×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

شرح القصيدة اللامية, شرح القصيدة اللامية 1 || من هو ابن تيمية؟ وما أسباب ظهور البدع، وافتراق الأمة؟

شرح القصيدة اللامية 1 || من هو ابن تيمية؟ وما أسباب ظهور البدع، وافتراق الأمة؟

يَاسائلي َعن مَذهبي و َعقيدتي

رزق الهدى من للهداية يسأل

اسمع كلام محقق في قوله

لا ينثني عنه ولا يتبدل

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أما بعد

إن لعلم التوحيد منزلة عظيمة

فتوحيد الله تعالى هو أول واجب على المكلّف

بلْ هو أول ما يدخل به الإنسان إلى الإسلام

ونحن في هذه المجالس العلمية

سنشرح منظومة مختصرة نافعة في علم التوحيد

وهي منظومة من البحر الكامل

منسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

وعدد أبياتها ستة عشر بيتا

وتسمى اللامية

لأن أواخر ابياتها تنتهي بحرف اللام

وهذه المنظومة تضمنت

بعض ما يجب إعتقاده في المسائل المتعلقة بأصول الدين

وقد قلت منسوبة لابن تيمية

لأن بعض أهل العلم شككوا في

صحة نسبة هذه المنظومة لابن تيمية

وحجتهم أن من تكلم عن شيخ الإسلام -رحمه الله- وترجم له

لم يذكر هذه المنظومة من جملة مؤلفاته

بينما هناك فريق من العلماء

نسبها إلى شيخ الإسلام ابن تيمية

فقد وجدت هذه المنظومة مخطوطة

بين رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية

فيوجد قبلها رسالة لشيخ الإسلام

وبعدها رسالة

وكتب على بعضها

عقيدة ابن تيمية

ولذلك قالوا : اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية

ومن العلماء الذين نسبوها لابن تيمية

أبو البركات خير الدين الآلوسي

والشيخ أحمد بن عبدالله المرداوي الحنبلي

وشرحها في مصنف منفرد

والشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع

والشيخ محمد خليل الهرّاس

والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي وغيرهم

ثم هذه المنظومة تشبه في ترتيبها

طربقة شيخ الإسلام ابن تيمية في ترتيبه للعقيدة الواسطية

عمومًا !! .. الكلام الموجود في هذه المنظومة كلامٌ حقّ

سواءً كانت المنظومة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، أم لغيره

ومادام الكلام حقًا فلطالب العلم

أن يعتني بهذه المنظومة

فهي منظومة طيبة على اختصارها

اشتملت على عدة مسائل عقدية

تكلم الناظم أولا على مسألة حب الصحابة وأهل البيت

ثم ذكر عقيدة السلف في القرآن والصفات

والرؤية والنزول والميزان والحوض والصراط

والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه والحساب

جزاهم الله تعالى خيرًا

والآن وقفة مع صاحب المنظومة

ومن منّا لا يعرف أبا العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني -رحمه الله-

فقد أثنى عليه كثير من الأئمة والعلماء

حتى لقبوه بشيخ الإسلام

قال عنه الحافظ المزّي : " ما رأيت مثل ابن تيمية

ولا رأى هو مثل نفسه

ولا رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ

ولا أتبع لهما من ابن تيمية"

وقال ابن سيد الناس الشافعي :

كان ابن تيمية إذا تكلم في التفسير

فهو حامل رايته

أو أفتى في الفقه

فهو مدرك غايته

أو ذاكر بالحديث

فهو صاحب علمه وروايته

أو حاضر بالملل والنحل

لم يرَ أوسع منه في ذلك

وقال الحافظ الذهبي : موضحًا سعة اطلاع ابن تيمية في الحديث يقول:

يصدق أن يقال كلّ حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث

يا الله !!

