×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

سلسلة المرأة, " أنا حرة " (2)

" أنا حرة " (2)

إلى أن قال الطَّبري:

"وهذا هو المعنى الذي قصده ابن عبَّاس بقوله:

"ما أُحِبُّ أن أستنظفَ جميع حقِّي عليها؛ لأن الله -تعالى ذكرُه- يقول:

﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة :228]"

ومعنى الدَّرجة: الرُّتبة والمنزلة"،

يعني: أيُّها الرَّجل

سامحْ وتحمَّلْ، اصفحْ إذا قصَّرتْ زوجتك معك وتغافل عن زلَّاتها وأدِّ أنت ما عليك

ولا تقلْ لها: "اعملي الذي عليك علشان أعمل الذي عليّ"،

بل اكسبْ هذه الدَّرجة عند الله بالمسامحة والتَّحمُّل وأداء ما عليك،

ثم قال الطبري:

"وهذا القولُ من الله -تعالى ذكرُه- وإن كان ظاهرُه ظاهرَ الخبر،

فمعناه معنى ندبِ الرِّجال إلى الأخذ على النِّساء بالفضل ليكونَ لهم عليهنَّ فضلُ درجة"

يعني الآية ليستْ خبرًا -أيُّها الرَّجل- أنَّ لك درجةً على المرأة لمجرَّد ذكورتك،

ولا لأنك حاملٌ لـ "كروموسوم Y" وهيَ "كروموسوم X"،

بل تكون لك درجة إذا تحلَّيتَ بهذه الأخلاق من المسامحة والاستيعاب

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ۚ

إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

وللرَّازي كلامٌ جميلٌ شبيهٌ بكلام الطَّبري في أحد الوجهين لتفسير: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾.

فتصوَّرْ ما يفعلُه بعضُ الأزواج

حين يقصِّرون في أداء ما عليهم غاية التَّقصير

ويطالبون المرأة بما عليها تحت شعار:

"القِوامة لي، وليَ عليكِ درجة"

فيعكسون مفهوم الآية.

الرَّجل الذي له هذه الدَّرجة والذي يعملُ بما يرقى إلى مستواها

هو الذي له الحكم والطَّاعة في إدارة مؤسَّسة الأسرة، ومؤسَّسةِ الزَّواج بهذه الدَّرجة أيضًا،

وهو الذي سيتحمَّل مسؤوليَّات وتبعات القرار مهما كانت صعبة، بهذه الدَّرجة أيضًا.

[سؤال 3] طيّب، ولماذا تكون هناك قِوامةٌ أصلًا؟

لماذا لا تكون كلُّ قراراتِ الأسرة بالتَّشارك، ورأيُ المرأة بنفسِ وزنِ رأي الرَّجل؟

- تقصدين بالتَّشاور؟ يعني: يشاورك الزَّوج فيما يؤثِّر في حياتكما ثمَّ يقرِّر هو؟

-لا لا، بالتَّشارك.

- حسنًا، كيف بالتَّشارك وأنتما زوجان؟ أي: رقم زوجي،

ولا بدَّ من الحسم في المحصِّلة،

في كلِّ الشَّركات والمؤسَّسات والمدارس والجامعات

لا بدَّ من رأس، لا بدَّ من قائد،

وإذا كان مجلس إدارة أيَّةِ مؤسَّسةٍ زوجيَّ العدد أُضيفَ شخصٌ -ضرورةً- ليصبحَ العددُ فرديًّا؛

لأنه لا بدَّ من مرجِّحٍ في النِّهاية،

مِنَ النِّساء منْ تفهمُ ذلك جيِّدًا، لكنَّها لا تفهمُه في مؤسَّسة الأسرة!

بل ترفض أن يكون للزَّوج القرارُ الأخير، وتصرُّ أنَّ الرَّجلَ والمرأة متساويان في تسيير الأسرة،

وأنَّ كلَّ القرارات لا بدَّ أن تكون بالتَّشارك، وهو فَرْضٌ مستحيل،

لا بدَّ عندها من الاتِّفاق على كلِّ قرار،

وإلا كان تسلُّطًا من الزَّوج، وذكوريَّة، وسوءَ استخدامٍ للقِوامة.

-في نظرها-؛

فتنهار الأسرة أو يتنغَّصُ عيشها على الجميع لأَتفه الأسباب، ويثورُ نقاشٌ على كلِّ شيء،

بل وكم من زوجين انفصلا وتطلَّقا قُبيل الزِّفاف؛ لخلافاتٍ من هذا النَّوع،

وهذا -مرَّةً أخرى- ناتجٌ عن الاستهانة بمؤسَّسة الأسرة في مقابل تعظيمها للمؤسَّسات

التي تُحقِّقُ الإنتاج المادِّي.

تستهينُ بالأسرة لأنَّها لم تفهمْ -كما كثيرٍ من الرِّجال أيضًا- مفهومَ الأسرة في الإسلام،

فيتزوَّجون إشباعًا لغرائز الميل للجنس الآخر وغريزة الأبوَّة والأمومة فحسب،

وكـ (ديكور) اجتماعي، لأنَّ النَّاس يتزوَّجون فأنا تزوَّجت،

بينما في الإسلام:

الأسرةُ لَبِنَةُ الأساس في إقامة أمر الله وعَمارة الأرض وقوة الأمة أمام أعدائها؛

فهي أهمُّ من كلِّ المؤسَّسات،

فنقول للزَّوجة: ناقشي، أبدي رأيَكِ،

وفي حديث البخاري ومسلم: أنَّ أزواج النَّبي -صلى الله عليه وسلم- كُنَّ يُراجِعْنَه،

يعني: يناقشْنَهُ ويُخالِفْنَهُ الرَّأي في بعض الأمور الدُّنيويَّة،

لكن في المحصِّلة:

تطيعُ المرأةُ زوجها فيما يتَّخذه من قرار حتَّى وإنْ خالفَ رأيَها ما لم يكن معصية.

[سؤال 4] - لكن هناك من الرِّجال

من يسيء استخدام مفهوم القِوامة، أو الوِلاية على المرأة.

-صحيح، فنقول كما قلنا في حلقة: (الإسلام وضرب المرأة):

سوءُ التَّطبيق هذا مَطعنٌ في المُسِيء، لا في مبدأ القِوامة ذاتِه ولا في الشَّريعة التي جاءت به،

فيُمنع الزَّوج من التَّعسُّف في استخدام سلطته بالوسائل الشَّرعية،

بل وقد يُحرَم في القضاء الإسلامي الصَّحيح من وِلايَتِه أو قِوامته بسلطان الشَّريعة أيضًا

إن كان ساقطَ الأهليَّة لها،

وتبقى القِوامة مبدأ حقٍّ وعدل، مع التَّأكيد على أنَّ الأصل في العوائل السَّتر،

لا القفز إلى القضاء دونَ استنفاد الحلول قبلها،

القِوامة والوِلاية مركبٌ تُقاد به الأُسَر،

إذا سائق مركبة -أنتِ فيها- أساءَ قيادتَها وتَسبَّب في حادثٍ أضرَّ بكِ،

فلنْ تذُمِّي مبدأ استخدام المواصلات، بل ستقولين: هذا سائقٌ مسيء.

