×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

هاري بوتر وحجر الفيلسوف, ١ الطفل الذي نجــا

١ الطفل الذي نجــا

يفخر السيد والسيدة (درسلي) المقيمان في المنزل رقم (٤) شارع (بريفت درايف) بأن يقولا إنهما أسرة طبيعية تمامًا.. وهما فعلًا كذلك، لم يكن أحد ليتصور أن تتورط هذه الأسرة في أي أمور غريبة أو غامضة؛ لأنهما ببساطة لا يوافقان على شيء من هذا الهراء.

يعمل السيد درسلي مديرًا لشركة جرونينجس لصناعة المثاقب.. وهو رجل ضخم بدين.. لا تكاد رقبته تظهر من بين كتفيه.. مع أن له شاربًا كبيرًا جدًّا.. أما زوجته فهي نحيفة شقراء.. رقبتها أطول مرتين من أي رقبة عادية.. تستفيد منها في التجسس على الجيران؛ حيث تقضي معظم وقتها في مد رقبتها فوق سياج الحديقة؛ لمعرفة ما يفعلون..

ولهذه العائلة ابن صغير وحيد اسمه (ددلي)، وفي رأيهما أنه أحسن طفل في العالم.

وتمتلك أسرة (درسلي) كل ما تحتاجه في الحياة.. إلا أن لديهم أيضًا سرًّا.. سرًّا خطيرًا.. يكادون يرتعدون خوفًا من أن يكتشفه أحد.. لم يعتقدوا أن بإمكانهم تحمل فكرة أن يعرف أحد شيئًا عن عائلة (بوتر).. ورغم أن السيدة (درسلي) والسيدة (بوتر) شقيقتان.. فإنهما لم تقابل إحداهما الأخرى منذ سنوات عديدة.. بل إن السيدة (درسلي) تدَّعِي أنه ليس لها شقيقة على الإطلاق؛ وذلك لأن أختها وزوجها الذي لا يصلح لشيء كانا يختلفان عنهما تمامًا، وهما يخافان من مجرد التفكير فيما سيقوله الجيران لو أن عائلة (بوتر) ظهرت فجأة في شارعهما.. خاصة أن لديهما أيضًا طفلًا صغيرًا لم يروه قطُّ من قبل.. إلا أنه كان سببًا آخر مهمًّا في تباعدهما؛ حتى لا يختلط (ددلي) بطفل مثل هذا!

حتى كان أحد أيام الثلاثاء.. يوم معتم رمادي.. وفيه بدأت قصتنا هذه.. عندما استيقظ السيد والسيدة (درسلي) في ذلك اليوم، لم يكن هناك شيء في السماء الغائمة في الخارج يوحي بكل الأحداث الغريبة والغامضة التي ستجري قريبًا في كل أنحاء البلاد!

أخذ السيد (درسلي) يدندن وهو يلتقط أحد أكثر أربطة عنقه خلوًّا من الذوق استعدادًا للذهاب إلى عمله. بينما السيدة (درسلي) تثرثر بسعادة وهي تضع (ددلي) الذي لا ينقطع عن الصراخ والرفس فوق كرسيه العالي، ولم يلاحظ أي منهما بومة صفراء تطير عابرة وراء النافذة.

في الثامنة والنصف، تناول السيد (درسلي) حقيبته.. وربَّت على خدِّ زوجته وحاول عبثًا تقبيل (ددلي) الذي كان يصرخ عاليًا وهو يقذف بطعامه إلى الحائط.. وأخيرًا ترك المنزل وهو يغمغم: «ولد صغير شقي».. وركب سيارته ورجع بها إلى الخلف مغادرًا الممر الخاص المؤدي إلى منزله.

وعند ناصية الشارع، لاحظ الشيء الغريب الأول في ذلك اليوم؛ رأى قطة تقرأ في خريطة.. لم يستوعب ما يراه من الوهلة الأولى، فأدار رأسه لينظر مرة أخرى، ورأى فعلًا قطة رمادية تقف على ناصية الشارع، ولكنها لا تقرأ شيئًا.. عاتب نفسه.. هل هذا معقول؟! لا بد أنه خداع الضوء! طرَف السيد (درسلي) وحدق إلى القطة، فحدقت فيه بدورها، وعندما استدار بسيارته عند ناصية الطريق.. رآها مرة أخرى في المرآة القطة نفسها وهي تقرأ اللافتة المكتوب عليها اسم الشارع!

لا.. لا.. القطط لا تقرأ الخرائط ولا اللافتات.. وهز رأسه، يبعد عنه التفكير في القطة.. وبينما هو يقود سيارته في اتجاه المدينة، لم يعد يفكر في شيء سوى صفقة المثاقب التي كان يأمل عقدها اليوم..

لكن عندما وصل إلى أطراف المدينة.. وتوقف وسط زحام مرور الصباح المعتاد.. أبعد أمر غريب آخر المثاقب عن تفكيره؛ لاحظ مجموعات من الناس في ملابس غريبة؛ عباءات مختلفة الأشكال والألوان.. كم يكره هؤلاء الذين يرتدون الأشياء الغريبة، فكر أولًا أنها بعض الأزياء الغريبة التي يرتديها شباب هذه الأيام.. وتصور أنها إحدى تلك الموضات الجديدة السخيفة.. أخذت أصابعه تخبط على عجلة القيادة في ضجر حتى وقعت عيناه على مجموعة من ذوي الملابس الغريبة بالقرب منه، كانوا يتهامسون معًا في حماس. فاستشاط غضبًا عندما وجد أن البعض منهم ليسوا شبابًا على الإطلاق.. بل إن أحدهم يبدو أكبر منه سنًّا.. ويرتدي عباءة خضراء زمردية! كيف يمكنه ذلك! ثم خطر بباله أنهم ربما كانوا إحدى فرق الأكروبات السخيفة التي تجمع التبرعات من أجل شيء ما.. وتحرك المرور.. وبعد دقائق، وصل إلى موقف السيارات الخاص بجرونينجس، وعاد للتفكير في المثاقب.

في مكتبه بالدور التاسع، جلس السيد (درسلي) وظهره للنافذة كما يفعل عادة؛ ولو لم يفعل ذلك لوجد صعوبة في التركيز على المثاقب في هذا الصباح، فهو لم ير هذه الأسراب من البوم التي تطير عابرة أمام النافذة في وضح النهار.. حتى جذبت أنظار المارة في الطريق، وأخذوا يشيرون ويحدقون فيها في دهشة، بينما البومة تلو الأخرى تطير بسرعة عابرة فوق رءوسهم.. معظمهم لم ير بومة من قبل ولا حتى أثناء الليل.

وهكذا قضى السيد (درسلي) يومًا مثاليًّا في العمل خاليًا من البوم.. زعق في خمسة أشخاص مختلفين، وأجرى عددًا من الاتصالات المهمة التي صرخ فيها أكثر.. وكان مزاجه معتدلًا حتى موعد الغداء. وعندما شعر بحاجته إلى أن يحرك ساقيه، قرر السير حتى المخبز المواجه للشركة؛ ليشتري بعض الفطائر.

كان قد نسي كل شيء عن مرتدي العباءات، حتى رأى جماعة منهم؛ فنظر إليهم بغضب وهو يمر بهم.. لم يعرف لماذا. ولكنهم أشعروه بالانزعاج. كما أنه لم يرَأي عُلب لجمع التبرعات بالقرب منهم.. كانوا يتهامسون باهتمام.. وفي أثناء عودته حاملًا كعكة محلاة كبيرة في كيس.. ترامَى إلى سمعه بعض كلمات من حديثهم:

«نعم.. لقد سمعت بذلك..أسرة (بوتر)».

«فعلًا.. إنه ابنهما (هاري)!».

تجمد السيد (درسلي) في مكانه.. اجتاحته موجة من الرعب، ونظر إلى المتهامسين وكأنه يريد الحديث معهم.. ثم تراجع عن ذلك!

اندفع عائدًا عبر الطريق وأسرع إلى مكتبه..زعق في سكرتيرته ألا يزعجه أحد.. وأمسك التليفون وكاد أن ينهي طلب رقم منزله.. إلا أنه بدل رأيه.. وأعاد السماعة إلى مكانها، وأخذ يفكر وهو يجدل شاربه.. لا، لقد تصرف بغباء.. (بوتر) إنه اسم متداول.. الكثير من الناس يحملون نفس الاسم، ولهم ابن يدعى (هاري)..ثم إنه لا يعرف اسم ابنهم على وجه التأكيد، فهو لم يره من قبل.. وربما كان اسمه (هارولد) أو (هارفي).. ليس هناك داعٍ لإزعاج السيدة (درسلي) خاصة أنها تشتعل غضبًا إذا ذكر أحدهم اسم شقيقتها أمامها.. ولها كل الحق في ذلك؛ فلو كانت له أخت مثل هذه.. ومع كل ما فكر فيه فقد ظلَّ التفكير في مرتدي العباءات يؤرقه...

وجد (درسلي) صعوبة في التركيز في المثاقب في فترة ما بعد الظهر ذلك اليوم.. وعندما غادر المبنى في الساعة الخامسة، كان لا يزال متوترًا.. حتى إنه اصطدم برجل قصير في طريقه.. وكاد يسقط الرجل أرضًا.. وأسرع بالاعتذار: «آسف»، ومرت عدة ثوانٍ قبل أن يدرك أن الرجل يرتدي عباءة قرمزية، ولكن الرجل العجوز القصير لم يبدُ عليه أي غضب، بل على العكس.. ابتسم ابتسامة عريضة..

وقال له بصوت عالٍ جعل المارة يحدقون فيهما: «لا تعتذر يا سيدي.. لا شيء يمكن أن يضايقني اليوم، ابتهج، أخيرًا رحل (أنت تعرف من) وحتى أنتم أيها العامة.. يجب أن تحتفلوا بهذا اليوم السعيد.. جدًّا.. جدًّا!»

واحتضن الرجل القصير السيد (درسلي) من وسطه ثم مضى.. تجمد (درسلي) في مكانه.. ثم هُرع إلى سيارته، كان حائرًا فيما يحدث.. لقد احتضنه رجل غريب، وصفه بأنه من العامة، أيًّا كان ما يعنيه هذا.. شعر بالصدمة فأسرع إلى سيارته.. وانطلق إلى منزله..وهو يتمنى أن يكون ما حدث له.. هو مجرد وهم.. وهو شيء لم يتمنَّه من قبل؛ لأنه لا يؤمن بالأوهام..

عندما أوقف السيد (درسلي) سيارته في الممر الخاص بمنزله.. كان أول ما وقعت عليه عيناه هو القطة الرمادية التي رآها في الصباح.. ولكنها هذه المرة كانت تجلس على سور حديقته.. ولم يكن لديه شك في أنها نفس القطة.. كانت لها هذه الدوائر حول عينيها!

صاح بها السيد درسلي: «هش!».

لم تتحرك القطة، ولكنها نظرت إليه نظرة صامتة.. وتساءل السيد (درسلي): ما هذا؟! هل هو تصرف تقوم به القطط عادة؟

حاول أن يسيطر على نفسه، ودخل إلى البيت، وقد قرر ألا يذكر شيئًا لزوجته!

قضت السيدة (درسلي) يومًا عاديًّا لطيفًا.. وقصت على زوجها أخبار جارتهما في المنزل المجاور ومشاكلها مع ابنتها.. والكلمة الجديدة التي نطقها (ددلي) «عيب!». وحاول السيد (درسلي) أن يكون طبيعيًّا في تصرفاته.. وبعد أن نام (ددلي).. اتجه السيد (درسلي) إلى حجرة المعيشة في وقت إذاعة الخبر الأخير في نشرة المساء: «وأخيرًا.. أفادت تقارير مراقبي الطيور في كل مكان في البلاد عن نشاط غريب لطيور البوم؛ حيث ملأت المئات منها الجو منذ فجر اليوم، وفي ضوء النهار، وشوهدت تطير في كل الاتجاهات.. هذا رغم أن هذه الطيور عادة ما تصطاد ما تأكله في المساء، ولا تكاد ترى في ضوء النهار، ولا يعلم المراقبون الأسباب التي أدت إلى أن تغير هذه الطيور من طبيعتها الليلية!».

وابتسم المذيع وقال معلقًا: «أمر غامض.. غريب.. والآن إلى النشرة الجوية مع الزميل (جيم ماكوفين).. أهلًا يا (جيم).. هل يوجد المزيد من أسراب البوم غدًا؟!».