ولقد أنصفه بهاء الدين السبكي حيث قال :

"ما يبغض ابن تيمية إلاّ جاهل أو صاحب هوى "

فالجاهل لا يدري ما يقول

وصاحب الهوى يصدّه هواه ؛عن الحق بعد معرفته له

ولقد خلّف ابن تيمية مكتبة علمية ضخمة

حيث زادت مؤلفاته عن ٥٠٠ مصنّف

ما بين رسالة صغيرة؛ كالواسطية والتدمرية والحموية

ومجلدات عظيمة؛ كمنهاج السنة النبوية

ودرء تعارض العقل والنقل ، ونقض المنطق والرد على المنطقيين

ومصنفاته في مختلف العلوم وشتى الفنون

وكانت وفاته -رحمه الله- في السجن

ولمّا ماتَ كانت جنازته مهيبةً عظيمة

وأقل ما قيل في عدد المشيعين له خمسون ألف نفس

رحمه الله تعالى

أيها الأحبة ثبت في الحديث الصحيح

أن النبي ﷺ قال :"إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة

وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة

وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقه

كلّها في النار إلاّ واحدة"

قال الصحابة من هيَ يا رسول الله

قال النبي ﷺ :"من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"

فالجماعة الناجية هي جماعة العقيدة والمنهج

جماعة التزمت بما كان عليه النبي ﷺ

وصحابته -عليهم الرضوان أجمعين-

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

في أمور الاعتقاد وأصول الدين

فمن أراد النجاة فهذا طريق النجاة

طريق النبي ﷺ والصحابة الكرام

وهذا الحديث علامة من علامات النبوّة

حيث أخبر فيه النبي ﷺ بأمرٍ غيبيّ

وقد حصل افتراق الأمة إلى فرق كثيرة

بعد وفاة النبي ﷺ فوقع كما أخبر

ودَعونا على عُجالة نستعرضُ أسباب ظهور البدعِ

وانقسام الأمة إلى فرق وطوائف

السبب الأول : الغُلُوّ

فقد ظهرت ظاهرة الغلو في طوائف متعددة

وأول هذه الطوائف هي الخوارج

حيث غَلَوْا في آيات الوعيد

وأعملوها على الناس جميعًا

بل أدّى بهم الغلو

إلى أن حملوا سيوفهم على أصحاب النبي ﷺ

وكفّروهم وقاتلوهم

وقابلتهم طائفة أخرى

وهيَ طائفة الرافضة

فغلوا غلوًا آخر في آل بيت النبي ﷺ

فبسبب مقتل الإمام الحسين -رضي الله عنه-

قويَ تيار ذلك الغلوّ أكثر فأكثر

السبب الثاني : تعريب كتب الفلاسفة واليونان

الخليفة العباسي المأمون كان مولعا بحب الكتب وهوى بجمعها

فأندفع يعرّب الكتب اليونانية

خاصةً بعد توسّع الفتوحات الإسلامية

وكانت هذه الكتب ،كتب فلسفة ومنطق

تقدّس العقل وتعظّم العقل ولا تؤمن بدين

وهذه الكتب اليونانية الفلسفية ما دخلت على أهل دين سماويٍّ

إلاّ أفسدت دينهم

فلمّا تمت ترجمة هذه الكتب إلى اللغة العربية

قام المعتزلة بنصرها ونشرها

وتدريس قواعدها وتأصيلها

مما أدى ذلك إلى تأثر المسلمين بفلسفة اليونان

والتنظير والتقعيد لكثير من المسائل

وفق طريقتهم وأسلوبهم العقليّ

وليس وفق منهج الصحابة -رضوان الله عليهم-

فحصل الانحراف العظيم في الأمة

السبب الثالث : تقديم العقل على النقل

في القضايا الشرعية

من أهم أسباب انقسام الأمة وظهور الضلال

تقديس العقل

وتقديم العقل على نصوص القرآن والسنة

في القضايا الشرعية وخاصة في الأمور ( الغيبيات )

أيها الأحبة الأمور الغيبية وصفات الله تعالى لا يمكن أن يكون

العقل فيها هو الحكم

ولعلي أضرب مثالاً على ذلك

أسماء الله تعالى الحُسنى وصفاته العُلا ثابتة

في الكتاب والسنة

أتت فرقة ضالة اسمها ( الجهميّة )

وأخذوا يؤسسون قواعد منحرفة

ظاهرها الاستدلال بالعقل

لكنها في الحقيقة تقديس للعقل وإبطال للنصوص الشرعية

حيث قالوا : الله تعالى ليس بجسم

هذه المقدمة الأولى

وقالوا الصفات لا تقوم إلاّ بالأجسام

وهذه المقدمة الثانية

ثمّ وصلوا إلى النّتيجة ؛ الله تعالى ليست له صفات أبدًا

نعم

بهذه الطريقة أنكروا صفات الله تعالى كلّها

وحرّفوا معاني الآيات والأحاديث

الله تعالى يقول :{وهو السميع البصير}

ويقول: {وهو العزيز الحكيم}

ويقول :{بل يداه مبسوطتان}

إلى غير ذلك من الصفات

هم يقولون لا نثبت الصفات لله تعالى أبدًا

لماذا ؟!

