×

We use cookies to help make LingQ better. By visiting the site, you agree to our cookie policy.


image

Arabic YouTube Videos - فيديوهات يوتيوب بالعربية, رحلة اليقين ٩: روبوتات من لحم

رحلة اليقين ٩: روبوتات من لحم

السَّلام عليكم

يقول الإسلام: إِنَّ من الفطرة الَّتي أَوْدَعَها الخالق في الإنسان، شعور هذا الإنسان

بالإرادة الحرَّة في الأفعال الَّتي تقع تحت اختياره، وأنَّ هذه الإرادة الحرَّة عدلٌ إلهيٌّ.

ليتحمَّل الإنسان نتائج إختياراته، فيُثيبَهُ اللهُ إِنْ أحسنَ؛ ويعاقبَهُ إِنْ أساء.

ويقول الإلحاد: لا خالق، ولا فطرة، ولا روح، بل نحن عبارةٌ عن مادَّةٍ فقَط، مجموعةٍ من الذرَّات

قيل للملحدين: فكيف تفسِّرون حقيقةَ أنَّ الإنسان يجدُ من نفسه حريَّةَ الإختيار في أفعاله؟

يشتري أو لا يشتري، يتكلَّم أو لا يتكلَّم، يكتب أو لا يكتب؟

الذرَّات التي يتكوَّن منها الإنسان، لا وعيَ لها ولا إختيار،

إنَّما تتَّبِع قوانينَ كيميائيَّةً حيويّةً معروفة.

فإن كان الَّذي يحكُمنا هو ماديَّةَ هذه الذّرَّات،

-إن كانت أفعالنا هي نتيجةً محضةً لجيناتٍ ونبضاتِ الخلايا العصبيَّةِ التي أوجَدَتْها الصُّدفة

فنحن لسنا إلَّا روبوتات مُسَيَّرة لتعمل أعمالاً محدَّدةً.

هل رأيتم روبوتًا يختارُ بنفسه عملاً غير الَّذي بُرمِجَ عليه؟!

وكذلك نحن -حسَب مادّيَّتِكم- روبوتاتٌ لحميَّة كالرُّوبوتات المعدنيَّة.

فكيف تفسِّرون الإرادة الحرَّة بعد هذا كلِّه؟!

هذا من الأسئلة التي يَرُدُّ عليها الملحدون بتخبُّطٍ وحيرةٍ.

كما في هذا اللِّقاء

لِ (ريتشارد دوكينز) "Richard Dawkins" و (لورنس كراوس) "Lawrence Krauss"

حيث يعترف (دوكينز)"Dawkins" بأنَّ هذا السُّؤال يخيفه، وأنَّ قناعاته العقليَّة الماديَّة

بعدم وجود إرادةٍ حرَّة، تتعارضُ مع إنطباعه الشّخصيِّ القويِّ بوجودها.

وعلى عادة الملحدين...تهرَّبوا من المأزق

بإنكار الحقائق الواضحة ومخالفة بدهيَّات العقل.

فأنكر كثيرٌ منهم وجود الإرادة الحرَّة كما أنكروا من قبلُ الضّروراتِ العقليَّةَ،

وقيمة الأخلاق، ونزعةَ التّديُّن، والشّعور بوجود غايةٍ للحياة.

فترى (دوكينز) "Dawkins" يقول في كتابه (نهرٌ من عدن) "River out of eden":

الشّيفرة الوراثيَّة لا تكترث ولا تدري، إنَّها كذلك فقط، ونحن نرقص وفق أنغامها!

يعني بمعنى آخر: نحن روبوتات تحكمها الجينات

وترى عالِمَ الأعصاب الملحد سام هاريس "Samuel Harris"

يؤلِّف كتابًا بعنوان: الإرادة الحرَّة، يقول في أوَّله: الإرادة الحرَّة وَهْمٌ.

ويصف الإنسان فيه بأنَّه: (Biochemical puppet)

أي: دميةٌ كيميائيةٌ حيويةٌ،

وهو ما تُعبِّر عنه أيضًا الصُّورة على غِلاف كتابه. ومع ذلك يفتخر على الغلاف بأنَّه صاحب أحد أكثر الكتب مبيعًا بعنوان: (نهاية الإيمان).

