×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

سلسلة المرأة, رامبو ينقذ مسلمة! (1)

رامبو ينقذ مسلمة! (1)

السَّلام عليكم

أخي وأختي!

تصوَّرا نفسَكَما زوجين في بيتِكما، علاقتُكما متأرجِحةٌ، تتحسَّنُ وتسوءُ،

بينكما كتابُ اللهِ، لكنْ تقتربون منه حينًا وتبتعدون حينًا.

تعلمان أنَّ الحلَّ فيه، لكنَّ الجهلَ به واتِّباعَ الهوى يمنعُكُما مِن كمالِ الاستفادةِ منه.

لكما جارٌ سِكِّيرٌ؛ يضربُ امرأتَهُ حتَّى يعلوَ صوتُها،

وأحيانًا تشربُ معه هي من الخمرِ وتُحَشِّشُ،

ويدخلُ عليها أصحابُه ينتهكونَ عِرضَها بِرِضاها حينًا، وبغيرِ رِضاها أحيانًا،

وجارُ السَّوءِ لا َيكُفُّ عنها يدًا، وإنْ حاولَ، لم يستطع،

ولكما قريبٌ عاقٌّ يعمل لحساب جاركما هذا ويأتمِرُ بأمرِه،

ولْنُسمِّي (القريبَ العاقَّ) اختصارًا بـ (قَرْعَاق).

جارُكما هذا يعتلي سطحَ بيتِكما ليسرقَ مِن ماء خزَّانِكما، ويساعدُه قَرعاق.

ذات يومٍ، اختلفتما وتعالَتْ أصواتُكما، فدخلَ عليكما الجارُ مخمورًا،

بيدهِ كأسُ الخمرِ، وبيدهِ الأُخرى كوبُ ماءٍ سرقهُ مِن خزَّانكما،

- خيرًا يا جار السَّوءِ!

- سمعتُ صيحتَكِ - يا جارتي -، وأخبرَني قَرعاقُ أنَّك بحاجتي،

فجئتُ أنقذُكِ وأسقيكِ.

يعني انقلبَ الجارُ فجأةً إلى (رامبو)،

ولِمن لا يعرفُ (رامبو)

فهو شخصيَّةُ البطلِ الأمريكيِّ الَّتي كانت تُلمَّع لأبناءِ جيلي في صِغرِنا.

أخي وأختي!

هل حضَرتُما الَحلَقةَ الماضيةَ بعُنوانِ:

(تحريرُ المرأةِ الغربيَّةِ)؟

هل رأيتُم بالحقائقِ والإحصائيَّاتِ الرسميَّةِ حالَ المرأةِ الغربيَّةِ

وكيف تمَّ استغلالُها كأداةٍ لتحقيقِ مطامعِ راسمي السِّياساتِ وأصحابِ رؤوسِ الأموالِ؟

ثمَّ كيفَ أصبحت المرأةُ الغربيَّةُ ضحيَّةً للانفلاتِ الجنسيِّ والعُنفِ الهَمجيِّ؟

تصوَّروا الآن، كيف أنَّ هؤلاء الذين استخدموا المرأةَ ثمَّ أهانوها في الغربِ،

يأتونَ إلى بلادِنا

كـ (رامبوهات)، جمع (رامبو)،

وتحت أيِّ عنوان؟

(إنقاذُ المرأة المسلمة)

كيف؟

بالقضاءِ على كافَّةِ أشكالِ التَّميِيزِ ضدَّ المرأةِ،

بتحطيِم مفهومِ القِوامةِ والولايةِ عليها،

بمُساواتِها مع الرَّجلِ في الميراثِ،

بمَنحِها الحريَّةَ الجنسيَّةَ.

أيُّها الكرام والكريمات!

يتعرَّضُ بعضُ النِّساء في العالَمِ الإسلاميِّ لأشكالٍ عديدةٍ مِن الظُّلمِ بالفعلِ.

هل الحلُّ في شريعةٍ ربانيَّة صحيحة تُنصِف الجميعَ؟

أم يمكنُ أنْ يكونَ لدى رامبو الحلُّ بالفعلِ؟!.

في هذه الحلقةِ سنرى ما يَعرِضُه رامبو وقَرعاق (القريب العاق)،

وما يُريدانِه مِن المرأة مقابلَ كأسِ الماءِ،

ثمَّ نُوجِّهُ أربعةَ أسئلةٍ لـ(رامبو)

حتّى نرى إنْ كان مؤهَّلًا لمَهمَّةِ إنقاذِ المرأةِ،

فإنْ كان مؤهَّلًا وإلَّا بحثنا عن الحلِّ الصَّحيحِ.

عام 1979 أقرَّتْ الجمعيَّةُ العامَّةُ للأممِ المتَّحدةِ اتفاقيَّةً بعنوانِ:

(القضاءُ على كافَّةِ أشكالِ التمَّييِز ضدَّ المرأةِ) والمعروفةَ اختصارًا بـ(سيداو CEDAW)،

ووقَّعَتْ عليها عامَّةُ الدُّولِ تِباعًا، منها دولُ العالَمِ الإسلاميِّ،

وتحفَّظَتْ بعضُ الدُّولِ على بعضِ بنودِ الاتِّفاقيَّةِ.

الظَّريفُ في الأمرِ،

أنَّ الولاياتِ المتَّحدةَ الأمريكيَّةَ والتي وقَّعَتْ على الاتِّفاقيَّةِ،

وتُساهِمُ في فرضِها على العالَمِ الإسلاميِّ

لم تُحوِّلها إلى قوانين حتّى الآن،

(Did not Ratify CEDAW)،

بعد مرورِ 40 عامًا عليها،

مع أنَّ تَقنِينها نُوقِشَ عدَّةَ مرَّات،

لكنَّه ينتهي كلَّ مرةِ برفضِ تفْعيلها،

رفضِ تحويلِها إلى قوانين،

ومع أنَّ منظَّمةَ العفْوِ الدوليَّة وغيرَها انتقدوا الولاياتِ المتَّحدةِ على ذلك.

طيِّب لماذا؟!

مَن الذي يمنعُ تفعيلها؟

إنَّهم السيِّاسيونَ المحافظونَ والقادةُ الدِّينيُّون،

والذينَ يقولونَ أنَّ (سيداو) هي في أحسنِ الأحوالِ غيرُ ضروريَّةِ،

وفي أسوئِها تُعرِّضُ الولاياتِ المتَّحدةَ

لنَزواتِ منظَّمةٍ دوليَّةٍ، يعني (الأمم المتَّحدة)،

يقولون بالحرف: (subjects the U.S to the whims of an international agency).

وكما في هذا البحثِ المنشورِ من جمعيَّةِ العلومِ السِّياسيَّةِ الأمريكيَّةِ:

فإنَّ قادةَ الحزبِ الجمهوريِّ والمنظَّماتِ النِّسائيَّةَ المحافِظةَ، ترفضُ تفعيلَ سيداو؛

لأنَّها تُمكِّن الأممَ المتحدةَ من فرضِ سياساتٍ على المرأةِ والعائلةِ

يرفضُها عامَّةُ الشَّعبِ الأمريكيِّ،

وأنَّ السِّيناتور الأمريكيِّ جيسي هلمز (Jesse Helms) قال عن سيداو:

إنَّها اتفاقيَّةٌ سيِّئةٌ،

إنَّها اتفاقيَّةٌ مرعبةٌ،

تُطرحُ للمُفاوضةِ من نَسويَّاتٍ مُتطرِّفاتٍ؛

بِنيَّةِ حمايةِ أجندتِهم المتطرِّفةِ ضدَّ الأسرةِ.

فالصَّوتُ الأعلى حتَّى الآن في أمريكا هو لمن يقولون:

لن نُعرِّضَ مستقبلَ أمريكا للخطرِ من أجلِ نزواتِ وأهواءِ الأممِ المتَّحدةِ،

والنَّسَواتِ اللَّواتي يُرِدنَ تدميرَ الأسرةِ.