لأن عقولهم القاصرة لا تتصور أن تقوم الصفات بالله تعالى

وقالوا بأنّ إثبات الصفات لله تعالى

يلزم منها تشبيه الله تعالى بالمخلوقين

وبالتالي علينا أن ننكر هذه الصفات

أمّا أهل السنة والجماعة فيقولون :

"الأسماء والصفات التي وردت في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة

يجب علينا أن نؤمن بها

ونثبتها لله تعالى

من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل "

هذا هو الواجب علينا أن نسير على ضوئه

لنكون متمسكين بكتاب الله تعالى

وسنة رسوله ﷺ بفهم سلف الأمة

يذكر عن إسحاق بن راهويه

هوَ عالم خراسان

أنه ناظر أحد الجهمية في مجلس عبدالله بن طاهر

فسأله الأمير عن نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا

فسرد هذا العالم الأدلة على إثبات هذه الصفة لله تعالى

فغضب هذا الجهمي المبتدع

وهو ممن ينكر صفات الله تعالى

فقال : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء

ينكر نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول :

كفرت بربٍ ينزل من سماء إلى سماء

فقال الإمام : ابن راهويه

" وأنا آمنت بربٍ يفعل ما يشاء"

ومع شرح هذه المنظومة

سيتضح لنا كثير من هذه القضايا ، بإذن الله تعالى

نلتقيكم غدًا بإذن الله تعالى

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هذا اعتقاد الشافعي ومالك

وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق

وإن ابتعدت فما عليك معوّل


شرح القصيدة اللامية 1 || من هو ابن تيمية؟ وما أسباب ظهور البدع، وافتراق الأمة؟ Explanation of the Lamaic poem 1 || Who is Ibn Taymiyyah? What are the reasons for the emergence of heresies, and the separation of the nation?

يَاسائلي َعن مَذهبي و َعقيدتي Ask me about my sect and creed

رزق الهدى من للهداية يسأل The livelihood of guidance is asked for guidance

اسمع كلام محقق في قوله Listen to the investigator's words

لا ينثني عنه ولا يتبدل It does not bend and does not change

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أما بعد Praise be to God, Lord of the worlds, and prayers and peace be upon the most honorable of all creation, as for what follows

إن لعلم التوحيد منزلة عظيمة

فتوحيد الله تعالى هو أول واجب على المكلّف The monotheism of God Almighty is the first duty of the taxpayer

بلْ هو أول ما يدخل به الإنسان إلى الإسلام Rather, it is the first thing a person enters into Islam

ونحن في هذه المجالس العلمية

سنشرح منظومة مختصرة نافعة في علم التوحيد We will explain a useful brief system in monotheism

وهي منظومة من البحر الكامل

منسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- Attributed to Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah - may God have mercy on him -

وعدد أبياتها ستة عشر بيتا The number of its verses is sixteen

وتسمى اللامية

لأن أواخر ابياتها تنتهي بحرف اللام

وهذه المنظومة تضمنت

بعض ما يجب إعتقاده في المسائل المتعلقة بأصول الدين Some of what must be believed in matters related to the origins of religion

وقد قلت منسوبة لابن تيمية

لأن بعض أهل العلم شككوا في Because some scholars doubted me

صحة نسبة هذه المنظومة لابن تيمية The validity of the ratio of this system to Ibn Taymiyyah

وحجتهم أن من تكلم عن شيخ الإسلام -رحمه الله- وترجم له And their argument is that whoever spoke about the Sheikh of Islam - may God have mercy on him - translated for him

لم يذكر هذه المنظومة من جملة مؤلفاته He did not mention this system among his books

بينما هناك فريق من العلماء While there is a team of scientists

نسبها إلى شيخ الإسلام ابن تيمية

فقد وجدت هذه المنظومة مخطوطة I found this system manuscript

بين رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية

فيوجد قبلها رسالة لشيخ الإسلام

وبعدها رسالة

وكتب على بعضها He wrote on some of them

عقيدة ابن تيمية

ولذلك قالوا : اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية Therefore, they said: The lameness of Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