فهذا الإنجاز العظيم، الذي نشره الملحدون التَّنويريُّون، إقناع أتباعهم

بأنَّه لا إله، وأنَّهم مُجرَّدُ دمىً متحركةٍ.

وترى بروفيسور البيئة والتّطوُّر (جيري كوين) "Jerry Coyne"

يكتب مقالاً بعنوان: أنت لا تمتلك إرادةً حرَّةً وهذه بالفعل هي الرُّؤية المتوافقة مع الإلحاد

والمنهج المادّي، أنَّه يجب ألَّا تكون هناك إرادةٌ حرَّةٌ.

لكن...

هل بالفعل هرب الملحدون بإنكارهم هذا من المأزق؟ أم أنَّهم أوقعوا أنفسهم في بحرٍ

من التّناقضات والأسئلة الَّتي لا تَنتهي؟

فإذا كان الإنسان فاقد الإختيار بالفعل،

فما المبرِّرُ لمعاقبته إِنْ أجرم وقتل وسرق وإغتصب وعذَّب وفعل الشنَّائعَ كلَّها؟

لماذا نعاقبه... وهو ضحيَّةٌ لجيناته التي تُسَيِّرُهُ رغماً عنه؟

وإِنْ كان صاحب الكرم والإيثار والتَّضحية، مجبورًا على أفعاله، فما المبرِّر للثَّناء عليه؟

ثمَّ أليس من الغريب أنَّ (سام هاريس) "Samuel Harris"

الذي يصف النَّاس بأنَّهم دُمىً بيوكيميائيَّةٌ هو نفسه الذي إقترح إلقاء قنبلةٍ نوويَّةٍ

على المسلمين للتّخلِّصِ من شرورهم؟!

أليس من الغريب أيضًا، حِرصُ الملحدين الشَّديد على إلغاء ما يسمُّونه: "وَهْمَ الإله" من الوجود

مع فتورٍ واضحٍ عن إزالة الوهم الآخر في نظرهم

وَهْمِ حريَّّةِ الإرادة البشريَّة؟

مع أنَّ هذا الوهم يجعل النَّاس يعاقِبون المجرمين المساكين المجبورين على إجرامهم!

ثمَّ إِنْ لم تكن هناك إرادةٌ حرَّةٌ،

إِنْ كان المؤمن مجبورًا على إيمانه، والملحد مجبورًا على إلحاده،

فلماذا يتحمَّس الملحدون للدَّعوة إلى إلحادهم؟

إِنْ لم يكن لدى الإنسان، إرادةٌ حقيقيَّةٌ يستطيع أن يغيَّر معتقدَهُ من خلالها.

أليس من الطَّريف جدّاً أن يؤلِّف الملحدون كتبًا، ليقنعونا من خلالها بأنَّه

لا وجود للإرادة الحرَّة؟

مع أنَّ ذلك يعني أنَّه ليس هناك أيُّ فعلٍ عقلانيٍ في تأليفهم هذا،

وإنِّما حروفٌ تمَّ صفُّها، بضغط تفاعلاتٍ بيوكيميائيَّةٍ.

ومعلومٌ أنَّه ليس من أجندة هذه التفاعلات، طلبُ الحقِّ فضلاً عن إصابته.

وما قيمة التعلَّم؟ إن كان الإنسان فاقدًا للإرادة الحرَّة، الَّتي يختار من خلالها

المعارف الصَّحيحة، دون الباطلة

إِنْ كان مدفوعًا رغمًا عنه إلى نتائجَ محدَّدةٍ، بغضِّ النَّظر أَهِيَ صحيحةٌ أَمْ باطلةٌ؟!

أليس من المعلوم أنَّ أصل كلمة (عَقْلٌ) في اللُّغة العربيَّة هو: (المنعُ)؟

فعقل الإنسان يمنعه أن ينساق خلف أيِّ شيءٍ كالبهيمة. أفلا يكون الملحدون لذلك بلا عقول؟

لأنَّهم بإنكارهم للإرادة الحرَّة، مدفوعون لما يفعلون، دون شيءٍ يحجزهم!

