×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Step News Agency, بدأ زحف الناتو .. فنلندا والسويد تريد دخول حلف الأقوياء وروسيا تتجهز للحرب وتركيا تغلق أبوابها

بدأ زحف الناتو .. فنلندا والسويد تريد دخول حلف الأقوياء وروسيا تتجهز للحرب وتركيا تغلق أبوابها

وكانه يسعى لاشعال حرب عالمية دون تردد. حلف الناتو جناحيه في اوروبا الشرقية فاتحا الابواب امام السويد وفنلندا

للانضمام له. روسيا تقول انها ليست قلقة لكنها تبحث الرد.

تركيا ترفض انضمام الدولتين لاسبابها. وامريكا ترسل

التطمينات كما فعلت مع اوكرانيا. كطائر ضخم يحاول ضم الجميع.

يتحرك حلف الناتو وكصائد ماهر يمارس بوتين سطوته بضرب كل

الطامحين. فلا ناتو على ما دام بوتين يعيش في الكرملين. ومصير

التمدد الامريكي سيكون مشابها لما حدث في اوكرانيا. فهل العالم

امام سيناريو حرب جديدة? وما قصة حياة السويد وفنلندا? ولماذا

ترفض تركيا انضمامهم للناتو? وماذا يمكن لروسيا ان تفعل حقا?

لم يكن العالم بحاجة اعلان السويد وفنلندا نيتهم الانضمام

للناتو حتى يعيش القلق من حرب عالمية قادمة. فمنذ انطلاق الحرب

الروسية الاوكرانية يتضح يوما بعد يوم. ان المواجهة في الواقع

هي بين حلف الناتو وعدد من حلفائه من جهة امام روسيا

وحلفائها من جهة اخرى. الا ان ذلك الانضمام ليس بالهين ولا

يمكن ان يمر مرور الكرام. فالدولتين لطالما كانتا على

الحياد دائما في اشد اللحظات. ونية الانضمام جاءت سبب تطمينات

امريكية بانها ستوفر لهم الحماية في حال اقدمت روسيا على تحرك

ضدهم. مؤشرات واقاويل يمكن القول انها ستأخذ السويد وفنلندا

لاتجاه ثاني. اذ سيصبح الناتو رسميا على الحدود الروسية.

ففنلندا لوحدها تتشارك مع روسيا بحدود مباشرة. يصل طولها الى الف

وثلاثمائة كيلو متر. حدود كافية لاندلاع حرب طاحنة فيها او حتى

تحويلها لنقطة صراع. انضمام السويد وفنلندا لن يعني عن

الحياد فقط. بل سيعطي زخما اكبر للحرب الاوكرانية المندلعة.

وحينها قد تتحول المواجهة رسميا الى مواجهة بين الناتو وروسيا

ومن ثم تصبح حربا نووية. ولكن ما قصة حياد الدولتين. هذان

الدولتان الاسكندنافيتان في شمال اوروبا لم تكونا يوما ما عضوا في

حلف الناتو. وفي اشد ايام التوتر خلال الحرب الباردة بين الاتحاد

السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية التزمت الدولتان

الحياد الكامل. ولم تتدخل في اي قضايا بين الطرفين. حتى انهيار

الاتحاد السوفيتي في اوائل تسعينيات القرن الماضي. اذ اتخذت

الدولتان خطوات اكبر للعمل مع موسكو وواشنطن. وبقيت على الحياد

دائما دون اي تقرب. لكن تحركات موسكو في اوكرانيا سببت الكثير

من القلق لهم. ودفعتهم بشكل اكبر للتقرب من امريكا وحلف الناتو.