لكنَّ الاتفاقيَّةَ، ونزواتِ الأمم المتَّحدة

تُطبَّقُ طبعًا وبشكلٍ حثيثٍ، على الأمَّةِ الإسلاميَّةِ.

شُكِّلَت في الأممِ المتَّحدةِ لجنةُ مُتابعةِ تنفيذ سيداو،

وأصبحتْ سيداو هي الدِّينَ الذي يَجبُ أنْ يُفرَضَ على العالَمِ،

خاصَّةً العالم الإسلاميَّ.

لا يَخفاكم أنَّ كلَّ حُصونَ المجتمعاتِ الإسلاميَّةِ.

قد تمَّ هدمُها.

تمَّ هدمُ مؤسَّسةِ المساجدِ،

مؤسَّسةِ التَّّعليمِ والمناهِج الدِّراسيَّةِ،

مؤسَّسةِ الإعلامِ،

وبقيَ الحِصنُ الأهمُّ والأخيرُ،

وهو حِصنُ الأُسرةِ.

الآن ما الذي يحصلُ؟

اسم (سيداو) نفسُه أصبحَ مُبتَذلًا ومُثيرًا

لحفيظَةِ الواعين الذين اطَّلعوا على مضامينِ الاتفاقيَّةِ؛

لذلك لنْ نستخدمَهُ كثيرًا،

وإنَّما سنسعى إلى تطبيقِ مضامينَ سيداو وبهدوءٍ ونَفَسٍ طويلٍ.

سنستخدمُ عباراتٍ جذَّابَةٍ:

(تمكينُ المرأةِ)

وسنركِّزُ على النَّماذجِ المشوَّهةِ السَّيِّئةِ من ظُلْمِ المرأةِ في العالَمِ الإسلاميِّ،

بحيثُ كلَّما انتقدَ أحدٌ أعمالَنا عمِلنا له تَنْميطًا (Stereotyping)،

وتَأطيرًا (Framing)،

بأنَّه يُدافعُ عن ظُلْمِ المرأةِ وتَسلُّطِ الرَّجلِ عليها.

إنْ لم تكنْ معنا فيما نفعلُه للمرأةِ فأنتََّ ضدَّنا،

أنت مع الظُّلْمِ والاضطهادِ والضربِ والعنفِ والتَّسلُّطِ على المرأةِ، وحِرمانِها من حُقوقِها.

مثلًا، نشرتْ هيئةُ الأممِ المتَّحدةِ للمرأةِ العامَ الماضي مقالًا بعنوانِ:

(التمَّكينُ الاقتصاديُّ للمرأةِ)،

يتحدَّثُ عن مِنطقةِ الشَّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا

(يعني الشُّعوبَ العربيَّةَ المسلمةَ)

طالبَ فيه بمنحِ المرأةِ حقوقًا مساويةً للرَّجلِ في الميراثِ،

وذكرَ ضِمنَ مآسي المرأةِ أنَّ نسبةً - فقط - مِن النِّساءِ المُرتبطاتِ (خارجَ علاقةِ الزَّواجِ)،

يتمتَّعنَ بالحريَّةِ في علاقاتهنَّ الجنسيَّةِ،

يعني باقي النِّساء ليس لديهنَّ الحريَّةَ في مُمارسةِ الجنسِ خارجَ الزَّواجِ.

طيِّب كيفَ سنُغري المسلمينَ بالسَّيرِ في طريقِ سيداو دُونَ ذِكْر اسمِها بالضَّرورة؟

هنا تأتي الهيئاتُ الأجنبيَّةُ

-يعني الرامبوهات-؛

لتَعرضَ مِنَحًا على دُولِ العالَمِ الإسلاميِّ تحت مُسمَّى:

(تمكين المرأة Woman Empowerment)،

وهي هيئاتٌ كثيرةٌ جدًّا، بل وبعضُها من دولٍ شرقيَّة كاليابان.

طيِّب أيَّةُ جهةٍ مَحلِّيَّة في العالَمِ الإسلاميِّ تُريدُ الحصولَ على هذا الدَّعمِ،

ما الأهدافُ التي يجبُ أن تُحقِّقَها؟

هي نفسُ الأهداف التي تُشكِّل أهدافًا مرحليَّةً (Mile Stones) لسيداو،

دونَ إظهارِ اسمِ سيداو بالضرورةِ

يعني يشتغلون على مبدأِ:

(Slippery Slope) المنحدَرُ الزَّلِق.

طيِّب مهما حاولنا تجميلَ هذا العمل،

أليس من المُمكنِ أنْ تحسَّ الشَّعوبُ المسلمةُ بأنَّه تدخُّلٌ فيها يُعارِضُ دينَها وأخلاقَها؟!.

هنا يأتي دورُ قرعاق،

الَّذي سيقومُ بدورِ المستغيثِ برامبو،

أَنْ يا رامبو!، أغِثنا فالمرأةُ في بلادِنا مظلومةٌ،

فيأتي رامبو على جَناحِ السُّرعةِ حاملًا كأسَ الماءِ،

وعارضًا حُضنَ الأمانِ للمرأةِ المسلمةِ المضطهدةِ،

وعلى قرعاقِ أن يقومَ بتقديمِ تقريرٍ كلَّ 4 سنوات

للجنةِ متابعةِ تنفيذِ سيداو في الأممِ المتَّحدةِ،

وإذا لم تُعجَبُ اللَّجنةُ بسرعةِ السَّيرِ نحوَ سيداو

فإنَّها ستُرسِلُ استجواباتٍ للبلدِ البطيءِ.

هل بالفعلِ لازلتم تُميِّزُون في الإرثِ؟!

هل فعلًا زواجُ المرأةِ لا زالَ يحتاجُ لوليٍّ عندَكم؟!

هل بالفعلِ تجرِّمونَ الحريَّةَ الجنسيَّةَ للمرأةِ على أنَّها زِنا؟!

اسمُها: (استجوابات) من بابِ التَّأطيرِ لهذه الأعمالِ؛

لتبقى تُهَمًا يجبُ على البلادِ التَّخلُّصُ منها.

وخصَّصَتْ الأممُ المتحدةُ مكتبًا لمُراقبةِ وَضْعِ المرأةِ عالميًّا

(UN Women Watch)،

مع التَّركيزِ طبعًا على المرأةِ المسلمةِ،

حتَّى يضمنَ رامبو أنَّ المرأةَ تسيرُ حثيثًا للإرتماءِ في أحضانِه

هربًا مِن زوجِها أو أبيها الشِّرِّيرِ.

المهمُّ جدًّا هنا -إخواني- أنْ تعلموا أنَّ مدى صراحةِ هذه الهيئاتِ الأجنبيَّةِ،

والقرعاقاتِ المحليَّةِ،

مدى صراحتهم في تطبيقِ سيداو، أو تخبئةِ هذه الأجندةِ

يعتمدُ على البيئةِ المحلِّيَّةِ لكلِّ بلدٍ مِن بلادِ المسلمين.

فإذا كان الناسُ نايمين،

وما حدِّش داري عن حدٍّ،

تُسحبُ التَّحفُّظاتُ التي تحفَّظتها الدُّولُ

في ليلةٍ ما فيها ضوءُ قمرٍ،

ويُطالِبُ رامبو صراحةً بتنفيذِ سيداو،

وإذا كان هناك بقيَّةُ حياة،

فإنَّ رامبو يُعطي فرصةً لقرعاق لتهيئةِ الأجواءِ بنَفَسٍ طويلٍ.

وما تراهُ يحصلُ في بلدٍ مُسرعٍ نحو رامبو

هو ما يُتوقَّعُ حصولُه في البلادِ المحافظةِ

إذا هدأَتْ فيها أصواتُ المُصلحينَ ونامَ النَّاسُ عمَّا يجري لهم.

تركيزٌ كبيرٌ من "رامبُو" على فلسطينَ

فمن تتَّخذهُم الأممُ المتَّحِدةُ مُمثِّلينَ عن فلسطينَ،

وقَّعُوا على (سِيداو) "CEDAW" دون أيِّ تحفُّظٍ عام 2014

دون أيِّ تحفُّظ!

