نحوها بسرعة هائلة، ورآها أيضًا (تيرانس هيجس) باحث فريق (سليذرين).. وأسرعا معًا في اتجاهها كتفًا بكتف، ونسي كل المطاردين ما عليهم أن يفعلوه، ووقفوا في أماكنهم يشاهدون ما يحدث.

كان (هاري) أسرع من (هيجس).. وكان يرى الكرة الصغيرة وجناحاها يرفرفان على البعد وزاد (هاري) من سرعته.

«ها هام..» ارتفع زئير الغضب من مشجعي (جريفندور).. فقد تعمد (ماركوس فلينت) أن يصدم (هاري) بعنف وكاد يسقط من فوق مقشته إلا أنه تمسَّك بها لينقذ حياته.

صرخ جمهور (جريفندور): «خطأ متعمد!».

تحدثت الحكم (هوتش) بعنف إلى (فلينت).. وأعطت (جريفندور) ضربة جزاء.. لكن الكرة الذهبية اختفت!

صرخ (دين توماس): «اطرديه..أين الكارت الأحمر؟!».

ونبهه (رون): «هذه ليست كرة قدم.. لا تستطيع طرد أحد في (الكويدتش).. ثم ما الكارت الأحمر؟».

ولكن (هاجريد) كان في صف (دين): «يجب أن يغيروا القوانين! كاد (فلينت) أن يسقط (هاري) من فوق مقشته!».

وكان من الصعب على (جوردان) ألا يتحيز: «والآن بعد هذه الخدعة الواضحة المثيرة للاشمئزاز...».

زمجرت الأستاذة (ماكجونجال): «(جوردان)!».

(جوردان): «أقصد بعد هذا الخطأ المتعمد المقزز...».

«إنني أحذرك يا (جوردان)...».

(جوردان): «حسنًا، حسنًا.. ها هي ذي المباراة تستمر.. بعد أن كاد (فلينت) يقتل باحث (جريفندور) وهو ما يمكن أن يحدث لأي شخص.. ضربة جزاء لـ(جريفندور).. تتصدى لها (سبنيت) ولكنها تفشل في إحراز هدف.. ومع ذلك فلا تزال الكوافل مع (جريفندور)!».

ثم حدث كل شيء فجأة.. تفادى (هاري) ضربة (بلادجر) أخرى، لكن بصعوبة بالغة، فقد اهتزت العصا في يده.. وشعر للحظة أنه على وشك السقوط.. وبدأت مقشته تتحرك حركات مضادة لما يريده.. أخذت تصعد به إلى أعلى.. وأعلى.. ثم تهبط فجأة.. وتحركت يمينًا ويسارًا.. وهي تهتز بشدة.. وكأنها تريد أن تسقطه من فوقها.. واضطر (هاري) إلى أن يقبض عليها بكل قوة؛ بيديه وركبتيه.. ولكنها استمرت في اهتزازها العنيف.. ولم يكن هذا من عادة (نيمبوس ٢٠٠٠)؛ لذلك حاول (هاري) أن يعود بها إلى أعمدة المرمى وهو يفكر في أن يقول لـ(وود) أن يطلب وقتًا مستقطعًا.. ولكنه اكتشف أن مقشته خرجت تمامًا عن السيطرة.. ولم يستطع أن يديرها أو يوجهها كما يريد.. كانت تطير في خط متعرج، وتقوم كل فترة بقفزة قوية تهدد (هاري) بالسقوط.

وكان (لي) مستمرًّا في تعليقه: «الكرة في حوزة (سليذرين).. الكوافل مع (فلينت) يمر بجوار (سبينت) ويمر بـ(بيل) ــ يضربه (بلادجر) في وجهه.. أرجو أن يكون قد كسر أنفه.. مجرد مزاح يا أستاذة ليس إلا.. أحرز (سليذرين) هدفًا..».

وارتفع هتاف وصياح جمهور (سليذرين).. ولكنَّ أحدًا لم يلحظ حتى الآن ما يحدث لـ(هاري) وتصرفات مقشته الغريبة التي كانت تأخذه ببطء إلى أعلى بعيدًا عن المباراة وهي لا تنقطع عن الاهتزازات القوية!

لكن (هاجريد) قال هامسًا وهو ينظر في نظارته المكبرة: «لست أدري ماذا يحدث لـ(هاري).. لو لم أكن خبيرًا بالمقشات لقلت: إنه لا يستطيع السيطرة على مقشته..».

فجأة، بدأ الجمهور يشير إلى (هاري).. بدأت مقشته تدور وتدور بسرعة هائلة.. ثم انتفضت نفضة قوية وانزلق (هاري) عنها، لم يعد يمسكها إلا بيد واحدة.. وصرخت الجماهير.. وهو يوشك على السقوط.

همس (شيموس): «هل حدث لها شيء عندما اعترض (فلينت) طريقه؟».

قال (هاجريد) بصوت مرتعش: «مستحيل.. مستحيل.. لا شيء يمكن أن يؤثر في (نيمبوس ٢٠٠٠) إلا السحر الأسود.. لا يستطيع تلميذ أن يفعل هذا..».. وفي هذه اللحظة، أمسكت (هرمايني) بنظارة (هاجريد) المكبرة.. لكن بدلًا من النظر إلى (هاري) حولتها إلى الجمهور وأخذت تدقق البحث!

