×

Vi använder kakor för att göra LingQ bättre. Genom att besöka sajten, godkänner du vår cookie-policy.


image

سلسلة المرأة, ليطمئن قلبُكِ (2)

ليطمئن قلبُكِ (2)

وتذكَّري قولَهُ -تعالى- في الحديثِ القدُسيِّ:

"يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستهدُوني أهْدِكم" (رواهُ مسلمٌ)

إذا فعلتِ هذا كلَّهُ فأنتِ على خيرٍ،

وإيَّاكِ أن تدخلي في الوَسواسِ العَقَديِّ؛ فيُوَسوسَ لكِ الشَّيطانُ أنَّكِ لا تحبِّينَ اللهَ،

واللهُ لا يحبُّكِ لأنَّ في نفسِكِ شيئًا تجاهَ حكمٍ منْ أحكامِهِ،

بلْ ما دمْتِ تجاهدينَ هذهِ النُّفرةَ،

وتحاولينَ إخضاعَ قلبِكِ بصدقٍِ لشريعةِ ربِّكِ فأنتِ على خيرٍ،

المهمُّ أنْ لا تسترسلي معَ هذا النُّفورِ،

وأنْ لا يُصبحَ اعتقادًا مستقرًّا، تبوحين بهِ وتدافعينَ عنهُ،

في الحديثِ الَّذي رواهُ مسلمٌ:

جاءَ ناسٌ من أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألوهُ:

"إنَّا نجدُ في أنفسِنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أنْ يتكلَّمَ بهِ،

قالَ: وقدْ وجدْتُموهُ؟!

قالوا: نعمْ،

قال: ذاكَ صريحُ الإيمانِ".

ذاك َصريحُ الإيمانِ!

ما دمتِ تُعظِّمينَ اللهَ، وتَعلمينَ أنَّ نفورَكِ منْ حُكمٍ منْ أحكامِهِ شيءٌ سيِّئٌ،

فهذا يدلُّ على إيمانِكِ، فلا تدخلي في الوسوسةِ.

سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ -أيَّتها الكريمةُ- لتُؤمني إيمانَ الجادِّ،

الإيمانَ الَّذي يفهمُ فيهِ العبدُ مقامَ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمينَ.

ففي زمانِ التَّعلُّقِ بالمادِّيَّاتِ، وتألُّهِ الإنسانِ،

هَزُلَ لدى كثيرٍ منَ النَّاسِ؛

-حتَّى منَ المنتَسبينَ إلى الإسلامِ-

هَزُلَ لديهِم معنى العبوديَّةِ،

وهَزُلَ لديهِم معنى الإيمانِ!

صديقٌ عزيزٌ لي، ابنُهُ اسمُهُ: "يوسف"،

وُلِدَ يوسفُ ونشأَ في أمريكا،

ثُمَّ ثارَتْ لديهِ تساؤلاتٌ حتَّى اهتزَّت قناعتُه بالإسلامِ،

تكلَّم يوسفُ معَ دكتورِهِ الملحدِ في الجامعةِ،

وهوَ بروفيسورٌ في التَّاريخِ،

فقالَ الدُّكتورُ ليوسفَ: ما هيَ تساؤلاتُكَ؟

فأخبرَهُ يوسفُ بها، وعلى رأسِها موضوعُ التَّطوُّرِ

-الَّذي نعالجهُ في رحلةِ اليقينِ بالمناسبةِ-

فقالَ لهُ الدُّكتورُ الملحدُ: طيب، وماذا ستفعلُ معَ هذهِ التَّساؤلاتِ؟

قالَ يوسفُ: بصراحةٍ إذا لمْ أجدْ إجاباتٍ عنها، فربَّما لن أبقى مسلمًا،

فقالَ لهُ الدُّكتورُ الملحدُ: لا لا، هذا غبيٌ جدًا! (بالإنجليزيَّةِ)

"No, No No, that's so stupid"

تابعَ الدُّكتورُ: لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ عنِ التَّساؤلاتِ في دينِكَ،

وكلُّ هذهِ الأشياءِ الَّتي تُقنعُكَ بهِ، ثُمَّ تتركُ دينكَ من أجلِ بضعةِ تساؤلاتٍ؟!

