×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

AJ+ كبريت, المُخبر الاقتصادي+ | هل يقترب اقتصاد روسيا من الانهيار بسبب العقوبات الغربية؟ (1)

المُخبر الاقتصادي+ | هل يقترب اقتصاد روسيا من الانهيار بسبب العقوبات الغربية؟ (1)

قبل ما الحرب بين روسيا وأوكرانيا تبدأ بشهر واحد

مجموعة من أكبر خبراء الاقتصاد في روسيا

زاروا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في مقر إقامته في نوفو أوغاريوفو

في ضواحي موسكو

الناس اللي حضرت الاجتماع دا كان

من ضمنهم شخصيات مهمة جداً زي

إلفيرا نابيولينا محافظة البنك

المركزي الروسي

وهيرمان غريف الرئيس التنفيذي للبنك

الحكومي الروسي سبير بنك

المهم الاجتماع دا تم مع بوتين بناء على طلب

من خبراء الاقتصاد الروس

هم اللي كانوا عاوزين يقابلوه علشان

يجاوبوه على سؤال واحد

والسؤال دا بيقول

لو الجيش الروسي دخل أوكرانيا

إزاي اقتصاد روسيا ممكن يتأثر؟

خبراء الاقتصاد الروس بما فيهم محافظة

البنك المركزي كانوا عاملين بريزنتيشن

أو عرض مكون من 39 صفحة

بيشرحوا فيه للرئيس توقعاتهم للعواقب

الاقتصادية المحتملة لو الأمور مع أوكرانيا

خرجت عن نطاق السيطرة

وسابوا هيرمان غريف رئيس سبير بنك

هو اللي يقدم البريزنتيشن قدام بوتين

لأنه صديق قديم ليه وواحد من المقربين منه

ودا لإنهم تقريباً كانوا خايفين من رد فعله

على اللي هيسمعه

الكلام اللي تقال في البريزنتيشن

ملخصه

هو إنه لو تفرضت عقوبات غربية قاسية

على روسيا

الاقتصاد الروسي ممكن يرجع عشرات

السنين لورا

القيمة الدولارية للناتج المحلي الإجمالي للبلد

ممكن تنخفض بنسبة 30% في خلال سنتين

والتضخم هيخرج عن نطاق السيطرة

والبنك المركزي هيضطر يرفع أسعار الفايدة

لـ 35%

ودا هيتسبب في إن الدخل الحقيقي للمواطن

الروسي هيقل الخمس

مستوى المعيشة بتاع الناس هيتدهور

لإن الغرب هيفرض قيود على الواردات

مش بس هتحرمنا من التقنيات والتكنولوجيا

المتقدمة

وإنما كمان ممكن تحرمنا من الضروريات

زي الأدوية والغذاء

وفي وسط ما هيرمان غريف عمال يسرد

المصايب المحتملة واحدة ورا التانية

بوتين قاطعه وقال له

بس بس بس

أنا عندي سؤال واحد

ممكن تقول لي إزاي روسيا تتجنب تأثير

أسوأ أو أخطر العقوبات الغربية المتوقعة؟

غريف واللي معاه ما قدروش يقدموا لبوتين

حل واضح

وانتهى الاجتماع على كدا ومشيوا وهم

مش عارفين بوتين بيفكر في إيه

أو هل اللي قالوه دا هو خده في اعتباره

وللا لا

ولكنهم عرفوا الإجابة بعدها بشهر

لما بوتين أمر الجيش الروسي بالدخول للأراضي

الأوكرانية علشان تبدأ الحرب

الروسية الأوكرانية

اللي بسببها الدول الغربية فرضت على روسيا

أقصى عقوبات اقتصادية تفرضت على

أي دولة في التاريخ

عقوبات حتى عمرها ما خطرت على بال

خبراء الاقتصاد الروس لما كانوا بيفكروا

في أسوأ السيناريوهات الممكنة

النهار دا بقى بعد مرور ما يقرب من 10

شهور على الحرب

خلونا نجاوب على سؤال مهم

إزاي الاقتصاد الروسي تأثر بالعقوبات الغربية؟

السؤال دا هنحاول نجاوب عليه باستفاضة

في حلقة النهار دا

أنا أشرف إبراهيم

ودا المخبر الاقتصادي+

في مساء يوم 23 فبراير اللي فات

الراجل اللي في الصورة قدامكم دا

كان المفروض يظهر على قناة MSNBC

الأمريكية في برنامج بيذاع في تمام

الساعة 9 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة

ولكن قبل ما يطلع على الهوا بحاجة بسيطة

انسحب فجأة وجري على البيت الأبيض

بعد ما عرف إن خلاص الجيش الروسي

داخل أوكرانيا

ودا بالفعل اللي حصل في الساعات الأولى

من صباح الخميس 24 فبراير

كتير منكم يمكن متابع الأزمة الروسية

الأوكرانية عن قرب من بدايتها

ولكن أظن إن معظمكم ما شافش الراجل دا

