×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

تاريخ × حدوتة (History), عزل خالد بن الوليد | ما السبب الحقيقي وراء عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد ؟!! و (معركة مرج الصفر)

عزل خالد بن الوليد | ما السبب الحقيقي وراء عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد ؟!! و (معركة مرج الصفر)

بعد أن انتهى خالد رضي الله عنه من مطاردة الفلول الهاربة في معركة أجنادين

.. و بعد أن خرج الرسول الخاص به نحو المدينة

لإبلاغ الخليفة بأنباء الإنتصار

... أصدر قائد المسلمين الأوامر للجيش بالتحرك فورا نحو مدينة دمشق لحصارها

الطريق الذي اتخذه خالد نحو دمشق

لم يتم ذكره في المصادر القديمة

.. ولكن أقرب التوقعات تُشير إلى أن الجيوش الإسلامية كانت تتحرك على الطرق الخارجية

أي أنها بعد معركة أجنادين

.. لم تتعمق في فلسطين نحو الأردن

.. و إنما عادت من جديد نحو الجنوب و دارت حول جنوب البحر الميت

لتسير على الطريق الذي يقع إلى الشرق منه نحو الشمال

.. فالتعمق في وسط فلسطين كان أمرا في غاية الخطورة في ذلك الوقت

.. فلو فعلت ذلك

كان لابد عليها أن تعبر من أجنادين إلى بيت المقدس

ثم إلى وادي نهر الأردن حتى تصل إلى دمشق .

.. أو كانت ستأخذ طريق الرملة إلى اللد و منها إلى دمشق

وبكل تأكيد فقد كان المسلمون لم يضموا بعد بيت المقدس

المقدس ولم تكن هناك لهم سيطرة على الرملة التي كانت تعتبر حاضرة فلسطين في ذلك الوقت

كما أنهم لن يعبروا خلال ذلك الطريق الوعر بين المدينتين

اللتين كانتا تحت سيطرة الروم

فيعرضوا نفسهم للهلاك و الهجوم من عدة جهات

و لذلك كان الطريق الذي اتخذه المسلمون في المجئ

هو أنسب الطرق للعودة من جديد

و على هذا الأساس .. انطلق خالد بن الوليد مع المسلمين نحو دمشق من جديد

وصل خالد بن الوليد و بقية جيش المسلمين إلى دمشق

و بدأووا في إقامة الحصار عليها

فنزل خالد عند الباب الشرقي للمدينة كما فعل في المرة السابقة

و حاصر أبو عبيدة باب الجابية ..

.. بينما حاصر عمرو بن العاص و يزيد بن أبي سفيان

بعض من الأبواب الآخرى ..

أما بالنسبة لشرحبيل بن حسنة

فقد تركه خالد بن الوليد مقيما في أسفل الشام بجهة الأردن

لمراقبة الأوضاع من تلك الجهة وليكون حماية لمؤخرة الجيوش الإسلامية

و استمر الحال على ذلك الوضع بضعة أيام

والمسلمون يحاصرون المدينة و أهل المدينة يرمون عليهم الحجارة و السهام .

وبينما كان الجميع مستغرقا في خطة لإجبار المدينة على الإستسلام

وصلت الأنباء إلى خالد بن الوليد بإقتراب جيش كبير من الروم نحوهم

ففي خلال الفترة التي تلت معركة أجنادين

.. كان هرقل ملك الروم في شدة الغضب

و يعمل جاهدا من أجل تجميع جيوش جديدة لسحق المسلمين و رد الهزيمة

و استطاع بالفعل تجميع عدد كبير من الجيوش في حمص

و أمرها بالتوجه نحو دمشق لإغاثة أهلها

ولم تتجه تلك القوة مباشرة إلى دمشق ..

بل فضلت أن تسير عبر الطرق الداخلية للشام كما فعل الروم من قبل

لتجميع أكبر قدر ممكن من الرجال في طريقها

و لتفاجئ المسلمين في وقت غير متوقع كذلك

.. فساروا عبر مدينة بعلبك والتفوا حول بحيرة طبرية,

و من هناك توجهوا نحو مدينة مرج الصفر

و التي تقع على بعد 38 كيلومترا جنوب دمشق

ولكن كانت عيون المسلمين منتشرة و واعية لما يحدث حولها

... فلما آتى جواسيس المسلمين و أخبروا خالد رضي الله عنه بالتطورات الجديدة للأحداث

قرر فورا أن يأخذ الجيوش الإسلامية من حول أسوار المدينة

و يتجه لملاقاتهم في مدينة مرج الصفر قبل أن يصلوا لهم في دمشق

و لم يترك سوى لواء عمرو بن العاص حول أسوار المدينة

و أخذ معه ألوية أبي عبيدة و يزيد و انطلقوا في الحال

قوة جيش الروم في مرج الصفر قٌدرت ب 10 آلاف مقاتل

... فقد خرج من حمص حوالي خمسة آلاف

و انضم لهم في الطريق حوالي خمسة آلاف آخرون

... و لذلك عندما وصل خالد بن الوليد و رأي تلك القوات

... أمر بتنظيم الصفوف مثل معركة أجنادين .. ولكن مع اختلاف بسيط

... فقد جعل على الميمنة معاذ بن جبل مثل يوم أجنادين

ولكنه جعل قيادة الميسرة هذه المرة لهاشم بن عتبة

و ولى قيادة الفرسان لسعيد بن زيد

و قيادة المشاة لأبي عبيدة

و بعدما اطمئن لإصطفاف الجميع

تقدم خالد حتى الصف الأول ليلقي الخطبة على الجنود و يثير حماستهم

... ولكنه قبل أن يبدأ الكلام

.. تفاجأ بهجوم شرس من الجنود البيزنطيين على امتداد الجبهة كلها ...

كان سعيد بن زيد يقف مع جماعة من الفرسان في الميمنة

يثير حماستهم و يشجعهم على الإستبسال في القتال ..

عندما فاجأ الروم الجميع و انقضوا على جيش المسلمين سريعا

.. و قد كان هجومهم عنيفا بحق

فاهتزت صفوف المسلمين نتيجة لهجوم الروم الكاسح

و سقط العديد من الرجال وسط الجيش

و استطاع سعيد بن زيد أن يصمد أمام ذلك الإندفاع الشرس

و نازل الروم جيدا و استمات مع فرسانه في القتال

... و شيئا فشئ بدأت صفوف المسلمين تتحرك تحت الضغط الشديد

حتى أصبح القتال يدور على شاطئ نهر عليه طاحونة ...

... و بسبب شدة القتال و ازدياد عدد القتلى من الجانبين

امتزجت الدماء بالمياه و طحنت بها الطاحونة

... فصاح قادة المسلمين و على رأسهم خالد بن الوليد في الجنود

و حثوهم على الإقدام و الإستماتة في القتال

و بالفعل انقلبت دفة المعركة بعد وقت قصير نتيجة لإندفاع المسلمين الشرس

وبدأ الروم في التراجع نحو معسكرهم و المسلمون يزيدون الضربات عليهم حتى وصلوا إلى المعسكر

فدب الهرج و المرج وصف صفوف الجيش البيزنطي و بدأ الجميع في الفرار

فمنهم من هرب نحو دمشق و منهم من رجع إلى حمص و منهم من فر نحو بيت المقدس

فانتهت بذلك معركة مرج الصفر بإنتصار جديد لقوات المسلمين بقيادة خالد بن الوليد

انتهى القتال في ساحة مرج الصفر بإنتصار المسلمين على الروم

و لكنه كان انتصارا مليئا بالخسائر الجسيمة ..