هذا علمًا بأنَّ الكيانَ الصُّهيُونِيَّ -ما يُسمَّى بدَوْلةِ إِسرائيلَ-

لا زالتْ تتحفَّظُ على عدَّةِ بُنُودٍ منْ (سِيداو)،

ولم تُفَعِّلها لأَسبابٍ دينِيَّةٍ، ثقافيَّةٍ، حضارِيَّةٍ... كما فِي أمريكَا.

طَيِّبٌ، تَمَّ التَّوقِيعُ مِمَّنْ يمثِّلونَ فلسطينَ بلَا تَحفُّظٍ

هذا، سيُشجِّعُ الهيْئاتِ الأجنبيَّةَ على رفْعِ سقفِهَا

والمطالبةِ بمُطالباتٍ كبيرةٍ

نفْسُ هذِهِ الهيْئاتِ تجِدُها في دُوَلٍ أُخرى،

تتجنَّبُ جرْحَ شعورِ عامَّةِ النَّاسِ والاصطدامَ بعقيدتِهِمْ

إِلى حِينِ تهْيِئَةِ الأجواءِ وتشكيلِ الرَّأيِ العامِّ

مُطالَبَاتٌ كبيرةٌ مِثْلُ مَاذَا؟

مِثْلُ الَّتي نُشِرتْ العامَ الماضِي في تقريرٍ مُشتَرَكٍ لمُنظَّماتٍ دوليَّةٍ ومحلِّيَّةٍ في فلسطينَ

حيثُ أوصَى التَّقريرُ بالإِسراعِ في تنفيذِ اتِّفاقيَّةِ (سِيداو) منْ خلالِ إجراءَاتٍ منهَا ما يلِي:

* إلغاءُ المادَّةِ 284 الَّتِي تحظُرُ الزِّنَا،

* إلغاءُ تجْرِيمِ الإِجهاضِ -طبعًا لِتَسْهيلِ الزِّنَا دونَ تحمُّلِ تبِعَاتِهِ-

وتذكَّرُوا ما عرضْنَاهُ عنِ الإِجْهاضِ فِي الحلَقَةِ الماضِيَةِ،

* السَّماحُ لِلْمَرْأَةِ أن تسجِّلَ ابنَهَا عنْدَ الولادةِ تحتَ اسْمِ العائِلةِ الَّذِي تشاءُ،

دونَ الحاجةِ لعقْدِ زواجٍ

يعنِي: لا داعِيَ لِإثباتِ أنَّهَا مُتزَوِّجَةٌ

ويمكنُهَا وضعُ اسْمِ عائلةٍ منْ اختيارِهَا

* سَنُّ تشريعاتٍ تُلغِي أيَّ تميِيزٍ ضِدَّ المثليَّاتِ يعنِي الشَّاذَاتِ جنسِيًّا،

* رفعُ الحدِّ الأدْنَى لسِنِّ الزَّواجِ إلَى 18،

* إِلغاءُ القِوَامَةِ، مساواةُ المرأةِ بالرَّجلِ في المِيرَاثِ والزَّواجِ والطَّلَاقِ،

* ونشْرُ الاتِّفاقِيَّةِ في الجريدَةِ الرَّسميَّةِ لجعلِهَا مُلْزِمَةً كقانونٍ مَحَلِّيٍّ

يعنِي تسهِيلَ الحَرَامِ بأشكالِهِ،

وتصْعِيبَ الحلالِ، وتفكيكَ الأُسْرةِ

وكانَ منْ توصِيَاتها أن يُرفع تقريرٌ منْ فلسطينَ

إلَى لجنةِ متابعةِ (سِيداو) كلَّ سنتَيْنِ،

لَا كُلَّ أربعةِ سنواتٍ كمَا في باقِي الدُّوَلِ

لكنْ، معقولٌ تُنفَّذُ هذِهِ التَّوصيَاتُ!

تعالَوْا نرَى نموذجًا ممَّنْ يُدْعَمُونَ أُمَميًّا كمسؤولينَ عنْ فلسطينَ...

المذيع: خلِّينَا نِحْكِي إنَّك إنتَ جنَّدْتَ الرِّياضةَ

لِنشرِ القضيَّةِ الفِلِسطينِيَّةِ بردُه عالميًا، مضْبُوط؟

الضَّيفُ: أكيدٌ. وليش لا؟

مِين أحْسن: يشوفونا ملثَّمين ولَّا يشوفونا بشُورْتَات؟

يشوفوا صَبايانَا محجَّبَات

ولَّا لابْسَات شُورْت وبيلْعبُوا رِياضة؟

المُذيعُ: فُوتبُول... صحْ...

الضَّيفُ: أعتقدُ بأنَّ هذا الشِّي مُهِمٌّ

الرِّياضةُ في فلسطين مِشْ لِإِنجازٍ رِياضِيٍّ،

الرِّياضةُ في فلسطينَ لِتحقيقِ إِنجازٍ سياسِيٍّ مُزْدَوَجٍ

وفي تقْرِيرٍ آخَرَ في دُوَلٍ مجاورةٍ لِفلسطينَ صادِرٍ عنْ هيئةِ تنسيقٍ محليَّةٍ معَ دُوَلٍ أوروبِّيَّةٍ،

كانَ منْ مآخِذِ الهيئةِ استبعادُ الشَّريكِ الحميمِ

-خارجَ عَلاقاتِ الزَّوجيَّةِ- منْ تعريفِ الأُسرَةِ،

يعنِي: يجبُ أنْ يُسمَحَ للشَّابِّ والفتاةِ الزَّانِيَيْنِ

أن يُسَجِّلَا نفسَهُمَا كأُسرةٍ كما يحدُثُ في الغرْبِ

كمَا استنكَرَ التَّقريرُ زواجَ الفتياتِ دونَ سنِّ الـ 18،

في مُقَابِلِ استنكَارِ التَّميِيزِ الاجتماعِيِّ الَّذي يتعرَّضُ له الشَّواذُّ والشَّاذَّاتُ جنسيًّا

والأعجَبُ منْ هذَا كلِّهِ

أنَّ التَّقريرَ يُبدِي كذلِكَ انزِعاجَهُ ممَّا يتعرَّضُ لَهُ العاملاتُ في البِغَاءِ،

فيقولُ نصًّا بعدَ الحديثِ عنِ الاعتداءاتِ الَّتِي تَطَالُ الشَّواذَّ،

يقولُ: "والحالُ هيَ ذاتُهَا بالنِّسبةِ للبغاءِ،"

"إذْ إِنَّ المحرَّماتِ الَّتِي تحيطُ بهذَا الموضوعِ

تَحُولُ دونَ قيامِ أيِّ مُنَظَّمَةٍ بتبنِّي هذِهِ القضيَّةِ،"

"رَغمَ المُستويَاتِ العَالِيَةِ منَ المضايَقَةِ وإساءَةِ المُعاملَةِ،"

"الَّتِي تتعرَّضُ لهَا باستمرارٍ العاملاتُ في مجالِ الجنْسِ"

العامِلَاتُ فِي مجالِ الجنسِ! آهَا...

يَعْنِي: تُرِيدونَ لهذَا البلدِ أنْ يُصْبحَ مِثْلَ ألمانِيَا،

الَّذِي تعملُ فيهِ 400 ألفِ امرأةٍ في البِغاءِ حسبَ الإيكونوميست "The Economist"

وطبعًا هذا الكلامُ كلُّهُ -في هذهِ التَّقاريرِ-

يأتِي ضمنَ سياقِ الحديثِ عنْ مشاكلَ أُخرَى حقيقيَّةٍ تُعانِي مِنْهَا المرأةُ:

كاللُّجوءِ نتيجةَ الحروبِ،

والمرأةِ منْ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ،

والمرأة المتعرِّضَةِ للظُّلْمِ، والتَّسلُّطِ، والعنفِ الحقيقِيِّ، وغيرِهَا...

