×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

سلسلة المرأة, رامبو ينقذ مسلمة! (2)

رامبو ينقذ مسلمة! (2)

دعونَا لَا نتعجَّلُ فِي رفضِ العرْضِ، بلْ نعطِهِمْ فُرصَةً ونسألُهُمْ:

يَا جيرانَ الهنَا -الرَّامبوهَاتُ- قبلَ ما تُنْقذُوا نساءنَا،

اسمحُوا لنَا أنْ نسأَلَكُمْ أربَعَةَ أسئِلَةٍ

تُبيِّنُ مدَى قدرَتِكُمْ علَى هذِهِ المَهَمَّةِ "الرَّامْبُوهيَّةِ"،

السُّؤَالُ الأوَّلُ: هلْ أنقذْتُمْ نسائَكُمْ أوَّلًا؟

هلْ أنقذْتُمُ الفتاةَ الجامعِيَّةَ الَّتِي تبيعُ عِرْضَهَا لمنْ يدفعُ قسطَهَا؟

والمرأةَ الَّتِي تتعرَّضُ للعنفِ فِي كلِّ مكانٍ وكلِّ وقتٍ

كمَا تقولُ منظَّمَةُ الاتِّحادِ الأورُوبِّيِّ؟

هل أنْقَذتُمْ نساءَكُمْ منَ التَّحرُّشِ

في وسائلِ المواصلاتِ، وفي المدارسِ والجامعاتِ،

وفي مكاتبِ العملِ، وعندَ الأطبَّاءِ...؟

هلْ أنقذتُمْ اللَّواتِي يُضطرَرْنَ للدَّعارَةِ -حسْبَ تعبيرِهِنَّ-

منْ قصورِ نظامِ الضَّمانِ الاجتمَاعِيِّ؟

هلْ أنقذتُمْ اللَّواتِي يُجبَرْنَ من صاحِبِ العمَلِ على اللِّبسِ المُخزِي ليكسَبَ أكثرَ؟

هل أنقذتُمْ النَّساءَ المضروباتِ بهمجِيَّةٍ

"Battered Women"

اللَّوَاتِي يشكِّلْنَ رُبْعَ مجتمعاتِكُمْ؟

هل أنقذتُمُ المرأةَ منَ التَّسليعِ الجنسِيِّ؟

هلْ أنقذتُمْ ضحايَا الاغتصَابِ

اللَّواتِي يُعانِينَ منْ آثارٍ مُدمِّرَةٍ -كمَا تنُصُّونَ أنتُمْ-؟

هلْ أنقذتُمْ ضحايَا الأُسَرِ المتهالِكَةِ،

والأطفالَ -ذكورًا وإناثًا- المشرَّدِينَ بلَا مأوىً والهَارِبينَ،

والَّذينَ وصلتْ أعدادُهُمُ المَلايينَ، والَّذينَ يستغلُّهُمْ تُجَّارُ الجنسِ؟

هلْ أنقذْتُمُ البناتِ المُجْهَضَاتِ بالملايِينِ،

والبناتِ المُلْقَيَاتِ في الصَّناديقِ الدَّافئَةِ؟

أَليْسَ نساءُ وفتيَاتُ بلادِكُمْ أَوْلَى بنخْوَتِكُمْ ونجدتِكُمْ ومساعداتِكُمْ ومِنَحِكُمْ،

يَا حضرَاتِ الرَّامبُوهاتِ؟

هذَا حاضرُكُمْ، عرضنَاهُ بإحصائِيَّاتِكُمْ

فهلْ هذَا هوَ النَّموذجُ النَّاجحُ فِي بلادِكُمْ،

فتريدونَ تصديرَهُ إلَى العالَمِ الإسلامِيِّ؟

يَعْنِي: نحنُ لَا نتكلَّمُ عنْ نتائِجَ مُتَوَقَّعةٍ

إذَا سارتِ المرأَةُ المُسلِمَةُ علَى خُطُوَاتِكُمْ،

لَا نتكلَّمُ عنْ تحليلَاتٍ، ولَا عنِ الماضِي السَّحيقِ

نتكلَّمُ عنْ واقعٍ قائمٍ ماثلٍ حيٍّ مُعَايَشٍ،

بأرقامِكُمْ وتقاريرِكُمْ

فهذَا السُّؤالُ الأوَّلُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

هلْ أنقذتُمْ نساءَكُمْ قبلَ أنْ تُنقذُوا نساءَنَا؟

السُّؤالُ الثَّانِي:

مَحْمُوئِين قَوِي -يا رَامبُوهَاتُ- علَى المرأةِ المُسلمةِ،

وجَايِين عَلَى بلادِنَا تُنقِذُوهَا

بِصراحةٍ، عاجِزِينَ عنِ الشُّكرِ؛

جزاكُمُ اللهُ على قدرِ نيَّاتِكُمْ... "على قدرِ نيَّاتِكُمْ"!

مُمْكِنٌ بَسْ قَبْلِ ما تِيجُوا للمرأَةِ فِي بلادِنَا

نمَيِّل بِيكُمْ قليلًا علَى نساءٍ مُسلِماتٍ أُخرياتٍ،

يِمكِنْ يكونُوا بحاجتِكُمْ أكثرَ

تخَلْصُوا -حضراتُكُمْ- إنقاذَهُمْ،

فإِذَا نجحْتُمْ، فتفضَّلُوا بعدين عندَنَا تستكمِلُوا مَهَمَّةَ الإنقاذِ

مُشْ حَتْكلِّمْ عن المُسلِماتِ في منطقتِنَا

اللَّواتِي تُهدَمُ عليهِنَّ بيوتُهُنَّ بقصفِ الطَّائراتِ بشكلٍ شبهِ يوميٍّ،

معَ إهمالِ الإعلامِ ولَا كأنَّهُمْ موجودِينَ

ولنْ أتكلَّمَ عنْ نساءِ الشِّيشانِ والبُوسنةِ والهرسكِ، وما فُعِل بـ(سربرنيتْشَا)،

واغتصابِ نسائِهَا في وجود قُوَّاتِ الأممِ المتَّحدَةِ،

والمواضيعِ التي مرَّ عليها عدَّةُ سنواتٍ... لا

ما دام إِنتُمْ محموئِين قَوِي علَى المرأةِ المُسلِمةِ وعايْزِين مصلحَتَهَا

نريدُ منكُمْ فقطْ -يا رامبوهاتُ-

أنْ تُنقِذُوا آلافَ النِّساءِ المُسلِماتِ (الإيغورِ) في تُركستانَ

اللَّواتِي تأخذُ السُّلُطاتُ الصِّينيَّةُ منهُنَّ أولادَهُنَّ ليعيشُوا حياةَ الأيتامِ،

ويُربَّوْا علَى الكُفْرِ،

ويُوضَعُ الأمَّهاتُ فِي السُّجونِ،

إذا مارسْنَ شيئًا من شعائرِ دينِهِنَّ

يمكِنْ ماسمِعْتُوشْ حاجَة عنْ هؤلاءِ النِّساءِ

طيِّبٌ، معلِشْ... حَناخُدْ بيَدْكُمْ،

ونُسمِعُكُمُ الأُختَ رقيَّةَ فرحاتَ الَّتِي نجَتْ منَ المُعتقلاتِ الصِّينِيَّةِ،

وهربَتْ خارجَ الصِّينِ بمقابلٍ مادِّيٍّ كبيرٍ

فتحدَّثَتْ عنِ اعتِقالِ القُوَّاتِ الصِّينيَّةِ لهَا ولتلاميذِهَا وتلميذاتِهَا فِي ليلةِ تحفيظِ قرآنٍ،

وكيفَ قامَ الصِّينيِّونَ باغتصابِهِمْ جميعًا،

وأطلقُوا عليهِمُ الكلابَ البوليسيَّةَ،

وخلعُوا أظافرَهُمْ،

وأطفَأُوا السَّجائِرَ في أجسامِهِمْ،

ودقُّوا المساميرَ فِي أيدِيهِمْ

ورمَوْا منْ ماتَ منهُمْ فِي أكياسِ قُمامةٍ

كلُّ هذَا لماذَا؟ لأنَّهُمْ يقولونَ ربُّنَا اللهُ!