قبل كدا أو حتى سمع اسمه

رغم إنه في الواقع واحد من أهم الشخصيات

اللي كان ليها دور في إدارة الأزمة

ولكن دا كان مفهوم بالنظر لإنه كان بعيد

عن الأضواء طول الوقت

الروس نفسهم ما كانوش يعرفوه

لكن لما الحرب بدأت حفظوه زي اسمهم

دا يا جماعة دوليب سينغ

اقتصادي أمريكي كان ماسك منصب نائب

مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون

الاقتصاد الدولي في الفترة ما بين

فبراير 2021 ويونيو 2022

دا هو مهندس العقوبات الغربية على روسيا

العقل المدبر اللي كان قاعد بيخطط

ويتكتك قبل شهور من الحرب علشان يعرف

يدل صناع القرار في الولايات المتحدة

يضربوا روسيا فين بالضبط

الراجل دا فضل في منصبه خلال الحرب

الروسية الأوكرانية حوالي 4 شهور تقريباً بس

ولكن الفترة القليلة دي قعد يهندس واحدة

من أشرس عمليات الاغتيال الاقتصادي

في التاريخ ضد روسيا

القصة بدأت في أوائل نوفمبر 2021

يعني قبل 4 شهور تقريباً من بداية الحرب

في الوقت دا الاستخبارات الأمريكية بدأت

تحذر من غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية

ودا شيء كان عامل قلق لصناع القرار

في الولايات المتحدة

وبما إن الخيار العسكري غير مطروح بالمرة

في السياق دا

فالأمريكان بدؤوا يفكروا في وسائل تانية

ممكن تساهم في ردع بوتين عن غزو

أوكرانيا ومحاولة إسقاط الحكومة في كييف

الوسيلة الأشهر والسلاح الأكثر فاعلية من

وجهة نظر الأمريكيين

هو سلاح العقوبات الاقتصادية اللي جربوه

قبل كدا مع الروس في أزمة 2014

لما احتلوا شبه جزيرة القرم

الأمريكان بدؤوا يخططوا للعقوبات الاقتصادية

اللي ممكن يفرضوها على روسيا

ولكن الموضوع ما كانش سهل

كان فيه تحدي قدامهم اسمه البنك

المركزي الروسي

واحد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض

إن البنك المركزي

الروسي بيديره مجموعة قوية وموهوبة جداً

من الخبراء التكنوقراط

وإحنا متوقعين إن لو روسيا دخلت في أي

أزمة اقتصادية مسؤولي البنك هيتعاملوا

معاها بذكاء

وهنا بقى جاه دور دوليب سينغ صاحب

الـ 46 سنة

سينغ بيقول إحنا قعدنا ندرس الروس

كويس جداً

ونشوف إيه هي نقاط قوتنا

وإيه هي نقاط ضعفهم

وفي أي منطقة نقاط قوتنا بتتلاقى مع نقاط

ضعفهم علشان نستغلها

من ضمن نقاط الضعف الروسية اللي سينغ

حط إيده عليها هي التكنولوجيا الغربية اللي

روسيا بتعتمد عليها زي الرقائق الإلكترونية

والبرمجيات

ودا بالإضافة لاعتماد البنوك الروسية على

رأس المال الأجنبي

وزي ما إحنا عارفين

الولايات المتحدة بتملك القدرة على إنها تستغل

نقطتين الضعف دول ضد روسيا وتمنعها

من الوصول للتكنولوجيا الغربية

ورأس المال الأجنبي

بس كل دا رغم أهميته مش هيزعل الروس

قوي وهم غالباً متوقعين التحركات دي

اللي الروس عمرهم ما توقعوه بقى هو

إن الأمريكان ياخدوا بالهم من نقطة

ضعفهم الأهم

اللي هي في نفس الوقت سلاحهم

الاقتصادي الأقوى

وأنا هنا بتكلم على الاحتياطيات النقدية

الضخمة اللي روسيا بنتها في الـ 8 سنين الأخيرة

وتحديداَ من 2014

في فبراير 2022 وقبل ما البلد تدخل الحرب

روسيا كان عندها احتياطيات من الدهب

والنقد الأجنبي قيمتها بتوصل لـ 643

مليار دولار

الاحتياطي الضخم دا روسيا بنته تحت إشراف

البنك المركزي علشان يبقى حائط صد ضد

أي صدمات اقتصادية تتعرض ليها البلد

بوتين كان داخل الحرب وهو عامل حسابه

إنه هيقدر يسند الاقتصاد الروسي من خلال

الاحتياطيات دي

ولكنه تفاجأ مفاجأة وحشة جداً

دوليب سينغ انتبه من قبل الحرب لتحركات

روسيا في الاتجاه دا

وتوقع إن بوتين هيعتمد على الاحتياطيات دي

في تحصين الاقتصاد الروسي ضد

العقوبات الغربية

علشان كدا بدأ يفكر إزاي ممكن يحرم روسيا

من احتياطياتها دي بأي وسيلة