[سؤال 5] قد تقولين: أنا أُنفق على البيت أيضًا، فهل ليَ حقٌ في القِوامة؟

فنقول لكِ: أنتِ بإنفاقك على البيت تنازلتِ عن حقٍ لكِ.

هذا تنازلٌ منك وإحسانٌ، لكنَّه لا ينقل القِوامة إليك.

فالقِوامة أمرٌ ثابتٌ للرجال المنفقين.

إنْ تنازلت المرأة أو أحْسَنَت، فلها أجرٌ.

لكنْ هذا شيءٌ، وحق القِوامة شيءٌ آخرٌ.

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ [النِّساء: 32 ]

[سؤال 6] قد تقولين: أنا أُنفق لا على سبيل الإحسان،

لكن لأنَّ زوجي مقصرٌ لا يُنْفق على البيت بشكلٍ كافٍ.

فنقول: القِوامة مُعلَلةٌ في القرآن بعلَّتين:

﴿بِمَا فَضَّل اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [النّساء: 34 ].

إذا الزَّوج امتنع عن النَّفقة مع قُدرته عليها،

فقد أخلَّ بواجب القِوامة، وفَقَدَ سببها، وصارت قِوامتُه معلقةً برضا المرأةِ وقبولها.

معقول!

ظننَّا أنَّه يأثم لكن تبقى القِوامة له!

لا، وهذه المسألة ليست خلافيةً بين العلماء، بل هم متَّفقون على ذلك.

طيّب، ماذا تفعل المرأة في هذه الحالة؟

لديها خَيارات:

فلها أن تأخذ من ماله بدون إذنه ما يكفيها وأولادها بالمعروف،

أو لها أن تلجأ إلى القضاء الإسلاميِّ؛ ليفّرض على الزَّوج النَّفقة رغمًا عنه،

لها أن تُنْفق من مالها وتبقى النَّفقة دَيّنًا في ذمة زوجها،

ولها أن تستدين بأمر القاضي دَيْنًا يبقى في ذمة الزَّوج،

ولها أن تبقى على ذمة زوجها لكن لا تُمكّنه من معاشرتها كزوجةٍ،

بل تخرج من بيته وتنتقل إلى بيت أهلها، فتكون القِوامة عليها لوالدها أو أخيها مثلًا

-أي أن تنتقل من قِوامةٍ لقِوامةٍ ولا تَعْدم من يتحمَّل مسؤوليتها-،

ولها أن تطلب التَّفْريق بينها وبين زوجها.

ماذا -يا إياد- حوَّلناها إلى درس فقهٍ؟!

لا، وإنَّما هذا كلُّه تأكيدٌ على معنًى مهمٍ جدًا...

أنَّ الرَّجل إذا تخلَّى عن مسؤوليات القِوامة، فإنَّه يتعرَّض لفقد حقوقها.

فالقِوامة ليست له على ذكورته فحسب،

ولن تُترك المرأة لرحمته ويُقال لها: تحمَّلي ظُلمه في الدُّنيا ولكي الأجر في الآخرة.

بل الإسلام يُنْصِفُها دُنيَا وآخرةً.

فما بالك بالأزواج الَّذين يُدَخِّنون، ويُقَدِّمون دُخَّانهم على نفقة زوجاتهم وعيالهم!

القِوامة حفظٌ للزَّوجة، ودفْع ما يؤذيها عنها.

فما بالك عندما يكون الزَّوج هو من يؤذيها بالتَّدْخِّين بالبيت،

وحُزمة الأمراض التي يتسبب بها للزوجة بذلك!

ما بالك بالعوائل الَّتي إذا جاء المحْسِنون ليساعدوها، قالت الزوجة -محقْةً- للمُحْسِن:

بالله عليك لا تعطي المال لزوجي؛ فسيشتري به الدُّخَّان ويتركني وعيالي!

قال الله -تعالى-: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النِّساء: 5].

والآية هي أصالةً للرِّجال ألاَّ يُعطوا المال للأطفال السُّفهاء.

بينما في مجتمعاتنا، من الرِّجال مَنْ تنطبق عليه هذه الآية.

وهم مع هذا كلِّه يظـُنُّون أنَّ لهم قِوامةً لمُجَرَّد ذكورتهم.

[سؤال 7] قد تقولين: زوجي لا يُؤَدِّي حقوقي الماليَّة أو غيرها، ويسيء معاملتي،

ولا أستطيع اللجوء إلى أهلي، أو إلى القضاء،

أو لجأت فلم يُنْصِفُوني،

ومُضطرَّةٌ أنْ أعيش معه؛ فأهلي فقراءٌ، أو غير مستعدين لاستقبالي.

نقول لك -في هذه الحالة-:

تَذكّري أنَّ الَّذي ظَلَمك ليس الشَّريعة، ولا مبْدأ القِوامة.

ممكن ظَلَمكِ زوجك، أهلك، المجتمع البعيد عن الشَّريعة، القاضي، الدَّولة.

أمَّا الشَّريعة فهي ملاذك لا خصمك -يا أختي-

فينبغي أن يدفعك وقوع الظُّلم عليك إلى نُصْرة الشَّريعة الَّتي تَنْصُركِ،

وتمنع وقوع الظُّلم عليك، وعلى غيرك.

فالشَّريعةُ ملاذكِ لا خصمكِ.

[سؤال 8] طيّب، ما هي النَّفقة التي نتكلَّم عنها؟

ليست نفقةً مُرهقةً للزَّوج، بل

﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ﴾ [الطلاق: 7]

وليس مطلوبًا منه أن يُجاري الكماليات، والتَّنافس في الماديَّات،

ثمَّ يُقال له: افعل وإلا فقدت القِوامة.

بل الإسلام يحارب ثقافة الاستهلاك الماديِّ، وإرهاق الأُسَر، وتهديد استقرارها به.

[سؤال 9] طيّب، ماذا إذا كان الزَّوج غير قادرٍ على النَّفَقَة؛

فالوضع الاقتصاديُّ في بلاد المسلمين كما ترون،

وكثيرٌ من الرِّجال يفقدون أعمالهم، وتنهار تجاراتهم؟

هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء،

لكنَّنا نحُضَّ المرأة -حينئذٍ- أن تصبر على ضيق حال زوجها،

وأن تَتَذكَّر قول الله -تعالى-:

﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]

لكن، من وضع الأمور في نصابها،

أن يُذَكَّر الطَّرفان -حينئذٍ- أنَّ هذا الصَّبر فضْلٌ من المرأة، ليس واجبًا عليها، بل إحسانٌ منها

فيُقَدِّرَ الزَّوج هذا الوفاء والإحسان،

ويحتسب موقفها هذا في رصيدها، ويزيدَه تَحَمُّلًا لأخطائها.