ولَّا لَيْكُون الإسلامُ ليسَ منَ الحُرِّياتِ الَّتِي تنادُونَ بهَا يا رامبوهاتُ!

يِمْكِنْ ما سمِعتُوشْ ما نشرتْهُ الإندبندنتُ (The Independent)

عنِ المُسلِماتِ الصِّينيَّاتِ اللِّي الواحدةُ منهم

بيأخُذُوا زوجَهَا إِلى المُعتقلاتِ لأنَّهُ مُسلِمٌ

ويضعونَ معهَا فِي البيتِ جُندِيًّا صينِيًّا

بحُجَّةِ مُراقبَتِهَا، ثُمَّ يُجبرونَهَا على مُشاركتِهِ الفراشَ

وموضوعُ مَا يحصُلُ للمُسلِماتِ في الصِّينِ مُشْ قدِيم،

بلْ بلغَ ذُروتَهُ هذِهِ الأيَّامَ

والعناوينُ الدَّوَّارةُ في الإعلامِ

"مُسلِمُو الإِيغُورِ: الاضطهادُ بلغَ ذُروتَهُ" بلَغَ ذُروَتَهُ...

يمكنُ الصِّينُ كبيرةٌ علَيْكُمْ شويَّة

وصعبٌ تدَّخَّلُوا فِيهَا -يا رامبوهاتُ-

مَاشِي، تعالَوْا على دولةٍ صغيرةٍ زيِّ بُورمَا

حيثُ تُحرَقُ المرأةُ المُسلِمةُ حيَّةً،

ويُعلَّقُ أولادُهَا وبناتُهَا في المشانقِ،

ومُشْ حنِقْدَر نحُط صور لأنَّ (اليُوتيوبَ) حيُشطُب الحلقةَ

لكنَّ نظرَةَ حصينَةَ،

هذِهِ المُسلِمةُ الَّتِي شهدَتْ مَقتلَ أكثرَ منْ خمسينَ

منْ إخوانِهَا وأخواتِهَا المُسلِمينَ

وتعرَّضَتْ هيَ للتَّعذِيبِ المُريعِ... نظرتُهَا كافِيَةٌ!

ومَعَهَا شهاداتُ النِّساءِ اللَّواتِي تعرَّضْنَّ للإغتصابِ منْ قِبلِ الجيشِ البُورمِيِّ

يمكن ما شفتُوشْ -يا رامبوهاتُ- هذَا الفيديُو!

ويارِيت ماتركِّزوشْ علَى الطَّبيعَةِ الخلَّابَةِ وتلتقِطُوا معَهَا صُوَرًا

هذا فيديُو لمئاتِ آلافِ النِّساءِ البُورميَّاتِ المُسلماتِ الفَارَّاتِ علَى الأرجُلِ

منَ الاغتصابِ والحرقِ إِلى بِنغْلادِشَ،

حيثُ البقاءُ في مُخيَّماتِ الموتِ ببُطْءٍ

شُفنَاكُمْ -يا رامبوهاتُ- وصَلْتُمُ جنوب السُّودانَ قبلَ أيَّامٍ

ونجحتُمْ فِي أخذِ توقيعٍ عَلَى (سيدَاو)

طيِّبٌ، ما دام وصَلْتُوا جنوب السُّودانَ،

ممكنٌ تميِّلوا معانا شويَّة على إفريقِيَا الوُسطَى؟

إفريقيَا الوُسطَى حيثُ المُسلِمونَ والمُسلِماتُ يُقتَلونَ بالسَّواطِيرِ

على يدِ [الأَنْتِي بالَاكَا] (Anti-balaka) المدعومةِ منَ القُوَّاتِ الفَرنسِيَّةِ،

وفي وجودِ قُوَّاتِ الأُممِ المُتَّحدةِ

يمكنُ مَا كُنْتُوش عارْفِين عنْ هؤُلاءِ النِّساءِ كُلِّهِمْ

ها قَدْ عَرَّفناكُمْ!

فيارِيت -حضراتُكُمْ- تخلِّصُوا مَهمَّةَ إنقاذِ هؤلاءِ النِّساءِ المُسلِماتِ،

وبعدِين تِيجُوا على بلادِنَا

والَّا مايكنْشِ اختصاصُكُمْ فقطْ

القضَاءَ علَى كافَّةِ أشكالِ التَّميِيزِ ضدَّ المرأَةِ

أمَّا القضاءُ على المرأةِ نفسِهَا، فمِشْ مُشكِلَة!

وإِيشْ مَعنَى لَمَّا يكونُ الموضوعُ متعلِّقًا بقتلِ واغتصابِ وتشريدِ وتعذيبِ المُسلِماتِ،

فأقصَى حاجَة تِعْمَلُوها الاستنكارَ إِذَا استنكرْتُمْ!

ثُمَّ لا تغييرَ حقيقيََّا علَى أرضِ الواقعِ

بينمَا لَمَّا تَرْفَعُوا شعارَ حرِّيَّةَ المُسلِمةِ في الزِّنَا، والإجهاضِ، والشُّذُوذِ،

والاستغناءِ عنِ القوامَةِ والولايَةِ، فهناكَ مُتابَعَةٌ وميزانيَّاتٌ وتقارِيرُ...

السُّؤالُ الثَّالثُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

كيفَ ستكونونَ حلًّا لمشكلةِ المرأةِ وأنتُمْ جزءٌ منْهَا؟

مُشْ الأخْطبُوطُ اللِّي مادِد بذراعٍ منْ أذرُعِهِ الكثيرَةِ

كأسَ المَاءِ للمرأةِ المُسلِمةِ،

هوَ نفسُ الَّذِي سرقَ الكأسَ منَ الخزَّانِ بذراعٍ أُخْرَى وبمُعاونةِ (قرعاقَ)؟

مُشْ هُوَ و(قرعاقُ) سببُ الفقرِ والجهلِ والتَّجهِيلِ والقهرِ

الَّذِي يعيشُهُ كثيرٌ منَ المُسلِمينِ والمُسلِماتِ؟

والَّذِي يساهمُ في ظُلمِ المرأةِ لنفسِهَا وظُلمِ الرَّجلِ لهَا وظُلمِهَا للرَّجلِ،

مُشْ هوَ اللِّي بيرَوِّج لِفسادِ الأخلاقِ وهدمِ القيَمِ ومحاربةِ الإسلامِ،

حتَّى يُصبَح الظُّلمُ وغيابُ المرجعيَّةِ هي الحالةَ العامَّةَ في المجتمعِ؟

حرِيصِينَ حضراتُكُمْ علَى المرأةِ؟

كفُّوا يدَكَمْ شويَّة بَسْ عنِ السَّرقةِ منْ ثرواتِ بلادِهَا

يا أصحابَ مقولةِ (بالإنجليزيَّة) "أريدُ أنْ آخُذَ النَّفطَ"