فقد جرح من المسلمين حوالي أربعة آلاف مقاتل نتيجة لهجوم الروم الكاسح خاصة في بداية المعركة

و استشهد حوالي 500 آخرون

أما بالنسبة لجيش الروم

فقد سقط منهم حوالي 500 قتيل و وقع في الأسر مثلهم

بينما فرت البقية للجهات التي ذكرناها من قبل ...

بعد انتهاء المعركة .. عاد المسلمون من جديد إلى مدينة دمشق و زادوا من الحصارعليها

و كانوا في نفس الترتيب فنزل خالد على الباب الشرقي

و نزل أبو عبيدة على باب الجابية و حاصر يزيد و عمرو بن العاص بعض من الأبواب الآخرى

و في خلال تلك الأحداث ... كان هناك أمر شديد يحدث في المدينة

فخليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه

كان يعاني من حُمى شديدة بسبب إغتساله في يوم بارد بالمدينة قبل 3 أسابيع ..

فلازم فراشه و أوصى أن يُصلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالناس بدلا منه

و بالفعل و بعد 4 أيام فقط من معركة مرج الصفر ..

توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه

و كانت اخر كلماته : رب توفني مسلما و ألحقني بالصالحين

بعد أسبوعين من وفاة الصديق رضي الله عنه ..

تفاجأ المسلمون عند باب الجابية بقدوم يرفأ مولى عمر بن الخطاب إليهم

.. و اندهشوا عندما وجدوه يتجه مباشرة إلى خيمة أبي عبيدة بن الجراح

بدلا من أن يتجه إلى خالد بن الوليد عند الباب الشرقي

فعلم الجميع أن هناك أمرا خطيرا قد حدث

وكان لسان الجميع يقول :

!!ماذا حدث بالمدينة ؟

وعندما دخل يرفأ خيمة أبي عبيدة

.. أخبره أن خليفة المسلمين قد توفى منذ فترة قصيرة

و أنه قد أوصى أن يكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة من بعده

.. و سلمه خطاب بعد ذلك من الخليفة الجديد .. و قد ورد فيه

" سلام عليك

.. فأني أحمد الله اليك الذي لا إله إلا هو .. أما بعد

فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد توفى

.. فإنا لله و إنا إليه راجعون

و قد بلغنا حصاركم لأهل دمشق ..

.. و قد وليتك جماعة الناس

فابثث سراياك في نواحي أرض حمص و دمشق و ما سواها من أرض الشام

و انظر في ذلك برأيك و رأي من حضرك من المسلمين ..

و من استغنيت عنه فسيره ..

.. ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه

.. وليكن فيمن تحتبس خالد بن الوليد .. فإنه لا غنى بك عنه "

و بعد أن فرغ أبو عبيدة من قراءة الخطاب

.. سكت و لم يعلق على ما ورد به

فقد كانت هناك الكثير من الأخبار الشديدة به

فقد توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه و تولى عمر الخلافة من بعده ..

و كان من أول أوامره أن يعزل خالد بن الوليد

و يولي أبي عبيدة قيادة الجيش بالشام بدلا منه ...

فظل أبو عبيدة على هذه الحالة لفترة قصيرة .. ثم أمر بإحضار معاذ بن جبل

... فلما آتى معاذ .. دعاه أبو عبيدة لقراءة الخطاب

فكان أول ما سأل عنه معاذ بعد أن انتهى من قراءة الخطاب

عن هوية الخليفة الجديد

.. فأخبره يرفأ انه عمر

.. فارتاح معاذ و قال

"الحمدلله .. وفقوا و أصابوا"

فقال لهم يرفأ ان عمر يريد أن يعرف أخبار خالد بن الوليد

و يزيد بن أبي سفيان و عمرو بن العاص

و أن يعرف علاقتهم بالمسلمين

فأشاد كلاهما بخالد و قالوا عنه أنه خير أمير

.. شديد الشفقة على أهل الإسلام

و أشد الناس على أعدائهم ..

.. كما أشادوا بيزيد و عمرو ايضا

فانصرف يرفأ بعد أن تسلم خطابا منهما إلى أمير المؤمنين

يدعونه فيه إلى إتقاء الله في قرارته و أن يعدل بين الناس دائما و دعوا له بالتوفيق فيما هو آت ..

و بعد انصراف يرفأ ..

.. قال أبو عبيدة لمعاذ

.. ان عمر لم يكتب لهم بأن يعلنوا خبر وفاة أبو بكر رضي الله عنه للناس ..

و اخبره انه لا يريد أن يذكر ذلك إلا بأمر صريح منه

.. فوافقه معاذ و كتما الأمر بالفعل

.. و لم يعلم أحد من المسلمين بما دار في خيمته

أسباب عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش

و هو القائد المنتصر

الذي أذاق إمبراطورية الفرس ويلات الحرب بجيش قليل العدد

واستطاع في بضعة شهور أن يهزمهم في كل معركة خاضها

و ها هو الآن ينتصر للمسلمين على الروم في أشد المعارك

.. كان أمرا تناقش فيه الباحثون كثيرا على مدار التاريخ و اختلف فيه الكتاب

فالبعض حاول أن يذهب هذا العزل للخلاف القديم بين عمر و خالد رضي الله عنهما

... ففي خلال إنتصارات خالد بن الوليد المتتالية

.. كان هناك بعض التصرفات التي كان دائما عمر يعترض عليها

و كان يرى أنه لابد على أبو بكر رضي الله عنه أن يعزل خالد بسببها

و ظهر ذلك الأمر بوضوح خلال حروب الردة

.. عندما اعترض عمر بن الخطاب على مقتل مالك بن نويرة

و زواج خالد بعدها من امرأته

و قد تحدثت عن ذلك بالتفصيل بعد الإستعانة بأكثر من 14 مصدر

في حلقة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة

و أوضحت كيف اختلفت الروايات عما حدث وقتها

و كيف رأى خالد أن مالك كان مرتدا وتطاول على الرسول عليه الصلاة والسلام و يستحق العقاب

كما أوضحت كيف تم نقل الموقف بعدها إلى عمر بن الخطاب

و الذي تبنى الرأي الذي قال أن خالد قد أخطأ

و لكن أبا بكر رفض أن يعزل خالد بعد أن استجوبه

واستمع لما حدث من وجهة نظره و اقتنع به

و أمر عمر أن يمسك لسانه عن خالد عندئذ

و تكرر اعتراض عمر على خالد

بعد خروج خالد متخفيا من الجيش بعد معركة الفراض

و اتجاهه للمدينة حتى يقيم شعائر الحج دون أن يبلغ الخليفة

حتى ولو كان مطمئنا لسلامة الجيش

.. ولكن أبا بكر اكتفى بتوبيخ خالد و قال لعمر

" ما كنت لأشيم سيفا سله الله على الكافرين "

ولعل من أكثر الأمور التي اعترض عليها عمر

هو توزيع خالد للمكافآت السخية على أبطال المعارك دون استشارة أبي بكر

و لم يكن عمر ليقبل بذلك الأمر في ولايته بأي شكل .

