% زاد الحكايا - قصص اطفال - قصص قبل النوم - قصة قيصر
هل تسمعُ هذا الصوتَ يا سلحف؟
نعم، ما هذا الصوتُ يا سلحوفة؟
لا أعلم، تعالَ لِنرى
انظرْ إنَّها قِطَّةٌ صغيرة
ما بها يا سلحوفة؟ يبدُو أنَّها حزينة
أينَ أمُّكِ يا صغيرة؟
تعالَي سأعتني بكِ حتَّى تعودَ أمُّك
ما هذهِ القِطَّةُ يا سلحوفة؟
لقدْ وجدتُها تائهةً أمامَ منزلِنا، قلتُ سأعتني بِها حتَّى تعودَ أمُّها
أحسنتِ التصرُّفَ يا سلحوفة
ما رأيُكِ أيَّتُها القِطَّةُ الصغيرةُ أنْ تَستَمعي إلى قِصَّةٍ جميلةٍ مَعَ صغاري؟ رَيثَمَا تعودُ أمُّك
نعم، يا أمّي اروِ لنا القِصَص، فأنا أحبُّ سماعَها
حسناً يا صغارِي
قيصر، أينَ أنتَ يا قيصر؟ صغيري
أبي أينَ أنت؟ أنا خائفٌ يا أبي، أبي أينَ أنت؟ لا تتركْنِي هُنا وحدِي
وبينما يسيرُ الصغيرُ داخلَ الغابةِ خائفاً مِنَ الظَّلام، حدثَ مَا لمْ يكُنْ فِي الحُسبان
النجدة، أبي يا أبي أينَ أنت؟ أرجوكَ لا تتركْنِي هُنا
ما هذا المكان؟ أينَ أنا؟
صغيري أينَ أنت؟ ماذا حصل؟
قيصر
أقولُ لكَ مِرَارَاً يا ميمون، تدرَّبْ جيّداً، في كلِّ مرةٍ تَخسَر
أعدُكُم أنْ أهزمَكُم جميعاً
أقولُ لكَ مِرَارَاً يا ميمون، تدرَّبْ جيّداً، في كلِّ مرةٍ تَخسَر
قدمي
ساعدوني أنا هُنا، هل هُناكَ أحدٌ يسمعُني؟
قدمي، ما هذا الصوت؟
ساعدوني أنا هُنا، هل هُناكَ أحدٌ يسمعُني؟
ما هذا الموجودُ داخلَ البِئْر؟
لا تَتركْنِي هُنا وَحدِي
شَعَرَ ميمونُ بالارتباكِ والخوف، وبدأَ يدورُ بمكانِه
ثُمَّ رَكَضَ باتّجاهِ الغابةِ يُنادي
حكيمة، حكيمة، أينَ أنتُم؟
حكيمة، حكيمة، أينَ أنتُم؟
ما بِكَ يا ميمون؟
أينَ الجميع؟ تعالَوا جميعَاً وشاهدُوا ماذا وجدْتُ داخلَ البِئْر
ماذا وجدتَ يا ميمون؟
هناكَ نَمِرٌ صغير، يستَغيثُ داخلَ البِئْر
ما الذي أتى بهِ إلى داخلِ البِئْر؟
لا وقتَ للكلام، هيّا فلنساعدْه
توجَّهتِ الحَيَواناتُ إلى البِئْرِ مُسرِعةً لِتُساعِدَ النَّمِرَ الصغير
ساعدوني أنا هُنا، هل هُناكَ أحدٌ يسمعُني؟
هل أنتَ بخير؟
نعمْ أنا بخير، ولكنّني قَضيتُ اللَّيلةَ كاملةً هُنا، أشعرُ بتعبٍ شديد
أرنوب، اذهبْ وأحضرِ الحَبلَ الموجودَ داخلَ بيتي
بأقصى سرعة، لن أتأخر
انطلقَ أرنوبُ إلى بيتِ الحكيمةِ
وأحضرَ الحَبلَ وعادَ مسرعاً
تفضَّلِي يا حكيمة
