03.03_الفارس_Chapter 2_الرحلة
الفصل الثاني – الرحلة
سَارَ ليث والحرّاس في الطريق الشماليّ، وسارت وراءهم الخيول وعربة الذهب. وبعد وقتٍ قصيرٍ، قال الحارس فريد: 'يا ليث ماذا يمكن أن نرى في هذا الطريق؟' أجاب ليث: 'إنه ليس طريقاً سهلاً. إنه طريقٌ خطيرٌ جدّاً.' 'ماذا سنفعل؟' 'حسناً، هناك بعض الرجال والحيوانات الخطيرة في هذا الطريق. أنا أَنْصَح بأن نبقى بعيداً عنهم. سنحاول ألّا نقاتلهم.'
'هل أنتَ مقاتلٌ جيّدٌ يا ليث؟' 'أنا مشهور جدّاً بِمَهَارَاتِي. يمكنني أن أقاتل بشكلٍ جيّدٍ جدّاً.' 'آمل ذلك.' واستمرّوا في المشي. وبعدها بقليل وصل الرجال إلى جسرٍ حجريّ كبير. كان الجسر يُشْبِه الجسر في قلعة الملك أنور. قال فريد: 'يا ليث هذا الجسر يشبه جسر القلعة كثيراً.' 'نعم، فعلاً. لقد بَنَيْتُم هذا الجسر منذ وقتٍ طويلٍ.' قال فريد مندهـشاً: 'أنا بنيتُ الجسر؟!'
'حسناً، لستَ أنتَ مَن بنى الجسر. الناس في مملكتكَ هم مَن بنوا الجسر منذ زمنٍ طويلٍ. هم بنوه لسبب، لكنني لن أخبركَ عن السبب الآن.' مشى الرجال فوق الجسر. ثم مشوا خلال غابةٍ كبيرةٍ. كانت الغابة مليئةً بالأشجار، ولكن لم تكن فيها حيوانات. في الواقع، كان صامتة. 'لماذا هذه الغابة صامتة؟' سأل فريد. 'نحن الآن في"الغابة الصامتة". لا يوجد حيوانات هنا.'
'لماذا؟' 'منذ وقتٍ طويلٍ حدثت معركةٌ كبيرةٌ هنا. كانت بين الملك أنور وأخيه الملك أشرف.' كان فريد صغيراً في ذلك الوقت. لم يعرف شيئاً عن المعركة. كان يعتقد أن الملك أنور والملك أشرف يثقان ببعضهما البعض. قال ليث: 'أنتَ تبدو مندهشاً.' أجاب فريد: 'أنا حقّاً كذلك.' 'لماذا؟' سأل ليث. 'اعتقدتُ أنّ الأخوين لم يتقاتلا أبداً من قبل.'
ضحك ليث وقال: 'حسناً، لقد تقاتلا، لكن كان ذلك قبل سنواتٍ عديدةٍ.' توقّف ليث عن الكلام. واستمرّ الرجال في المشي. كانت الغابة الصامتة مظلمةً جدّاً. كانت الأشجار طويلةً. يمكن رؤية ضوء النهار بصعوبةٍ. وبعد ذلك، سأل فريد: 'هل تعرف إلى أين نحن ذاهبون أيها الفارس؟'
'نعم، جئتُ هنا من قبل.' 'متى؟' 'منذ وقتٍ طويلٍ.' تذكّر ليث الآن القتال بين الملك أنور والملك أشرف. كانت المعركة بينهما من أكبر المعارك في التاريخ. قبل المعركة كان اسم هذه الغابة غابة الحيوانات، ولكن بعد المعركة أصبحت الغابة الصامتة.
تَابَع ليث الحديث: 'عندما كنتُ أصغر في العمر، قاتلتُ من أجل الملك أنور. شاركتُ في المعركة في هذه الغابة.' 'ما سبب المعركة؟' 'الملك أنور هو مَن بدأ المعركة.' 'ولماذا قاتل الملك أخاه؟' 'أراد الملك أنور أن تكون هناك نَافُورَة في الغابة.'
مشى ليث في صمتٍ لعدة دقائق. وبقي فريد صامتاً أيضاً، لكنه كان يفكّر. أراد أن يعرف المزيد عن المعركة العظيمة. كان دائماً يعتقد أن الملك أنور هو ملك مُسَالِم.
'هل يمكنني أن أسألك سؤالاً يا ليث؟' 'نعم، تفضّل.' 'أي نوع من النَّوَافِير تلك؟' 'انتظر قليلاً وسترى.' هذا كل ما قاله ليث.
ظلّ ليث وفريد صامتَين لمدة ساعة. تحدّث الحرّاس الآخرون بهدوءٍ في بعض الأحيان. لم يكن هناك سوى الأشجار والصمت – لا شيء أكثر من ذلك. وفي النهاية وصل الرجال إلى بُحَيْرَة.
قال ليث: 'لقد وصلنا.' 'ما هذه؟' 'كانت هذه البحيرة نافورةً منذ وقتٍ طويلٍ.' 'نافورة المعركة؟' 'نعم، فعلاً.' مشى الحرّاس والفارس إلى البحيرة. قال ليث أخيراً: 'منذ وقتٍ طويلٍ كانت نافورةً هنا. لم يكن فيها الكثير من الماء. ولكن الماء الأصليّ كان ماءً سحـريّاً. عندما تشرب من الماء السحريّ، يعطيكَ قوّةً خاصةً.'