ففي الفين واربعة عشر. وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم

الاوكرانية. ومن ثم الغزو الروسي الاخير لاوكرانيا دفعهم للقلق

والخوف اكثر. والسويد بالتحديد. كان القلق منطلقا من قبل اندلاع

الحرب الاوكرانية. اذ تصدر المشهد السياسي في البلاد جملة

الروس قادمون. وهو مصطلح يعود لايام الامبراطورية السويدية

التي سعت في السابق لضم روسيا اليها. لكنها فشلت امام القيصر

الروسي بطرس الاول. كانت تلك المعركة بداية النهاية

للامبراطورية العظمى للسويد. ومنذ ذلك الزمن بات المصطلح

مرعبا للسويديين. ومع انطلاق الازمة الروسية الاوكرانية على

حدودهم. عاد المصطلح للبلاد بالكامل. وبات عنوانا جذابا في

الاعلام السويدي بشكل خاص. كما رفع حالة التأهب في الجيش

السويدي ففي من العام الفين واثنين وعشرين تم نشر قوات

عسكرية في جزيرة جوتلاند المطلة على بحر البلطيق. مع ذلك يرى

محللون ان تقديم كلا من السويد وفنلندا لطلب انضمامهم لحلف

الناتو لم ياتي فقط من القلق لديهم. بل بسبب التطمينات الكبرى

التي منحتها لهم واشنطن. بانها ستكون قادرة على حماية دولهم في

اي لحظة. ولكن دعنا للحظة هنا. كيف يمكن لواشنطن ضم دول على

حدود روسيا وهي متفقة معها على عدم التمدد على حدودها. في

الواقع لا يعلم احد كيف. فعقب انهيار الاتحاد السوفيتي اتفقت

واشنطن مع موسكو على ان حلف الناتو لن يتوسع في شرق اوروبا

مترا واحدا. لكن بعد مرور السنوات تغير المشهد كثيرا. فعلى

الخريطة الناتو توسع باتجاه بما يقارب الف كيلو متر. كما ضم

العديد من الدول التي كانت سابقا ضمن حلف وارسو العسكري الذي اسسه

الاتحاد السوفيتي ردا على تأسيس حلف الناتو. وبالعودة للتطمينات

الامريكية فانها تشكل اليوم حجر الاساس لانضمام الدولتين للحلف.

فمن قبل انطلاق الحرب الاوكرانية تروج واشنطن وبشكل قوي ان روسيا

قادمة لكل الدول بمحيطها. وان عليهم لضمان امن الانضمام لحلف

الناتو. ولتعزيز تلك القناعة لدى الدولتين اتجهت وزيرة الخارجية

السويدية انلند الى واشنطن في الاول من مايو لتلتقي هناك

نظيرها الامريكي انطوني بلينكن. بعد اللقاء. خرجت الوزيرة

السويدية لتقول ان بلادها تلقت ضمانات من واشنطن. بانها ستحصل

على الدعم خلال تقديمها طلبا للانضمام لحلف شمال الاطلسي. ثم

خرج الابيض ليقول ان الولايات المتحدة واثقة من قدرتها على

حماية السويد وفلندا من اي مخاوف امنية. وعلى هذا الاساس اقدمت

الدولتان على تقديم طلب الانضمام. لكن ذلك القرار لم يقف

عندهم وعند الولايات المتحدة. فهناك دولة اخرى ترفض انضمامهم

للحلف. انها تركيا التي تعتبر من حجر الاساس في حلف الناتو وتملك

ثاني اقوى جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة. اذا لماذا

ترفض تركيا انضمام السويد وفنلندا? في السادس عشر من مايو

عام الفين واثنين وعشرين. اعلنت السويد رسميا قرارها بتقديم طلب

الانضمام لحلف الناتو. لكن تركيا اعلنت قبل اسبوع من ذلك القرار

انها لن تنظر في طلبات السويد وفنلندا بايجابية بسبب استضافتهم

لاعضاء جماعات تصنفها انقرة على لوائح الارهاب لديها. رفض انقرة

خلق حالة من الاخذ والرد بين الاطراف. اذ اعلنت السويد بعد

ذلك انها وبالاشتراك مع فنلندا ستشكل وفدا من كبار الممثلين

للدولتين للاتجاه الى تركيا بهدف اطلاق محادثات لمعرفة اسباب

اعتراض الاخيرة. الرئيس التركي رجب طيب اردوجان من جانبه رد

سريعا على تلك الاخبار بقوله. ان على الوفدين الا يتكلفا عناء

القدوم لانقرة. لان ترك لن توافق ابدا على انضمامهما لحلف شمال

الاطلسي. كما وصف السويد تحديدا بانها مفرخة للمنظمات الارهابية.