على طريقةِ لَبْسِ الحقِّ بالباطِلِ

هذَا كلُّهُ وَنحنُ لمْ نتكلَّمْ -يا كرامُ-

عنْ مساومَةِ رامْبُو للمرأَةِ علَى كأْسِ الماءِ مُقابِلَ مواقِفَ عَقَدِيَّةٍ

لَا أخْلَاقِيَّةٍ فحسبُ، بلْ وسِياسيَّةٍ!

ففِي فلسطينَ،

اشترطتْ بعضُ الجهاتِ المقدِّمَةِ لمِنَحٍ للمرأةِ

التَّوقيعَ علَى وثائقَ تُدينُ أيَّةَ مقاومَةٍ مشروعَةٍ،

حتَّى وصفتْهَا وزيرَةُ شُؤونِ المرأةِ (ربيحةُ دِيَابُ)

بالتَّدخُّلِ السَّافرِ في طبيعةِ عملِ المؤسَّساتِ النَّسويَّةِ

وَقالتْ هذِهِ الوزيرَةُ:

"يصِلُ الحدُّ بِبعضِ المَانحينَ ليسَ التَّدخُّلَ فقطْ في طبيعةِ المشاريعِ،"

"إنَّما بأسماءِ العاملينَ علَى المشروعِ"

إذنْ، فهذَا ما يرِيدُهُ رامبُو مقابلَ كأسِ الماءِ

وآليَّةُ عملِهِ هِي تحتَ شعارٍ برَّاقٍ: تمكينُ المرأةِ

"Woman Empowerment"

تمكِينُهَا اجتماعيًّا، اقتصاديًّا، وسياسيًّا

فهيَ ثلاثُ خُطُواتٍ منظَّمةٍ ومُهَيْكَلَةٍ ومدروسَةٍ:

التَّمكينُ الاجتماعيُّ للمرأةِ بتعزيزِ النَّزعَةِ الفرديَّةِ لدَى المرأَةِ،

وتنفِيرِهَا عنِ الانتماءِ للأُسْرَةِ، وتغذيةِ النِّدِّيَّةِ بينَهَا وبينَ الرَّجُلِ،

وجَعْلِهَا ترفُضُ مفاهيمَ القِوَامَةِ والوِلايَةِ منْ أيِّ رجلٍ عليْهَا

وإذَا كانتِ اللُّغَةُ في بيئةٍ مَا أكثَرَ صراحَةً،

فسيكونُ الحديثُ أيضًا عنْ تشجِيعِهَا علَى الفاحشَةِ تحتَ مُسَمَّى الحرِّيَّةِ الجنسِيَّةِ

هذِهِ المرْأَةُ الَّتِي أصبحَتْ حُرَّةً

كأُختِهَا الأجنبِيَّةِ الَّتِي تكلَّمْنَا عَنْهَا المرَّةَ الماضِيَةَ،

ستحتاجُ إلَى مصدَرِ تمويلٍ لتُحقِّقَ استقلالَهَا عَنِ الرَّجُلِ،

ولَا تعُودَ بحاجةٍ إلَى قِوامتِهِ وَلَا مسؤُولِيَّتِهِ،

ولا تدخُّلِهِ فِي حرِّيَاتِهَا في الزِّنَا والإجهَاضِ والشُّذُوذِ

وهذَا يجعلُهَا بحاجةٍ إِلَى الخطوةِ الثَّانيةِ،

ألَا وَهِيَ: "التَّمكينُ الاقتصادِيُّ للمرأةِ"،

بإعطاءِ المِنَحِ للنِّساءِ لمساعدَتِهِنَّ على هذَا الاستقلَالِ،

وتوفيرِ فُرَصِ عمَلٍ في كافَّةِ المجالاتِ دونَ شرْطٍ منْ شرعٍ ولا غيْرِهِ

الخُطوةُ الثَّالثةُ: "التَّمكينُ السِّياسيُّ للمرأةِ"،

مِنْ خلالِ بثِّ هذِهِ الأفكارِ لِتكوينِ رأيٍ عامٍّ لدَى النِّسَاءِ

أنَّ سعادتهُنَّ وحَلَّ مشاكِلِهِنَّ هوَ فِي تحقيقِ هذيْنِ التَّمكينَيْنِ،

الاجتماعِيِّ والاقتصادِيِّ

وبالتَّالِي مطالَبَةِ صُنَّاعِ القرارِ بسَنِّ التَّشريعاتِ

التي تُمكِّنُ المرأةَ منْ تحقيقِ هذِهِ المكتَسَباتِ

ما لكَ أيُّهَا الرَّجُلُ؟

ليكون مشْ عاجبَكْ تمكِينُ المرأةِ!

إذنْ، فأنتَ ضدَّ المرأَةِ!

تؤيِّدُ ظلمَهَا اجتماعيًّا!

وإفقارَهَا اقتصاديًّا!

وتهميشَهَا سياسيًّا!

مِشْ حنِسمَعْ لكْ أصلًا!

ولن نعطيَكَ فُرْصةً!

ولَا نسمعُ للحَلِّ الَّذِي تطرحُهُ!

كفاكُمْ أيُّهَا الرِّجالُ ظلمًا!

كفاكُمْ أيُّهَا الشُّيوخُ انغلاقًا!

طيِّبٌ، إذَا المرأةُ الَّتِي ثارتْ على الرَّجلِ -زوجًا كانَ أو أبًا أو أخًا-

لمْ يكفِهَا كأسُ الماءِ منْ رامْبُو وَلَا فرصُ العملِ المقدَّمَةُ منهُ،

ماذَا ستفعلُ؟

سيقومُ (قرعاقُ) بإعطائِهَا ديونًا رِبوِيَّةً لتسُدَّ حاجتَهَا

طيِّبٌ، وإذَا عجزَتِ المرأَةُ عنِ السَّدادِ؟

يتِمُّ حبسُهَا مِثْلُهَا مثْلُ الرَّجلِ؛ فهُمَا متساويَانِ

وندخلُ في قضيَّةِ "الغارماتِ"،

حيثُ يُعطَينَ اسمًا شرعيًّا، ويُنادَى علَى الإسلامِ:

أنْ تعالَ يا إسلامُ، يا من نحَّيْنَاكَ وخالفنَاكَ في كلِّ ما سبَقَ،

ووصفْنَا منْ ينادِي بكَ بالانغلاقِ والظُّلْمِ للمرأةِ،

تعالَ حُلَّ مشكلَةَ الغارماتِ،

وأقنِعِ النَّاسَ بأنَّ سدادَ دُيونِهِنَّ ورِبَوِيَّاتِهَا هيَ منْ مصارفِ الزَّكاةِ،

وأنَّ عليهِمُ التَّقرُّبَ إلَى اللهِ بدفعِ المالِ لـِ(قرعاقَ)

ولِلْعلمِ،

ففِي بعضِ الدُّولِ الصَّغيرةِ منْ دولِ المسلمينَ

ستجدُ عشراتِ الآلافِ منْ هؤلاءِ الغارِمَاتِ

طيِّبٌ، وإذَا النَّاسُ قلَّ دينُهَا ونخوَتُهَا معَ مرورِ الأيَّامِ،

وما عادتْ تهتمُّ لزكاةٍ ولا لغارِمَاتٍ؟

حينئذٍ سَتسيرُ المرأةُ المسلِمَةُ علَى خُطَى الغربيَّةِ

وسنرَاهَا تفعلُ كُلَّ شيْءٍ، وتخضَعُ لكلِّ أمرٍ منْ أجلِ المالِ

كمَا رأينَا في الحلقةِ الماضيَةِ عنِ المرأةِ الغربيَّةِ

الآنَ يا كرامُ، بعدمَا عرفنَا قصَّةَ رامْبُو و(قرعاقَ) وكأسِ الماءِ،


رامبو ينقذ مسلمة! (1) Rambo rettet einen Muslim! (1) Rambo saves a Muslim! (1) Rambo sauve un musulman ! (1)

السَّلام عليكم Hello

أخي وأختي! My brother and my sister!