السُّؤالُ الرَّابعُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

هُوَ مِينْ اللِّي أعطاكُمْ الحقَّ أصلًا

فِي أنْ تضعُوا المسطرةَ الَّتِي تُحاكِمُوا علَيْها مُجتمعاتِنَا؟

نحنُ كمُسلِمينَ ومُسلِماتٍ لنا منطلقاتٌ ننطلقُ منهَا، قيَمٌ تحكُمُ حياتَنَا؛

معيارُنَا ومسطرَتُنَا طاعةُ ربِّنَا بإقامَةِ الحقِّ والعدلِ والاستخلافِ في هذهِ الأرضِ

بمَا يُرضِي ربَّنَا الَّذِي إليهِ مَعادُنَا

وهذا هوَ الَّذِي يُحدِّدُ للرَّجلِ والمرأةِ حقوقَهُمَا وواجباتِهِمَا،

وهو الذي يجعلُ العلاقةَ بينَهُما علاقةَ تكامُلٍ وتعاونٍ على البِرِّ والتَّقوَى،

لا ندِّيَّةٍ وتنافُسٍ وتنازُعٍ

والمرأةُ في هذِهِ المنظومَةِ يُمكنُ أنْ تعملَ في بيتِهَا أوْ معلِّمةً أو طبيبَةً أو باحثةً

أو صاحبةَ مهنةٍ تُقيمُ فيها معانيَ الطَّاعةِ للهِ والحقِّ والعدلِ،

وشرفُ عملِها هوَ على قدرِ تحقيقِهَا لهذه القيمِ العُليا

أنتُمْ -يا رامبوهاتُ- ماذَا لديْكُمْ؟

بعدمَا أعرضْتُمْ عنِ الوحيِ الحقِّ فلا أقمْتُمْ حقًّا ولَا عدلًا،

بل رفعتُمْ شِعارَ الحريَّةِ والمساواةِ المطلقتَيْنِ،

ثُمَّ أثبتُّمْ بواقعِكُمْ العملِيِّ فشلَكُمْ فيهِمَا

وخاصَّةً للمرأةِ كمَا بيَّنَّا بالتَّفصيلِ

ماذَا تُريدونَ أنْ تقدِّمُوا لنَا كمُسلِمِينَ وقدْ فشِلتُمْ في هذَا كُلِّهِ؟

تريدونَ أنْ تكونَ المرأةُ المُسلِمةُ صورةً مشوَّهةً عن المرأةِ الغربيَّةِ؛

تعلِكُونَهَا وتبْتَذلونَهَا وتلعبونَ بِهَا وتُهينونَهَا كما فعلتُمْ مع الغربيَّةِ؟

حتَّى لَوْ أحسنَّا الظَّنَّ في نوايَاكُمْ،

كيفَ ستُنقذونَ المرأةَ المسلمةَ

وأنتُمْ تحتقرونَهَا لأنَّكُمْ تحتقرونَ كُلَّ مُقوِّماتِ عِزَّتِهَا ورِفعتِهَا؟

فالمرأةُ في إسلامِنَا مُكرَّمةٌ لإيمانِها وتقوَاهَا وأخلاقِها

ودورِها في تربيةِ الأجيالِ على هذا كُلِّهِ،

وأنتُمْ تحتقرونَ هذا كلَّهُ بلْ وتعادُونَ هذا كُلَّهُ

تعادونَ الإيمانَ والتَّقوَى والأخلاقَ؛

فكيفَ تُنقذونَ منْ تعادونَهُ وتحتقرونَهُ؟

المرأةُ في دينِنا يقولُ لهَا ربُّهَا:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]

والتَّقوَى عندَكُمْ -يا رامبوهاتُ- بِلا قيمةٍ؛

فالمرأةُ التَّقيَّةُ بِلا قيمةٍ

المرأةُ في دينِنَا يجعلُ اللهُ قيمتَهَا في أمورٍ لا تعنِي لكُمْ شيئًا

اِسمعْ -أخِي وأُختِي- هذِهِ الآيةَ

وتصوَّرْ ماذَا تعنِي للأُممِ المتَّحدةِ أو (سِيدَاو)

أو مُؤتمرِ (بِكِّينَ) أو مُنظَّماتِ حقوقِ المرأةِ أوِ (القرعاقاتِ) كُلِّهَا؟

قالَ اللهُ تعالَى: {نَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ

وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ

وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ

وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ

وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ

وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ

وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ

{أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]

كلُّ هذَا عِنْدَ الرَّامبوهاتِ بِلا قيمةٍ:

"المُسلِماتِ المؤمناتِ القانتاتِ الصَّادقاتِ الصَّابراتِ

الخاشعاتِ المتصدِّقاتِ الصَّائماتِ

الحافظاتِ فروجَهنَّ الذَّاكراتِ اللهَ كثيرًا"

هذا كُلُّهُ لا يعنِي للرَّامبوهاتِ شيئًا،

والمُتَّصفاتِ بهذا كُلِّهِ لا يساوِينَ عندَ الرَّامبوهاتِ شيئًا،

بلْ على العكسِ،

يحرصُ الرَّامبوهاتُ على ألَّا تكونَ المرأةُ منَ الحافظاتِ لأعراضِهِنَّ كمَا رأينَا

فما الَّذي يُعطي المرأةَ قيمَتها حسبَ الرَّامبوهاتِ إذن؟

أمَّا على أرضِ الواقعِ،

فجاذبيَّتُها الجسميَّةُ وصلاحيَّتُها للتسليعِ الجنسيِّ كما بيَّنا،

وأمَّا المُعلَنُ فنَتَاجُها المادِّيُّ [باإنجليزية]: كسب المال،

وخوضُها لميادينِ العملِ،

وإثباتُ منافَسَتِها للرَّجُل فيها

ولذلكَ يحرِصُ الرَّامبوهاتُ معَ إعلامِ قرعاقَ في بلادِ المسلمينَ،

على إظهارِ المرأةِ الَّتي تقومُ بدورِ التَّربيةِ والرِّعايةِ للأسرةِ

على أنَّها عاطلةٌ عنِ العملِ،

ويستنكرونَ في إحصائيَّاتهم تدنِّي نسبةِ النساءِ في القوى العاملةِ،

ويعتبرونَ المرأةَ في منزلها منَ الفئاتِ المُهمَّشةِ،

بينما يُسلِّطونَ الضَّوءَ على نجاحِ المرأةِ العاملةِ في أيِّ مجالٍ كانَ،

"أوَّلُ امرأةٍ تسوقُ شاحنةً"

"أوَّلُ امرأةٍ تعبِّئُ الوقودَ في محطَّةِ بنزينٍ"

"أوَّلُ امرأةٍ تفتحُ كراجًا وتعملُ كميكانيكيٍّ،

تُصلِّحُ سيَّاراتِ الرِّجالِ"

"أوَّلُ امرأةٍ تعملُ عاملةَ نظافةٍ"

أيُّ عملٍ مهما كانَ، المهمُّ أن تكونَ عاملةً.

طيب، والمرأةُ في بيتها تربِّي أولادَها وتبنيهم نفسيًّا، وفكريًّا، وعَقَدِيًّا،

وتوفِّر ملاذًا آمنًا لهم، وسكنًا لزوجها،

وتُعين على إقامةِ معاني الطَّاعةِ للهِ، والحقِّ، والعدلِ، ومكارمِ الأخلاقِ،

هذهِ عاطلةٌ عنِ العملِ،

شكلٌ من أشكالِ البَطالةِ،

المرأةُ العامِلةُ في بناءِ الإيمانِ والأخلاقِ والنَّفسِ السَّويَّةِ،

قليلةُ القيمةِ عندكم يا رامبوهات

لأنَّ الإيمانَ، والأخلاقَ، والسَّويَّةَ النَّفسيَّةَ قليلةُ القيمةِ عندكم.