'أي نوع من القوّة؟' سأل أحد الحرّاس.' 'عندما يشرب شخص من الماء السحريّ، يصبح قويّاً جدّاً.' ضمّ فريد يداه وشرب بعض الماء ثم قال: 'طَعْـمها طبيعيّ.' ردّ ليث: 'طبعاً إنه ماء طبيعيّ الآن. كان ماءً سحريّاً منذ وقتٍ طويلٍ.'
جَفَّفَ فريد يديه من الماء وسأل: 'ماذا حدث؟ لماذا الماء ليس سحريّاً الآن؟'
نظر ليث إليه وبدأ يحكي القصة: 'أراد الملك أنور و الملك أشرف الحصول على القوّة. كانا مستعدَّين أن يفعلا أي شيء من أجل ذلك. وفي يوم سمعا عن النافورة السحريّة. النافورة كانت قادرة أن تجعل الناس أقوياء. وفوراً أراد كلٌّ منهما ذلك. تسابقا إلى الغابة، وعندما وصلا إلى النافورة، تقاتلا.' 'ماذا فعلا؟' سأل فريد.
'دعا كلٌّ منهما جنودهما. استمرّت المعركة أيام وأسابيع ثم أشهر. كان مشهداً قبيحاً. وفي المعركة شرب الجنود أكبر قدر ممكن من الماء. أرادوا أن يكونوا أقوياء لكي يكسبوا المعركة. تركوا خيولهم تَتَدَحْرَج فيها. مشوا خلالها. تحمّموا بها. أخذوا كل الماء حتى أصبحت الماء كريهة ولم يعد من الممكن استخدامها.' نظر ليث إلى الحرّاس وقال: 'بعد ذلك جفّت النافورة. وجاءت الأمطار وخلقت هذه البحيرة ولم يعد هناك ماء سحريّ.'
نظر فريد إليه وسأل: 'هذه هي نهاية الماء السحريّ؟' 'ليس تماماً،' أجاب ليث الذي نظر إلى فريد بجدّيةٍ وأكمل: 'كان الملك أشرف يخبئ كمية صغيرة من الماء السحريّ وكان يعرف سرّاً. السرّ هو كيف من الممكن أن يصنع من الماء العاديّ ماءً سحريّاً. فهو بحاجةٍ إلى الماء السحريّ الأصليّ والوقت لصناعة الماء السحريّ، صناعة الماء السحريّ مُمْكِنَة.' 'إذاً، هذا هو السرّ؟' سأل فريد.
'حسناً، هذا جزء من السرّ فقط. تعال الآن. دعنا نخرج من هذه' الغابة.' استمرّ الرجال في المشي. تركوا الغابة. بدأت الشمس تظهر من بين الأشجار. الأشجار لم تكن طويلة. شاهدوا منظر الرِّيـف الجميل. سأل فريد: 'أين نحن الآن؟' 'نحن قريبون من قلعة الملك أشرف. من الجيّد أننا لم نواجه أي مخاطر في تلك الغابة.' نظر فريد إلى ليث وسأل: 'هل حقّاً هناك مخاطر في هذه الغابة؟' أجاب ليث: 'نعم، فعلاً. لماذا تعتقد أننا سافرنا في النهار؟ الرجال والحيوانات الخطيرة تخرج ليلاً.' 'لماذا لم تخبرني؟' قال ليث: 'أعتقد أنكَ ما كنتَ ستأتي معي.' ضحك ثم أكمل كلامه: 'حسناً، دعنا نذهب.' وخلال فترةٍ وَجِيزَةٍ رأى الرجال المملكة. كانت هناك قلعةٌ كبيرةٌ في المملكة. لم يشاهد الحرّاس مملكة أخرى من قبل. 'هل هذه هي؟' سأل فريد.
'نعم، هذه هي المملكة، وهذه هي قلعة الملك أشرف. يجب أن نُحضر الذهب إلى هنا.' توقّف فريد قليلاً ثم قال: 'يا ليث أريد أن أسألك عن شيء.' 'اِسأل.' 'لماذا يجب أن يدفع الملك الذهب؟ هل هو ضَرِيبَة؟' 'خسر الملك أنور المعركة في الغابة الصامتة، والآن يجب عليه أن يدفع الذهب لأخيه كل خمس سنوات.'
'لماذا يدفع؟ ألا يمكن أن يكون هناك سلام بينهما؟' 'بالفعل هناك سلامٌ بينهما ولكن الملك أشرف يملك شيئاً لا يملكه الملك أنور. الملك أنور يجب أن يشتريه من الملك أشرف.' نظر فريد إلى ليث مندهشاً. 'ماذا يملك الملك أشرف؟' 'الماء السحريّ. الملك أنور يشتري الماء السحريّ لكي يبقى شعبه سعيداً. إنه يُستَخدَم لصنع دواء القوّة. مثل هذا الدواء هنا.' أخرج ليث الدواء الذي اشتراه. 'لقد سمعتُ عن هذا الدواء، هل له مَفْعُول حقّاً؟' ردّ ليث: 'نعم هو فعلاً دواء سحريّ.' وضع الدواء بعيداً ونظر إلى فريد وأكمل: 'الدواء يصبح سحريّاً فقط إذا كان مصنوعاً من الماء السحريّ الحقيقيّ. تعال الآن. حان وقت الذهاب.'