تصوَّرا نفسَكَما زوجين في بيتِكما، علاقتُكما متأرجِحةٌ، تتحسَّنُ وتسوءُ، Imagine yourself as a married couple in your home, your relationship swinging, getting better and worse,

بينكما كتابُ اللهِ، لكنْ تقتربون منه حينًا وتبتعدون حينًا. Between you is the Book of God, but you sometimes approach it and sometimes you move away.

تعلمان أنَّ الحلَّ فيه، لكنَّ الجهلَ به واتِّباعَ الهوى يمنعُكُما مِن كمالِ الاستفادةِ منه. You both know that the solution is in it, but ignorance of it and following whims prevent you from fully benefiting from it.

لكما جارٌ سِكِّيرٌ؛ يضربُ امرأتَهُ حتَّى يعلوَ صوتُها،

وأحيانًا تشربُ معه هي من الخمرِ وتُحَشِّشُ،

ويدخلُ عليها أصحابُه ينتهكونَ عِرضَها بِرِضاها حينًا، وبغيرِ رِضاها أحيانًا،

وجارُ السَّوءِ لا َيكُفُّ عنها يدًا، وإنْ حاولَ، لم يستطع،

ولكما قريبٌ عاقٌّ يعمل لحساب جاركما هذا ويأتمِرُ بأمرِه،

ولْنُسمِّي (القريبَ العاقَّ) اختصارًا بـ (قَرْعَاق). And let us call (the disobedient relative) an abbreviation with (Qaraaq).

جارُكما هذا يعتلي سطحَ بيتِكما ليسرقَ مِن ماء خزَّانِكما، ويساعدُه قَرعاق.

ذات يومٍ، اختلفتما وتعالَتْ أصواتُكما، فدخلَ عليكما الجارُ مخمورًا،

بيدهِ كأسُ الخمرِ، وبيدهِ الأُخرى كوبُ ماءٍ سرقهُ مِن خزَّانكما،

- خيرًا يا جار السَّوءِ!

- سمعتُ صيحتَكِ - يا جارتي -، وأخبرَني قَرعاقُ أنَّك بحاجتي،

فجئتُ أنقذُكِ وأسقيكِ.

يعني انقلبَ الجارُ فجأةً إلى (رامبو)،

ولِمن لا يعرفُ (رامبو)

فهو شخصيَّةُ البطلِ الأمريكيِّ الَّتي كانت تُلمَّع لأبناءِ جيلي في صِغرِنا.

أخي وأختي!

هل حضَرتُما الَحلَقةَ الماضيةَ بعُنوانِ:

(تحريرُ المرأةِ الغربيَّةِ)؟

هل رأيتُم بالحقائقِ والإحصائيَّاتِ الرسميَّةِ حالَ المرأةِ الغربيَّةِ

وكيف تمَّ استغلالُها كأداةٍ لتحقيقِ مطامعِ راسمي السِّياساتِ وأصحابِ رؤوسِ الأموالِ؟

ثمَّ كيفَ أصبحت المرأةُ الغربيَّةُ ضحيَّةً للانفلاتِ الجنسيِّ والعُنفِ الهَمجيِّ؟

تصوَّروا الآن، كيف أنَّ هؤلاء الذين استخدموا المرأةَ ثمَّ أهانوها في الغربِ،

يأتونَ إلى بلادِنا

كـ (رامبوهات)، جمع (رامبو)،

وتحت أيِّ عنوان؟

(إنقاذُ المرأة المسلمة)

كيف؟

بالقضاءِ على كافَّةِ أشكالِ التَّميِيزِ ضدَّ المرأةِ،

بتحطيِم مفهومِ القِوامةِ والولايةِ عليها،

بمُساواتِها مع الرَّجلِ في الميراثِ،

بمَنحِها الحريَّةَ الجنسيَّةَ.

أيُّها الكرام والكريمات!

يتعرَّضُ بعضُ النِّساء في العالَمِ الإسلاميِّ لأشكالٍ عديدةٍ مِن الظُّلمِ بالفعلِ.

هل الحلُّ في شريعةٍ ربانيَّة صحيحة تُنصِف الجميعَ؟

أم يمكنُ أنْ يكونَ لدى رامبو الحلُّ بالفعلِ؟!.

في هذه الحلقةِ سنرى ما يَعرِضُه رامبو وقَرعاق (القريب العاق)،

وما يُريدانِه مِن المرأة مقابلَ كأسِ الماءِ،

ثمَّ نُوجِّهُ أربعةَ أسئلةٍ لـ(رامبو)

حتّى نرى إنْ كان مؤهَّلًا لمَهمَّةِ إنقاذِ المرأةِ،

فإنْ كان مؤهَّلًا وإلَّا بحثنا عن الحلِّ الصَّحيحِ.

عام 1979 أقرَّتْ الجمعيَّةُ العامَّةُ للأممِ المتَّحدةِ اتفاقيَّةً بعنوانِ:

(القضاءُ على كافَّةِ أشكالِ التمَّييِز ضدَّ المرأةِ) والمعروفةَ اختصارًا بـ(سيداو CEDAW)،

ووقَّعَتْ عليها عامَّةُ الدُّولِ تِباعًا، منها دولُ العالَمِ الإسلاميِّ،

وتحفَّظَتْ بعضُ الدُّولِ على بعضِ بنودِ الاتِّفاقيَّةِ.

الظَّريفُ في الأمرِ،

أنَّ الولاياتِ المتَّحدةَ الأمريكيَّةَ والتي وقَّعَتْ على الاتِّفاقيَّةِ،

وتُساهِمُ في فرضِها على العالَمِ الإسلاميِّ

لم تُحوِّلها إلى قوانين حتّى الآن،

(Did not Ratify CEDAW)،

بعد مرورِ 40 عامًا عليها،

مع أنَّ تَقنِينها نُوقِشَ عدَّةَ مرَّات،

لكنَّه ينتهي كلَّ مرةِ برفضِ تفْعيلها،

رفضِ تحويلِها إلى قوانين،

ومع أنَّ منظَّمةَ العفْوِ الدوليَّة وغيرَها انتقدوا الولاياتِ المتَّحدةِ على ذلك.

طيِّب لماذا؟!

مَن الذي يمنعُ تفعيلها؟

إنَّهم السيِّاسيونَ المحافظونَ والقادةُ الدِّينيُّون،

والذينَ يقولونَ أنَّ (سيداو) هي في أحسنِ الأحوالِ غيرُ ضروريَّةِ،

وفي أسوئِها تُعرِّضُ الولاياتِ المتَّحدةَ

لنَزواتِ منظَّمةٍ دوليَّةٍ، يعني (الأمم المتَّحدة)،

يقولون بالحرف: (subjects the U.S to the whims of an international agency).

وكما في هذا البحثِ المنشورِ من جمعيَّةِ العلومِ السِّياسيَّةِ الأمريكيَّةِ:

فإنَّ قادةَ الحزبِ الجمهوريِّ والمنظَّماتِ النِّسائيَّةَ المحافِظةَ، ترفضُ تفعيلَ سيداو؛

لأنَّها تُمكِّن الأممَ المتحدةَ من فرضِ سياساتٍ على المرأةِ والعائلةِ

يرفضُها عامَّةُ الشَّعبِ الأمريكيِّ،

وأنَّ السِّيناتور الأمريكيِّ جيسي هلمز (Jesse Helms) قال عن سيداو:

إنَّها اتفاقيَّةٌ سيِّئةٌ،

إنَّها اتفاقيَّةٌ مرعبةٌ،

تُطرحُ للمُفاوضةِ من نَسويَّاتٍ مُتطرِّفاتٍ؛

بِنيَّةِ حمايةِ أجندتِهم المتطرِّفةِ ضدَّ الأسرةِ.

فالصَّوتُ الأعلى حتَّى الآن في أمريكا هو لمن يقولون:

لن نُعرِّضَ مستقبلَ أمريكا للخطرِ من أجلِ نزواتِ وأهواءِ الأممِ المتَّحدةِ،

والنَّسَواتِ اللَّواتي يُرِدنَ تدميرَ الأسرةِ.