أليس من المضحك بعد هذا كلِّه أن يلقِّب الملحدون أنفسهم

بالمفكِّرين الأحرار "Free thinkers"؟

مع أنَّه في ظلِّ إنكارهم للإرادة الحرَّة، وإنكارهم للمُسلَّمات العقليَّة

-كما بينَّا في الحلقة الخامسة-

فإنَّ الإنسان لا يمكن أنَْ يكون مفكِّرًا ولا أَنْ يكون حُرًّا.

أليس من المضحك أن يتكلَّم الملحدون عن كرامة الإنسان مع أنَّ إلحادهم يعني،

إنسانًا بلا عقلٍ، بلا أخلاقٍ، بلا غايةٍ، بلا إرادةٍ حرَّةٍ،

إنَّما وَسٌخ كيميائيٌّ، تحرِّكه الصُّدفة كالدُّمية!

تساؤلاتٌ لا تنتهي، تلطِمُ وُجُوه الملحدين الَّذين أنكروا الإرادة الحرَّة وأنكروا الرُّوح،

وادَّعَوْا أنَّنا مادَّةٌ مجرَّدَةٌ، وأنَّ جيناتنا هي التي تسيِّرُنا.

لكن هنا تساؤل آخر مهمٌّ جدًّا:

الملحدون حين فشلوا في تفسير الظَّواهر الفِطْرِيَّة غير الماديَّة في ظاهرها،

كنزعة التديُّن والنَّزعة الأخلاقيَّة والإرادة الحرَّة، وتهرَّبوا من دلالتها على وجود الخالق،

وفسَّروها بدلًا من ذلك بالجينات.

هل لديهم أيُّ دليلٍ علميٍّ على تفسيرهم البديل هذا؟

أم أنَّه إيمانٌ أعمى بمسألةٍ غيبيةٍ لا دليلَ عليها؟ وَهْمٌ يسُدُّون به فجواتهم المعرفيَّة؟!

هل علماء الملحدين علميُّون في تفسيرهم هذا؟ أَمْ أنَّهم يخادعون أنفسهم والنَّاس؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله

والسلَّام عليكم.


رحلة اليقين ٩: روبوتات من لحم Reise der Gewissheit 9: Fleischroboter Certainty Journey 9: Robots made of flesh Viaggio della certezza 9: Robot di carne

السَّلام عليكم

يقول الإسلام: إِنَّ من الفطرة الَّتي أَوْدَعَها الخالق في الإنسان، شعور هذا الإنسان Islam says: One of the instincts that the Creator placed in man is the feeling of this person

بالإرادة الحرَّة في الأفعال الَّتي تقع تحت اختياره، وأنَّ هذه الإرادة الحرَّة عدلٌ إلهيٌّ. With free will in the actions that fall under his choice, and that this free will is divine justice.

ليتحمَّل الإنسان نتائج إختياراته، فيُثيبَهُ اللهُ إِنْ أحسنَ؛ ويعاقبَهُ إِنْ أساء. Lassen Sie einen Menschen die Konsequenzen seiner Entscheidungen tragen, und Gott wird ihn belohnen, wenn er Gutes tut. Er bestraft ihn, wenn er etwas falsch macht. For a person to bear the consequences of his choices, so God will reward him if he is good. And punish him if he offends.

ويقول الإلحاد: لا خالق، ولا فطرة، ولا روح، بل نحن عبارةٌ عن مادَّةٍ فقَط، مجموعةٍ من الذرَّات And atheism says: There is no creator, no instinct, and no soul, rather we are matter only, a group of atoms.

قيل للملحدين: فكيف تفسِّرون حقيقةَ أنَّ الإنسان يجدُ من نفسه حريَّةَ الإختيار في أفعاله؟ It was said to atheists: How do you explain the fact that man finds in himself the freedom of choice in his actions?

يشتري أو لا يشتري، يتكلَّم أو لا يتكلَّم، يكتب أو لا يكتب؟ To buy or not to buy, to speak or not to speak, to write or not to write?

الذرَّات التي يتكوَّن منها الإنسان، لا وعيَ لها ولا إختيار، The atoms of which man is composed have neither awareness nor choice.