وهِيَ عندما تعلم أنَّ إحسانَها مقدرٌ، فإنَّ نفسَها تَطيبُ بهذا البذل.

ضيق حال الرَّجل مصدر ضيقٍ نفسيٍ للمرأة

الَّتي جُبِلت فِطرةً على الاعتماد على غيرها في النَّفقة؛

فلديها حاجةٌ وجدانيةٌ نفسيةٌ لأن يكون هناك من يُنفق عليها، حتى وإن كان عندها مالٌ.

وعلى الزَّوج أن يَتَفهَّمَ ذلك -إذا رأى منها اضطرابًا وضِيق خُلُقٍ-

عندما تضيق أحواله الماديّة،

ويعلمَ أنَّها تعاني كما يعاني؛ فيتسعَ صدرُه لها.

ونقول لها هي أيضًا:

من أسباب ضيق حال زوجك: فساد الظَّالمين، وسَرِقَةُ المجرمين لأموال المسلمين؛

فكوني عونًا لزوجك.

تفكيك الأسر لن يزيد المسلمين إلا ذُلًا، ومَهانةً، وتَحكُّمًا من المجرمين،

الَّذين اَعْثَروا حياتك، وحياته.

«ارحموا من في الأرض، يرحمْكم من في السَّماءِ» (سنن الترمذي:حسن صحيح)

وإذا تَكَرَّمَت المرأة على زوجها -في هذه الحالة-، وساعدته، فلها أجرٌ عظيمٌ.

ففي الحديث -الَّذي رواه البخاري-

أنَّ زينب -امرأة عبد الله بن مسعود- أرسلت تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-:

"أيَجْزي عنّي أن أُنْفق على زَوْجي وأَيْتَامٍ لي في حِجْرِي؟"

-لم يكن زوجها يستطيع النَّفقة عليها-،

فقال نبيُّنا -عليه الصلاة والسَّلام-:

«نَعَمْ، لَهَا أجْرَانِ، أجْرُ القَرَابَةِ وأَجْرُ الصَّدَقَةِ» (صحيح البخاري).

أجرٌ مضاعفٌ؛ لأنها تصدَّقت على زوجها.

صدقةٌ! نعم، صدقةٌ.

تُسمى تَصدَّقت على زوجها؛ لأنَّها ليست مُلزَمةً به.

ومع ذلك فأجرها مضاعفٌ.

[سؤال 10] لكن -يا أخي- ذِكْر هذا الكلام -حتى مع كل هذه الضَّوابط-

قد يُجرِّءُ بعض النِّساء.

يعني...ماذا تريدون؟!

أن نسكت عن تعليم الناس حقوقَهم وواجباتِهم الشَّرعية؟

خليهم جاهلين أحسن؟

هي لا تعرف حقوقها.

وإذا عرفتها وطالبت بها، لن يعطيها زوجها؛ فبلاش تعرفها من الأصل؟

لا، ليس هناك مصلحةٌ أعظم من أن يعرف النَّاس -رجالًا ونساءً- عظمةَ شريعةِ ربِّهم،

وتطمئن نفوسهم إلى عدل ربهم، وحكمته.

هذا أولى من حفظ أُسَرٍ يرافقه سوء ظنٍ بالله وشريعته تُرْضِعه المرأة أطفالها.

عندما يُفْرَض سلطان الشَّريعة على الجميع، فإنَّ الكلَّ يُنْصَف.

ولا يَعْتَرضُ إلا مريض القلب، ومتَّبع الهوى.

وما تَرك النَّاس من أمر الله شيئًا إلا أحْوَجهم الله إليه.

وإذا أصبح كلُّ طَرَفٍ يتمسك من الشَّريعة بما يحلو له، وينزعج إذا طُولب بواجباته،

فإنَّه يصبح كالمنافقين المتحكِّمين

الَّذين يُخضِعون النَّاس باسم الشَّريعة، وهم عنها معرضون

﴿وَإِذَا دُعُو إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ [النور : 48-49]

وما سُلِط هؤلاء على المسلمين

إلَّا لمَّا فَشَت في المسلمين أنفسِهم الانتقائية في التعامل مع دِين ربِّ العالمين.

[سؤال 11] طيّب، ماذا إذا كانت الزَّوجة حاملةً لشهادة الدُّكتوراه،

وزوجها ليس متعلمًا تعليمًا جامعيًا أصلًا،

لماذا تبقى له القِوامة؟

بدايةً -يا كرام- الدِّراسة الجامعيّة ليست معيارًا للعلم النافع، ولا سلامة التَّفكير.

وحتى لو افترضنا أنَّ بعض النِّساء عندهنَّ علمٌ شرعيٌ وحِكمةٌ أكثر من أزواجهنَّ،

فيبقى أنَّ الإسلام يأتي بعموماتٍ تناسب البشرية.

ومع ذلك فإذا كان بعض الرجال عنده نقصٌ مخلٌ في هذه القدرات:

كأمراضٍ نفسيةٍ تعيق بالفعل قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة،

وحاولت المرأة ستر ذلك لكنَّه لا يستجيب ممَّا يؤثر على حياتها،

فإنَّ لها -في هذه الحالة-

أن تطلب تَدخُّل العقلاء من أهلها، وأهله، أو تَدَخُّل القضاء الإسلاميُّ،

ويبقى له حق القِوامة فيما هو من حقه بالفعل

ما دام مرضه، أو ضعف تفكيره، لا يخرجه من دائرة العقلاء المُكلَّفِين.

ويبقى المبدأ العام على أصله: من أنَّ القِوامة للرِّجال عمومًا.

لا يطعن فيها الحالات الخاصة،

ولا نقول:

لأن هناك حالاتٌ استثنائيةٌ؛ فإنَّ هذا يطعن في التَّشريع الإسلاميِّ بأنَّ القِِوامة للرَّجل.

[سؤال 12] طيّب، إذا كان الرَّجل قائمًا بما عليه -أبًا كان أو زوجًا-

غير مقصرٍ في حق المرأة،

لكن يَصْدر منه ما يُظهر تحكُّمًا بلا داعٍ،

فيمنع المرأة من الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب، بل ويرفض النِّقاش.

أليس هذا سوء استخدامٍ يبيح لها معصيته؟

فنقول -يا كرام ويا كريمات-:

مبدأ مناقشة الزَّوج في كلِّ قرارٍ، وكثرة جداله هو من أكثر ما يفسد ودَّ البيوت المسلمة.