كل تلك الأمور أشار بعض الكتاب انها قد تكون السبب في أن يكون عزل خالد

هو من اول قرارات عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة

و لكنني أرى أن من أهم الاسباب الرئيسية لعزله عن قيادة الجيش

هو الاختلاف الكبير بين شخصيات خالد و عمر رضي الله عنهما ..

فخالد كقائد في الميدان .. كان يحب أن يكون له حرية التصرف في مختلف الأمور

.. ولقد شاهدناه يفعل ذلك كثيرا خلال خلافة أبي بكر الصديق

.. فهو يخرج من الحيرة لنجدة عياض بن غنم في دومة الجندل ..

ثم يخرج من العراق للحج و يعود سريعا لينضم للجيش العائد إلى الحيرة دون علم الخليفة

.. و سيقوم بعد ذلك بتوحيد كل الجيوش التي أرسلها الخليفة مستقلة في معركة اليرموك

وقد أوضح خالد ذلك الأمر جيدا خلال حروب الردة

عندما اعترض البعض على التوجه نحو قبيلة بني تميم

ظنا منهم أن الخليفة لم يأمر بذلك

.. فقد قال لهم عندئذ أنه إن رأى فرصة فيها خير للمسلمين

فلابد عليه من انتهازها بدلا من أن يضيع الوقت في مراسلة الخليفة و انتظار رده

فتكون الفرصة قد ضاعت عليهم

و ربما كان ذلك يتوافق مع شخصية أبي بكر في الحكم الحليمة اللينة

و التي كانت تنظر دائما للنتائج في نهاية الأمر ..

.. ولكن شخصية عمر في الحكم و الإدارة كانت مختلفة تماما

فقد كان عمر يحب أن يتم ارجاع جميع الأمور له في كل تصرف

.. وسيتضح لنا ذلك في أوامره لسعد بن أبي وقاص في فتح العراق

و أوامره لابي عبيدة في الشام في الحلقات القادمة ..

و لذلك فكانت طبيعة عمر بن الخطاب و خالد بن الوليد رضي الله عنهما لا تتفقان

.. حتى ولو كان كل منهما على أعلى مستوى الكفاءة في عملهما و حرصهما على الدين

.. فإذا كان الوالي الكبير خُلقه يميل إلى اللين ..

.. فلابد ان يكون خلق نائبه يميل إلى الشدة

اما اذا كان الوالي يميل إلى الشدة .. فلابد لنائبه أن يميل إلى اللين

حتى تستقيم الأمور

.. و هذا بالفعل ما تحقق خلال ولاية أبي بكر ذو الطبع اللين

و لم يكن ليتحقق في ولاية عمر ذو الطبع الشديد و الصارم

خاصة في وجود شخصية خالد الشديدة على رأس الجيش

كما أن هناك امرا اخرا في غاية الأهمية أشار إليه الشيخ الكبير محمد بن سيرين

.. فقد ورد عنه أن عمر بن الخطاب قد أراد عزل خالد بن الوليد

حتى لا تتعلق قلوب المسلمين به بسبب كثرة انتصاراته وخبرته الحربية ..

.. فقد خشى أن يؤدي ذلك التعلق إلى الفتنة و ضعف التوكل على الله سبحانه و تعالى ..

.. فأراد أن يبين للناس أن الانتصارات تأتي بفضل الله و ليس بفضل أحد من عباده .

... و قد أكد عمر رضي الله عنه بالفعل ذلك

عندما قام بإرسال رسالة إلى كل الولاة بعد استكمال الفتوحات

و أشار انه عزل خالد لأنه خشى على المسلمين من الفتنة

ففي نهاية الأمر نستطيع أن نستنتج أن أمر عزل عمر لخالد رضي الله عنهما

كان يريد به مصلحة المسلمين في دينهم و دنياهم

و لم يكن بسبب مشاعر بغض او للعقاب على أفعاله ..

و قد أوضح ذلك بالفعل في خطابه لأبي عبيدة

عندما أكد عليه أن يستعين بخالد في حصاره لدمشق

لأن لا غنى له عنه

و وضح ذلك في اللقاء العظيم و مشاعر الود بين عمر و خالد

عندما عاد للمدينة و معانقتهما لبعضهما البعض

قبل وفاة خالد بن الوليد بعدة سنوات

على كل حال .. وصلت الأنباء لأمير المؤمنين

بأن ابا عبيدة قد تباطأ في تنفيذ أمر عزل خالد بن الوليد

فكتب إليه خطاب آخر و حثه على أن لا يستحي من تنفيذ الحق

و أمره بتولي قيادة الجيوش بدلا منه ...

و يبدو أن الأنباء قد وصلت إلى خالد بن الوليد ..

.. فقد ذهب إلى خيمة أبي عبيدة وقال له

يغفر الله لك

.. أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلم تعلمني

!! وانت تصلي خلفي والسلطان سلطانك

: فقال له أبو عبيدة

ما كنت لأكسر عليك حربك

حتى ينقضي ذلك كله ثم كنت أعلمك إن شاءالله ...

و ما سلطان الدنيا أريد

وما للدنيا أعمل ..

و إنما نحن إخوان و قوام بأمر الله عز و جل ..

ثم أعطى خطاب عمر إلى خالد بن الوليد

و كان ذلك في تقدير المؤرخين

في اليوم السادس و العشرين من رجب في العام الثالث عشر هجريا .. ( 25 سبتمبر 634 )

كل تلك الأحداث كانت تدور في سلطان المسلمين

بينما كان الفرس و الروم يعملون جاهدين لطرد المسلمين من العراق و الشام

ففي الثالث و العشرين من شعبان وقعت معركة الجسر بالعراق

و استشهد الألاف من المسلمين

و جرح آلاف أخرون

في الإنتصار الأول و الوحيد للفرس على المسلمين

.. أما على الناحية الآخرى

.. فقد جاء جيش جديد للروم يبلغ 10 آلاف مقاتل من أنطاكية كمدد لأهل دمشق

.. وساروا حتى وصلوا إلى مدينة بعلبك

.. و هناك علموا بإنتصار المسلمين في موقعة مرج الصفر

فكاتبوا هرقل ليشير عليهم بالتصرف السليم ..

.. كما أرسل الروم و حلفائهم من عرب الغساسنة في جنوب الشام

خطابا إلى هرقل ايضا ليخبروه أنهم اتحدوا معا

ضد هجمات لواء شرحبيل بن حسنة عليهم و يطلبون منه المدد لمحاربته ..