إنَّما تتَّبِع قوانينَ كيميائيَّةً حيويّةً معروفة. It follows well-known biochemical laws.

فإن كان الَّذي يحكُمنا هو ماديَّةَ هذه الذّرَّات، If what governs us is the materiality of these atoms,

-إن كانت أفعالنا هي نتيجةً محضةً لجيناتٍ ونبضاتِ الخلايا العصبيَّةِ التي أوجَدَتْها الصُّدفة If our actions are the pure result of genes and the impulses of nerve cells created by chance

فنحن لسنا إلَّا روبوتات مُسَيَّرة لتعمل أعمالاً محدَّدةً. We are nothing but robots that are directed to perform specific tasks.

هل رأيتم روبوتًا يختارُ بنفسه عملاً غير الَّذي بُرمِجَ عليه؟! Have you seen a robot choose a job other than the one on which it was programmed?!

وكذلك نحن -حسَب مادّيَّتِكم- روبوتاتٌ لحميَّة كالرُّوبوتات المعدنيَّة. Likewise, according to your materialism, we are fleshy robots like metal robots.

فكيف تفسِّرون الإرادة الحرَّة بعد هذا كلِّه؟!

هذا من الأسئلة التي يَرُدُّ عليها الملحدون بتخبُّطٍ وحيرةٍ. This is one of the questions that atheists respond to with confusion and confusion.

كما في هذا اللِّقاء

لِ (ريتشارد دوكينز) "Richard Dawkins" و (لورنس كراوس) "Lawrence Krauss"

حيث يعترف (دوكينز)"Dawkins" بأنَّ هذا السُّؤال يخيفه، وأنَّ قناعاته العقليَّة الماديَّة Where Dawkins admits that this question scares him, and that his materialistic mental convictions

بعدم وجود إرادةٍ حرَّة، تتعارضُ مع إنطباعه الشّخصيِّ القويِّ بوجودها. The absence of free will contradicts his strong personal impression of its existence.

وعلى عادة الملحدين...تهرَّبوا من المأزق

بإنكار الحقائق الواضحة ومخالفة بدهيَّات العقل. By denying the obvious facts and violating the axioms of the mind.

فأنكر كثيرٌ منهم وجود الإرادة الحرَّة كما أنكروا من قبلُ الضّروراتِ العقليَّةَ، Many of them denied the existence of free will, just as they denied mental necessities before.

وقيمة الأخلاق، ونزعةَ التّديُّن، والشّعور بوجود غايةٍ للحياة. And the value of morals, and the tendency of religiosity, and the feeling that there is a purpose for life.

فترى (دوكينز) "Dawkins" يقول في كتابه (نهرٌ من عدن) "River out of eden": You see (Dawkins) says in his book (River out of Eden):

الشّيفرة الوراثيَّة لا تكترث ولا تدري، إنَّها كذلك فقط، ونحن نرقص وفق أنغامها! The genetic code does not care and does not know, it is just like that, and we dance according to its tunes!

يعني بمعنى آخر: نحن روبوتات تحكمها الجينات In other words: we are genetically controlled robots

وترى عالِمَ الأعصاب الملحد سام هاريس "Samuel Harris" And you see atheist neuroscientist Sam Harris.

يؤلِّف كتابًا بعنوان: الإرادة الحرَّة، يقول في أوَّله: الإرادة الحرَّة وَهْمٌ. He writes a book entitled: Free Will, in the beginning of which he says: Free will is an illusion.

ويصف الإنسان فيه بأنَّه: (Biochemical puppet) In it, the human being is described as: (Biochemical puppet).

أي: دميةٌ كيميائيةٌ حيويةٌ، ie: a biochemical dummy,

وهو ما تُعبِّر عنه أيضًا الصُّورة على غِلاف كتابه. This is also expressed in the picture on the cover of his book. ومع ذلك يفتخر على الغلاف بأنَّه صاحب أحد أكثر الكتب مبيعًا بعنوان: (نهاية الإيمان). Yet he is proud on the cover that he is the author of one of the best-selling books entitled: (The End of Faith).