طيب، والمرأةُ المؤمنةُ الَّتي تعملُ طبيبةً، أو معلِّمةً، أو باحثةً مستكشِفةً،

وهي تُسَخِّرُ هذا كلَّهُ لإقامةِ القيَِم العُليا وغرسِ الإيمانِ

لا قيمةَ إضافيةً لها عن غيرِها، ولن تُسلَّطَ عليها الأضواءُ؛

لأنَّ هذهِ القيَمَ لا قيمةَ لها عندَ الرَّامبوهاتِ والقرعاقاتِ،

بل هيَ معانٍ غيرُ مرغوبةٍ،

إلَّا أن تكونَ بعضَ الصِّفاتِ الإنسانيَّةِ المنفصلةِ تمامًا

عن جذورها العقَديَّةِ والرُّؤيةِ الإسلاميَّةِ الشاملةِ،

بل ومِن أيامٍ أُلغِيَ تعيينُ فنَّانةٍ تشكيليَّةٍ متميِّزةٍ من منصبٍ إداريٍّ لأنَّها منتقبةٌ!

طيب يا حضراتِ الرامبوهاتِ...

إذا تعرَّضتِ المرأةُ -في هذهِ الميادينِ- الَّتي ساهمتم أنتم في إفسادِ أخلاقِها،

وتأجيجِ الشَّهواتِ فيها،

إذا تعرَّضتِ المرأةُ لـِمَا يضُرُّ بدينها أو بأخلاقها؟

-مثلُ ماذا؟

-مثلُ التَّعلُّقِ القلبيِّ بينَ الفتاةِ والشَّابِّ دونَ القدرةِ على الزَّواجِ؛

لسرقتكم أنتم وقرعاقُ من ثرواتِ بلادها،

وما يَنتجُ عنهُ من علاقاتٍ محرَّمةٍ وتضييعٌ لحدودِ اللهِ؛

ما يَنتجُ عن هذا التَّعلُّقِ القلبيِّ دونَ زواجٍ.

-إذا برضاها فلا مشكلةٌ؛ لأنَّها حرَّةٌ متساويةٌ معَ الرَّجلِ في هذا،

حدودُ الله، حرامٌ، شريعةٌ، هذا لا يعنينا،

لذلكَ طبعًا لن تجدَ في مِنَحِ الرَّامبوهاتِ المقدَّمَةِ لإنقاذِ المرأةِ أيَّة منحةٍ عنوانها:

(تسهيلُ زواجِ المرأةِ)،

لن تجدَ أيَّةَ منحةٍ عنوانها:

(تثقيفُ المرأةِ لتربِّيَ الأولادَ على تقوى اللهِ فيَنعُمَ الجنسانِ بأجواءِ عملٍ طاهرةٍ)،

وإنَّما: (عملُ المرأةِ)،

عملُها في ماذا؟

في الأجواءِ الَّتي ساهموا في إفسادها،

لن تجدَ مِنحًا لنقلِ الفتياتِ والنِّساءِ في وسائلِ نقلٍ مخصَّّصةٍ لهنَّ،

ولِفُرصِ عملٍ في أجواءٍ مناسبةٍ لهنَّ بعيدًا عنِ الرِّجالِ في هذهِ الأجواءِ المؤجَّجَةِ،

بل هم يعتبرونَ الفصلَ بينَ الجنسينِ في بيئاتِ العملِ شكلًا من أشكالِ التَّمييزِ ضدَّ المرأةِ.

- طيب يا رامبوهات!

وماذا إذا تعرَّضتِ المرأةُ المسلمةُ للتَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ في هذهِ الأجواءِ؟

- وما المشكلةُ؟ ها هيَ المرأةُ في بلادِنا تتعرَّضُ لهُ،

هذهِ مفاسدٌ تهونُ أمامَ مصلحةِ عملِ المرأةِ في فقهِ الرَّامبوهات.

- إذا على الحملِ فما تخافوش،

ها قد وصَّينا بالسَّماحِ بالإجهاضِ،

يمكن يصعب عليكم أوَّلُ طفلٍ يُجهَضُ،

لكن بعدَ ذلك ستُلقونَ أطفالكم في القمامةِ بكلِّ سهولةٍ،

صدِّقونا واسألوا مجرب.

أنتم تريدونَ إنقاذَ المرأةِ المسلمةِ يا رامبوهات؟!

بل نحنُ واللهِ أولى بإنقاذِ نسائكم

ونحن نتلوا قولَ ربِّنا:

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]

للنَّاس!

ونتلوا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251]

وقد رأينا فسادكم،

نحنُ أولى منكم بإنقاذِ نسائكم ونحنُ نتلوا:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]

أتعلمون؟!

إذا شهدنا قيامَ كيانٍ إسلاميٍّ نقيٍّ حقيقيٍّ يمثِّلُ المسلمينَ؛

فحَريٌّ بالمسلمينَ حينها أن يمنحوا المرأةَ الغربيَّةَ حقَّ اللُّجوءِ إلى بلادِ الإسلامِ،

حتَّى وإن لم تُسلِم،

أيَّةُ امرأةٍ عفيفةٍ شريفةٍ تريدُ أن تحافظَ على حيائها من عبثِكُم،

وعلى كرامتها من مهانَتِكم يا رامبوهات!؛

فإنَّه حَريٌّ بها أن تُمنَحَ حقَّ اللُّجوءِ إلى بلادِ المسلمينَ؛

لأنَّ المحافظةَ على إنسانيَّةِ الإنسانِ هيَ مقصدٌ من مقاصدِ الشَّريعةِ،

حتَّى وإن لم تُسلم،

وقد كنتُ بفضلِ اللهِ تعالى أشاركُ إخواني في أمريكا في نشاطاتِ تعريفِ الأجانبِ بالإسلام،

وأذكُرُ اللَّحظةَ السعيدةَ يومَ أسلَمَت إحداهنَّ بعدَ محاضرةٍ في هيوستن،

أنتم -يا رامبوهات!- تُريدون إنقاذَ المرأةِ المسلمةِ!

هزُلت والله!!

واللهِ -يا إخوانا!- لازم نفسنا تصعب علينا أنَّنا وصلنا إلى هذا الحدِّ،

أنَّا بِظلمنا لبعضنا جرَّأنا هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ،

جرَّأنا هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ أن يأتوا ليقضوا بيننا،

ولازم يكونَ هذا دافعًا لنا جميعًا،

مؤمنينَ ومؤمناتٍ لالتزامِ قولِ ربِّنا:

({وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ

وَٱذْكُرُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً

فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا

وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ

كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّـهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104]

هم يدعوننا إلى باطلهم؟!

وَصَلَت إلى هذهِ المرحلةِ؟!

بل نحنُ ندعوهم:

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ

وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]

واللهِ لو لم يكن منَ الإهانةِ إلَّا تدَخُّلُ هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ

لَكَفى لِنعودَ إلى رُشدنا،

ولِنكُفَّ عن ظُلمِ بعضنا البعضِ، رجالًا ونساءً،

فأيُّ ظُلمٍ يَظلِمُ بهِ بعضنا بعضًا

سيكونُ سببًا في تدَخُّلِ الرَّامبوهاتِ والقرعاقات.