ومن هنا بدأ يركز على نقطة قوة تانية

بتملكها الولايات المتحدة على روسيا

وهي سيطرة الدولار الأمريكي على

المعاملات الدولية

أمريكا تقدر من خلال استغلالها لسطوة

الدولار تفرض عقوبات على البنك المركزي

الروسي تمنعه من الوصول لاحتياطياته

اللي الجزء الأكبر منها خارج روسيا

في الوقت اللي كان الأمريكيين قاعدين

يخططوا للعقوبات المحتملة على روسيا

حلفاؤهم الأوروبيين ما كانوش متحمسين

قوي للفكرة

ودا لسببين

أولاً كانوا شايفين إنه ما فيش داعي لاتخاذ

عقوبات قاسية وغير مسبوقة ضد روسيا

لإن الحرب ساعتها ما كانتش لسه بدأت

ثانياً الأوروبيين لحد آخر لحظة كانوا

بيحاولوا يتجنبوا فرض عقوبات على روسيا

بسبب اعتمادهم عليها في توفير جزء كبير

من احتياجاتهم من الطاقة

علشان كدا الأمريكيين استنوا لحد ما الأوروبيين

الشوق يجيبهم

ويكون عندهم الحماس والشجاعة إنهم

يمشوا مع الأمريكان في السكة الخطر دي

ويفرضوا عقوبات على روسيا

خلال الفترة القصيرة اللي قبل الحرب سينغ

كان بيتكلم كل أسبوع مع نظرائه في

كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان

والمملكة المتحدة

ولكن كان أكتر حد بيتكلم معاه هو

بيورن سيبرت مدير مكتب رئيسة المفوضية

الأوروبية أورسولا فون دير لاين

وأحد كبار مساعديها

كانوا بيتكلموا مع بعض أكتر من مرة

في اليوم

المهم في النهاية سينغ نجح في إنه يطبخ

ويهندس معظم العقوبات الاقتصادية اللي

ممكن الولايات المتحدة وأوروبا يفرضوها

على روسيا في أي وقت

علشان كدا ناس كتير تفاجأت من سرعة قرارات

العقوبات الغربية اللي صاحبت غزو روسيا

لأوكرانيا

يعني بعد ساعات قليلة من دخول القوات

الروسية للأراضي الأوكرانية

الولايات المتحدة أعلنت عن سلسلة من

العقوبات الاقتصادية على روسيا واللي كان من

ضمنها فرض عقوبات على 4 بنوك روسية

كبيرة

العقوبات دي كلها أصلاً سينغ كان مجهزها

في الدرج من قبل الحرب

ويمكن أهم عقوبة خطط ليها الراجل دا

هي العقوبة اللي أعلنت عنها وزارة الخزانة

الأمريكية بعد أيام من الحرب وتحديداً يوم

28 فبراير اللي فات لما قررت تجميد أصول

البنك المركزي الروسي وفرض عقوبات

عليه ومحاصرة أصوله في جميع أنحاء العالم

ودا كان استهداف واضح لحصن روسيا

المنيع اللي كانت قيمته بتوصل

وقتها لـ 643 مليار دولار

العقوبة فاجأت الأمريكيين اللي ما كانوش

يعرفوا القرار

وفاجأت المسؤولين الروس في نفس الوقت

في 23 مارس اللي فات

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

كان قاعد مع طلاب وأعضاء هيئة

معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية

وقال لهم نصاً

الغرب لما جمد احتياطيات البنك المركزي

الروسي

ما كانش فيه حد يتخيل أبداً إن العقوبات الغربية

ممكن توصل لكدا

اللي حصل دا سرقة

وبالمناسبة صحيح

فشل المسؤولين الروس في توقع إن أمريكا

ممكن تستهدف احتياطيات البنك المركزي

الروسي من النقد الأجنبي والدهب الموجود

في الخارج كانت هتروح ضحيته محافظة

البنك إلفيرا نابيولينا

الفاينانشيال تايمز بتحكي إن فيه ناس في

الدائرة المقربة من بوتين حاولوا يقنعوه

إن يشيل إلفيرا نابيولينا

ويعين بدالها سيرغي غلازييف لإنها ما

توقعتش أبداً إنه يتم استهدف احتياطيات

البنك المركزي وبالتالي ما حذرتش منه

لكن بوتين رفض وتمسك بنابيولينا

وجدد لها لولاية تالتة قبل معاد التجديد

ودا لإنه كان واثق فيها وعارف إنها أكتر حد

هيقدر يقود الاقتصاد الروسي في وجه

عاصفة العقوبات الغربية اللي استهدفت

تدمير الاقتصاد الروسي

طريقة تعامل البنك المركزي مع الأزمة

وإداراته للتبعات الاقتصادية للحرب في الشهور

الأخيرة

بتثبت إن بوتين كان ذكي وموفق جداً

في تصميمه على بقاء نابيولينا في منصبها