قال مذيع النشرة الجوية: «الحقيقة يا (تيد) أنني لا أعرف شيئًا عن ذلك إلا أن أشياء غريبة أخرى حدثت اليوم.. وصلني الكثير من المكالمات التليفونية من أماكن بعيدة مثل (كينت) و(يوركشاير) و(دوندي)، تقول إنه بدلًا من الأمطار التي توقعناها بالأمس.. أمطرت السماء سيلًا من الشهب المتساقطة وكأنهم يحتفلون بمهرجان «ليلة الشعلة» مبكرًا - ليس قبل الأسبوع القادم أيها القوم! وعلى كل حال، فمن المتوقع أن تكون الليلة رطبة باردة!».

تجمد السيد (درسلي) في مقعده..شهب متساقطة في كل مكان في بريطانيا!! وبوم تطير في وضَح النهار!! وأشخاص غامضون في عباءات ملونة في كل مكان!! وهمس يدور حول آل (بوتر)! !

دخلت السيدة (درسلي) حجرة المعيشة وهي تحمل كوبين من الشاي.. لا بد أن يحدثها؛ أن يخبرها بشيء مما حدث.. سعل بتوتر ليَجْلُوَ حنجرته.. وقال: «آ-(بتونيا) عزيزتي، هل وصلتك أخبار من أختك مؤخرًا؟».

ظهرت الصدمة والدهشة على وجهها.. تمامًا كما توقع.. فهما في المعتاد، يتظاهران بعدم وجود تلك الأخت.. وقالت بحدة: «لا.. لماذا؟».

غمغم السيد (درسلي): «أخبار غريبة في النشرة.. بوم.. وشهب متساقطة.. وكان هناك الكثير من الأشخاص غريبي المظهر في المدينة اليوم». شخطت السيدة درسلي: «وبعد؟» «فكرت بأن ذلك.. ربما.. يكون له صلة.. كما تعرفين.. جماعتها».. شربت السيدة (درسلي) الشاي في صمت وقد زمت شفتيها وتساءل زوجها: هل يخبرها بما سمعه من همس؟ لكنه لم يجرؤ.. وبدلًا من ذلك، سألها ــ بصورة حاول أن تبدو طبيعية: «ابنها.. هل هو في عمر (ددلي) الآن؟».

ردَّت بجفاء: «أظن ذلك».

سألها: «هل اسمه (هوارد)؟».

قالت: «لا.. (هاري).. اسم شائع سخيف على ما أعتقد!».

سقط قلبه في صدره وقال: «نعم.. أوافقك على ذلك!».

لم يقل كلمة أخرى عن الموضوع حتى صعدا إلى حجرة نومهما.. وبينما كانت السيدة (درسلي) في الحمام.. زحف السيد (درسلي) إلى نافذة حجرة النوم.. نظر من نافذة حجرة النوم إلى الحديقة الأمامية، ورأى القطة الرمادية لا تزال في مكانها تحدق إلى آخر شارع (بريفت درايف) وكأنها تنتظر شيئًا ما..

استغرقت السيدة (درسلي) في النوم على الفور.. أما هو فقد ظل يفكر في كل هذه الأحداث الغريبة التي وقعت اليوم وتساءل: تُرَى، هل كان هذا من صنع خياله أم أن لهذه الأحداث صلة بآل (بوتر)؟! لو أن ذلك صحيح وكان للأمر علاقة بهؤلاء الـ...، حسنًا، فإنه لن يكون قادرًا على تحمل الأمر.. ثم أخيرًا تثاءب وقد خطر على باله خاطر طمأنه.. حتى لو كان لتلك الأحداث علاقة بهم، فإن آل (بوتر) لن يحاولوا الاتصال بهما، فهم يعلمون جيدًا رأيه هو والسيدة (درسلي) فيهم وفيمن هم على شاكلتهم..وهكذا فلا يمكن أن يتورط هو أو (بتونيا) في هذا الأمر، أو يؤثر عليهم بأي حال من الأحوال.

وكم كان مخطئًا في رأيه هذا!

أخيرًا غرق السيد (درسلي) في نوم قلق.. لكن القطة لم تنم على الإطلاق.. كانت تجلس مكانها كالتمثال.. لا يطرف لها جفن.. وعيناها مثبتتان على ناصية شارع (بريفت درايف)، حتى إنها لم تحرك ساكنًا عندما أغلق باب إحدى السيارات بقوة في الجوار أو عندما نعقت بومتان في الجو فوقها.. ثم.. وفي منتصف الليل تمامًا.. بدأت في التحرك.. ظهر رجل فجأة عند ناصية الشارع الذي كانت تراقبه القطة.. ظهر بهدوء وكأنه خرج من بطن الأرض.. فضاقت عينا القطة.. وحركت ذيلها.. لم ير شارع (بريفت درايف) رجلًا مثله من قبل.. كان طويلًا.. وكان نحيفًا.. ويدل شعره ولحيته الفضيان الطويلان جدًّا لدرجة أنهما يصلان إلى الحزام الذي يرتديه في وسطه على أنه في سن كبيرة.. عجوز.. عجوز.. يرتدي معطفًا طويلًا وعباءة قرمزية تجرجر على الأرض.. وحذاءً طويلًا ذا كعب عالٍ مثبتًا بإبزيم يصل إلى منتصف ساقه، وكانت عيناه ذواتا اللون الأزرق تلمعان وتبرقان من وراء نظارة هلالية.. وأنفه كان شديد الطول ومعقوفًا، وكأنه قد تحطم مرتين على الأقل قبل ذلك.. وكان اسم الرجل (ألباس دمبلدور).

ولم يبد على (ألباس دمبلدور) أنه مدرك أنه وصل توًّا إلى شارع لا يرحب بأي شيء يخصه بداية من اسمه حتى حذائه الطويل؛ فقد كان مشغولًا بالبحث عن شيء ما داخل عباءته.. ومع ذلك شعر بأن هناك من يراقبه.. ورفع رأسه فجأة، فرأى القطة التي كانت تنظر إليه من الطرف الآخر للشارع.. ولسبب ما، بدا أن رؤية القطة قد أبهجته وابتسم سعيدًا وتمتم: «كان يجب أن أعرف!».

ووجد ما كان يبحث عنه في جيوبه الداخلية وأخرج ما بدا مثل ولاعة سجائر فضية.. ورفع يده عاليًا ونقرها مرة.. فانطفأ مصباح الشارع القريب بصوت فرقعة طفيف، وعندما كرر النقر عليها، انطفأ المصباح التالي وكرر ذلك اثنتي عشرة مرة.. فانطفأت كل المصابيح في الشارع، حتى لم يبق شيء مضيء سوى ثقبين بالغي الصغر على البعد هما عينا القطة التي تراقبه.. ولو نظر أي شخص من النافذة لما رأى شيئًا مما يحدث على رصيف الشارع على الإطلاق.. ولا حتى السيدة (درسلي) ذات العينين المستديرتين.. وأعاد (دمبلدور) ساحب الضوء إلى جيبه، وسار حتى وصل إلى سور المنزل رقم (٤) وجلس بصمت بجوار القطة، ودون أن ينظر إليها قال: «من الظريف أن أجدك هنا يا أستاذة (ماكجونجال)!».

ونظر مبتسمًا نحو القطة الرمادية ولكنها اختفت.. وبدلًا منها وجد سيدة حادة الملامح تضع على عينيها نظارة مربعة تشبه تمامًا شكل العلامات حول عيني القطة.. وتلبس عباءة زمردية اللون.. وتربط شعرها على شكل كعكة.. وتبدو قاسية الملامح.

سألته الأستاذة (ماكجونجال): «كيف عرفتني؟».

قال: «يا عزيزتي.. لم أر من قبل قطة تجلس في مثل ثباتك..».

قالت: «ستجلس مثلي لو بقيت طوال اليوم على مثل هذا السور!».

قال: «ماذا؟ طوال اليوم!! ألم تشتركي في الاحتفالات؟! لقد مررت على عشرات الاحتفالات في طريقي إلى هنا!».

قالت بنفاد صبر: «نعم.. الجميع يحتفلون.. ألا تظن أنه من الواجب أن نكون أكثر حذرًا.. لقد لفت ذلك الأنظار إلينا.. حتى هؤلاء العامة لاحظوا ما يحدث.. لقد جاء ذلك في نشرات أخبارهم». ثم أشارت برأسها إلى نافذة غرفة المعيشة المظلمة في منزل آل (درسلي) وقالت: «لقد سمعتها.. أسراب من البوم.. شهب متساقطة.. إنهم ليسوا أغبياء تمامًا.. لقد لاحظوا هذه الأحداث الغريبة! شهب متساقطة في (كينت). أراهن أن هذا من فعل (ديدالوس ديجل)؛ فهو لم يملك يومًا ذرة من الإدراك».

قال (دمبلدور) برفق: «لا يمكنك لومهم، فنحن لم نحتفل إلا قليلًا طوال أحد عشر عامًا».

قالت الأستاذة (ماكجونجال) بعصبية: «أعرف ذلك.. لكنه ليس مبرِّرًا لنفقد عقولنا، ونتصرف بإهمال، لقد خرجوا إلى الشوارع في وضح النهار يتبادلون الشائعات حتى إنهم لم يتنكروا في ملابس العامة». ثم نظرت إليه نظرة جانبية حادة وكأنها تأمل أن يخبرها بشيء ما، ولكنه لم يفعل.. فواصلت قائلة: «لن يكون شيئًا جيدًّا أن يكتشف العامة وجودنا في اليوم نفسه الذي اختفى فيه (أنت تعرف من) أخيرًا.. افترض أنه اختفى فعلًا يا (دمبلدور)؟».

قال (دمبلدور): «يبدو الأمر كذلك فعلًا؛ ولذلك يوجد الكثير مما يستحق الاحتفال.. هل ترغبين في بعض شربات الليمون»؟

«ماذا؟».

(دمبلدور): «شربات الليمون إنه أحد أنواع حلوى العامة التي أحبها».

ردت الأستاذة (ماكجونجال) بفتور وكأنها ترى أن الوقت غير مناسب لشربات الليمون: «لا.. شكرًا»، وأكملت قائلة: «كما سبق أن قلت، حتى لو اختفى (أنت تعرف من)...».

«عزيزتي (ماكجونجال).. أنت شخصية مسئولة.. لماذا تقولين (أنت تعرف من)؟! لماذا لا تنطقين اسمه؟! لقد انقضى أحد عشر عامًا وأنا أحاول أن أقنع الناس بأن يقولوا اسمه: فولدمور». أجفلت الأستاذة (ماكجونجال). ولكن (دمبلدور) - الذي كان مشغولًا بفصل اثنتين من حلوى شربات الليمون - لم يلاحظ واستطرد قائلًا: «يصبح الأمر مربكًا مع استمرارنا في قول (أنت تعرف ــ من). لم أر سببًا قطُّ لأن يخاف أحد من ذكر اسم فولدمور».

قالت الأستاذة (ماكجونجال) وقد بدت نصف مستاءة ونصف معجبة: «أعرف هذا، ولكنك مختلف، فالكل يعرف أنك الوحيد الذي يخاف منه (أنت تعرف...) أقصد فولدمور».

قال (دمبلدور) بهدوء: «أنتِ فقط تجاملينني، فأنت تعرفين أن فولدمور يملك قوًى لا يسعني أن أملكها!».

قالت: «لا.. إن حسن أخلاقك فقط هو الذي لا يسمح لك باستعمالها!».

(دمبلدور): «من حسن الحظ أن المكان مظلم، فوجهي لم يحمر هكذا منذ قالت لي مدام (بومفري) إنها معجبة بغطاء أذني الجديد».

رمته الأستاذة (ماكجونجال) بنظرة حادة ثم قالت: «إن طيور البوم ليست الوحيدة التي تطير اليوم.. الشائعات أيضًا تتطاير. هل تعرف ما الذي يقولونه حول سبب اختفائه، وعمَّا قضى عليه أخيرًا؟».

وصمتت الأستاذة (ماكجونجال).. وقد بدا أنها وصلت أخيرًا إلى النقطة التي تتلهف إلى مناقشتها معه، وهو السبب الحقيقي الذي جعلها تنتظر بصبر فوق هذا الحائط الصلب البارد طوال اليوم، وثبَّتت نظرها على (دمبلدور) بطريقة لم تفعلها من قبل سواء كقطة أو كامرأة.. كانت تريد أن تعرف منه الحقيقة، فهي لا تصدق سواه! إلا أن (دمبلدور) كان يأكل قطعة أخرى من شربات الليمون فلم يجبها.