عَودًا على بدءٍ، وربطًا لآخرِ هذهِ الحلقةِ بأولِ الحلقةِ الماضيةِ

فلتَعلموا -إخواني!-

أنَّ الأممَ المتحدةَ الَّتي تُتابِع تطبيقَ سيداو،

أوَّلُ مبنًى لها تمَّ بناؤهُ على أرضٍ اشتراها لها نيلسون روكفيلر "Nelson Rockefeller"


رامبو ينقذ مسلمة! (2) Rambo rettet einen Muslim! (2) Rambo saves a Muslim! (2)

دعونَا لَا نتعجَّلُ فِي رفضِ العرْضِ، بلْ نعطِهِمْ فُرصَةً ونسألُهُمْ:

يَا جيرانَ الهنَا -الرَّامبوهَاتُ- قبلَ ما تُنْقذُوا نساءنَا،

اسمحُوا لنَا أنْ نسأَلَكُمْ أربَعَةَ أسئِلَةٍ

تُبيِّنُ مدَى قدرَتِكُمْ علَى هذِهِ المَهَمَّةِ "الرَّامْبُوهيَّةِ"،

السُّؤَالُ الأوَّلُ: هلْ أنقذْتُمْ نسائَكُمْ أوَّلًا؟

هلْ أنقذْتُمُ الفتاةَ الجامعِيَّةَ الَّتِي تبيعُ عِرْضَهَا لمنْ يدفعُ قسطَهَا؟

والمرأةَ الَّتِي تتعرَّضُ للعنفِ فِي كلِّ مكانٍ وكلِّ وقتٍ

كمَا تقولُ منظَّمَةُ الاتِّحادِ الأورُوبِّيِّ؟

هل أنْقَذتُمْ نساءَكُمْ منَ التَّحرُّشِ

في وسائلِ المواصلاتِ، وفي المدارسِ والجامعاتِ،

وفي مكاتبِ العملِ، وعندَ الأطبَّاءِ...؟

هلْ أنقذتُمْ اللَّواتِي يُضطرَرْنَ للدَّعارَةِ -حسْبَ تعبيرِهِنَّ-

منْ قصورِ نظامِ الضَّمانِ الاجتمَاعِيِّ؟

هلْ أنقذتُمْ اللَّواتِي يُجبَرْنَ من صاحِبِ العمَلِ على اللِّبسِ المُخزِي ليكسَبَ أكثرَ؟

هل أنقذتُمْ النَّساءَ المضروباتِ بهمجِيَّةٍ

"Battered Women"

اللَّوَاتِي يشكِّلْنَ رُبْعَ مجتمعاتِكُمْ؟

هل أنقذتُمُ المرأةَ منَ التَّسليعِ الجنسِيِّ؟

هلْ أنقذتُمْ ضحايَا الاغتصَابِ

اللَّواتِي يُعانِينَ منْ آثارٍ مُدمِّرَةٍ -كمَا تنُصُّونَ أنتُمْ-؟

هلْ أنقذتُمْ ضحايَا الأُسَرِ المتهالِكَةِ،

والأطفالَ -ذكورًا وإناثًا- المشرَّدِينَ بلَا مأوىً والهَارِبينَ،

والَّذينَ وصلتْ أعدادُهُمُ المَلايينَ، والَّذينَ يستغلُّهُمْ تُجَّارُ الجنسِ؟

هلْ أنقذْتُمُ البناتِ المُجْهَضَاتِ بالملايِينِ،

والبناتِ المُلْقَيَاتِ في الصَّناديقِ الدَّافئَةِ؟

أَليْسَ نساءُ وفتيَاتُ بلادِكُمْ أَوْلَى بنخْوَتِكُمْ ونجدتِكُمْ ومساعداتِكُمْ ومِنَحِكُمْ،

يَا حضرَاتِ الرَّامبُوهاتِ؟

هذَا حاضرُكُمْ، عرضنَاهُ بإحصائِيَّاتِكُمْ

فهلْ هذَا هوَ النَّموذجُ النَّاجحُ فِي بلادِكُمْ،

فتريدونَ تصديرَهُ إلَى العالَمِ الإسلامِيِّ؟

يَعْنِي: نحنُ لَا نتكلَّمُ عنْ نتائِجَ مُتَوَقَّعةٍ

إذَا سارتِ المرأَةُ المُسلِمَةُ علَى خُطُوَاتِكُمْ،

لَا نتكلَّمُ عنْ تحليلَاتٍ، ولَا عنِ الماضِي السَّحيقِ

نتكلَّمُ عنْ واقعٍ قائمٍ ماثلٍ حيٍّ مُعَايَشٍ،

بأرقامِكُمْ وتقاريرِكُمْ

فهذَا السُّؤالُ الأوَّلُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

هلْ أنقذتُمْ نساءَكُمْ قبلَ أنْ تُنقذُوا نساءَنَا؟

السُّؤالُ الثَّانِي:

مَحْمُوئِين قَوِي -يا رَامبُوهَاتُ- علَى المرأةِ المُسلمةِ،

وجَايِين عَلَى بلادِنَا تُنقِذُوهَا

بِصراحةٍ، عاجِزِينَ عنِ الشُّكرِ؛

جزاكُمُ اللهُ على قدرِ نيَّاتِكُمْ... "على قدرِ نيَّاتِكُمْ"!

مُمْكِنٌ بَسْ قَبْلِ ما تِيجُوا للمرأَةِ فِي بلادِنَا

نمَيِّل بِيكُمْ قليلًا علَى نساءٍ مُسلِماتٍ أُخرياتٍ،

يِمكِنْ يكونُوا بحاجتِكُمْ أكثرَ

تخَلْصُوا -حضراتُكُمْ- إنقاذَهُمْ،

فإِذَا نجحْتُمْ، فتفضَّلُوا بعدين عندَنَا تستكمِلُوا مَهَمَّةَ الإنقاذِ

مُشْ حَتْكلِّمْ عن المُسلِماتِ في منطقتِنَا

اللَّواتِي تُهدَمُ عليهِنَّ بيوتُهُنَّ بقصفِ الطَّائراتِ بشكلٍ شبهِ يوميٍّ،

معَ إهمالِ الإعلامِ ولَا كأنَّهُمْ موجودِينَ

ولنْ أتكلَّمَ عنْ نساءِ الشِّيشانِ والبُوسنةِ والهرسكِ، وما فُعِل بـ(سربرنيتْشَا)،

واغتصابِ نسائِهَا في وجود قُوَّاتِ الأممِ المتَّحدَةِ،

والمواضيعِ التي مرَّ عليها عدَّةُ سنواتٍ... لا

ما دام إِنتُمْ محموئِين قَوِي علَى المرأةِ المُسلِمةِ وعايْزِين مصلحَتَهَا

نريدُ منكُمْ فقطْ -يا رامبوهاتُ-

أنْ تُنقِذُوا آلافَ النِّساءِ المُسلِماتِ (الإيغورِ) في تُركستانَ

اللَّواتِي تأخذُ السُّلُطاتُ الصِّينيَّةُ منهُنَّ أولادَهُنَّ ليعيشُوا حياةَ الأيتامِ،

ويُربَّوْا علَى الكُفْرِ،

ويُوضَعُ الأمَّهاتُ فِي السُّجونِ،

إذا مارسْنَ شيئًا من شعائرِ دينِهِنَّ

يمكِنْ ماسمِعْتُوشْ حاجَة عنْ هؤلاءِ النِّساءِ

طيِّبٌ، معلِشْ... حَناخُدْ بيَدْكُمْ،

ونُسمِعُكُمُ الأُختَ رقيَّةَ فرحاتَ الَّتِي نجَتْ منَ المُعتقلاتِ الصِّينِيَّةِ،

وهربَتْ خارجَ الصِّينِ بمقابلٍ مادِّيٍّ كبيرٍ

فتحدَّثَتْ عنِ اعتِقالِ القُوَّاتِ الصِّينيَّةِ لهَا ولتلاميذِهَا وتلميذاتِهَا فِي ليلةِ تحفيظِ قرآنٍ،

وكيفَ قامَ الصِّينيِّونَ باغتصابِهِمْ جميعًا،

وأطلقُوا عليهِمُ الكلابَ البوليسيَّةَ،

وخلعُوا أظافرَهُمْ،

وأطفَأُوا السَّجائِرَ في أجسامِهِمْ،

ودقُّوا المساميرَ فِي أيدِيهِمْ

ورمَوْا منْ ماتَ منهُمْ فِي أكياسِ قُمامةٍ

كلُّ هذَا لماذَا؟ لأنَّهُمْ يقولونَ ربُّنَا اللهُ!