وانها تملك ارهابيين في برلمانها. تقارير من انقرة. قالت

ان السويد وفنلندا تؤويان اشخاصا تقول انهم مرتبطون بجماعات

تعتبرها ارهابية مثل جماعة حزب العمال الكردستاني واتباع فتح

الله جولن الذي تتهمه انقرة محاولة انقلاب عام الفين وستة

عشر. في الحقيقة لدى انقرة مخاوف اكبر تحدث عنها الرئيس التركي

بنفسه. وهي تجربة وجود اليوناني في الحلف ذاته. ففي العام الف

وتسعمائة واربعة وسبعين. خرجت اليونان من الحلف العسكري على

اثر عملية السلام التي قامت بها تركيا في قبرص. حاولت بعد ذلك

الانضمام مجددا. لكنها اصطدمت دائما بالفيتو التركي. حتى تمت

موافقة على عودتها بعد انقلاب عام الف وتسعمائة وثمانين الذي

شهدته تركيا. يعول اعضاء الحلف والولايات المتحدة على اقناع

تركيا بالموافقة على انضمام السويد وفنلندا. خصوصا ان الحلف

يحتاج وبقوة التواجد في بحر البلطيق. فيما قال دبلوماسيون

امريكيون لرويترز ان واشنطن قد تمارس ضغوط كبرى على الرئيس

التركي. بهدف اقناعه بالموافقة على انضمام من جهته قال الامين

العام لحلف الناتو يانسيس تولومبيرج ان تركيا حليف مهم

للناتو. وينبغي ازالة كافة المخاوف الامنية التي تعتريها.

ولكن هل يمكن تجاوز تركيا للموافقة على انضمام السويد

وفنلندا بالطبع لا، ويمكن القول ان تركيا اليوم تتحكم بمصير

انضمام تلك الدول للحلف. فبحسب بنود القواعد المؤسسة لحلف

الناتو فان جميع تؤخذ داخل الحلف بالاجماع فقط. وان اي عضو من

الاعضاء الثلاثين يمتلك حق الفيتو لرفض اي قرار. ما يعني

انه في حال وافقت تسع وعشرون دولة ورفضت تركيا فان السويد

وفنلندا لن يكونا اعضاء في الحلف ابدا. من جانب اخر ترى بعض الصحف

الغربية ان الدولتين قد تقدمان لانقرة ما تريده مقابل الموافقة

على انضمامهما للحلف. لكن ذلك الحل يبقى في ظل تمسك انقرة

بموقفها. ولكن ماذا لو انضمت بالفعل السويد وفنلندا للناتو?

ماذا سيتغير على الخارطة? وماذا سيكون رد روسيا? فعليا سيكون حلف

الناتو قد وصل بشكل رسمي لحدود روسيا. من خلال دول عرفت منذ

اكثر من ثلاث عقود بالحياد الكامل? ما يعني انها نقطة قابلة

للاشتعال بسهولة. فالسويد على وجه الخصوص قبل انطلاق الحرب

الاوكرانية بدأت مشروعا جديدا لتسليح جيشها واعادة تمركزه على

الحدود مع روسيا على الرغم من كون الاخيرة لم تقترب من حدودها

في ذلك الوقت. فنلندا من جهتها تخشى ان تكون ضحية غزو طائش على

السويد يمتد لها بلحظة ما. ما يجعلها في مرمى النيران هي

الاخرى دون اي سند كما حدث في اوكرانيا. اذ تشكل ورقة انضمامها

للناتو ضغطا على واشنطن دعم تلك الدول بشكل فعلي في حال اقدمت

روسيا على اي غزو. روسيا من جهتها كانت صريحة في نواياها. اذ

قالت انها تبحث عملية الرد. ولم توضح ان كانت عسكرية ام سياسية.