فأكملت قائلة: «تقول الشائعات إن فولدمور ذهب أمس إلى بلدة (جودريكس هولو)؛ بحثًا عن آل (بوتر) وإن... وإن... (ليلي) و(جيمس بوتر) قد - قد ماتا».

شهقت الأستاذة (ماكجونجال) عندما هز الأستاذ (دمبلدور) رأسه موافقًا وقالت: «ماذا؟ (ليلي) و (جيمس) لا.. لا أصدق ذلك... بل لا أريد أن أصدقه... آهٍ يا ألباس! !...».

مد (دمبلدور) يده، وربت على كتف (ماكجونجال) وقال بحزن: «أعرف..أعرف».. ارتعش صوت الأستاذة (ماكجونجال) وواصلت: «ليس هذا كل شيء.. يقولون إن (فولدمور) حاول قتل ابنهما (هاري).. ولكنه لم يستطع قتل هذا الطفل، ولا أحد يعرف السبب.. ولكنهم يقولون إنه عندما لم يستطع قتل (هاري بوتر)، تحطمت قواه لسبب ما؛ ولهذا اختفى!».

أومأ (دمبلدور) برأسه بكآبة.

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «إذًا، فالأمر حقيقي - حقيقي فعلًا! بعد كل ما فعله.. وكل الناس الذين قتلهم.. عجز عن قتل طفل صغير!! وكان هذا سببًا في القضاء عليه.. هذا شيء مدهش.. مدهش فعلًا. ولكن، كيف بحق السماء استطاع (هاري) أن ينجو؟».

قال (دمبلدور): «يمكننا أن نخمن.. ولكننا لن نعرف ما حدث أبدًا، وربما إلى الأبد!».

أخرجت الأستاذة (ماكجونجال) منديلًا من الدانتيل الرقيق.. وجففت دموعها تحت النظارة.. وتنهَّد (دمبلدور) بقوة ثم أخرج من جيبه ساعة ذهبية غريبة.. بها اثنتا عشرة يدًا.. ولا توجد بها أي أرقام، ولكن بها بعض الكواكب التي تدور حول حافتها.. ولكن يبدو أنها مفهومة بالنسبة لدمبلدور الذي أعادها إلى جيبه وقال: «لقد تأخر (هاجريد). أعتقد أنه هو الذي أخبرك أنني سأحضر إلى هنا.. أليس كذلك؟».

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «بلى.. وأردت أن أعرف لماذا تأتي إلى هذا المكان بالذات؟».

رد قائلًا: «أتيت لأحضر (هاري) إلى خالته وزوجها.. فهما عائلته الوحيدة الآن!».

صرخت الأستاذة (ماكجونجال) وهي تقفز واقفة وتشير إلى المنزل رقم (٤): «تقصد هذه العائلة التي تعيش هنا.. (دمبلدور).. لا يمكنك ذلك.. لقد كنت أراقبهم طوال النهار.. لم أر أحدًا على النقيض منا مثلهم.. ثم إن لديهم هذا الابن.. لقد رأيته يركل أمه طوال الطريق إلى آخر الشارع.. وهو يصرخ في طلب الحلوى.. هل يأتي (هاري بوتر) ويعيش هنا؟!».

قال (دمبلدور) بحزم: «إنه أفضل مكان له.. سوف تشرح له خالته وزوجها كل شيء عندما يكبر.. لقد كتبت لهما رسالة!».

جلست الأستاذة (ماكجونجال) على السور مرة أخرى.. وقالت بصوت خفيض: «رسالة؟! حقًّا يا (دمبلدور) هل تعتقد أن تلك الرسالة ستكون كافية لتشرح فيها الأمر؟ إن هؤلاء الناس لن يفهموا حقيقة هذا الولد أبدًا.. سوف يصبح شهيرًا.. أسطورةً.. وقد يسمى هذا اليوم في المستقبل باسمه، وستؤلف حوله الكتب.. سيعرف كل طفل في عالمنا من هو (هاري بوتر)!».

رد (دمبلدور) بجدية وهو ينظر من فوق نظارته الهلالية: «تمامًا.. طفل مشهور ومعروف قبل أن يمشي أو يتكلم.. مشهور لسبب لا يتذكره.. إن هذا كفيل بأن يدير رأس أي طفل.. ألا ترين أن من مصلحته أن يترعرع بعيدًا عن كل ذلك حتى يصبح قادرًا على تحمله؟!».

فتحت الأستاذة (ماكجونجال) فمها، ثم غيرت رأيها وابتلعت ريقها وقالت: «نعم.. نعم، رأيك صائب تمامًا.. ولكن، كيف يحضر الولد إلى هنا يا (دمبلدور)؟» ثم نظرت إلى عباءته وكأنها تعتقد أنه يخفي (هاري) تحتها.

رد قائلًا: «سوف يحضره (هاجريد)».

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «(هاجريد)؟! وهل من الحكمة أن تأتمنه على أمر مهم كهذا؟».

قال (دمبلدور): «إنني أأتمنه على حياتي!».

قالت الأستاذة (ماكجونجال) بتذمر: «لا أقصد أنه غير أمين أو طيب.. ولكن لا يمكنك التظاهر بأنه ليس مهملًا. وأنه يميل إلى أن يكون.. ما هذا الصوت؟».

وفي هذه اللحظة، اخترق السكون حولهم صوت دمدمة.. ظل يزداد بانتظام وأخذا ينظران إلى ناصيتي الشارع باحثين عن أي أثر لضوء مصباح سيارة أمامي، وتضخم الصوت حتى أصبح هديرًا، فرفعا رأسيهما ينظران إلى السماء. وفجأة سقطت دراجة بخارية ضخمة من السماء، وهبطت في الشارع أمامهما تمامًا.

ورغم ضخامة الدراجة، فقد كان الرجل الذي يركبها أضخم كثيرًا.. طوله يزيد على طول رجلين.. وعرضه يساوي خمسة رجال.. كان يبدو ببساطة أكبر كثيرًا من المسموح به بشعره الأشعث الغزير ولحيته السوداء الكثيفة المتشابكة التي يختفي وجهه وراءها.. كانت لديه يدان الواحدة منهما في حجم غطاء صندوق القمامة، بينما تبدو قدماه في حذائه الجلدي طويلتين مثل درفيلين صغيرين وبين ذراعيه الضخمتين لفافة من الملاءات البيضاء!

تنهد (دمبلدور) في راحة وهتف: «(هاجريد).. أخيرًا وصلت.. من أين لك بهذه الدراجة؟».

أجابه العملاق وهو يترجل من فوق الدراجة بحذر: «استعرتها يا سيدي، أعارها لي الصغير (سيريوس بلاك).. وقد أحضرته بها كما طلبت!».

سأله (دمبلدور): «حسنًا.. وهل صادفتك أي متاعب؟!».

(هاجريد): «لا يا سيدي.. كان المنزل مُدَمَّرًا تمامًا، إلا أنني استطعت إخراجه من هناك قبل أن يبدأ العامَّة في استطلاع المكان.. ثم استغرق في النوم ونحن نطير فوق (بريستول)».

وانحنى (دمبلدور) والأستاذة (ماكجونجال) فوق اللفافة التي يحملها (هاجريد).. وبداخلها ظهر طفل صغير، مستغرق في النوم، وتحت كتلة من شعره الأسود تظهر ندبة من آثار جرح في مقدمة رأسه.. تشبه سهم البرق.

وهمست الأستاذة (ماكجونجال): «هل هذه هي...؟».

رد (دمبلدور): «نعم.. إنها ندبة ستظل في رأسه طوال الحياة!».

قالت: «ألا يمكنك أن تخفيها بأي شكل؟».

قال: «لا.. أحيانًا تكون هذه الندوب مفيدة.. أنا نفسي لديَّ واحدة أعلى ركبتي اليسرى وهي على شكل خريطة مترو أنفاق لندن.. والآن.. أعطني إياه يا (هاجريد).. يجب أن ننتهي من هذه المهمة».

أخذ (دمبلدور) (هاري) بين ذراعيه والتفت نحو منزل آل (درسلي).

سأل (هاجريد): «هل يمكنني... هل يمكنني أن أودعه يا سيدي؟!».

وانحنى (هاجريد) برأسه ولحيته الشعثاء على هاري وقبل جبهته قبلة مشعرة ذات صرير. ثم اعتدل وأطلق فجأة صوتًا يشبه نباح كلب مجروح.

فهمست الأستاذة (ماكجونجال): «شششش! سوف توقظ العامة!».

قال (هاجريد) وهو ينشج: «آ آ آسف»، ثم أخرج منديلًا منقطًا كبيرًا وغطى به وجهه، وأضاف: «ولكنني لا-لا.. لا أستطيع تحمل الأمر.. (ليلي) و(جيمس) يموتان.. ثم يذهب ابنهما الصغير المسكين (هاري) للعيش مع هؤلاء العامَّة!».

همست الأستاذة (ماكجونجال) وهي تربت على ذراع (هاجريد): «نعم.. نعم.. إنه أمر محزن.. ولكن، تمالك نفسك يا (هاجريد) وإلا وجدونا»، بينما تقدم (دمبلدور) في اتجاه المنزل رقم (٤) ووصل إلى سلم الباب الأمامي ووضع اللفافة التي تحمل الطفل (هاري) بلطف على عتبة الباب.. وسحب رسالة من جيبه ووضعها داخل اللفافة.. ثم عاد إلى زميليه، ووقف ثلاثتهم يحدقون باللفافة لدقيقة كاملة، وقد اهتز كتفا (هاجريد) من البكاء.. وطرفت الأستاذة (ماكجونجال) بشدة.. وانطفأ البريق المعتاد في عيني (دمبلدور).

وقال (دمبلدور) أخيرًا: «حسنًا.. لم يعد لدينا ما نفعله هنا.. يمكننا أن نذهب ونشارك في الاحتفالات».

قال (هاجريد) بصوت خفيض جدًّا: «نعم، سأذهب لأعيد الدراجة إلى صاحبها.. إلى اللقاء يا أستاذة (ماكجونجال).. ويا أستاذ (دمبلدور)».

ومسح دموعه في كُمِّ مِعطفه.. ثم ركب الدراجة وشغَّل محركها وصعد بها في الهواء وهي تهدر حتى اختفت في الفضاء.

قال (دمبلدور) وهو يومئ برأسه مودِّعًا: «سأراكِ قريبًا يا أستاذة»، بينما تمخطت الأستاذة (ماكجونجال) ردًّا عليه.

واستدار، وسار في الطريق، وتوقف عند ناصية الشارع.. وأخرج ساحب الضوء الفضي.. ونقره مرة، فانطلقت اثنتا عشرة كرة من الضوء عائدة إلى المصابيح لتضيء شارع (بريفت درايف) فجأة، ولمح قطة رمادية تختفي عند الناصية الأخرى للشارع وكان بإمكانه أن يرى اللفافة فوق عتبة المنزل رقم (٤)!

وغمغم قائلًا: «أتمنى لك حظًّا سعيدًا يا (هاري)!».

ودار على عقبيه ملتفًّا بعباءته التي سمع حفيفها وهو يتلاشى في الظلام.

هبَّ نسيم رقيق على شارع (بريفت درايف) الصامت تحت السماء الحالكة؛ حيث لا يتوقع أحد أن تحدث أي أشياء غريبة أو مدهشة. وتحرك (هاري) في لفافته.. لكنه ظل نائمًا.. ويده الصغيرة تقبض على الرسالة.. وهو لا يعرف أنه شخص متميز.. وأنه مشهور.. وأنه سيستيقظ بعد ساعات على صرخة السيدة (درسلي) عندما تفتح الباب لتضع زجاجات اللبن وتجده أمامها.. وأنه سيقضي الأسابيع التالية وهو يعاني ركلات وخبطات ابن خالته (ددلي). لم يكن يعرف أنه في هذه اللحظة بالذات يلتقي أناسٌ في اجتماعات سرية بجميع أنحاء البلاد.. يرفعون كئوس الشراب هاتفين: «في صحة (هاري بوتر)؛ الطفل الذي نجا! !».