قال (رون) وقد أصبح وجهه رماديًّا: «ماذا تفعلين؟».

وصرخت: «أعرف هذا.. انظر.. إنه (سنايب)!».

خطف (رون) منها النظارة ورأى (سنايب) كان يقف وسط المشاهدين في المدرج المقابل، وقد ركز نظراته على (هاري)، وأخذ يتمتم بكلمات غامضة متواصلة دون توقف!

قالت (هرمايني): «إنه يلقي بتعويذة على المقشة!».

(رون): «وماذا نفعل؟».

(هرمايني): «أنا التي سأفعل!».

وقبل أن ينطق (رون) بكلمة أخرى، اختفت (هرمايني).. وحول (رون) نظارته إلى (هاري)، كانت مقشته لا تزال تهتز بشدة، وأصبح من الصعب عليه أن يظل متعلقًا بها لفترة أطول. كانت الجماهير كلها قد وقفت الآن وأخذت تشاهد وهي مرعوبة التوءم (ويزلي) وهما يطيران إلى أعلى ويحاولان إنقاذ (هاري) وجذبه ليجلس على واحدة من مقشتيْهما ولكنهما فشلا في ذلك.. في كل مرة كانا يقتربان منه، كانت المقشة تطير مبتعدة إلى أعلى فنزلا إلى أسفل قليلًا، وأخذا يدوران على أمل أن يلتقطاه إذا سقط، وفي نفس الوقت التقط (ماركوس فلينت) الكوافل وأحرز خمسة أهداف أخرى دون أن يلاحظ أحد ذلك.

تمتم (رون) يائسًا: «هيا يا (هرمايني)».

أخذت (هرمايني) تشق طريقها بين الجماهير.. بسرعة وقوة.. بل بعنف، ولم تهتم حتى عندما اصطدمت بالأستاذ (كويريل).. ولم تقف لتعتذر له، إلى أن أصبحت خلف الأستاذ (سنايب) مباشرة.

نزلت على ركبتيها.. وأخرجت عصاها.. وتمتمت ببعض الكلمات المختارة.. وانطلقت من عصاها شعلة زرقاء أمسكت بعباءة (سنايب) ولم تنقضِ أكثر من ثلاثين ثانية حتى اكتشف (سنايب) أن ملابسه تحترق.. وانطلقت صرخة مفاجئة.. فعرفت أن خطتها قد نجحت.. فنقلت اللهب إلى البرطمان الصغير في جيبها وعادت عبر المدرجات. لن يعرف (سنايب) أبدًا ما حدث له.

وكان ذلك كافيًا.. هناك في الفضاء.. أصبح (هاري) فجأة قادرًا على العودة على ظهر مقشته.. والسيطرة عليها!

قال (رون): «(نيفيل).. يمكنك الآن أن تنظر!».

وكان (نيفيل) ــ منذ خمس دقائق ــ قد دفن رأسه في كتف (هاجريد) وانخرط في البكاء!

أسرع (هاري) هابطًا إلى الأرض، ورآه الجمهور وهو يضع يده على فمه وكأنه أصيب بالغثيان وسعل فخرج شيء ذهبي في يده!

وصاح: «الكرة الذهبية معي»، ولوح بها.

وانتهت المباراة! وبعد عشرين دقيقة، كان (فلينت) لا يزال يصرخ: «إنه لم يمسكها.. لقد ابتلعها!»، ولكن احتجاجه لم يحدث أي تغيير.. (هاري) لم يخالف القواعد.. وكان (لي جوردان) لا يزال يذيع النتيجة مرة بعد مرة.. سعيدًا ومهنئًا..

فاز (جريفندور) بـ ١٧٠ نقطة مقابل ٦٠.

ولم يسمع (هاري) أيًّا من هذا.. فقد أسرع مع (هرمايني) و(رون) لشرب كوب دافئ من الشاي في كوخ (هاجريد)!

وشرح (رون) لـ(هاري) كل ما حدث.. وقال له: «إنه (سنايب)..رأيناه أنا و(هرمايني)، كان يلقي تعويذة على مقشتك.. ولم يرفع عينيه عنك!».

قال (هاجريد) الذي لم يلحظ شيئًا مما يحدث بجواره في المدرجات: «كلام فارغ..لماذا يفعل (سنايب) شيئًا مثل هذا؟».

نظر الثلاثة بعضهم إلى بعض وتساءلوا: هل يخبرونه بما يعرفونه؟ وأخيرًا قرر (هاري) الكلام!

قال (هاري): «لأنني اكتشفت شيئًا عنه.. لقد حاول يوم الهالووين أن يمر من الكلب ذي الرءوس الثلاثة، ولكن الكلب عضه.. كان يحاول سرقة الشيء الذي يحرسه الكلب».

وسقط إبريق الشاي من يد (هاجريد)!

وقال: «كيف عرفتم هذه الأشياء عن (فلافي)؟».

صاحوا: «فلافي! !».

قال: «نعم.. الكلب.. إنه ملكي.. اشتريته من رجل دينٍ يونانيٍّ.. قابلته في العام الماضي.. وقد أعرته إلى (دمبلدور)؛ ليحرس الـ...».