لكنها على الاغلب لن تتردد في غزو احدى الدولتين. اذا شعرت

بالخطر. حينها ستكون امام مواجهة مباشرة مع حلف الناتو الذي يعتبر

ان اي هجوم على دولة من الاعضاء. هجوم على الحلف بالكامل ويستوجب

عليه الرد مع تلك الدولة. باختصار وجود السويد وفنلندا في

حلف الناتو سيشكل للعالم قنبلة نووية قد تنفجر في اي لحظة بين

روسيا والناتو. وهذه المرة في حال اقدم بوتين على غزو جديد.

ستكون الحرب اعنف واشرس واوسع. وقد تؤدي في النهاية الى حرب

نووية عالمية حقا.


بدأ زحف الناتو .. فنلندا والسويد تريد دخول حلف الأقوياء وروسيا تتجهز للحرب وتركيا تغلق أبوابها Der Vormarsch der NATO hat begonnen... Finnland und Schweden wollen dem Bündnis der Mächtigen beitreten, Russland bereitet sich auf den Krieg vor und die Türkei schließt ihre Türen NATO's advance has begun... Finland and Sweden want to enter the alliance of the powerful, Russia is preparing for war, and Turkey is closing its doors L'avancée de l'OTAN a commencé... La Finlande et la Suède veulent entrer dans l'alliance des puissants, la Russie se prépare à la guerre et la Turquie ferme ses portes De opmars van de NAVO is begonnen... Finland en Zweden willen toetreden tot de alliantie van de machtigen, Rusland bereidt zich voor op oorlog en Turkije sluit zijn deuren. Rozpoczął się postęp NATO... Finlandia i Szwecja chcą przystąpić do sojuszu potężnych, Rosja przygotowuje się do wojny, a Turcja zamyka swoje podwoje. Наступление НАТО началось... Финляндия и Швеция хотят вступить в союз сильных мира сего, Россия готовится к войне, а Турция закрывает двери NATO ilerleyişi başladı... Finlandiya ve İsveç güçlüler ittifakına girmek istiyor, Rusya savaşa hazırlanıyor, Türkiye kapılarını kapatıyor

وكانه يسعى لاشعال حرب عالمية دون تردد. It was as if he was seeking to ignite a world war without hesitation. C’est comme s’il cherchait sans hésitation à déclencher une guerre mondiale. حلف الناتو جناحيه في اوروبا الشرقية فاتحا الابواب امام السويد وفنلندا NATO spread its wings in Eastern Europe, opening the doors to Sweden and Finland L’OTAN déploie ses ailes en Europe de l’Est, ouvrant les portes de la Suède et de la Finlande

للانضمام له. to join him. Pour le rejoindre. روسيا تقول انها ليست قلقة لكنها تبحث الرد. Russia says it is not concerned but is considering a response. La Russie dit qu’elle n’est pas préoccupée, mais qu’elle réfléchit à une réponse.

تركيا ترفض انضمام الدولتين لاسبابها. Turkey refuses to join the two countries for its reasons. وامريكا ترسل America sends

التطمينات كما فعلت مع اوكرانيا. Assurances, as it did with Ukraine. كطائر ضخم يحاول ضم الجميع. Like a huge bird trying to embrace everyone.

