جرائم شرف، هيك سمّوها
مرحبا، عدة دراسات انتشرت بفترات مختلفة
بتربط بين الفقر و الجريمة و هذا الحكي صحيح
نسبيا، بس ما بينطبق على كل أنواع الجرائم،
يعني ممكن ينطبق على جرائم السرقة، و النهب،
و حتى القتل، بس مو بالضرورة ينطبق على
جرائم الفساد و الرشوة، وأكيد ما بينطبق على
غسيل الأموال و تزوير العملة و انتحال
الشخصية. طيب يا ترى، جرائم الشرف إلها
علاقة بالفقر و بالوضع الاقتصادي؟
للأسف الدراسات و الإحصائيات يا اللي بتتعلق
بهذا الموضوع كثير قليلة، منها دراسة انعملت
بالأردن سنة ألفين و تسعة، من إعداد المركز
الأردني للبحوث الاجتماعية و الاقتصادية، و هي
هيئة بحثية مستقلة و كانت نتائج الدراسة، إنه
جرائم القتل بدعوة الدفاع عن الشرف بتتركز
بالمناطق اللي بيتواجد فيها أعلى نسب للفقر،
مثل المناطق الجنوبية ياللّي بتوصل فيها نسبة
الفقر لثمانية و عشرين بالميّة من إجمالي
بنسبتها بالأردن.
و ذكرت الدراسة إنّه سطاشر بالميّة من مرتكبي
هيّ الجرائم، هنّن فقراء، أما الضحايا، فثلاثة و
سبعين في الميّة منهن فقيرات و ضعيفات
إقتصاديا. و أضافت الدراسة، إنّه واحد و ثمانين
بالميّة من الضحايا عمرهن أقل من ثلاثين سنة،
و ثمانية بالميّة منهن حاصلات على شهادة
الثانوية العامة، و ثمنطاش بالميّة عاملات، و
اثنين و ثمانين بالميّة عاطلات عن العمل، أما
مرتكبي الجرائم، فالتحصيل العلمي لثنين و
تسعين بالميّة منهن أدنى من الثانوية العامة.
هيّ الأرقام كلها بتوصلنا لنتيجة مهمة، إنّه جرائم
الشرف بيجي ارتباطها بالفقر من ارتباطها
بالجهل. يعني المناطق الفقيرة بتكون غالبا مالها
مقدمة من الناحية التعليمية، مثل قلّة المدارس و
سوء الكادر التعليمي، و عدم وجود النّظام و
الانضباط و المتابعة للطلاب و غيرها طبعا.
و بالتّالي، عدد كبير من أبناء و بنات المناطق
الفقيرة ما بيتلّقو تعليمهن، و حتى حملات
التوعية قليل لتوصل لعندهن. طبعا، هذا كلّه
بعكس المناطق الأفضل على المستوى
الاقتصادي، لهذا السبب من السهل إنّه أبناء
المناطق الفقيرة يتقبّلوا الأفكار المتخلّفة السائدة
بمجتمهن لأنّه ما عندهن فكر و وعي و نضج
كافي ليرفضوها، و بالتّالي، كل ما استمر الفقر و
استمر الجهل راح تستمر هيّ العقلية، و
محاربتها و مكافحتها المفروض تجي من
الأساس، من التعليم و التوعية.
الخلاصة، الفقر ما بيرتبط ارتباط مباشر بجرائم
الشرف، و لكن الجهل يا اللّي أحيانا بيكون نتيجة
الفقر و هو واحد من أهم أسباب جرائم الشرف.