لأن الست دي أدارت بكفاءة واحدة من أكبر

عمليات الإنقاذ في التاريخ للاقتصاد الروسي

اللي كان مش ملاحق على العقوبات

الاقتصادية اللي عمالة تنزل عليه من كل جهة

طريقة إدارة نابيولينا للأزمة

أنا كنت حكيتها لكم باستفاضة في حلقتين

قبل كدا

حلقة المرأة التي أنقذت روسيا

وحلقة الروبل أقوى عملة

ضروري تشوفوهم علشان تتعرفوا أكتر

على أقوى امرأة في روسيا واللي بتعتبر

واحدة من أفضل خبراء الاقتصاد في العالم

مهمة نابيولينا الرئيسية كانت تجنيب الاقتصاد

الروسي سيناريو الانهيار التام

ودا نجحت فيه بجدارة

ولكن دا مش معناه إنها قدرت تعزل

الاقتصاد الروسي عن أي تأثيرات سلبية

للعقوبات الغربية

بالعكس

الاقتصاد الروسي بيعاني النهار دا بشدة من آثار

العقوبات الاقتصادية الغربية اللي تم فرضها

عليه في الشهور العشرة الأخيرة

وخلونا نبدأ بمؤشرات الاقتصاد الكلي

صندوق النقد الدولي بيتوقع إن الاقتصاد

الروسي هينكمش بنسبة 3.5% خلال

السنة اللي إحنا فيها دي 2022

على الناحية التانية الرئيس الروسي

فلاديمير بوتين متفائل شوية وبيقول إن

اقتصاد البلد هينكمش بنسبة 2.5%

السنة دي بس

في نفس الوقت وزير المالية الروسي

أنطون سيلوانوف

بيتوقع إن عجز الميزانية الروسية السنة دي

هيوصل لما يعادل 2% من الناتج المحلي

الإجمالي

وبرضو بحسب بيانات وزارة المالية

الإيرادات الضريبية من القطاع غير النفطي

قلت بنسبة 20% في أكتوبر اللي فات

وطبعاً ما ينفعش ننسى الأسعار

في شهر نوفمبر اللي فات معدل التضخم

في روسيا وصل لـ 12% على أساس سنوي

لما نيجي بقى نبص على حالة القطاعات

الاقتصادية في البلد هنلاقي الصورة

حزينة شوية

أكتر قطاعين تعرضوا لأضرار في روسيا

بسبب العقوبات الاقتصادية هما قطاع

التصنيع والقطاع المصرفي

قطاع التصنيع دا مثلاً بيشغل حوالي 10 مليون

روسي

والمفروض إن التصنيع هو العمود الفقري

لخطة بوتين اللي بتهدف لتنويع مصادر دخل

الاقتصاد الروسي بعيداً عن النفط

القطاع دا تعرض لضربتين جامدين جداً

الضربة الأولى كانت مغادرة عدد كبير من

الشركات العالمية اللي بتشتغل في روسيا

أو تعليقها لعملياتها

في أكتر من 1000 شركة عالمية علقت

عملياتها في روسيا

وجزء كبير من الشركات دي كان مشارك شركات

روسية في مشاريع تصنيع محلية

الشركات العالمية دي لما خرجت أو وقفت

عملياتها في البلد سابت الشركات الروسية

عاجزة عن إدارة المشاريع المشتركة

الضربة التانية اللي أخدها قطاع التصنيع

الروسي كانت حظر الواردات خصوصاً

قطع الغيار والتكنولوجيا

الضربتين دول نلاقيهم واضحين بقوة في

صناعة زي صناعة السيارات

مشكلة الصناعة دي هي إن اعتمادها على

الأجزاء المستوردة بيوصل لـ 90%

بدون مبالغة

ونسبة كبيرة من الأجزاء دي كان بيوفرها

الشريك الأجنبي

يعني مثلاً عارفين العربية الروسية

الشهيرة لادا؟

العربية دي اللي بيصنعها هي شركة

أفتوفاز الروسية بالتعاون مع رينو الفرنسية

في مارس اللي فات وبعد شهر تقريباً من

بداية الحرب

رينو قررت تخرج من روسيا وسابت

المشروع لشريكها الروسي

أوتوفاز الروسية احتاست من غير رينو

وفضلت موقفة الإنتاج لشهور لحد ما

قررت تستأنف الإنتاج تاني في يونيو اللي فات

المشكلة بقى هي إن السيارات اللي الشركة

الروسية صنعتها كان ناقصها أجزاء مهمة زي

الوسادات الهوائية وأنظمة منع انغلاق المكابح

ABS

وتكييف الهوا

وغيره وغيره وغيره

دي طبعاً كانت معاناة ونتيجتها كانت

واضحة جداً

يعني في سبتمبر اللي فات الإنتاج الروسي

من السيارات انخفض بنسبة 77% بالمقارنة

مع نفس الشهر من السنة اللي فاتت

وبالتوزاي مع دا مبيعات السيارات في البلد


المُخبر الاقتصادي+ | هل يقترب اقتصاد روسيا من الانهيار بسبب العقوبات الغربية؟ (1)