(هاري): «ماذا؟».

قال (هاجريد) غاضبًا: «الآن.. لا تسألوني أكثر من ذلك.. إنه شيء سري للغاية».

(رون): «لكن (سنايب) حاول سرقته!».

(هاجريد): «كلام فارغ.. (سنايب) مدرس في (هوجوورتس).. ولا يفعل شيئًا كهذا!».

صرخت (هرمايني): «إذًا.. لماذا يحاول قتل (هاري)؟».

كانت أحداث اليوم قد نجحت في تغيير رأيها في الأستاذ (سنايب).

قالت: «(هاجريد).. إنني أعرف من يقرأ التعويذة عندما أراه.. لقد قرأت كل شيء عن هذا! يجب أن تركز نظراتك طوال الوقت.. ولم تطرف عين (سنايب) لحظة واحدة وهو ينظر إلى (هاري).. لقد رأيته!».

قال (هاجريد) بحرارة: «أقول لكم: إنكم مخطئون..حقيقة، إنني لا أعرف لماذا تصرفت مقشة (هاري) بهذه الطريقة.. لكنني متأكد أن (سنايب) لا يمكنه أن يقتل تلميذًا في المدرسة! والآن.. اسمعوا أنتم الثلاثة.. إنكم تتدخلون في أشياء لا تخصكم.. وهذا شيء خطير جدًّا.. يجب أن تنسوا هذا الكلب، وأن تنسوا الشيء الذي يحرسه.. إنه شيء سري بين (دمبلدور) و(نيكولاس فلامل)..».

صاح (هاري): «آهٍ.. إذًا يوجد شخص اسمه (نيكولاس فلاميل).. مشترك في هذا! !».

وشعر (هاجريد) بغضب شديد من نفسه! !


١١ كـــويـــدتــش 11 Quidditch

مع بداية شهر نوفمبر، اشتدت برودة الجو، وغطت الثلوج الجبال المحيطة بالمدرسة.. وتحولت البحيرة إلى كتلة من الصُّلب، وفي كل صباح كان الجليد يغطي الأرض.. ومن النوافذ العليا كان من الممكن رؤية (هاجريد) يرتدي حذاءً جلديًّا طويلًا، وقفازات من فرو الأرنب، وعباءة جلدية طويلة.. وهو يزيل الثلوج عن مقشات (الكويدتش) ويلفها في ربطة من الجلد.

وبدأ موسم (الكويدتش).. وتقرر أن يلعب (هاري) مباراته الأولى يوم السبت، بعد أسابيع من التمرين.. حيث سيلعب (جريفندور) ضد (سليذرين).. وإذا كسب (جريفندور) المباراة يصبح في المركز الثاني في بطولة المنازل.

لم يَرَ أحد (هاري) في أثناء التمرين.. كانت هذه هي خطة (وود) أن يحتفظ به سلاحًا سريًّا.. حتى اللحظة الأخيرة! لكن الأخبار تسربت على كل حال، وعرف الجميع أن (هاري) سيلعب في مركز الباحث في الفريق! ولم يعرف (هاري) أيهما أسوأ: هؤلاء الذين يقولون له: إنه سيكون عظيمًا أم أولئك الذين يقولون: إنهم سيجرون تحته وهم يحملون وسادة؛ تحسبًا لسقوطه؟!

وكان من حسن حظ (هاري) أن جمعت الصداقة بينه وبين (هرمايني).. فقد ساعدته في تأدية واجباته المدرسية الكثيرة.. حتى أصبح لديه وقت كافٍ لتمارين اللحظة الأخيرة التي كان (وود) يفرضها عليهم.. وأعطته أيضًا كتاب (كويدتش عبر العصور) الذي استفاد منه كثيرًا.

عرف (هاري) من الكتاب أن هناك ٧٠٠ طريقة لارتكاب الأخطاء المتعمدة في لعبة (الكويدتش) وأنها كلها حدثت في مباراة بطولة العالم لعام ١٤٧٣ وعرف أيضًا أن الباحثين هم أسرع اللاعبين وأصغرهم حجمًا وأكثرهم تعرضًا للحوادث الخطيرة في أثناء اللعب، ورغم قلة عدد من تعرضوا للموت في أثناء لعب (الكويدتش) فإن الحكام كثيرًا ما يختفون في أثناء المباريات ثم يظهرون بعدها بشهور في إحدى الصحاري!

وأصبحت (هرمايني) أكثر تساهلًا في مخالفة التعليمات، منذ اليوم الذي أنقذ (هاري) و(رون) حياتها من الغول الجبلي؛ مما جعلها أكثر لطفًا.. وفي اليوم السابق على المباراة، خرج ثلاثتهم إلى الفناء المغطى بالثلج خلال فترة راحتهم، واستعانت بالسحر لإشعال نيران زرقاء يمكنهم حملها معهم داخل برطمان زجاجي لتدفئتهم.. وكانوا يقفون والنيران خلفهم، عندما مر بهم الأستاذ (سنايب) وكان يعرج في سيره.. واقترب الثلاثة بعضهم من بعض؛ حتى يخفوا عنه النيران.. فقد كانوا واثقين من أنه سيقول إنها ممنوعة.. ويبدو أنه قرأ الشعور بالذنب في وجوههم؛ لأنه اقترب منهم.. ورغم أنه لم يَرَ النار، فإنه كان من الواضح أنه يبحث عن سبب لعقابهم.