ماذا إذا ذهبْتَ ليومِ الحسابِ فقالَ لكَ الإلهُ -يعني الَّذي تُؤمنُ بهِ-:

أعطيتُكَ كلَّ هذهِ الإجاباتِ،

ثُمَّ تركْتَ الإسلامَ منْ أجلِ تساؤلٍ واحدٍ أوْ بضعةِ تساؤلاتٍ؟!

تساؤلاتٍ لم تستطِعْ فهمَ حكمتِها، أو اختبرتُكَ بها!

لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ القويَّةِ والمريحةِ، ثُمَّ تركتَ الإسلامَ من أجلِ تساؤلٍ؟!"

ثمَّ قالَ الدُّكتورُ الملحدُ: "الزمْ دينَكَ" (بالإنجليزيَّةِ)

"stick to your religion"

وابحثْ عنْ إجاباتٍ،

وإذا لمْ تجدْ إجاباتٍ فاعلمْ أنَّ الدِّينَ فيهِ تسليمٌ، وأنَّ الإلهَ يختبرُكَ.

قالَ يوسفُ: قلتُ لهُ وقتَها: يا ليتكَ كنتَ مسلمًا، لكنْتَ إمامًا ممتازًا!

هذا الدُّكتورُ الملحدُ معَ أنَّه ليسَ مؤمنًا باللهِ،

إلَّا أنَّه يُدركُ فلسفةَ الإيمانِ أكثرَ من بعضِ الُمنتسبينَ إلى الإسلامِ،

يُدركُ معنى الإيمانِ الجادِّ؛ أنَّك إذا آمنْتَ بمنظومةٍ دينيَّةٍ متكاملةٍ،

تُجيبُ عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى؛ أسئلةِ منشأِ الإنسانِ، وغايةِ وجودهِ ومصيرِه،

فإنَّ منَ الهزلِ في أمرِ الدِّينِ ومنَ انعدامِ الجدِّيَّةِ،

أنْ تترُكَ هذا الدِّينَ لأجلِ أمرٍ فرعيٍّ لم تفهمْه، أوْ خالفَ هواكَ،

ولعلَّ هذا الدُّكتور الملحدَ إذا كانَ صادقًا معَ نفسِهِ،

يُدركُ أنَّ إلحادَهُ نفسَهُ يتناقضُ معَ ذاتِهِ، ولا يقومُ لهُ بُنيانٌ مُتماسكٌ،

ولا يُقدِّمُ إجاباتٍ مقنعةً عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى،

كما وضَّحْنا في حلقاتِ الفِطرةِ منْ رحلةِ اليقينِ،

ونسألُ اللهَ لهذا الرَّجلِ الهدايةَ.

وطبعًا المسألةُ -يا كرامُ- ليسَتْ بعددِ الأسئلةِ الَّتي يجيبُها الإسلامُ،

كما قدْ يُفهمُ من كلامِ هذا الدكتور،

بلْ ببراهينِ الإسلامِ وأدلَّتِه وبيِّناتِه، واتِّساقِه في كافَّةِ تفاصيلِهِ وأحكامِهِ،

وعدمِ معارضتِهِ للعقلِ الصَّحيحِ والفطرةِ السَّليمةِ في هذا كلِّه،

فالإسلامُ لم يُطالبْنا بالتَّسليمِ لأمرٍ يُعارضُ العقلَ والفطرةَ، بخلافِ بقيَّةِ الأديانِ.

ختامًا -يا كرامُ ويا كريماتُ-

أكثرُ منْ أجابوا الاستبيانين، لمْ يكنْ عندَهم حرجٌ،

سواءً منْ موضوعِ الإسلامِ وضربِ المرأةِ،

أو موضوعِ القِوامةِ،

وقبلَ أنْ ننشرَ استبيانًا عنْ حلقةِ (أنا حرَّةٌ)، نبَّهَنا أخٌ عزيزٌ وقالَ:

"طيب أنا لمْ يكنْ لديَّ حرجٌ قبلَ حلقةِ (الإسلامُ وضربُ المرأةِ)،

لكنْ لمَّا حضرْتُ حلقتَكَ زادَ يقيني وإيماني بحكمةِ اللهِ، وقَوِيَتْ حُـجَّتي،

فلو تضيفُ خيارَ (لمْ يكنْ لديَّ شعورٌ سلبيٌّ أوْ حرجٌ، ولكنّي استفدْتُ منَ الحلقةِ).