١ الطفل الذي نجــا 1 Kind, das überlebt hat The Boy Who Lived 1 enfant qui a survécu hayatta kalan 1 çocuk

يفخر السيد والسيدة (درسلي) المقيمان في المنزل رقم (٤) شارع (بريفت درايف) بأن يقولا إنهما أسرة طبيعية تمامًا.. وهما فعلًا كذلك، لم يكن أحد ليتصور أن تتورط هذه الأسرة في أي أمور غريبة أو غامضة؛ لأنهما ببساطة لا يوافقان على شيء من هذا الهراء. Mr and Mrs Dursley, of number four, Privet Drive, were proud to say that they were perfectly normal, thank you very much. They were the last people you'd expect to be involved in anything strange or mysterious, because they just didn't hold with such nonsense.

يعمل السيد درسلي مديرًا لشركة جرونينجس لصناعة المثاقب.. وهو رجل ضخم بدين.. لا تكاد رقبته تظهر من بين كتفيه.. مع أن له شاربًا كبيرًا جدًّا.. أما زوجته فهي نحيفة شقراء.. رقبتها أطول مرتين من أي رقبة عادية.. تستفيد منها في التجسس على الجيران؛ حيث تقضي معظم وقتها في مد رقبتها فوق سياج الحديقة؛ لمعرفة ما يفعلون.. Mr Dursley was the director of a firm called Grunnings, which made drills. He was a big, beefy man with hardly any neck, although he did have a very large moustache. Mrs Dursley was thin and blonde and had nearly twice the usual amount of neck, which came in very useful as she spent so much of her time craning over garden fences, spying on the neighbours. The Dursleys had a small son called Dudley and in their opinion there was no finer boy anywhere. Bay Dursley, Gronings Matkap Üretim Şirketi'nin müdürü olarak çalışıyor. İri yapılı, obez bir adam. Çok büyük bir bıyığı olmasına rağmen boynu omuzlarının arasından zar zor görünüyor. Karısına gelince, o zayıf ve sarışın. Boynu normal bir boyundan iki kat daha uzun... Onun faydaları... Komşuları gözetlemek de dahil; Zamanının çoğunu boynunu bahçe çitinin üzerinden uzatarak geçirdiği yer; Ne yaptıklarını öğrenmek için..

ولهذه العائلة ابن صغير وحيد اسمه (ددلي)، وفي رأيهما أنه أحسن طفل في العالم. The Dursleys had everything they wanted, but they also had a secret, and their greatest fear was that somebody would discover it. They didn't think they could bear it if anyone found out about the Potters. Mrs Potter was Mrs Dursley's sister, but they hadn't met for several years; in fact, Mrs Dursley pretended she didn't have a sister, because her sister and her good-for-nothing husband were as unDursleyish as it was possible to be. The Dursleys shuddered to think what the neighbours would say if the Potters arrived in the street. The Dursleys knew that the Potters had a small son, too, but they had never even seen him. This boy was another good reason for keeping the Potters away; they didn't want Dudley mixing with a child like that.

وتمتلك أسرة (درسلي) كل ما تحتاجه في الحياة.. إلا أن لديهم أيضًا سرًّا.. سرًّا خطيرًا.. يكادون يرتعدون خوفًا من أن يكتشفه أحد.. لم يعتقدوا أن بإمكانهم تحمل فكرة أن يعرف أحد شيئًا عن عائلة (بوتر).. ورغم أن السيدة (درسلي) والسيدة (بوتر) شقيقتان.. فإنهما لم تقابل إحداهما الأخرى منذ سنوات عديدة.. بل إن السيدة (درسلي) تدَّعِي أنه ليس لها شقيقة على الإطلاق؛ وذلك لأن أختها وزوجها الذي لا يصلح لشيء كانا يختلفان عنهما تمامًا، وهما يخافان من مجرد التفكير فيما سيقوله الجيران لو أن عائلة (بوتر) ظهرت فجأة في شارعهما.. خاصة أن لديهما أيضًا طفلًا صغيرًا لم يروه قطُّ من قبل.. إلا أنه كان سببًا آخر مهمًّا في تباعدهما؛ حتى لا يختلط (ددلي) بطفل مثل هذا! When Mr and Mrs Dursley woke up on the dull, grey Tuesday our story starts, there was nothing about the cloudy sky outside to suggest that strange and mysterious things would soon be happening all over the country. Mr Dursley hummed as he picked out his most boring tie for work and Mrs Dursley gossiped away happily as she wrestled a screaming Dudley into his high chair. La famille Dursley a tout ce dont ils ont besoin dans la vie.. sauf qu'ils ont aussi un secret.. un secret dangereux.. ils tremblent presque de peur que quelqu'un le découvre.. ils ne pensaient pas pouvoir supporter l'idée de quiconque sait quoi que ce soit sur la famille (Potters).. et malgré le fait que Mme (Dursley) et Mme (Potter) sont sœurs.. Elles ne se sont pas rencontrées depuis de nombreuses années. n'a pas de sœur du tout; En effet, sa sœur et son mari bon à rien étaient complètement différents d'eux, et ils ont même peur de penser à ce que les voisins diraient si la famille Potter apparaissait soudainement dans leur rue, un autre important dans leur espacement ; Donc Dudley ne se mêlerait pas à un enfant comme ça !

حتى كان أحد أيام الثلاثاء.. يوم معتم رمادي.. وفيه بدأت قصتنا هذه.. عندما استيقظ السيد والسيدة (درسلي) في ذلك اليوم، لم يكن هناك شيء في السماء الغائمة في الخارج يوحي بكل الأحداث الغريبة والغامضة التي ستجري قريبًا في كل أنحاء البلاد! None of them noticed a large tawny owl flutter past the window.

أخذ السيد (درسلي) يدندن وهو يلتقط أحد أكثر أربطة عنقه خلوًّا من الذوق استعدادًا للذهاب إلى عمله. At half past eight, Mr Dursley picked up his briefcase, pecked Mrs Dursley on the cheek and tried to kiss Dudley goodbye but missed, because Dudley was now having a tantrum and throwing his cereal at the walls. ‘Little tyke,' chortled Mr Dursley as he left the house. He got into his car and backed out of number four's drive. بينما السيدة (درسلي) تثرثر بسعادة وهي تضع (ددلي) الذي لا ينقطع عن الصراخ والرفس فوق كرسيه العالي، ولم يلاحظ أي منهما بومة صفراء تطير عابرة وراء النافذة. It was on the corner of the street that he noticed the first sign of something peculiar - a cat reading a map. For a second, Mr Dursley didn't realise what he had seen - then he jerked his head around to look again. There was a tabby cat standing on the corner of Privet Drive, but there wasn't a map in sight. What could he have been thinking of? It must have been a trick of the light. Mr Dursley blinked and stared at the cat. It stared back. As Mr Dursley drove around the corner and up the road, he watched the cat in his mirror. It was now reading the sign that said Privet Drive - no, looking at the sign; cats couldn't read maps or signs. Mr Dursley gave himself a little shake and put the cat out of his mind. As he drove towards town he thought of nothing except a large order of drills he was hoping to get that day.

في الثامنة والنصف، تناول السيد (درسلي) حقيبته.. وربَّت على خدِّ زوجته وحاول عبثًا تقبيل (ددلي) الذي كان يصرخ عاليًا وهو يقذف بطعامه إلى الحائط.. وأخيرًا ترك المنزل وهو يغمغم: «ولد صغير شقي».. وركب سيارته ورجع بها إلى الخلف مغادرًا الممر الخاص المؤدي إلى منزله. But on the edge of town, drills were driven out of his mind by something else. As he sat in the usual morning traffic jam, he couldn't help noticing that there seemed to be a lot of strangely dressed people about. People in cloaks. Mr Dursley couldn't bear people who dressed in funny clothes - the get-ups you saw on young people! He supposed this was some stupid new fashion. He drummed his fingers on the steering wheel and his eyes fell on a huddle of these weirdos standing quite close by. They were whispering excitedly together. Mr Dursley was enraged to see that a couple of them weren't young at all; why, that man had to be older than he was, and wearing an emerald-green cloak! The nerve of him! But then it struck Mr Dursley that this was probably some silly stunt - these people were obviously collecting for something … yes, that would be it. The traffic moved on, and a few minutes later, Mr Dursley arrived in the Grunnings car park, his mind back on drills.

وعند ناصية الشارع، لاحظ الشيء الغريب الأول في ذلك اليوم؛ رأى قطة تقرأ في خريطة.. لم يستوعب ما يراه من الوهلة الأولى، فأدار رأسه لينظر مرة أخرى، ورأى فعلًا قطة رمادية تقف على ناصية الشارع، ولكنها لا تقرأ شيئًا.. عاتب نفسه.. هل هذا معقول؟! Mr Dursley always sat with his back to the window in his office on the ninth floor. If he hadn't, he might have found it harder to concentrate on drills that morning. He didn't see the owls swooping past in broad daylight, though people down in the street did; they pointed and gazed open-mouthed as owl after owl sped overhead. Most of them had never seen an owl even at night-time. Mr Dursley, however, had a perfectly normal, owl-free morning. He yelled at five different people. He made several important telephone calls and shouted a bit more. He was in a very good mood until lunch-time, when he thought he'd stretch his legs and walk across the road to buy himself a bun from the baker's opposite. Au coin de la rue, il remarqua la première chose étrange de la journée ; Il a vu un chat lire sur une carte. Il n'a pas compris ce qu'il a vu au premier coup d'œil, alors il a tourné la tête pour regarder à nouveau, et il a en fait vu un chat gris debout au coin de la rue, mais il n'a rien lu. .. Il s'est blâmé.. Est-ce raisonnable ?! لا بد أنه خداع الضوء! He'd forgotten all about the people in cloaks until he passed a group of them next to the baker's. He eyed them angrily as he passed. He didn't know why, but they made him uneasy. This lot were whispering excitedly, too, and he couldn't see a single collecting tin. It was on his way back past them, clutching a large doughnut in a bag, that he caught a few words of what they were saying. طرَف السيد (درسلي) وحدق إلى القطة، فحدقت فيه بدورها، وعندما استدار بسيارته عند ناصية الطريق.. رآها مرة أخرى في المرآة القطة نفسها وهي تقرأ اللافتة المكتوب عليها اسم الشارع! ‘The Potters, that's right, that's what I heard -‘

لا.. لا.. القطط لا تقرأ الخرائط ولا اللافتات.. وهز رأسه، يبعد عنه التفكير في القطة.. وبينما هو يقود سيارته في اتجاه المدينة، لم يعد يفكر في شيء سوى صفقة المثاقب التي كان يأمل عقدها اليوم.. ‘- yes, their son, Harry -‘

لكن عندما وصل إلى أطراف المدينة.. وتوقف وسط زحام مرور الصباح المعتاد.. أبعد أمر غريب آخر المثاقب عن تفكيره؛ لاحظ مجموعات من الناس في ملابس غريبة؛ عباءات مختلفة الأشكال والألوان.. كم يكره هؤلاء الذين يرتدون الأشياء الغريبة، فكر أولًا أنها بعض الأزياء الغريبة التي يرتديها شباب هذه الأيام.. وتصور أنها إحدى تلك الموضات الجديدة السخيفة.. أخذت أصابعه تخبط على عجلة القيادة في ضجر حتى وقعت عيناه على مجموعة من ذوي الملابس الغريبة بالقرب منه، كانوا يتهامسون معًا في حماس. Mr Dursley stopped dead. Fear flooded him. He looked back at the whisperers as if he wanted to say something to them, but thought better of it. فاستشاط غضبًا عندما وجد أن البعض منهم ليسوا شبابًا على الإطلاق.. بل إن أحدهم يبدو أكبر منه سنًّا.. ويرتدي عباءة خضراء زمردية! He dashed back across the road, hurried up to his office, snapped at his secretary not to disturb him, seized his telephone and had almost finished dialling his home number when he changed his mind. He put the receiver back down and stroked his moustache, thinking … no, he was being stupid. Potter wasn't such an unusual name. He was sure there were lots of people called Potter who had a son called Harry. Come to think of it, he wasn't even sure his nephew was called Harry. He'd never even seen the boy. It might have been Harvey. Or Harold. There was no point in worrying Mrs Dursley, she always got so upset at any mention of her sister. He didn't blame her - if he'd had a sister like that … but all the same, those people in cloaks … كيف يمكنه ذلك! He found it a lot harder to concentrate on drills that afternoon, and when he left the building at five o'clock, he was still so worried that he walked straight into someone just outside the door. ثم خطر بباله أنهم ربما كانوا إحدى فرق الأكروبات السخيفة التي تجمع التبرعات من أجل شيء ما.. وتحرك المرور.. وبعد دقائق، وصل إلى موقف السيارات الخاص بجرونينجس، وعاد للتفكير في المثاقب. ‘Sorry,' he grunted, as the tiny old man stumbled and almost fell. It was a few seconds before Mr Dursley realised that the man was wearing a violet cloak. He didn't seem at all upset at being almost knocked to the ground. On the contrary, his face split into a wide smile and he said in a squeaky voice that made passers-by stare: ‘Don't be sorry, my dear sir, for nothing could upset me today! Rejoice, for You-Know-Who has gone at last! Even Muggles like yourself should be celebrating, this happy, happy day!'