قال: «(بوتر).. ما هذا الذي في يدك؟!».

(هاري): «إنه كتاب (كويدتش عبر العصور)».

(سنايب): «ألا تعلم أنه ممنوع خروج الكتب من المكتبة».

ومد يده وخطف الكتاب وقال: «مخصوم من (جريفندور) خمس درجات!».

تمتم (هاري) بغضب بينما (سنايب) يبتعد وهو يعرج: «لقد اخترع هذه القاعدة الآن.. تُرَى، ماذا حدث لقدمه؟».

قال (رون) بمرارة: «لا أعرف.. وإن كنت أتمنى أن تؤلمه حتى الموت».

في المساء، كانت الغرفة العامة في (جريفندور) شديدة الضوضاء وجلست (هرمايني) مع (هاري) و(رون) بجوار النافذة، تُراجِع معهما واجب التعاويذ، لم تكن تسمح لهما بالنقل منها، وتقول: «كيف ستتعلمان؟» ولكنهما كانا يطلبان منها أن تقرأ لهما بصوت عالٍ، وكانا يعرفان الإجابة على أية حال.

كان (هاري) شديد القلق.. يريد كتاب (كويدتش عبر العصور)؛ حتى تخفف قراءته من القلق الذي يشعر به، خاصة أن المباراة غدًا.. لماذا يخاف من (سنايب)؟ وقف فجأة وقال: «سأذهب إلى (سنايب) وأطلب منه الكتاب!».

ولم يستمع لاعتراضهما.. كانت لديه فكرة أنه لن يستطيع الرفض لو أن هناك بعض الأساتذة يشاهدونه.

وأسرع إلى حجرة الأساتذة وطرق الباب، لكنه لم يسمع ردًّا.. طرقه مرة أخرى.. فلم يرد أحد.. فكر أن الأستاذ قد يكون ترك الكتاب في الداخل.. كان الأمر يستحق المحاولة.. ففتح جزءًا من الباب، وتسلل برأسه ينظر في صمت.. ورأى منظرًا مخيفًا!

رأى (سنايب) و(فيلش) معًا وحدهما، وكان (سنايب) قد رفع عباءته عن ساقيه.. وكانت إحدى ركبتيه تنزف دمًا وبها جرح عميق.. وكان (فيلش) يعطيه الضمادات.

وسمع (هاري) (سنايب) يقول: «شيء رهيب! كيف يمكن مراقبة الرءوس الثلاثة في نفس الوقت؟».

حاول (هاري) أن يغلق الباب بهدوء.. لكن...

«(بوتر)! !».

كان (سنايب) يتلوى من الغضب.. وأسقط عباءته بسرعة؛ ليخفي جرحه..

بلع (هاري) ريقه بصعوبة وقال: «أريد كتابي.. لو سمحت!».

«اخرج حالًا! !».

أسرع (هاري) خارجًا قبل أن يعاقبه (سنايب) بخصم نقاط من (جريفندور) وعاد إلى زميليه!

سأله (رون): «هل أحضرت الكتاب؟ ماذا حدث؟».

وأخبرهما (هاري) همسًا بكل ما رآه!

أنهى كلامه قائلًا: «هل تعرفان معنى هذا؟ لقد حاول أن يعبر بجوار الكلب ذي الرءوس الثلاثة في يوم الهالووين؛ ولهذا رأيناه يومها.. إنه يبحث عن الشيء الذي يحرسه الكلب.. وأراهن أنه هو الذي أحضر الغول إلى المدرسة؛ حتى ينشغل به الجميع، ويجد هو فرصته!».

اتسعت عينا (هرمايني) وقالت: «لا.. لا أصدق هذا.. إنه أستاذ قاسٍ ومكروه، ولكنه لا يجرؤ على الاستيلاء على شيء يحتفظ به (دمبلدور)!».

قال (رون): «الحقيقة يا (هرمايني) أنكِ تظنين أن الأساتذة كلهم ملائكة، لكن هذا غير صحيح.. إنني أتفق مع (هاري) في رأيه! ولا أستبعد شيئًا عن (سنايب). ولكن ما الشيء الذي يسعى للاستيلاء عليه؟ ما الذي يحرسه هذا الكلب؟».

في هذه الليلة، حاول (هاري) أن ينام دون فائدة؛ كانت الأسئلة تؤرقه.. رغم أنه يحتاج إلى الراحة.. فغدًا أولى مبارياته.. كان (نيفيل) يغطُّ بصوت عالٍ ولكن (هاري) لم يستطع النوم.. حاول أن يخلي عقله، ولكن تعبير وجه (سنايب) عندما رأى (هاري) جرحه كان شيئًا لا يُنسى!

في الصباح التالي، كان الجو مشرقًا وباردًا.. وكانت رائحة الطعام في البهو العظيم شهية.. والكل يثرثر في مرح؛ انتظارًا للمباراة الهامة!

حاول أصدقاء (هاري) إغراءه بتناول بعض الطعام..