فهذا الإنجاز العظيم، الذي نشره الملحدون التَّنويريُّون، إقناع أتباعهم This great achievement, which the Enlightenment atheists propagate, is to convince their followers

بأنَّه لا إله، وأنَّهم مُجرَّدُ دمىً متحركةٍ. That there is no God, and that they are just marionettes.

وترى بروفيسور البيئة والتّطوُّر (جيري كوين) "Jerry Coyne" Professor of Ecology and Evolution (Jerry Coyne)

يكتب مقالاً بعنوان: أنت لا تمتلك إرادةً حرَّةً وهذه بالفعل هي الرُّؤية المتوافقة مع الإلحاد He writes an article entitled: You do not have free will, and this is indeed the vision compatible with atheism

والمنهج المادّي، أنَّه يجب ألَّا تكون هناك إرادةٌ حرَّةٌ.

لكن...

هل بالفعل هرب الملحدون بإنكارهم هذا من المأزق؟ أم أنَّهم أوقعوا أنفسهم في بحرٍ Have atheists really escaped by denying this predicament? Or did they put themselves in a sea?

من التّناقضات والأسئلة الَّتي لا تَنتهي؟ Of endless contradictions and questions?

فإذا كان الإنسان فاقد الإختيار بالفعل، If a person has already lost the choice,

فما المبرِّرُ لمعاقبته إِنْ أجرم وقتل وسرق وإغتصب وعذَّب وفعل الشنَّائعَ كلَّها؟ What is the justification for punishing him if he committed a crime, killed, stole, raped, tortured, and committed all atrocities?

لماذا نعاقبه... وهو ضحيَّةٌ لجيناته التي تُسَيِّرُهُ رغماً عنه؟ Why do we punish him... when he is a victim of his genes that run him against his will?

وإِنْ كان صاحب الكرم والإيثار والتَّضحية، مجبورًا على أفعاله، فما المبرِّر للثَّناء عليه؟ And if the owner of generosity, altruism, and sacrifice was forced to do his actions, then what is the justification for praising him?

ثمَّ أليس من الغريب أنَّ (سام هاريس) "Samuel Harris"

الذي يصف النَّاس بأنَّهم دُمىً بيوكيميائيَّةٌ هو نفسه الذي إقترح إلقاء قنبلةٍ نوويَّةٍ He who describes people as biochemical puppets is the same one who suggested dropping a nuclear bomb.

على المسلمين للتّخلِّصِ من شرورهم؟! Muslims to get rid of their evil?!

أليس من الغريب أيضًا، حِرصُ الملحدين الشَّديد على إلغاء ما يسمُّونه: "وَهْمَ الإله" من الوجود Isn't it strange, too, that atheists are so keen to abolish what they call: "the delusion of God" from existence?

مع فتورٍ واضحٍ عن إزالة الوهم الآخر في نظرهم With a clear apathy to remove the other illusion in their eyes

وَهْمِ حريَّّةِ الإرادة البشريَّة؟ The illusion of free human will?

مع أنَّ هذا الوهم يجعل النَّاس يعاقِبون المجرمين المساكين المجبورين على إجرامهم! Although this delusion makes people punish the poor criminals who are forced to commit their crimes!

ثمَّ إِنْ لم تكن هناك إرادةٌ حرَّةٌ،

إِنْ كان المؤمن مجبورًا على إيمانه، والملحد مجبورًا على إلحاده،

فلماذا يتحمَّس الملحدون للدَّعوة إلى إلحادهم؟ So why are atheists so enthusiastic about calling for their atheism?

إِنْ لم يكن لدى الإنسان، إرادةٌ حقيقيَّةٌ يستطيع أن يغيَّر معتقدَهُ من خلالها. If a person does not have a real will, he can change his belief through it.

أليس من الطَّريف جدّاً أن يؤلِّف الملحدون كتبًا، ليقنعونا من خلالها بأنَّه Isn't it very funny that atheists write books to convince us that

لا وجود للإرادة الحرَّة؟

مع أنَّ ذلك يعني أنَّه ليس هناك أيُّ فعلٍ عقلانيٍ في تأليفهم هذا، Although this means that there is no rational act in their composition,

وإنِّما حروفٌ تمَّ صفُّها، بضغط تفاعلاتٍ بيوكيميائيَّةٍ. Rather, letters have been lined up, under the pressure of biochemical reactions.