فكان الوضع عصيبا على المسلمين في كل الجبهات

و كان من الواضح

أن هناك إشتباكات قادمة

... ستغير شكل المنطقة بالكامل

عزل خالد بن الوليد | ما السبب الحقيقي وراء عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد ؟!! و (معركة مرج الصفر) Isolation of Khalid bin Al-Walid What is the real reason behind Omar bin Al-Khattab’s dismissal of Khaled bin Al-Walid?!! And (the Battle of Marj al-Safar) Halid bin Velid'in Tecridi | Umar bin Al-Hattab'ın Halid bin Al-Walid'i görevden almasının arkasındaki gerçek sebep nedir?!! ve (Marj As-Safar Savaşı)

بعد أن انتهى خالد رضي الله عنه من مطاردة الفلول الهاربة في معركة أجنادين After Khaled (may Allah be pleased with him) was done chasing the fugitive remnants of the battle of Ajnadayn,

.. و بعد أن خرج الرسول الخاص به نحو المدينة and after his messenger went out to Madinah

لإبلاغ الخليفة بأنباء الإنتصار to inform the Caliph of the news of victory,

... أصدر قائد المسلمين الأوامر للجيش بالتحرك فورا نحو مدينة دمشق لحصارها the Muslims' leader ordered the army to move immediately towards Damascus to besiege it...

الطريق الذي اتخذه خالد نحو دمشق The route taken by Khaled towards Damascus

لم يتم ذكره في المصادر القديمة was not mentioned in the old sources.

.. ولكن أقرب التوقعات تُشير إلى أن الجيوش الإسلامية كانت تتحرك على الطرق الخارجية But expectations indicate that Islamic armies used to move along external roads ...

أي أنها بعد معركة أجنادين This means that, after the battle of Ajnadayn,

.. لم تتعمق في فلسطين نحو الأردن they did not deepen into Palestine towards Jordan,

.. و إنما عادت من جديد نحو الجنوب و دارت حول جنوب البحر الميت but rather returned southward and turned around the south of the Dead Sea

لتسير على الطريق الذي يقع إلى الشرق منه نحو الشمال to march through the road east of it towards the north.

.. فالتعمق في وسط فلسطين كان أمرا في غاية الخطورة في ذلك الوقت Going deeper into the center of Palestine was very dangerous at the time.

.. فلو فعلت ذلك If they had done that,

كان لابد عليها أن تعبر من أجنادين إلى بيت المقدس they would have to cross from Ajnadayn to Jerusalem

ثم إلى وادي نهر الأردن حتى تصل إلى دمشق . and then to the Jordan River Valley until they reach Damascus..

.. أو كانت ستأخذ طريق الرملة إلى اللد و منها إلى دمشق Or they would have taken Ramla road to Lod and then to Damascus.

وبكل تأكيد فقد كان المسلمون لم يضموا بعد بيت المقدس Certainly, Muslims had not yet annexed Jerusalem

المقدس ولم تكن هناك لهم سيطرة على الرملة التي كانت تعتبر حاضرة فلسطين في ذلك الوقت and had no control over Ramla, which was considered the capital of Palestine at that time...

كما أنهم لن يعبروا خلال ذلك الطريق الوعر بين المدينتين Nor would they cross through that unpaved road between the two cities,

اللتين كانتا تحت سيطرة الروم which were under Roman control,

فيعرضوا نفسهم للهلاك و الهجوم من عدة جهات exposing themselves to danger and attack from several directions...

و لذلك كان الطريق الذي اتخذه المسلمون في المجئ Therefore, the route taken by Muslims to come

هو أنسب الطرق للعودة من جديد was the most suitable way to get back again.

و على هذا الأساس .. انطلق خالد بن الوليد مع المسلمين نحو دمشق من جديد On this basis, Khaled ibn Al-Waleed set off with the Muslims towards Damascus again.

وصل خالد بن الوليد و بقية جيش المسلمين إلى دمشق Khaled ibn Al-Waleed and the rest of the Muslim army arrived in Damascus

و بدأووا في إقامة الحصار عليها and started to establish a siege on it.

فنزل خالد عند الباب الشرقي للمدينة كما فعل في المرة السابقة Khaled went to the eastern gate of the city, as he did last time,

و حاصر أبو عبيدة باب الجابية .. and Abu Ubaida besieged Al-Jabiya gate.

.. بينما حاصر عمرو بن العاص و يزيد بن أبي سفيان While Amr Ibn al-Aas and Yazid Ibn Abi Sufyan

بعض من الأبواب الآخرى .. besieged some of the other gates..

أما بالنسبة لشرحبيل بن حسنة As for Shurahbil ibn Hasna,

فقد تركه خالد بن الوليد مقيما في أسفل الشام بجهة الأردن Khaled ibn Al-Waleed had left him at the bottom of the Levant towards Jordan

لمراقبة الأوضاع من تلك الجهة وليكون حماية لمؤخرة الجيوش الإسلامية to watch the situation from that side and to be a protection for the rear of the Muslim armies...

و استمر الحال على ذلك الوضع بضعة أيام This situation remained for a few days,

والمسلمون يحاصرون المدينة و أهل المدينة يرمون عليهم الحجارة و السهام . Muslims besieging the city and its people throwing stones and arrows at them.

وبينما كان الجميع مستغرقا في خطة لإجبار المدينة على الإستسلام While everyone was thinking of a plan to force the city to surrender,

وصلت الأنباء إلى خالد بن الوليد بإقتراب جيش كبير من الروم نحوهم news reached Khaled ibn Al-Waleed that a large Roman army was approaching them.

ففي خلال الفترة التي تلت معركة أجنادين In the period following the battle of Ajnadayn,

.. كان هرقل ملك الروم في شدة الغضب Hercules, king of the Romans, was in a state of rage

و يعمل جاهدا من أجل تجميع جيوش جديدة لسحق المسلمين و رد الهزيمة and worked hard to assemble new armies to destroy the Muslims and avenge the defeat...

و استطاع بالفعل تجميع عدد كبير من الجيوش في حمص ... He was actually able to assemble a large number of armies in Homs

و أمرها بالتوجه نحو دمشق لإغاثة أهلها and ordered them to go towards Damascus to help its people ...

ولم تتجه تلك القوة مباشرة إلى دمشق .. That force did not go directly to Damascus,

بل فضلت أن تسير عبر الطرق الداخلية للشام كما فعل الروم من قبل but they preferred to march through the internal roads of the Levant, as the Romans had done before,

لتجميع أكبر قدر ممكن من الرجال في طريقها to gather as many men as possible on their way

و لتفاجئ المسلمين في وقت غير متوقع كذلك and to surprise the Muslims at an unexpected time..

.. فساروا عبر مدينة بعلبك والتفوا حول بحيرة طبرية, So, they marched through Baalbek city and turned around Lake Tiberias,

و من هناك توجهوا نحو مدينة مرج الصفر where they headed towards the city of Marj Al-Saffar,

و التي تقع على بعد 38 كيلومترا جنوب دمشق located 38 kilometers south of Damascus.

ولكن كانت عيون المسلمين منتشرة و واعية لما يحدث حولها But the Muslim spies were spread and aware of what was happening around them...

... فلما آتى جواسيس المسلمين و أخبروا خالد رضي الله عنه بالتطورات الجديدة للأحداث When the Muslim spies went to tell Khaled (may Allah be pleased with him) about the new events,

قرر فورا أن يأخذ الجيوش الإسلامية من حول أسوار المدينة he immediately decided to take the Muslim armies from around the city gates

و يتجه لملاقاتهم في مدينة مرج الصفر قبل أن يصلوا لهم في دمشق and go to meet them in the city of Marj Al-Saffar before they reached them in Damascus..