قالت (هرمايني): «يجب عليك أن تأكل شيئًا».

(هاري): «لا أريد أي شيء».

(هرمايني): «قطعة توست صغيرة فقط».

(هاري): «لست جائعًا».

كان يشعر بالخوف العميق؛ فبعد ساعة واحدة سيكون في طريقه إلى الملعب!

قال (شيموس): «إنك في حاجة إلى عافيتك يا (هاري)، فالباحثون هم أكثر من يتعرضون إلى العنف من الفريق المنافس».

قال (هاري) وهو يراقب (شيموس) وهو يضع الكاتشاب على السجق: «شكرًا يا (شيموس)».

في الساعة الحادية عشرة، خرجت المدرسة كلها إلى الملعب.. وجلسوا في المدرجات حول ملعب (الكويدتش).. كان الكثيرون منهم يحملون النظارات المكبرة.. ورغم أن المقاعد ترتفع عاليًا في الهواء فإن متابعة ما يحدث في المباراة يكون صعبًا أحيانًا!

ووقفت (هرمايني) و(رون) ومعهما (نيفيل) و(شيموس) و(دين) في المقدمة.. كانوا قد أعدوا مفاجأة لـ(هاري) وصنعوا لافتة كبيرة من القماش على إحدى الملاءات التي أفسدها (سكابرز).. ورسم عليها (دين) صورة لأسد (جريفندور) وكتبوا عليها (بوتر.. الرئيس..). .وبواسطة سحر خاص صنعته (هرمايني).. كانت الكلمات تلمع بأضواء وألوان تتغير من وقت لآخر.

في ذلك الوقت، كان (هاري) في غرفة تبديل ملابس اللاعبين، وأخذ (هاري) وجميع اللاعبين يبدلون ملابسهم بملابس بنفسجية.. (سليذرين تلعب باللون الأخضر).

والتف اللاعبون حول (وود) الذي قال: «أيها الرجال».

احتجت (إنجلينا جونسون) وهي إحدى المطاردات قائلة: «والسيدات».

وافقها (وود): «نعم الرجال والسيدات.. هذا هو...».

قال (فريد ويزلي): «هذا هو اليوم الفاصل».

قال (جورج): «اليوم الذي انتظرناه طويلًا».

قال (فريد) لـ(هاري): «إننا نحفظ خطب (أوليفر) عن ظهر قلب، فقد كنا في الفريق العام الماضي».

قال (وود): «اسكتا أنتما الاثنان، هذا هو أفضل فريق لـ(جريفندور) منذ سنوات.. نحن ذاهبون لنكسب المباراة.. وسنكسبها.. أنا متأكد من ذلك..».

ثم أدار نظره بينهم وكأنه يحذرهم من عدم الفوز.

وقال: «هيا.. لقد حان الوقت.. حظًّا سعيدًا لكم جميعًا!».

وخرج (هاري) إلى الملعب وراء (فريد) و(جورج) وهو يرجو ألا تخونه ساقاه.. وتعالت صيحات الهتاف والتشجيع!

كان الحكم مدام (هوتش).. ووقفت في منتصف الملعب منتظرة وصول الفريقين.. وفي يدها مقشتها!

وعندما اجتمعوا حولها قالت: «اسمعوا جميعًا.. أريد مباراة جميلة ونظيفة.. هل فهمتم؟!».

شعر (هاري) أنها تنظر إلى (ماركوس فلينت) كابتن فريق (سليذرين) وهو طالب في السنة السادسة، وفكر (هاري) في أنه يشبه الغول إلى حدٍّ ما.. ونظر (هاري) بطرف عينيه.. ورأى أصدقاءه يحملون اللافتة.. قفز قلبه فرحًا.. وشعر بالكثير من الشجاعة!

قالت الحكم: «هيَّا.. امتطوا المقشات!».

أسرع (هاري) يمتطي (نيمبوس ٢٠٠٠)!

أطلقت السيدة (هوتش) صفارة طويلة من صفارتها الفضية.. وانطلقت خمس عشرة مقشة إلى أعلى.. وأصبحوا جميعًا في الفضاء!

وبدأت المباراة.. وأخذ المذيع يقول: «ها هي ذي الكوافل تذهب إلى (إنجلينا جونسون) مطاردة (جريفندور). إنها مطاردة رائعة.. وجذابة أيضًا..».

كانت الأستاذة (ماكجونجال) تشرف على التعليق الذي يقوم به (لي جوردان) صديق التوءم (ويزلي) فصرخت فيه: «جوردان!».