قبل ما الحرب بين روسيا وأوكرانيا تبدأ بشهر واحد

مجموعة من أكبر خبراء الاقتصاد في روسيا

زاروا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في مقر إقامته في نوفو أوغاريوفو

في ضواحي موسكو

الناس اللي حضرت الاجتماع دا كان

من ضمنهم شخصيات مهمة جداً زي

إلفيرا نابيولينا محافظة البنك

المركزي الروسي

وهيرمان غريف الرئيس التنفيذي للبنك

الحكومي الروسي سبير بنك

المهم الاجتماع دا تم مع بوتين بناء على طلب

من خبراء الاقتصاد الروس

هم اللي كانوا عاوزين يقابلوه علشان

يجاوبوه على سؤال واحد

والسؤال دا بيقول

لو الجيش الروسي دخل أوكرانيا

إزاي اقتصاد روسيا ممكن يتأثر؟

خبراء الاقتصاد الروس بما فيهم محافظة

البنك المركزي كانوا عاملين بريزنتيشن

أو عرض مكون من 39 صفحة

بيشرحوا فيه للرئيس توقعاتهم للعواقب

الاقتصادية المحتملة لو الأمور مع أوكرانيا

خرجت عن نطاق السيطرة

وسابوا هيرمان غريف رئيس سبير بنك

هو اللي يقدم البريزنتيشن قدام بوتين

لأنه صديق قديم ليه وواحد من المقربين منه

ودا لإنهم تقريباً كانوا خايفين من رد فعله

على اللي هيسمعه

الكلام اللي تقال في البريزنتيشن

ملخصه

هو إنه لو تفرضت عقوبات غربية قاسية

على روسيا

الاقتصاد الروسي ممكن يرجع عشرات

السنين لورا

القيمة الدولارية للناتج المحلي الإجمالي للبلد

ممكن تنخفض بنسبة 30% في خلال سنتين

والتضخم هيخرج عن نطاق السيطرة

والبنك المركزي هيضطر يرفع أسعار الفايدة

لـ 35%

ودا هيتسبب في إن الدخل الحقيقي للمواطن

الروسي هيقل الخمس

مستوى المعيشة بتاع الناس هيتدهور

لإن الغرب هيفرض قيود على الواردات

مش بس هتحرمنا من التقنيات والتكنولوجيا

المتقدمة

وإنما كمان ممكن تحرمنا من الضروريات

زي الأدوية والغذاء

وفي وسط ما هيرمان غريف عمال يسرد

المصايب المحتملة واحدة ورا التانية

بوتين قاطعه وقال له

بس بس بس

أنا عندي سؤال واحد

ممكن تقول لي إزاي روسيا تتجنب تأثير

أسوأ أو أخطر العقوبات الغربية المتوقعة؟

غريف واللي معاه ما قدروش يقدموا لبوتين

حل واضح

وانتهى الاجتماع على كدا ومشيوا وهم

مش عارفين بوتين بيفكر في إيه

أو هل اللي قالوه دا هو خده في اعتباره

وللا لا

ولكنهم عرفوا الإجابة بعدها بشهر

لما بوتين أمر الجيش الروسي بالدخول للأراضي

الأوكرانية علشان تبدأ الحرب

الروسية الأوكرانية

اللي بسببها الدول الغربية فرضت على روسيا

أقصى عقوبات اقتصادية تفرضت على

أي دولة في التاريخ

عقوبات حتى عمرها ما خطرت على بال

خبراء الاقتصاد الروس لما كانوا بيفكروا

في أسوأ السيناريوهات الممكنة

النهار دا بقى بعد مرور ما يقرب من 10

شهور على الحرب

خلونا نجاوب على سؤال مهم

إزاي الاقتصاد الروسي تأثر بالعقوبات الغربية؟

السؤال دا هنحاول نجاوب عليه باستفاضة

في حلقة النهار دا

أنا أشرف إبراهيم

ودا المخبر الاقتصادي+

في مساء يوم 23 فبراير اللي فات

الراجل اللي في الصورة قدامكم دا

كان المفروض يظهر على قناة MSNBC

الأمريكية في برنامج بيذاع في تمام

الساعة 9 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة

ولكن قبل ما يطلع على الهوا بحاجة بسيطة

انسحب فجأة وجري على البيت الأبيض

بعد ما عرف إن خلاص الجيش الروسي

داخل أوكرانيا

ودا بالفعل اللي حصل في الساعات الأولى

من صباح الخميس 24 فبراير

كتير منكم يمكن متابع الأزمة الروسية

الأوكرانية عن قرب من بدايتها

ولكن أظن إن معظمكم ما شافش الراجل دا

قبل كدا أو حتى سمع اسمه

رغم إنه في الواقع واحد من أهم الشخصيات

اللي كان ليها دور في إدارة الأزمة

ولكن دا كان مفهوم بالنظر لإنه كان بعيد

عن الأضواء طول الوقت