يتحرك حلف الناتو وكصائد ماهر يمارس بوتين سطوته بضرب كل NATO is moving, and as a skilled hunter, Putin exercises his power by striking all

الطامحين. فلا ناتو على ما دام بوتين يعيش في الكرملين. There is no NATO as long as Putin lives in the Kremlin. ومصير

التمدد الامريكي سيكون مشابها لما حدث في اوكرانيا. The American expansion will be similar to what happened in Ukraine. فهل العالم So does the world

امام سيناريو حرب جديدة? In front of a new war scenario? وما قصة حياة السويد وفنلندا? What is the life story of Sweden and Finland? ولماذا

ترفض تركيا انضمامهم للناتو? وماذا يمكن لروسيا ان تفعل حقا? And what can Russia really do?

لم يكن العالم بحاجة اعلان السويد وفنلندا نيتهم الانضمام The world did not need Sweden and Finland to announce their intention to join

للناتو حتى يعيش القلق من حرب عالمية قادمة. For NATO to live worried about the next world war. فمنذ انطلاق الحرب

الروسية الاوكرانية يتضح يوما بعد يوم. Ukrainian Russian illustrated day by day. ان المواجهة في الواقع That confrontation indeed

هي بين حلف الناتو وعدد من حلفائه من جهة امام روسيا On the one hand, it is between NATO and a number of its allies against Russia

وحلفائها من جهة اخرى. and its allies on the other hand. الا ان ذلك الانضمام ليس بالهين ولا However, this accession is not easy

يمكن ان يمر مرور الكرام. It can go unnoticed. فالدولتين لطالما كانتا على

الحياد دائما في اشد اللحظات. Always neutral in the most difficult moments. ونية الانضمام جاءت سبب تطمينات And the intention to join was the cause of reassurances

امريكية بانها ستوفر لهم الحماية في حال اقدمت روسيا على تحرك America that it will provide them with protection if Russia takes action

ضدهم. مؤشرات واقاويل يمكن القول انها ستأخذ السويد وفنلندا Indications and rumors can be said that it will take Sweden and Finland

لاتجاه ثاني. اذ سيصبح الناتو رسميا على الحدود الروسية.

ففنلندا لوحدها تتشارك مع روسيا بحدود مباشرة. يصل طولها الى الف

وثلاثمائة كيلو متر. حدود كافية لاندلاع حرب طاحنة فيها او حتى Sufficient borders for the outbreak of a fierce war in it or even

تحويلها لنقطة صراع. turn it into a point of conflict. انضمام السويد وفنلندا لن يعني عن

الحياد فقط. بل سيعطي زخما اكبر للحرب الاوكرانية المندلعة. Rather, it will give greater impetus to the ongoing Ukrainian war.

وحينها قد تتحول المواجهة رسميا الى مواجهة بين الناتو وروسيا

ومن ثم تصبح حربا نووية. ولكن ما قصة حياد الدولتين. هذان

الدولتان الاسكندنافيتان في شمال اوروبا لم تكونا يوما ما عضوا في The two Scandinavian countries in northern Europe were never members of the

حلف الناتو. وفي اشد ايام التوتر خلال الحرب الباردة بين الاتحاد

السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية التزمت الدولتان

الحياد الكامل. ولم تتدخل في اي قضايا بين الطرفين. It did not interfere in any issues between the two parties. حتى انهيار

الاتحاد السوفيتي في اوائل تسعينيات القرن الماضي. اذ اتخذت As I have taken

الدولتان خطوات اكبر للعمل مع موسكو وواشنطن. وبقيت على الحياد

دائما دون اي تقرب. Always without any closeness. لكن تحركات موسكو في اوكرانيا سببت الكثير

من القلق لهم. ودفعتهم بشكل اكبر للتقرب من امريكا وحلف الناتو. And pushed them further to get closer to America and NATO.