في مكتبه بالدور التاسع، جلس السيد (درسلي) وظهره للنافذة كما يفعل عادة؛ ولو لم يفعل ذلك لوجد صعوبة في التركيز على المثاقب في هذا الصباح، فهو لم ير هذه الأسراب من البوم التي تطير عابرة أمام النافذة في وضح النهار.. حتى جذبت أنظار المارة في الطريق، وأخذوا يشيرون ويحدقون فيها في دهشة، بينما البومة تلو الأخرى تطير بسرعة عابرة فوق رءوسهم.. معظمهم لم ير بومة من قبل ولا حتى أثناء الليل. And the old man hugged Mr Dursley around the middle and walked off.

وهكذا قضى السيد (درسلي) يومًا مثاليًّا في العمل خاليًا من البوم.. زعق في خمسة أشخاص مختلفين، وأجرى عددًا من الاتصالات المهمة التي صرخ فيها أكثر.. وكان مزاجه معتدلًا حتى موعد الغداء. Mr Dursley stood rooted to the spot. He had been hugged by a complete stranger. He also thought he had been called a Muggle, whatever that was. He was rattled. He hurried to his car and set off home, hoping he was imagining things, which he had never hoped before, because he didn't approve of imagination. وعندما شعر بحاجته إلى أن يحرك ساقيه، قرر السير حتى المخبز المواجه للشركة؛ ليشتري بعض الفطائر. As he pulled into the driveway of number four, the first thing he saw - and it didn't improve his mood - was the tabby cat he'd spotted that morning. It was now sitting on his garden wall. He was sure it was the same one; it had the same markings around its eyes.

كان قد نسي كل شيء عن مرتدي العباءات، حتى رأى جماعة منهم؛ فنظر إليهم بغضب وهو يمر بهم.. لم يعرف لماذا. ‘Shoo!' said Mr Dursley loudly. ولكنهم أشعروه بالانزعاج. The cat didn't move. It just gave him a stern look. Was this normal cat behaviour, Mr Dursley wondered. Trying to pull himself together, he let himself into the house. He was still determined not to mention anything to his wife. كما أنه لم يرَأي عُلب لجمع التبرعات بالقرب منهم.. كانوا يتهامسون باهتمام.. وفي أثناء عودته حاملًا كعكة محلاة كبيرة في كيس.. ترامَى إلى سمعه بعض كلمات من حديثهم: Mrs Dursley had had a nice, normal day. She told him over dinner all about Mrs Next Door's problems with her daughter and how Dudley had learnt a new word (‘Shan't!'). Mr Dursley tried to act normally. When Dudley had been put to bed, he went into the living-room in time to catch the last report on the evening news: Il n'a pas non plus vu de boîtes de collecte de fonds près d'eux.. Ils chuchotaient intensément.. Alors qu'il revenait avec un gros beignet dans un sac.. Il entendit quelques mots de leur conversation :

«نعم.. لقد سمعت بذلك..أسرة (بوتر)». ‘And finally, bird-watchers everywhere have reported that the nation's owls have been behaving very unusually today. Although owls normally hunt at night and are hardly ever seen in daylight, there have been hundreds of sightings of these birds flying in every direction since sunrise. Experts are unable to explain why the owls have suddenly changed their sleeping pattern.' The news reader allowed himself a grin. ‘Most mysterious. And now, over to Jim McGuffin with the weather. Going to be any more showers of owls tonight, Jim?'

«فعلًا.. إنه ابنهما (هاري)!». ‘Well, Ted,' said the weatherman, ‘I don't know about that, but it's not only the owls that have been acting oddly today. Viewers as far apart as Kent, Yorkshire and Dundee have been phoning in to tell me that instead of the rain I promised yesterday, they've had a downpour of shooting stars! Perhaps people have been celebrating Bonfire Night early - it's not until next week, folks! But I can promise a wet night tonight.'

تجمد السيد (درسلي) في مكانه.. اجتاحته موجة من الرعب، ونظر إلى المتهامسين وكأنه يريد الحديث معهم.. ثم تراجع عن ذلك! Mr Dursley sat frozen in his armchair. Shooting stars all over Britain? Owls flying by daylight? Mysterious people in cloaks all over the place? And a whisper, a whisper about the Potters …

اندفع عائدًا عبر الطريق وأسرع إلى مكتبه..زعق في سكرتيرته ألا يزعجه أحد.. وأمسك التليفون وكاد أن ينهي طلب رقم منزله.. إلا أنه بدل رأيه.. وأعاد السماعة إلى مكانها، وأخذ يفكر وهو يجدل شاربه.. لا، لقد تصرف بغباء.. (بوتر) إنه اسم متداول.. الكثير من الناس يحملون نفس الاسم، ولهم ابن يدعى (هاري)..ثم إنه لا يعرف اسم ابنهم على وجه التأكيد، فهو لم يره من قبل.. وربما كان اسمه (هارولد) أو (هارفي).. ليس هناك داعٍ لإزعاج السيدة (درسلي) خاصة أنها تشتعل غضبًا إذا ذكر أحدهم اسم شقيقتها أمامها.. ولها كل الحق في ذلك؛ فلو كانت له أخت مثل هذه.. ومع كل ما فكر فيه فقد ظلَّ التفكير في مرتدي العباءات يؤرقه... Mrs Dursley came into the living-room carrying two cups of tea. It was no good. He'd have to say something to her. He cleared his throat nervously. ‘Er - Petunia, dear - you haven't heard from your sister lately, have you?'

وجد (درسلي) صعوبة في التركيز في المثاقب في فترة ما بعد الظهر ذلك اليوم.. وعندما غادر المبنى في الساعة الخامسة، كان لا يزال متوترًا.. حتى إنه اصطدم برجل قصير في طريقه.. وكاد يسقط الرجل أرضًا.. وأسرع بالاعتذار: «آسف»، ومرت عدة ثوانٍ قبل أن يدرك أن الرجل يرتدي عباءة قرمزية، ولكن الرجل العجوز القصير لم يبدُ عليه أي غضب، بل على العكس.. ابتسم ابتسامة عريضة.. As he had expected, Mrs Dursley looked shocked and angry. After all, they normally pretended she didn't have a sister.

وقال له بصوت عالٍ جعل المارة يحدقون فيهما: «لا تعتذر يا سيدي.. لا شيء يمكن أن يضايقني اليوم، ابتهج، أخيرًا رحل (أنت تعرف من) وحتى أنتم أيها العامة.. يجب أن تحتفلوا بهذا اليوم السعيد.. جدًّا.. جدًّا!» ‘No,' she said sharply. ‘Why?'

واحتضن الرجل القصير السيد (درسلي) من وسطه ثم مضى.. تجمد (درسلي) في مكانه.. ثم هُرع إلى سيارته، كان حائرًا فيما يحدث.. لقد احتضنه رجل غريب، وصفه بأنه من العامة، أيًّا كان ما يعنيه هذا.. شعر بالصدمة فأسرع إلى سيارته.. وانطلق إلى منزله..وهو يتمنى أن يكون ما حدث له.. هو مجرد وهم.. وهو شيء لم يتمنَّه من قبل؛ لأنه لا يؤمن بالأوهام.. ‘Funny stuff on the news,' Mr Dursley mumbled. ‘Owls … shooting stars … and there were a lot of funny-looking people in town today …'

عندما أوقف السيد (درسلي) سيارته في الممر الخاص بمنزله.. كان أول ما وقعت عليه عيناه هو القطة الرمادية التي رآها في الصباح.. ولكنها هذه المرة كانت تجلس على سور حديقته.. ولم يكن لديه شك في أنها نفس القطة.. كانت لها هذه الدوائر حول عينيها! ‘So?' snapped Mrs Dursley.

صاح بها السيد درسلي: «هش!». ‘Well, I just thought … maybe … it was something to do with … you know … her lot.'

لم تتحرك القطة، ولكنها نظرت إليه نظرة صامتة.. وتساءل السيد (درسلي): ما هذا؟! Mrs Dursley sipped her tea through pursed lips. Mr Dursley wondered whether he dared tell her he'd heard the name ‘Potter'. He decided he didn't dare. Instead he said, as casually as he could, ‘Their son - he'd be about Dudley's age now, wouldn't he?' هل هو تصرف تقوم به القطط عادة؟ ‘I suppose so,' said Mrs Dursley stiffly.

حاول أن يسيطر على نفسه، ودخل إلى البيت، وقد قرر ألا يذكر شيئًا لزوجته! ‘What's his name again? Howard, isn't it?'

قضت السيدة (درسلي) يومًا عاديًّا لطيفًا.. وقصت على زوجها أخبار جارتهما في المنزل المجاور ومشاكلها مع ابنتها.. والكلمة الجديدة التي نطقها (ددلي) «عيب!». ‘Harry. Nasty, common name, if you ask me.' وحاول السيد (درسلي) أن يكون طبيعيًّا في تصرفاته.. وبعد أن نام (ددلي).. اتجه السيد (درسلي) إلى حجرة المعيشة في وقت إذاعة الخبر الأخير في نشرة المساء: «وأخيرًا.. أفادت تقارير مراقبي الطيور في كل مكان في البلاد عن نشاط غريب لطيور البوم؛ حيث ملأت المئات منها الجو منذ فجر اليوم، وفي ضوء النهار، وشوهدت تطير في كل الاتجاهات.. هذا رغم أن هذه الطيور عادة ما تصطاد ما تأكله في المساء، ولا تكاد ترى في ضوء النهار، ولا يعلم المراقبون الأسباب التي أدت إلى أن تغير هذه الطيور من طبيعتها الليلية!». ‘Oh, yes,' said Mr Dursley, his heart sinking horribly. ‘Yes, I quite agree.'

وابتسم المذيع وقال معلقًا: «أمر غامض.. غريب.. والآن إلى النشرة الجوية مع الزميل (جيم ماكوفين).. أهلًا يا (جيم).. هل يوجد المزيد من أسراب البوم غدًا؟!». He didn't say another word on the subject as they went upstairs to bed. While Mrs Dursley was in the bathroom, Mr Dursley crept to the bedroom window and peered down into the front garden. The cat was still there. It was staring down Privet Drive as though it was waiting for something.

قال مذيع النشرة الجوية: «الحقيقة يا (تيد) أنني لا أعرف شيئًا عن ذلك إلا أن أشياء غريبة أخرى حدثت اليوم.. وصلني الكثير من المكالمات التليفونية من أماكن بعيدة مثل (كينت) و(يوركشاير) و(دوندي)، تقول إنه بدلًا من الأمطار التي توقعناها بالأمس.. أمطرت السماء سيلًا من الشهب المتساقطة وكأنهم يحتفلون بمهرجان «ليلة الشعلة» مبكرًا - ليس قبل الأسبوع القادم أيها القوم! Was he imagining things? Could all this have anything to do with the Potters? If it did … if it got out that they were related to a pair of - well, he didn't think he could bear it. وعلى كل حال، فمن المتوقع أن تكون الليلة رطبة باردة!». The Dursleys got into bed. Mrs Dursley fell asleep quickly but Mr Dursley lay awake, turning it all over in his mind. His last, comforting thought before he fell asleep was that even if the Potters were involved, there was no reason for them to come near him and Mrs Dursley. The Potters knew very well what he and Petunia thought about them and their kind … He couldn't see how he and Petunia could get mixed up in anything that might be going on. He yawned and turned over. It couldn't affect them …

تجمد السيد (درسلي) في مقعده..شهب متساقطة في كل مكان في بريطانيا!! How very wrong he was. وبوم تطير في وضَح النهار!! Mr Dursley might have been drifting into an uneasy sleep, but the cat on the wall outside was showing no sign of sleepiness. It was sitting as still as a statue, its eyes fixed unblinkingly on the far corner of Privet Drive. It didn't so much as quiver when a car door slammed in the next street, nor when two owls swooped overhead. In fact, it was nearly midnight before the cat moved at all. وأشخاص غامضون في عباءات ملونة في كل مكان!! A man appeared on the corner the cat had been watching, appeared so suddenly and silently you'd have thought he'd just popped out of the ground. The cat's tail twitched and its eyes narrowed. وهمس يدور حول آل (بوتر)! Nothing like this man had ever been seen in Privet Drive. He was tall, thin and very old, judging by the silver of his hair and beard, which were both long enough to tuck into his belt. He was wearing long robes, a purple cloak which swept the ground and high-heeled, buckled boots. His blue eyes were light, bright and sparkling behind half-moon spectacles and his nose was very long and crooked, as though it had been broken at least twice. This man's name was Albus Dumbledore. ! Albus Dumbledore didn't seem to realise that he had just arrived in a street where everything from his name to his boots was unwelcome. He was busy rummaging in his cloak, looking for something. But he did seem to realise he was being watched, because he looked up suddenly at the cat, which was still staring at him from the other end of the street. For some reason, the sight of the cat seemed to amuse him. He chuckled and muttered, ‘I should have known.'