الروس نفسهم ما كانوش يعرفوه

لكن لما الحرب بدأت حفظوه زي اسمهم

دا يا جماعة دوليب سينغ

اقتصادي أمريكي كان ماسك منصب نائب

مستشار الأمن القومي الأمريكي لشؤون

الاقتصاد الدولي في الفترة ما بين

فبراير 2021 ويونيو 2022

دا هو مهندس العقوبات الغربية على روسيا

العقل المدبر اللي كان قاعد بيخطط

ويتكتك قبل شهور من الحرب علشان يعرف

يدل صناع القرار في الولايات المتحدة

يضربوا روسيا فين بالضبط

الراجل دا فضل في منصبه خلال الحرب

الروسية الأوكرانية حوالي 4 شهور تقريباً بس

ولكن الفترة القليلة دي قعد يهندس واحدة

من أشرس عمليات الاغتيال الاقتصادي

في التاريخ ضد روسيا

القصة بدأت في أوائل نوفمبر 2021

يعني قبل 4 شهور تقريباً من بداية الحرب

في الوقت دا الاستخبارات الأمريكية بدأت

تحذر من غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية

ودا شيء كان عامل قلق لصناع القرار

في الولايات المتحدة

وبما إن الخيار العسكري غير مطروح بالمرة

في السياق دا

فالأمريكان بدؤوا يفكروا في وسائل تانية

ممكن تساهم في ردع بوتين عن غزو

أوكرانيا ومحاولة إسقاط الحكومة في كييف

الوسيلة الأشهر والسلاح الأكثر فاعلية من

وجهة نظر الأمريكيين

هو سلاح العقوبات الاقتصادية اللي جربوه

قبل كدا مع الروس في أزمة 2014

لما احتلوا شبه جزيرة القرم

الأمريكان بدؤوا يخططوا للعقوبات الاقتصادية

اللي ممكن يفرضوها على روسيا

ولكن الموضوع ما كانش سهل

كان فيه تحدي قدامهم اسمه البنك

المركزي الروسي

واحد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض

إن البنك المركزي

الروسي بيديره مجموعة قوية وموهوبة جداً

من الخبراء التكنوقراط

وإحنا متوقعين إن لو روسيا دخلت في أي

أزمة اقتصادية مسؤولي البنك هيتعاملوا

معاها بذكاء

وهنا بقى جاه دور دوليب سينغ صاحب

الـ 46 سنة

سينغ بيقول إحنا قعدنا ندرس الروس

كويس جداً

ونشوف إيه هي نقاط قوتنا

وإيه هي نقاط ضعفهم

وفي أي منطقة نقاط قوتنا بتتلاقى مع نقاط

ضعفهم علشان نستغلها

من ضمن نقاط الضعف الروسية اللي سينغ

حط إيده عليها هي التكنولوجيا الغربية اللي

روسيا بتعتمد عليها زي الرقائق الإلكترونية

والبرمجيات

ودا بالإضافة لاعتماد البنوك الروسية على

رأس المال الأجنبي

وزي ما إحنا عارفين

الولايات المتحدة بتملك القدرة على إنها تستغل

نقطتين الضعف دول ضد روسيا وتمنعها

من الوصول للتكنولوجيا الغربية

ورأس المال الأجنبي

بس كل دا رغم أهميته مش هيزعل الروس

قوي وهم غالباً متوقعين التحركات دي

اللي الروس عمرهم ما توقعوه بقى هو

إن الأمريكان ياخدوا بالهم من نقطة

ضعفهم الأهم

اللي هي في نفس الوقت سلاحهم

الاقتصادي الأقوى

وأنا هنا بتكلم على الاحتياطيات النقدية

الضخمة اللي روسيا بنتها في الـ 8 سنين الأخيرة

وتحديداَ من 2014

في فبراير 2022 وقبل ما البلد تدخل الحرب

روسيا كان عندها احتياطيات من الدهب

والنقد الأجنبي قيمتها بتوصل لـ 643

مليار دولار

الاحتياطي الضخم دا روسيا بنته تحت إشراف

البنك المركزي علشان يبقى حائط صد ضد

أي صدمات اقتصادية تتعرض ليها البلد

بوتين كان داخل الحرب وهو عامل حسابه

إنه هيقدر يسند الاقتصاد الروسي من خلال

الاحتياطيات دي

ولكنه تفاجأ مفاجأة وحشة جداً

دوليب سينغ انتبه من قبل الحرب لتحركات

روسيا في الاتجاه دا

وتوقع إن بوتين هيعتمد على الاحتياطيات دي

في تحصين الاقتصاد الروسي ضد

العقوبات الغربية

علشان كدا بدأ يفكر إزاي ممكن يحرم روسيا

من احتياطياتها دي بأي وسيلة

ومن هنا بدأ يركز على نقطة قوة تانية

بتملكها الولايات المتحدة على روسيا

وهي سيطرة الدولار الأمريكي على