نعم،

من حق الزَّوج ألا يأذن لزوجته في الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب،

وعلى زوجته طاعته ما لم يكن ذلك مانعًا لها من تعلم العلم الشَّرعيِّ الواجب عليها،

أو صلةِ رحمها بالحدِّ الأدنى، أو تَلَقي علاجٍ مثلًا.

لكن فيما عدا ذلك، فليس مطلوبًا منه أن يشرح ويقنع في كلِّ مقامٍ.

لكن عندما يصل الأمر إلى مبالغةٍ من الزوج بالفعل، فإنَّ المشكلة لا تكون في القِوامة،

وإنَّما تنشأ هذه المشاكل -عادةً- عند ضَعْف المودَّة.

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم :21].

إذا ضَعُفت المودَّة، فإنَّ الزَّوج قد يمنع زوجته مما تحب كأداةٍ للتعبير عن استيائه.

يكون دورك هنا -أيتها الكريمة- أن تفكري كيف تسترضين زوجك،

وبأن تدركي أنَّ هذه القِوامة بمجملها لا غنًى لك عنها.

قد يأتي في حُزمتها ما يخالف رغباتك المشروعة،

فيمكنك أن تحاولي تحصيل هذه الرغبات بالحسنى.

لكن ليس التَّخلّي عن القِوامة بجملتها خيارًا.

في الخلافات بين الرِّجال،

قد تكون مغضَبًا، منفعلًا، مستاءً،

تصيح في خصمك، وتقطِّب له حاجبيك،

وتنتظر أن يردَّ عليك؛ لتزيد انفعالًا، وغضبًا،

فيوجِّه لك الضَّربة القاضية.

ما الضَّربة القاضية؟

يقول لك:

على كلٍّ، أنا آسفٌ إن أساءت إليك، فما قصدت إلا خيرًا.


" أنا حرة " (2) "I am free" (2)

إلى أن قال الطَّبري:

"وهذا هو المعنى الذي قصده ابن عبَّاس بقوله:

"ما أُحِبُّ أن أستنظفَ جميع حقِّي عليها؛ لأن الله -تعالى ذكرُه- يقول: “I do not like to claim all my rights over her, because God Almighty says:

﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة :228]"

ومعنى الدَّرجة: الرُّتبة والمنزلة"، The meaning of degree: rank and status.

يعني: أيُّها الرَّجل

سامحْ وتحمَّلْ، اصفحْ إذا قصَّرتْ زوجتك معك وتغافل عن زلَّاتها وأدِّ أنت ما عليك Forgive and endure. Forgive if your wife neglects you and ignores her mistakes, and pay what you owe.

ولا تقلْ لها: "اعملي الذي عليك علشان أعمل الذي عليّ"، And do not say to her: “Do what you have to do so that I can do what I have to do.”

بل اكسبْ هذه الدَّرجة عند الله بالمسامحة والتَّحمُّل وأداء ما عليك، Rather, earn this rank with God by forgiving, enduring, and doing what you owe.

ثم قال الطبري:

"وهذا القولُ من الله -تعالى ذكرُه- وإن كان ظاهرُه ظاهرَ الخبر، “This saying is from God - may He be exalted - even though its apparent meaning is the apparent meaning of the report.

فمعناه معنى ندبِ الرِّجال إلى الأخذ على النِّساء بالفضل ليكونَ لهم عليهنَّ فضلُ درجة" Its meaning is the meaning of enjoining men to give favor to women so that they may have a degree of superiority over them.

يعني الآية ليستْ خبرًا -أيُّها الرَّجل- أنَّ لك درجةً على المرأة لمجرَّد ذكورتك،

ولا لأنك حاملٌ لـ "كروموسوم Y" وهيَ "كروموسوم X"،

بل تكون لك درجة إذا تحلَّيتَ بهذه الأخلاق من المسامحة والاستيعاب Rather, you will have a degree if you have these morals of forgiveness and understanding

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ۚ

إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

وللرَّازي كلامٌ جميلٌ شبيهٌ بكلام الطَّبري في أحد الوجهين لتفسير: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾. Al-Razi has beautiful words similar to those of al-Tabari in one of the two ways to explain: “And men have a degree over them.”

فتصوَّرْ ما يفعلُه بعضُ الأزواج Imagine what some couples do

حين يقصِّرون في أداء ما عليهم غاية التَّقصير When they fail to do what they are obligated to do, they are extremely negligent

ويطالبون المرأة بما عليها تحت شعار: They demand what is owed to women under the slogan:

"القِوامة لي، وليَ عليكِ درجة"

فيعكسون مفهوم الآية. They reflect the meaning of the verse.

الرَّجل الذي له هذه الدَّرجة والذي يعملُ بما يرقى إلى مستواها A man who has this degree and who works to live up to it

هو الذي له الحكم والطَّاعة في إدارة مؤسَّسة الأسرة، ومؤسَّسةِ الزَّواج بهذه الدَّرجة أيضًا، He is the one who has authority and obedience in managing the family institution, and the institution of marriage to this extent as well.

وهو الذي سيتحمَّل مسؤوليَّات وتبعات القرار مهما كانت صعبة، بهذه الدَّرجة أيضًا.

[سؤال 3] طيّب، ولماذا تكون هناك قِوامةٌ أصلًا؟

لماذا لا تكون كلُّ قراراتِ الأسرة بالتَّشارك، ورأيُ المرأة بنفسِ وزنِ رأي الرَّجل؟

- تقصدين بالتَّشاور؟ يعني: يشاورك الزَّوج فيما يؤثِّر في حياتكما ثمَّ يقرِّر هو؟ - You mean consultation? Meaning: The husband consults with you about what affects your lives and then he decides?

-لا لا، بالتَّشارك.

- حسنًا، كيف بالتَّشارك وأنتما زوجان؟ أي: رقم زوجي، - Well, how about sharing when you're a couple? That is: an even number,

ولا بدَّ من الحسم في المحصِّلة، The outcome must be decided,

في كلِّ الشَّركات والمؤسَّسات والمدارس والجامعات

لا بدَّ من رأس، لا بدَّ من قائد،

وإذا كان مجلس إدارة أيَّةِ مؤسَّسةٍ زوجيَّ العدد أُضيفَ شخصٌ -ضرورةً- ليصبحَ العددُ فرديًّا؛ If the board of directors of any institution is even in number, a person is added - necessarily - so that the number becomes odd;

لأنه لا بدَّ من مرجِّحٍ في النِّهاية، Because there must be a weight in the end,

مِنَ النِّساء منْ تفهمُ ذلك جيِّدًا، لكنَّها لا تفهمُه في مؤسَّسة الأسرة!