دخلت السيدة (درسلي) حجرة المعيشة وهي تحمل كوبين من الشاي.. لا بد أن يحدثها؛ أن يخبرها بشيء مما حدث.. سعل بتوتر ليَجْلُوَ حنجرته.. وقال: «آ-(بتونيا) عزيزتي، هل وصلتك أخبار من أختك مؤخرًا؟». He had found what he was looking for in his inside pocket. It seemed to be a silver cigarette lighter. He flicked it open, held it up in the air and clicked it. The nearest street lamp went out with a little pop. He clicked it again - the next lamp flickered into darkness. Twelve times he clicked the Put-Outer, until the only lights left in the whole street were two tiny pinpricks in the distance, which were the eyes of the cat watching him. If anyone looked out of their window now, even beady-eyed Mrs Dursley, they wouldn't be able to see anything that was happening down on the pavement. Dumbledore slipped the Put-Outer back inside his cloak and set off down the street towards number four, where he sat down on the wall next to the cat. He didn't look at it, but after a moment he spoke to it.

ظهرت الصدمة والدهشة على وجهها.. تمامًا كما توقع.. فهما في المعتاد، يتظاهران بعدم وجود تلك الأخت.. وقالت بحدة: «لا.. لماذا؟». ‘Fancy seeing you here, Professor McGonagall.'

غمغم السيد (درسلي): «أخبار غريبة في النشرة.. بوم.. وشهب متساقطة.. وكان هناك الكثير من الأشخاص غريبي المظهر في المدينة اليوم». He turned to smile at the tabby, but it had gone. Instead he was smiling at a rather severe-looking woman who was wearing square glasses exactly the shape of the markings the cat had had around its eyes. She, too, was wearing a cloak, an emerald one. Her black hair was drawn into a tight bun. She looked distinctly ruffled. شخطت السيدة درسلي: «وبعد؟» «فكرت بأن ذلك.. ربما.. يكون له صلة.. كما تعرفين.. جماعتها».. شربت السيدة (درسلي) الشاي في صمت وقد زمت شفتيها وتساءل زوجها: هل يخبرها بما سمعه من همس؟ لكنه لم يجرؤ.. وبدلًا من ذلك، سألها ــ بصورة حاول أن تبدو طبيعية: «ابنها.. هل هو في عمر (ددلي) الآن؟». ‘How did you know it was me?' she asked.

ردَّت بجفاء: «أظن ذلك». ‘My dear Professor, I've never seen a cat sit so stiffly.'

سألها: «هل اسمه (هوارد)؟». ‘You'd be stiff if you'd been sitting on a brick wall all day,' said Professor McGonagall.

قالت: «لا.. (هاري).. اسم شائع سخيف على ما أعتقد!». ‘All day? When you could have been celebrating? I must have passed a dozen feasts and parties on my way here.'

سقط قلبه في صدره وقال: «نعم.. أوافقك على ذلك!». Professor McGonagall sniffed angrily.

لم يقل كلمة أخرى عن الموضوع حتى صعدا إلى حجرة نومهما.. وبينما كانت السيدة (درسلي) في الحمام.. زحف السيد (درسلي) إلى نافذة حجرة النوم.. نظر من نافذة حجرة النوم إلى الحديقة الأمامية، ورأى القطة الرمادية لا تزال في مكانها تحدق إلى آخر شارع (بريفت درايف) وكأنها تنتظر شيئًا ما.. ‘Oh yes, everyone's celebrating, all right,' she said impatiently. ‘You'd think they'd be a bit more careful, but no - even the Muggles have noticed something's going on. It was on their news.' She jerked her head back at the Dursleys' dark living-room window. ‘I heard it. Flocks of owls … shooting stars … Well, they're not completely stupid. They were bound to notice something. Shooting stars down in Kent - I'll bet that was Dedalus Diggle. He never had much sense.'

استغرقت السيدة (درسلي) في النوم على الفور.. أما هو فقد ظل يفكر في كل هذه الأحداث الغريبة التي وقعت اليوم وتساءل: تُرَى، هل كان هذا من صنع خياله أم أن لهذه الأحداث صلة بآل (بوتر)؟! ‘You can't blame them,' said Dumbledore gently. ‘We've had precious little to celebrate for eleven years.' لو أن ذلك صحيح وكان للأمر علاقة بهؤلاء الـ...، حسنًا، فإنه لن يكون قادرًا على تحمل الأمر.. ثم أخيرًا تثاءب وقد خطر على باله خاطر طمأنه.. حتى لو كان لتلك الأحداث علاقة بهم، فإن آل (بوتر) لن يحاولوا الاتصال بهما، فهم يعلمون جيدًا رأيه هو والسيدة (درسلي) فيهم وفيمن هم على شاكلتهم..وهكذا فلا يمكن أن يتورط هو أو (بتونيا) في هذا الأمر، أو يؤثر عليهم بأي حال من الأحوال. ‘I know that,' said Professor McGonagall irritably. ‘But that's no reason to lose our heads. People are being downright careless, out on the streets in broad daylight, not even dressed in Muggle clothes, swapping rumours.'

وكم كان مخطئًا في رأيه هذا! She threw a sharp, sideways glance at Dumbledore here, as though hoping he was going to tell her something, but he didn't, so she went on: ‘A fine thing it would be if, on the very day You-Know-Who seems to have disappeared at last, the Muggles found out about us all. I suppose he really has gone, Dumbledore?'

أخيرًا غرق السيد (درسلي) في نوم قلق.. لكن القطة لم تنم على الإطلاق.. كانت تجلس مكانها كالتمثال.. لا يطرف لها جفن.. وعيناها مثبتتان على ناصية شارع (بريفت درايف)، حتى إنها لم تحرك ساكنًا عندما أغلق باب إحدى السيارات بقوة في الجوار أو عندما نعقت بومتان في الجو فوقها.. ثم.. وفي منتصف الليل تمامًا.. بدأت في التحرك.. ظهر رجل فجأة عند ناصية الشارع الذي كانت تراقبه القطة.. ظهر بهدوء وكأنه خرج من بطن الأرض.. فضاقت عينا القطة.. وحركت ذيلها.. لم ير شارع (بريفت درايف) رجلًا مثله من قبل.. كان طويلًا.. وكان نحيفًا.. ويدل شعره ولحيته الفضيان الطويلان جدًّا لدرجة أنهما يصلان إلى الحزام الذي يرتديه في وسطه على أنه في سن كبيرة.. عجوز.. عجوز.. يرتدي معطفًا طويلًا وعباءة قرمزية تجرجر على الأرض.. وحذاءً طويلًا ذا كعب عالٍ مثبتًا بإبزيم يصل إلى منتصف ساقه، وكانت عيناه ذواتا اللون الأزرق تلمعان وتبرقان من وراء نظارة هلالية.. وأنفه كان شديد الطول ومعقوفًا، وكأنه قد تحطم مرتين على الأقل قبل ذلك.. وكان اسم الرجل (ألباس دمبلدور). ‘It certainly seems so,' said Dumbledore. ‘We have much to be thankful for. Would you care for a sherbet lemon?'

ولم يبد على (ألباس دمبلدور) أنه مدرك أنه وصل توًّا إلى شارع لا يرحب بأي شيء يخصه بداية من اسمه حتى حذائه الطويل؛ فقد كان مشغولًا بالبحث عن شيء ما داخل عباءته.. ومع ذلك شعر بأن هناك من يراقبه.. ورفع رأسه فجأة، فرأى القطة التي كانت تنظر إليه من الطرف الآخر للشارع.. ولسبب ما، بدا أن رؤية القطة قد أبهجته وابتسم سعيدًا وتمتم: «كان يجب أن أعرف!». ‘A what?'

ووجد ما كان يبحث عنه في جيوبه الداخلية وأخرج ما بدا مثل ولاعة سجائر فضية.. ورفع يده عاليًا ونقرها مرة.. فانطفأ مصباح الشارع القريب بصوت فرقعة طفيف، وعندما كرر النقر عليها، انطفأ المصباح التالي وكرر ذلك اثنتي عشرة مرة.. فانطفأت كل المصابيح في الشارع، حتى لم يبق شيء مضيء سوى ثقبين بالغي الصغر على البعد هما عينا القطة التي تراقبه.. ولو نظر أي شخص من النافذة لما رأى شيئًا مما يحدث على رصيف الشارع على الإطلاق.. ولا حتى السيدة (درسلي) ذات العينين المستديرتين.. وأعاد (دمبلدور) ساحب الضوء إلى جيبه، وسار حتى وصل إلى سور المنزل رقم (٤) وجلس بصمت بجوار القطة، ودون أن ينظر إليها قال: «من الظريف أن أجدك هنا يا أستاذة (ماكجونجال)!». ‘A sherbet lemon. They're a kind of Muggle sweet I'm rather fond of.'

ونظر مبتسمًا نحو القطة الرمادية ولكنها اختفت.. وبدلًا منها وجد سيدة حادة الملامح تضع على عينيها نظارة مربعة تشبه تمامًا شكل العلامات حول عيني القطة.. وتلبس عباءة زمردية اللون.. وتربط شعرها على شكل كعكة.. وتبدو قاسية الملامح. ‘No, thank you,' said Professor McGonagall coldly, as though she didn't think this was the moment for sherbet lemons. ‘As I say, even if You-Know-Who has gone -‘

سألته الأستاذة (ماكجونجال): «كيف عرفتني؟». ‘My dear Professor, surely a sensible person like yourself can call him by his name? All this “You-Know-Who” nonsense - for eleven years I have been trying to persuade people to call him by his proper name: Voldemort.‘ Professor McGonagall flinched, but Dumbledore, who was unsticking two sherbet lemons, seemed not to notice. ‘It all gets so confusing if we keep saying “You-Know-Who”.' I have never seen any reason to be frightened of saying Voldemort's name.'

قال: «يا عزيزتي.. لم أر من قبل قطة تجلس في مثل ثباتك..». ‘I know you haven't,' said Professor McGonagall, sounding half-exasperated, half-admiring. ‘But you're different. Everyone knows you're the only one You-Know - oh, all right, Voldemort - was frightened of.'

قالت: «ستجلس مثلي لو بقيت طوال اليوم على مثل هذا السور!». ‘You flatter me,' said Dumbledore calmly. ‘Voldemort had powers I will never have.'

قال: «ماذا؟ طوال اليوم!! ‘Only because you're too - well - noble to use them.' ألم تشتركي في الاحتفالات؟! ‘It's lucky it's dark. I haven't blushed so much since Madam Pomfrey told me she liked my new earmuffs.' لقد مررت على عشرات الاحتفالات في طريقي إلى هنا!». Professor McGonagall shot a sharp look at Dumbledore and said, ‘The owls are nothing to the rumours that are flying around. You know what everyone's saying? About why he's disappeared? About what finally stopped him?'