المعاملات الدولية

أمريكا تقدر من خلال استغلالها لسطوة

الدولار تفرض عقوبات على البنك المركزي

الروسي تمنعه من الوصول لاحتياطياته

اللي الجزء الأكبر منها خارج روسيا

في الوقت اللي كان الأمريكيين قاعدين

يخططوا للعقوبات المحتملة على روسيا

حلفاؤهم الأوروبيين ما كانوش متحمسين

قوي للفكرة

ودا لسببين

أولاً كانوا شايفين إنه ما فيش داعي لاتخاذ

عقوبات قاسية وغير مسبوقة ضد روسيا

لإن الحرب ساعتها ما كانتش لسه بدأت

ثانياً الأوروبيين لحد آخر لحظة كانوا

بيحاولوا يتجنبوا فرض عقوبات على روسيا

بسبب اعتمادهم عليها في توفير جزء كبير

من احتياجاتهم من الطاقة

علشان كدا الأمريكيين استنوا لحد ما الأوروبيين

الشوق يجيبهم

ويكون عندهم الحماس والشجاعة إنهم

يمشوا مع الأمريكان في السكة الخطر دي

ويفرضوا عقوبات على روسيا

خلال الفترة القصيرة اللي قبل الحرب سينغ

كان بيتكلم كل أسبوع مع نظرائه في

كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان

والمملكة المتحدة

ولكن كان أكتر حد بيتكلم معاه هو

بيورن سيبرت مدير مكتب رئيسة المفوضية

الأوروبية أورسولا فون دير لاين

وأحد كبار مساعديها

كانوا بيتكلموا مع بعض أكتر من مرة

في اليوم

المهم في النهاية سينغ نجح في إنه يطبخ

ويهندس معظم العقوبات الاقتصادية اللي

ممكن الولايات المتحدة وأوروبا يفرضوها

على روسيا في أي وقت

علشان كدا ناس كتير تفاجأت من سرعة قرارات

العقوبات الغربية اللي صاحبت غزو روسيا

لأوكرانيا

يعني بعد ساعات قليلة من دخول القوات

الروسية للأراضي الأوكرانية

الولايات المتحدة أعلنت عن سلسلة من

العقوبات الاقتصادية على روسيا واللي كان من

ضمنها فرض عقوبات على 4 بنوك روسية

كبيرة

العقوبات دي كلها أصلاً سينغ كان مجهزها

في الدرج من قبل الحرب

ويمكن أهم عقوبة خطط ليها الراجل دا

هي العقوبة اللي أعلنت عنها وزارة الخزانة

الأمريكية بعد أيام من الحرب وتحديداً يوم

28 فبراير اللي فات لما قررت تجميد أصول

البنك المركزي الروسي وفرض عقوبات

عليه ومحاصرة أصوله في جميع أنحاء العالم

ودا كان استهداف واضح لحصن روسيا

المنيع اللي كانت قيمته بتوصل

وقتها لـ 643 مليار دولار

العقوبة فاجأت الأمريكيين اللي ما كانوش

يعرفوا القرار

وفاجأت المسؤولين الروس في نفس الوقت

في 23 مارس اللي فات

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

كان قاعد مع طلاب وأعضاء هيئة

معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية

وقال لهم نصاً

الغرب لما جمد احتياطيات البنك المركزي

الروسي

ما كانش فيه حد يتخيل أبداً إن العقوبات الغربية

ممكن توصل لكدا

اللي حصل دا سرقة

وبالمناسبة صحيح

فشل المسؤولين الروس في توقع إن أمريكا

ممكن تستهدف احتياطيات البنك المركزي

الروسي من النقد الأجنبي والدهب الموجود

في الخارج كانت هتروح ضحيته محافظة

البنك إلفيرا نابيولينا

الفاينانشيال تايمز بتحكي إن فيه ناس في

الدائرة المقربة من بوتين حاولوا يقنعوه

إن يشيل إلفيرا نابيولينا

ويعين بدالها سيرغي غلازييف لإنها ما

توقعتش أبداً إنه يتم استهدف احتياطيات

البنك المركزي وبالتالي ما حذرتش منه

لكن بوتين رفض وتمسك بنابيولينا

وجدد لها لولاية تالتة قبل معاد التجديد

ودا لإنه كان واثق فيها وعارف إنها أكتر حد

هيقدر يقود الاقتصاد الروسي في وجه

عاصفة العقوبات الغربية اللي استهدفت

تدمير الاقتصاد الروسي

طريقة تعامل البنك المركزي مع الأزمة

وإداراته للتبعات الاقتصادية للحرب في الشهور

الأخيرة

بتثبت إن بوتين كان ذكي وموفق جداً

في تصميمه على بقاء نابيولينا في منصبها