قال (جوردان): «آسف يا أستاذة»، وواصل: «إنها تتحرك ببراعة.. قذفت الكرة برشاقة إلى (أليسيا سبينت).. اكتشاف جيد لـ(أوليفر وود) العام الماضي.. عادت الكرة لـ(جونسون) و... لا، أخذت (سليذرين) الكوافل..أخذها كابتن فريق (سليذرين) (فلينت) وانطلق بها.. إن (فلينت) يطير مثل النسر هناك في الأعلى، ويبدو أنه سيحرز هد.... لا، لقد صدها حارس (جريفندور وود) بحركة بارعة، وأخذت (جريفندور) الكوافل ــ هذه هي مطاردة (جريفندور) كاتي بيل.. مراوغة بارعة حول (فلينت) وصعود رائع و..ااااااخ.. هذا شيء مؤلم بالتأكيد، لقد ضربها (بلادجر) في مؤخرة رأسها.. ذهبت الكوافل إلى (سليذرين).. ها هو ذا (أدريان بوسي) يتجه نحو الأطواق ولكن يوقفه (بلادجر) دفعه نحوه (فريد) أو (جورج ويزلي)، لا أستطيع أن أفرق بينهما.. هي لعبة جميلة من أحد ضاربي (جريفندور) على أية حال، وعادت الكوافل لحيازة (جونسون) والطريق مفتوح أمامها إلى المرمى. وها هي ذي تطير في اتجاهه وتتفادى (بلادجر) سريعة.. المرمى مفتوح أمامها.. هيا، الآن يا (إنجلينا). حارس (سليذرين) (بليتشلي) يحاول صدها ولكنه يفشل.. هدف.. هدف لـ(جريفندور) أحرزته (إنجلينا)..!».

وملأ هتاف وتشجيع (جريفندور) الجو مختلطًا بصفير وصيحات استهجان (سليذرين).

وصل (هاجريد) وجلس بجوار (رون) و(هرمايني) اللذين انحشرا معًا ليوسعا له مكانًا بجوارهما، وقال وهو يحمل نظارته المكبرة: «مشاهدة المباراة واضحة من بيتي.. ولكنها تكون ممتعة وسط الجماهير.. لا أثر للكرة الذهبية حتى الآن!».

قال (رون): «لا.. (هاري) لم يظهر بعد!».

رد (هاجريد): «يبعدونه عن المتاعب؛ حتى يجد الكرة». ورفع نظارته ووجهها في اتجاه (هاري).

وفي الفضاء.. كان (هاري) ينكمش بعيدًا بعض الشيء حسب الخطة التي وضعها مع الكابتن (وود) الذي قال له: «ابتعد عن الطريق حتى تظهر لك الكرة الذهبية.. وقتها اهجم قبل أن يلحق بها باحث الفريق الآخر!». وكان (هاري) يركز في البحث عن الكرة الذهبية، ولمح مرة لمعانًا ذهبيًّا اتضح أنه انعكاس من ساعة يد واحد من التوءم (ويزلي).. لكن.. عندما أحرزت (إنجلينا) هدفها.. تحرك (هاري) صائحًا ومهللًا.. ورآه أحد الضاربين.. ورمى عليه (بلادجر) سريعة مثل طلقة المدفع.. ولكنه تحول عن طريقها في اللحظة الأخيرة.. وأسرع (فريد ويزلي) يطاردها!

وقال: «ابتعد يا (هاري).. إنها تحت السيطرة»، وقذفها بكل قوته في اتجاه (ماركوس فلينت)..

وكان (جوردان) يقول: «الكوافل مع (سليذرين).. المطارد (بوسي) يتفادى اثنتين من البلادجر، واثنين من آل (ويزلي)، والمطاردة (بيل) ويسرع نحو.. لحظة.. ما هذا؟ أهي الكرة الذهبية؟!».

وسرت همهمة بين الجمهور عندما أسقط (أدريان بوسي) الكوافل وانشغل بالنظر من فوق كتفه إلى الشيء الذهبي اللامع الذي مر بجوار أذنه.

رآها (هاري).. واتجه نحوها بسرعة هائلة، ورآها أيضًا (تيرانس هيجس) باحث فريق (سليذرين).. وأسرعا معًا في اتجاهها كتفًا بكتف، ونسي كل المطاردين ما عليهم أن يفعلوه، ووقفوا في أماكنهم يشاهدون ما يحدث.

كان (هاري) أسرع من (هيجس).. وكان يرى الكرة الصغيرة وجناحاها يرفرفان على البعد وزاد (هاري) من سرعته.

«ها هام..» ارتفع زئير الغضب من مشجعي (جريفندور).. فقد تعمد (ماركوس فلينت) أن يصدم (هاري) بعنف وكاد يسقط من فوق مقشته إلا أنه تمسَّك بها لينقذ حياته.

صرخ جمهور (جريفندور): «خطأ متعمد!».

تحدثت الحكم (هوتش) بعنف إلى (فلينت).. وأعطت (جريفندور) ضربة جزاء.. لكن الكرة الذهبية اختفت!

صرخ (دين توماس): «اطرديه..أين الكارت الأحمر؟!».

ونبهه (رون): «هذه ليست كرة قدم.. لا تستطيع طرد أحد في (الكويدتش).. ثم ما الكارت الأحمر؟».

ولكن (هاجريد) كان في صف (دين): «يجب أن يغيروا القوانين! كاد (فلينت) أن يسقط (هاري) من فوق مقشته!».

وكان من الصعب على (جوردان) ألا يتحيز: «والآن بعد هذه الخدعة الواضحة المثيرة للاشمئزاز...».

زمجرت الأستاذة (ماكجونجال): «(جوردان)!».

(جوردان): «أقصد بعد هذا الخطأ المتعمد المقزز...».

«إنني أحذرك يا (جوردان)...».