ولَّا لَيْكُون الإسلامُ ليسَ منَ الحُرِّياتِ الَّتِي تنادُونَ بهَا يا رامبوهاتُ!

يِمْكِنْ ما سمِعتُوشْ ما نشرتْهُ الإندبندنتُ (The Independent)

عنِ المُسلِماتِ الصِّينيَّاتِ اللِّي الواحدةُ منهم

بيأخُذُوا زوجَهَا إِلى المُعتقلاتِ لأنَّهُ مُسلِمٌ

ويضعونَ معهَا فِي البيتِ جُندِيًّا صينِيًّا

بحُجَّةِ مُراقبَتِهَا، ثُمَّ يُجبرونَهَا على مُشاركتِهِ الفراشَ

وموضوعُ مَا يحصُلُ للمُسلِماتِ في الصِّينِ مُشْ قدِيم،

بلْ بلغَ ذُروتَهُ هذِهِ الأيَّامَ

والعناوينُ الدَّوَّارةُ في الإعلامِ

"مُسلِمُو الإِيغُورِ: الاضطهادُ بلغَ ذُروتَهُ" بلَغَ ذُروَتَهُ...

يمكنُ الصِّينُ كبيرةٌ علَيْكُمْ شويَّة

وصعبٌ تدَّخَّلُوا فِيهَا -يا رامبوهاتُ-

مَاشِي، تعالَوْا على دولةٍ صغيرةٍ زيِّ بُورمَا

حيثُ تُحرَقُ المرأةُ المُسلِمةُ حيَّةً،

ويُعلَّقُ أولادُهَا وبناتُهَا في المشانقِ،

ومُشْ حنِقْدَر نحُط صور لأنَّ (اليُوتيوبَ) حيُشطُب الحلقةَ

لكنَّ نظرَةَ حصينَةَ،

هذِهِ المُسلِمةُ الَّتِي شهدَتْ مَقتلَ أكثرَ منْ خمسينَ

منْ إخوانِهَا وأخواتِهَا المُسلِمينَ

وتعرَّضَتْ هيَ للتَّعذِيبِ المُريعِ... نظرتُهَا كافِيَةٌ!

ومَعَهَا شهاداتُ النِّساءِ اللَّواتِي تعرَّضْنَّ للإغتصابِ منْ قِبلِ الجيشِ البُورمِيِّ

يمكن ما شفتُوشْ -يا رامبوهاتُ- هذَا الفيديُو!

ويارِيت ماتركِّزوشْ علَى الطَّبيعَةِ الخلَّابَةِ وتلتقِطُوا معَهَا صُوَرًا

هذا فيديُو لمئاتِ آلافِ النِّساءِ البُورميَّاتِ المُسلماتِ الفَارَّاتِ علَى الأرجُلِ

منَ الاغتصابِ والحرقِ إِلى بِنغْلادِشَ،

حيثُ البقاءُ في مُخيَّماتِ الموتِ ببُطْءٍ

شُفنَاكُمْ -يا رامبوهاتُ- وصَلْتُمُ جنوب السُّودانَ قبلَ أيَّامٍ

ونجحتُمْ فِي أخذِ توقيعٍ عَلَى (سيدَاو)

طيِّبٌ، ما دام وصَلْتُوا جنوب السُّودانَ،

ممكنٌ تميِّلوا معانا شويَّة على إفريقِيَا الوُسطَى؟

إفريقيَا الوُسطَى حيثُ المُسلِمونَ والمُسلِماتُ يُقتَلونَ بالسَّواطِيرِ

على يدِ [الأَنْتِي بالَاكَا] (Anti-balaka) المدعومةِ منَ القُوَّاتِ الفَرنسِيَّةِ،

وفي وجودِ قُوَّاتِ الأُممِ المُتَّحدةِ

يمكنُ مَا كُنْتُوش عارْفِين عنْ هؤُلاءِ النِّساءِ كُلِّهِمْ

ها قَدْ عَرَّفناكُمْ!

فيارِيت -حضراتُكُمْ- تخلِّصُوا مَهمَّةَ إنقاذِ هؤلاءِ النِّساءِ المُسلِماتِ،

وبعدِين تِيجُوا على بلادِنَا

والَّا مايكنْشِ اختصاصُكُمْ فقطْ

القضَاءَ علَى كافَّةِ أشكالِ التَّميِيزِ ضدَّ المرأَةِ

أمَّا القضاءُ على المرأةِ نفسِهَا، فمِشْ مُشكِلَة!

وإِيشْ مَعنَى لَمَّا يكونُ الموضوعُ متعلِّقًا بقتلِ واغتصابِ وتشريدِ وتعذيبِ المُسلِماتِ،

فأقصَى حاجَة تِعْمَلُوها الاستنكارَ إِذَا استنكرْتُمْ!

ثُمَّ لا تغييرَ حقيقيََّا علَى أرضِ الواقعِ

بينمَا لَمَّا تَرْفَعُوا شعارَ حرِّيَّةَ المُسلِمةِ في الزِّنَا، والإجهاضِ، والشُّذُوذِ،

والاستغناءِ عنِ القوامَةِ والولايَةِ، فهناكَ مُتابَعَةٌ وميزانيَّاتٌ وتقارِيرُ...

السُّؤالُ الثَّالثُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

كيفَ ستكونونَ حلًّا لمشكلةِ المرأةِ وأنتُمْ جزءٌ منْهَا؟

مُشْ الأخْطبُوطُ اللِّي مادِد بذراعٍ منْ أذرُعِهِ الكثيرَةِ

كأسَ المَاءِ للمرأةِ المُسلِمةِ،

هوَ نفسُ الَّذِي سرقَ الكأسَ منَ الخزَّانِ بذراعٍ أُخْرَى وبمُعاونةِ (قرعاقَ)؟

مُشْ هُوَ و(قرعاقُ) سببُ الفقرِ والجهلِ والتَّجهِيلِ والقهرِ

الَّذِي يعيشُهُ كثيرٌ منَ المُسلِمينِ والمُسلِماتِ؟

والَّذِي يساهمُ في ظُلمِ المرأةِ لنفسِهَا وظُلمِ الرَّجلِ لهَا وظُلمِهَا للرَّجلِ،

مُشْ هوَ اللِّي بيرَوِّج لِفسادِ الأخلاقِ وهدمِ القيَمِ ومحاربةِ الإسلامِ،

حتَّى يُصبَح الظُّلمُ وغيابُ المرجعيَّةِ هي الحالةَ العامَّةَ في المجتمعِ؟

حرِيصِينَ حضراتُكُمْ علَى المرأةِ؟

كفُّوا يدَكَمْ شويَّة بَسْ عنِ السَّرقةِ منْ ثرواتِ بلادِهَا

يا أصحابَ مقولةِ (بالإنجليزيَّة) "أريدُ أنْ آخُذَ النَّفطَ"

السُّؤالُ الرَّابعُ يا حضراتِ الرَّامبوهاتِ:

هُوَ مِينْ اللِّي أعطاكُمْ الحقَّ أصلًا

فِي أنْ تضعُوا المسطرةَ الَّتِي تُحاكِمُوا علَيْها مُجتمعاتِنَا؟

نحنُ كمُسلِمينَ ومُسلِماتٍ لنا منطلقاتٌ ننطلقُ منهَا، قيَمٌ تحكُمُ حياتَنَا؛

معيارُنَا ومسطرَتُنَا طاعةُ ربِّنَا بإقامَةِ الحقِّ والعدلِ والاستخلافِ في هذهِ الأرضِ

بمَا يُرضِي ربَّنَا الَّذِي إليهِ مَعادُنَا

وهذا هوَ الَّذِي يُحدِّدُ للرَّجلِ والمرأةِ حقوقَهُمَا وواجباتِهِمَا،

وهو الذي يجعلُ العلاقةَ بينَهُما علاقةَ تكامُلٍ وتعاونٍ على البِرِّ والتَّقوَى،

لا ندِّيَّةٍ وتنافُسٍ وتنازُعٍ

والمرأةُ في هذِهِ المنظومَةِ يُمكنُ أنْ تعملَ في بيتِهَا أوْ معلِّمةً أو طبيبَةً أو باحثةً

أو صاحبةَ مهنةٍ تُقيمُ فيها معانيَ الطَّاعةِ للهِ والحقِّ والعدلِ،

وشرفُ عملِها هوَ على قدرِ تحقيقِهَا لهذه القيمِ العُليا

أنتُمْ -يا رامبوهاتُ- ماذَا لديْكُمْ؟

بعدمَا أعرضْتُمْ عنِ الوحيِ الحقِّ فلا أقمْتُمْ حقًّا ولَا عدلًا،

بل رفعتُمْ شِعارَ الحريَّةِ والمساواةِ المطلقتَيْنِ،

ثُمَّ أثبتُّمْ بواقعِكُمْ العملِيِّ فشلَكُمْ فيهِمَا

وخاصَّةً للمرأةِ كمَا بيَّنَّا بالتَّفصيلِ

ماذَا تُريدونَ أنْ تقدِّمُوا لنَا كمُسلِمِينَ وقدْ فشِلتُمْ في هذَا كُلِّهِ؟

تريدونَ أنْ تكونَ المرأةُ المُسلِمةُ صورةً مشوَّهةً عن المرأةِ الغربيَّةِ؛

تعلِكُونَهَا وتبْتَذلونَهَا وتلعبونَ بِهَا وتُهينونَهَا كما فعلتُمْ مع الغربيَّةِ؟

حتَّى لَوْ أحسنَّا الظَّنَّ في نوايَاكُمْ،

كيفَ ستُنقذونَ المرأةَ المسلمةَ

وأنتُمْ تحتقرونَهَا لأنَّكُمْ تحتقرونَ كُلَّ مُقوِّماتِ عِزَّتِهَا ورِفعتِهَا؟

فالمرأةُ في إسلامِنَا مُكرَّمةٌ لإيمانِها وتقوَاهَا وأخلاقِها

ودورِها في تربيةِ الأجيالِ على هذا كُلِّهِ،

وأنتُمْ تحتقرونَ هذا كلَّهُ بلْ وتعادُونَ هذا كُلَّهُ

تعادونَ الإيمانَ والتَّقوَى والأخلاقَ؛

فكيفَ تُنقذونَ منْ تعادونَهُ وتحتقرونَهُ؟

المرأةُ في دينِنا يقولُ لهَا ربُّهَا:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]

والتَّقوَى عندَكُمْ -يا رامبوهاتُ- بِلا قيمةٍ؛

فالمرأةُ التَّقيَّةُ بِلا قيمةٍ

المرأةُ في دينِنَا يجعلُ اللهُ قيمتَهَا في أمورٍ لا تعنِي لكُمْ شيئًا

اِسمعْ -أخِي وأُختِي- هذِهِ الآيةَ

وتصوَّرْ ماذَا تعنِي للأُممِ المتَّحدةِ أو (سِيدَاو)

أو مُؤتمرِ (بِكِّينَ) أو مُنظَّماتِ حقوقِ المرأةِ أوِ (القرعاقاتِ) كُلِّهَا؟

قالَ اللهُ تعالَى: {نَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ

وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ

وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ

وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ

وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ

وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ

وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ

{أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]

كلُّ هذَا عِنْدَ الرَّامبوهاتِ بِلا قيمةٍ:

"المُسلِماتِ المؤمناتِ القانتاتِ الصَّادقاتِ الصَّابراتِ

الخاشعاتِ المتصدِّقاتِ الصَّائماتِ

الحافظاتِ فروجَهنَّ الذَّاكراتِ اللهَ كثيرًا"

هذا كُلُّهُ لا يعنِي للرَّامبوهاتِ شيئًا،

والمُتَّصفاتِ بهذا كُلِّهِ لا يساوِينَ عندَ الرَّامبوهاتِ شيئًا،

بلْ على العكسِ،

يحرصُ الرَّامبوهاتُ على ألَّا تكونَ المرأةُ منَ الحافظاتِ لأعراضِهِنَّ كمَا رأينَا

فما الَّذي يُعطي المرأةَ قيمَتها حسبَ الرَّامبوهاتِ إذن؟

أمَّا على أرضِ الواقعِ،

فجاذبيَّتُها الجسميَّةُ وصلاحيَّتُها للتسليعِ الجنسيِّ كما بيَّنا،

وأمَّا المُعلَنُ فنَتَاجُها المادِّيُّ [باإنجليزية]: كسب المال،

وخوضُها لميادينِ العملِ،

وإثباتُ منافَسَتِها للرَّجُل فيها

ولذلكَ يحرِصُ الرَّامبوهاتُ معَ إعلامِ قرعاقَ في بلادِ المسلمينَ،

على إظهارِ المرأةِ الَّتي تقومُ بدورِ التَّربيةِ والرِّعايةِ للأسرةِ

على أنَّها عاطلةٌ عنِ العملِ،

ويستنكرونَ في إحصائيَّاتهم تدنِّي نسبةِ النساءِ في القوى العاملةِ،

ويعتبرونَ المرأةَ في منزلها منَ الفئاتِ المُهمَّشةِ،

بينما يُسلِّطونَ الضَّوءَ على نجاحِ المرأةِ العاملةِ في أيِّ مجالٍ كانَ،

"أوَّلُ امرأةٍ تسوقُ شاحنةً"

"أوَّلُ امرأةٍ تعبِّئُ الوقودَ في محطَّةِ بنزينٍ"

"أوَّلُ امرأةٍ تفتحُ كراجًا وتعملُ كميكانيكيٍّ،

تُصلِّحُ سيَّاراتِ الرِّجالِ"

"أوَّلُ امرأةٍ تعملُ عاملةَ نظافةٍ"

أيُّ عملٍ مهما كانَ، المهمُّ أن تكونَ عاملةً.

طيب، والمرأةُ في بيتها تربِّي أولادَها وتبنيهم نفسيًّا، وفكريًّا، وعَقَدِيًّا،

وتوفِّر ملاذًا آمنًا لهم، وسكنًا لزوجها،

وتُعين على إقامةِ معاني الطَّاعةِ للهِ، والحقِّ، والعدلِ، ومكارمِ الأخلاقِ،

هذهِ عاطلةٌ عنِ العملِ،

شكلٌ من أشكالِ البَطالةِ،

المرأةُ العامِلةُ في بناءِ الإيمانِ والأخلاقِ والنَّفسِ السَّويَّةِ،

قليلةُ القيمةِ عندكم يا رامبوهات

لأنَّ الإيمانَ، والأخلاقَ، والسَّويَّةَ النَّفسيَّةَ قليلةُ القيمةِ عندكم.