و لم يترك سوى لواء عمرو بن العاص حول أسوار المدينة He only left the brigade of Amr ibn al-Aas around the city

و أخذ معه ألوية أبي عبيدة و يزيد و انطلقوا في الحال and took the brigades of Abu Ubaida and Yazid with him and set off immediately.

قوة جيش الروم في مرج الصفر قٌدرت ب 10 آلاف مقاتل The Roman army's force in Marj al-Saffar was estimated at 10,000 fighters...

... فقد خرج من حمص حوالي خمسة آلاف About 5,000 people had gone out from Homs

و انضم لهم في الطريق حوالي خمسة آلاف آخرون and about another 5,000 joined them on their way from the garrisons of Homs and others..

... و لذلك عندما وصل خالد بن الوليد و رأي تلك القوات Therefore, when Khaled ibn Al-Waleed arrived and saw those forces,

... أمر بتنظيم الصفوف مثل معركة أجنادين .. ولكن مع اختلاف بسيط he ordered the organization of the ranks like in the battle of Ajnadayn but with a slight difference..

... فقد جعل على الميمنة معاذ بن جبل مثل يوم أجنادين He placed Moaz ibn Jabal on the right side like on the day of Ajnadayn,

ولكنه جعل قيادة الميسرة هذه المرة لهاشم بن عتبة but this time he placed Hashim ibn Utba as the leader of the left side.

و ولى قيادة الفرسان لسعيد بن زيد He assigned the leadership of the knights to Saed ibn Zaid

و قيادة المشاة لأبي عبيدة and the infantry to Abu Ubaida.

و بعدما اطمئن لإصطفاف الجميع After he made sure that everyone was lined up,

تقدم خالد حتى الصف الأول ليلقي الخطبة على الجنود و يثير حماستهم Khaled advanced to the first row to give the soldiers a speech and excite them.

... ولكنه قبل أن يبدأ الكلام But before he started talking,

.. تفاجأ بهجوم شرس من الجنود البيزنطيين على امتداد الجبهة كلها ... he was surprised by a fierce attack by the Byzantine soldiers along the entire front...

كان سعيد بن زيد يقف مع جماعة من الفرسان في الميمنة Saed ibn Zaid was standing with a group of knights in the right side,

يثير حماستهم و يشجعهم على الإستبسال في القتال .. arousing their enthusiasm and encouraging them to be ambiguous in fighting,

عندما فاجأ الروم الجميع و انقضوا على جيش المسلمين سريعا when the Romans surprised everyone and attacked the Muslim army.

.. و قد كان هجومهم عنيفا بحق Their attack was very violent..

فاهتزت صفوف المسلمين نتيجة لهجوم الروم الكاسح The Muslims' ranks were disturbed as a result of the violent Roman attack

و سقط العديد من الرجال وسط الجيش and many men fell among the army..

و استطاع سعيد بن زيد أن يصمد أمام ذلك الإندفاع الشرس Saed ibn Zaid managed to withstand that fierce attack

و نازل الروم جيدا و استمات مع فرسانه في القتال and he fought the Romans and was desperate in fighting with his knights...

... و شيئا فشئ بدأت صفوف المسلمين تتحرك تحت الضغط الشديد The Muslim ranks gradually started to move under extreme pressure,

حتى أصبح القتال يدور على شاطئ نهر عليه طاحونة ... until combat became on the shore of a river with a mill...

... و بسبب شدة القتال و ازدياد عدد القتلى من الجانبين Because of the intensity of the fighting and the increase in the number of deaths from both sides,

امتزجت الدماء بالمياه و طحنت بها الطاحونة blood mixed with water and was crushed by the mill.

... فصاح قادة المسلمين و على رأسهم خالد بن الوليد في الجنود The Muslim leaders, led by Khaled ibn Al-Waleed, shouted at the soldiers

و حثوهم على الإقدام و الإستماتة في القتال and urged them to advance and be desperate in fighting.

و بالفعل انقلبت دفة المعركة بعد وقت قصير نتيجة لإندفاع المسلمين الشرس Indeed, the battle shortly turned over due to the fierce Muslims' rush..

وبدأ الروم في التراجع نحو معسكرهم و المسلمون يزيدون الضربات عليهم حتى وصلوا إلى المعسكر The Romans began to retreat towards their camp while the Muslims increased their strikes until they reached the camp..

فدب الهرج و المرج وصف صفوف الجيش البيزنطي و بدأ الجميع في الفرار Chaos spread among the Byzantine army's ranks and everyone started to flee..

فمنهم من هرب نحو دمشق و منهم من رجع إلى حمص و منهم من فر نحو بيت المقدس Some of them fled towards Damascus, others returned to Homs while some of them fled towards Jerusalem.

فانتهت بذلك معركة مرج الصفر بإنتصار جديد لقوات المسلمين بقيادة خالد بن الوليد So, the battle of Marj al-Saffar ended with a new victory for the Muslim forces led by Khaled ibn Al-Waleed...

انتهى القتال في ساحة مرج الصفر بإنتصار المسلمين على الروم Combat in Marj al-Saffar ended with the victory of Muslims over the Romans,

و لكنه كان انتصارا مليئا بالخسائر الجسيمة .. but it was mixed with severe losses..

فقد جرح من المسلمين حوالي أربعة آلاف مقاتل نتيجة لهجوم الروم الكاسح خاصة في بداية المعركة About 4000 Muslim fighters were injured as a result of the violent Roman attack, especially at the beginning of the battle,

و استشهد حوالي 500 آخرون and about 500 others martyred...

أما بالنسبة لجيش الروم As for the Roman army,

فقد سقط منهم حوالي 500 قتيل و وقع في الأسر مثلهم about 500 of them were killed and a similar number was captured,

بينما فرت البقية للجهات التي ذكرناها من قبل ... while the rest fled to the areas that we mentioned earlier...

بعد انتهاء المعركة .. عاد المسلمون من جديد إلى مدينة دمشق و زادوا من الحصارعليها After the battle was over, Muslims returned to Damascus and increased the besiege on it.

و كانوا في نفس الترتيب فنزل خالد على الباب الشرقي They were in the same order, so Khaled stayed at the eastern gate,

و نزل أبو عبيدة على باب الجابية و حاصر يزيد و عمرو بن العاص بعض من الأبواب الآخرى Abu Ubaida was at al-Jabiya gate, and Yazid and Amr ibn Al-Aas surrounded some of the other gates.

و في خلال تلك الأحداث ... كان هناك أمر شديد يحدث في المدينة Meanwhile, a serious event was taking place in Madinah.

فخليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه The Caliph of the Muslims, Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him)

كان يعاني من حُمى شديدة بسبب إغتساله في يوم بارد بالمدينة قبل 3 أسابيع .. was suffering from a severe fever due to taking a shower on a cold day in Madinah 3 weeks earlier..

فلازم فراشه و أوصى أن يُصلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالناس بدلا منه So he stayed in bed and recommended that Omar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with him) lead the people in prayers instead of him..

و بالفعل و بعد 4 أيام فقط من معركة مرج الصفر .. Indeed, and only 4 days after the battle of Marj Al-Saffar,

توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه Abu Bakr al-Siddiq Khattab (may Allah be pleased with him) died.