(جوردان): «حسنًا، حسنًا.. ها هي ذي المباراة تستمر.. بعد أن كاد (فلينت) يقتل باحث (جريفندور) وهو ما يمكن أن يحدث لأي شخص.. ضربة جزاء لـ(جريفندور).. تتصدى لها (سبنيت) ولكنها تفشل في إحراز هدف.. ومع ذلك فلا تزال الكوافل مع (جريفندور)!».

ثم حدث كل شيء فجأة.. تفادى (هاري) ضربة (بلادجر) أخرى، لكن بصعوبة بالغة، فقد اهتزت العصا في يده.. وشعر للحظة أنه على وشك السقوط.. وبدأت مقشته تتحرك حركات مضادة لما يريده.. أخذت تصعد به إلى أعلى.. وأعلى.. ثم تهبط فجأة.. وتحركت يمينًا ويسارًا.. وهي تهتز بشدة.. وكأنها تريد أن تسقطه من فوقها.. واضطر (هاري) إلى أن يقبض عليها بكل قوة؛ بيديه وركبتيه.. ولكنها استمرت في اهتزازها العنيف.. ولم يكن هذا من عادة (نيمبوس ٢٠٠٠)؛ لذلك حاول (هاري) أن يعود بها إلى أعمدة المرمى وهو يفكر في أن يقول لـ(وود) أن يطلب وقتًا مستقطعًا.. ولكنه اكتشف أن مقشته خرجت تمامًا عن السيطرة.. ولم يستطع أن يديرها أو يوجهها كما يريد.. كانت تطير في خط متعرج، وتقوم كل فترة بقفزة قوية تهدد (هاري) بالسقوط.

وكان (لي) مستمرًّا في تعليقه: «الكرة في حوزة (سليذرين).. الكوافل مع (فلينت) يمر بجوار (سبينت) ويمر بـ(بيل) ــ يضربه (بلادجر) في وجهه.. أرجو أن يكون قد كسر أنفه.. مجرد مزاح يا أستاذة ليس إلا.. أحرز (سليذرين) هدفًا..».

وارتفع هتاف وصياح جمهور (سليذرين).. ولكنَّ أحدًا لم يلحظ حتى الآن ما يحدث لـ(هاري) وتصرفات مقشته الغريبة التي كانت تأخذه ببطء إلى أعلى بعيدًا عن المباراة وهي لا تنقطع عن الاهتزازات القوية!

لكن (هاجريد) قال هامسًا وهو ينظر في نظارته المكبرة: «لست أدري ماذا يحدث لـ(هاري).. لو لم أكن خبيرًا بالمقشات لقلت: إنه لا يستطيع السيطرة على مقشته..».

فجأة، بدأ الجمهور يشير إلى (هاري).. بدأت مقشته تدور وتدور بسرعة هائلة.. ثم انتفضت نفضة قوية وانزلق (هاري) عنها، لم يعد يمسكها إلا بيد واحدة.. وصرخت الجماهير.. وهو يوشك على السقوط.

همس (شيموس): «هل حدث لها شيء عندما اعترض (فلينت) طريقه؟».

قال (هاجريد) بصوت مرتعش: «مستحيل.. مستحيل.. لا شيء يمكن أن يؤثر في (نيمبوس ٢٠٠٠) إلا السحر الأسود.. لا يستطيع تلميذ أن يفعل هذا..».. وفي هذه اللحظة، أمسكت (هرمايني) بنظارة (هاجريد) المكبرة.. لكن بدلًا من النظر إلى (هاري) حولتها إلى الجمهور وأخذت تدقق البحث!

قال (رون) وقد أصبح وجهه رماديًّا: «ماذا تفعلين؟».

وصرخت: «أعرف هذا.. انظر.. إنه (سنايب)!».

خطف (رون) منها النظارة ورأى (سنايب) كان يقف وسط المشاهدين في المدرج المقابل، وقد ركز نظراته على (هاري)، وأخذ يتمتم بكلمات غامضة متواصلة دون توقف!

قالت (هرمايني): «إنه يلقي بتعويذة على المقشة!».

(رون): «وماذا نفعل؟».

(هرمايني): «أنا التي سأفعل!».

وقبل أن ينطق (رون) بكلمة أخرى، اختفت (هرمايني).. وحول (رون) نظارته إلى (هاري)، كانت مقشته لا تزال تهتز بشدة، وأصبح من الصعب عليه أن يظل متعلقًا بها لفترة أطول. كانت الجماهير كلها قد وقفت الآن وأخذت تشاهد وهي مرعوبة التوءم (ويزلي) وهما يطيران إلى أعلى ويحاولان إنقاذ (هاري) وجذبه ليجلس على واحدة من مقشتيْهما ولكنهما فشلا في ذلك.. في كل مرة كانا يقتربان منه، كانت المقشة تطير مبتعدة إلى أعلى فنزلا إلى أسفل قليلًا، وأخذا يدوران على أمل أن يلتقطاه إذا سقط، وفي نفس الوقت التقط (ماركوس فلينت) الكوافل وأحرز خمسة أهداف أخرى دون أن يلاحظ أحد ذلك.

تمتم (رون) يائسًا: «هيا يا (هرمايني)».