قالت بنفاد صبر: «نعم.. الجميع يحتفلون.. ألا تظن أنه من الواجب أن نكون أكثر حذرًا.. لقد لفت ذلك الأنظار إلينا.. حتى هؤلاء العامة لاحظوا ما يحدث.. لقد جاء ذلك في نشرات أخبارهم». It seemed that Professor McGonagall had reached the point she was most anxious to discuss, the real reason she had been waiting on a cold hard wall all day, for neither as a cat nor as a woman had she fixed Dumbledore with such a piercing stare as she did now. It was plain that whatever ‘everyone' was saying, she was not going to believe it until Dumbledore told her it was true. Dumbledore, however, was choosing another sherbet lemon and did not answer. ثم أشارت برأسها إلى نافذة غرفة المعيشة المظلمة في منزل آل (درسلي) وقالت: «لقد سمعتها.. أسراب من البوم.. شهب متساقطة.. إنهم ليسوا أغبياء تمامًا.. لقد لاحظوا هذه الأحداث الغريبة! ‘What they're saying,‘ she pressed on, ‘is that last night Voldemort turned up in Godric's Hollow. He went to find the Potters. The rumour is that Lily and James Potter are - are - that they're - dead.' شهب متساقطة في (كينت). Dumbledore bowed his head. Professor McGonagall gasped. أراهن أن هذا من فعل (ديدالوس ديجل)؛ فهو لم يملك يومًا ذرة من الإدراك». ‘Lily and James … I can't believe it … I didn't want to believe it … Oh, Albus …'

قال (دمبلدور) برفق: «لا يمكنك لومهم، فنحن لم نحتفل إلا قليلًا طوال أحد عشر عامًا». Dumbledore reached out and patted her on the shoulder. ‘I know … I know …' he said heavily.

قالت الأستاذة (ماكجونجال) بعصبية: «أعرف ذلك.. لكنه ليس مبرِّرًا لنفقد عقولنا، ونتصرف بإهمال، لقد خرجوا إلى الشوارع في وضح النهار يتبادلون الشائعات حتى إنهم لم يتنكروا في ملابس العامة». Professor McGonagall's voice trembled as she went on. ‘That's not all. They're saying he tried to kill the Potters' son, Harry. But - he couldn't. He couldn't kill that little boy. No one knows why, or how, but they're saying that when he couldn't kill Harry Potter, Voldemort's power somehow broke - and that's why he's gone.' ثم نظرت إليه نظرة جانبية حادة وكأنها تأمل أن يخبرها بشيء ما، ولكنه لم يفعل.. فواصلت قائلة: «لن يكون شيئًا جيدًّا أن يكتشف العامة وجودنا في اليوم نفسه الذي اختفى فيه (أنت تعرف من) أخيرًا.. افترض أنه اختفى فعلًا يا (دمبلدور)؟». Dumbledore nodded glumly.

قال (دمبلدور): «يبدو الأمر كذلك فعلًا؛ ولذلك يوجد الكثير مما يستحق الاحتفال.. هل ترغبين في بعض شربات الليمون»؟ ‘It's - it's true?' faltered Professor McGonagall. ‘After all he's done … all the people he's killed … he couldn't kill a little boy? It's just astounding … of all the things to stop him … but how in the name of heaven did Harry survive?'

«ماذا؟». ‘We can only guess,' said Dumbledore. ‘We may never know.'

(دمبلدور): «شربات الليمون إنه أحد أنواع حلوى العامة التي أحبها». Professor McGonagall pulled out a lace handkerchief and dabbed at her eyes beneath her spectacles. Dumbledore gave a great sniff as he took a golden watch from his pocket and examined it. It was a very odd watch. It had twelve hands but no numbers; instead, little planets were moving around the edge. It must have made sense to Dumbledore, though, because he put it back in his pocket and said, ‘Hagrid's late. I suppose it was he who told you I'd be here, by the way?'

ردت الأستاذة (ماكجونجال) بفتور وكأنها ترى أن الوقت غير مناسب لشربات الليمون: «لا.. شكرًا»، وأكملت قائلة: «كما سبق أن قلت، حتى لو اختفى (أنت تعرف من)...». ‘Yes,' said Professor McGonagall. ‘And I don't suppose you're going to tell me why you're here, of all places?'

«عزيزتي (ماكجونجال).. أنت شخصية مسئولة.. لماذا تقولين (أنت تعرف من)؟! ‘I've come to bring Harry to his aunt and uncle. They're the only family he has left now.' لماذا لا تنطقين اسمه؟! ‘You don't mean - you can't mean the people who live here?‘ cried Professor McGonagall, jumping to her feet and pointing at number four. ‘Dumbledore - you can't. I've been watching them all day. You couldn't find two people who are less like us. And they've got this son - I saw him kicking his mother all the way up the street, screaming for sweets. Harry Potter come and live here!' لقد انقضى أحد عشر عامًا وأنا أحاول أن أقنع الناس بأن يقولوا اسمه: فولدمور». ‘It's the best place for him,' said Dumbledore firmly. ‘His aunt and uncle will be able to explain everything to him when he's older. I've written them a letter.' أجفلت الأستاذة (ماكجونجال). ‘A letter?' repeated Professor McGonagall faintly, sitting back down on the wall. ‘Really, Dumbledore, you think you can explain all this in a letter? These people will never understand him! He'll be famous - a legend - I wouldn't be surprised if today was known as Harry Potter Day in future - there will be books written about Harry - every child in our world will know his name!' ولكن (دمبلدور) - الذي كان مشغولًا بفصل اثنتين من حلوى شربات الليمون - لم يلاحظ واستطرد قائلًا: «يصبح الأمر مربكًا مع استمرارنا في قول (أنت تعرف ــ من). ‘Exactly,' said Dumbledore, looking very seriously over the top of his half-moon glasses. ‘It would be enough to turn any boy's head. Famous before he can walk and talk! Famous for something he won't even remember! Can't you see how much better off he'll be, growing up away from all that until he's ready to take it?' لم أر سببًا قطُّ لأن يخاف أحد من ذكر اسم فولدمور». Professor McGonagall opened her mouth, changed her mind, swallowed and then said, ‘Yes - yes, you're right, of course. But how is the boy getting here, Dumbledore?' She eyed his cloak suddenly as though she thought he might be hiding Harry underneath it.

قالت الأستاذة (ماكجونجال) وقد بدت نصف مستاءة ونصف معجبة: «أعرف هذا، ولكنك مختلف، فالكل يعرف أنك الوحيد الذي يخاف منه (أنت تعرف...) أقصد فولدمور». ‘Hagrid's bringing him.'

قال (دمبلدور) بهدوء: «أنتِ فقط تجاملينني، فأنت تعرفين أن فولدمور يملك قوًى لا يسعني أن أملكها!». ‘You think it - wise - to trust Hagrid with something as important as this?'

قالت: «لا.. إن حسن أخلاقك فقط هو الذي لا يسمح لك باستعمالها!». ‘I would trust Hagrid with my life,' said Dumbledore.

(دمبلدور): «من حسن الحظ أن المكان مظلم، فوجهي لم يحمر هكذا منذ قالت لي مدام (بومفري) إنها معجبة بغطاء أذني الجديد». ‘I'm not saying his heart isn't in the right place,' said Professor McGonagall grudgingly, ‘but you can't pretend he's not careless. He does tend to - what was that?'

رمته الأستاذة (ماكجونجال) بنظرة حادة ثم قالت: «إن طيور البوم ليست الوحيدة التي تطير اليوم.. الشائعات أيضًا تتطاير. A low rumbling sound had broken the silence around them. It grew steadily louder as they looked up and down the street for some sign of a headlight; it swelled to a roar as they both looked up at the sky - and a huge motorbike fell out of the air and landed on the road in front of them. هل تعرف ما الذي يقولونه حول سبب اختفائه، وعمَّا قضى عليه أخيرًا؟». If the motorbike was huge, it was nothing to the man sitting astride it. He was almost twice as tall as a normal man and at least five times as wide. He looked simply too big to be allowed, and so wild - long tangles of bushy black hair and beard hid most of his face, he had hands the size of dustbin lids and his feet in their leather boots were like baby dolphins. In his vast, muscular arms he was holding a bundle of blankets.

وصمتت الأستاذة (ماكجونجال).. وقد بدا أنها وصلت أخيرًا إلى النقطة التي تتلهف إلى مناقشتها معه، وهو السبب الحقيقي الذي جعلها تنتظر بصبر فوق هذا الحائط الصلب البارد طوال اليوم، وثبَّتت نظرها على (دمبلدور) بطريقة لم تفعلها من قبل سواء كقطة أو كامرأة.. كانت تريد أن تعرف منه الحقيقة، فهي لا تصدق سواه! ‘Hagrid,' said Dumbledore, sounding relieved. ‘At last. And where did you get that motorbike?' إلا أن (دمبلدور) كان يأكل قطعة أخرى من شربات الليمون فلم يجبها. ‘Borrowed it, Professor Dumbledore, sir,' said the giant, climbing carefully off the motorbike as he spoke. ‘Young Sirius Black lent it me. I've got him, sir.'

فأكملت قائلة: «تقول الشائعات إن فولدمور ذهب أمس إلى بلدة (جودريكس هولو)؛ بحثًا عن آل (بوتر) وإن... وإن... (ليلي) و(جيمس بوتر) قد - قد ماتا». ‘No problems, were there?'

شهقت الأستاذة (ماكجونجال) عندما هز الأستاذ (دمبلدور) رأسه موافقًا وقالت: «ماذا؟ (ليلي) و (جيمس) لا.. لا أصدق ذلك... بل لا أريد أن أصدقه... آهٍ يا ألباس! ‘No, sir - house was almost destroyed but I got him out all right before the Muggles started swarmin' around. He fell asleep as we was flyin' over Bristol.' !...». Dumbledore and Professor McGonagall bent forward over the bundle of blankets. Inside, just visible, was a baby boy, fast asleep. Under a tuft of jet-black hair over his forehead they could see a curiously shaped cut, like a bolt of lightning.

مد (دمبلدور) يده، وربت على كتف (ماكجونجال) وقال بحزن: «أعرف..أعرف».. ارتعش صوت الأستاذة (ماكجونجال) وواصلت: «ليس هذا كل شيء.. يقولون إن (فولدمور) حاول قتل ابنهما (هاري).. ولكنه لم يستطع قتل هذا الطفل، ولا أحد يعرف السبب.. ولكنهم يقولون إنه عندما لم يستطع قتل (هاري بوتر)، تحطمت قواه لسبب ما؛ ولهذا اختفى!». ‘Is that where -?' whispered Professor McGonagall.

أومأ (دمبلدور) برأسه بكآبة. ‘Yes,' said Dumbledore. ‘He'll have that scar for ever.'

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «إذًا، فالأمر حقيقي - حقيقي فعلًا! ‘Couldn't you do something about it, Dumbledore?' بعد كل ما فعله.. وكل الناس الذين قتلهم.. عجز عن قتل طفل صغير!! ‘Even if I could, I wouldn't. Scars can come in useful. I have one myself above my left knee which is a perfect map of the London Underground. Well - give him here, Hagrid - we'd better get this over with.' وكان هذا سببًا في القضاء عليه.. هذا شيء مدهش.. مدهش فعلًا. Dumbledore took Harry in his arms and turned towards the Dursleys' house. ولكن، كيف بحق السماء استطاع (هاري) أن ينجو؟». ‘Could I - could I say goodbye to him, sir?' asked Hagrid.

قال (دمبلدور): «يمكننا أن نخمن.. ولكننا لن نعرف ما حدث أبدًا، وربما إلى الأبد!». He bent his great, shaggy head over Harry and gave him what must have been a very scratchy, whiskery kiss. Then, suddenly, Hagrid let out a howl like a wounded dog.

أخرجت الأستاذة (ماكجونجال) منديلًا من الدانتيل الرقيق.. وجففت دموعها تحت النظارة.. وتنهَّد (دمبلدور) بقوة ثم أخرج من جيبه ساعة ذهبية غريبة.. بها اثنتا عشرة يدًا.. ولا توجد بها أي أرقام، ولكن بها بعض الكواكب التي تدور حول حافتها.. ولكن يبدو أنها مفهومة بالنسبة لدمبلدور الذي أعادها إلى جيبه وقال: «لقد تأخر (هاجريد). ‘Shhh!' hissed Professor McGonagall. ‘You'll wake the Muggles!' أعتقد أنه هو الذي أخبرك أنني سأحضر إلى هنا.. أليس كذلك؟». ‘S-s-sorry,' sobbed Hagrid, taking out a large spotted handkerchief and burying his face in it. ‘But I c-c-can't stand it - Lily an' James dead - an' poor little Harry off ter live with Muggles -‘

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «بلى.. وأردت أن أعرف لماذا تأتي إلى هذا المكان بالذات؟». ‘Yes, yes, it's all very sad, but get a grip on yourself, Hagrid, or we'll be found,' Professor McGonagall whispered, patting Hagrid gingerly on the arm as Dumbledore stepped over the low garden wall and walked to the front door. He laid Harry gently on the doorstep, took a letter out of his cloak, tucked it inside Harry's blankets and then came back to the other two. For a full minute the three of them stood and looked at the little bundle; Hagrid's shoulders shook, Professor McGonagall blinked furiously and the twinkling light that usually shone from Dumbledore's eyes seemed to have gone out.