نحنُ بحاجةٍ إلى مَنْ يَنزِلُ إلى البِئْر
أنا لا أستطيعُ النزول، اعذروني
أنا أخافُ مِنَ الظَّلَام، لا لن أستطيع
لا أعتقدُ أنَّ حجمِي يسمحُ لي بالنُّزُول
أنا سأنزِل، اربُطونِي بالحبل
أنتَ يا ميمون
شكراً يا ميمون، لا وقتَ لدينا
أنزِلْ، أنزِلْ الحبلَ أكثر
هل أنتَ بخيرٍ أيُّها الصَّغير؟
لا بأس، أشعرُ بالتَّعبِ فقط
انظرْ إلى الجراحِ في قدمِك
المُهمُّ أنْ أخرُجَ منْ هُنا الآن
نحنُ جاهزان، هيَّا اسحبُوا الحَبل
أمسكُوا الحبلَ سريعاً، سينقطِع
أحسنت َيا ميمون، شكراً لكُم جميعاً
هل أنتَ بخيرٍ أيُّها الصغير؟
نعم، أنا بخير، شكراً لكم جميعاً
ما اسمُكَ أيُّها النَّمِرُ الصَّغير؟
اسمي قيصر
أهلاً بِكَ في غابتِنا، وهذا الذي أنقذَك، يُدعى ميمون
شكراً لك
اقبلْ منّي هذهِ الهَديَّةَ يا ميمون، هي ذكرى مِنْ والدي
شكراً يا قَيصر
ماهذا! إنَّ قدمَكَ تنزِف، تعالَ سأعتني بها
كيفَ سقطتَ في البِئْر؟
كنتُ برفقةِ أبي، لا أعرفُ كيفَ أفترقنَا، بدأتُ أنادي وأبحثُ عنه، ثُمَّ فجأةً سقطْتُ داخلَ هذا البِئْر
أهلاً بكَ في غابتِنا يا قيصر
ستبقَى في غابتِنا رَيثَما يحضرُ أبوك
بَقِيَ قيصرُ داخلَ الغابةِ مُدَّةً مِنَ الزمن، وكلُّهُ أملٌ أنْ يعُودَ أبوهُ في يومٍ مِنَ الأيّام
حتَّى جاءَ ذلكَ اليومُ الذي دخلَ فيهِ النَّمِرُ الأبُ إلى الغابةِ يبحثُ عَنْ صغيرِه
ما هذا! قِلادةُ قيصر! ماذا تفعلُ القلادةُ مَعَ هذا القِرد؟
أرجوكَ اتركنِي أيُّها النَّمر
أينَ صغيري؟ تكلَّمْ أيُّها القردُ قبلَ أنْ أقضيَ عليك
أبِي
أبي
قيصر! صغيري
لقد اشتقتُ إليكَ يا صغيري، بحثتُ عنكَ طويلاً
وأنا يا أبي كم كنتُ بحاجتِك! لقدْ سقطتُ داخلَ البِئْرِ يا أبي
ميمونُ وأصدقاؤُهُ هُمْ مَنْ ساعدونِي، واستضافونِي أحسنَ استضافة
أنا آسفٌ يا ميمون، ولكنَّني شاهدتُ القلادةَ فِي عُنُقِك
نعم، لقد أهدانِي إيَّاها قَيصر
أكرِّرُ اعتذاري مِنَ الجميع، حقيقةً لا أعرفُ كيفَ سأردُّ لكم معروفَكم
أهلاً بكمَا داخلَ الغابة
تفضَّلْ يا قيصر، هذهِ قلادتُك، فهي ذكرى مِنْ والدِكَ كما أخبرتَني
لا يا ميمون، أرجوكَ احتفظْ بها
حانَ وقتُ الوداع، سنعودُ لزيارتِكم قريباً
وداعاً
وداعاً
وداعاً يا قيصر
ها قد أتَتْ أمُّك
وداعاً
إلى اللِّقاء
بأمانِ الله