أخذت (هرمايني) تشق طريقها بين الجماهير.. بسرعة وقوة.. بل بعنف، ولم تهتم حتى عندما اصطدمت بالأستاذ (كويريل).. ولم تقف لتعتذر له، إلى أن أصبحت خلف الأستاذ (سنايب) مباشرة.

نزلت على ركبتيها.. وأخرجت عصاها.. وتمتمت ببعض الكلمات المختارة.. وانطلقت من عصاها شعلة زرقاء أمسكت بعباءة (سنايب) ولم تنقضِ أكثر من ثلاثين ثانية حتى اكتشف (سنايب) أن ملابسه تحترق.. وانطلقت صرخة مفاجئة.. فعرفت أن خطتها قد نجحت.. فنقلت اللهب إلى البرطمان الصغير في جيبها وعادت عبر المدرجات. لن يعرف (سنايب) أبدًا ما حدث له.

وكان ذلك كافيًا.. هناك في الفضاء.. أصبح (هاري) فجأة قادرًا على العودة على ظهر مقشته.. والسيطرة عليها!

قال (رون): «(نيفيل).. يمكنك الآن أن تنظر!».

وكان (نيفيل) ــ منذ خمس دقائق ــ قد دفن رأسه في كتف (هاجريد) وانخرط في البكاء!

أسرع (هاري) هابطًا إلى الأرض، ورآه الجمهور وهو يضع يده على فمه وكأنه أصيب بالغثيان وسعل فخرج شيء ذهبي في يده!

وصاح: «الكرة الذهبية معي»، ولوح بها.

وانتهت المباراة! وبعد عشرين دقيقة، كان (فلينت) لا يزال يصرخ: «إنه لم يمسكها.. لقد ابتلعها!»، ولكن احتجاجه لم يحدث أي تغيير.. (هاري) لم يخالف القواعد.. وكان (لي جوردان) لا يزال يذيع النتيجة مرة بعد مرة.. سعيدًا ومهنئًا..

فاز (جريفندور) بـ ١٧٠ نقطة مقابل ٦٠.

ولم يسمع (هاري) أيًّا من هذا.. فقد أسرع مع (هرمايني) و(رون) لشرب كوب دافئ من الشاي في كوخ (هاجريد)!

وشرح (رون) لـ(هاري) كل ما حدث.. وقال له: «إنه (سنايب)..رأيناه أنا و(هرمايني)، كان يلقي تعويذة على مقشتك.. ولم يرفع عينيه عنك!».

قال (هاجريد) الذي لم يلحظ شيئًا مما يحدث بجواره في المدرجات: «كلام فارغ..لماذا يفعل (سنايب) شيئًا مثل هذا؟».

نظر الثلاثة بعضهم إلى بعض وتساءلوا: هل يخبرونه بما يعرفونه؟ وأخيرًا قرر (هاري) الكلام!

قال (هاري): «لأنني اكتشفت شيئًا عنه.. لقد حاول يوم الهالووين أن يمر من الكلب ذي الرءوس الثلاثة، ولكن الكلب عضه.. كان يحاول سرقة الشيء الذي يحرسه الكلب».

وسقط إبريق الشاي من يد (هاجريد)!

وقال: «كيف عرفتم هذه الأشياء عن (فلافي)؟».

صاحوا: «فلافي! !».

قال: «نعم.. الكلب.. إنه ملكي.. اشتريته من رجل دينٍ يونانيٍّ.. قابلته في العام الماضي.. وقد أعرته إلى (دمبلدور)؛ ليحرس الـ...».

(هاري): «ماذا؟».

قال (هاجريد) غاضبًا: «الآن.. لا تسألوني أكثر من ذلك.. إنه شيء سري للغاية».

(رون): «لكن (سنايب) حاول سرقته!».

(هاجريد): «كلام فارغ.. (سنايب) مدرس في (هوجوورتس).. ولا يفعل شيئًا كهذا!».

صرخت (هرمايني): «إذًا.. لماذا يحاول قتل (هاري)؟».

كانت أحداث اليوم قد نجحت في تغيير رأيها في الأستاذ (سنايب).

قالت: «(هاجريد).. إنني أعرف من يقرأ التعويذة عندما أراه.. لقد قرأت كل شيء عن هذا! يجب أن تركز نظراتك طوال الوقت.. ولم تطرف عين (سنايب) لحظة واحدة وهو ينظر إلى (هاري).. لقد رأيته!».

قال (هاجريد) بحرارة: «أقول لكم: إنكم مخطئون..حقيقة، إنني لا أعرف لماذا تصرفت مقشة (هاري) بهذه الطريقة.. لكنني متأكد أن (سنايب) لا يمكنه أن يقتل تلميذًا في المدرسة! والآن.. اسمعوا أنتم الثلاثة.. إنكم تتدخلون في أشياء لا تخصكم.. وهذا شيء خطير جدًّا.. يجب أن تنسوا هذا الكلب، وأن تنسوا الشيء الذي يحرسه.. إنه شيء سري بين (دمبلدور) و(نيكولاس فلامل)..».

صاح (هاري): «آهٍ.. إذًا يوجد شخص اسمه (نيكولاس فلاميل).. مشترك في هذا! !».

وشعر (هاجريد) بغضب شديد من نفسه! !