و كانت اخر كلماته : رب توفني مسلما و ألحقني بالصالحين His last words were "Allah, let me die as a Muslim and let me follow the righteous"

بعد أسبوعين من وفاة الصديق رضي الله عنه .. Two weeks after the death of al-Siddiq (may Allah be pleased with him),

تفاجأ المسلمون عند باب الجابية بقدوم يرفأ مولى عمر بن الخطاب إليهم Muslims at al-Jabiya gate were surprised by the arrival of Yarfaa, Omar ibn al-Khattab's messenger, to them..

.. و اندهشوا عندما وجدوه يتجه مباشرة إلى خيمة أبي عبيدة بن الجراح And were surprised when they found him heading directly to Abu Ubaida ibn al-Jarrah's tent

بدلا من أن يتجه إلى خالد بن الوليد عند الباب الشرقي instead of heading to Khaled ibn Al-Waleed at the eastern gate..

فعلم الجميع أن هناك أمرا خطيرا قد حدث Everyone knew that a dangerous matter had happened

وكان لسان الجميع يقول : and everyone was wondering,

!!ماذا حدث بالمدينة ؟ “What happened in Madinah?!”

وعندما دخل يرفأ خيمة أبي عبيدة When Yarfaa entered Abu Ubaida's tent,

.. أخبره أن خليفة المسلمين قد توفى منذ فترة قصيرة he told him that the Caliph of the Muslims died a short time earlier

و أنه قد أوصى أن يكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة من بعده and that he had recommended that Omar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with him) be the caliph after him..

.. و سلمه خطاب بعد ذلك من الخليفة الجديد .. و قد ورد فيه He then handed him a message from the new caliph which stated:

" سلام عليك “Al-sallamu Alaikum.

.. فأني أحمد الله اليك الذي لا إله إلا هو .. أما بعد I thank Allah, who there is no god but Him..

فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد توفى Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) has died.

.. فإنا لله و إنا إليه راجعون We belong to Allah and to him we shall return...

و قد بلغنا حصاركم لأهل دمشق .. And we knew about your siege to the people of Damascus.

.. و قد وليتك جماعة الناس I have assigned you as a leader to the people.

فابثث سراياك في نواحي أرض حمص و دمشق و ما سواها من أرض الشام So, spread your companies in the areas of Homs and Damascus and other lands of the Levant.

و انظر في ذلك برأيك و رأي من حضرك من المسلمين .. And think about that in your opinion and the opinion of the Muslims with you.

و من استغنيت عنه فسيره .. Leave whoever you do not need

.. ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه and keep who you need in your siege.

.. وليكن فيمن تحتبس خالد بن الوليد .. فإنه لا غنى بك عنه " Keep Khaled ibn Al-Waleed with those you maintain as he is indispensable."

و بعد أن فرغ أبو عبيدة من قراءة الخطاب When Abu Ubaida finished reading the message,

.. سكت و لم يعلق على ما ورد به he remained silent and did not comment.

فقد كانت هناك الكثير من الأخبار الشديدة به There were many news in it..

فقد توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه و تولى عمر الخلافة من بعده .. Abu Bakr al-Siddiq (may Allah be pleased with him) had died, and Omar took over the caliphate after him..

و كان من أول أوامره أن يعزل خالد بن الوليد One of his first orders was to dismiss Khaled ibn Al-Waleed from leadership

و يولي أبي عبيدة قيادة الجيش بالشام بدلا منه ... and to assign the army's command in the Levant to Abu Ubaida instead...

فظل أبو عبيدة على هذه الحالة لفترة قصيرة .. ثم أمر بإحضار معاذ بن جبل Abu Ubaida remained in this state for a short while.. Then, he ordered to bring Moaz ibn Jabal.

... فلما آتى معاذ .. دعاه أبو عبيدة لقراءة الخطاب When Moaz came, Abu Ubaida let him read the message.

فكان أول ما سأل عنه معاذ بعد أن انتهى من قراءة الخطاب The first thing Moaz asked about after he finished reading the message

عن هوية الخليفة الجديد was the identity of the new caliph..

.. فأخبره يرفأ انه عمر Yarfaa told him that he was Omar,

.. فارتاح معاذ و قال so Moaz was relieved and said,

"الحمدلله .. وفقوا و أصابوا" "Thank Allah.. They chose correctly."

فقال لهم يرفأ ان عمر يريد أن يعرف أخبار خالد بن الوليد Yarfaa told them that Omar wanted to know the news of Khaled ibn Al-Waleed,

و يزيد بن أبي سفيان و عمرو بن العاص Yazid ibn Abi Sufyan and Amr Ibn al-Aas

و أن يعرف علاقتهم بالمسلمين and to know their relationship with Muslims.

فأشاد كلاهما بخالد و قالوا عنه أنه خير أمير They both praised Khaled and said that he was the best prince,

.. شديد الشفقة على أهل الإسلام as he was kind with the people of Islam

و أشد الناس على أعدائهم .. and tough with their enemies.

.. كما أشادوا بيزيد و عمرو ايضا They also praised Yazid and Amr.

فانصرف يرفأ بعد أن تسلم خطابا منهما إلى أمير المؤمنين Yarfaa left after taking a message from them to the muslim caliphate

يدعونه فيه إلى إتقاء الله في قرارته و أن يعدل بين الناس دائما و دعوا له بالتوفيق فيما هو آت .. asking him to fear Allah in his decisions and to always be fair with people and prayed for him to succeed.

و بعد انصراف يرفأ .. After Yarfaa left,

.. قال أبو عبيدة لمعاذ Abu Ubaida told Moaz

.. ان عمر لم يكتب لهم بأن يعلنوا خبر وفاة أبو بكر رضي الله عنه للناس .. that Omar did not write to them to announce the news of Abu Bakr's death (may Allah be pleased with him)

و اخبره انه لا يريد أن يذكر ذلك إلا بأمر صريح منه and told him that he did not want to mention it until he received an explicit order from him..

.. فوافقه معاذ و كتما الأمر بالفعل Moaz agreed and they kept the secret

.. و لم يعلم أحد من المسلمين بما دار في خيمته and none of the Muslims knew what had happened in his tent..

أسباب عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش The reasons for Khaled ibn al-Waleed's isolation from the army command,

و هو القائد المنتصر although he was the victorious leader

الذي أذاق إمبراطورية الفرس ويلات الحرب بجيش قليل العدد who had caused the Persian Empire many losses in war with only a small army

واستطاع في بضعة شهور أن يهزمهم في كل معركة خاضها and was able in a few months to defeat them in every battle fought

و ها هو الآن ينتصر للمسلمين على الروم في أشد المعارك and was now helping Muslims gain victory over the Romans in the greatest battles,

.. كان أمرا تناقش فيه الباحثون كثيرا على مدار التاريخ و اختلف فيه الكتاب was something that the researchers discussed a lot throughout history and historians differed about it.

فالبعض حاول أن يذهب هذا العزل للخلاف القديم بين عمر و خالد رضي الله عنهما Some tried to refer this dismissal to the old dispute between Omar and Khaled (may Allah be pleased with them)...

