U9 CH28 L5 - Focus On Reading - 28.71

**الصحافة البیئیة.. الحیاة ثمنا لكشف الحقیقة**

رغم المخاطر الكبیرة التي تتعرض لھا البیئة في البلدان العربیة المضطربة نتیجة الحروب والصراعات العسكریة تغیب قضایا البیئة عن الصحافة المحلیة تحدیدا. ومع حمایة القوانین في المنطقة للصحفیین البیئیین لكن ھذا النوع من الصحافة نادرا ما تجدھا في وسائل الإعلام. وتكاد أن تكون الصحافة البیئیة منقرضة، وغالبا ما تستمد وسائل الاعلام المحلیة تلك المواضیع النادرة المتعلقة بالبیئة من الوكالات الأجنبیة والدولیة. ویصطدم الصحفیون البیئیون في أماكن تتلاشى فیھا سیادة القانون، بشركات تھتم أولا وأخیرا بمنفعتھا، وتكون في معظم الأحیان مملوكة من قبل السلطات أو حلفائھا من الأجانب، بالإضافة إلى شبكة واسعة من المصالح المشتركة المھددة للبیئة. وعندما تنتبھ السلطات والشركات لما یفعلھ الصحفیون تقوم برصدھم وتھدیدھم، وأحیانا قد یكلفھ الأمر (الصحفي) حیاتھ، كما وصرحت لجنة حمایة الصحفیین أن ١٣ صحفیا قتلوا أثناء تغطیتھم قصص بیئیة مھمة. ویقول الصحافي العراقي منھل الكلاك، إن "ضعف الصحافة البیئیة المتخصصة في العراق تساھم بشكل غیر مباشر على تزاید المخاطر البیئیة." ویعتبر الكلاك ھذا الموضوع "مشكلة كبیرة مرتبطة بضعف الصحافة المتخصصة في بلادنا بشكل عام." وواقعا، غالبا ما تھتم الصحف العراقیة بالأحداث السیاسیة والأمنیة وتكرس لھا المراسلون والمحررون بینما یتم اللجوء إلى الانترنت لتغطیة مواضیع بقیة الصفحات المتخصصة الداخلیة، بحسب الصحفي العراقي. ویتابع "فضلا عن ذلك، فأن المؤسسات الإعلامیة لا تعیر اھتمامھا لھذه الناحیة (البیئة) كونھا لیست أولویة بالنسبة للمتلقي، فالفساد وضعف الاقتصاد یأخذ حیز الأخبار الأوفر في كل المؤسسات لأنھا مغیبة تماما بالنسبة للشعب من ناحیة الحقوق." ورغم اعتماد الأمم المتحدة یوم نوفمبر باعتباره الیوم الدولي لمنع استخدام البیئة في الحروب والصراعات العسكریة، حیث ترى المنظمة الدولیة حمایة البیئة البشریة مسألة رئیسیة تؤثر في رفاه الشعوب والتنمیة الاقتصادیة في كل أنحاء العالم، لكن حمایة البیئة لا تعتبر أولویة في حالة الحروب حتى الیوم.