وبالفعلِ أضفناهُ، وكانتِ النَّتيجةُ لحلقةِ: (أنا حُرَّةٌ) عن القِوامة،

أنَّ حوالي 99 % ممَّنْ لمْ يكنْ لديْهم حرجٌ قالوا: أنَّهم استفادوا منَ الحلقةِ

فنقولُ لمنِ استفادَ، ولمنْ كانَ لديهِ حرجٌ فزالَ -بفضلِ اللهِ-:

انشرْ هذهِ الفائدةَ،

﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ﴾ [القَصَص: 77]

انشرِ الفائدةَ، ولا توقِفْها عندَكَ!

عندما تنشرُ الحلقةَ فعلِّقْ بالمفهومِ الَّذي استفدْتَهُ منْها، وأثرِهُ في نفسِكَ،

وأعِنْ على نشرِ الخيرِ من قَبيلِ:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ ﴾ [الصف: 14]

وأعِنِ النّاسَ وساعدْهم على سلامةِ قلوبِهم ليسعَدوا،

﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨)

إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)﴾ [الشعراء: 88-89]

هذهِ الحلقةُ -يا كرامُ- وإنْ كانتْ تَظهرُ كالخاتمةِ،

لكنْ سيتبعُها حلقةٌ أخيرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ بعنوانِ (المرأةُ والبحثُ عنِ الذَّاتِ) بإذنِ اللهِ تعالى.

خُلاصةُ حلقةِ اليومِ إن كنتِ جادَّةً فليكنْ إيمانُك جادًّا،

وإذا وجدْتِ في نفسِكِ منْ أمرٍ منْ أوامرِ اللهِ شيئًا، فتذكَّري مقامَ العبوديَّةِ وعظمةَ المعبودِ،

واطلبي العلمَ، وصحِّـحي معاييرَ الميزانِ،

وأزيلي عنِ الجاهليَّةِ زينتَها، وعنِ الشَّريعةِ غبارَ التَّشويهِ،

وادْعي ربَّكِ القائلَ

«يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ» (رواه مسلمٌ)

والزمي طاعةَ ربِّكِ وتقواهُ، ليجعلَ لكِ فُرقانًا،

وأحسني ليرحمَكِ بتحبيبِ الإيمانِ إلى قلبِكِ،

﴿ إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]

والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ.

ليطمئن قلبُكِ (2)

وتذكَّري قولَهُ -تعالى- في الحديثِ القدُسيِّ:

"يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستهدُوني أهْدِكم" (رواهُ مسلمٌ)

إذا فعلتِ هذا كلَّهُ فأنتِ على خيرٍ،

وإيَّاكِ أن تدخلي في الوَسواسِ العَقَديِّ؛ فيُوَسوسَ لكِ الشَّيطانُ أنَّكِ لا تحبِّينَ اللهَ،

واللهُ لا يحبُّكِ لأنَّ في نفسِكِ شيئًا تجاهَ حكمٍ منْ أحكامِهِ،

بلْ ما دمْتِ تجاهدينَ هذهِ النُّفرةَ،

وتحاولينَ إخضاعَ قلبِكِ بصدقٍِ لشريعةِ ربِّكِ فأنتِ على خيرٍ،

المهمُّ أنْ لا تسترسلي معَ هذا النُّفورِ،

وأنْ لا يُصبحَ اعتقادًا مستقرًّا، تبوحين بهِ وتدافعينَ عنهُ،

في الحديثِ الَّذي رواهُ مسلمٌ:

جاءَ ناسٌ من أصحابِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألوهُ:

"إنَّا نجدُ في أنفسِنا ما يتعاظَمُ أحدُنا أنْ يتكلَّمَ بهِ،

قالَ: وقدْ وجدْتُموهُ؟!

قالوا: نعمْ،

قال: ذاكَ صريحُ الإيمانِ".

ذاك َصريحُ الإيمانِ!

ما دمتِ تُعظِّمينَ اللهَ، وتَعلمينَ أنَّ نفورَكِ منْ حُكمٍ منْ أحكامِهِ شيءٌ سيِّئٌ،

فهذا يدلُّ على إيمانِكِ، فلا تدخلي في الوسوسةِ.

سرْنا معَكِ في هذهِ السِّلسلةِ -أيَّتها الكريمةُ- لتُؤمني إيمانَ الجادِّ،

الإيمانَ الَّذي يفهمُ فيهِ العبدُ مقامَ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمينَ.