... ففي خلال إنتصارات خالد بن الوليد المتتالية During Khaled ibn Al-Waleed's successive victories,

.. كان هناك بعض التصرفات التي كان دائما عمر يعترض عليها there were some behaviors that Omar always objected to,

و كان يرى أنه لابد على أبو بكر رضي الله عنه أن يعزل خالد بسببها and he thought that Abu Bakr (may Allah be pleased with him) should dismiss Khaled from leadership because of them.

و ظهر ذلك الأمر بوضوح خلال حروب الردة This matter was clear during the apostasy wars,

.. عندما اعترض عمر بن الخطاب على مقتل مالك بن نويرة when Omar ibn Al-Khattab objected to the killing of Malik ibn Nuwayrah

و زواج خالد بعدها من امرأته and the subsequent marriage of Khaled to his wife..

و قد تحدثت عن ذلك بالتفصيل بعد الإستعانة بأكثر من 14 مصدر I have talked about that in detail after referring to more than 14 sources

في حلقة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة in the episode of Khaled ibn Al-Waleed with Malik ibn Nuwayrah

و أوضحت كيف اختلفت الروايات عما حدث وقتها and explained how the narrations differed about what had happened at that time

و كيف رأى خالد أن مالك كان مرتدا وتطاول على الرسول عليه الصلاة والسلام و يستحق العقاب and how Khaled saw that Malik was apostate who had attacked the Prophet (peace be upon him) and deserved punishment.

كما أوضحت كيف تم نقل الموقف بعدها إلى عمر بن الخطاب I also explained how the situation was then conveyed to Omar Ibn Al-Khattab,

و الذي تبنى الرأي الذي قال أن خالد قد أخطأ who adopted the opinion that Khaled had made a mistake..

و لكن أبا بكر رفض أن يعزل خالد بعد أن استجوبه But Abu Bakr refused to isolate Khaled after he questioned him

واستمع لما حدث من وجهة نظره و اقتنع به and listened to what had happened from his point of view and was convinced of it

و أمر عمر أن يمسك لسانه عن خالد عندئذ and he ordered Omar not to blame Khaled then.

و تكرر اعتراض عمر على خالد Omar repeatedly objected to Khaled

بعد خروج خالد متخفيا من الجيش بعد معركة الفراض after Khaled had left the army in disguise after the battle of Al-Farad

و اتجاهه للمدينة حتى يقيم شعائر الحج دون أن يبلغ الخليفة and headed to Madinah to perform Hajj without informing the Caliph

حتى ولو كان مطمئنا لسلامة الجيش even if he was assured of the army's safety.

.. ولكن أبا بكر اكتفى بتوبيخ خالد و قال لعمر But Abu Bakr only reprimanded Khaled and said to Omar,

" ما كنت لأشيم سيفا سله الله على الكافرين " "I would not remove a sword - meaning Khalid - that Allah directed against the disbelievers."

ولعل من أكثر الأمور التي اعترض عليها عمر Perhaps one of the most things Omar had objected to

هو توزيع خالد للمكافآت السخية على أبطال المعارك دون استشارة أبي بكر was Khaled's distribution of generous rewards to the heroes of the battles without consulting Abu Bakr,

و لم يكن عمر ليقبل بذلك الأمر في ولايته بأي شكل . and Omar would not have accepted this in his ruling in any way.

كل تلك الأمور أشار بعض الكتاب انها قد تكون السبب في أن يكون عزل خالد Some writers suggested that all of these things might be the reason why Khaled's dismissal

هو من اول قرارات عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة was one of the first decisions made by Omar Ibn Al-Khattab when he took over the caliphate..

و لكنني أرى أن من أهم الاسباب الرئيسية لعزله عن قيادة الجيش But I think that one of the most important reasons for his dismissal from the army's leadership

هو الاختلاف الكبير بين شخصيات خالد و عمر رضي الله عنهما .. is the great difference between Khaled and Omar's characters (may Allah be pleased with them)..

فخالد كقائد في الميدان .. كان يحب أن يكون له حرية التصرف في مختلف الأمور Khalid, as a leader in the battlefield, liked to have the freedom to take action in various matters..

.. ولقد شاهدناه يفعل ذلك كثيرا خلال خلافة أبي بكر الصديق We mentioned many situations in which he had done that during Abu Bakr al-Siddiq's caliphate..

.. فهو يخرج من الحيرة لنجدة عياض بن غنم في دومة الجندل .. He went out of al-Hira to help Iyad ibn Ghanm in Doumat al-Jandal ..

ثم يخرج من العراق للحج و يعود سريعا لينضم للجيش العائد إلى الحيرة دون علم الخليفة He also left Iraq for Hajj and returned quickly to join the army returning to al-Hira without the caliph's knowledge..

.. و سيقوم بعد ذلك بتوحيد كل الجيوش التي أرسلها الخليفة مستقلة في معركة اليرموك He will afterwards unite all the independent armies sent by the caliph in the battle of al-Yarmouk..

وقد أوضح خالد ذلك الأمر جيدا خلال حروب الردة Khaled made this matter clear during the apostasy wars

عندما اعترض البعض على التوجه نحو قبيلة بني تميم when some objected to going towards Bani Tamim tribe,

ظنا منهم أن الخليفة لم يأمر بذلك thinking that the Caliph did not order that.

.. فقد قال لهم عندئذ أنه إن رأى فرصة فيها خير للمسلمين He then told them that if he saw a good opportunity for Muslims,

فلابد عليه من انتهازها بدلا من أن يضيع الوقت في مراسلة الخليفة و انتظار رده he should take advantage of it instead of wasting time writing to the Caliph and waiting for his reply,

فتكون الفرصة قد ضاعت عليهم so they would lose the opportunity.

و ربما كان ذلك يتوافق مع شخصية أبي بكر في الحكم الحليمة اللينة Perhaps this harmonized with Abu Bakr's character in his kind decisions,

و التي كانت تنظر دائما للنتائج في نهاية الأمر .. which always looked forward to the results in the end..

.. ولكن شخصية عمر في الحكم و الإدارة كانت مختلفة تماما But Omar's personality in judgement and management was completely different..

فقد كان عمر يحب أن يتم ارجاع جميع الأمور له في كل تصرف Omar liked everything to be returned to him in each action taken..

.. وسيتضح لنا ذلك في أوامره لسعد بن أبي وقاص في فتح العراق This will be clear to us in his orders to Saad ibn Abi Waqas in annexing Iraq

و أوامره لابي عبيدة في الشام في الحلقات القادمة .. and his orders to Abu Ubaida in Damascus in the coming episodes..

و لذلك فكانت طبيعة عمر بن الخطاب و خالد بن الوليد رضي الله عنهما لا تتفقان Therefore, the personality of Omar Ibn Al-Khattab and Khaled ibn Al-Waleed (may Allah be pleased with them) was not consistent,

.. حتى ولو كان كل منهما على أعلى مستوى الكفاءة في عملهما و حرصهما على الدين even if each of them was at the highest level of competence in his work and his concern for religion..

.. فإذا كان الوالي الكبير خُلقه يميل إلى اللين .. If the great ruler tends to kindness,

.. فلابد ان يكون خلق نائبه يميل إلى الشدة then his deputy should tend to toughness..