ومن العلماء الذين نسبوها لابن تيمية

أبو البركات خير الدين الآلوسي Abu al-Barakat Khair al-Din al-Alusi

والشيخ أحمد بن عبدالله المرداوي الحنبلي

وشرحها في مصنف منفرد and explained in a single workbook

والشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع And Sheikh Mohammed bin Abdulaziz Al Mana

والشيخ محمد خليل الهرّاس

والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي وغيرهم

ثم هذه المنظومة تشبه في ترتيبها Then this system is similar in its arrangement

طربقة شيخ الإسلام ابن تيمية في ترتيبه للعقيدة الواسطية Tarbaqa Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah in his arrangement of the Wasitian faith

عمومًا !! .. الكلام الموجود في هذه المنظومة كلامٌ حقّ

سواءً كانت المنظومة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، أم لغيره Whether the system is for Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah, or for someone else

ومادام الكلام حقًا فلطالب العلم

أن يعتني بهذه المنظومة to take care of this system

فهي منظومة طيبة على اختصارها It's a good system to keep it short

اشتملت على عدة مسائل عقدية It involved several legal issues

تكلم الناظم أولا على مسألة حب الصحابة وأهل البيت Al-Nazim first spoke on the issue of love for the Companions and Ahl al-Bayt

ثم ذكر عقيدة السلف في القرآن والصفات

والرؤية والنزول والميزان والحوض والصراط

والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه والحساب

جزاهم الله تعالى خيرًا May God Almighty reward them

والآن وقفة مع صاحب المنظومة And now pause with the owner of the system

ومن منّا لا يعرف أبا العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني -رحمه الله- And who among us does not know Abu al-Abbas Ahmad bin Abdul Halim bin Taymiyyah al-Harrani - may God have mercy on him -

فقد أثنى عليه كثير من الأئمة والعلماء Many imams and scholars praised him

حتى لقبوه بشيخ الإسلام They even called him the Sheikh of Islam

قال عنه الحافظ المزّي : " ما رأيت مثل ابن تيمية

ولا رأى هو مثل نفسه Nor did he see himself

ولا رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ

ولا أتبع لهما من ابن تيمية" I do not follow them from Ibn Taymiyyah.

وقال ابن سيد الناس الشافعي :

كان ابن تيمية إذا تكلم في التفسير

فهو حامل رايته

أو أفتى في الفقه Or a fatwa in jurisprudence

فهو مدرك غايته He knows his purpose

أو ذاكر بالحديث Or remember speaking

فهو صاحب علمه وروايته He is the owner of his knowledge and his narration

أو حاضر بالملل والنحل Or present bored and bees

لم يرَ أوسع منه في ذلك He did not see more than that

وقال الحافظ الذهبي : موضحًا سعة اطلاع ابن تيمية في الحديث يقول: Al-Hafiz al-Dhahabi said, explaining Ibn Taymiyyah’s extensive knowledge of the hadith, he says:

يصدق أن يقال كلّ حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث

يا الله !!

ولقد أنصفه بهاء الدين السبكي حيث قال : Bahaa al-Din al-Subki did justice to him when he said:

"ما يبغض ابن تيمية إلاّ جاهل أو صاحب هوى "

فالجاهل لا يدري ما يقول The ignorant does not know what to say

وصاحب الهوى يصدّه هواه ؛عن الحق بعد معرفته له And the owner of desires, his desires keep him away from the truth after knowing it

ولقد خلّف ابن تيمية مكتبة علمية ضخمة Ibn Taymiyyah left a huge scientific library

حيث زادت مؤلفاته عن ٥٠٠ مصنّف Where his writings exceeded 500 classified

ما بين رسالة صغيرة؛ كالواسطية والتدمرية والحموية

ومجلدات عظيمة؛ كمنهاج السنة النبوية

ودرء تعارض العقل والنقل ، ونقض المنطق والرد على المنطقيين

ومصنفاته في مختلف العلوم وشتى الفنون And his works in various sciences and various arts

وكانت وفاته -رحمه الله- في السجن And his death - may God have mercy on him - was in prison

ولمّا ماتَ كانت جنازته مهيبةً عظيمة

وأقل ما قيل في عدد المشيعين له خمسون ألف نفس The least that was said about the number of mourners is fifty thousand souls

رحمه الله تعالى

أيها الأحبة ثبت في الحديث الصحيح Beloved, it is proven in the authentic hadeeth

أن النبي ﷺ قال :"إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة The Prophet, peace be upon him, said: “The Jews split into seventy-one sects

وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة

وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقه And this nation will split into seventy-three sects

كلّها في النار إلاّ واحدة"

قال الصحابة من هيَ يا رسول الله

قال النبي ﷺ :"من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" The Prophet, peace and blessings of Allah be upon him, said: “He who follows what I and my companions follow.”