لكنَّ الاتفاقيَّةَ، ونزواتِ الأمم المتَّحدة

تُطبَّقُ طبعًا وبشكلٍ حثيثٍ، على الأمَّةِ الإسلاميَّةِ.

شُكِّلَت في الأممِ المتَّحدةِ لجنةُ مُتابعةِ تنفيذ سيداو،

وأصبحتْ سيداو هي الدِّينَ الذي يَجبُ أنْ يُفرَضَ على العالَمِ،

خاصَّةً العالم الإسلاميَّ.

لا يَخفاكم أنَّ كلَّ حُصونَ المجتمعاتِ الإسلاميَّةِ.

قد تمَّ هدمُها.

تمَّ هدمُ مؤسَّسةِ المساجدِ،

مؤسَّسةِ التَّّعليمِ والمناهِج الدِّراسيَّةِ،

مؤسَّسةِ الإعلامِ،

وبقيَ الحِصنُ الأهمُّ والأخيرُ،

وهو حِصنُ الأُسرةِ.

الآن ما الذي يحصلُ؟

اسم (سيداو) نفسُه أصبحَ مُبتَذلًا ومُثيرًا

لحفيظَةِ الواعين الذين اطَّلعوا على مضامينِ الاتفاقيَّةِ؛

لذلك لنْ نستخدمَهُ كثيرًا،

وإنَّما سنسعى إلى تطبيقِ مضامينَ سيداو وبهدوءٍ ونَفَسٍ طويلٍ.

سنستخدمُ عباراتٍ جذَّابَةٍ:

(تمكينُ المرأةِ)

وسنركِّزُ على النَّماذجِ المشوَّهةِ السَّيِّئةِ من ظُلْمِ المرأةِ في العالَمِ الإسلاميِّ،

بحيثُ كلَّما انتقدَ أحدٌ أعمالَنا عمِلنا له تَنْميطًا (Stereotyping)،

وتَأطيرًا (Framing)،

بأنَّه يُدافعُ عن ظُلْمِ المرأةِ وتَسلُّطِ الرَّجلِ عليها.

إنْ لم تكنْ معنا فيما نفعلُه للمرأةِ فأنتََّ ضدَّنا،

أنت مع الظُّلْمِ والاضطهادِ والضربِ والعنفِ والتَّسلُّطِ على المرأةِ، وحِرمانِها من حُقوقِها.

مثلًا، نشرتْ هيئةُ الأممِ المتَّحدةِ للمرأةِ العامَ الماضي مقالًا بعنوانِ:

(التمَّكينُ الاقتصاديُّ للمرأةِ)،

يتحدَّثُ عن مِنطقةِ الشَّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا

(يعني الشُّعوبَ العربيَّةَ المسلمةَ)

طالبَ فيه بمنحِ المرأةِ حقوقًا مساويةً للرَّجلِ في الميراثِ،

وذكرَ ضِمنَ مآسي المرأةِ أنَّ نسبةً - فقط - مِن النِّساءِ المُرتبطاتِ (خارجَ علاقةِ الزَّواجِ)،

يتمتَّعنَ بالحريَّةِ في علاقاتهنَّ الجنسيَّةِ،

يعني باقي النِّساء ليس لديهنَّ الحريَّةَ في مُمارسةِ الجنسِ خارجَ الزَّواجِ.

طيِّب كيفَ سنُغري المسلمينَ بالسَّيرِ في طريقِ سيداو دُونَ ذِكْر اسمِها بالضَّرورة؟

هنا تأتي الهيئاتُ الأجنبيَّةُ

-يعني الرامبوهات-؛

لتَعرضَ مِنَحًا على دُولِ العالَمِ الإسلاميِّ تحت مُسمَّى:

(تمكين المرأة Woman Empowerment)،

وهي هيئاتٌ كثيرةٌ جدًّا، بل وبعضُها من دولٍ شرقيَّة كاليابان.

طيِّب أيَّةُ جهةٍ مَحلِّيَّة في العالَمِ الإسلاميِّ تُريدُ الحصولَ على هذا الدَّعمِ،

ما الأهدافُ التي يجبُ أن تُحقِّقَها؟

هي نفسُ الأهداف التي تُشكِّل أهدافًا مرحليَّةً (Mile Stones) لسيداو،

دونَ إظهارِ اسمِ سيداو بالضرورةِ

يعني يشتغلون على مبدأِ:

(Slippery Slope) المنحدَرُ الزَّلِق.

طيِّب مهما حاولنا تجميلَ هذا العمل،

أليس من المُمكنِ أنْ تحسَّ الشَّعوبُ المسلمةُ بأنَّه تدخُّلٌ فيها يُعارِضُ دينَها وأخلاقَها؟!.

هنا يأتي دورُ قرعاق،

الَّذي سيقومُ بدورِ المستغيثِ برامبو،

أَنْ يا رامبو!، أغِثنا فالمرأةُ في بلادِنا مظلومةٌ،

فيأتي رامبو على جَناحِ السُّرعةِ حاملًا كأسَ الماءِ،

وعارضًا حُضنَ الأمانِ للمرأةِ المسلمةِ المضطهدةِ،

وعلى قرعاقِ أن يقومَ بتقديمِ تقريرٍ كلَّ 4 سنوات

للجنةِ متابعةِ تنفيذِ سيداو في الأممِ المتَّحدةِ،

وإذا لم تُعجَبُ اللَّجنةُ بسرعةِ السَّيرِ نحوَ سيداو

فإنَّها ستُرسِلُ استجواباتٍ للبلدِ البطيءِ.

هل بالفعلِ لازلتم تُميِّزُون في الإرثِ؟!

هل فعلًا زواجُ المرأةِ لا زالَ يحتاجُ لوليٍّ عندَكم؟!

هل بالفعلِ تجرِّمونَ الحريَّةَ الجنسيَّةَ للمرأةِ على أنَّها زِنا؟!

اسمُها: (استجوابات) من بابِ التَّأطيرِ لهذه الأعمالِ؛

لتبقى تُهَمًا يجبُ على البلادِ التَّخلُّصُ منها.

وخصَّصَتْ الأممُ المتحدةُ مكتبًا لمُراقبةِ وَضْعِ المرأةِ عالميًّا

(UN Women Watch)،

مع التَّركيزِ طبعًا على المرأةِ المسلمةِ،

حتَّى يضمنَ رامبو أنَّ المرأةَ تسيرُ حثيثًا للإرتماءِ في أحضانِه

هربًا مِن زوجِها أو أبيها الشِّرِّيرِ.

المهمُّ جدًّا هنا -إخواني- أنْ تعلموا أنَّ مدى صراحةِ هذه الهيئاتِ الأجنبيَّةِ،

والقرعاقاتِ المحليَّةِ،

مدى صراحتهم في تطبيقِ سيداو، أو تخبئةِ هذه الأجندةِ

يعتمدُ على البيئةِ المحلِّيَّةِ لكلِّ بلدٍ مِن بلادِ المسلمين.

فإذا كان الناسُ نايمين،

وما حدِّش داري عن حدٍّ،

تُسحبُ التَّحفُّظاتُ التي تحفَّظتها الدُّولُ

في ليلةٍ ما فيها ضوءُ قمرٍ،

ويُطالِبُ رامبو صراحةً بتنفيذِ سيداو،

وإذا كان هناك بقيَّةُ حياة،

فإنَّ رامبو يُعطي فرصةً لقرعاق لتهيئةِ الأجواءِ بنَفَسٍ طويلٍ.

وما تراهُ يحصلُ في بلدٍ مُسرعٍ نحو رامبو

هو ما يُتوقَّعُ حصولُه في البلادِ المحافظةِ

إذا هدأَتْ فيها أصواتُ المُصلحينَ ونامَ النَّاسُ عمَّا يجري لهم.