رد قائلًا: «أتيت لأحضر (هاري) إلى خالته وزوجها.. فهما عائلته الوحيدة الآن!». ‘Well,' said Dumbledore finally, ‘that's that. We've no business staying here. We may as well go and join the celebrations.'

صرخت الأستاذة (ماكجونجال) وهي تقفز واقفة وتشير إلى المنزل رقم (٤): «تقصد هذه العائلة التي تعيش هنا.. (دمبلدور).. لا يمكنك ذلك.. لقد كنت أراقبهم طوال النهار.. لم أر أحدًا على النقيض منا مثلهم.. ثم إن لديهم هذا الابن.. لقد رأيته يركل أمه طوال الطريق إلى آخر الشارع.. وهو يصرخ في طلب الحلوى.. هل يأتي (هاري بوتر) ويعيش هنا؟!». ‘Yeah,' said Hagrid in a very muffled voice. ‘I'd best get this bike away. G'night, Professor McGonagall - Professor Dumbledore, sir.'

قال (دمبلدور) بحزم: «إنه أفضل مكان له.. سوف تشرح له خالته وزوجها كل شيء عندما يكبر.. لقد كتبت لهما رسالة!». Wiping his streaming eyes on his jacket sleeve, Hagrid swung himself on to the motorbike and kicked the engine into life; with a roar it rose into the air and off into the night.

جلست الأستاذة (ماكجونجال) على السور مرة أخرى.. وقالت بصوت خفيض: «رسالة؟! ‘I shall see you soon, I expect, Professor McGonagall,' said Dumbledore, nodding to her. Professor McGonagall blew her nose in reply. حقًّا يا (دمبلدور) هل تعتقد أن تلك الرسالة ستكون كافية لتشرح فيها الأمر؟ إن هؤلاء الناس لن يفهموا حقيقة هذا الولد أبدًا.. سوف يصبح شهيرًا.. أسطورةً.. وقد يسمى هذا اليوم في المستقبل باسمه، وستؤلف حوله الكتب.. سيعرف كل طفل في عالمنا من هو (هاري بوتر)!». Dumbledore turned and walked back down the street. On the corner he stopped and took out the silver Put-Outer. He clicked it once and twelve balls of light sped back to their street lamps so that Privet Drive glowed suddenly orange and he could make out a tabby cat slinking around the corner at the other end of the street. He could just see the bundle of blankets on the step of number four.

رد (دمبلدور) بجدية وهو ينظر من فوق نظارته الهلالية: «تمامًا.. طفل مشهور ومعروف قبل أن يمشي أو يتكلم.. مشهور لسبب لا يتذكره.. إن هذا كفيل بأن يدير رأس أي طفل.. ألا ترين أن من مصلحته أن يترعرع بعيدًا عن كل ذلك حتى يصبح قادرًا على تحمله؟!». ‘Good luck, Harry,' he murmured. He turned on his heel and with a swish of his cloak he was gone.

فتحت الأستاذة (ماكجونجال) فمها، ثم غيرت رأيها وابتلعت ريقها وقالت: «نعم.. نعم، رأيك صائب تمامًا.. ولكن، كيف يحضر الولد إلى هنا يا (دمبلدور)؟» ثم نظرت إلى عباءته وكأنها تعتقد أنه يخفي (هاري) تحتها. A breeze ruffled the neat hedges of Privet Drive, which lay silent and tidy under the inky sky, the very last place you would expect astonishing things to happen. Harry Potter rolled over inside his blankets without waking up. One small hand closed on the letter beside him and he slept on, not knowing he was special, not knowing he was famous, not knowing he would be woken in a few hours' time by Mrs Dursley's scream as she opened the front door to put out the milk bottles, nor that he would spend the next few weeks being prodded and pinched by his cousin Dudley … He couldn't know that at this very moment, people meeting in secret all over the country were holding up their glasses and saying in hushed voices: ‘To Harry Potter - the boy who lived!'

رد قائلًا: «سوف يحضره (هاجريد)».

قالت الأستاذة (ماكجونجال): «(هاجريد)؟! وهل من الحكمة أن تأتمنه على أمر مهم كهذا؟».

قال (دمبلدور): «إنني أأتمنه على حياتي!».

قالت الأستاذة (ماكجونجال) بتذمر: «لا أقصد أنه غير أمين أو طيب.. ولكن لا يمكنك التظاهر بأنه ليس مهملًا. وأنه يميل إلى أن يكون.. ما هذا الصوت؟».

وفي هذه اللحظة، اخترق السكون حولهم صوت دمدمة.. ظل يزداد بانتظام وأخذا ينظران إلى ناصيتي الشارع باحثين عن أي أثر لضوء مصباح سيارة أمامي، وتضخم الصوت حتى أصبح هديرًا، فرفعا رأسيهما ينظران إلى السماء. وفجأة سقطت دراجة بخارية ضخمة من السماء، وهبطت في الشارع أمامهما تمامًا.

ورغم ضخامة الدراجة، فقد كان الرجل الذي يركبها أضخم كثيرًا.. طوله يزيد على طول رجلين.. وعرضه يساوي خمسة رجال.. كان يبدو ببساطة أكبر كثيرًا من المسموح به بشعره الأشعث الغزير ولحيته السوداء الكثيفة المتشابكة التي يختفي وجهه وراءها.. كانت لديه يدان الواحدة منهما في حجم غطاء صندوق القمامة، بينما تبدو قدماه في حذائه الجلدي طويلتين مثل درفيلين صغيرين وبين ذراعيه الضخمتين لفافة من الملاءات البيضاء! Despite the size of the bicycle, the man riding it was much larger.. More than two men long.. Five men wide.. He simply seemed too big for him with his thick tousled hair and his thick, tangled black beard behind which his face was hidden.. He had two hands. One of them is the size of a litter box lid, while his feet in his leather shoes are as long as two small dolphins, and in his huge arms is a roll of white sheets!

تنهد (دمبلدور) في راحة وهتف: «(هاجريد).. أخيرًا وصلت.. من أين لك بهذه الدراجة؟».

أجابه العملاق وهو يترجل من فوق الدراجة بحذر: «استعرتها يا سيدي، أعارها لي الصغير (سيريوس بلاك).. وقد أحضرته بها كما طلبت!».

سأله (دمبلدور): «حسنًا.. وهل صادفتك أي متاعب؟!».

(هاجريد): «لا يا سيدي.. كان المنزل مُدَمَّرًا تمامًا، إلا أنني استطعت إخراجه من هناك قبل أن يبدأ العامَّة في استطلاع المكان.. ثم استغرق في النوم ونحن نطير فوق (بريستول)».

وانحنى (دمبلدور) والأستاذة (ماكجونجال) فوق اللفافة التي يحملها (هاجريد).. وبداخلها ظهر طفل صغير، مستغرق في النوم، وتحت كتلة من شعره الأسود تظهر ندبة من آثار جرح في مقدمة رأسه.. تشبه سهم البرق.

وهمست الأستاذة (ماكجونجال): «هل هذه هي...؟».

رد (دمبلدور): «نعم.. إنها ندبة ستظل في رأسه طوال الحياة!».

قالت: «ألا يمكنك أن تخفيها بأي شكل؟».

قال: «لا.. أحيانًا تكون هذه الندوب مفيدة.. أنا نفسي لديَّ واحدة أعلى ركبتي اليسرى وهي على شكل خريطة مترو أنفاق لندن.. والآن.. أعطني إياه يا (هاجريد).. يجب أن ننتهي من هذه المهمة».

أخذ (دمبلدور) (هاري) بين ذراعيه والتفت نحو منزل آل (درسلي).

سأل (هاجريد): «هل يمكنني... هل يمكنني أن أودعه يا سيدي؟!».

وانحنى (هاجريد) برأسه ولحيته الشعثاء على هاري وقبل جبهته قبلة مشعرة ذات صرير. ثم اعتدل وأطلق فجأة صوتًا يشبه نباح كلب مجروح.

فهمست الأستاذة (ماكجونجال): «شششش! سوف توقظ العامة!».

قال (هاجريد) وهو ينشج: «آ آ آسف»، ثم أخرج منديلًا منقطًا كبيرًا وغطى به وجهه، وأضاف: «ولكنني لا-لا.. لا أستطيع تحمل الأمر.. (ليلي) و(جيمس) يموتان.. ثم يذهب ابنهما الصغير المسكين (هاري) للعيش مع هؤلاء العامَّة!».

همست الأستاذة (ماكجونجال) وهي تربت على ذراع (هاجريد): «نعم.. نعم.. إنه أمر محزن.. ولكن، تمالك نفسك يا (هاجريد) وإلا وجدونا»، بينما تقدم (دمبلدور) في اتجاه المنزل رقم (٤) ووصل إلى سلم الباب الأمامي ووضع اللفافة التي تحمل الطفل (هاري) بلطف على عتبة الباب.. وسحب رسالة من جيبه ووضعها داخل اللفافة.. ثم عاد إلى زميليه، ووقف ثلاثتهم يحدقون باللفافة لدقيقة كاملة، وقد اهتز كتفا (هاجريد) من البكاء.. وطرفت الأستاذة (ماكجونجال) بشدة.. وانطفأ البريق المعتاد في عيني (دمبلدور).

وقال (دمبلدور) أخيرًا: «حسنًا.. لم يعد لدينا ما نفعله هنا.. يمكننا أن نذهب ونشارك في الاحتفالات».

قال (هاجريد) بصوت خفيض جدًّا: «نعم، سأذهب لأعيد الدراجة إلى صاحبها.. إلى اللقاء يا أستاذة (ماكجونجال).. ويا أستاذ (دمبلدور)».

ومسح دموعه في كُمِّ مِعطفه.. ثم ركب الدراجة وشغَّل محركها وصعد بها في الهواء وهي تهدر حتى اختفت في الفضاء.

قال (دمبلدور) وهو يومئ برأسه مودِّعًا: «سأراكِ قريبًا يا أستاذة»، بينما تمخطت الأستاذة (ماكجونجال) ردًّا عليه.

واستدار، وسار في الطريق، وتوقف عند ناصية الشارع.. وأخرج ساحب الضوء الفضي.. ونقره مرة، فانطلقت اثنتا عشرة كرة من الضوء عائدة إلى المصابيح لتضيء شارع (بريفت درايف) فجأة، ولمح قطة رمادية تختفي عند الناصية الأخرى للشارع وكان بإمكانه أن يرى اللفافة فوق عتبة المنزل رقم (٤)!

وغمغم قائلًا: «أتمنى لك حظًّا سعيدًا يا (هاري)!».

ودار على عقبيه ملتفًّا بعباءته التي سمع حفيفها وهو يتلاشى في الظلام.

هبَّ نسيم رقيق على شارع (بريفت درايف) الصامت تحت السماء الحالكة؛ حيث لا يتوقع أحد أن تحدث أي أشياء غريبة أو مدهشة. A gentle breeze blew on the silent Private Drive under the dark sky; Where no one expects any strange or amazing things to happen. وتحرك (هاري) في لفافته.. لكنه ظل نائمًا.. ويده الصغيرة تقبض على الرسالة.. وهو لا يعرف أنه شخص متميز.. وأنه مشهور.. وأنه سيستيقظ بعد ساعات على صرخة السيدة (درسلي) عندما تفتح الباب لتضع زجاجات اللبن وتجده أمامها.. وأنه سيقضي الأسابيع التالية وهو يعاني ركلات وخبطات ابن خالته (ددلي). لم يكن يعرف أنه في هذه اللحظة بالذات يلتقي أناسٌ في اجتماعات سرية بجميع أنحاء البلاد.. يرفعون كئوس الشراب هاتفين: «في صحة (هاري بوتر)؛ الطفل الذي نجا! !».