فالجماعة الناجية هي جماعة العقيدة والمنهج The surviving group is the group of belief and methodology

جماعة التزمت بما كان عليه النبي ﷺ A group that adhered to what the Prophet, peace and blessings be upon him, was

وصحابته -عليهم الرضوان أجمعين-

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

في أمور الاعتقاد وأصول الدين

فمن أراد النجاة فهذا طريق النجاة

طريق النبي ﷺ والصحابة الكرام

وهذا الحديث علامة من علامات النبوّة

حيث أخبر فيه النبي ﷺ بأمرٍ غيبيّ Where the Prophet, peace be upon him, told an unseen matter

وقد حصل افتراق الأمة إلى فرق كثيرة

بعد وفاة النبي ﷺ فوقع كما أخبر After the death of the Prophet, peace be upon him, he fell as he was told

ودَعونا على عُجالة نستعرضُ أسباب ظهور البدعِ Let us quickly review the reasons for the emergence of heresies

وانقسام الأمة إلى فرق وطوائف The division of the nation into teams and sects

السبب الأول : الغُلُوّ

فقد ظهرت ظاهرة الغلو في طوائف متعددة The phenomenon of extremism has appeared in multiple sects

وأول هذه الطوائف هي الخوارج

حيث غَلَوْا في آيات الوعيد

وأعملوها على الناس جميعًا And do it to all people

بل أدّى بهم الغلو Rather, he led them to hyperbole

إلى أن حملوا سيوفهم على أصحاب النبي ﷺ Until they carried their swords against the companions of the Prophet, peace be upon him

وكفّروهم وقاتلوهم

وقابلتهم طائفة أخرى Another group met them

وهيَ طائفة الرافضة

فغلوا غلوًا آخر في آل بيت النبي ﷺ So they went to extremes against the family of the Prophet, may God bless him and grant him peace

فبسبب مقتل الإمام الحسين -رضي الله عنه- Because of the killing of Imam Hussein - may God be pleased with him -

قويَ تيار ذلك الغلوّ أكثر فأكثر The current of that hyperbole strengthened more and more

السبب الثاني : تعريب كتب الفلاسفة واليونان The second reason: Arabization of the books of philosophers and Greece

الخليفة العباسي المأمون كان مولعا بحب الكتب وهوى بجمعها The Abbasid caliph al-Ma'mun was fond of books and loved collecting them

فأندفع يعرّب الكتب اليونانية So he rushed to Arabize the Greek books

خاصةً بعد توسّع الفتوحات الإسلامية

وكانت هذه الكتب ،كتب فلسفة ومنطق

تقدّس العقل وتعظّم العقل ولا تؤمن بدين Sanctify the mind and magnify the mind and do not believe in religion

وهذه الكتب اليونانية الفلسفية ما دخلت على أهل دين سماويٍّ

إلاّ أفسدت دينهم Except I spoiled their religion

فلمّا تمت ترجمة هذه الكتب إلى اللغة العربية When these books were translated into Arabic

قام المعتزلة بنصرها ونشرها The Mu'tazila supported it and published it

وتدريس قواعدها وتأصيلها And teaching its rules and rooting

مما أدى ذلك إلى تأثر المسلمين بفلسفة اليونان This led to the influence of Muslims on the philosophy of Greece

والتنظير والتقعيد لكثير من المسائل Endoscopy and Tqdid for many issues

وفق طريقتهم وأسلوبهم العقليّ According to their way and mental style

وليس وفق منهج الصحابة -رضوان الله عليهم- And not according to the methodology of the Companions - may God be pleased with them -

فحصل الانحراف العظيم في الأمة The great deviation occurred in the nation

السبب الثالث : تقديم العقل على النقل

في القضايا الشرعية

من أهم أسباب انقسام الأمة وظهور الضلال One of the most important reasons for the division of the nation and the emergence of misguidance

تقديس العقل Sanctification of the mind

وتقديم العقل على نصوص القرآن والسنة

في القضايا الشرعية وخاصة في الأمور ( الغيبيات ) In legal issues, especially in matters of the Occult.