تركيزٌ كبيرٌ من "رامبُو" على فلسطينَ

فمن تتَّخذهُم الأممُ المتَّحِدةُ مُمثِّلينَ عن فلسطينَ،

وقَّعُوا على (سِيداو) "CEDAW" دون أيِّ تحفُّظٍ عام 2014

دون أيِّ تحفُّظ!

هذا علمًا بأنَّ الكيانَ الصُّهيُونِيَّ -ما يُسمَّى بدَوْلةِ إِسرائيلَ-

لا زالتْ تتحفَّظُ على عدَّةِ بُنُودٍ منْ (سِيداو)،

ولم تُفَعِّلها لأَسبابٍ دينِيَّةٍ، ثقافيَّةٍ، حضارِيَّةٍ... كما فِي أمريكَا.

طَيِّبٌ، تَمَّ التَّوقِيعُ مِمَّنْ يمثِّلونَ فلسطينَ بلَا تَحفُّظٍ

هذا، سيُشجِّعُ الهيْئاتِ الأجنبيَّةَ على رفْعِ سقفِهَا

والمطالبةِ بمُطالباتٍ كبيرةٍ

نفْسُ هذِهِ الهيْئاتِ تجِدُها في دُوَلٍ أُخرى،

تتجنَّبُ جرْحَ شعورِ عامَّةِ النَّاسِ والاصطدامَ بعقيدتِهِمْ

إِلى حِينِ تهْيِئَةِ الأجواءِ وتشكيلِ الرَّأيِ العامِّ

مُطالَبَاتٌ كبيرةٌ مِثْلُ مَاذَا؟

مِثْلُ الَّتي نُشِرتْ العامَ الماضِي في تقريرٍ مُشتَرَكٍ لمُنظَّماتٍ دوليَّةٍ ومحلِّيَّةٍ في فلسطينَ

حيثُ أوصَى التَّقريرُ بالإِسراعِ في تنفيذِ اتِّفاقيَّةِ (سِيداو) منْ خلالِ إجراءَاتٍ منهَا ما يلِي:

* إلغاءُ المادَّةِ 284 الَّتِي تحظُرُ الزِّنَا،

* إلغاءُ تجْرِيمِ الإِجهاضِ -طبعًا لِتَسْهيلِ الزِّنَا دونَ تحمُّلِ تبِعَاتِهِ-

وتذكَّرُوا ما عرضْنَاهُ عنِ الإِجْهاضِ فِي الحلَقَةِ الماضِيَةِ،

* السَّماحُ لِلْمَرْأَةِ أن تسجِّلَ ابنَهَا عنْدَ الولادةِ تحتَ اسْمِ العائِلةِ الَّذِي تشاءُ،

دونَ الحاجةِ لعقْدِ زواجٍ

يعنِي: لا داعِيَ لِإثباتِ أنَّهَا مُتزَوِّجَةٌ

ويمكنُهَا وضعُ اسْمِ عائلةٍ منْ اختيارِهَا

* سَنُّ تشريعاتٍ تُلغِي أيَّ تميِيزٍ ضِدَّ المثليَّاتِ يعنِي الشَّاذَاتِ جنسِيًّا،

* رفعُ الحدِّ الأدْنَى لسِنِّ الزَّواجِ إلَى 18،

* إِلغاءُ القِوَامَةِ، مساواةُ المرأةِ بالرَّجلِ في المِيرَاثِ والزَّواجِ والطَّلَاقِ،

* ونشْرُ الاتِّفاقِيَّةِ في الجريدَةِ الرَّسميَّةِ لجعلِهَا مُلْزِمَةً كقانونٍ مَحَلِّيٍّ

يعنِي تسهِيلَ الحَرَامِ بأشكالِهِ،

وتصْعِيبَ الحلالِ، وتفكيكَ الأُسْرةِ

وكانَ منْ توصِيَاتها أن يُرفع تقريرٌ منْ فلسطينَ

إلَى لجنةِ متابعةِ (سِيداو) كلَّ سنتَيْنِ،

لَا كُلَّ أربعةِ سنواتٍ كمَا في باقِي الدُّوَلِ

لكنْ، معقولٌ تُنفَّذُ هذِهِ التَّوصيَاتُ!

تعالَوْا نرَى نموذجًا ممَّنْ يُدْعَمُونَ أُمَميًّا كمسؤولينَ عنْ فلسطينَ...

المذيع: خلِّينَا نِحْكِي إنَّك إنتَ جنَّدْتَ الرِّياضةَ

لِنشرِ القضيَّةِ الفِلِسطينِيَّةِ بردُه عالميًا، مضْبُوط؟

الضَّيفُ: أكيدٌ. وليش لا؟

مِين أحْسن: يشوفونا ملثَّمين ولَّا يشوفونا بشُورْتَات؟

يشوفوا صَبايانَا محجَّبَات

ولَّا لابْسَات شُورْت وبيلْعبُوا رِياضة؟

المُذيعُ: فُوتبُول... صحْ...

الضَّيفُ: أعتقدُ بأنَّ هذا الشِّي مُهِمٌّ

الرِّياضةُ في فلسطين مِشْ لِإِنجازٍ رِياضِيٍّ،

الرِّياضةُ في فلسطينَ لِتحقيقِ إِنجازٍ سياسِيٍّ مُزْدَوَجٍ

وفي تقْرِيرٍ آخَرَ في دُوَلٍ مجاورةٍ لِفلسطينَ صادِرٍ عنْ هيئةِ تنسيقٍ محليَّةٍ معَ دُوَلٍ أوروبِّيَّةٍ،

كانَ منْ مآخِذِ الهيئةِ استبعادُ الشَّريكِ الحميمِ

-خارجَ عَلاقاتِ الزَّوجيَّةِ- منْ تعريفِ الأُسرَةِ،

يعنِي: يجبُ أنْ يُسمَحَ للشَّابِّ والفتاةِ الزَّانِيَيْنِ

أن يُسَجِّلَا نفسَهُمَا كأُسرةٍ كما يحدُثُ في الغرْبِ

كمَا استنكَرَ التَّقريرُ زواجَ الفتياتِ دونَ سنِّ الـ 18،

في مُقَابِلِ استنكَارِ التَّميِيزِ الاجتماعِيِّ الَّذي يتعرَّضُ له الشَّواذُّ والشَّاذَّاتُ جنسيًّا

والأعجَبُ منْ هذَا كلِّهِ

أنَّ التَّقريرَ يُبدِي كذلِكَ انزِعاجَهُ ممَّا يتعرَّضُ لَهُ العاملاتُ في البِغَاءِ،

فيقولُ نصًّا بعدَ الحديثِ عنِ الاعتداءاتِ الَّتِي تَطَالُ الشَّواذَّ،

يقولُ: "والحالُ هيَ ذاتُهَا بالنِّسبةِ للبغاءِ،"

"إذْ إِنَّ المحرَّماتِ الَّتِي تحيطُ بهذَا الموضوعِ

تَحُولُ دونَ قيامِ أيِّ مُنَظَّمَةٍ بتبنِّي هذِهِ القضيَّةِ،"

"رَغمَ المُستويَاتِ العَالِيَةِ منَ المضايَقَةِ وإساءَةِ المُعاملَةِ،"

"الَّتِي تتعرَّضُ لهَا باستمرارٍ العاملاتُ في مجالِ الجنْسِ"

العامِلَاتُ فِي مجالِ الجنسِ! آهَا...

يَعْنِي: تُرِيدونَ لهذَا البلدِ أنْ يُصْبحَ مِثْلَ ألمانِيَا،

الَّذِي تعملُ فيهِ 400 ألفِ امرأةٍ في البِغاءِ حسبَ الإيكونوميست "The Economist"

وطبعًا هذا الكلامُ كلُّهُ -في هذهِ التَّقاريرِ-

يأتِي ضمنَ سياقِ الحديثِ عنْ مشاكلَ أُخرَى حقيقيَّةٍ تُعانِي مِنْهَا المرأةُ:

كاللُّجوءِ نتيجةَ الحروبِ،

والمرأةِ منْ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ،

والمرأة المتعرِّضَةِ للظُّلْمِ، والتَّسلُّطِ، والعنفِ الحقيقِيِّ، وغيرِهَا...