ففي الفين واربعة عشر. وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم After Russia annexed Crimea

الاوكرانية. ومن ثم الغزو الروسي الاخير لاوكرانيا دفعهم للقلق

والخوف اكثر. والسويد بالتحديد. كان القلق منطلقا من قبل اندلاع The anxiety was triggered by the outbreak

الحرب الاوكرانية. اذ تصدر المشهد السياسي في البلاد جملة It topped the political scene in the country as a whole

الروس قادمون. The Russians are coming. وهو مصطلح يعود لايام الامبراطورية السويدية It is a term dating back to the days of the Swedish Empire

التي سعت في السابق لضم روسيا اليها. which previously sought to include Russia in it. لكنها فشلت امام القيصر

الروسي بطرس الاول. كانت تلك المعركة بداية النهاية

للامبراطورية العظمى للسويد. of the Great Empire of Sweden. ومنذ ذلك الزمن بات المصطلح

مرعبا للسويديين. ومع انطلاق الازمة الروسية الاوكرانية على

حدودهم. عاد المصطلح للبلاد بالكامل. وبات عنوانا جذابا في It has become an attractive title

الاعلام السويدي بشكل خاص. Swedish media in particular. كما رفع حالة التأهب في الجيش He also raised the state of alert in the army

السويدي ففي من العام الفين واثنين وعشرين تم نشر قوات

عسكرية في جزيرة جوتلاند المطلة على بحر البلطيق. مع ذلك يرى

محللون ان تقديم كلا من السويد وفنلندا لطلب انضمامهم لحلف

الناتو لم ياتي فقط من القلق لديهم. NATO did not just come from their anxiety. بل بسبب التطمينات الكبرى

التي منحتها لهم واشنطن. بانها ستكون قادرة على حماية دولهم في That they will be able to protect their nations in

اي لحظة. ولكن دعنا للحظة هنا. But let's take a moment here. كيف يمكن لواشنطن ضم دول على

حدود روسيا وهي متفقة معها على عدم التمدد على حدودها. في

الواقع لا يعلم احد كيف. فعقب انهيار الاتحاد السوفيتي اتفقت

واشنطن مع موسكو على ان حلف الناتو لن يتوسع في شرق اوروبا Washington agrees with Moscow that NATO will not expand in Eastern Europe

مترا واحدا. لكن بعد مرور السنوات تغير المشهد كثيرا. فعلى

الخريطة الناتو توسع باتجاه بما يقارب الف كيلو متر. The NATO map has expanded to about a thousand kilometers. كما ضم

العديد من الدول التي كانت سابقا ضمن حلف وارسو العسكري الذي اسسه

الاتحاد السوفيتي ردا على تأسيس حلف الناتو. وبالعودة للتطمينات

الامريكية فانها تشكل اليوم حجر الاساس لانضمام الدولتين للحلف. Today, it constitutes the cornerstone of the two countries joining the alliance.

فمن قبل انطلاق الحرب الاوكرانية تروج واشنطن وبشكل قوي ان روسيا

قادمة لكل الدول بمحيطها. Coming to all countries around it. وان عليهم لضمان امن الانضمام لحلف And they have to ensure the security of joining the alliance

الناتو. ولتعزيز تلك القناعة لدى الدولتين اتجهت وزيرة الخارجية And to strengthen this conviction of the two countries, the Minister of Foreign Affairs headed

السويدية انلند الى واشنطن في الاول من مايو لتلتقي هناك

نظيرها الامريكي انطوني بلينكن. بعد اللقاء. خرجت الوزيرة

السويدية لتقول ان بلادها تلقت ضمانات من واشنطن. بانها ستحصل

على الدعم خلال تقديمها طلبا للانضمام لحلف شمال الاطلسي. ثم

خرج الابيض ليقول ان الولايات المتحدة واثقة من قدرتها على White came out to say that the United States is confident in its ability to