أيها الأحبة الأمور الغيبية وصفات الله تعالى لا يمكن أن يكون Beloved, the unseen things and attributes of God Almighty cannot be

العقل فيها هو الحكم

ولعلي أضرب مثالاً على ذلك I may give an example of that

أسماء الله تعالى الحُسنى وصفاته العُلا ثابتة The Most Beautiful Names of God Almighty and His Exalted Attributes are fixed

في الكتاب والسنة

أتت فرقة ضالة اسمها ( الجهميّة ) A deviant sect named (Jahmiyyah) has come.

وأخذوا يؤسسون قواعد منحرفة And they established perverted rules

ظاهرها الاستدلال بالعقل Apparently reasoning

لكنها في الحقيقة تقديس للعقل وإبطال للنصوص الشرعية

حيث قالوا : الله تعالى ليس بجسم Where they said: God Almighty is not a body

هذه المقدمة الأولى

وقالوا الصفات لا تقوم إلاّ بالأجسام And they said that attributes only exist in bodies

وهذه المقدمة الثانية

ثمّ وصلوا إلى النّتيجة ؛ الله تعالى ليست له صفات أبدًا Then they reached the conclusion; God Almighty has no attributes ever

نعم

بهذه الطريقة أنكروا صفات الله تعالى كلّها

وحرّفوا معاني الآيات والأحاديث They distorted the meanings of verses and hadiths

الله تعالى يقول :{وهو السميع البصير}

ويقول: {وهو العزيز الحكيم}

ويقول :{بل يداه مبسوطتان}

إلى غير ذلك من الصفات

هم يقولون لا نثبت الصفات لله تعالى أبدًا They say we never prove the attributes of God Almighty

لماذا ؟!

لأن عقولهم القاصرة لا تتصور أن تقوم الصفات بالله تعالى Because their immature minds do not imagine that the attributes of God Almighty exist

وقالوا بأنّ إثبات الصفات لله تعالى And they said that proving the attributes of God Almighty

يلزم منها تشبيه الله تعالى بالمخلوقين It is necessary for them to liken God Almighty to the creatures

وبالتالي علينا أن ننكر هذه الصفات Thus we have to deny these attributes

أمّا أهل السنة والجماعة فيقولون :

"الأسماء والصفات التي وردت في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة The names and attributes mentioned in the Holy Qur’an or the authentic Sunnah

يجب علينا أن نؤمن بها

ونثبتها لله تعالى And prove it to God Almighty

من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل " without distortion, disruption, analogy, or representation.”

هذا هو الواجب علينا أن نسير على ضوئه

لنكون متمسكين بكتاب الله تعالى

وسنة رسوله ﷺ بفهم سلف الأمة

يذكر عن إسحاق بن راهويه It is mentioned on the authority of Ishaq bin Rahawayh

هوَ عالم خراسان

أنه ناظر أحد الجهمية في مجلس عبدالله بن طاهر He is the head of one of the Jahmiyyah in the council of Abdullah bin Taher

فسأله الأمير عن نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا

فسرد هذا العالم الأدلة على إثبات هذه الصفة لله تعالى So the world listed the evidence to prove this attribute of God Almighty

فغضب هذا الجهمي المبتدع

وهو ممن ينكر صفات الله تعالى

فقال : كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء He said: I disbelieved in a Lord who descends from heaven to heaven

ينكر نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول :

كفرت بربٍ ينزل من سماء إلى سماء

فقال الإمام : ابن راهويه

" وأنا آمنت بربٍ يفعل ما يشاء"

ومع شرح هذه المنظومة

سيتضح لنا كثير من هذه القضايا ، بإذن الله تعالى Many of these issues will become clear to us, God willing

نلتقيكم غدًا بإذن الله تعالى

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين And Praise be to Allah, the Lord of the Worlds

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هذا اعتقاد الشافعي ومالك

وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق

وإن ابتعدت فما عليك معوّل And if you move away, you don't have to pick