بل ترفض أن يكون للزَّوج القرارُ الأخير، وتصرُّ أنَّ الرَّجلَ والمرأة متساويان في تسيير الأسرة، Rather, it refuses the husband to have the final decision, and insists that men and women are equal in running the family.

وأنَّ كلَّ القرارات لا بدَّ أن تكون بالتَّشارك، وهو فَرْضٌ مستحيل، All decisions must be made jointly, which is an impossible assumption.

لا بدَّ عندها من الاتِّفاق على كلِّ قرار،

وإلا كان تسلُّطًا من الزَّوج، وذكوريَّة، وسوءَ استخدامٍ للقِوامة. Otherwise, it is the husband’s dominance, masculinity, and misuse of guardianship.

-في نظرها-؛

فتنهار الأسرة أو يتنغَّصُ عيشها على الجميع لأَتفه الأسباب، ويثورُ نقاشٌ على كلِّ شيء، The family collapses or its livelihood becomes difficult for everyone for the most trivial reasons, and a debate arises over everything.

بل وكم من زوجين انفصلا وتطلَّقا قُبيل الزِّفاف؛ لخلافاتٍ من هذا النَّوع، Indeed, how many couples separated and divorced before the wedding; For disagreements of this kind,

وهذا -مرَّةً أخرى- ناتجٌ عن الاستهانة بمؤسَّسة الأسرة في مقابل تعظيمها للمؤسَّسات This - once again - results from belittling the institution of the family while glorifying other institutions.

التي تُحقِّقُ الإنتاج المادِّي.

تستهينُ بالأسرة لأنَّها لم تفهمْ -كما كثيرٍ من الرِّجال أيضًا- مفهومَ الأسرة في الإسلام،

فيتزوَّجون إشباعًا لغرائز الميل للجنس الآخر وغريزة الأبوَّة والأمومة فحسب، They marry only to satisfy the instincts of inclination towards the opposite sex and the instinct of fatherhood and motherhood.

وكـ (ديكور) اجتماعي، لأنَّ النَّاس يتزوَّجون فأنا تزوَّجت، And as a social decoration, because people get married, I got married.

بينما في الإسلام:

الأسرةُ لَبِنَةُ الأساس في إقامة أمر الله وعَمارة الأرض وقوة الأمة أمام أعدائها؛ The family is the foundation building block for establishing the Cause of God, building the earth, and strengthening the nation before its enemies.

فهي أهمُّ من كلِّ المؤسَّسات، It is more important than all institutions.

فنقول للزَّوجة: ناقشي، أبدي رأيَكِ، So we say to the wife: Discuss, express your opinion,

وفي حديث البخاري ومسلم: أنَّ أزواج النَّبي -صلى الله عليه وسلم- كُنَّ يُراجِعْنَه، In the hadith of Al-Bukhari and Muslim: The wives of the Prophet - may God bless him and grant him peace - used to check in with him.

يعني: يناقشْنَهُ ويُخالِفْنَهُ الرَّأي في بعض الأمور الدُّنيويَّة،

لكن في المحصِّلة:

تطيعُ المرأةُ زوجها فيما يتَّخذه من قرار حتَّى وإنْ خالفَ رأيَها ما لم يكن معصية. A woman obeys her husband in whatever decision he makes, even if he disagrees with her opinion, as long as it is not a sin.

[سؤال 4] - لكن هناك من الرِّجال

من يسيء استخدام مفهوم القِوامة، أو الوِلاية على المرأة.

-صحيح، فنقول كما قلنا في حلقة: (الإسلام وضرب المرأة):

سوءُ التَّطبيق هذا مَطعنٌ في المُسِيء، لا في مبدأ القِوامة ذاتِه ولا في الشَّريعة التي جاءت به، This misapplication is an insult to the offender, neither in the principle of guardianship itself nor in the law that brought it.

فيُمنع الزَّوج من التَّعسُّف في استخدام سلطته بالوسائل الشَّرعية، The husband is prevented from abusing his authority by legal means.

بل وقد يُحرَم في القضاء الإسلامي الصَّحيح من وِلايَتِه أو قِوامته بسلطان الشَّريعة أيضًا In fact, he may be deprived in the true Islamic judiciary of his guardianship or guardianship under the authority of Sharia law as well.

إن كان ساقطَ الأهليَّة لها، If he has lost his eligibility,

وتبقى القِوامة مبدأ حقٍّ وعدل، مع التَّأكيد على أنَّ الأصل في العوائل السَّتر، Guardianship remains a principle of truth and justice, with the emphasis that the principle in families is concealment.

لا القفز إلى القضاء دونَ استنفاد الحلول قبلها، Do not jump to the judiciary without exhausting the solutions before that.

القِوامة والوِلاية مركبٌ تُقاد به الأُسَر، Guardianship and guardianship are a boat by which families are led.

إذا سائق مركبة -أنتِ فيها- أساءَ قيادتَها وتَسبَّب في حادثٍ أضرَّ بكِ، If the driver of a vehicle - you are in it - drives it poorly and causes an accident that harms you,

فلنْ تذُمِّي مبدأ استخدام المواصلات، بل ستقولين: هذا سائقٌ مسيء. You will not disparage the principle of using transportation, but rather you will say: This is an abusive driver.

[سؤال 5] قد تقولين: أنا أُنفق على البيت أيضًا، فهل ليَ حقٌ في القِوامة؟

فنقول لكِ: أنتِ بإنفاقك على البيت تنازلتِ عن حقٍ لكِ. So we say to you: By spending on the house, you have waived a right that is yours.

هذا تنازلٌ منك وإحسانٌ، لكنَّه لا ينقل القِوامة إليك. This is a concession and kindness on your part, but it does not transfer stewardship to you.

فالقِوامة أمرٌ ثابتٌ للرجال المنفقين.

إنْ تنازلت المرأة أو أحْسَنَت، فلها أجرٌ. If a woman compromises or does good, she will be rewarded.

لكنْ هذا شيءٌ، وحق القِوامة شيءٌ آخرٌ.

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ [النِّساء: 32 ]

[سؤال 6] قد تقولين: أنا أُنفق لا على سبيل الإحسان،

لكن لأنَّ زوجي مقصرٌ لا يُنْفق على البيت بشكلٍ كافٍ.

فنقول: القِوامة مُعلَلةٌ في القرآن بعلَّتين: So we say: Resurrection is explained in the Qur’an with two reasons:

﴿بِمَا فَضَّل اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [النّساء: 34 ].

إذا الزَّوج امتنع عن النَّفقة مع قُدرته عليها، If the husband abstains from providing maintenance even though he is able to provide it,

فقد أخلَّ بواجب القِوامة، وفَقَدَ سببها، وصارت قِوامتُه معلقةً برضا المرأةِ وقبولها. He violated his duty of custodianship, lost his reason for it, and his custodianship became dependent on the woman’s consent and acceptance.