حماية السويد وفلندا من اي مخاوف امنية. وعلى هذا الاساس اقدمت

الدولتان على تقديم طلب الانضمام. لكن ذلك القرار لم يقف

عندهم وعند الولايات المتحدة. فهناك دولة اخرى ترفض انضمامهم

للحلف. انها تركيا التي تعتبر من حجر الاساس في حلف الناتو وتملك

ثاني اقوى جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة. اذا لماذا

ترفض تركيا انضمام السويد وفنلندا? في السادس عشر من مايو

عام الفين واثنين وعشرين. اعلنت السويد رسميا قرارها بتقديم طلب

الانضمام لحلف الناتو. لكن تركيا اعلنت قبل اسبوع من ذلك القرار

انها لن تنظر في طلبات السويد وفنلندا بايجابية بسبب استضافتهم

لاعضاء جماعات تصنفها انقرة على لوائح الارهاب لديها. For members of groups classified by Ankara on its terrorist lists. رفض انقرة

خلق حالة من الاخذ والرد بين الاطراف. Create a situation of give and take between the parties. اذ اعلنت السويد بعد

ذلك انها وبالاشتراك مع فنلندا ستشكل وفدا من كبار الممثلين So that it, jointly with Finland, will form a delegation of senior representatives

للدولتين للاتجاه الى تركيا بهدف اطلاق محادثات لمعرفة اسباب For the two countries to go to Turkey with the aim of launching talks to find out the reasons

اعتراض الاخيرة. الرئيس التركي رجب طيب اردوجان من جانبه رد

سريعا على تلك الاخبار بقوله. ان على الوفدين الا يتكلفا عناء

القدوم لانقرة. لان ترك لن توافق ابدا على انضمامهما لحلف شمال Because Turk will never agree to their joining the North Alliance

الاطلسي. كما وصف السويد تحديدا بانها مفرخة للمنظمات الارهابية.

وانها تملك ارهابيين في برلمانها. تقارير من انقرة. Reports from Ankara. قالت

ان السويد وفنلندا تؤويان اشخاصا تقول انهم مرتبطون بجماعات

تعتبرها ارهابية مثل جماعة حزب العمال الكردستاني واتباع فتح It considers it terrorist, like the PKK group and Fatah followers

الله جولن الذي تتهمه انقرة محاولة انقلاب عام الفين وستة

عشر. في الحقيقة لدى انقرة مخاوف اكبر تحدث عنها الرئيس التركي In fact, Ankara has bigger concerns that the Turkish president spoke about

بنفسه. وهي تجربة وجود اليوناني في الحلف ذاته. ففي العام الف

وتسعمائة واربعة وسبعين. Nine hundred and seventy-four. خرجت اليونان من الحلف العسكري على Greece left the military alliance

اثر عملية السلام التي قامت بها تركيا في قبرص. The impact of the peace process carried out by Turkey in Cyprus. حاولت بعد ذلك

الانضمام مجددا. لكنها اصطدمت دائما بالفيتو التركي. حتى تمت

موافقة على عودتها بعد انقلاب عام الف وتسعمائة وثمانين الذي Approval of her return after the coup in the year one thousand nine hundred and eighty, which

شهدته تركيا. يعول اعضاء الحلف والولايات المتحدة على اقناع NATO members and the United States are counting on persuasion

تركيا بالموافقة على انضمام السويد وفنلندا. خصوصا ان الحلف

يحتاج وبقوة التواجد في بحر البلطيق. It needs a strong presence in the Baltic Sea. فيما قال دبلوماسيون

امريكيون لرويترز ان واشنطن قد تمارس ضغوط كبرى على الرئيس

التركي. بهدف اقناعه بالموافقة على انضمام من جهته قال الامين

العام لحلف الناتو يانسيس تولومبيرج ان تركيا حليف مهم NATO General Jansis Tulumberg that Turkey is an important ally

للناتو. وينبغي ازالة كافة المخاوف الامنية التي تعتريها. All your security concerns should be removed.