على طريقةِ لَبْسِ الحقِّ بالباطِلِ

هذَا كلُّهُ وَنحنُ لمْ نتكلَّمْ -يا كرامُ-

عنْ مساومَةِ رامْبُو للمرأَةِ علَى كأْسِ الماءِ مُقابِلَ مواقِفَ عَقَدِيَّةٍ

لَا أخْلَاقِيَّةٍ فحسبُ، بلْ وسِياسيَّةٍ!

ففِي فلسطينَ،

اشترطتْ بعضُ الجهاتِ المقدِّمَةِ لمِنَحٍ للمرأةِ

التَّوقيعَ علَى وثائقَ تُدينُ أيَّةَ مقاومَةٍ مشروعَةٍ،

حتَّى وصفتْهَا وزيرَةُ شُؤونِ المرأةِ (ربيحةُ دِيَابُ)

بالتَّدخُّلِ السَّافرِ في طبيعةِ عملِ المؤسَّساتِ النَّسويَّةِ

وَقالتْ هذِهِ الوزيرَةُ:

"يصِلُ الحدُّ بِبعضِ المَانحينَ ليسَ التَّدخُّلَ فقطْ في طبيعةِ المشاريعِ،"

"إنَّما بأسماءِ العاملينَ علَى المشروعِ"

إذنْ، فهذَا ما يرِيدُهُ رامبُو مقابلَ كأسِ الماءِ

وآليَّةُ عملِهِ هِي تحتَ شعارٍ برَّاقٍ: تمكينُ المرأةِ

"Woman Empowerment"

تمكِينُهَا اجتماعيًّا، اقتصاديًّا، وسياسيًّا

فهيَ ثلاثُ خُطُواتٍ منظَّمةٍ ومُهَيْكَلَةٍ ومدروسَةٍ:

التَّمكينُ الاجتماعيُّ للمرأةِ بتعزيزِ النَّزعَةِ الفرديَّةِ لدَى المرأَةِ،

وتنفِيرِهَا عنِ الانتماءِ للأُسْرَةِ، وتغذيةِ النِّدِّيَّةِ بينَهَا وبينَ الرَّجُلِ،

وجَعْلِهَا ترفُضُ مفاهيمَ القِوَامَةِ والوِلايَةِ منْ أيِّ رجلٍ عليْهَا

وإذَا كانتِ اللُّغَةُ في بيئةٍ مَا أكثَرَ صراحَةً،

فسيكونُ الحديثُ أيضًا عنْ تشجِيعِهَا علَى الفاحشَةِ تحتَ مُسَمَّى الحرِّيَّةِ الجنسِيَّةِ

هذِهِ المرْأَةُ الَّتِي أصبحَتْ حُرَّةً

كأُختِهَا الأجنبِيَّةِ الَّتِي تكلَّمْنَا عَنْهَا المرَّةَ الماضِيَةَ،

ستحتاجُ إلَى مصدَرِ تمويلٍ لتُحقِّقَ استقلالَهَا عَنِ الرَّجُلِ،

ولَا تعُودَ بحاجةٍ إلَى قِوامتِهِ وَلَا مسؤُولِيَّتِهِ،

ولا تدخُّلِهِ فِي حرِّيَاتِهَا في الزِّنَا والإجهَاضِ والشُّذُوذِ

وهذَا يجعلُهَا بحاجةٍ إِلَى الخطوةِ الثَّانيةِ،

ألَا وَهِيَ: "التَّمكينُ الاقتصادِيُّ للمرأةِ"،

بإعطاءِ المِنَحِ للنِّساءِ لمساعدَتِهِنَّ على هذَا الاستقلَالِ،

وتوفيرِ فُرَصِ عمَلٍ في كافَّةِ المجالاتِ دونَ شرْطٍ منْ شرعٍ ولا غيْرِهِ

الخُطوةُ الثَّالثةُ: "التَّمكينُ السِّياسيُّ للمرأةِ"،

مِنْ خلالِ بثِّ هذِهِ الأفكارِ لِتكوينِ رأيٍ عامٍّ لدَى النِّسَاءِ

أنَّ سعادتهُنَّ وحَلَّ مشاكِلِهِنَّ هوَ فِي تحقيقِ هذيْنِ التَّمكينَيْنِ،

الاجتماعِيِّ والاقتصادِيِّ

وبالتَّالِي مطالَبَةِ صُنَّاعِ القرارِ بسَنِّ التَّشريعاتِ

التي تُمكِّنُ المرأةَ منْ تحقيقِ هذِهِ المكتَسَباتِ

ما لكَ أيُّهَا الرَّجُلُ؟

ليكون مشْ عاجبَكْ تمكِينُ المرأةِ!

إذنْ، فأنتَ ضدَّ المرأَةِ!

تؤيِّدُ ظلمَهَا اجتماعيًّا!

وإفقارَهَا اقتصاديًّا!

وتهميشَهَا سياسيًّا!

مِشْ حنِسمَعْ لكْ أصلًا!

ولن نعطيَكَ فُرْصةً!

ولَا نسمعُ للحَلِّ الَّذِي تطرحُهُ!

كفاكُمْ أيُّهَا الرِّجالُ ظلمًا!

كفاكُمْ أيُّهَا الشُّيوخُ انغلاقًا!

طيِّبٌ، إذَا المرأةُ الَّتِي ثارتْ على الرَّجلِ -زوجًا كانَ أو أبًا أو أخًا-

لمْ يكفِهَا كأسُ الماءِ منْ رامْبُو وَلَا فرصُ العملِ المقدَّمَةُ منهُ،

ماذَا ستفعلُ؟

سيقومُ (قرعاقُ) بإعطائِهَا ديونًا رِبوِيَّةً لتسُدَّ حاجتَهَا

طيِّبٌ، وإذَا عجزَتِ المرأَةُ عنِ السَّدادِ؟

يتِمُّ حبسُهَا مِثْلُهَا مثْلُ الرَّجلِ؛ فهُمَا متساويَانِ

وندخلُ في قضيَّةِ "الغارماتِ"،

حيثُ يُعطَينَ اسمًا شرعيًّا، ويُنادَى علَى الإسلامِ:

أنْ تعالَ يا إسلامُ، يا من نحَّيْنَاكَ وخالفنَاكَ في كلِّ ما سبَقَ،

ووصفْنَا منْ ينادِي بكَ بالانغلاقِ والظُّلْمِ للمرأةِ،

تعالَ حُلَّ مشكلَةَ الغارماتِ،

وأقنِعِ النَّاسَ بأنَّ سدادَ دُيونِهِنَّ ورِبَوِيَّاتِهَا هيَ منْ مصارفِ الزَّكاةِ،

وأنَّ عليهِمُ التَّقرُّبَ إلَى اللهِ بدفعِ المالِ لـِ(قرعاقَ)

ولِلْعلمِ،

ففِي بعضِ الدُّولِ الصَّغيرةِ منْ دولِ المسلمينَ

ستجدُ عشراتِ الآلافِ منْ هؤلاءِ الغارِمَاتِ

طيِّبٌ، وإذَا النَّاسُ قلَّ دينُهَا ونخوَتُهَا معَ مرورِ الأيَّامِ،

وما عادتْ تهتمُّ لزكاةٍ ولا لغارِمَاتٍ؟

حينئذٍ سَتسيرُ المرأةُ المسلِمَةُ علَى خُطَى الغربيَّةِ

وسنرَاهَا تفعلُ كُلَّ شيْءٍ، وتخضَعُ لكلِّ أمرٍ منْ أجلِ المالِ

كمَا رأينَا في الحلقةِ الماضيَةِ عنِ المرأةِ الغربيَّةِ

الآنَ يا كرامُ، بعدمَا عرفنَا قصَّةَ رامْبُو و(قرعاقَ) وكأسِ الماءِ،