اما اذا كان الوالي يميل إلى الشدة .. فلابد لنائبه أن يميل إلى اللين While, if the ruler tends to be tough, his deputy must be kind

حتى تستقيم الأمور to balance situations..

.. و هذا بالفعل ما تحقق خلال ولاية أبي بكر ذو الطبع اللين That was actually achieved during the ruling of Abu Bakr, who was of a kind temper.

و لم يكن ليتحقق في ولاية عمر ذو الطبع الشديد و الصارم However, it would not have been achieved in Omar's ruling, who was of a strict temper,

خاصة في وجود شخصية خالد الشديدة على رأس الجيش especially in the presence of Khaled's strong personality at the head of the army..

كما أن هناك امرا اخرا في غاية الأهمية أشار إليه الشيخ الكبير محمد بن سيرين Also, there is another important thing that Sheikh Mohammed ibn Sereen referred to..

.. فقد ورد عنه أن عمر بن الخطاب قد أراد عزل خالد بن الوليد He stated that Omar ibn Al-Khattab wanted to dismiss Khaled ibn Al-Waleed

حتى لا تتعلق قلوب المسلمين به بسبب كثرة انتصاراته وخبرته الحربية .. so that the Muslims' hearts would not attach to him because of his several victories and his war experience..

.. فقد خشى أن يؤدي ذلك التعلق إلى الفتنة و ضعف التوكل على الله سبحانه و تعالى .. He feared that this attachment would lead to sedition and weak trust in Allah Almighty..

.. فأراد أن يبين للناس أن الانتصارات تأتي بفضل الله و ليس بفضل أحد من عباده . He wanted to show people that victories were achieved by Allah's will and not by any one else...

... و قد أكد عمر رضي الله عنه بالفعل ذلك Omar (may Allah be pleased with him) actually confirmed this

عندما قام بإرسال رسالة إلى كل الولاة بعد استكمال الفتوحات when he sent a message to all governors after completing the annexations

و أشار انه عزل خالد لأنه خشى على المسلمين من الفتنة and pointed out that Khaled's isolation was because he feared for Muslims from sedition...

ففي نهاية الأمر نستطيع أن نستنتج أن أمر عزل عمر لخالد رضي الله عنهما Eventually, we can conclude that Omar's order to dismiss Khaled (may Allah be pleased with them)

كان يريد به مصلحة المسلمين في دينهم و دنياهم was intended for the interest of Muslims in their religion and lives,

و لم يكن بسبب مشاعر بغض او للعقاب على أفعاله .. and it was not because of feelings of hatred or as a punishment for his actions..

و قد أوضح ذلك بالفعل في خطابه لأبي عبيدة He showed that in his message to Abu Ubaida

عندما أكد عليه أن يستعين بخالد في حصاره لدمشق when he ordered him to ask for Khaled's help in his siege of Damascus

لأن لا غنى له عنه as he was indispensable...

و وضح ذلك في اللقاء العظيم و مشاعر الود بين عمر و خالد He also showed that in the great meeting and the feelings of friendliness between Omar and Khaled

عندما عاد للمدينة و معانقتهما لبعضهما البعض when he returned to Madinah as they hugged each other, several years

قبل وفاة خالد بن الوليد بعدة سنوات before Khaled ibn Al-Waleed's death...

على كل حال .. وصلت الأنباء لأمير المؤمنين Anyways, news reached the new Caliph

بأن ابا عبيدة قد تباطأ في تنفيذ أمر عزل خالد بن الوليد that Abu Ubaida has lingered in executing the order of dismissal of Khaled ibn Al-Waleed..

فكتب إليه خطاب آخر و حثه على أن لا يستحي من تنفيذ الحق He wrote him another message urging him not to be ashamed of implementing the right

و أمره بتولي قيادة الجيوش بدلا منه ... and ordered him to take over the armies' leadership...

و يبدو أن الأنباء قد وصلت إلى خالد بن الوليد .. It seems that news had reached Khaled ibn Al-Waleed

.. فقد ذهب إلى خيمة أبي عبيدة وقال له as he went to Abu Ubaida's tent and said:

يغفر الله لك “May Allah forgive you.

.. أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلم تعلمني You received the Prince of believers' message to become the leader and you did not inform me.

!! وانت تصلي خلفي والسلطان سلطانك You were praying behind me while the authority was yours!!”

: فقال له أبو عبيدة Abu Ubaida told him:

ما كنت لأكسر عليك حربك “I did not want to break your war

حتى ينقضي ذلك كله ثم كنت أعلمك إن شاءالله ... until it was over then I would tell you...

و ما سلطان الدنيا أريد I do not want life's authority

وما للدنيا أعمل .. and I do not seek this life.

و إنما نحن إخوان و قوام بأمر الله عز و جل .. We are brothers and we are here by Allah's command.”

ثم أعطى خطاب عمر إلى خالد بن الوليد Then he gave Omar's message to Khaled bin Alwaleed,

و كان ذلك في تقدير المؤرخين which was estimated by historians to be

في اليوم السادس و العشرين من رجب في العام الثالث عشر هجريا .. ( 25 سبتمبر 634 ) on the 26th of Rajab, in the 13th Hijri year. (September 25, 634 A.D.)

كل تلك الأحداث كانت تدور في سلطان المسلمين All these events were taking place in the Muslims' authority,

بينما كان الفرس و الروم يعملون جاهدين لطرد المسلمين من العراق و الشام while the Persians and Romans were working hard to expel Muslims from Iraq and the Levant...

ففي الثالث و العشرين من شعبان وقعت معركة الجسر بالعراق On the 23rd of Shaaban, the battle of al-Jisr took place in Iraq,

و استشهد الألاف من المسلمين where thousands of Muslims were martyred,

و جرح آلاف أخرون and other thousands were injured,

في الإنتصار الأول و الوحيد للفرس على المسلمين in the first and only Persian victory over the Muslims.

.. أما على الناحية الآخرى On the other hand,

.. فقد جاء جيش جديد للروم يبلغ 10 آلاف مقاتل من أنطاكية كمدد لأهل دمشق a new army reached the Romans from Antioch, which consisted of 10,000 fighters, as a supply to the people of Damascus..

.. وساروا حتى وصلوا إلى مدينة بعلبك They marched until they reached Baalbek city

.. و هناك علموا بإنتصار المسلمين في موقعة مرج الصفر where they knew about the Muslims' victory in the battle of Marj Al-Saffar,

فكاتبوا هرقل ليشير عليهم بالتصرف السليم .. so they wrote a message to Hercules to advise them with the right action..

.. كما أرسل الروم و حلفائهم من عرب الغساسنة في جنوب الشام The Romans and their allies from the Ghassanid Arabs in the south of the Levant also sent a message

خطابا إلى هرقل ايضا ليخبروه أنهم اتحدوا معا to Hercules to tell him that they had united together

ضد هجمات لواء شرحبيل بن حسنة عليهم و يطلبون منه المدد لمحاربته .. against the attacks of Shurahbil ibn Hasna's brigade and asked him for supplies to fight him.

فكان الوضع عصيبا على المسلمين في كل الجبهات So the situation was difficult for Muslims on all fronts..

و كان من الواضح It was obvious

أن هناك إشتباكات قادمة that there were upcoming clashes

... ستغير شكل المنطقة بالكامل that would change the situation of the entire region...