طيب، والمرأةُ المؤمنةُ الَّتي تعملُ طبيبةً، أو معلِّمةً، أو باحثةً مستكشِفةً،

وهي تُسَخِّرُ هذا كلَّهُ لإقامةِ القيَِم العُليا وغرسِ الإيمانِ

لا قيمةَ إضافيةً لها عن غيرِها، ولن تُسلَّطَ عليها الأضواءُ؛

لأنَّ هذهِ القيَمَ لا قيمةَ لها عندَ الرَّامبوهاتِ والقرعاقاتِ،

بل هيَ معانٍ غيرُ مرغوبةٍ،

إلَّا أن تكونَ بعضَ الصِّفاتِ الإنسانيَّةِ المنفصلةِ تمامًا

عن جذورها العقَديَّةِ والرُّؤيةِ الإسلاميَّةِ الشاملةِ،

بل ومِن أيامٍ أُلغِيَ تعيينُ فنَّانةٍ تشكيليَّةٍ متميِّزةٍ من منصبٍ إداريٍّ لأنَّها منتقبةٌ!

طيب يا حضراتِ الرامبوهاتِ...

إذا تعرَّضتِ المرأةُ -في هذهِ الميادينِ- الَّتي ساهمتم أنتم في إفسادِ أخلاقِها،

وتأجيجِ الشَّهواتِ فيها،

إذا تعرَّضتِ المرأةُ لـِمَا يضُرُّ بدينها أو بأخلاقها؟

-مثلُ ماذا؟

-مثلُ التَّعلُّقِ القلبيِّ بينَ الفتاةِ والشَّابِّ دونَ القدرةِ على الزَّواجِ؛

لسرقتكم أنتم وقرعاقُ من ثرواتِ بلادها،

وما يَنتجُ عنهُ من علاقاتٍ محرَّمةٍ وتضييعٌ لحدودِ اللهِ؛

ما يَنتجُ عن هذا التَّعلُّقِ القلبيِّ دونَ زواجٍ.

-إذا برضاها فلا مشكلةٌ؛ لأنَّها حرَّةٌ متساويةٌ معَ الرَّجلِ في هذا،

حدودُ الله، حرامٌ، شريعةٌ، هذا لا يعنينا،

لذلكَ طبعًا لن تجدَ في مِنَحِ الرَّامبوهاتِ المقدَّمَةِ لإنقاذِ المرأةِ أيَّة منحةٍ عنوانها:

(تسهيلُ زواجِ المرأةِ)،

لن تجدَ أيَّةَ منحةٍ عنوانها:

(تثقيفُ المرأةِ لتربِّيَ الأولادَ على تقوى اللهِ فيَنعُمَ الجنسانِ بأجواءِ عملٍ طاهرةٍ)،

وإنَّما: (عملُ المرأةِ)،

عملُها في ماذا؟

في الأجواءِ الَّتي ساهموا في إفسادها،

لن تجدَ مِنحًا لنقلِ الفتياتِ والنِّساءِ في وسائلِ نقلٍ مخصَّّصةٍ لهنَّ،

ولِفُرصِ عملٍ في أجواءٍ مناسبةٍ لهنَّ بعيدًا عنِ الرِّجالِ في هذهِ الأجواءِ المؤجَّجَةِ،

بل هم يعتبرونَ الفصلَ بينَ الجنسينِ في بيئاتِ العملِ شكلًا من أشكالِ التَّمييزِ ضدَّ المرأةِ.

- طيب يا رامبوهات!

وماذا إذا تعرَّضتِ المرأةُ المسلمةُ للتَّحرُّشِ والاستغلالِ الجنسيِّ في هذهِ الأجواءِ؟

- وما المشكلةُ؟ ها هيَ المرأةُ في بلادِنا تتعرَّضُ لهُ،

هذهِ مفاسدٌ تهونُ أمامَ مصلحةِ عملِ المرأةِ في فقهِ الرَّامبوهات.

- إذا على الحملِ فما تخافوش،

ها قد وصَّينا بالسَّماحِ بالإجهاضِ،

يمكن يصعب عليكم أوَّلُ طفلٍ يُجهَضُ،

لكن بعدَ ذلك ستُلقونَ أطفالكم في القمامةِ بكلِّ سهولةٍ،

صدِّقونا واسألوا مجرب.

أنتم تريدونَ إنقاذَ المرأةِ المسلمةِ يا رامبوهات؟!

بل نحنُ واللهِ أولى بإنقاذِ نسائكم

ونحن نتلوا قولَ ربِّنا:

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]

للنَّاس!

ونتلوا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251]

وقد رأينا فسادكم،

نحنُ أولى منكم بإنقاذِ نسائكم ونحنُ نتلوا:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]

أتعلمون؟!

إذا شهدنا قيامَ كيانٍ إسلاميٍّ نقيٍّ حقيقيٍّ يمثِّلُ المسلمينَ؛

فحَريٌّ بالمسلمينَ حينها أن يمنحوا المرأةَ الغربيَّةَ حقَّ اللُّجوءِ إلى بلادِ الإسلامِ،

حتَّى وإن لم تُسلِم،

أيَّةُ امرأةٍ عفيفةٍ شريفةٍ تريدُ أن تحافظَ على حيائها من عبثِكُم،

وعلى كرامتها من مهانَتِكم يا رامبوهات!؛

فإنَّه حَريٌّ بها أن تُمنَحَ حقَّ اللُّجوءِ إلى بلادِ المسلمينَ؛

لأنَّ المحافظةَ على إنسانيَّةِ الإنسانِ هيَ مقصدٌ من مقاصدِ الشَّريعةِ،

حتَّى وإن لم تُسلم،

وقد كنتُ بفضلِ اللهِ تعالى أشاركُ إخواني في أمريكا في نشاطاتِ تعريفِ الأجانبِ بالإسلام،

وأذكُرُ اللَّحظةَ السعيدةَ يومَ أسلَمَت إحداهنَّ بعدَ محاضرةٍ في هيوستن،

أنتم -يا رامبوهات!- تُريدون إنقاذَ المرأةِ المسلمةِ!

هزُلت والله!!

واللهِ -يا إخوانا!- لازم نفسنا تصعب علينا أنَّنا وصلنا إلى هذا الحدِّ،

أنَّا بِظلمنا لبعضنا جرَّأنا هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ،

جرَّأنا هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ أن يأتوا ليقضوا بيننا،

ولازم يكونَ هذا دافعًا لنا جميعًا،

مؤمنينَ ومؤمناتٍ لالتزامِ قولِ ربِّنا:

({وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ

وَٱذْكُرُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً

فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا

وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ

كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّـهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104]

هم يدعوننا إلى باطلهم؟!

وَصَلَت إلى هذهِ المرحلةِ؟!

بل نحنُ ندعوهم:

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ

وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]

واللهِ لو لم يكن منَ الإهانةِ إلَّا تدَخُّلُ هؤلاءِ الرَّامبوهاتِ

لَكَفى لِنعودَ إلى رُشدنا،

ولِنكُفَّ عن ظُلمِ بعضنا البعضِ، رجالًا ونساءً،

فأيُّ ظُلمٍ يَظلِمُ بهِ بعضنا بعضًا

سيكونُ سببًا في تدَخُّلِ الرَّامبوهاتِ والقرعاقات.

عَودًا على بدءٍ، وربطًا لآخرِ هذهِ الحلقةِ بأولِ الحلقةِ الماضيةِ

فلتَعلموا -إخواني!-

أنَّ الأممَ المتحدةَ الَّتي تُتابِع تطبيقَ سيداو،

أوَّلُ مبنًى لها تمَّ بناؤهُ على أرضٍ اشتراها لها نيلسون روكفيلر "Nelson Rockefeller"