ففي زمانِ التَّعلُّقِ بالمادِّيَّاتِ، وتألُّهِ الإنسانِ،

هَزُلَ لدى كثيرٍ منَ النَّاسِ؛

-حتَّى منَ المنتَسبينَ إلى الإسلامِ-

هَزُلَ لديهِم معنى العبوديَّةِ،

وهَزُلَ لديهِم معنى الإيمانِ!

صديقٌ عزيزٌ لي، ابنُهُ اسمُهُ: "يوسف"،

وُلِدَ يوسفُ ونشأَ في أمريكا،

ثُمَّ ثارَتْ لديهِ تساؤلاتٌ حتَّى اهتزَّت قناعتُه بالإسلامِ،

تكلَّم يوسفُ معَ دكتورِهِ الملحدِ في الجامعةِ،

وهوَ بروفيسورٌ في التَّاريخِ،

فقالَ الدُّكتورُ ليوسفَ: ما هيَ تساؤلاتُكَ؟

فأخبرَهُ يوسفُ بها، وعلى رأسِها موضوعُ التَّطوُّرِ

-الَّذي نعالجهُ في رحلةِ اليقينِ بالمناسبةِ-

فقالَ لهُ الدُّكتورُ الملحدُ: طيب، وماذا ستفعلُ معَ هذهِ التَّساؤلاتِ؟

قالَ يوسفُ: بصراحةٍ إذا لمْ أجدْ إجاباتٍ عنها، فربَّما لن أبقى مسلمًا،

فقالَ لهُ الدُّكتورُ الملحدُ: لا لا، هذا غبيٌ جدًا! (بالإنجليزيَّةِ)

"No, No No, that's so stupid"

تابعَ الدُّكتورُ: لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ عنِ التَّساؤلاتِ في دينِكَ،

وكلُّ هذهِ الأشياءِ الَّتي تُقنعُكَ بهِ، ثُمَّ تتركُ دينكَ من أجلِ بضعةِ تساؤلاتٍ؟!

ماذا إذا ذهبْتَ ليومِ الحسابِ فقالَ لكَ الإلهُ -يعني الَّذي تُؤمنُ بهِ-:

أعطيتُكَ كلَّ هذهِ الإجاباتِ،

ثُمَّ تركْتَ الإسلامَ منْ أجلِ تساؤلٍ واحدٍ أوْ بضعةِ تساؤلاتٍ؟!

تساؤلاتٍ لم تستطِعْ فهمَ حكمتِها، أو اختبرتُكَ بها!

لديكَ كلُّ هذهِ الإجاباتِ القويَّةِ والمريحةِ، ثُمَّ تركتَ الإسلامَ من أجلِ تساؤلٍ؟!"

ثمَّ قالَ الدُّكتورُ الملحدُ: "الزمْ دينَكَ" (بالإنجليزيَّةِ)

"stick to your religion"

وابحثْ عنْ إجاباتٍ،

وإذا لمْ تجدْ إجاباتٍ فاعلمْ أنَّ الدِّينَ فيهِ تسليمٌ، وأنَّ الإلهَ يختبرُكَ.

قالَ يوسفُ: قلتُ لهُ وقتَها: يا ليتكَ كنتَ مسلمًا، لكنْتَ إمامًا ممتازًا!

هذا الدُّكتورُ الملحدُ معَ أنَّه ليسَ مؤمنًا باللهِ،

إلَّا أنَّه يُدركُ فلسفةَ الإيمانِ أكثرَ من بعضِ الُمنتسبينَ إلى الإسلامِ،

يُدركُ معنى الإيمانِ الجادِّ؛ أنَّك إذا آمنْتَ بمنظومةٍ دينيَّةٍ متكاملةٍ،

تُجيبُ عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى؛ أسئلةِ منشأِ الإنسانِ، وغايةِ وجودهِ ومصيرِه،

فإنَّ منَ الهزلِ في أمرِ الدِّينِ ومنَ انعدامِ الجدِّيَّةِ،

أنْ تترُكَ هذا الدِّينَ لأجلِ أمرٍ فرعيٍّ لم تفهمْه، أوْ خالفَ هواكَ،

ولعلَّ هذا الدُّكتور الملحدَ إذا كانَ صادقًا معَ نفسِهِ،

يُدركُ أنَّ إلحادَهُ نفسَهُ يتناقضُ معَ ذاتِهِ، ولا يقومُ لهُ بُنيانٌ مُتماسكٌ،

ولا يُقدِّمُ إجاباتٍ مقنعةً عنِ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى،

كما وضَّحْنا في حلقاتِ الفِطرةِ منْ رحلةِ اليقينِ،

ونسألُ اللهَ لهذا الرَّجلِ الهدايةَ.