لأن الست دي أدارت بكفاءة واحدة من أكبر

عمليات الإنقاذ في التاريخ للاقتصاد الروسي

اللي كان مش ملاحق على العقوبات

الاقتصادية اللي عمالة تنزل عليه من كل جهة

طريقة إدارة نابيولينا للأزمة

أنا كنت حكيتها لكم باستفاضة في حلقتين

قبل كدا

حلقة المرأة التي أنقذت روسيا

وحلقة الروبل أقوى عملة

ضروري تشوفوهم علشان تتعرفوا أكتر

على أقوى امرأة في روسيا واللي بتعتبر

واحدة من أفضل خبراء الاقتصاد في العالم

مهمة نابيولينا الرئيسية كانت تجنيب الاقتصاد

الروسي سيناريو الانهيار التام

ودا نجحت فيه بجدارة

ولكن دا مش معناه إنها قدرت تعزل

الاقتصاد الروسي عن أي تأثيرات سلبية

للعقوبات الغربية

بالعكس

الاقتصاد الروسي بيعاني النهار دا بشدة من آثار

العقوبات الاقتصادية الغربية اللي تم فرضها

عليه في الشهور العشرة الأخيرة

وخلونا نبدأ بمؤشرات الاقتصاد الكلي

صندوق النقد الدولي بيتوقع إن الاقتصاد

الروسي هينكمش بنسبة 3.5% خلال

السنة اللي إحنا فيها دي 2022

على الناحية التانية الرئيس الروسي

فلاديمير بوتين متفائل شوية وبيقول إن

اقتصاد البلد هينكمش بنسبة 2.5%

السنة دي بس

في نفس الوقت وزير المالية الروسي

أنطون سيلوانوف

بيتوقع إن عجز الميزانية الروسية السنة دي

هيوصل لما يعادل 2% من الناتج المحلي

الإجمالي

وبرضو بحسب بيانات وزارة المالية

الإيرادات الضريبية من القطاع غير النفطي

قلت بنسبة 20% في أكتوبر اللي فات

وطبعاً ما ينفعش ننسى الأسعار

في شهر نوفمبر اللي فات معدل التضخم

في روسيا وصل لـ 12% على أساس سنوي

لما نيجي بقى نبص على حالة القطاعات

الاقتصادية في البلد هنلاقي الصورة

حزينة شوية

أكتر قطاعين تعرضوا لأضرار في روسيا

بسبب العقوبات الاقتصادية هما قطاع

التصنيع والقطاع المصرفي

قطاع التصنيع دا مثلاً بيشغل حوالي 10 مليون

روسي

والمفروض إن التصنيع هو العمود الفقري

لخطة بوتين اللي بتهدف لتنويع مصادر دخل

الاقتصاد الروسي بعيداً عن النفط

القطاع دا تعرض لضربتين جامدين جداً

الضربة الأولى كانت مغادرة عدد كبير من

الشركات العالمية اللي بتشتغل في روسيا

أو تعليقها لعملياتها

في أكتر من 1000 شركة عالمية علقت

عملياتها في روسيا

وجزء كبير من الشركات دي كان مشارك شركات

روسية في مشاريع تصنيع محلية

الشركات العالمية دي لما خرجت أو وقفت

عملياتها في البلد سابت الشركات الروسية

عاجزة عن إدارة المشاريع المشتركة

الضربة التانية اللي أخدها قطاع التصنيع

الروسي كانت حظر الواردات خصوصاً

قطع الغيار والتكنولوجيا

الضربتين دول نلاقيهم واضحين بقوة في

صناعة زي صناعة السيارات

مشكلة الصناعة دي هي إن اعتمادها على

الأجزاء المستوردة بيوصل لـ 90%

بدون مبالغة

ونسبة كبيرة من الأجزاء دي كان بيوفرها

الشريك الأجنبي

يعني مثلاً عارفين العربية الروسية

الشهيرة لادا؟

العربية دي اللي بيصنعها هي شركة

أفتوفاز الروسية بالتعاون مع رينو الفرنسية

في مارس اللي فات وبعد شهر تقريباً من

بداية الحرب

رينو قررت تخرج من روسيا وسابت

المشروع لشريكها الروسي

أوتوفاز الروسية احتاست من غير رينو

وفضلت موقفة الإنتاج لشهور لحد ما

قررت تستأنف الإنتاج تاني في يونيو اللي فات

المشكلة بقى هي إن السيارات اللي الشركة

الروسية صنعتها كان ناقصها أجزاء مهمة زي

الوسادات الهوائية وأنظمة منع انغلاق المكابح

ABS

وتكييف الهوا

وغيره وغيره وغيره

دي طبعاً كانت معاناة ونتيجتها كانت

واضحة جداً

يعني في سبتمبر اللي فات الإنتاج الروسي

من السيارات انخفض بنسبة 77% بالمقارنة

مع نفس الشهر من السنة اللي فاتت

وبالتوزاي مع دا مبيعات السيارات في البلد