معقول!

ظننَّا أنَّه يأثم لكن تبقى القِوامة له! We thought he was sinning, but the custodianship remains his!

لا، وهذه المسألة ليست خلافيةً بين العلماء، بل هم متَّفقون على ذلك. No, this issue is not controversial among scholars, rather they agree on that.

طيّب، ماذا تفعل المرأة في هذه الحالة؟

لديها خَيارات:

فلها أن تأخذ من ماله بدون إذنه ما يكفيها وأولادها بالمعروف،

أو لها أن تلجأ إلى القضاء الإسلاميِّ؛ ليفّرض على الزَّوج النَّفقة رغمًا عنه، Or she may resort to Islamic judiciary. To impose alimony on the husband against his will,

لها أن تُنْفق من مالها وتبقى النَّفقة دَيّنًا في ذمة زوجها، She has the right to spend from her own money, and the maintenance remains a debt owed by her husband.

ولها أن تستدين بأمر القاضي دَيْنًا يبقى في ذمة الزَّوج، She may borrow, by order of the judge, a debt that remains owed by the husband.

ولها أن تبقى على ذمة زوجها لكن لا تُمكّنه من معاشرتها كزوجةٍ، She may remain under her husband’s protection, but not enable him to have intercourse with her as a wife.

بل تخرج من بيته وتنتقل إلى بيت أهلها، فتكون القِوامة عليها لوالدها أو أخيها مثلًا Rather, she leaves his house and moves to her family's house, so her father or brother, for example, is the custodian of her

-أي أن تنتقل من قِوامةٍ لقِوامةٍ ولا تَعْدم من يتحمَّل مسؤوليتها-، -That is, to move from one custodianship to another and not leave someone who bears responsibility for it -,

ولها أن تطلب التَّفْريق بينها وبين زوجها.

ماذا -يا إياد- حوَّلناها إلى درس فقهٍ؟! What - Iyad - did we turn it into a jurisprudence lesson?!

لا، وإنَّما هذا كلُّه تأكيدٌ على معنًى مهمٍ جدًا...

أنَّ الرَّجل إذا تخلَّى عن مسؤوليات القِوامة، فإنَّه يتعرَّض لفقد حقوقها. If a man abandons the responsibilities of guardianship, he risks losing her rights.

فالقِوامة ليست له على ذكورته فحسب،

ولن تُترك المرأة لرحمته ويُقال لها: تحمَّلي ظُلمه في الدُّنيا ولكي الأجر في الآخرة. The woman will not be left to his mercy and it will be said to her: Bear his injustice in this world and you will be rewarded in the afterlife.

بل الإسلام يُنْصِفُها دُنيَا وآخرةً. Rather, Islam gives her justice in this world and the hereafter.

فما بالك بالأزواج الَّذين يُدَخِّنون، ويُقَدِّمون دُخَّانهم على نفقة زوجاتهم وعيالهم! What about the husbands who smoke and smoke at the expense of their wives and children?

القِوامة حفظٌ للزَّوجة، ودفْع ما يؤذيها عنها. Guardianship is to protect the wife and protect her from harm.

فما بالك عندما يكون الزَّوج هو من يؤذيها بالتَّدْخِّين بالبيت،

وحُزمة الأمراض التي يتسبب بها للزوجة بذلك! And the number of diseases that he causes to his wife!

ما بالك بالعوائل الَّتي إذا جاء المحْسِنون ليساعدوها، قالت الزوجة -محقْةً- للمُحْسِن: What do you think about the families that, when the benefactors come to help them, the wife says - rightly - to the benefactor:

بالله عليك لا تعطي المال لزوجي؛ فسيشتري به الدُّخَّان ويتركني وعيالي! For God's sake, don't give money to my husband; He will buy smoke and leave me and my children!

قال الله -تعالى-: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النِّساء: 5]. God Almighty said: “And do not give to the foolish your wealth, which God has made for you as a means of protection” [An-Nisa: 5].

والآية هي أصالةً للرِّجال ألاَّ يُعطوا المال للأطفال السُّفهاء. The verse is specifically for men not to give money to foolish children.

بينما في مجتمعاتنا، من الرِّجال مَنْ تنطبق عليه هذه الآية. While in our societies, some of the men are those to whom this verse applies.

وهم مع هذا كلِّه يظـُنُّون أنَّ لهم قِوامةً لمُجَرَّد ذكورتهم.

[سؤال 7] قد تقولين: زوجي لا يُؤَدِّي حقوقي الماليَّة أو غيرها، ويسيء معاملتي، [Question 7] You may say: My husband does not fulfill my financial or other rights, and he mistreats me.

ولا أستطيع اللجوء إلى أهلي، أو إلى القضاء، I cannot resort to my family or to the judiciary.

أو لجأت فلم يُنْصِفُوني، Or I sought refuge and they did not do justice to me.

ومُضطرَّةٌ أنْ أعيش معه؛ فأهلي فقراءٌ، أو غير مستعدين لاستقبالي. And I have to live with him; My family is poor or not ready to receive me.

نقول لك -في هذه الحالة-:

تَذكّري أنَّ الَّذي ظَلَمك ليس الشَّريعة، ولا مبْدأ القِوامة.

ممكن ظَلَمكِ زوجك، أهلك، المجتمع البعيد عن الشَّريعة، القاضي، الدَّولة.

أمَّا الشَّريعة فهي ملاذك لا خصمك -يا أختي- As for Sharia law, it is your refuge, not your opponent - my sister -

فينبغي أن يدفعك وقوع الظُّلم عليك إلى نُصْرة الشَّريعة الَّتي تَنْصُركِ، The occurrence of injustice against you should push you to support the Sharia that supports you.

وتمنع وقوع الظُّلم عليك، وعلى غيرك.

فالشَّريعةُ ملاذكِ لا خصمكِ.

[سؤال 8] طيّب، ما هي النَّفقة التي نتكلَّم عنها؟

ليست نفقةً مُرهقةً للزَّوج، بل It is not a burdensome expense for the husband

﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ﴾ [الطلاق: 7] “Let someone of means spend from his means, and let him who is limited in his provision spend from what God has given him.” [At-Talaq: 7]

وليس مطلوبًا منه أن يُجاري الكماليات، والتَّنافس في الماديَّات، He is not required to keep up with luxuries and compete in material things.

ثمَّ يُقال له: افعل وإلا فقدت القِوامة. Then he is told: Do it, otherwise you will lose your leadership.

بل الإسلام يحارب ثقافة الاستهلاك الماديِّ، وإرهاق الأُسَر، وتهديد استقرارها به. Rather, Islam combats the culture of material consumption, exhausting families, and threatening their stability.

[سؤال 9] طيّب، ماذا إذا كان الزَّوج غير قادرٍ على النَّفَقَة؛ [Question 9] Ok, what if the husband is unable to provide support?

فالوضع الاقتصاديُّ في بلاد المسلمين كما ترون، The economic situation in Muslim countries, as you can see,

وكثيرٌ من الرِّجال يفقدون أعمالهم، وتنهار تجاراتهم؟ Many men lose their jobs, and their businesses collapse?

هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء،

لكنَّنا نحُضَّ المرأة -حينئذٍ- أن تصبر على ضيق حال زوجها، But we urge the woman - in that case - to be patient with her husband’s distress.

وأن تَتَذكَّر قول الله -تعالى-: And to remember the words of God Almighty:

﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237] “And do not forget the kindness between you” [Al-Baqarah: 237]

لكن، من وضع الأمور في نصابها، But, to put things into perspective,

أن يُذَكَّر الطَّرفان -حينئذٍ- أنَّ هذا الصَّبر فضْلٌ من المرأة، ليس واجبًا عليها، بل إحسانٌ منها Both parties should then be reminded that this patience is a virtue on the part of the woman, not an obligation on her, but rather a kindness on her part.

فيُقَدِّرَ الزَّوج هذا الوفاء والإحسان، The husband appreciates this loyalty and kindness.

ويحتسب موقفها هذا في رصيدها، ويزيدَه تَحَمُّلًا لأخطائها. This position is credited to her, and increases her tolerance for her mistakes.

وهِيَ عندما تعلم أنَّ إحسانَها مقدرٌ، فإنَّ نفسَها تَطيبُ بهذا البذل. When she knows that her kindness is appreciated, she feels good about this effort.

ضيق حال الرَّجل مصدر ضيقٍ نفسيٍ للمرأة A man’s distress is a source of psychological distress for a woman

الَّتي جُبِلت فِطرةً على الاعتماد على غيرها في النَّفقة؛ Which is naturally made to depend on others for support.

فلديها حاجةٌ وجدانيةٌ نفسيةٌ لأن يكون هناك من يُنفق عليها، حتى وإن كان عندها مالٌ. She has a psychological need to have someone to support her, even if she has money.

وعلى الزَّوج أن يَتَفهَّمَ ذلك -إذا رأى منها اضطرابًا وضِيق خُلُقٍ- The husband must understand this - if he sees in her turmoil and distressed behavior -

عندما تضيق أحواله الماديّة، When his financial circumstances become difficult,

ويعلمَ أنَّها تعاني كما يعاني؛ فيتسعَ صدرُه لها. He knows that she suffers as he suffers; His chest expands for her.

ونقول لها هي أيضًا: We also say to her:

من أسباب ضيق حال زوجك: فساد الظَّالمين، وسَرِقَةُ المجرمين لأموال المسلمين؛ Among the reasons for your husband’s distress: the corruption of the oppressors, and the theft of Muslims’ money by criminals.

فكوني عونًا لزوجك. Be helpful to your husband.

تفكيك الأسر لن يزيد المسلمين إلا ذُلًا، ومَهانةً، وتَحكُّمًا من المجرمين، Breaking up families will only increase Muslims’ humiliation, humiliation, and control from criminals.

الَّذين اَعْثَروا حياتك، وحياته. Those who made your life, and his life, stumble.

«ارحموا من في الأرض، يرحمْكم من في السَّماءِ» (سنن الترمذي:حسن صحيح)

وإذا تَكَرَّمَت المرأة على زوجها -في هذه الحالة-، وساعدته، فلها أجرٌ عظيمٌ. If the woman is generous to her husband - in this case - and helps him, she will have a great reward.

ففي الحديث -الَّذي رواه البخاري-

أنَّ زينب -امرأة عبد الله بن مسعود- أرسلت تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: Zainab - the wife of Abdullah bin Masoud - was sent to ask the Prophet - may God bless him and grant him peace:

"أيَجْزي عنّي أن أُنْفق على زَوْجي وأَيْتَامٍ لي في حِجْرِي؟" “Is it sufficient for me to support my husband and orphans in my care?”

-لم يكن زوجها يستطيع النَّفقة عليها-،

فقال نبيُّنا -عليه الصلاة والسَّلام-:

«نَعَمْ، لَهَا أجْرَانِ، أجْرُ القَرَابَةِ وأَجْرُ الصَّدَقَةِ» (صحيح البخاري). “Yes, it has two rewards, the reward of kinship and the reward of charity” (Sahih Al-Bukhari).

أجرٌ مضاعفٌ؛ لأنها تصدَّقت على زوجها. Double pay; Because she gave alms to her husband.

صدقةٌ! نعم، صدقةٌ.

تُسمى تَصدَّقت على زوجها؛ لأنَّها ليست مُلزَمةً به.

ومع ذلك فأجرها مضاعفٌ.

[سؤال 10] لكن -يا أخي- ذِكْر هذا الكلام -حتى مع كل هذه الضَّوابط- [Question 10] But - my brother - mentioning this - even with all these controls -

قد يُجرِّءُ بعض النِّساء. It may embolden some women.

يعني...ماذا تريدون؟!

أن نسكت عن تعليم الناس حقوقَهم وواجباتِهم الشَّرعية؟ Should we remain silent about teaching people their legal rights and duties?

خليهم جاهلين أحسن؟ Is it better to leave them ignorant?

هي لا تعرف حقوقها. She doesn't know her rights.

وإذا عرفتها وطالبت بها، لن يعطيها زوجها؛ فبلاش تعرفها من الأصل؟ If she knows it and demands it, her husband will not give it to her; Why don't you know her at all?

لا، ليس هناك مصلحةٌ أعظم من أن يعرف النَّاس -رجالًا ونساءً- عظمةَ شريعةِ ربِّهم، No, there is no greater interest than for people - men and women - to know the greatness of the law of their Lord.

وتطمئن نفوسهم إلى عدل ربهم، وحكمته. Their souls are reassured by the justice and wisdom of their Lord.

هذا أولى من حفظ أُسَرٍ يرافقه سوء ظنٍ بالله وشريعته تُرْضِعه المرأة أطفالها. This is better than preserving families, which is accompanied by mistrust of God and His law. A woman breastfeeds her children.

عندما يُفْرَض سلطان الشَّريعة على الجميع، فإنَّ الكلَّ يُنْصَف. When the authority of Sharia is imposed on everyone, everyone is treated fairly.

ولا يَعْتَرضُ إلا مريض القلب، ومتَّبع الهوى. Only a patient of heart and a follower of his own desires would object.

وما تَرك النَّاس من أمر الله شيئًا إلا أحْوَجهم الله إليه. People do not abandon anything of God’s command unless God makes them need it.

وإذا أصبح كلُّ طَرَفٍ يتمسك من الشَّريعة بما يحلو له، وينزعج إذا طُولب بواجباته، If each party adheres to Sharia law as it pleases, and becomes upset if it is asked to fulfill its duties,

فإنَّه يصبح كالمنافقين المتحكِّمين He becomes like controlling hypocrites

الَّذين يُخضِعون النَّاس باسم الشَّريعة، وهم عنها معرضون Those who subjugate people in the name of Sharia law, but they turn away from it

﴿وَإِذَا دُعُو إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ [النور : 48-49] And if the truth is theirs, they will come to it submitting. (An-Nour: 48-49)

وما سُلِط هؤلاء على المسلمين These people did not have authority over the Muslims

إلَّا لمَّا فَشَت في المسلمين أنفسِهم الانتقائية في التعامل مع دِين ربِّ العالمين. Except when selectivity has spread among the Muslims themselves in dealing with the religion of the Lord of the Worlds.

[سؤال 11] طيّب، ماذا إذا كانت الزَّوجة حاملةً لشهادة الدُّكتوراه،

وزوجها ليس متعلمًا تعليمًا جامعيًا أصلًا،

لماذا تبقى له القِوامة؟

بدايةً -يا كرام- الدِّراسة الجامعيّة ليست معيارًا للعلم النافع، ولا سلامة التَّفكير. First of all - dear ones - university studies are not a criterion for useful knowledge, nor sound thinking.

وحتى لو افترضنا أنَّ بعض النِّساء عندهنَّ علمٌ شرعيٌ وحِكمةٌ أكثر من أزواجهنَّ،

فيبقى أنَّ الإسلام يأتي بعموماتٍ تناسب البشرية. It remains that Islam brings generalities that suit humanity.

ومع ذلك فإذا كان بعض الرجال عنده نقصٌ مخلٌ في هذه القدرات: However, if some men have a disastrous deficiency in these abilities:

كأمراضٍ نفسيةٍ تعيق بالفعل قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة، As a psychological illness that actually hinders his ability to make appropriate decisions,

وحاولت المرأة ستر ذلك لكنَّه لا يستجيب ممَّا يؤثر على حياتها، The woman tried to cover it, but he did not respond, which affected her life.

فإنَّ لها -في هذه الحالة-

أن تطلب تَدخُّل العقلاء من أهلها، وأهله، أو تَدَخُّل القضاء الإسلاميُّ،

ويبقى له حق القِوامة فيما هو من حقه بالفعل

ما دام مرضه، أو ضعف تفكيره، لا يخرجه من دائرة العقلاء المُكلَّفِين. As long as his illness, or the weakness of his thinking, does not remove him from the circle of responsible rational people.

ويبقى المبدأ العام على أصله: من أنَّ القِوامة للرِّجال عمومًا.

لا يطعن فيها الحالات الخاصة، Special cases are not subject to appeal.

ولا نقول:

لأن هناك حالاتٌ استثنائيةٌ؛ فإنَّ هذا يطعن في التَّشريع الإسلاميِّ بأنَّ القِِوامة للرَّجل. Because there are exceptional cases; This challenges Islamic law, which stipulates that custodianship belongs to the man.

[سؤال 12] طيّب، إذا كان الرَّجل قائمًا بما عليه -أبًا كان أو زوجًا-

غير مقصرٍ في حق المرأة، He is not negligent towards women,

لكن يَصْدر منه ما يُظهر تحكُّمًا بلا داعٍ، But there is something coming out of him that shows undue control,

فيمنع المرأة من الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب، بل ويرفض النِّقاش. He prevents the woman from going out somewhere without giving reasons, and even refuses to discuss it.

أليس هذا سوء استخدامٍ يبيح لها معصيته؟ Isn't this a misuse that allows her to disobey him?

فنقول -يا كرام ويا كريمات-: So we say - O honorable ones and O generous ones -:

مبدأ مناقشة الزَّوج في كلِّ قرارٍ، وكثرة جداله هو من أكثر ما يفسد ودَّ البيوت المسلمة. The principle of discussing with the husband in every decision, and his frequent arguments, is one of the things that most spoil the affection of Muslim homes.

نعم،

من حق الزَّوج ألا يأذن لزوجته في الخروج لمكانٍ ما دون إبداء الأسباب، The husband has the right not to allow his wife to go out somewhere without giving reasons.

وعلى زوجته طاعته ما لم يكن ذلك مانعًا لها من تعلم العلم الشَّرعيِّ الواجب عليها، His wife must obey him unless that prevents her from learning the legal knowledge that is required of her.

أو صلةِ رحمها بالحدِّ الأدنى، أو تَلَقي علاجٍ مثلًا. Or having a minimum relationship with her family, or receiving treatment, for example.

لكن فيما عدا ذلك، فليس مطلوبًا منه أن يشرح ويقنع في كلِّ مقامٍ. But other than that, he is not required to explain and convince in every situation.

لكن عندما يصل الأمر إلى مبالغةٍ من الزوج بالفعل، فإنَّ المشكلة لا تكون في القِوامة، But when the matter actually comes to an exaggeration on the part of the husband, the problem is not wardship.

وإنَّما تنشأ هذه المشاكل -عادةً- عند ضَعْف المودَّة. These problems usually arise when affection is weak.

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا And among His signs is that He created for you mates from among yourselves, that you may find tranquility in them.

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم :21].

إذا ضَعُفت المودَّة، فإنَّ الزَّوج قد يمنع زوجته مما تحب كأداةٍ للتعبير عن استيائه. If affection is weak, the husband may prevent his wife from doing what she loves as a tool to express his dissatisfaction.

يكون دورك هنا -أيتها الكريمة- أن تفكري كيف تسترضين زوجك، Your role here - O noble one - is to think about how to appease your husband.

وبأن تدركي أنَّ هذه القِوامة بمجملها لا غنًى لك عنها. And to realize that this stewardship as a whole is indispensable to you.

قد يأتي في حُزمتها ما يخالف رغباتك المشروعة، There may be something in its package that contradicts your legitimate desires,

فيمكنك أن تحاولي تحصيل هذه الرغبات بالحسنى. You can try to fulfill these desires with goodness.

لكن ليس التَّخلّي عن القِوامة بجملتها خيارًا. But abandoning wardship altogether is not an option.

في الخلافات بين الرِّجال،

قد تكون مغضَبًا، منفعلًا، مستاءً، You may be angry, agitated, upset,

تصيح في خصمك، وتقطِّب له حاجبيك، You shout at your opponent, furrowing your eyebrows at him.

وتنتظر أن يردَّ عليك؛ لتزيد انفعالًا، وغضبًا، And you wait for him to respond to you; To become more agitated and angry,

فيوجِّه لك الضَّربة القاضية. He delivers the final blow to you.

ما الضَّربة القاضية؟

يقول لك:

على كلٍّ، أنا آسفٌ إن أساءت إليك، فما قصدت إلا خيرًا.