وطبعًا المسألةُ -يا كرامُ- ليسَتْ بعددِ الأسئلةِ الَّتي يجيبُها الإسلامُ،

كما قدْ يُفهمُ من كلامِ هذا الدكتور،

بلْ ببراهينِ الإسلامِ وأدلَّتِه وبيِّناتِه، واتِّساقِه في كافَّةِ تفاصيلِهِ وأحكامِهِ،

وعدمِ معارضتِهِ للعقلِ الصَّحيحِ والفطرةِ السَّليمةِ في هذا كلِّه،

فالإسلامُ لم يُطالبْنا بالتَّسليمِ لأمرٍ يُعارضُ العقلَ والفطرةَ، بخلافِ بقيَّةِ الأديانِ.

ختامًا -يا كرامُ ويا كريماتُ-

أكثرُ منْ أجابوا الاستبيانين، لمْ يكنْ عندَهم حرجٌ،

سواءً منْ موضوعِ الإسلامِ وضربِ المرأةِ،

أو موضوعِ القِوامةِ،

وقبلَ أنْ ننشرَ استبيانًا عنْ حلقةِ (أنا حرَّةٌ)، نبَّهَنا أخٌ عزيزٌ وقالَ:

"طيب أنا لمْ يكنْ لديَّ حرجٌ قبلَ حلقةِ (الإسلامُ وضربُ المرأةِ)،

لكنْ لمَّا حضرْتُ حلقتَكَ زادَ يقيني وإيماني بحكمةِ اللهِ، وقَوِيَتْ حُـجَّتي،

فلو تضيفُ خيارَ (لمْ يكنْ لديَّ شعورٌ سلبيٌّ أوْ حرجٌ، ولكنّي استفدْتُ منَ الحلقةِ).

وبالفعلِ أضفناهُ، وكانتِ النَّتيجةُ لحلقةِ: (أنا حُرَّةٌ) عن القِوامة،

أنَّ حوالي 99 % ممَّنْ لمْ يكنْ لديْهم حرجٌ قالوا: أنَّهم استفادوا منَ الحلقةِ

فنقولُ لمنِ استفادَ، ولمنْ كانَ لديهِ حرجٌ فزالَ -بفضلِ اللهِ-:

انشرْ هذهِ الفائدةَ،

﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ﴾ [القَصَص: 77]

انشرِ الفائدةَ، ولا توقِفْها عندَكَ!

عندما تنشرُ الحلقةَ فعلِّقْ بالمفهومِ الَّذي استفدْتَهُ منْها، وأثرِهُ في نفسِكَ،

وأعِنْ على نشرِ الخيرِ من قَبيلِ:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ ﴾ [الصف: 14]

وأعِنِ النّاسَ وساعدْهم على سلامةِ قلوبِهم ليسعَدوا،

﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨)

إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)﴾ [الشعراء: 88-89]

هذهِ الحلقةُ -يا كرامُ- وإنْ كانتْ تَظهرُ كالخاتمةِ،

لكنْ سيتبعُها حلقةٌ أخيرةٌ مهمَّةٌ للغايةِ بعنوانِ (المرأةُ والبحثُ عنِ الذَّاتِ) بإذنِ اللهِ تعالى.

خُلاصةُ حلقةِ اليومِ إن كنتِ جادَّةً فليكنْ إيمانُك جادًّا،

وإذا وجدْتِ في نفسِكِ منْ أمرٍ منْ أوامرِ اللهِ شيئًا، فتذكَّري مقامَ العبوديَّةِ وعظمةَ المعبودِ،

واطلبي العلمَ، وصحِّـحي معاييرَ الميزانِ،

وأزيلي عنِ الجاهليَّةِ زينتَها، وعنِ الشَّريعةِ غبارَ التَّشويهِ،

وادْعي ربَّكِ القائلَ

«يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ» (رواه مسلمٌ)

والزمي طاعةَ ربِّكِ وتقواهُ، ليجعلَ لكِ فُرقانًا،

وأحسني ليرحمَكِ بتحبيبِ الإيمانِ إلى قلبِكِ،

﴿ إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]

والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ.