U9 CH28 L2 - Focus On Reading 4 - 28.34

إن ما مّر على العراق من حرب ترك آثارا لا یمكن تجاھلھا مثل تلوث الھواء والتربة والمیاه ولم تعد الأراضي الزراعیة صالحة للإنتاج، كما لم تعد الكثیر من النساء العراقیات قادرات على الإنجاب خاصة وأن الكثیر من الدراسات كشفت أن نسبة الإشعاع مازالت عالیة بین العراقیین. وتضاعف عدد الإصابات السرطانیة وظھرت حالات غریبة لم تكن معروفة قبل عام ١٩٩١، مثل سرطان الثدي لدى الفتیات دون الثانیة عشر عاما، وسرطان العظام لدى الأطفال الصغار، وسرطان المجاري البولیة لدى المراھقین، والأورام السرطانیة في المجاري التنفسیة لدى الأطفال الرضع، إلى جانب ارتفاع عال في الإصابة باللوكیمیا واللمفوما وسرطان العظم، وتسجیل إصابات في عمر مبكر بشكل مناقض للمعاییر الدولیة. وتشیر دراسة نشرتھا وكالة “رابتلي” الروسیة للأنباء إلى أن محافظة البصرة في جنوب العراق تعاني أزمة بیئیة كبیرة نتیجة ما عاشته من معارك وحروب كثیرة بدءا من الحرب العراقیة الإیرانیة، مرورا بحرب الخلیج الأولى، وصولا إلى الاحتلال الأمیركي وما أعقبه. ویشیر الباحثون إلى أن قطع الحدید ومخلفات الحرب المنتشرة في المدینة تتجاوز الآلاف من الأطنان، وتبیّن أن نسبة التلوث فاقت ١٣٠ بالمئة. وبینت الإحصائیات الصادرة من مستشفى الإشعاع والطب الذري في بغداد ان نحو ثلثي المصابین بالسرطان في العراق ھم من المناطق المحیطة بمدینة البصرة، جنوب البلاد. وتسجل مستشفیات البصرة النسبة الأعلى للإصابات بالأورام السرطانیة والتشوھات الخلقیة بین الأطفال حدیثي الولادة من بین باقي مستشفیات البلاد. الحرب أتى على الأخضر والیابس، حیث لم تقتصر نتائج حصار التسعینات ثم الغزو الأمیركي في ٢٠٠٣، على الحرب وما جاءت بھ، فقد أثرت الحرب أیضا على الأشجار والمیاه والحیاة الزراعیة والصحیة للعراقیین.