ولكن هل يمكن تجاوز تركيا للموافقة على انضمام السويد

وفنلندا بالطبع لا، ويمكن القول ان تركيا اليوم تتحكم بمصير Finland, of course not, and it can be said that Turkey today controls fate

انضمام تلك الدول للحلف. فبحسب بنود القواعد المؤسسة لحلف According to the provisions of the founding rules of the alliance

الناتو فان جميع تؤخذ داخل الحلف بالاجماع فقط. NATO All are taken within the alliance by consensus only. وان اي عضو من

الاعضاء الثلاثين يمتلك حق الفيتو لرفض اي قرار. ما يعني

انه في حال وافقت تسع وعشرون دولة ورفضت تركيا فان السويد If twenty-nine countries agree and Turkey refuses, Sweden will

وفنلندا لن يكونا اعضاء في الحلف ابدا. من جانب اخر ترى بعض الصحف On the other hand, you see some newspapers

الغربية ان الدولتين قد تقدمان لانقرة ما تريده مقابل الموافقة

على انضمامهما للحلف. لكن ذلك الحل يبقى في ظل تمسك انقرة But that solution remains in the shadow of Ankara's adherence

بموقفها. ولكن ماذا لو انضمت بالفعل السويد وفنلندا للناتو?

ماذا سيتغير على الخارطة? وماذا سيكون رد روسيا? فعليا سيكون حلف

الناتو قد وصل بشكل رسمي لحدود روسيا. NATO has officially reached the borders of Russia. من خلال دول عرفت منذ Through countries known since

اكثر من ثلاث عقود بالحياد الكامل? More than three decades with complete neutrality? ما يعني انها نقطة قابلة Which means it's a viable point

للاشتعال بسهولة. easily flammable. فالسويد على وجه الخصوص قبل انطلاق الحرب Sweden in particular before the start of the war

الاوكرانية بدأت مشروعا جديدا لتسليح جيشها واعادة تمركزه على Ukraine has started a new project to arm its army and reposition it on

الحدود مع روسيا على الرغم من كون الاخيرة لم تقترب من حدودها The border with Russia, although the latter did not come close to its borders

في ذلك الوقت. فنلندا من جهتها تخشى ان تكون ضحية غزو طائش على Finland, for its part, is afraid of being the victim of a reckless invasion

السويد يمتد لها بلحظة ما. Sweden extends it at some point. ما يجعلها في مرمى النيران هي What puts her in the crossfire is her

الاخرى دون اي سند كما حدث في اوكرانيا. The other without any support, as happened in Ukraine. اذ تشكل ورقة انضمامها As it constitutes its accession paper

للناتو ضغطا على واشنطن دعم تلك الدول بشكل فعلي في حال اقدمت NATO puts pressure on Washington to actively support these countries, if they come forward

روسيا على اي غزو. روسيا من جهتها كانت صريحة في نواياها. Russia, for its part, was frank about its intentions. اذ

قالت انها تبحث عملية الرد. She said she was looking into the response process. ولم توضح ان كانت عسكرية ام سياسية. It did not specify whether it was military or political.

لكنها على الاغلب لن تتردد في غزو احدى الدولتين. اذا شعرت

بالخطر. حينها ستكون امام مواجهة مباشرة مع حلف الناتو الذي يعتبر Then you will be facing a direct confrontation with NATO, which is considered

ان اي هجوم على دولة من الاعضاء. هجوم على الحلف بالكامل ويستوجب

عليه الرد مع تلك الدولة. باختصار وجود السويد وفنلندا في

حلف الناتو سيشكل للعالم قنبلة نووية قد تنفجر في اي لحظة بين NATO will form a nuclear bomb for the world that may explode at any moment

روسيا والناتو. وهذه المرة في حال اقدم بوتين على غزو جديد. And this time in case Putin launched a new invasion.

ستكون الحرب اعنف واشرس واوسع. The war will be fiercer, fiercer and wider. وقد تؤدي في النهاية الى حرب It may eventually lead to war

نووية عالمية حقا.