ومعلومٌ أنَّه ليس من أجندة هذه التفاعلات، طلبُ الحقِّ فضلاً عن إصابته. It is well known that it is not part of the agenda of these interactions to seek the truth, let alone to injure it.

وما قيمة التعلَّم؟ إن كان الإنسان فاقدًا للإرادة الحرَّة، الَّتي يختار من خلالها What is the value of learning? If a person lacks free will, through which he chooses

المعارف الصَّحيحة، دون الباطلة Correct knowledge, without falsehood

إِنْ كان مدفوعًا رغمًا عنه إلى نتائجَ محدَّدةٍ، بغضِّ النَّظر أَهِيَ صحيحةٌ أَمْ باطلةٌ؟! If he was pushed against his will to specific results, regardless of whether they are true or false?!

أليس من المعلوم أنَّ أصل كلمة (عَقْلٌ) في اللُّغة العربيَّة هو: (المنعُ)؟ Is it not known that the origin of the word (mind) in the Arabic language is: (prevention)?

فعقل الإنسان يمنعه أن ينساق خلف أيِّ شيءٍ كالبهيمة. A person's mind prevents him from following anything like a beast. أفلا يكون الملحدون لذلك بلا عقول؟

لأنَّهم بإنكارهم للإرادة الحرَّة، مدفوعون لما يفعلون، دون شيءٍ يحجزهم! Because by denying free will, they are driven to do what they do, with nothing to hold them back!

أليس من المضحك بعد هذا كلِّه أن يلقِّب الملحدون أنفسهم Isn't it funny, after all this, that atheists call themselves?

بالمفكِّرين الأحرار "Free thinkers"؟

مع أنَّه في ظلِّ إنكارهم للإرادة الحرَّة، وإنكارهم للمُسلَّمات العقليَّة

-كما بينَّا في الحلقة الخامسة-

فإنَّ الإنسان لا يمكن أنَْ يكون مفكِّرًا ولا أَنْ يكون حُرًّا.

أليس من المضحك أن يتكلَّم الملحدون عن كرامة الإنسان مع أنَّ إلحادهم يعني، Isn't it funny that atheists talk about human dignity even though their atheism means,

إنسانًا بلا عقلٍ، بلا أخلاقٍ، بلا غايةٍ، بلا إرادةٍ حرَّةٍ، a man without reason, without morals, without purpose, without free will,

إنَّما وَسٌخ كيميائيٌّ، تحرِّكه الصُّدفة كالدُّمية! It's a chemical dirt, moved by chance like a doll!

تساؤلاتٌ لا تنتهي، تلطِمُ وُجُوه الملحدين الَّذين أنكروا الإرادة الحرَّة وأنكروا الرُّوح، Endless questions slapping the faces of atheists who denied free will and denied the soul,

وادَّعَوْا أنَّنا مادَّةٌ مجرَّدَةٌ، وأنَّ جيناتنا هي التي تسيِّرُنا.

لكن هنا تساؤل آخر مهمٌّ جدًّا:

الملحدون حين فشلوا في تفسير الظَّواهر الفِطْرِيَّة غير الماديَّة في ظاهرها، Atheists, when they fail to explain innate phenomena that are apparently immaterial,

كنزعة التديُّن والنَّزعة الأخلاقيَّة والإرادة الحرَّة، وتهرَّبوا من دلالتها على وجود الخالق،

وفسَّروها بدلًا من ذلك بالجينات.

هل لديهم أيُّ دليلٍ علميٍّ على تفسيرهم البديل هذا؟

أم أنَّه إيمانٌ أعمى بمسألةٍ غيبيةٍ لا دليلَ عليها؟ وَهْمٌ يسُدُّون به فجواتهم المعرفيَّة؟! Or is it a blind belief in an unseen matter for which there is no evidence? And they fill their knowledge gaps with it?!

هل علماء الملحدين علميُّون في تفسيرهم هذا؟ أَمْ أنَّهم يخادعون أنفسهم والنَّاس؟ Are atheists scientific in their interpretation of this? Or are they deceiving themselves and people?

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله

والسلَّام عليكم.